منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مواضيع ثقافية عامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=67)
-   -   "عازفة الدف"... لجان إتيان ليوتار (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=6382)

فسحة أمل 1 - 5 - 2010 11:20 PM

"عازفة الدف"... لجان إتيان ليوتار
 
جان إتيان ليوتار


تشكّل هذه اللوحة مثالاً واضحاً عن الفرق بين الرسم بالألوان الزيتية و الرسم بالباستيل "الطبشور الملون" وصاحبها هو الرسام السويسري جان أتيان ليوتار الذي ولد في جنيف عام 1702م وتوفي فيها عام 1789م.



درس ليوتار أولاً فن المنمنمات، ثم الرسم بالميناء على المعادن، و انتقل عام 1723م لإلى باريس لدراسة الرسم في محترف جان باتيست ماس. ثم سافر عام 1728م إلى اسطنبول حيث أقام لمدة خمس سنوات، تعلّم فيها اللغة التركية واطلع على الحياة اليومية بأدق تفاصيلها في البلد المضيف، قبل أن يعود إلى أوربا ليجول في عواصمها ويحصد شهرة كبيرة، فرسم صوراً شخصية لبابا الفاتيكان كليمنت الثالث عشر، وإمبراطورة النمسا ماريا_ تيريزا وغيرهما.

والتقنية التي ذاع صيته بسببها هي الرسم بالباستيل التي تكاد بحساسيتها وطراوتها أن تكون نقيض الرسم الميناء على المعادن، الذي تعلمه ليوتار في صغره، فقد أتقن هذا الفنان استخدام الطبشور الملون بألوانه الزاهية لرسم شخصيات ومناظر طبيعية ملساء و ناعمة و شبه خالية من الظلال و الخطوط الحادة . رسم ليوتار "عازفة الدف" أولا بالباستيل خلال وجوده في اسطنبول "ولوحة موجودة حاليا في مجموعة خاصة في زوريخ". و لكنه عاد و رسم اللوحة ذاتها بمقاسات أكبر قليلا من الأولى، و بتقنية الزيت، و هي اللوحة التي نحن بصددها. فما الذي دفع الرسام إلى ذلك؟ و ما الذي يستطيع قوله بـ "لغة الزيت", و يعجز عن قوله بالباستيل و هو أستاذه؟

http://www10.0zz0.com/2010/05/01/19/819529597.jpg

عندما نتأمل جيدا هذه اللوحة, نلاحظ أن بياض الوجه و سلاسة الانتقال ما بين حمرة الوجنتين و الظلال على العنق, يذكراننا بتقنية الباستيل . و لكننا عندما نتطلّع إلى ملابس هذه المرأة و بشكل خاص إلى لمعان اللون الذهبي و تطريز,و لمعان قماش الساتان في السروال ندرك أهمية الألوان الزيتية. فهي وحدها تسمح بمثل هذا الانتقال الحاد بين الأصفر و البني في الذهبي و بين الأبيض و الأخضر-الرمادي في قماش السروال, فتقفز أمام العين و تزيد الإحساس بوجود عمق خلفها في اللوحة, على الرغم من قلة الظلال و بساطة الخلفية التي ما كنّا لنجزم أنها جدار و ليست فراغاً, لولا ظل الغليون عليه. تبقى الإشارة إلى أنّ هوية هذه المرأة مجهولة. و ذهب بعض النقّاد إلى القول أنها امرأة فرنسية بلباس تركي مستندين في ذلك على ملامح الوجه أو ربما إلى بعض مصادر المعلومات. و لكن ما يثير الاهتمام في هذه اللوحة ليس في هوية المرأة بل الزخارف الجمالية بدءاً بالحلي الذهبية و طريقة توزع الخواتم على الأصابع كما كان رائجا فعلا آنذاك وصولا إلى القماش في الملابس و المقعد، هذه الزخارف التي تؤكد أنّ الرّسام كان متشبعاً بثقافة الحياة اليومية في تركيا آنذاك، وانّه شاهد و سجل بدقة أكثر بكثير مما تخيّل. و الأمر الذي يضع لوحته ضمن باكورة الأعمال الفنية المستوحات من الشرق وثقافته، و التي لم يصل إنتاجها إلى ذورته إلّا في بعد قرن كامل من تاريخ رسم هذه اللوحة.



بقلم عبود عطية

ناقد تشكيلي من لبنان

B-happy 2 - 5 - 2010 07:14 PM

لوحة قمة في الجمال والاتقان وتدل على تمكن عميق في استعمال الوان الباستيل التي لم يتقن استخدامها الكثير من الفنانين ،فقد اعتدنا على الالوان الزيتية في الرسم او الوان الفحم واصدقك القول اني اول لوحة اشاهدها مرسومة بالباستيل بهذه الروعة.
اشكرك يا عزيزتي فسحة امل
واشكر ذوقك السامي


هابي

أرب جمـال 2 - 5 - 2010 09:36 PM

الغالية آمال

تحفة فنية رائعه وتدرج الألوان فيها شدني جدا
لاحظت الحناء على رؤوس اصابعها مرسوم بطريقة ماهرة
شكرا لك على الطرح وامتاعي بهذا الموضوع

أرب

B-happy 6 - 6 - 2010 03:05 PM

اشكرك عزيزتي فسحة امل على الطرح
تأتينا بالجمال دائما والمواضيع الهادفه
تحياتي

فسحة أمل 6 - 6 - 2010 10:16 PM

غاليتيْ هابي وأرب مروركما هو الراقي...
تقديري ومحبتي..


الساعة الآن 02:46 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى