منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الملاحم والأساطير ومعتقدات الشعوب (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=66)
-   -   الملامح الأساسية في أساطير العهد القديم حول الخلود (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1434)

أرب جمـال 19 - 11 - 2009 12:23 AM

الملامح الأساسية في أساطير العهد القديم حول الخلود
 
الملامح الأساسية في أساطير العهد القديم حول الخلود
فريزر.. في أصل الموت والنار

حين نعود إلي هذه الحكايا نجد لدي قبائل (الناماكوا) بأن القمر لايتصل بشكل مباشر بالإنسان لتبليغهِ بسر الخلود حيث يختار القمر ( الأرنب) لهذه المهمة وضمنا إن هناك رأياً أو موقفاً تساءوليا من عدم التبليغ المباشر ثم تَدخل الدراما كحدث ممتع في حكاية قبائل الناماكوا من أن الأرنب قام بتحريف رسالة القمر الموجهةِ وكما ذكرنا فأن فريزر وضمن ذلك لم يستند إلي أي من القواعد المقبولة والتي يمكن أن تعطي لهذه الأسطورة المزيد من التشويق والتفسير وتزيد في التعريف بالهدف الذي أقنع تلك الأقوام البدائية علي إعتناقها وتفسير متغيرات حياتهم وفق أساطير أخري تمس جوانب أخري ضمن حياتهم اليومية وأري وضمن ماأشارت اليه هذه الحكايا من أن هناك شرأً يضمره الأرنب للإنسان فقد يكون القمر من ناحية تفسيري للواقعه وأختياره للأرنب قد وافق ضمناً علي أن تصل رسالة الخلود بشكلها المحرف لتلقي تبعية هذا التقصير أو هذه الجريمة كفعل مقصود قام به الأرنب وينجو القمر من غضب الناس كما أن هناك في هذه الأسطورة تحديداً إهمالٌ في تحديد الدور الكوني المسند إلي القمر حيث لم يسمي القمر بالآلهة ولم يذكر له من الأفعال الجبارة أو القدسية العظيمة وأين مكان الآلهة الكبري في الحدث وهل كانت تلك الأقوام آنذاك تقدم طقوسا ما للقمر بل كان من الممكن في هذه الأسطورة أن يجرم الأرنب لا لإهماله بل لرغبته للاستحواذ علي الخلود دون باقي الكائنات الحية وبالعودة إلي أصل النار أجد بأن فريزر قد إهتم بإبراز هذا الجانب جانب الرغبة بالاستحواذ علي النار وأهتم أيضا بالصراع وأساليب المكر من أجل سرقة قبس النار ونشره بين الأقوام البدائية كما أشرك كافة موجودات الطبيعة عند بحثه في تلك الأساطير.لقد كانت محتوي الرسالة الذي أرسلهُا القمرُ إلي الناس يقول(كما إنني أموت وأعود إلي الحياة.فإنكم ستموتون وتعودون للحياة)ولكي يثبت القمر بأنه ليس عدواً للإنسان فقد عاقب الأرنب حين قامَ بضربه بعصا الأمر الذي أدي إلي شق شفتيه وبقاء الأرنب إلي يومنا هذا علي هذا الشكل وأثار تلك الضربة لا تزال علي شفتيه كما أن سرعة الأرنب في الركض تعود لتلك الحادثه بسبب خوفه وهروبه بعد أن ضربه القمر. ولاتخلو الأسطورة من فعل معاكس لهذه الحادثة حيث أن الأرنب قام بضرب القمر بعد مشادة بينهما ونتيجة لتلك الضربة فأننا نري صورة القمر الآن وبها شئ من التجدعات والتشوهات أما ماهو موقف تلك القبائل من الأرنب الذي حرمهم من الخلود لقد حرموا أكل لحمه بل تعدي ذلك إلي عدم إستخدام النار التي كان الأرنب يطهي عليها طعامه وسنوا بذلك تشريعاً يعاقب المخالف بطرده من قريته أو دفع فدية ونلاحظ في هذا الجانب بأنه لم يتم الإشارة إلي نوع الفدية هل هي نباتية أم حيوانية أم إنسانية أم فدية معنوية.علي النقيض تماماً تري قبائل (البوشان) بأن القمر لم يستخدم وسيطاً حين أبلغهم برسالة الخلود وأبلغهم بشكل مباشر (كما إنني أموت ثم أعود إلي الحياة مرة أخري فإنهُ سيصيبكم مايُصيبني)
ولربما أرادَ القمر هنا أن يوضح في رسالته للبشر إرتباط المصيرين معاً وربما كان دافع القمر في ذلك حدوث كوارث بيولوجية علي سطحه ليكون لدينا مجالا أسطوريا للتفسير وهو أن مانشاهده علي وجه القمر نتيجة لتلك الكوارث بسبب عدم صدقه في الرغبة لإيصال رسالة الخلود علي قبائل الناماكوا كما ورد في الأسطورة الأولي أما قبائل البوشمان تلك فقد فسرت الرغبة في هذا العقد المصيري لإيجاد علاقة روحية مابين الطرفين لتأخذ شكل التعاون لمواجهة أي من الأخطار المتوقعة ولا تخلو لدي هذه القبائل فكرة الطوطمية وكذلك فكرة الرفض القاطع لمسألة الخلود حيث أن رجلا حزن حزنا شديدا علي أُمه المتوفية ولكن القمر حسب ماترويه الأسطورة أخبرهُ بأن أمه نائمة وسوف تعود ولكن الرجل أصرَ علي أن أُمهُ قد ماتت ولن تعود فكان لابد للقمر أن يُظهرَ موقفاً ما أمام هذا التحدي المتمثل بالإستهجان وعدم الطاعة ولابد أن تُظهر الأسطورة إن عدم الخلود كان بسبب مغالطة قام بها هذا الرجل وكما لم تذكر الحكايات السابقة إلوهية القمر أو سلطته الأرضية كذلك فعلت هذه الحكايا كما أشارت هذه الحكاية لحدوث شجار بين القمر والرجل شبيهه بذلك الشجار مابين القمر والأرنب ولم تأت الأسطورة إلي المداولات الطويلة التي حدثت بينهما قبل الشجار وماذا كانت حجتيهما علي بعضهما ثم لماذا لم يستطع القمر إقناعه ولماذا نفذ صبر القمر وضرب الرجل وهل لنفس الأسباب التي من أجلها ضرب الأرنب في حكاية قبائل الناماكوا ولماذا صب عليه اللعنة وحوله إلي أرنب وهو الذي كان يبشر بعقد مصيري بينهما من كل نستنتج إن الفناء في هذه الأسطورة كان بسبب معارضة الرأي وعدم القناعة من قبل هذا الرجل بمفهوم الخلود الذي يسوق له القمر وكما إتخذ القمر من تحريف الرسالة حجة لحجب الخلود فأن القمر يتخذ من معارضة الرجل حجة لحجب الخلود ثم تنقل الحكاية الأسطورية إلي وسيط أخر وهو (الكلب)لدي قبائل (ناندي) وتبرز في هذه الحكاية أحد الملامح الجديدة التي ترتكز عليها الأسطورة لدي هذه القبائل والمتمثل في مقايضة رسالة الخلود أو سر الخلود مقابل تقديم اللبن للكلب وشربهِ في الإناء الذي يشرب فيه البشر وكذلك إستخدام القصبة التي يشربون بها الجعة أي أن هذه الأسطورة قد هيأت تضاد أو اشتراطات لابد أن يبني عليه فعل ما.لذلك فإن هولاء القوم لم يصدقوا الكلب أي لم يصدقوا إن هناك شيئأً يسمي الخلود ولم تعرج الأسطورة كذلك إلي السبب الذي دعا هولاء بعدم تصديق الكلب وقد يكون ذلك حسب إعتقادنا لتعاليه
ثم وجدوا من الضرورة الإستخفاف بهِ لذلك قدموا لهُ اللبنَ في الوعاء الذي يبولون فيه حيث أغتاظ وأبلغهم الرسالة الخاطئة من أن الناس تموت جميعاً ولا رجعةَ لها.أما في قبائل أشانتي تحمل الأسطورة ملامح جديدة لم تكن مطروقةً في الأساطير التي ذكرناها ومنها ظهور الألهه الأرضية التي تعيش مع الناس ويشعر هولاء الناس بالسعادة والرضا لوجودها وكذلك تعدد الوسيط ولكنها تكرس كما كرست بعض الأساطير مفهوم الغضب لدي الألهة وتقدم هذه الإسطورة بأن هناك نسوة كن يعملن بطحن الحنطة بالمدق وكان الألهه ينظرُ إليهن وهو يقف إلي جوارهن وتطلب النسوة من الألهه الرحيل عنهن ولكن الألهه لايلبي الطلب وهنا قامت النسوة بضرب الألهه بالمدق وغضب الألهه لهذا التصرف وقطع صلته بالعالم الأرضي إلي عالمه هناك ويظهر نوع أخر من الحيوانات وهما(الشاة والعنزة) ويتم التسابق بينهما لتبليغ سر الخلود وفق وسائل الخديعة وعدم الصدق ثم يبرز أحد الملامح المهمة عند قبائل (توجولاند)
كون أن الإنسان هو الذي يطلب من الألهة وبوسيط بالعودة إلي الحياة بعد الموت والوسيط هنا الكلب والضفدعة حيث يتسابقا للوصول علي الألهه وتصل الضفدعة أولا وتحرف رسالة الخلود ويصل بعد ذلك الكلب ويقدم الرساله الصحيحة وهنا وبما أن الضفدعة وصلت أولا فأن الألهه تري في أن رسالة الضفدعة أصدق من رسالة الكلب والحكايه هنا تثير تساءولاً عن دور الألهه وقدراته في التمييز بين الرسالتين وكيف من أن الألهه هنا قد أصابتها الحيرة أمام أيهما من الرسالتين هما الرسالة الحقيقية وكذلك عدم خضوع الألهه للإدراك العقلي فلا يعقل بأن الناس لا ترغب بالعودة إلي الحياة. وبالنتيجة فأن الحكم المطلق في أساطير العهد القديم تحمل الوسطاء والرسل مسؤولية الإخفاق في الحصول علي الخلود ولاتُحمل الآلهة بشكل مباشر رغم وجود شكوك في موقف الألهه من هذا الموضوع
ولكن رغم هذا الغضب علي الوسيط وجلهم من الحيوانات فإن الصلة ظلت قائمة علي الآلفة مابين الإنسان وبين الحيوان والتعايش مابينهما لخدمة الطرفين.


roro angel 21 - 11 - 2009 02:17 PM


B-happy 11 - 4 - 2010 10:03 PM

يسلمو على الطرح

بائع الورد 16 - 4 - 2010 07:21 PM

بارك الله فيك
طرح مميز ويعطيكي العافيه

أزهار 19 - 4 - 2010 04:26 PM


امال 7 - 2 - 2011 05:24 AM

شكرا على الموضوع الجميل

بارك الله فيك

بالتوفيق


الساعة الآن 09:51 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى