منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الملاحم والأساطير ومعتقدات الشعوب (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=66)
-   -   لمحه عن الملكة عشتار (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=7740)

YARA 23 - 6 - 2010 09:32 PM

لمحه عن الملكة عشتار
 
في أور أقترن أسم هذه الملكة بشهرة واسعة من خلال التنقيبات التي أجرها ( وولي Woolley ) في المقابر الملكية ، ولم تحض أي أمرأة سومرية بهذه الشهرة الواسعة ، لقد كانت على ما يبدو تتمتع بذوق رفيع باختيار الأدوات الدقيقة الصنع التي صنعها لها فنانون مهتمون بهذه الصناعة الذهبية والأحجار الثمينة الأخرى ، وهذا يكشف لنا عن المستوى الفني الذي وصل اليه هؤلاء الفنانون في عصر السلالة السومرية الثانية ونهاية العصر السومري الحديث . والقسم الأكبر من القبور التي وجدت فيه النفائس ترجع الى بداية عصر فجر السلالات الثالث ، ففي تعليق لا ندري بارو عن حلقة عنان الحصان عثر عليها في المقبرة الملكية قائلاً (( هذه القطعة من المقبرة الملكية في اور ليست سوى مثال بين العديد من هذه النتاجات – الفنية الرائعة التي تبرر لنا أن نصف الفنانين السومريين بأنهم أعظم من جميع الفنانين القدامى ، فليست هناك مدينة أخرى في العالم ، وفي النصف الأول للألف الثالث قبل الميلاد تستطيع أن تتباهى بمثل هذه الوفرة من النتاجات الفنية التي نفذت بمثل هذه الصفة الكاملة )) لقد اختارت بو –آبي – شبعاد بنفسها أدوات المائدة الأنيقة من أرقى المعادن وهو الذهب ، وكانت انسيابية التعرجات للكأس والكاس الذي تنتهي خطوطة القوسية بقاعدته الدائرية المملوء فراغها بزهرة تسد هذه الفراغ المدور . واختارت القلائد التي خرزاتها من الذهب والفضة ومختلف الحجار الكريمة وهي تعتبر من النفائس الفريدة التي وجدت في المقبرة وكذلك شرائط ذهبية وزهور تعتبر من زينات الرأس البديعة. حتى علبة الزينة اختارتها بعناية فائقة من الذهب وكذلك الملاقط وانواع الحيوانات ولم يقف هؤلاء الصناع عاجزين عن أي صناعة أكثر تعقيداً . لقد أهتمت هذه المرأة بجمالها وزينتها التي لم تسبقها امرأة في كل العهود في تقديم أشياء أبداعية تضفي على المرأة جمالا كثيرا وابهة وتعطيها الصفة الكاملة للقدسية الملكية . أو إعطاء الدرس في الأناقة وأختيار الموضه للعطر التي تعيش فيه هي وكل الفتيات السومريات ، وهذا أوج ما وصلت اليه المرأة في العهد السومري في الحضارة والتقدم.

وما دامت هي التي أختارت الأواني الذهبية لمائدتها الملكية وأدوات زينتها النادرة فلا يستبعد كونها هي التي أشارت على الصناع المهرة أن يصنعوا لها أكليل الرأس النادر ، والذي لم يشاهد من قبل في العهود السومرية السابقة عند النساء اللواتي سبقت –شبعاد- . هذا الأكليل من الذهب الخالص الذي شكل أوراق الصفصاف أو اوراق شجر الزان المزخرفة بالذهب وقد أرتفعت فوقه ثلاث زهور تبدأ من مؤخرة الأكليل الخلفية وتنحني حركة الخطوط الثلاثة برقة مشكلة نصف أقواس تتطاول فيها الأدوار الثلاثة .ان هذا الأكليل يضفي مهابة وجلالا للملكة –شبعاد- (( أكتشف وولي هذه المقبرة بين عام 1922-1933-واكتشف القبر المرقم (789) العائد الى آباركي ومن بعده القبر الملاصق له رقم (800) العائد الى الملكة بو-آبي-شبعاد ، وقد فسر وولي هذه الظاهرة بأن الملكة بو –آبي-بدافع حبها لزوجها الملك أباركي اوصت ان تدفن بالقرب منه بعد موتها ، ولهذا السبب نشاهد القبرين (789)و(800)متلاصقين )).

كان عمرها اثناء وفاتها بحدود الأربعين سنة كما تذكر المصادر التاريخية، وجدت ممددة على سرير من الخشب ومعها وصيفتان الأولى قرب رأسها والثانية عند قدميها. وكانت بو –آبي-شبعاد ترتدي فوق ملابسها ثوباً قصيراً لحد الخصر ، وهو عبارة عن سلاسل من الخرز المصنوع من الذهب والفضة والأحجار الكريمة . كانت هذه السلاسل تنتظم بخيوط وتتصل بطوق حول العنق ثم تتدلى هذه الخيوط على الأكتاف. أما الأقراط التي تلبسها في اذنيها فهي اقراط هلالية الشكل كبيرة الحجم وهي غير مسبوقة في جميع الحلي والجماليات في السابق ، كما وجد في قبرها ثلاثة أختام اسطوانية من اللازورد تحمل احدها أسمها ولقبها –الملكه-بوآبي-وهي تتمتع بمركز رفيع أذ دفن معها تسعة وخمسون شخصاً وكميات كبيرة من الحاجيات الثمينة والعربات والأدوات. ولكن عدم وجود اسم هذه الملكة والملك زوجها آباركي في جدول السلالات للملوك دفع بعض المنقبين الى أعتبارها من ضحايا الزواج المقدس، احد الطقوس السومرية التي كانت تقام لضمان الخصب والرخاء في البلاد . (( ففي هذه المراسيم كانت الكاهن الأعلى او الملك او من ينوب عنه يقوم بدور الأله ويتزوج من احدى الكاهنات التي تتمثل بدورها الهة الخصب وذلك وسط ترانيم وصلوات وطقوس دينية معينة ، وكان الملك يرفع مع حاشيتة بعد قيامه بطقوس الزواج المقدس وذلك تشبها باله الخصب تموز عند نزوله الى العالم السفلى (( وفسر العالم مورتكات Mortgot ) ظاهرة الدفن الجماعي في ضوء هذه النظرية ، فأدعى بأن الملك كان يدفن مع حاشيته ومن تمثل الالهة عشتار-بعد انتهاء مراسيم الزواج المقدس ولكن كان يخرج من القبر بعد فترة معينة تشبهاً بقيام الأله تموز من الأموات في فصل الربيع. فاذا صحت هذه الفرضية تفسيراً للمقابر في أورفليس من المستبعد أنذاك ان تكون لبو أربي صفة دينية أي أنها كانت احدى الكاهنات اللواتي قمن بدور الألهة (( انانا)) في مراسيم الزواج المقدس )) لقد كون وولي رأياً خاصا عندما شاهد هذه الهياكل البشرية المكتشفة في تلك المقابر الجماعية ، والذي خلص على انها الأثر للمقاومة على أوضاعها ، كان الجميع موزعين في اماكنهم مما دفعه الى الأعتقاد بأن هؤلاء الأشخاص قد دخلوا هذه المقابر احياء لغاية معينة بعد أن أعطوا شيئاً من السم أو المخدر أثناء مراسيم الدفن . وفسر ظاهرة الدفن الجماعي بأنها احدى العادات القديمة التي كانت جارية في كثير من الحضارات الشرقية الأخرى حيث كانت حاشية الملك تدفن معه بعد وفاته ، لتضمن له العيش الرغيد في العالم الثاني .

أما كريمر فأعتبرها عادات نذرية تقدم الى الهة في العالم السفلي ، تماما كما فعل جلجامش ، عندما دفنت زوجته وابنه وجواريه وخدمه وغيرهم الى جانبه. لقد نزل جلجامش الى ( قصره المطهر) ( العالم السفلي ) ومعه هذه المجاميع وكمية كبيرة من الهدايا والنذور كما كانت عليه الحالة في القبور الجماعية. وجدت قيثارات ذهبية بجانب الهياكل البشرية لنسوة يرتدين الملابس الحمراء ويتزيين بالحلي والاحجار الكريمة. وكانت الموسيقى منتشرة ومنظمة من الدويلات السومرية وخاصة أور وتكاد تكون من تكوينات الوظائف التي كانت قائمة انذاك في الدولة السومرية. فهناك المنشدون الخاضعون الى ادارة المعبد وهي وظيفة يتوارثها الموسيقيون والمغنون وتقسم ( كالا ) وهو المتخصص في انشاد الاغاني الدينية الحزينة ( ونار) وهو متخصص في انشاد الاغاني الدنيوية وخاصة في الافراح مثل اعياد ( طقس الزواج المقدس) وهناك فرق خاصة بالقصر فيها نساء عازفات الى جانب الرجال الذين ينشدون الأغاني والتراثيم أي الملك والملكة / وكان بعض الملوك يشجع الموسيقى بشكل ملفت للنظر ، مثل الملك شولكي صاحب الذوق الموسيقى الرفيع و كان يجيد العزف على ثمان آلات موسيقية و يجيد القراءة والكتابة . وهناك نساء عازفات ماهرات فلا يستبعد ان تنتقل الوصيفات الى هيكل الملكة ومعهن القيثارات ، وخاصة قيثارة اور الكبير الدقيقة الصنع وكانت منتصبة في أرض المدفن بنحو 120سم. استخدم الفنان في عملها الذهب واللازورد ومواد اخرى مختلفة مثل الفضة والصدف والعقيق مقدما حسن الاستخدام وجلال التكوين الأخاذ. ومن يدري ان هناك القبور غير المكتشفة في أور وفي مدن سومرية كثيرة وان عملية اخفاء القبور الملكية في اعماق الارض هي عقبة كبيرة في طريق التنقيبات الحديثة (( الأرجح هو ان ملوك مابين النهرين سيظلون متمتعين بنوم هادئ عدة قرون قادمة ))

منقول

عبدالرحمن حموده 23 - 6 - 2010 09:43 PM

شكرا لكِ اختي يارا على هذه اللفته الرائعه

بووركتِ .. تحياتي لكِ

YARA 23 - 6 - 2010 10:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mr.slow (المشاركة 54055)
شكرا لكِ اختي يارا على هذه اللفته الرائعه

بووركتِ .. تحياتي لكِ

شكرا لك أخي الكريم للحضور الباهي
تقديري لك

أرب جمـال 23 - 6 - 2010 10:46 PM

العزيزة يارا
مثل هذه المواضيع تشدني كثيرا واستمتع بقراءتها
شكرا لك وانتظر منك مواضيع جديده
تحيتي

YARA 23 - 6 - 2010 11:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 54073)
العزيزة يارا
مثل هذه المواضيع تشدني كثيرا واستمتع بقراءتها
شكرا لك وانتظر منك مواضيع جديده
تحيتي

يسعدني حضورك أيتها العزيزه
لك ما ترغبين انتظري سيل من هذه المواضيع
لك تقديري

قلب., 25 - 6 - 2010 02:43 PM

شكرا على المعلومات والطرح يارا
يعطيك العافية

YARA 28 - 6 - 2010 02:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب., (المشاركة 54444)
شكرا على المعلومات والطرح يارا


يعطيك العافية

شكرا لك اخ قلب للحضور المتميز
باركك الله


الساعة الآن 02:21 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى