منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   وجعلنا من الماء كل شيء حي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=7528)

roro angel 11 - 6 - 2010 01:43 PM

وجعلنا من الماء كل شيء حي
 
الماء لفظ حيّر اللغويين فقيل عنه "وفُسّر الماء بعد الجهد بالماء" وحيّر العلماء الذين كشفوا أن الماء مركب كيميائي متألف من عنصرين متحدين هما الأوكسجين والهيدروجين، فاعترفوا أنه يحوي كل العناصر والمواد الكيميائية الممكنة ذائبة ومنتشرة ولها صلة متينة بالحياة.
ذكره القرآن عديد المرات بمعنى المنفعة والرزق، قال الله تعالى "كلوا واشربوا من رزق الله" "البقرة آية 60" وبمعنى البركات، قال عز وجل "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" "الأعراف آية 96"، وبمعنى الرحمة "وليذيقكم من رحمته" "الروم آية 46".
وقد أظهر نعمة الماء وأشعر الإنسان بمنافعه المادية والمعنوية بمختلف الأساليب، وفي شتى الصور، وكشف عن الصلة الوثيقة بين تلك المنافع وتكريم الإنسان، والإعلاء من شأنه؛ فإلى جانب تطهير الأجسام مما علق بها أو من أوضار الجنابة، وإلى جانب المنفعة المعنوية المتمثلة في الربط على القلوب وتثبيت الأقدام لبث الطمأنينة والثقة قال الله تعالى "وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام" "الأنفال آية 11" إلى جانب تلك المعاني السامية تتجاوز المنفعة ذات الإنسان إلى ما في الطبيعة من حيوان ونبات سخّر لخدمة البشر.
فقرن الخالق سقي الإنسان في بعض المواضع بسقي النبات والأنعام لما تضمنته من إنعام على الإنسان نفسه، قال جل وعلا "ونسقيَه مما خلقنا أنعاما وأناسيّ كثيرا" "الفرقان آية 49" فدليل سعة شمولية المنفعة تقديم سقي النبات والحيوان على الإنسان.
وقد عرضت عدة مظاهر تجلت فيها نعمة الماء كونه شرابا لبني الإنسان وسببا في الشجر الذي ترعى فيه دوابهم والذي يجدون فيه طعامهم وفاكهتهم وسائر حاجاتهم، قال تعالى "أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تُسيمون. ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات" "النحل آية 10".
ولتوثيق الصلة بين الإنسان والنعم المائية ذكّر القرآن الإنسان بأسلوب الوصف الدال على المنفعة والخير لتقريب الفهم بالتغيير أثناء كلامه عن البحر، هذا الذي يخشاه الإنسان الأول ويحسبه مصدرا للشر والرهبة والغموض ومكمنا للحيوانات الأسطورية المخيفة، فصار بالأسلوب القرآني محببا إلى النفس مقربا إليها لمّا عبّر عنه "باليمّ" في عدة مواضع ليشعر بالمنفعة التي فيه، ذلك أن اليم مشتق منه التيمم وهو القصد "لأن المستنفعين به يقصدونه"؛ مثلما عبر عن ماء السماء "بالغيث" لأن فيه إغاثة الناس من القحط والجدب، وعن تسخير البحر لتجري فيه الفلك بأمر الله.
وبما أن الأنهار لا تنقطع صلتها بالبحر، فهي لم تعد كما كانت في التصور القديم آلهة وقوى مستعلية على الإنسان، بل صارت مسخرة له قال تعالى "وسخّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخّر لكم الأنهار" "إبراهيم آية 32"، هذا التسخير منوط بقدرة الله، فقُدم لفظ الجلالة إشعارا بذلك، قال تعالى "الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره" "الجاثية 12" وأن تسخير البحر وغيره من عناصر الطبيعة ليس بمعزل عن تكريم الإنسان وتثبيت كيانه في الحياة وسط عناصر الطبيعة المختلفة، إذ هو وسيلة من وسائل التكريم بدليل قوله تعالى "ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" "الإسراء آية 70".
فالإنسان لم يعد تابعا لقوى الطبيعة وعناصرها كما كان في العهد الجاهلي، بل أصبحت تلك القوى والعناصر تابعة له بما تحققه له من منفعة وخير، ومنها ما يستخرجه الإنسان من البحر من مأكولات وملبوسات وحلي قال تعالى "وهو الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها" "النحل آية 14".
وضرب الله مثلا للحق وأهله والباطل وقومه، فمثل الحق وأهله بالماء الذي ينزل من السماء فتسيل به أودية للناس فيحيون به وينفعهم وبالفِلْز الذي ينتفعون به في صوغ الحلي واتخاذ الأواني والآلات المختلفة فقال تعالى "أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال" "الرعد آية 17".
وأعجب من ذلك، فمن الماء الذي ينزل من السماء على هيئة مطر لا يختزنه أحد ولا يمكن أن يختزن بل هو يتجدد دائما "فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين" "الحجر آية 22" إشارة إلى الدورة العظمى لماء الأرض ما بين سطحها وسمائها أو غلافها الجوي. فالمطر هو مصدر المياه العذبة على الأرض وعليه يتوقف كيان الزراعة التي هي ينبوع الرخاء ومورد الثروة الدائم منذ القدم، وإذا شحت كمية المطر عن معدلها في مكان ما أجدبت الأراضي وأقحلت المراعي، وتتوقف أعمال الري والرعي سواء كانت باستخدام المطر المباشر أو بالأنهر والترع والقنوات على ما تجود به السماء من مطر كل عام.
ومنذ القدم عرف الإنسان البدائي قيمة المطر لحياته وحياة ماشيته، فكان يعالج شحته بالسحر والشعوذة، وفي كثير من الشعوب المتحضرة تستخدم الصلاة، ومنها صلاة الاستسقاء، لتجود السماء بالماء بعد طول الجفاف واشتداد البلاء؛ ولقد ثبت الاستسقاء بالكتاب والسنة وربط ذلك بسلوك الإنسان فجعل القرآن نزول المطر أو انقطاعه متوقفا على صلاح الإنسان في هذه الحياة أو عدم صلاحه فيها، فمثل بحكاية على لسان نوح وهو يخاطب قومه "ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا" "هود آية 52" أو بحديث عمن سلف من الأمم "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" "الأعراف آية 96".
فنقل القرآن الفكر البشري من التدجيل بالسحر والكهانة إلى تحريك قوى الطبيعة وتسخيرها للإيمان والعمل الصالح والسلوك القوي الصحيح، لأن في ذلك كل الخير والبركة النازلة من السماء أو الخارجة من الأرض. فلنتق الله ولنحمده على نعمه ولنحافظ عليها، ولنستقم ليستقيم لنا الكون ولننعم بمتع الحياة بسلوك يرضي الله حسب شريعته السمحة حتى نضمن السعادة في الدارين: الدنيا والآخرة. ولن تتحقق السعادة إلا بالقول الحق، والفعل الحق، والتطهر من الباطل، والحق هو الذي يزهق الباطل.
والماء أصل الحياة ومطهر العباد ودور الإنسان الحفاظ عليه من الإسراف والتبذير لأنه أساس حياته؛ عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ، فقال: "ما هذا السَّرَف؟" فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: "نعم، وإن كنت على نهر جارٍ" رواه ابن ماجة. ولهذا الحديث دلالاته في الحفاظ على المياه والحد من ظاهرة الهدر بكافة أشكالها لما لها من انعكاساتها السلبية، حتى أن الدول أخذت تضع الخطط والبرامج للحفاظ على أمنها المائي الذي هو أساس وجودها.


سما 11 - 6 - 2010 01:55 PM

الأخت العزيزه رورو
بارك الله فيك على الموضوع وجعله في موازين حسناتك آمين

roro angel 11 - 6 - 2010 05:34 PM

يسلمو ع المرور

عبدالرحمن حموده 11 - 6 - 2010 05:43 PM

يسلموووووووووو رورو على الموضووووع الرااااائع

وجزاك الله الف خييير

والله يعطيك 10000 عافيه

تقبل مروري

][mr.slow][

عبدالرحمن حموده 11 - 6 - 2010 05:44 PM

يسلموووووووووو رورو على الموضووووع الرااااائع

وجزاكي الله الف خييير

والله يعطيكي 10000 عافيه

تقبلي مروري

][mr.slow][

سماح 11 - 6 - 2010 07:10 PM

جزاك الله كل الخير
سلمت يداك غاليتي على هذا النقل المفيد

ميارى 1 - 7 - 2010 06:04 PM

http://islamroses.com/zeenah_images/jazak.gif


الساعة الآن 10:55 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى