منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   جميل قصائد رابعـــــة العدويــــــه (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12038)

ملك القلوب 27 - 11 - 2010 01:01 AM

جميل قصائد رابعـــــة العدويــــــه
 
جميل قصائد رابعـــــة العدويــــــه

سيرة ذاتية
ولدت رابعة بنت إسماعيل العدوية، أم الخير، مولاة آل عتيك، في مدينة البصرة،ولا يعرف تاريخ مولدها، ولكنها توفت عام 752م، وقد جاوزت الثمانين.
ورابعة هي بلا جدال أول من نقل الزهد إلى الأفق الصوفي الإسلامي، وهي أول من حول الزهد من الخوف إلى الحب، ومن الرعب إلى المعرفة، ومن الحرمان إلى الرضا، ومن القسوة إلى الإشراق، وهي أول من جعلته شرعة ذات ألوان روحية، وأهداف وجدانية، وأطلقت فيه تيار التسامي والتصعيد، والتحليق إلى الأفق الأعلى. ومن كلامها في المواعظ:
"اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم".
وأحاديث رابعة عن الزهد، هي القبس الذي اهتدى به المتصوفة بعدها، كما اهتدوا بنورها ونهجها في المحبة والمعرفة.
روى الهجوري في كشف المحجوب قال: "جاء أمير البصرة إلى رابعة يعودها وقد حمل إليها أموالاً كثيرة وسألها أن تستعين بها على حياتها، فبكت ثم رفعت رأسها إلى السماء وقالت: هو يعلم أني استحي منه أن أسأله الدنيا وهو يملكها فكيف آخذها ممن لم يملكها. وحذرت أمير البصرة أن يعود إلى مثلها".
ولقد امتحنت رابعة في زهدها، وامتحنت في توكلها امتحاناً شاقاً عسيراً، وكاد الامتحان يزلزلها أحياناً، ولكنها سرعان ما تثوب إلى نفسها، وسرعان ما تدركها رحمة الله بالأصوات الهاتفة تثبتها وتسري عنها، حتى غدا هذا الزهد مع الأيام لوناً ملازماً، ورفيقاً أميناً، وحبيباً ملهماً.
يروي فريد الدين العطار: أن رابعة كانت صائمة وهي في مناجاة وغربت الشمس وليس لديها طعام، فغمغمت: إلى متى تعذبين نفسك يا رابعة، وتحملينها مشقة ليس بعدها مشقة!؟
وصك أذنها طرق على الباب فذهبت فإذا برجل في يده إناء ممتلئ بالطعام، تركه وانصرف، فتناولت الإناء ووضعته في زاوية من الغرفة وتشاغلت بإصلاح القنديل، فدخلت هرة فأكلت ما في الإناء، فلما عادت رابعة وجدت الإناء خاوياً، فقالت في نفسها: لا بأس أفطر على الماء.
وذهبت لتحضر الماء فانطفأ القنديل. فلم تطق احتمالاً فقالت: اللهم لم هذا العذاب؟ وأحسست ندماً فأطرقت في استحياء ، وسمعت صوتاً: – لو شئت يا رابعة وهبنا لك ما في الدنيا، ومحونا ما في قلبك من نار العشق، لأن قلباً مشغولاً بحب الله لا يشغل بحب الدنيا.
وتعلمت هذا الدرس ووعته، أن قلباً أضاءه حب الله، لا يشغل بالدنيا، فأعرضت عنها وترفعت وأخذت نفسها بعظائم الأمور.
كانت تنام على حصيرة بالية. وكان موضع الوسادة قطعة من الآجر، وكانت تشرب من إناء مكسور، وتطوي ليلها مسهدة، تصلي لله وتناجيه.
وبارك الله لها في عمرها، فعاشت وعمرت، فوق الثمانين وازدهرت حياتها وأينعت، وتكونت حولها مدرسة الروحانية الإسلامية التي ستمتد على التاريخ.
قالت عبدة خادمتها:
"ولما حضرت رابعة الوفاة دعتني، فقالت: يا عبدة: لا تؤذني بموتي أحداً، ولفيني في جبتي هذه. قالت فكفنّاها في تلك الجبة وخمار صوف كانت تلبسه".
كانت زاهدة ولم تتخل عن زهدها حتى عند وفاتها. إنها لا تريد أن تشغل الناس بشأنها، غير أن طائفة من الصالحين جاؤوا وجلسوا حولها، والروح في وداع.

بعض أبياتٍ (( رابعة العدوية ))

****
أحبك حبين حب الهوى وحبًّـــا لأنـــــك أهلٌ لذاكـــــا

فأمَّا الذي هو حبُّ الهوى فشُغلِي بذكرك عمَّن سواكا

وأمَّا الذي أنت أهلٌ لـــــه فكشفُك لي الحُجبَ حتَّى أراكا

فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاكا


البرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه
فهو محرابي إليه قبلتي
إن أمت وجداً وماثم رضا
واعناني في الورى وشقوتي
يا طبيب القلب يا كل المنى
جد بوصل منك يشفي مهجتي
يا سروري وحياتي دائماً
نشأتي منك وأيضاً نشوتي
قد هجرت الخلق جميعاً ارتجي
منك وصلاً فهل أقضي أمنيتي



وا رحمتاه

وارحـــــــمتاً للعاشقين ! قلوبهم

في تيه ميــــــدان المحبة هائمه

قامت قيامة عشقهم فنفوسهم

أبداً على قـــــــدم التذلل قائمه

إما إلى جنات وصل داـــــــــئما

أو نار صدٍ للقـــــــــــلوب ملازمه

وزادي قليـــــــــل ما أراه مُبلّغي

أللزاد أبكي أم لطـــول مسافتي

أتحرقُني بالـــــنار يا غاية المنى

فأين رجـــائي فيك أين مخافتي


يا سروري ومنيتي وعمادي
وأنيسي وعُدتي ومرادي

أنت روح الفؤاد أنت رجائي
أنت لي مؤنس وشوق كزادي

أنت لولاك يا حياتي وأُنسي
ما تشتتُ في فسيح البلاد

كم بدت مِنة وكم لك عندي
من عطاءٍ ونعمةٍ وأيادي

حُبك الآن بُغيتي ونعيمي
وجلاءُ لعين قلبي الصادي

ليس لي عندك ما حييت براحٍ
أنت منى مُمَكنُ في السواد

إن تكن راضياً عليّ فإني
يا مُنى القلب قد بدا إسعادي



~ مذهله ~ 27 - 11 - 2010 10:58 PM

سلمت الأيادي على الموضوع
تحياتي

أبو جمال 5 - 12 - 2010 06:14 PM

موضوع قيم وممتع
شكرا على المجهود


الساعة الآن 09:04 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى