منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   إيليا أبو ماضي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14113)

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:19 AM

إيليا أبو ماضي
 
إيليا أبو ماضي


تاريخه
ولد ايليا أبو الماضي في قرية المحدثة من قضاء المتن بلبنان ، وكانت مدرسة القرية أول بيت علم دخله ونال من علمه ما استطاع نيله ؛ وفي سنة 1902 حدثته نفسه بالهجرة إلى اميركة ، فترك قريته وتوجه أولا إلى الإسكندرية حيث كان له عم يتعاطى بيع السجاير .
قال أبو الماضي في ذلك : (( وفي الإسكندرية تعاطيت بيع السجاير في النهار في متجر عمي ، وفي الليل كنت أدرس النحو و الصرف وتارة على نفسي ، وتارة في بعض الكتاتيب )) .
وهكذا راح الفتى يحصل من العلم ما استطاع التحصيل ، إلى أن كانت سنة 1911 فأصدر ديوانه الأول بعنوان (( تذكار الماضي )).
إلا أن الحياة في مصر لم تقدم له كل ما كان يصبو إليه ، وفي سنة 1912 يمم الولايات المتحدة التي جذبت الألوف من أبناء وطن ، واستقر في مدينة سنسناتي إلى جانب أخيه مراد يعمل في التجارة ويملأ أوقات فراغه بالدرس والمطالعة و نظم الشعر . وفي سنة 1916 انتقل إلى نيويورك وإلى حياة الصحافة والأدب ، فعهد إليه في تحرير ((المجلة العربية )) ، وفي سنة 1918 عهد إليه في تحرير مجلة ((مرآة الغرب )) لصاحبها نجيب دياب ، و في سنة 1929 أنشأ مجلة (( السمير )) وقد حولها سنة 1936 إلى جريدة يومية . وكان في سنة 1920 قد اشترك في تأسيس (( الرابطة القلمية )) وكان شاعرها الفذ الذي غزا صسته العالمين القديم والجديد . وفي سنة 1957 توفاه الله وهو لا يزال في أوج نشاطه الصحفي والشعري .

أدبه
لإيليا
ماضي عدة دواوين شعر نشر منها في حياته (( تذكار الماضي )) {1911} ، و ((ديوان ايليا أبي الماضي )) {1918} ، و ((الجداول )) {1927} ، و ((الخمائل)) {1946} وبعد وفاته ، أي في سنة 1960 نشرت له دار العلم للملايين في بيروت ديوانه الأخير بعنوان ((تبر وتراب)) .

شعر ايليا أبي
ماضي
تطور شعر أبي ماضي مع الزمن والبيئة ، فكان في مصر تقليداً للشعر القديم ، وجارياً على خطة شعر البار ودي وشوقي و حافط ، وعندما انتقل الشاعر إلى العالم الجديد ، وقد ازداد نضجاً وثقافة آفاق ، راح يواكب رفاقه في الرابطة القلمية ، ويقدم للعالم شعراً جديداً يعبر عن نفسية العصر وروحية البيئة . قال زهير مبرزا في مقدمة المجموعة التي أصدرتها دار اليقظة لشعر أبي ماضي : (( إذا نظرت في ديوانيه ( الجداول والخمائل ) فلن تجد المطالع الفخمة التي تذكرك بالمعلقات أو بلاميتي العرب والعجم وما اتصل بذلك . وإنما تجد لوناً جديداً ليس فيه إلا محاولة التعبير عن أفكار جديدة هي وليدة التي عاشها مع زملائه أعضاء الرابطة القلمية )) .
فلسفة الحياة في شعر أبي
ماضي : الحياة في نظر ايليا أبي الماضي سانحة من سوانح الوجود يجدر بالإنسان أن يغتنمها منفحاً على جمالها ومستمتعاً بما تقدمه له من نعمة ، وما توفره له من متعة :

إن الحياة قصيدة أعمارنا أبياتها والموت فيها القافيه
متع لحظك في النجوم وحسنها --------- فلسوف تمضي والكواكب باقيه

وفي هذه الفلسفة التي تبدو مشرقة والتي تسمعها على ألسنة الكثيرين من الناس تلمس في أعماقها مأساة الوجود ، ويصعقك (( المضي )) الذي تنتهي إليه ، فهي فلسفة الموت تحت غطاء كثيف من الورود والابتسامة والتفاؤل ؛ وهكذا فأبو
ماضي يحاول أن يخرج الإنسان من هاوية حقيقية الزوالية ، إلى أجور التفاؤلية التي تجعله يعيش غارقاً في جمالية الموجود .

وقبل أن يعلن هذه الفلسفة عانى الشاعر ما يعانيه كل إنسان عندما ينظر بعمق إلى مصيره ، ولا شك أنه واجه في داخله الصراع الذي يقوم بين عوامل التشاؤم وعوامل التفاؤل ،ولا شك أنه تقلب بين هذه وتلك ، ورأى في آخر المطاف أن الاستسلام للتشاؤم مموت مبكر ، وأن العيش في أجواء التفاؤل إبعاد للملل واليأس والانتحار المعنوي .
أما الحياة الاجتماعية في نظر ايليا أبو
ماضي فهي حياة الواقع الإنساني التي يجب على الإنسان أن يلبسها كما هي ، فيقتنع بما تقدمه له ، ولا يطلب من الناس أكثر مما يستطيعون أن يعطوا ، على أن الشاعر يريد أن يعرف الناس أنهم جميعاً من طينة واحدة ، وان للجميع الحق في العيش ، وان التغطرس والجشع والظلم تجاوز للحدود الإنسانية ، وخروج على النظم الكوني ، وإساءة إلى الطبيعة التي وزعت الطاقات ومنهل السعادة على جميع الناس .
والسعادة الحقيقية (( عنقاء )) وشبح وهمي ، فلا هي في الغنى ، ولا هي في المتعة ، ولا هي في ا شيء خارجي. إنها في رضى و الاقتناع بما قسم لكل واحد منا ؛ إنها انطواءة إلى سواه :


فتشت جيب الفجر عنها والدجى ------ ومددت حتى للكواكب إصبعي
ولكم دخلت إلى القصور مفتشاً -------- عنها وعجت بدارسات الأربع
إن لاح طيف قلت يا عين انظري، -------
أو رن صوت قلت يا أذن اسمعي
حتى إذا نشر القنوط صبابة ------------- فوقي فغيبني وغيب موضعي
عصر الأسى روحي فسالت أدمعاً ----- فلمحتها ولمستها في أدمعي

وعلمت حين العلم لا يجدي الفتى ----- أن التي ضيعتها كانت معي


ومن أنجع عوامل السعادة الإنسانية في هذه الحياة أن يكون الإنسان ، في قناعته ، مصدر عطاء ، أي أن يشرك الناس فيما يرضاه لنفسه ، وأن يكون عطاؤه اندفاقاً ذاتياً كأنفاق الماء من الينبوع والنور من الشمس .
وايليا أبو
ماضي يقف من حقيقة الوجود ، في مصادره ومصايره ، وفي تركيبه ، موقفاً لا أدريا مشهوراً ، وقصيدته ((نضلاسم )) من أشهر ما دار على . فهو ، وإن مؤمناً وبعيداً عن الكفر ، لا يحجم قسمه عن بعض الفلتات التي لا من الشك والقلق العقائدي .

ميزات شعر ايليا أبي
ماضي
تظهر في شعر أبي الماضي قوة الحياة متدفقة العاطفية ، فيشعر الناس على طبقاتهم ومذاهبهم وعلى تباعد أوطانهم ومشاربهم أنهم يرون فيه صورة عن نفسهم نوازعهم وآماهم وتفكيرهم .
وأول ما يستلفت النظر هو أن أبا الماضي يسير في شعره نحو أهداف تنبع من المجتمع وتستمد قوتها وعمقها من صدق صاحبها وإخلاصه ، ومن اتصال وشغف بالطبيعة بحيث يأخذ مواضيعه وأمثلته وإهامه من نباتها وجمادها ، من أشواكها من مائها وسمائها ، ومن حيوانها وطيرها .
ويصطبغ شعر أبي الماضي بالصبغة الفلسفية . هو يحب الحياة ويجب إلا ويصورها لهم نقية حلوة ويستهف سعادة المجتمع ، ويدعوه إلى تنقية الحياة من والأدران .
أما أسلوبه الشعري فهو صاف رقراق كفقسه نقرأه بثغور مشرقة وقلوب والأمل . هو أسلوب البساطة والوضوح الذي يحمل أبعد معاني الحياة .
والذي يزود شعر أبي الماضي بعناصر الحيوية والتأثير هو أن شعره ينبع من قلبه ما يقرب هذا الشعر إلى النفوس نواح ثلاثة : النزعة الإنسانية ، والدعوة إلى محبة واستلهام الطبيعة .
وتعجبك عند أبي الماضي هذه الثورة التي تمزق الأقنعة المزيفة وتكشف للإنسان ذاته في عريها الجميل ، في براءتها وأصالتها ، في حقيقتها التي لا تعرف التشويه والخداع ؛ إنها عملية غوص على الجوهر المدفون تحت ستاءر الوهم والضياع ، إنها الدعوة الصادقة إلى الإعراض عن التوافه والتخلي عن بشاعة الغرور والادعاء ، للوقوف بنصاعة أمام مجهر الحقيقة ، أمام وجه الشمس التي تحرق بأشعتها كل البراقع ولا يكبر في عينيها إلا الذين طهرت نفوسهم وسمت عن لأدران الكذب والبغض والاستبداد .
وأبي الماضي في محاولته الإنسانية ، قد لا يكون من الذين قبضوا على الرؤى البعيدة الكامنة في أعماق الإنسان ، ولكن استطاع ، بالجدل والاستفهام والخبر ، أن يجسد الفكرة التي رمى إليها ، وأن يكون مؤثراً ومقنعاً في آن واحد . فالأمثل التي عرضها والتأكيد على ضعف الإنسان وحقارته تشير إلى براعة أبي الماضي في استنفاد المعنى وتطويقه من كل جوانبه بحيث يسمي الغرض واضحاً والغاية مقيدة.
يغلب على أسلوب أبي الماضي طابع الجمود ، فهو على متانة اللفظة وأصالتها ، لا يقبض على الكلمة ذات المضمون النغمي الذي يذيب النفس ويحملها في
نشوة الذهول إلى عوالم السمفونيات الشعرية الخالدة . الكلمة عند أبي الماضي مقيدة بالمعنى شأن الكلمة العلمية ، إنه يكتب تعقاه لا بشروده وانخطافه ، يكتب بوعيه لاباغترابه خلف جدران الصمت والتجربة النفسية المزلزلة .
شعر أبي الماضي يهز النفوس ويطربها ولكنه لا يترك فيها الجرح الذي تبغيه الأعمال الشرعية العظيمة ، ولا النشوة التي يعيشها القارئ في إيجاره خلف الصورة وغرقه في بحور الضوء والظل واللون
والرموز .
إنه يكثر من الاستفهام والجواب والنفي والنداء ملبياً بذلك حاجة مباشرة في النفس تزول حالما ينتهي وقعها .
ومهما يكن من أمر يظل أبي الماضي من الرواد الذين فتحوا صدر الشعر لغير الغنائية الذاتية فورعوا فيه مواسم جديدة لموضوعات شعرية جديدة تتناول الإنسان ، في شتى صوره ، وتتناوله فكرة وجوهراً ، نفساً وعقلاً ، تطل عليه بغير المنظار الذي ألفناه وتعالجه بغير الرؤية التي قزمته.
أبي الماضي الشاعر الإنساني واحد من القلائل الذين كان لهم شرف المحاولة في تطويع الشر العربي للإغراض الإنسانية الكبيرة


تابع اشعار إيليا أبو ماضي

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:20 AM

[frame="13 85"]
قال السماء كئيبة ! وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل حيا, و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى شبر, فإنك بعد لن تتبسما

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:22 AM

[frame="13 70"]
رآها يـــحـــلُّ الفــجـــــــرُ عقد جفونها ويُـــلــقـــي عــــلـيــها تــبـرهُ فـــيذوبُ
ويـــنـــفــض عـن أعطـــافها النورَ لؤلؤاً مـــن الطـــلِّ ما ضُــمـت عليه جــيوبُ
فــعــالــجــها حـتى استوت في يمينه وعــــــــاد إلى مـــغـــنــاه وهـو طروبُ
وشـــاء فأمــســت في الإناء سجــينةً لتــشــبــع مــنـــها أعــيــنٌ وقـــلـــوبُ
فليـست تحيي الشمس عند شروقها وليــست تحــيي الشمس حين تغيبُ
ومـــن عُـــصــبت عــيناه فالــوقت كله لــــــديه وإن لاح الصـــبــاحُ غـــــــروبُ
لها الحـــجـرة الحسناءُ في القصر إنما أحـــــــــب إلـــيـــها روضـــةٌ وكـــثــيبُ
وأجـــمـــل مــن نـور المـصابيح عندها حُـــباحبُ تمــضـي في الدجى وتؤوبُ
وأحـلى من السقف المزخرف بالدمى فـــضـــاءٌ تــشـــع الشهـبُ فيه رحيبُ
تــحـــنُ إلى مـــرأى الغـــدير وصـــوته وتُـــحـــرم مــــنـــه ، والغـــديــر قريبُ
وكـــانــت قــلــيـل الطـل ينعش روحها وكـــانــت بــمـيـسـور الشعـاع تـطيبُ
تمشى الضـنى فيها وأيار في الحمى وجـــفـــت وسـربـال الـربـيـع قـشـيبُ
إســارك يا أخــت الــريــاحـــين مـفجعٌ ومـــوتـــك يا بــنــت الــربــيــع رهــيبُ

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:23 AM

[frame="13 70"]
كـن بـلـسماً إن صار دهرك أرقما وحـلاوة إن صـار غـيـرك عـلـقما
إن الـحـيـاة حـبـتـك كـلَّ كـنـوزهـا لا تـبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحـسـنْ وإن لـم تـجـزَ حـتى بالثنا أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَــنْ ذا يــكـافـئُ زهـرةً فـواحـةً ؟ أو مـن يـثـيـبُ الـبـلـبل المترنما ؟
عُـدَّ الـكـرامَ الـمـحـسـنـيـن وقِسهمُ بـهـمـا تـجـد هـذيـن مـنـهـم أكـرما
يـاصـاحِ خُـذ عـلـم الـمـحبة عنهما إنـي وجـدتُ الـحـبَّ عـلـمـا قـيـمـا
لـو لـم تَـفُـحْ هذي ، وهذا ما شدا ، عـاشـتْ مـذمـمـةً وعـاش مـذمـمـا
فـاعـمـل لإسـعـاد الـسِّوى وهنائهم إن شـئـت تـسـعد في الحياة وتنعما
أيـقـظ شـعـورك بـالـمـحبة إن غفا لـولا الـشعور الناس كانوا كالدمى

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:24 AM

[frame="13 75"]
ليت الذي خلق العــــيون الســــــودا خــلق القلـــوب الخــــافقات حديدا
لولا نواعــســهـــــا ولولا ســـحـــــرها ما ود مـــالك قـــلبه لـــــو صـــــيدا
عَـــــوذْ فــــــؤادك من نبال لحـاضها أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهــــــم كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا
وإذا طــــلبت مع الصـــــــبابة لـــذةً فــلقد طــلبت الضـائع المــوجــودا
يــا ويــح قـــلبي إنـه في جـــــانبي وأضـــنه نـــائي المــــــزار بعـيدا
مــســـتوفـــــزٌ شــــوقاً إلى أحـــبابه المـــرء يكره أن يعــــيش وحيدا
بـــــــرأ الإله له الضــــــــــلوع وقايةً وأرتـــــــه شقوته الضلوع قيودا
فإذا هــــــفا بــــــــرق المنى وهفا له هــــــاجــــت دفائنه عليه رعــــودا
جــــشَّــــمتُهُ صــــبراً فـــــلما لم يطقْ جـــشــــمته التصويب والتصعيدا
لــو أســتطيع وقـيته بطش الهوى ولـــو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا نــاراً وصــــار لها الفـــؤاد وقودا
والحــبٌ صوتٌ ، فهــــو أنــــــــةُ نائحٍ طـــوراً وآونــــة يكون نشــــيدا
يهــــب البــواغم ألســـــــناً صداحة فــــإذا تجنى أســــــكت الغريدا
ما لي أكــــلف مهـجــتي كتم الأسى إن طــــال عهد الجرح صار صديدا
ويــلذُّ نفــــــسي أن تكون شـــقيةً ويلــذ قلبي أن يكــــــــون عميدا
إن كنت تدري ما الغـرام فداوني أو ، لا فخل العــــــــذل والتفنيدا

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:25 AM

[frame="13 98"]
لا تَسَــــــــلْ أين الهوى والكـــوثرُ سَكَتَ الشــــــــــــادي وبُحَّ الوتـــرُ
فـــجــأةً ... وانـــقــــلب العُرسُ إلى مَأتمٍ ...مــــاذا جـــــــرى؟ مـــا الخبرُ
ماجــتِ الــدنيا بمـــــن فيها ، كما ماج نـــــهــــــــــــرٌ ثائرٌ مُنكــــــدرٌ
كُلهم مُســــــتَفسِـــــرٌ صَـــــاحـــبه كلُّهم يُؤذيه من يَســــــتَفـــسِـــر
هَــمَــــسَ المــــوتُ بهــم هـــــمستهُ إن هــمــــس المـــــوت ريحٌُ صَــــرصَرٌ
فـــــإذا الحــــيرةُ في أحــــــداقهم كــيفـــما مالـــوا وأنى نــظــــــروا
عـــــلِموا ... يا ليتهــــم ما عَــــلِموا أنَّ دنــــيا مــــن رؤىً تُحــــتَضَـــــــرُ
والذي أطــــــــربهــــم عن قُــــدرةٍ بــــات لايقـــــوى ولا يــــــــقــــــتدرُ
يَبِسَ الضِّــحــــكُ على أفــــــــواههم فهــو كالسُّخــــرِ وإن لم يسخــروا
وإذا الآسي ... يـــــــدٌ مخــــــــــذولةٌ ومُــــحـــيا اليأسُ فـــيه أصـــفــــــرُ
شاع في الدنياالأسى حتى شكت أرضُــها وطــــــــــــأتَهُ والجَــــــــــدرُ
فــــعــلى الأضواء مِنه فـــــــــــــترةٌ وعــلى الألــــوان مِــــنه أثـــــــــــــــرُ
والقــــــناني صُــــــــورٌ باهِـــــــــتَةٌ والأغــاني عَــــــالم مُـــــنــــــدثـــــرُ
ألهــــنا أُفـــــــلِت مــن أيديــــهـــمُ والأمـــــاني ...؟ ..إنهــــا تــنـــتـحِرُ

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:26 AM

[frame="13 70"]
أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ

لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ

كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتِحِ قطرَهْ

أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ

وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ

فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ

وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ

وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ

ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ

قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ

لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ

حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ

فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ

فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ

وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ

كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ

فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ

* * *

أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ

ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ

وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ

تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ

وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ

وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ

لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ

فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ

أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ

أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ

لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ

إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ

فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ

سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ

إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:27 AM

[frame="13 75"]
سمعت عول النائحات عشية في الحيّ يبتعث الأسى و يثير
يبكين في جنح الظلام صبيّة إنّ البكاء على الشباب مرير
فتجهّمت و تلفّتت مرتاعة كالظبي أيقن أنّه مأسور
و تحيّرت في مقلتيها دمعة خرساء لا تهمي و ليس تغور
فكأنّها بطل تكنّفه العدى بسيوفهم و حسامه مكسور
و جمت ، فأمسى كلّ شيء واجما ألنور ، و الأظلال ، و الديجور
ألكون أجمع ذاهل لذهولها حتى كأنّ الأرض ليس تدور
لا شيء ممّا حولنا و أمامنا حسن لديها و الجمال كثير
سكت الغدير كأنّما التحف الثرى وسها النسيم كأنّه مذعور
و كأنّما الفلك المنوّر بلقع و الأنجم الزهراء فيه قبور
كانت تمازحني و تضحك فانتهى دور المزاح فضحكها تفكير
...

قالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى : صدق الذي قال
أكذا نومت و تنقضي أحلامنا في لحظة ، و إلى التراب نصيره ؟
و تموج ديدان الثرى في أكبد كانت تموج بها المنى و تمور
خير إذن منّا الألى لم يولدوا و من الأنام جلامد و صخور
و من العيون مكاحل و مراود و من الشفاه مساحيق و ذرور
و من القلوب الخافقات صبابة قصب لوقع الريح فيه صفير !
...

و توقّفت فشعرت بعد حديثها أن الوجود مشوّش مبتور
ألصيف ينفث حرّه من حولنا و أنا أحسّ كأنّني مقرور
ساقت إلى قلبي الشكوك فنغّصت ليلي ، و ليس مع الشكوك سرور
و خشيت أن يغدو مع الرّيب الهوى كالرسم لا عطر و فيه زهور
و كدميه المثّال حسن رائع ملء العيون و ليس ثمّ شعور
فأحببتها : لتكن لديدان الثرى أجسامنا إنّ اجسوم قشور
لا تجزعي فالموت ليس يضيرنا فلنا إياب بعده و نشور
إنّا سنبقى بعد أن يمضي الورى و يزول هذا العالم المنظور
فالحبذ نور خالد متجدد لا ينطوي إلاّ ليسطع نور
و بنو الهوى أحلامحهم ورؤاهم لا أعين و مراشف و نحور
فإذا طوتنا الأرض عن أزهارها و خلا الدجى منّا و فيه بدور
فسترجعين خميلة معطارة أنا في ذراها بلبل مسحور
يشدو لها و يطير في جنباتها فتهشّ إذ يشدو و حين يطير
أو جدولا مترقرقا مترنّما أنا فيه موج ضاحك و خرير
أو ترجعين فراشة خطّارة أنا في جناحيها الضحى الموشور
أو نسمة أنا همسها و حفيفها أبدا تطوّف في البرى و تدور
تغشى الخمائل في الصباح بلبلة و تؤوب حين تؤوب و هي عبير
أو تلتقي الكئيب ، على رضى و قناعة ، صفصافة و غدير
تمتدّ فيه و في ثراه عروقها و يسيل تحت فروعها و يسير
و يغوص فيه خيالها فيلفه و يشفّ فهو المنطوي المنشور
يأوي إذا اشتدّ الهجير إليها ألناسكان : الظبي و العصفور
لهما سكينتها ووارف ظلّها و الماء إن عطشا لديه و فير
أعجوبتان – زبرجد متهدل نام تدفّق تحته البلّور
لا الصبح بينهما يحول و لا الدجى فكلاهما بكليهما مغمور
تتعاقب الأيّام و هي نضيره مخضرّة الأوراق ، و هو نمير
فالدهر أجمعه لديهما غبطة و الدهر أجمعه لديه حبور
...

فتبسّمت و بدا الرضى في وجهها إذ راقها التمثيل و الصوير
عالجتها بالوهم فهي قريرة و لكم أفاد الموجع التخدير
ثمّ افترقنا ضاحكين إلى غد و الشهب تهمس فوقنا و تشير
هي كالمسافر آب بعد مشقّة و أنا كأنّي قائد منصور
لكنّني لمّا أويت لمضجعي خشن الفراش عليّ و هو وثير
و إذا سراجي قد وهت و تلجلجت أنفاسه فكأنّه المصدور
و أجلت طرفي في الكتاب فلاح لي كالرسم مطموسا و فيه سطور
و شربت بنت الكرم أحسب راحتي فيها : فطاش الظنّ و التقدير
فكأنّني فلك وهت أمراسها و البحر يطغى حولها و يثور
سلب الفؤاد رواه و الجفن الكرى همّ عرا ، فكلاهما موتور
حامت على روحي الشكوك كأنّها و كأنّهن فريسة و صقور
و لقد لجأت إلى الرجاء فعقّني أما الخيال فخائب مدحور
يا ليل أين النور ؟ إنّي تائه مر ينبثق ، أم ليس عندك نور ؟
...

" أكذا نموت و تنقضي أحلامنا في لحظة و إلى التراب نصير ؟ "
" خير إذن منّا الألى لم يولدوا و من الأنام جنادل و صخور "

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:28 AM

[frame="13 98"]
قال الغدير لنفسه يا ليتني نهر كبير
مثل الفرات العذب أو كالنيل ذي الفيض الغزير
تجري السفائن موقرات فيه بالرزق الوفير
هيهات يرضى بالحقير من المنى إلاّ الحقير
و انساب نحو النهر لا يلوي على المرج النضير
حتى إذا ما جاءه غلب الهدير على الخرير

[/frame]

صائد الأفكار 19 - 2 - 2011 12:29 AM

[frame="13 80"]
لا تسألني عن السماءفما عندي إلا النعوت والأسماء
هي شيء وبعض شيء وحينا كل شيء وعند قوم هباء
فسماء الراعي كما يتمناها مروج. فسيحة خضراء
تلبس التير مئزرا ووشاحا كلما أشرقت وغابت ذكاء
أبدا في نضارة،لا يجف العشب فيها ؛ولا بعض الماء
وهي عند الأم التي اخترم الموت بنيها، وضلّعنها العزاء
موضع يولد الرّجاء من اليأس إذا مات في القلوب الرجاء
وهي عند الفقير أرض وراء الأفق، فيها ما يشتهي الفقراء
لا يخاف المثري، ولا كلبه الضاري ، ولا لامرىء به استهزاء
وهي عندالمظلوم أرض كهذي الأرض لكن قد شاع فيها الإخاء
يجمع العدل أهلها في نظام مثلما يجمع الخيوط الرداء
لا ضعيف مستعبد، لا قويّ مستبد؛بل كلهم أكفاء
كلّ شيء للكل ملك حلال، كلّ شيء فيها كما الكلّ شاموا
وهي عند الخليع أرض تميس الحور فيها، وتدفق الصهباء
كلّ ما النفس تشتهيه مباح لا صدود، لا جفوة، لا إباء
أكبر الإثم قولة المرء هذا الأمر إثم، وهذه فحشاء
ليس بين الصّلاح والشر حد كالذي شاء وضعه الإنبياء
وإذا لم يكن عفاف وفسق لم تكن حشمة ولا استحياء
...

صور في نفوسنا كائنات ترتديها الأفعال والأشياء
ربّ شيء كالجوهر الفرد فذّ عدّدته الأغراض والإهواء
كلّ ما تقصر المدارك عنه كائن مثلما الظنون تشاء
كلّ ما تقصر المدارك عنه كائن مثلما الظنون تشاء

[/frame]


الساعة الآن 04:01 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى