مسؤول فلسطيني: السلطة الوطنية تستثمر الخطاب السيئ لنتنياهو لحصد مزيد من الاعترافات با
 

رام الله – العهد - قال الدكتور رياض المالكي، وزير الشؤون الخارجية، إن 'الظروف باتت أكثر نضجاً لاعتراف الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 بعد أن تبيّن له أنه ليست هناك نية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدخول في عملية سلام جادة، وبعد أن أغلق الباب تماماً أمام العودة إلى المفاوضات على أساس حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967'.

وأضاف: لقد أكد بيان مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قبل أيام قليلة، استعداد الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة حينما يكون الوقت مناسباً، ونعتبر أن الوقت المناسب للاعتراف هو الآن بعد الخطاب الذي استمع إليه الجميع من نتنياهو.

وأشار المالكي إلى أن هناك استياءً دولياً من الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الجلسة المشتركة لمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين.

وقال: 'إن الدول الأوروبية ذكية بما فيه الكفاية لتقرر من الذي أغلق الباب أمام حل الدولتين ولتأخذ الخطوات المطلوبة من أجل الوصول إلى دولة على حدود 1967 وذلك بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، علماً أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان قال، مؤخراً، إنه إذا أغلق الباب أمام المفاوضات فإنه لا مناص من الاعتراف بالدولة الفلسطينية'.

ورأى المالكي، الموجود، حالياً، في إندونيسيا لحضور مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز، أن 'نتنياهو ساعدنا كثيراً من خلال خطابه بالكشف عن حقيقته' وقال: لقد أثبت نتنياهو ما كنا نقوله أمام المجتمع الدولي من أن الرجل ليس شريكاً للسلام وأنه يرفض أية عملية مفاوضات جادة تحت أي مبرر وذريعة، ونرى أن انكشاف نتنياهو أمام العالم أجمع إنما سيصب في نهاية الأمر في الصالح الفلسطيني من خلال مزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية. وأضاف: نحن نحاول أن نستثمر هذا الخطاب من أجل تعزيز الموقف الفلسطيني ودعمه باتجاه تسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأشار المالكي إلى أن خطاب نتنياهو عكس نفسه على الكلمات التي ألقيت في الاجتماع المنعقد في إندونيسيا وقال: ألقيت الكلمة الافتتاحية في اللقاء، ومن خلالها أوضحت تفاصيل ما يجري من تطورات سياسية، وفي حقيقة الأمر فإن ما ساعدني هو أن كل مداخلات وزراء الخارجية كانت مثمنة للموقف الفلسطيني وتدين الموقف الإسرائيلي كما عبر عنه نتنياهو. وأضاف: 'وعليه نحن نحاول استثمار كلمة نتنياهو في فضح الموقف الإسرائيلي ودعوة الدول إلى الإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية'.

ونوه المالكي بأنه استمع إلى ردود فعل إيجابية في الاجتماع واللقاءات الثنائية التي عقدها على هامش المؤتمر. وقال: 'اجتمعت مع عدد من وزراء خارجية دول عدم الانحياز التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية حتى الآن ويمكنني القول إن مشاعرها إيجابية باتجاه الاعتراف'.
وشدد وزير الشؤون الخارجية على أننا 'مستمرون في اتصالاتنا مع دول الكاريبي والباسفيك حيث هناك 11 جزيرة في الباسفيك و12 جزيرة في الكاريبي لم تعترف بالدولة وفي الحقيقة فإن المواقف إيجابية'.

وفي إشارته إلى أهمية اعتراف كل دولة بالدولة الفلسطينية باعتبار أن التصويت في الأمم المتحدة يحسب صوتاً لكل دولة، قال المالكي: 'أنا واثق من أننا سنحصل في أيلول على أكثر من ثلثي الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة'.

وأشار إلى أن 'إسرائيل تركز على الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا'. وقال: 'بالنسبة للولايات المتحدة فإن أية خطوات يقوم بها الاتحاد الأوروبي لها تأثيرها، فهي تزيد من عزلة إسرائيل، ولا ننسى أنه من بين 5 دول أعضاء دائمين في مجلس الأمن، فإن هناك فرنسا وبريطانيا، بمعنى أنهما مع الولايات المتحدة تشكل قوة، ولهذا فإن أوروبا لها ثقل كبير'.

ولاحظ توجه الرئيس الأميركي أوباما إلى أوروبا للطلب منها عدم الاعتراف بالدولة كما وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال لقائهما في واشنطن، وهو ما عبّر عنه الرئيس الأميركي في تصريحات علنية خلال زيارته الحالية لأوروبا.

ولفت إلى أن 'نتنياهو قام بعدة زيارات إلى أوروبا لإقناعها بعدم الاعتراف بالدولة، ولكن بموازاة ذلك فإن هناك أيضاً حركة فلسطينية، فالرئيس محمود عباس سيصل الأسبوع المقبل إلى إيطاليا وقد زار من قبل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا ودولاً أخرى لإقناعها بالاعتراف بالدولة'.

وقال: لأوروبا تأثير كبير جداً على إسرائيل سياسياً واقتصادياً، ولذلك ففي حال قررت أوروبا الاعتراف بالدولة فستكون هذه بمثابة ضربة قاسية جداً لإسرائيل.