منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الملاحم والأساطير ومعتقدات الشعوب (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=66)
-   -   الثقافة التقليدية الصينية (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1524)

أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:19 PM

الثقافة التقليدية الصينية
 

الثقافة التقليدية الصينية



الخطط الحربية: توجّه أصابع الإتهام الى شجرة التوت بينما تعاقب شجرة الخروب


خطة " توجّه أصابع الإتهام الى شجرة التوت بينما تعاقب شجرة الخروب " تعني على حد تعبير كلمتها أن الشخص يلوم شخصا لخطأ إرتكبه شخص آخر بهدف تحذيره من تكرار هذا الخطأ. وفي الأعمال العسكرية يستخدم القائد هذه الخطة لغرض تشديد الانضباط العسكري، ويحذر جنوده من تكرار الأخطاء التي ارتكبها غيرهم. لأن القائد إذا استخدم فقط أسلوب الإقناع أو بالتعهد بمنح المنافع حتى الأموال لجنوده في سبيل تعزيز وحدتهم، فقد يثير ذلك شكوكا وسوء فهم بينهم، والأسلوب الصحيح هو أنه يعاقب مخالفي الانضباط تحذيرا للآخرين من تكرار أخطائهم من أجل ضبط سلوكيات الجميع وتعزيز هيبته وتشديد الانضباط العسكري. وفيما يلي نقدم لكم قصة حقيقية شهدت تطبيق هذه الخطة في الصين القديمة.
شهدت الصين في عهد الممالك المتحاربة والموافق القرن السادس قبل الميلاد شهدت حروبا مستمرة بين مختلف الممالك الصغيرة والكبيرة. وفي الوقت نفسه كان ملوك تلك الممالك يعملون أيضا على جذب النوابغ والأكفاء ليساعدوهم بذكائهم وحكمتهم على تدريب جنودهم وتعزيز قواتهم العسكرية في سبيل محاربة الممالك الأخرى وتوسيع نفوذهم وأراضيهم. وكان ملك مملكة وو قد قرأ كتابا عسكريا من تأليف الشخصية المشهورة سون وو، فرأى أنه شخصية بارزة نادرة. لذلك استدعاه الى جانبه ومنحه منصبا عاليا. وذات يوم طلب الملك من سون وو أن يقوم بتدريب الحسناوات اللواتي كن يعشن في قصره بهدف اختبار سون وو لمعرفة ما إذا كان لديه قدرة حقيقية أم لا.
كانت حياة الحسناوات داخل القصر الملكي في غاية الراحة والسعادة في ظل الحب والتدليل المفرط من قبل الملك، ولم يشهدن أي تدريب عسكري. وبعد أن جمعهن سون وو في ميدان التدريب، واصلن مداعبة بعضهن البعض بدون اهتمام لما يتحدّث عنه سون وو أمامهن.
طلب سون وو من الحسناوات أن يقفن في صفّين، ثم شرح لهن النقاط التي يجب الاهتمام بها والحركات التي سيُلتزم بها أثناء التدريب حيث قال لهن:" إن التدريب مهمة يجب إنجازها بكل جدية، وإذا خالفت أي منكن أمري فسأعاقبها بشكل شديد." إلا أن الحسناوات واصلن بعد الاستماع الى كلامه لهوهن ومداعبتهن، وكانت علائم الاستخفاف والإهمال والسخرية بادية على وجوههن.
قرع سون وو الطبل مفتتحا التدريب، وأصدر أمره للحسناوات بصوت عال:" الى اليمين دُر!" إلا أن الحسناوات لم يتحركن بل ضحكن جميعا. لم يعبر سون وو عن استياءه أمام هذا الوضع بل وضّح لهن مرة أخرى تلك النقاط والحركات التي يجب أن يلتزمن بها. ثم سألهن:" هل فهمتن؟" فقلن جميعا:" فهمنا تماما!"
قرع سون وو الطبل مرة أخرى وأصدر أمره:" الى اليمين در!" وكما في المرة السابقة لم يتحركن، بل واصلن ضحكهن لمدة أطول، الأمر الذي أغضب سون وو جدا، وقال لهن:" إذا لم أوضّح أمري هذا فإنه ذنبي، وإذا كان كلامي واضحا ولم تلتزمن به فإنه خطأكن. ووفقا للانضباط العسكري يجب إعدام من يخالف الأمر العسكري في الحرب وفي ميدان التدريب. لذلك آمر الآن إعدام زعيمتين منكن." ثم طالب مرافقيه باخراج إثنتين من الحسناوات من بين صفوفهن، ودفعهما الى ميدان الإعدام وأعدمتا فعلا.
بعد أن عرف الملك الخبر هرع فورا الى ميدان التدريب في محاولة لمنع الاعدام، لكن الوقت سبقه. فاستفسر الأمر، فأوضح له سون وو تفاصيل القضية من البداية حتى النهاية. بينما قال له:" يا مولاى! إنني أدرب الحسناوات بتفويض منك ووفقا للانضباط العسكري، لدىّ سلطة لمعاقبة من يخالف هذا الانضباط." ورغم ظهور الاستياء من أعماق الملك إلا أنه لم يعبر عنه أمام الجميع بل انصرف.
واصل سون وو على تدريب الحسناوات باستمرار، وقرع الطبل مرة جديدة. فأصبحن جميعا حينئذ في غاية الجدية والدقة، وأثناء الممارسة لم تخالف أي منهن أمره. وعلى هذا النحو استمر في التدريب حتى إنتهى في وقت متأخر.
رغم أن الملك استاء من سون وو بعد الحادث، إلا أنه أعجب به وبقدرته البارزة في الادارة. لذلك عيّنه بعد ذلك قائدا كبيرا ليقود جيشه لمحاربة الممالك الأخرى. أظهر سون وو اثناء القتال شجاعته وحكمته البارعة. ولم يمض وقت طويل حتى حوّل مملكة وو الى مملكة قوية.
من هذه القصة ندرك أن الادارة سواء في العمليات العسكرية أو الأعمال الأخرى لا تحتاج الى الانضباط الصارم فحسب بل يجب أن يُطبق الانضباط بطريق يلزم الجنود على الالتزام به بكل الدقة. أما " توجه أصابع الاتهام الى شجرة التوت بينما تعاقب شجرة الخروب " فهو طريق فعال لتحقيق هذه الغاية.


الخطط الحربية: تبديل العوارض والأعمدة بالأخشاب البالية


العوارض والأعمدة تلعب دور إسناد هاما بالنسبة للمبنى. أما في العمليات العسكرية فتستخدم هذه الكلمات بصفتها قواما أو قوة رئيسية أو قائدا عاما للجيش أثناء الحرب. أما خطة " تبديل العوارض والأعمدة بالأخشاب البالية " فتعني استخدام الخداع لتغيير الأوضاع والظروف من أجل تحقيق الأهداف المخططة.
كان الجيش بالصين القديمة يشكّل قبل بدء القتال تشكيلة مشاة معينة في ميدان الحرب. وأما القوام العسكري ضمن هذه التشكيلة فيمثل " العارضة " أو " العمود " للجيش، وغالبا ما يقوم الطرف المهاجم أولا بشن هجمات خادعة على العدو لكشف نقطة ضعفه. وليجبر العدو على تغيير تشكيلة مشاته في ميدان الحرب أو خطته العسكرية لمواجهة الهجوم. ومن خلال هذه التغيرات قد تُكتشف أماكن تواجد قوام الجيش أو تتغير مواقعه حتى يعرفها الطرف المهاجم الذي يحاول تبديل " العارضة المساندة لجانب العدو بأخشاب بالية. وبعد تشويش تشكيلة مشاة العدو يشنّ الطرف المهاجم هجوما مباغتا عليه وينتصر عليه في النهاية. وفيما يلي قصة حقيقية شهدت تطبيق هذه الخطة في احدى المعارك في الصين القديمة.
في عهد أسرة تشن الملكية الصينية الموافق القرن الثالث قبل الميلاد. حقق الامبراطور تشن شي هوانغ توحيد البلاد، وأسس مملكة تشن الكبرى. ورغم كبر سنه حينذاك إلا أنه كان على ثقة تامة بصحته معتقدا بأن حكمه سيستمر سنوات طويلة. لذلك لم يفكر في مسألة خليفته. إلا أن إبنيه فو سو وهو هاي وضعا منذ زمن خططا تستهدف انتزاع سلطة الدولة بعد وفاة أبيهما بحيث سعى كل منهما بكل جهوده لتوسيع نفاذه بين الوزراء وفي بلاط العائلة. الأمر الذي جعل أفراد العائلة الملكية والوزراء وكبار مسؤولي الدولة ينقسمان الى مجموعتين مواليتين لكل منهما يهاجم بعضهما البعض بشكل خفي دون أن يعرف ذلك الامبراطور تشن.
كان الإبن الأكبر فو سو لطيفا ومتواضعا لدى تعامله مع الناس، فحظى بحب وتأييد من المواطنين. أما أخاه الصغير هو هاي فعاش في اسراف وتبذير فضلا عن أنه قاس وظالم في معاملة الآخرين. فأراد الامبراطور أن يعيّن إبنه الأكبر فو سو خليفة له. وطبّق فكرته هذه بحيث أرسل فو سو الى الجيش متتلمذا على يد ضابط كبير إسمه مون كو ليتعلم منه المزيد من المعلومات العسكرية وكيفية قيادة الجيش وممارسة الأعمال الادارية الأخرى.
ذات يوم أصيب الامبراطور بمرض شديد أثناء زيارته التفقدية خارج العاصمة، فطلب من وزيره الكبير لي سي أن يعود الى قصره بمرسومه الملكي بتعيين إبنه الأكبر فو سو وليا للعهد وخليفة له بعد وفاته. إلا أن لي سو بعد عودته الى القصر الملكي اعتقله الوزير الكبير الآخر تشاو قاو لمنع نشر المرسوم الملكي المذكور. ولم تمض أيام حتى توفى الامبراطور، إلا أن المرسوم الملكي لم يُعلن.
كان الوزير تشاو قاو طماحا كبيرا. وبعد أن عرف مضامين المرسوم الملكي ذهب الى لي سي وقال له:" إن الإبن الأكبر فو سو إذا اعتلى العرش فسيمنح منصبا هاما لمعلمه مون كو الذي لا تربطك به علاقات جيدة، وإذا أصبح مون كو وزيرا أو مسئولا أعلى منك سيعزلك من منصبك الحالي وحتى قد يقتلك. لذلك يجب أن نفكر في منع الإبن الأكبر من اعتلاء العرش للحفاظ على مصالحنا.
فكّر لي سي في كلام تشاو قاو تفكيرا عميقا، ووافق عليه أخيرا انطلاقا من مصلحته الشخصية. فقررا الإثنان مخالفة المرسوم الملكي المذكور بنقل سلطة الدولة الى الإبن الأكبر فو سو. بل صنعا مرسوما ملكيا مزوّرا يأمر الإبن الأكبر بالانتحار مع قتل معلمه مون كوه، بينما يُعيّن الإبن الثاني هو هاي امبراطورا جديدا للمملكة. باستخدام خطة " تبديل العارضة والعمود " قام تشاو قاو ولي سي بانقلاب ناجح في العائلة الملكية، واعتلى الإبن الثاني هو هاي أخيرا العرش. إلا أنه أساء الأعمال الادارية وشؤون الدولة مما جعل الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد تتراجع وتتدهور يوما بعد يوم، ولم يمض إلا ثلاثة أعوام حتى انهارت أسرة تشين وحلت محلها أسرة ملكية جديدة تُعرف باسم أسرة هان الملكية الموافقة القرن الثاني قبل المبلاد وعاشت زمنا طويلا.



الخطط الحربية: الاعتداء على الجار بخدعة العبور من أرضه



جاءت خطة " الاعتداء على الجار بخدعة العبور من أرضه " أصلا من قصة حقيقية حدثت في عهد الممالك المتحاربة بالصين القديمة والموافق القرن السابع قبل الميلاد، حيث كان في خارطة الصين حينذاك عدة ممالك يحارب بعضها البعض خلال سنوات طويلة. ومن بين هذه الممالك مملكة جين القوية اقتصاديا وعسكريا. وكان ملك جين يفكر دائما في ضم مملكتي يوي وقوه الصغيرتين المجاورتين لها. ولكنه قلق من مواجهة دفاعهما المشترك إذا شن هجوما على أي منهما. وإذا هاجم مملكة قوه فلا بد أن يعبر جيشه أرض مملكة يوي التي سوف ترفض طلبه هذا بلا شك. فسأل الملك وزراءه ومستشاريه لبحث حل لهذه القضية.
قدم شون شي/أحد وزرائه الى الملك واقترح عليه تقديم رشوة الى ملك يوي، وهى عبارة عن الحسناء والجياد، ويطلب منه مرور جيش مملكة جين من على أرض مملكته للتوجه الى مملكة قوه. إلا أن ملك جين قال بعد أن سمع اقتراحه هذا: إن الحسناء والجياد من أفضل الأشياء المحبوبة لدىّ، ولا أريد إهداءها لغيري، فقال شون شي له: يا مولاى إن هذه الأشياء نادرة ومحبوبة لديك فعلا، ولكن إذا قدمتها لملك يوي فكأنما وضعتها محفوظة داخل بيتك أنت شخصيا. ذلك لأننا بعد أن ننتصر على مملكة قوه، سنعود الي مملكة يوي لمحاربتها واحتلالها. وبعد الانتصار عليها ستعود هذه الأشياء اليك مع الحصول على المزيد من الأشياء والكنوز النادرة الجديدة من هذه المملكة. وما رأيك بهذه الحيلة يا مولاى! " فهم الملك خطته هذه من خلال شرحه كل الفهم، ووافق على تطبيقها، فأرسل مبعوثه لزيارة الملك يوي.
بعد أن أوضح المبعوث أمام الملك يوي طلب ملكه تلقى معارضة شديدة من جميع وزراء مملكة يوي حيث قالوا للملك يوي إن هذه هى خدعة تستهدف انتهاز أرض مملكة يوي لمهاجمة مملكة قوه، وسيتبع ذلك شن الجهوم على مملكة يوي والاستيلاء عليها في النهاية. إلا أن الملك يوي لم يستمع الى آرائهم هذه بل سال لعابُه للحسناء والجياد والرشوة الأخرى التي سيقدمها الملك جين له، فوافق على طلب الملك جين وسمح بعبور جيشه من أرض مملكته لمهاجمة مملكة قوه. إلا أنه لم يخطر باله إن جيش مملكة جين بعد الاستيلاء على مملكة قوه سيعود الي مملكته فعلا ويشن الحرب عليها ويحتل كل آراضيها. ويسقط حكمه في النهاية.
خطة " الاعتداء على الجار بخدعة العبور من أرضه " تستهدف الانتصار على العدو أو المنافس الضعيف نسبيا بواسطة تشويش فكرته أولا وإغرائه بجميل بسيط أو نعمة صغيرة حتى تنطلي عليه الحيلة، ثم القيام بالهجوم الخفي والسريع عليه والانتصار عليه. هناك قصة أخرى تم فيها تطبيق هذه الحيلة.
شهدت الصين في القرن الثاني الميلادي حروبا مستمرة بين مختلف أمراء الحرب. ومن بينهم ليو تشانغ/ حاكم مدينة جين تشو – احدى مدن منطقة سيتشوآن الحالية، وتشانغ لو وليو بي اللذين ذكرناهما في الحلقات السابقة. ومن أجل ضم المزيد من الآراضي طلب ليو تشانغ من ليو بي أن يساعده على محاربة تشانغ لو بشرط منحه الكثير من محاصيل الحبوب والامدادات العسكرية. ولكن ليو بي بعد حصوله على هذه الامدادات لم يرسل جيشه لمساعدة ليو تشانغ بينما أبلغه بأنه تعرض لهجوم من مملكة أخرى مع طلب المزيد من الامدادات والتعزيزات العسكرية منه. بعد أن عرف ليو تشانغ هذا الأمر لم يرسل سوى أربعة آلاف جندي لمساعدة ليو بي لصد الهجوم المعادي المزعوم. فاستاء ليو بي ونشر هذا الخبر بين ضباطه وجنوده مما أثار استياءا شاملا بينهم. وقتلوا أخيرا القائد الوافد اليهم من ليو تشانغ وأسروا جنوده المتبقين وضموهم الى جيشهم. وبعد أن عرف ليو تشانغ هذا الخبر غضب غاية الغضب لتصرفات ليو بي الغادرة، فشن في اليوم الثاني هجوما عليه إلا أنه لم يدبر خطة تكتيكية جيدة، وفشل أخيرا في المعارك التي دارت بينه وبين ليو بي. وبعد فترة غير طويلة تراجع ليو تشانغ مع جيشه الى قاعدته بمدينة جين تشو/ مدينة تشنغدو حاليا فقام جيش ليو بي بمحاصرة المدينة ثم الهجوم والاستيلاء عليها أخيرا. أما ليو تشانغ فسلم نفسه لليو بي، وبعد ذلك أصبح ليو بي ملكا في مملكة شو/ احدى الممالك الثلاث الكبرى في الصين القديمة حينذاك.
في هذه الحرب كان الملك ليو تشانغ قويا في البداية حيث امتلك الظروف المتفوقة، إلا أنه أخطأ في التحليل وفي وضع خطة عسكرية خاطئة أيضا بحيث استدعى ليو بي الذي أصبح أخيرا عدوا له لمساعدته على محاربة عدوه. أما ليو بي فقد استخدم خطة " الاعتداء على الجار بخدعة العبور من أرضه " وانتصر على خصمه ليو تشانغ، وحقق هدفه الاستراتيجي بحيلته في النهاية.


يتبع




أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:20 PM

الخطط الحربية: محالفة البعيد لمهاجمة القريب


قبل شرح هذه الخطة نقدم لكم قصة حقيقية حدثت في الصين القديمة باعتبارها المصدر الاصلي لهذه الخطة الحربية المشهورة.
في عهد الممالك المتحاربة الموافق القرن الثالث قبل الميلاد شهدت الصين القديمة حروبا مستمرة بين مختلف الممالك حيث كانت تحارب بعضها ضد البعض حينا وتحالف بعضها الآخر حينا آخر، كانت الأوضاع متقلبة ومعقدة جدا. ومن بين هذه الممالك مملكة تشين التي كانت أقوى من سائر الممالك في ذلك الوقت. وكان الامبراطور تشين يفكر دائما في ضم الممالك الأخرى بقوة لتوحيد البلاد كلها. إلا أن مملكة تشي الواقعة بشرقي البلاد كانت قوية أيضا وشكّلت أكبر عقبة وأقوى منافس لأمبراطور تشين، فاعتزم ارسال جيشه لمحاربة هذه المملكة. إلا أن مستشاره فان وي لم يكن موافقا على فكرة الامبراطور معتقدا بأن مملكة تشي بعيدة عن مملكة تشينغ، وإذا نفذت فكرة الامبراطور المذكورة فسيقطع جيشه مسافة بعيدة عبر أرض مملكتي هان ووي المتاخمتين لمملكة تشين، الأمر الذي سيكلف الجيش جهودا كبيرة ووقتا طويلا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا لم يكن الجيش الذي تم ارساله لمحاربة مملكة تشي قويا وكبير العدد، فمن الصعب أن يحقق النصر، وإذا أرسل الإمبراطور معظم جنوده الى ميدان القتال فسيكون الدفاع في مملكته ضعيفا غير قادر على مواجهة أي هجوم من مملكة أخرى. لذلك اقترح المستشار فان وي اجراء المفاوضات مع مملكة تشي للتوصل الى اتفاق سلام معها، وشن الهجوم في نفس الوقت على مملكتي هان ووي الصغيرتين والمجاورتين لمملكة تشينغ للاستيلاء عليهما أولا.
تبنى أمبراطور تشينغ اقتراح فان وي، وتوصل مع امبراطور تشي الى اتفاق التعايش السلمي. ثم أرسل جيشه لمحاربة مملكتي هان ووي وغيرهما من الممالك الصغيرة الأخرى المجاورة، واحتلها جميعا فعلا، واستولى بذلك على مناطق شمالي غربي البلاد. وبعد ذلك أعلن الحرب ضد مملكة تشي في الشرق ومملكة تشو – مملكة قوية أخرى في الجنوب – واحتلهما في النهاية. وأسس بعد ذلك اسرة تشين التي تعتبر أول دولة اقطاعية موحدة في تاريخ الصين القديم.
الهدف الرئيسي لخطة "محالفة البعيد لمهاجمة القريب" هو تنظيم عملية عسكرية لمهاجمة العدو القريب أولا في حالة أن العدو الرئيسي المطلوب كان بعيدا نسبيا وصعب الانتصار عليه للسبب الجغرافي. لأن محالفة البعيد تمكّننا من عدم مواجهة خصوم مفترضين، وتساعدنا علي الانتصار على العدو القريب، ومن ثم تركيز القوات لتوجيه الضربات على الأعداء بالمكان البعيد، والانتصار عليهم. هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن محالفة الخصوم بالأماكن القريبة في ظل الحرب غير صالح ضمان السلامة، لأنهم قد يصبحون أعداءا يهددون سلامتنا في أي وقت من الأوقات. لذلك يجب إزالتهم من حولنا.
تستخدم خطة " محالفة البعيد لمهاجمة القريب " أيضا في السياسة. مثلا كانت الصين في القرن الرابع العشر الميلادي والموافق عهد أسرة يوان الملكية قد شهدت العديد من الانتفاضات ضد الحكم الملكي. ومن أبرزها انتفاضة الفلاحين المتمردين بزعاية تشو يوان تشانغ. وفي الحروب والمعارك على امتداد سنوات عديدة تعززت قوات المتمردين وتضخمت، وأسقطت أخيرا أسرة يوان الملكية، وأسست مملكة جديدة تعرف باسم مملكة مينغ يحكمها تشو يوان تشانغ باعتباره امبراطورا لها. ومنح المناصب والمكاسب لكبار أنصاره وضباطه الذين كانوا يساعدونه ويرافقونه في الحروب. وبعد سنوات ساورته المخاوف من أن هؤلاء الضباط الذين قد أصبحوا حينذاك وزراءه، قد يدبّرون تمردا ضده ويسقطون حكمه. فاستخدم خطة " محالفة البعيد لمهاجمة القريب " لإضعاف قواهم بواسطة زرع بذور الشقاق وبث الفتنة والتفريق فيما بينهم حتى قام باعتقال وقتل بعضهم بعد كشف مؤامراتهم ومحاولاتهم الخفية ضده. وفي الوقت نفسه استدعى الأكفاء والموهوبين بواسطة الاختبارات والامتحانات ليكونوا وزراء جددا له نظرا لعدم وجود خلفية سياسية لديهم، ولا يشكلون تهديدا لحكمه وسلامته وبالأحرى يشكرونه على ما منحهم من المناصب والنعم والمنافع.
تكتسي خطة " محالفة البعيد لمهاجمة القريب " بلون الخداع، إلا أنها فعالة إذا لم يكن بامكاننا تحقيق خطتنا الاستراتيجية في الانتصار على المنافس الرئيسي، ويمكننا في هذه الحالة أن نتفق معه على التعايش السلمي بشكل مؤقت من أجل الحفاظ على مصالحنا المستقبلية.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:21 PM

الخطط الحربية: القبض على اللص بعد محاصرته في غرفة محكمة




" القبض على اللص بعد محاصرته في غرفة محكمة " كان أصلا من الأقوال الشعبية، ومشابها لقول شعبي آخر يقول: القبض على الكلب بعد اخلاق الباب وراءه.
تهدف هذه الخطة الى جذب العدو الى مكان محكم تحت سيطرتنا الفعالة للقبض أو القضاء عليه. وتستخدم هذه الخطة في الأعمال العسكرية بهدف مطاردة العدو مع اجباره على الدخول الى كمين محكم دون وجود مفر له من أجل القضاء عليه بشكل كامل، ذلك لأنه إذا هرب من الكمين وتخلص من موقفه الحرج، فسيشفى من إصابته، وستعود اليه الحيوية والقوة وامكانية شن هجوم جديد علينا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا هرب العدو من الكمين فمن الصعب مطاردته نظرا الى احتمال تدبيره حيلة أخرى قد تنطلي علينا. وفيما يلي قصة حدثت في الصين القديمة وشهدت تنفيذ خطة " القبض على اللص بعد محاصرته في غرفة محكمة "
شهدت الصين في عام 880 الميلادي الموافق عهد أسرة تانغ الملكية القديمة انتفاضة بزعامة هوانغ تشاو – قائد جيش الفلاحين المتمردين – حيث قاد جيشه لمهاجمة مدينة تشانغ آن – مدينة شيآن حاليا – التي كانت عاصمة لأسرة تانغ الملكية، واستولى عليها في النهاية. فهرب الامبراطور من المدينة بينما أمر الجيش الملكي بصد هجوم المتمردين ومنع مطاردتهم له. واستمرت الحرب بالقرب من مدينة تشانغ آن نحو سنة واحدة، شهد الجيش الملكي من خلالها تعزيزا حيث ازدادت قوته بالتدريج حتى أصبح أقوى من جيش المتمردين.
عندما رأى هوانغ تشاو أن الوضع قد أصبح في غير صالحه بحيث أن الجيش الملكي سيهاجم مدينة تشانغ آن ويستولي عليها عاجلا أو آجلا، أمر جيشه بالانسحاب من المدينة عائدا الى قاعدته القديمة استعدادا لتدبير خطة حرب جديدة ضد الجيش الملكي.
إستولى الجيش الملكي على مدينة تشانغ آن فعلا، وبعد دخوله المدينة أصبح الضباط والجنود في غاية الفرح والمرح حيث يأكلون ويشربون ويلعبون وقد ارتخت معنويتهم ويقظتهم. وفي الوقت نفسه كان هوانغ تشاو يتجسس أخبار المدينة، وبعد أن عرف أحوال الجيش الملكي هذه، رأى أن الفرصة قد جاءت اليه حيث قال لضباطه إن العدو قد دخل الغرفة، وعلينا أن نغلق أبوابها وراءه لتكون محكمة دون ترك أي مفر ليهرب منه. وبعد أيام أمر جنوده بمحاصرة المدينة ثم أحكموا محاصرتها في ليلة مظلمة وبشكل خفي، وفي اليوم التالي شنوا هجوما مباغتا عليها دون أية معرفة واستعداد لدى جنود الجيش الملكي داخل المدينة لمواجهة القتال. وبسرعة فائقة اقتحم الجنود المتمردون المدينة وقتلوا عددا كبيرا من جنود الجيش الملكي، وأسروا البعض الآخر الذي لم يجد أثناء القتال أي مهرب له. وبذلك استولى هوانغ تشاو على هذه العاصمة الكبيرة من جديد باستخدام خطة " القبض على اللص بعد محاصرته في غرفة محكمة "
تهدف هذه الخطة الى محاصرة العدو الذي يبدو ضعيفا من حيث الطاقة والعدد داخل مكان محكم نسيطر عليه بشكل فعال بدون وجود أي مفر له. ثم القيام بالهجوم عليه مع القضاء عليه بشكل كامل. لأن العدو إذا هرب فقد يصبح الوضع معقدا نسبيا في المستقبل. أما مبدأ تنفيذ هذه الخطة فهو نصب كمين كغرفة محكمة أولا، ثم تدبير حيلة تجذب العدو الى الدخول في الكمين مع تشديد الحصار عليه وقطع كل اتصالاته مع الخارج. وإذا كشف العدو معلومات عن الكمين فستفشل الخطة بكاملها. لذلك يجب أن تجري كل الأعمال التحضيرية بحذر بالغ وسرية تامة مع تدبير خدعة فعالة تجعل العدو يدخل الى موقع الكمين للقضاء عليه. تستخدم هذه الخطة أيضا في التنافس التجاري والقطاع المالي أيضا. مثلا أثناء التعامل في بورصة الأوراق المالية يبحث بعض المتعاملين بنظرتهم الثاقبة وحكمتهم يبحثون عن فرصة لجني المنافع الأكبر حيث يتركون أحيانا بعض الفرص التي لا تأتي إلا بأرباح صغيرة، منتظرين فرصة كبيرة توفّر لهم نفعا كبيرا بعد تصاعد الأسهم. والى جانب ذلك يستخدم بعض التجار والمستثمرين هذه الخطة لإجبار منافسيهم على التراجع وحتى الانسحاب من حلبة التنافس. ثم يقومون بضم أعمالهم ومؤسساتهم أو شركاتهم بشكل كامل. لذلك نقول إن التجارة تشهد حاليا استخدام هذه الخطة أكثر فأكثر.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:22 PM

الخطط الحربية: تخلص مثلما يتخلص الزيز من قشرته





من المعروف أن حشرة الزيز بعد انسلاخها تترك قشرتها معلقة على غصون الشجرة، وكأنها زيزة حية أخرى. أما تطبيق هذه الخطة في الأعمال العسكرية والتجارية فيعني تدبير خطة تنكرية لخداع العدو أو المنافس مع الانسحاب الخفي من أجل التخلص من خطر أو ضيق. وتستخدم هذه الحيلة دائما في حالة أن القوة الذاتية أصبحت ضعيفة بالمقارنة مع العدو أو المنافس.
من بين العمليات العسكرية التي استخدمت فيها هذه الخطة حرب حدثت في القرن الثالث الميلادي الموافق عهد الممالك الثلاث المتحاربة بالصين القديمة. وكان كل من أباطرة ممالك وي وشو ووو يطمح في الانتصار على الآخرَينِ وتوحيد البلاد والاستيلاء على سلطة الدولة. لذلك كانوا يحاربون بعضهم ضد البعض بين حين وآخر. وجدير بالذكر أن في مملكة شو وزير بارز إسمه تشو قه ليانغ، وهو قائد عسكري حكيم ومشهور ليس في عهده فحسب بل ظلت شهرته قائمة حتى يومنا هذا. وبذكائه وحكمته كان دائما ما يحقق الانتصارات في المعارك مع مملكتي وي ووو. لذلك كلما قابله خصومُه في ميدان القتال تسمكوا بالحذر الشديد من انطلاء حيلته عليهم.
ذات مرة قاد تشو قه ليانغ جيش مملكة شو متوجها نحو الشمال لمحاربة جيش مملكة وي. فأرسل امبراطور وي جيشه فورا لمواجهة الأعداء. وعندما تقابل الجيشان استعدادا لبدء القتال أصيب تشو قه ليانغ بمرض شديد شعر بأنه لا يشفى منه، كما عرف أيضا أن جيش مملكة وي إذا أطلع على خبر مرضه أو حتى وفاته فسيشن هجوما قويا على جيشه الذي لن يحقق انتصارا على الخصوم بدونه. وإذا إنسحب جيشه فورا أو بعد وفاته من المنطقة فسيطارده جيش مملكة وي. لذلك استدعى قائد الجيش جيانغ وي وعلّمه بتوجيهات كيفية سحب الجيش من المنطقة بعد وفاته.
بعد أيام توفى تشو قه ليانغ متأثرا بمرضه فعلا، ووفقا لخطته لم يعلن جيانغ وي خبر وفاته، بل كتم السر بشكل محكم، وفي الوقت نفسه استدعى نجارا ليصنع تمثالا خشبيا مشابها جدا لتشو قه ليانغ قامة وشكلا، وألبسه ملابسه ثم وضعه في عربته القديمة. وبعد إكمال هذه الأعمال أمر جيانغ وي بانسحاب معظم أفراد الجيش الى المملكة مع نقل تابوت تشو قه ليانغ معهم أيضا.
بعد أن عرف قائد جيش وي خبر انسحاب جيش شو، قاد جنوده لمطاردته. وعندما إقتربوا منه شاهدوا مجموعة من الجنود بزعامة جيانغ وي قد إعترضت طريقهم، وفي مقدمتهم عربة جلس فيها تشو قه ليانغ. كما شاهدوا أن تشكيلة هؤلاء الجنود منتظمة وكل واحد منهم يبدو في حماسة عالية ومعنوية مرتفعة، فشعروا بحيرة ومخاوف معتقدين أن تشو قه ليانغ قد دبُّر حيلة لجذبهم الى كمين. فأمر القائد بانسحاب جيشه فورا لكي لا تنطلي الحيلة عليهم. وبعد أن شاهد جيانغ وي انسحاب جيش مملكة وي سحب قواته أيضا وبشكل سري. وعندما أطّلع قائد جيش وي على خبر وفاة تشو قه ليانغ مع التأكد من انسحاب جيش مملكة شو أصبح في غاية الندم، لأن الوقت قد سبقه كما فاتته الفرصة السانحة لمحاربة الخصوم والانتصار عليهم.
هناك قصة أخرى استخدمت فيها خطة" تخلص مثلما يتخلص الزيز من قشرته " حدثت في عهد أسرة سون الملكية الصينية الموافق القرن الثالث عشر الميلادي، حيث نشبت الحرب بين جيش سون وجيش قومية جين - احدى الاقليات القومية الصينية بشمالي البلاد. وكان الوضع في صالح جيش جين لأن جيش سون أقل منه عددا وقوة. وأمام هذه الوضع أمر قائد جيش سون بانسحاب الجيش من ميدان الحرب من أجل الحفاظ على القوات العسكرية.
بدأ الانسحاب في ليلة مظلمة. وكان جنود جيش جين يستريحون داخل مخيمات معسكرهم. وفجأة تعالت أصوات الطبول المزعجة من معسكر جيش سون القريب من معسكر جيش جين، فنهض قائد جيش جين وظن أن الأعداء شنوا هجوما مباغتا على معسكره، وأمر جنوده بمواجهة المهاجمين. إلا أنهم لم يجدوا أي مهاجم. فعادوا الى معسكرهم بعد هدوء أصوات الطبول. ولكن لم يمض وقت طويل حتى عادت الأصوات مرة أخرى فنهضوا ثانية. وتكرر الأمر مرارا وتكرارا حتى أوقع الجنود في فزع وذهول شديدين. وظن القائد أن الخصوم استخدموا هذه الحيلة لازعاج جنوده لإضعافهم وتقويض معنويتهم. فطلب من جنوده ألا ينهضوا مهما كانت الأصوات.
وفي اليوم التالي انخفضت أصوات الطبول، واعتقد قائد جيش جين أن الأعداء ربما شعروا بتعب وملل، فأمر جنوده بالهجوم علي معسكرهم، وبعد دخولهم اليه لم يجدوا أي شخص بل شاهدوا فقط عشرات الخراف المربوطة والمعلقة على الأشجار، وتحت أقدامها طبول كثيرة، بحيث كانت تضرب الطبول بأقدامها وتحدث أصواتا. وفي ذلك الحين عرف القائد أنها خدعة قد إنطلت عليه. وهذا هو مثال آخر لتطبيق" تخلص مثلما يتخلص الزيز من قشرته ".


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:23 PM

الخطط الحربية: الصيد في الماء العكر



جاءت هذه الخطة أصلا من عمل صيد السمك. إذ ان الصياد دائما ما يحاول خلال سعيه لصيد الأسماك من النهر الى تعكير المياه لارباك واخافة الأسماك، مما يوفّر الفرصة له لاصطيادها باليد أو الشبكة. وتستخدم هذه الخطة دائما في الأعمال العسكرية حيث يتم تدبير الفوضى والاضطرابات بين الأعداء ليصبحوا بعد ذلك في حيرة أو ذهول. ومن ثم مهاجمتهم في الوقت الملائم. وفيما يلي قصة قديمة استخدمت فيها هذه الخطة.
شهدت الصين في القرن الثامن الميلادي الموافق عهد أسرة تانغ الملكية القديمة شهدت تطورا جياشا وازدهارا شاملا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وكانت مدينة تشانغ آن، أي مدينة شيآن الحالية عاصمة لهذه الأسرة الملكية، وكانت تعتبر من أكثر مدن العالم ازدهارا وفخرا حينذاك. إلا أن قومية تشي دان - إحدى الأقليات القومية بشمال شرقي الصين – كانت دائما ما تتمرد وتغزو المناطق الداخلية. فأرسل الامبراطور ضابطا إسمه تشانغ شو قوي ليقود الجيش الملكي الى مدينة يو تشو أي مدينة بكين حاليا ليرابط فيها لتعزيز الحراسة في منطقة الحدود الشمالية ولصد غزو قوات تشي دان. وجدير بالذكر أن مدينة يو تشو كانت تتمتع بأهمية استراتيجية حاسمة وظلت موقعا تتنازع الجيوش للاستيلاء والسيطرة عليه.
توجه جيش تشي دان فعلا الى مدينة يو تشو في محاولة للهجوم عليها واحتلالها. إلا أنه بعد تنظيم هجمات عديدة عليها لم يشهد أي تقدم. فدبر قائد الجيش حيلة ونفذها حيث أرسل مبعوثه الخاص لزيارة مدينة يو تشو لمقابلة الضابط تشانغ شو قوي تعبيرا عن الرغبة في اجراء مفاوضات السلام معه وتهدئة الاوضاع في المنطقة، ولكن نيته الحقيقية هى التجسس ومعرفة الاخبار وتقويض يقظة الخصوم. فاستقبل تشانغ شو قوي مبعوث تشي دان بمودة، وأجرى معه مباحثات لبحث القضية. وفي اليوم التالي عمل بالمثل، إذ أرسل أيضا مبعوثه لزيارة معسكرات تشي دان بهدف التجسس عليها.
لقى مبعوث تشانغ شوي قوي داخل معسكرات تشي دان استقبالا وديا أيضا. وفي مأدبة أقيمت ترحيبا به وجد المبعوث أن آراء ضباط تشي دان ومواقفهم من الحرب مع الجيش الامبراطوري متباينة بحيث تمسك بعضهم بموقف متصلب بينما يعارض البعض الآخر هذا الموقف، وعبّر بعض الضباط للمبعوث عن إن أبناء قومية تشي دان يفضلون التعايش السلمي مع أبناء قومية هان أكثر من محاربتهم والتمرد ضد الامبراطور. وبعد المأدبة قابل المبعوث هؤلاء الضباط سرّا لإقناعهم بالاستسلام، وتعهد لهم بمنحهم المناصب والمنافع إذا استسلموا. فاقتنع هؤلاء الضباط بنصيحته وقبلوها مع التعهد باغتيال قائد جيش تشي دان. وبعد اتمام المهمة عاد المبعوث الى مدينة يو تشو وأبلغ تشانغ شو قوي بما حدث بينه وبين هؤلاء الضباط في معسكراتهم.
حدث الأمر كما يُتوقع إذ تمرد الكثير من ضباط جيش تشي دان، وقتلوا قائدهم الاعلى. الأمر الذي اثار اضطرابات داخل معسكراتهم. فانتهز الضابط الملكي تشانغ شو قوي هذه الفرصة وخرج مع جنوده من المدينة واقتحموا معسكرات الأعداء، وقضوا اثناء الاضطرابات على عدد من ضباط تشي دان وأسرو عددا كبيرا من الجنود. وبذلك انتصروا في هذه المعركة التي تمت بعدها تهدئة الاوضاع في منطقة الحدود الشمالية للبلاد.
ورأينا من خلال هذه القصة أن اختلاف المواقف بين قادة وضباط جيش تشي دان ومعارضة الشعب للحرب كانت السبب الرئيسي لفشل جيش تشي دان في المعركة، كذلك وبفضل الخطة التي وضعها الضابط الحكيم تشانغ شو قوي لتخريب وحدة هؤلاء الضباط وزرع بذور الشقاق في صفوفهم. واستخدم هذه الخطة لتعكير المياه من أجل اصطياد الأسماك فيها.
خطة " الصيد في الماء العكر " مشابهة لخطة " ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة ". وفي المجتمع العصري تستخدم هذه الخطة أيضا ودائما في المنافسات التجارية، إذ يستخدم بعض التجار التقلبات وحتى الاضطرابات التي تحدث أحيانا في الاسواق لرفع أسعار البضائع أو الانتصار على منافسيهم. ومن أجل الحفاظ على صفاء المياه وتجنب توغل العدو أو المنافس فيها لكسب المنافع يجب علينا أن نحافظ دوما على يقظتنا، ونحافظ على حذرنا للحيلولة دون ترك أية فرصة للعدو أو المنافس لينتهزها لاصطياد أسماكنا.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:24 PM

الخطط الحربية: سحب الحطب من تحت المرجل





خطة" سحب الحطب من تحت المرجل" على حد تعبيرها تعني اخراج الحطب المشتعل من تحت المرجل أو الفرن لوقف تسخين المياه فيه وتبريدها. وبعبارة أخرى أي: تسوية القضية من أساسها. ويرى الناس أن غلي المرجل بما فيه من المياه يعتمد على تعزيز اشتعال الحطب تحته، وطبعا ان كلا من المرجل الساخن وما فيه من المياه الساخنة اضافة الى النيران تحت المرجل لا يمكن لمسها باليد للتجنب من الاحتراق بها، إلا أنه يمكن أن نسحب الحطب من تحت المرجل لإطفاء النار ووقف تسخين المياه وتبريدها. ويمكن تطبيق هذه الخطة في العمليات العسكرية، إذ أن القائد العسكري العاقل غالبا ما يتجنب المواجهة المباشرة مع العدو الأقوى نظرا لعدم امتلاك القدرة على تحقيق الانتصار عليه مهما بذل من جهود وحتى التضحية الهائلة أثناء القتال. لذلك يسعى دائما لاكتشاف نقطة ضعف العدو التي يمكن انتهازها مع ايجاد وقت وفرصة ملائمة يدبر فيها عملية مفاجئة خارج حسبان العدو للهجوم على العدو والقضاء عليه في النهاية، كتنظيم حملة دعائية وحرب نفسية لاضعاف معنوية العدو والهجوم على قاعدته أو مستودعات امداداته في مؤخرته، وقطع طريق نقل الامدادات والتعزيزات له، وما الى ذلك. وكل هذه العمليات تنتمي الى خطة: سحب الحطب من تحت المرجل."
هناك قضية حدثت في الصين القديمة استخدمت فيها هذه الخطة تحكي أن في قديم الزمان شهدت احدى المناطق اضطرابا داخل معسكرات الجيش حيث قتل الجنود المشاغبون ضابطهم وأضرموا الحرائق في بعض مباني الحكومة المحلية. وأمام هذا الشغب لزم معظم مسئولي الحكومة المحلية بيوتهم خوفا من التعرض لأخطار وأضرار، فضلا عن اجراء الاتصال مع المشاغبين لاقناعهم بوقف الشغب وتهدئة الاوضاع. إلا أن مسئولا شجاعا إسمه شوي تشانغ روه تقدم وتوجه الى معسكر المشاغبين، وقال لهم إن لديكم عائلات،فيها الأب والأم والإخوان والأخوات، وستواجهون كما سيواجهون أيضا عقابا شديدا ومصيرا سيئا إذا واصلتم المشاركة في هذا الشغب الذي سيبوء بالفشل الأكيد. لذلك آمل ألا تفكروا في مصالحكم فقط بل تفكروا جيدا في مصالح أبائكم وأمهاتكم وأشقائكم في عائلاتكم. وإذا سلمتم أنفسكم طوعا للحكومة وتتركون مثيري الشغب فسنتعامل معكم بالتسامح الأكيد، ولا نحملكم المسئولية عن هذا الشغب. فما رأيكم ؟
بعد الاستماع الى كلامه بدأ الكثير من الجنود المشاركين في الشغب يشعرون بشئ من الندم، لأنهم التحقوا بصفوف المشاغبين تحت اجبار وخداع من مدبري الشغب أو تورطوا فيه بشكل عشوائي غير متعمدين. وبعد أن شاهد شوي تشانغ روه ظهور تغيرات على وجوههم واصل في اقناعهم حيث قال: أطلب ممن لا يريدون المشاركة في هذا الشغب أن يقفوا في جانبي ليبقى مثيروه في جانب آخر. وفور انتهاء كلامه هذا توجه مئات الجنود اليه ليقفوا معه تاركين أفرادا قليلة من مثيري الشغب في أماكنهم. وبعد أن رأوا أن الوضع قد اصبح في غير صالحهم هربوا فورا وفروا الى قرى بعيدة. فقاد شوي تشانغ روه رجاله لمطاردتهم وإلقاء القبض عليهم مع احالتهم للعدالة في النهاية.
وأثناء هذا الشغب أستخدم شوي تشانغ روه خطة " سحب الحطب من تحت المرجل " لتهدئة الاوضاع. وبالنسبة له كان المشاغبون المسلحون أقوياء قد يعرضونه لخطر في أي وقت من الأوقات عندما تقدم اليهم وتحدث معهم. إلا أنه ذكي وعاقل، حيث حذر الجنود المخدوعين من مواجهة مصير خطير إذا واصلوا المشاركة في هذا الشغب مع تذكرهم بمصالح أفراد عائلاتهم الذين قد يتعرضون لعقاب بسبب أخطائهم هذه إضافة الى توضيح موقف الحكومة من المستسلمين طوعا. الأمر الذي فرّق صفوف المشاغبين ودفع مثيري الشغب الى العزلة وجعلهم يفرون بعد فشلهم في محاولاتهم، مع القاء القبض عليهم في النهاية.
النقطة الحاسمة اثناء تطبيق هذه الخطة هى التمسك بالتناقض الرئيسي القائم لدى العدو أو المنافس لايجاد الفرصة القابلة للتطبيق للانتصار عليه. وهناك أعمال عسكرية مثالية توضح هذه النقطة منها الهجوم المفاجئ على الأعداء من خلفهم، وخطف امداداتهم أو قطع طريق انسحابهم لاضعاف معنويتهم وما غير ذلك.
تستخدم خطة " سحب الحطب من تحت المرجل" أيضا في الانشطة الاقتصادية وبالمجتمع العصري. مثلا إذا شهدت دولة ما خلال فترة زيادة مفرطة للقروض الائتمائية التي تستثمر في قطاع العقارات أو الأصول الثابتة. فمن المحتمل أن تظهر بسبب ذلك فقاعات اقتصادية قد تؤدي الى التضخم المالي. وأمام هذا الوضع غالبا ما يقوم البنك المركزي للدولة بتعديل سياستها المالية والنقدية مثل رفع نسبة احتياطي الودائع المصرفية أو أسعار الفوائد لمواجهة احتمال التضخم. وبذلك قد تنخفض السيولة النقدية التي تغذي الأسواق مما يخفض الزيادة المفرطة للاستثمارات التي تستهدف العقارات أو الاصول الثابتة.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:25 PM

الخطط الحربية: للقبض على اللصوص إقبض على زعيمهم أولا




جاءت عبارة " للقبض على اللصوص إقبض على زعيمهم أولا " أصلا في أحد أشعار الشاعر الصيني المشهور دو فو في أسرة تانغ الملكية الصينية القديمة حيث قال في أحد أشعاره " لإسقاط الفارس إرم السهام على جواده، وللقبض على اللصوص إقبض على زعيمهم أولا " ويقصد هذا الكلام بأن الهجوم يجب أن يستهدف أولا قائد الأعداء. وبذلك يمكن تحقيق الانتصار الكامل على الأعداء كلهم سواء في الحرب أو في المنافسات الأخرى.
تطبيق خطة " للقبض على اللصوص إقبض على زعيمهم أولا " في الحرب يهدف الى تركيز أهم وأكبر قوة لتدمير قيادة العدو والقضاء على قائده الأعلى لدفع الأعداء الى الفوضى والاضطرابات ليفقدوا معنويتهم، ومن ثم شن الهجوم السريع عليهم والانتصار عليهم في النهاية. وإذا كان العمل بالعكس أي ترك زعيم الاعداء يهرب، فيكون ذلك كترك النمر يهرب الى غابات الجبل مع منحه وقتا وفرصة يشفى فيها من جرحه، وبعد ذلك يعود للقيام بهجوم جديد بعد نزوله من غابات الجبل. وفيما يلي قصة حقيقية استخدمت فيها هذه الخطة في الحرب في الصين القديمة.
شهدت الصين فترة ازدهار، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، في القرن الثامن الميلادي الموافق عهد أسرة تانغ الملكية. إلا أن الامبراطور الصيني في أواخر هذه المرحلة التاريخية عاش في غاية الاسراف والتبذير غير مهتم بشؤون الدولة. الأمر الذي جعل الوزراء وكبار المسؤولين مهملين لمسؤولياتهم ومتقاعسين عن أداء واجباتهم فارتكب الكثير منهم الاختلاس والابتزاز مما أثار استياءا متزايدا وشكاوى كثيرة من المواطنين. فوقع في بعض المناطق حركات تمرد وانتفاضة ضد الحكومة الملكية. ومن بين زعماء المتمردين ضابط إسمه آن لو شان الذي كان مسئولا للجيش الملكي باحدى مناطق البلاد. وقاد أنصاره في انتفاضة في محاولة اسقاط الحكم الامبراطوري. وزحفت قوات المتمردين نحو مدينة تشآن آن التي كان عاصمة للصين القديمة. وفي السنة التالية استولوا عليها فعلا بينما فر الامبراطور الى منطقة بعيدة. فاحتل آن لو شان القصر الامبراطوري وأعلن نفسه أمبراطورا جديدا.
قاد آن لو شان بعد ذلك جيشه المتمرد لمواصل الزحف الى مناطق آخرى في محاولة احتلال المزيد منها لتوسيع انتصاره. وكان من بين أنصاره ضابط يُعرف باسم يي زي تشي، كان يقود جيشا كبيرا لمهاجمة مدينة وي يانغ التي كانت تعتبر احدى المدن الاستراتيجية الهامة داخل البلاد. ولم يكن بداخل هذه المدينة حينذاك سوى بعضة آلاف جندي بقيادة قائدهم الشجاع تشانغ شون. ورغم قلة عددهم إلا أن كل واحد منهم كان شجاعا يعتزم الدفاع عن المدينة بكل ما يملكه مهما كانت التضحية. وبعد أن طوق المتمردون المدينة شنوا العديد من الهجمات عليها إلا أنهم لم ينجحوا في اسقاطها. وبقى الجانبان في وضع تشبث وجمود.
من أجل كسر حصار المتمردين والانتصار عليهم دبر تشانغ شون خطة وأمر جنوده بتطبيقها. وبعد غروب الشمس حيث انتهى المتمردون في أعمالهم العسكرية، وبدأوا بالاستراحة، طلب تشانغ شون من جنوده أن يقرعوا الطبول ويهتفوا بأصوات عالية. فنهض المتمردون جميعا معتقدين أن جنود المدينة سيخرجون منها لمهاجمتهم. فأمسكوا الأسلحة استعدادا لمواجهتهم، إلا أن جنود المدينة لم يخرجوا. وفي اليوم الثاني تكرر المشهد مرة أخرى كما تكررت الحالة أيضا في كل ليلة في الأيام المتتالية العديدة. الأمر الذي جعل المتمردين يشعرون بتعب وغضب وحيرة شديدة حتى ارتخت معنويتهم كما أصبحت قوة مهاجمتهم للمدينة في النهار ضعيفة بكثير.
ومن أجل كسر حصار المتمردين على المدينة فكر تشانغ شون أخيرا في تدبير خطة تمكنه من الانتصار عليهم. كانت الخطة بذاتها خطة " للقبض على اللصوص إقبض على زعيمهم أولا " والتي تستهدف زعيم المتمردين يي زي تشي. إلا أن جنود المدينة لم يروه سابقا، ولم يعرفوا شكله وملامحه. ومن أجل تمييزه من بين جنوده أمر تشانغ شون جنوده باطلاق السهام من على سور المدينة. الأمر الذي جعل المتمردين يتجمعون حول زعيمهم يي زي تشي لحمايته، وبذلك عرف تشانغ شون وجنوده الهدف المطلوب. فأطلقوا جميعا المزيد من السهام باتجاه يي زي تشي الذي أصيب أخيرا بجروح عديدة، وسقط من ظهر جواده على الأرض، مما أثار اضطرابا كبيرا وارتباكا شديدا في صفوف المتمردين، وبسرعة إنسحبوا من المعركة. وبذلك انتصر تشانغ شون بجيشه القليل العدد على المتمردين الكثيرين ونجح في الدفاع عن مدينته.
يبدو أن خطة " للقبض على اللصوص إقبض على زعيمهم أولا " سهلة الفهم إلا أن تطبيقها صعب نسبيا نظرا الى أن الزعيم غالبا ما يتمتع بحماية كاملة مكثفة يصعب كسرها. لذلك من الضروري أن يتم اكتشافه أولا ثم جعله مكشوفا في ميدان القتال مع شن الجهوم المكثف عليه. وبهذا الاسلوب يمكن القبض عليه أو القضاء عليه ومن ثم القضاء على " اللصوص الآخرين بأجمعهم.




أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:26 PM

الخطط الحربية: رمي حجر لاجتذاب زمردة




خطة " رمي حجر لاجتذاب زمردة " على حد تعبيرها تعني أنك ترمي قطعة من الحجر لهدف اجتذاب زمردة مرمية من الآخرين. ومنذ القدم يعتبر التواضع لدى الصينيين من الفضائل الحميدة، لذلك يقولون دائما بعد ابداء ملاحظاتهم في المناسبات العلنية:" إنني طرحت هذه الآراء كرمية حجر خشن لعلها تجتذب زمردة يرميها الآخرون "
ويذكر أن قصة " رمي حجر لاجتذاب زمردة " جاءت أصلا في أسرة تانغ الملكية الصينية القديمة التي يرجع تاريخها الى القرن التاسع الميلادي حيث ظهر أثناء تلك الفترة التاريخية عدد كبير من الشعراء البارزين الذين تركوا كمية كبيرة من الأشعار والقصائد الرائعة المنتشرة جيلا بعد جيل حتى يومنا هذا. ومن بينهم الشاعر المشهور تشاو شوآن الذي كان يتوجه دائما الى أحد المعابد الجميلة المنظر بمدينة سو تشو شرقي الصين ليزوره وينظم فيه أشعارا وقصائد أثناء الاستمتاع بالمناظر الجميلة هناك. وكان يسكن بالقرب من المعبد شاعر آخر إسمه تشانغ جيآن، وعندما عرف أن تشاو شوآن غالبا ما يأتي الى المعبد ويكتب على جدرانه أشعاره، ذهب في يوم من الأيام الى المعبد وكتب سطورا من صدر البيت الشعري فقط على جدار المعبد ثم انصرف. وبعد يوم زار تشاو شوآن فعلا هذا المعبد، وعندما قرأ تلك السطور تأثر بها إلا أنه تعجب بعدم اكمال الشاعر لشعره هذا. فأخذ القلم وقام باضافة عجز البيت الشعري ليكون كاملا. وبعد أن قرأ الناس هذا الشعر المنظم من الشاعرين قدروه، كما أعجبهم أكثر نصفه الأخير التي كتبه تشاو شوآن. وعندما عرف تشانغ جيآن الخبر، قال إني كتبتُ النصف الاول باعتباره قطعة خشنة من الحجارة لاجتذاب النصف الأخير الذي أرى أنه رائع للغاية يشبه زمردة. ومنذ ذلك الوقت نشأ هذا المثل الصيني المشهور الذي يعتبر أيضا احدى الخطط التي تستخدم أيضا في العمليات العسكرية.
تطبيق خطة " رمي حجر لاجتذاب زمردة " في الأعمال العسكرية يعني عرض طعم صغير باعتباره خدعة لتنطلي على العدو. وهناك قصة حقيقية شهدت تطبيق هذه الخطة.
في عام 700 الميلادي، حيث كانت الصين في عهد الممالك العديدة المتحاربة. وكانت كل مملكة تسعى لتوسيع آراضيها بالقوة، ومن بينها مملكة تشو التي كانت تحاول دائما شن الحرب للاستيلاء على مدينة محاذية لها تُعرف باسم " جياو تشنغ " ورغم أن جيش مملكة تشو قوي، إلا أن مدينة جياو تشنغ تستند الى موقعها الجغرافي المتفوق وسورها المتين وحصونها المنيعة تدافع وتقاوم هجوم جيش مملكة تشو بكل بسالة وشجاعة. وبعد مرور أكثر من شهر لم يحقق جيش مملكة تشو أي تقدم. وأمام هذا الوضع جلس قادة الجيش معا يبحثون عن طريقة لتغيير الوضع. ورأوا أن مدينة جياو تشنغ قد أصبحت محاصرة منذ أكثر من شهر، ويبدو أن كل الامدادات فيها وخاصة الاخشاب التي تستخدم للتدفئة واعداد الأطعمة أصبحت قليلة غير كافية لاحتياجات العسكريين والمدنيين بالمدينة. فوضعوا حيلة ثم نفذوها. وفي اليوم التالي ارسلوا عددا من الجنود في أزياء مدنية عادية ليصعدوا الى الجبل القريب من المدينة لقطع الأشجار وجمع الحطب. وبعد أن شاهد ذلك الجنود داخل المدينة والذين يعانون نقصا شديدا في الحطب رأوا أن الفرصة قد حانت، فخرج بعضهم الى خارج المدينة واعترضوا طريق عودة هؤلاء الحطّابين المتنكرين، وخطفوا منهم الحطب وعادوا بها الى المدينة. وفي اليوم الثاني والثالث خرج هؤلاء الحطابون أيضا الى الجبل لجمع الأحشاب والحطب بينما أعترضهم أيضا جنود المدينة في طريق عودتهم وخطفوا الحطب منهم. ومع مرور الايام أصبحت يقظة قادة المدينة وحذرهم تتراخى بالتدريج وأرسلوا عددا متزايدا من الجنود كل يوم الى خطف الحطب من أولئك الحطّابين المتنكرين. وذات يوم خرج الكثير من جنود المدينة كعادتهم لخطف الحطب فهرب الحطّابون جميعا فطاردوهم الجنود، ودخلوا بعد ذلك الى موقع الكمين الذي تمت اقامته حسب الخطة التي وضعها قائد جيش مملكة تشو. وعندما نضجت الفرصة بدأ أفراد الكمين يهاجمون جنود المدينة وقضوا عليهم ثم توجهوا بسرعة الى المدينة التي أصبحت ضعيفة الدفاع بسبب خروج معظم الجنود منها فاحتلوها بسهولة. فاستولت مملكة تشو بهذه الحيلة على مدينة جيانغ تشنغ.
تستخدم خطة " رمي حجر لاجتذاب زمردة " كثيرا أيضا في المجتمع الحديث مثلا يريد بعض نجوم الفن والشخصيات الاجتماعية المشهورة توسيع سمعتهم وتأثيراتهم وزيادة فرص عرض صورهم وأسمائهم على الصحف وشاشات التلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى فيصنعون عمدا أخبارا تتعلق بحياتهم العاطفية وحتى أن بعضها مختلق. ومع زيادة انتشار هذه الأخبار تزداد سمعتهم وشهرتهم. الأمر الذي يوفر لهم المزيد من الفرص لكسب المزيد من النوافع والأموال. أما في القطاع التجاري فتستخدم هذه الخطة أكثر لهدف تحقيق الانتصار على المنافسين وترويج السلع.



أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:27 PM

الخطط الحربية: التراخي في مطاردة العدو لضمان القبض عليه في النهاية




خطة " التراخى في مطاردة العدو لضمان القبض عليه في النهاية " على حد تعبيرها تعني التظاهر بتراخي الانتباه مع منح التسامح أثناء مطاردة العدو ليتراخى حذره ويقظته ثم إلقاء القبض عليه أو القضاء عليه في النهاية.
ويبدو أن " التراخى في متابعة العدو " و" القبض عليه " شيئان متناقضان إلا أن الأول هو الوسيلة، والأخير هو الغاية. وفي الصين القديمة كلام يقول: لا تحاصر النمر الجريح. لأن النمر الجريح وخاصة بعد هروبه الى طريق مسدود قد يركز كل قوته للهجوم على الصياد. وأمام هذا الوضع يجب على الصياد اتخاذ خطة تجعل عزيمته ومعنويته وحذره ويقظته ترتخي تدريجيا باعتبار ذلك فرصة ينتهزها لإلقاء القبض عليه أو القضاء عليه في النهاية. وهناك قصة حقيقية لتطبيق هذه الخطة حدثت في الصين القديمة عنوانها: القبض على مون هو ثم اطلاق سراحه سبع مرات. وتحكي القصة كما يلي:
في عام 225 الميلادي حيث كانت الصين في عهد الممالك الثلاث المتحاربة، قاد تشو قه ليانغ/ كبير وزراء مملكة شو الجيش الملكي الجليل ليزحف نحو الجنوب لتعزيز الحراسة في الحدود الجنوبية. وبعد انتهاء المهمة وأثناء انسحابه من المنطقة الحدودية تعرض لهجوم من رجال العصابات القبلية من قومية يي بزعامة القائد الذي يُعرف باسم مون هو. فقاد تشو قه ليانغ جنوده لمحاربة مون هو. وانتصر أخيرا عليه وأسر في المعركة. وأمام هذا الوضع يمكن أن يواصل تشو قه ليانغ مطاردة رجال العصابات المتبقين حتى القضاء عليهم بكاملهم إلا أنه عرف أن مون هو قائد ذو شعبية واسعة وسمعة حميدة في المنطقة. وإذا نجح في اقناعه ليستسلم فسيساعده ذلك على تهدئة الاوضاع وتحقيق السلام الدائم في المنطقة الحدودية كلها. وإذا قتله فقد يثير ذلك إضطرابات كبيرة في المنطقة وحتى تنتشر هذه الاضطرابات في المناطق المجاورة الأخرى. فقرر تشو قه ليانغ اطلاق سراح مو هو ليعود الى معسكره.
بعد عودة مون هو الى قاعدته قاد رجاله في شن هجوم جديد على جيش تشو قه ليانغ. إلا أنه فشل وأسر مرة ثانية في يد تشو قوه ليانغ الذي أطلقه بعد ذلك سراحه مرة ثانية، ولكن مون لم يعترف بفشله معتقدا بأن الفشل يرجع الى أسباب أخرى وليس بسبب قدرته. وبعد عودته نظم عدة هجمات على تشو قه ليانغ إلا أنه فشل وأسر في كل مرة. وفي المرة الأخيرة بعد أسره إعترف بفشله وبقدرته الضعيفة في ادارة الاعمال العسكرية بالمقارنة مع تشو قه ليانغ فاستسلم له مع التعبير عن شكره الكبير لتشو لعدم اعدامه بعد أسره في كل مرة. ثم أقسم أمامه بأنه سيكون خاضعا لقيادته كما سيقنع زعماء القبائل الأخرى في المنطقة على مساعدة تشو قه ليانغ والملك شو للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة الحدودية. ومنذ ذلك الوقت هدأت الاوضاع فعلا في المنطقة. وباستخدام هذه الخطة أي خطة " التراخى في مطاردة العدو لضمان القبض عليه في النهاية " نجح تشو قه ليانغ في تحقيق السلام والاستقرار في حدود المملكة.
لدى الكثير من صيادي الأسماك تجربة أنه إذا أمسكت صنارة الصيد بسمكة كبيرة فيجب الا يسحبوا الخيط بسرعة وبقوة كبيرة، ذلك لأن السمكة ستحاول بكل قوتها للتخلص من الصنارة. وصحيح أنه يجب على الصيادين أمام هذا الوضع أن يمددوا الخيط أكثر لتتخبط السمكة وسط المياه لاستنفاد قوتها، بينما يشد الخيط ويمده بين حين وآخر. وبعد تكرار هذه الحركة لفترة في حين أن السمكة أصبحت في حالة واهنة وضعفت قوتها يسحبون الخيط لإخراج السمكة من المياه. وهذه العملية خير تطبيق لخطة " التراخي في مطاردة العدو لضمان القبض عليه في النهاية " لأن الصيادين إذا قاموا بسحب الخيط بسرعة مكافحين تخبّط السمكة العالقة بالصنارة فقد تكون نتيجة ذلك أن السمكة قد تتخلص من الصنارة أو انكسار عصا الصيد لعدم تحمله القوة الشديدة، وانتهاء عملية الصيد بخسارة له.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:28 PM

الخطط الحربية: اغراء النمر ليخرج من عرينه




" إغراء النمر ليخرج من عرينه " على حد تعبيره يعني استخدام الحيلة لجذب العدو الذي كان ملزما موقعه الحصين ليخرج منه للقضاء عليه في النهاية. وفي الصين القديمة غالبا ما تعرّض الناس المقيمون بالقرب من الجبال للافزاع والاصابة من النمور التي تعيش في غابات الجبال. ومن أجل القبض على هذه النمور المفترسة استخدموا حيلة إغرائها لتخرج من عرينها في غابات الجبال لتفقد سندها الجغرافي ثم دبروا خططا للقبض عليها. وفي الأعمال العسكرية بدأ الناس يستخدمون أيضا هذه الخطة حيث يدبرون خطة مماثلة لجذب العدو ليخرج من قلعته الحصينة. ثم شن الجهوم أو اقامة الكمين للقضاء عليه.
أشار كتاب فن الحرب المؤلف من سون وو الى أنه إذا امتلك العدو موقعا استراتيجيا متينا بينما كان على الأهبة الكاملة لمواجهة القتال فيجب عدم اجراء هجوم مباشر ضده. بل من الأفضل تدبير حيلة لجذبه للخروج من موقعه الحصين ليفقد زمام المبادرة ثم القيام ببعض الاعمال العسكرية كاقامة الكمين وغيرها من أجل القضاء عليه في النهاية. وأهم شئ في تطبيق هذه الخطة هو اغراء العدو ليخرج من " عرينه ". وفيما يلي قصة حقيقية لاستخدام هذه الحيلة في العملية العسكرية.
كانت بداية القرن الثاني الميلادي موافقة لعهد الممالك الثلاث المتحاربة في الصين القديمة حيث دارت الحروب دائما بين مملكة وي ومملكة شو ومملكة وو. كان ملك وو يفكر دائما في توسيع مملكته بالقوة. فوضع خطة عسكرية لهدف الاستيلاء على مدينة لو جيانغ التي كانت من أهم المدن الاستراتيجية الكبرى بالقرب من حدود مملكته إلا أنه عرف بوضوح أن ليو شون الذي كان يحكم هذه المدينة يملك موقعا متفوقا ملائما له، واذا شن الهجوم المباشر عليه فقد تكون فرصة تحقيق النصر ضئيلة. لذلك بعد التشاور مع مستشاريه وضع الملك وو خدعة تهدف الى اغراء ليو شون الى الخروج من مدينته ليفقد سنده الجغرافي ثم اجراء عملية عسكرية للقضاء عليه. فأرسل الملك مبعوثه الى ليو شون مع اهدائه كمية كبيرة من الهدايا الثمينة. وبعد وصول المبعوث سلم الي ليو شون رسالة من الملك قال فيها إنه يريد اقامة شراكة استراتيجية معه مضيفا أن بعض رجال القبائل والعصابات المحلية تزعجه دائما في المنطقة الحدودية، لذلك طلب من ليو شون أن يساعده بارسال جيشه للقضاء على رجال القبائل والعصابات معبرا أيضا عن شكره الجزيل المقدم له. بعد أن قرأ ليو شون الرسالة وخاصة بعد مشاهدة تلك الهدايا الثمينة سرّ سرورا كبيرا، فقرر ارسال جيشه الى خارج المدينة استعدادا للقتال ضد رجال العصابات. ورغم نصائح مستشاريه بعدم فعل ذلك إلا أنه أصرّ على ما أقره. وعندما عرف الملك وو أن جيش ليو شون قد خرج من مدينته التي قد اصبحت ضعيفة الدفاع قاد جيشه فورا في هجوم مفاجئ عليها. وأثناء العملية لم يواجه الملك مقاومة فعالة حتى استولى على مدينة لو جيانغ. وبعد أن عرف ليو شون الخبر ندم ندما شديدا إلا أن كافة الامكانيات والأوقات قد فاتته بحيث لم يكن قادرا على تغيير هذا الوضع. ولم يكن له أي مفر إلا الهرب الى مملكة أخرى.
تستخدم خطة " اغراء النمر ليخرج من عرينه " دائما في حروب العصر الحديث. مثلا خلال حرب المقاومة ضد العدوان الياباني على الصين في الحرب العالمية الثانية. احتل الغزاة اليابانيون الكثير من المدن والمواقع الاستراتيجية الهامة، وقاموا ببناء القلاع والحصون المتينة فيها لتعزيز حراستها وشن الهجوم منها على الجيش الصيني. أما الجيش الشعبي الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني فكان لا يملك أسلحة حديثة كثيرة كما لا يقدر على شن هجوم مباشر ضد الأعداء الأقوياء. ورغم ذلك وضع سلسلة من الخطط العسكرية المرنة بما فيها " إغراء النمر ليخرج من عرينه " لجذب الغزاة اليابانيين ليخروجوا من قلاعهم. ثم قام بمحاربتهم بحرب العصابات. وكانت نتيجة ذلك فعالة جدا بحيث اباد عددا كبيرا جدا من الأعداء
في الحلقات السابقة قدمنا لكم خطتي" يناور في الشرق للهجوم على الغرب" و" مهاجمة مملكة وي لإنقاذ مملكة تشاو ". وكلاهما متشابه مع خطة " إغراء النمر ليخرج من عرينه " إلا أن الأخيرة يتركز مبدأها بشكل رئيسي علـى عملية " أغراء " التي تكتسي بلون الخداع الكثيف، ومن ثم تحقيق الانتصار على العدو أو المنافس.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:28 PM

الخطط الحربية: روح الميت تتقمص جسدا آخر




كان الناس في الصين القديمة مؤمنين بأن روح الانسان تبقى بعد موته. وجاءت خطة " روح الميت تتقمص جسدا آخر" أصلا من قصة اسطورية صينية قديمة تحكي أن أحد المشاهير في الصين القديمة إسمه تي قواي لي قال يوما لطلابه إن روحه ستصعد الى الجنة بالسماء في زيارة قصيرة، وطلب منهم أن يبقوا جسمه في منزله ولا يفعلوا به أي حركة، وإذا مضى الوقت متجاوزا سبعة أيام وروحه لم تعد من السماء فإنها تبقي في الجنة ولا تعود. إذن يمكن لطلابه أن يعالجوا جسمه بمنزله بحرقه. بعد هذا الكلام فاضت روحه فعلا وصعدت كما يعتقد الى الجنة في السماء بينما ظل جسمه على السرير داخل المنزل تحت حراسة طلابه. وبعد مرور ستة أيام جاء شخص برسالة الى طلابه قال لهم إن أم تي قوآي لي مرضت وطلبت منه أن يعود اليها لرعايتها. فوقع الطلاب في مأزق حرج إذ كانوا لا يعرفون ماذا سيفعلون لابلاغ الخبر لمعلمهم الذي ما زالت روحه في السماء. وأخيرا قرروا حرق جسده لأن الموعد المحدد لسبعة الايام قريب الوصول، فحرقوا جسد معلمهم آملين في أن تعرف روحه في المساء الخبر لتعود الى الأرض بسرعة. وفي اليوم التالي أي اليوم السابع تقول الاسطورة إن روح تي قوآي لي عادت فعلا من الجنة السماوية إلا أنها لم تجد جسمها لتدخل اليه كي يصبح إنسانا طبيعيا كما كان عليه في السابق. ولكنها لم تجد جسمه القديم. وعندما كانت الروح في قلق واضطراب وجدت في الطريق جثة فقير ميت فلجأت اليها بسرعة فأصبحت بذلك فقيرا يتسول في الشوارع. ورغم فقدان كرامته السابقة إلا أنه مقتنع بأنه قد عاد الى انسان طبيعي. فيستخدم الناس هذه القصة بعد ذلك لشرح أن الانسان يمكنه أن ينتهز أي فرصة حتى لو كانت غير مناسبة لتحقيق هدفه أو للجوء اليها للتجنب أو التخلص من نكبة أو خطر.
هناك حادث واقعي شهد خطة " روح الميت تتقمص جسدا آخر " حدث في عام 221 قبل الميلاد. حيث كانت الصين حينذاك في عهد أسرة تشين الملكية التي حققت لأول مرة توحيد البلاد بقيادة الامبراطور تشين شي هوآنغ المشهور. وبعد وفاة هذه الامبراطور العظيم خلفه إبنه الثاني إلا أنه كان امبراطورا ظالما يمارس الحكم الصارم الشديد الذي يجعل المواطنين يعيشون في بؤس وشقاء تحت ظلمه واضطهاده فقام بعضهم بانتفاضات ضده. وذات مرة أرسل الامبراطور مجموعة من المجندين للتوجه الى موقع عسكري هام لاداء مهام الحراسة فيه، إلا أن الأمطار الغزيرة دمرت الطريق واعترضت رحلتهم وجعلتهم متأخرين في الوصول الى موقعهم. ووفقا للقانون الملكي إذا تأخر أي جندي في الوصول الى موقعه المحدد لاداء مهامه فسيُعدم. ومن أجل تجنب الموت والظلم الشديد والاضطهاد الدائم من الامبراطور الظالم قام هؤلاء المجندون بانتفاضة بزعامة تشن شنغ ووو قوآنغ. لكنهما لم يحصلا على الدعم الشعبي اللازم حينذاك، فاستخدما سمعة شخص آخر وهو من أفراد العائلة الملكية يعرف باسم فو سو، وهو الأخ الكبير للامبراطور الظالم، إلا أنه قُتل على يده بسبب مخالفته له في حالة لم يعرف ذلك المواطنون حينذاك، وكان فو سون يتمتع بسمعة حميدة وشعبية كبيرة بين المواطنين وخاصة الفلاحين، فقام تشن شنغ ووو قوآنغ بالانتفاضة باسمه داعيين الى اسقاط حكم الامبراطور الظالم واقامة مملكة جديدة بزعامة فو سو. فسرعان ما نهض جمع المجندين وتبعهم بعد ذلك المزيد من الناس للانضمام الى صفوف الانتفاضة مؤمنين بأن تشن شنغ ووو قوآنغ هما من مبعوثي فو سو الذي أمرهما بقيادة هذه الانتفاضة. فتوسعت صفوف الانتفاضة بسرعة. وقاد الزعيمان تلك الصفوف للزحف الى العاصمة. وبعد العديد من المعارك التي انتصر الفلاحون في كل منها على الجيش الملكي احتل جيش الانتفاضة العاصمة وقتل أخيرا الامبراطور الظالم وأسست مملكة جديدة عاشت سنوات طويلة.
استخدم تشن شنغ ووو قوآن اسم شخص ميت وحصلا على استجابة شعبية واسعة انتهزاها لتحقيق هدفهما وانتصارهما في الانتفاضة. أما في العصر الحديث فتُستخدم هذه الخطة كثيرا في القطاع الاقتصادي والتنافس التجاري بحيث يستخدم المنافس إسم شركة كبرى مشهورة لتوسيع سمعته وسمعة شركته التي ما زالت صغيرة في محاولة لكسب المزيد من الأهلية في المفاوضات أو لجذب المزيد من الشركاء ليتعاملوا معه لتطوير أعمالهم وتحقيق المزيد من الفوائد الاقتصادية.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:30 PM

الخطط الحربية: حرك الأعشاب لافزاع الأفعى




"حرك الأعشاب لافزاع الأفعى" يعني أن الانسان الذي يمشي في الغابة يضرب بقدمه الأعشاب تحته لتخويف الأفعى لتبتعد عن المكان لتفادي التعرض للدغتها.
جاءت هذه الخطة أصلا من قصة في الصين القديمة حيث كان بإحدى المحافظات مسئول ظالم يسعى دائما لسلب المواطنين أموالهم بظلم بصرف النظر عن القوانين والعدالة والاخلاق الانسانية. ويقول المثل:" إذا كان رب البيت في الدف ناقر فشيمة أهل البيت كلهم الرقص " فاقتدى به الموظفون وأخذوا يختلسون أموال الحكومة ويرتشون ويبتزون الآخرين ويخدعون من أجل كسب الأموال وتحقيق المصالح بشكل غير شرعي. الأمر الذي جعل المواطنين المحليين يعانون من مشاكل ومعانات آملين في حلول فرصة لمعاقبة هؤلاء المخالفين.
ذات يوم جاء مبعوث القيادة العليا الى المحافظة في زيارة تفقدية لها. فرأى المواطنون أن الفرصة قد جاءت. فكتبوا عريضة الدعوى التي تضم مختلف تصرفات الموظفين المخالفين ورفعوها أولا الى مسئول المحافظة الظالم المذكور طالبين منه نقلها الى المبعوث. وبعد أن قرأ المسؤول الظالم عريضة الدعوى وقع فورا في خوف وارتباك، لأنه وجد أن جميع السلوكيات المخالفة المسجلة في عريضة الدعوى مشابهة تماما لسلوكياته السابقة وحتى أنه قد شارك في بعضها فعلا. وعرف بوضوح أن عريضة الدعوى توجّه أصابع الاتهام الى موظفيه، إلا أنه شعر بأنهم سيحمّلونه المسؤولية في النهاية، فازدادت خوفه أكثر فأكثر بينما أخذ القلم وكتب بدون وعي الكلمات التالية: حركتم الأعشاب فأفزعتم الأفعى مشبها الموظفين بالأعشاب التي يضربها المواطنون وهو كالأفعى التي تشبهه حيث أصبح في فزع شديد خوفا من العقاب القادم. وأخذ الناس بعد ذلك يشبهون استخدام هذه القصة بأن المرء قد يتحرك وسط الأعشاب لافزاع الأفعى وجعلها في خوف أو في حذر أمام خطر محتمل.
إستخدام هذه الخطة في الأعمال العسكرية في معظم الاحيان يهدف الى هدفين أولهما: ضرب الأعشاب عمدا من أجل افزاع الأفعى، والثاني تفادى أية حركة بين الأعشاب لمفاجئة الأفعى.
في عهد الممالك الثلاث الصينية الذي يرجع تاريخه الى عام 218 الميلادي قاد تساو تساو/ ملك مملكة وي جيشه الكبير لمهاجمة مملكة شو. وكان جيش مملكة شو حينذاك ضعيفا نسبيا، ومن أجل مواجهة الاعداء، وضع الملك ليو بي مع مستشاره المشهور كونغ مينغ خطة متكاملة. إذ أمر تشاو يون وهو أحد كبار ضباط الجيش بقيادة خمسمائة جندي لاقامة كمين داخل الجبل القريب من معسكر جيش تساو تساو، وأمر بأن يحمل كل جندي طبلا وبوقا ليستخدمهما لافزاع الاعداء. وفي اليوم التالي بعد طلوع الشمس جاء تساو تساو على رأس جنوده الى ميدان القتال متحديا جيش مملكة شو بزعامة تشاو يون إلا أنه وجد أن خصومه لم يخرجوا من الجبل بل أخذوا يقرعون الطبول وينفخون الأبواق بكل قوة، الأمر الذي جعله متحيرا ولم يجرأ على التقدم. وتكررت الحالة مرات عديدة في النهار. وبعد غروب الشمس حيث ساد الظلام كل الأماكن، وعندما بدأ جنود جيش تساو تساو استراحتهم تعالت أصوات الطبول والأبواق والهتافات من جديد مما أشعرهم بفزع شديد. وظن تساو تساو أن خصومه بدأوا الهجوم على معسكره، فأمر جنوده بمواجهة الأعداء. ولكن سرعان ما اختفت الأصوات، وعاد الهدوء الى المكان من جديد. وعندما أراد تساو تساو أخذ قسط من الراحة أخذت الأصوات تدوي من جديد، وتكررت مرات في تلك الليلة بل استمرت طوال الأيام الثلاثة المتتالية. الأمر الذي جعل تساو تساو في غضب وحيرة ومخاوف. وعندما قال له مستشاره إن هذه هى حيلة مدبّرة من تشاو يون الذي لا يقدر على شن هجوم حقيقي، ويكتفي بازعاجه وافزاعه فقط، قال تساو تساو إنني عرفتُ بوضوح أن هذه هى حيلة، لكن إذا لم ننهض لمواجهة الاعداء ولو لمرة واحدة فستنجح هذه الحيلة وربما سيهاجمنا الأعداء فعلا. وبعد ذلك أمر جيشه بالانسحاب الى مملكته. وهكذا استخدم الملك ليو بي خطة " حرك الأعشاب لافزاع الأفعى" لاجبار العدو على التراجع والانسحاب.
وجدير بالذكر أنه في المجتمع الحديث يستخدم رجال الشرطة دائما خطة " عدم تحريك الاعشاب حتى لا تعرف الأفعى " لكشف القضايا الجنائية. أي القيام بالاستطلاع والتجسس السري دون أن يعرف ذلك المشتبه بهم، ثم إلقاء القبض عليهم جميعا في النهاية.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:31 PM

الخطط الحربية: أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة قليلة




" أخذ الخروف بلا ثمن " يعني الحصول على فائدة غير متوقعة وبلا جهد. ويمكن القول إن نجاح هذه الحيلة إما يرجع الى التخطيط المكثف الدقيق أو الى حظ خارج حسبان الانسان. لقد حدث في التاريخ العديد من الأمثال التي شهدت " أخذ الخروف بلا ثمن " وما شابهه. وفيما يلي الحادث المثالي لهذه الخطة خلال الحرب العالمية الثانية.
قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية كان الزعيم الفاشي الايطالي موسوليني يطمع بإحياء ( اعادة ) المملكة الرومانية الكبرى وتحويل البحر الأبيض المتوسط الى بحر داخلي للمملكة التي سيكون هو ملكا حاكما جديدا لها. وبعد اندلاع الحرب رأى موسوليني أن الفرصة قد جانت، فوضع خطة عسكرية لتحقيق مطامعه. إلا أنه عرف بوضوح أن جيشه كان لا يملك حينذاك قدرة كافية للانتصار على الجيش البريطاني الموجود في الدول والمناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط. لذلك بدأ يوجّه هدفه الى دول صغيرة وضعيفة نسبيا في محاولة شن الهجوم عليها واحتلالها. واختار أولا اليونان كأول بلد أراد احتلاله نظرا الى أن الجيش اليوناني كان قليل العدد وضعيف القوة نسبيا. فأصدر لجيشه أمرا بالزحف الى اليونان ومهاجمتها.
في الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1940 قابل السفير الايطالي لدى اليونان رئيس الوزراء اليوناني، ونقل اليه مذكرة باسم موسوليني الذي طلب فيها من الحكومة اليونانية تقديم قاعدة عسكرية داخل اليونان ليرابط فيها الجيش الايطالي. فرفض رئيس الوزراء اليوناني رفضا قاطعا بينما أعلن حالة التأهب للحرب في كل البلاد استعدادا لمواجهة العدوان الايطالي. وكانت هيئة أركان الحرب الايطالية قد نبهت موسوليني بأن الجيش الايطالي غير قادر على تحقيق الانتصار السريع رغم أن الجيش اليوناني كان ضعيفا نسبيا إلا أن موسوليني أصدر فعلا أمره لشن الهجوم على اليونان. والحقيقة أن توقعات الناس كانت صحيحة، إذ لم يقطع الجيش الايطالي مسافة طويلة حتى واجه دفاعا قويا من الجيش اليوناني الشجاع حتى توقف عن التقدم. وبعد مرور أيام لم يحقق موسوليني أي تقدم في ميدان القتال بل تعرض لخسارة كبيرة في المعركة. وبعد أسبوع وصلت التعزيزات العسكرية اليونانية الى جبهة القتال مما رفع معنوية جنود الجيش اليوناني حيث قاموا بمقاتلة الاعداء بكل بسالة وشجاعة. الأمر الذي جعل الجيش الايطالي يتراجع، وانسحب أخيرا الى قاعدته الاصلية. فانتهز الجيش اليوناني هذه الفرصة السانحة بحيث بدأ يتقدم لمطاردة الجيش الايطالي وأستولى أخيرا على العديد من مواقعه الاستراتيجية الهامة. ومن أجل الحيلولة دون وقوع خسائر أكبر طلب موسوليني المساعدة من ألمانيا النازية بزعامة أدولف هتلر. فارسل أدولف هتلر فعلا جيشه لمساعدة موسوليني. ونتيجة هذه العملية هى أن هتلر لم يمنع تعرض موسوليني للفشل الكامل فحسب بل احتل في النهاية اليونان باعتبارها كبشا يأخذه بتكلفة صغيرة. وطبعا كان ذلك الاحتلال غير عادل كما اعتبره الناس خلال الحرب العالمية الثانية.
" تطبيق أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة صغيرة " في الاعمال العسكرية يعني انتهاز الفرصة التي قد يتركها العدو أو الطرف الثالث مع اتخاذ اجراءات معنية لتحقيق الهدف المرجو أو توسيع المصالح التي تم الحصول عليها. ويرى بعض الناس أن هذه الحيلة لا تحقق النتائج المرجوة إلا إذا كان الحظ حليفا للفاعل أي أن نتيجة هذه الحيلة لا تأتي إلا صدفة. ولكن في الحقيقة ومن أجل انجاح هذه الخطة ونيل ثمارها يجب على الفاعل أن يضع خطة متكاملة مع ترتيب الاجراءات الدقيقة لتطبيقها، ويبحث بكل جدية عن الفرصة التي يمكن استغلالها بينما يصعب على الآخرين أن يكتشفوها ويفهموها. لذلك نقول أن تطبيق " أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة قليلة " خطة صعبة التصميم والتطبيق. حتى أن البعض لم ينجح في تطبيق الخطة بينما سرِق المنافسون الآخرون خروفه.
التنافس التجاري في العصر الحديث يشهد أيضا " أخذ الخروف بلا ثمن أو بتكلفة قليلة " وخاصة تحدث الحالة دائما اثناء المفاوضات بين المتنافسين، وفي حين أن طرفا يناقش قضية مع منافسه في المفاوضات يُدخل مسألة أخرى ضمن موضوع المفاوضات من أجل كسب المزيد من المصالح أثناء المساومة. وإذا حلت القضية الرئيسية فقد تُحل المسألة الثانوية أيضا مما يمنحه المزيد من المكاسب. وطبعا ان ذلك يختلف قليلا عن المعني الأصلي لهذه الخطة.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:31 PM

الخطط الحربية: فداه بنفسه من أجل المصلحة العامة




جاءت عبارة هذه الخطة أصلا من قصة صينية قديمة تحكي أن شجرة برقوق كانت تنمو بجانب شجرة خوخ، وبعد مرور سنوات ظهرت دودة ضارة داخل التراب، واقتربت حتى كادت تصل الى جذور شجرة الخوخ وتهاجمها. إلا أن شجرة البرقوق مدت جذورها نحو شجرة الخوخ لاعاقة تقدم الدودة التي بدأت بعد ذلك تأكل من جذور شجرة البرقوق. وأخيرا ضحت شجرة البرقوق بحياتها لضمان سلامة حياة شجرة الخوخ. وهناك قصة أخرى تحكي أنه في قديم الزمان كانت هناك أسرة فيها خمسة أشقاء كل منهم غنيُ يملك أموالا كثيرة. وذات يوم عاني احدهم من أزمة يصعب عليه حلها بنفسه. ولكن أشقاءه الأربعة الآخرين لم يمد أي منهم يد العون اليه لانقاذه من الأزمة. فتحدث الناس عنهم قائلين: إن شجرة البرقوق، رغم أنها ليس من البشر، إلا أنها أفضل من الانسان كرما وشجاعة وأخلاقا.
أستخدمت خطة " فداه بنفسه من أجل الجميع " كثيرا في الأعمال العسكرية. ودائما ما يكون الطرفان المتحاربان قبل القتال متساويين في القدرة، أي لا متفوق قوي ولا ضعيف واهن. وإذا خاضا المعركة فستكون الهزيمة لكلا الطرفين. وأمام هذا الوضع يجب على أحد الطرفين أن يتراجع أو يضحي بالقليل من أجل حماية المصالح العامة وتحقيق النصر النهائي.
كانت هذه الخطة دائما ما تستخدم في العمليات العسكرية في الصين القديمة. وهناك قصة تحكي أن مملكة تشاو - وهى احدى الممالك المشهورة بالصين القديمة قبل أكثر من ألفي عاما كانت تعاني دائما من ازعاج مناوشات فرسان المنغول في منطقتها المحاذية لدولة منغوليا، فأرسل ملك تشاو ضابطا كبيرا إسمه لي مو لحراسة مدينة يان مون الحدودية لحماية مواطنيها والدفاع عنها من هجمات الفرسان المنغول. وبعد وصوله الى المدينة لم يضع أي عملية عسكرية بل قبع مع جنوده داخل المدينة واكتفى بمجرد حراستها ولم يحرك ساكنا تجاه الأعداء. فتحيّر الفرسان المنغول ولم يعرفوا الخطوة التي سيقوم بها فتوقفوا عن تحركاتهم العدائية. وبعد مرور أيام استراح الجنود في المدينة بشكل كامل وارتفعت معنوياتهم، أرسل لي مون عددا منهم ليخرجوا من المدينة لمصاحبة الرعاة المحليين الى المروج ، فرأى الفرسان المنغول ذلك وهاجموهم، فتظاهر بالخوف الشديد وفرّوا جميعا الى داخل المدينة تاركين خيولهم والمواشي للأعداء. فأبلغ الفرسان المنغول هذا الخبر لقائدهم الذي صار متأكدا من أن لي مو شخص ضعيف لا يملك القدرة والجرأة لمواجهتهم. فقاد جيشه لشن الهجوم على المدينة. وبعد أن عرف لي مو الخبر نصب كمينا في طريق أعدائه بينما أرسل عددا من جنوده لمواجهة الفرسان المنغول لهدف جذبهم الى موقع الكمين. وبعد أن انطلت الحيلة على الفرسان حيث دخلوا جميعا الى موقع الكمين أمر لي مو جنوده بمحاصرتهم وتقسيمهم ثم شن هجوما قويا انتصر فيه انتصارا كاملا حيث تم القضاء على جميع الاعداء. ومنذ ذلك الحين عادت المنطقة الى وضعها الطبيعي ولم يعد الفرسان المنغول يجرأون على أي عمل عدائي يزعج المواطنين المحليين.
تستخدم هذه الخطة في المنافسة التجارية أيضا بحيث يقبل بعض التجار عمدا بخسارة لا بأس بها من أجل كسب أرباح أكثر في المستقبل. مثلا: ان شركة باوتش أند لووب الأمريكية المشهورة لانتاج النظارات استخدمت هذه الخطة في اصلاح الشركة. وفي عام 1981 تم تعيين دانيل جيل مديرا عاما جديدا للشركة التي كانت أوضاعها حينذاك غير جيدة سواء في الانتاج والابحاث التقنية أو في تسويق المنتجات. فقام نانيل أولا باصلاح مختلف المؤسسات التابعة للشركة بنظام " التنافس يعنى البقاء للأصلح " وباع المؤسسات الضعيفة الانتاج والتي كان بعضها يعاني خسائر مستمرة، وبينما عزز وحافظ على أعمال الادارة للمصانع التي تنتج فقط العدسات اللاصقة. ثم استغل الأموال الواردة من بيع تلك المؤسسات الخاسرة لإجراء التجديد التكنولوجي وزيادة الابحاث العلمية مع تبديل معدات الانتاج القديمة بالجديدة داخل ورش الانتاج. وفي المرحلة الاولى بعد تنفيذ هذه الاجراءات شهدت الشركة انخفاضا مؤقتا في الانتاج والمبيعات. الأمر الذي جعل الكثير من الناس يشكون في صحة هذه الاجراءات التي يتخذها دانيل إلا أن دانيل كان مثابرا ومصرا على الاصلاح. وبعد مرور فترة غير طويلة تحسنت أوضاع الشركة حيث بدأت تحقق أرباحا متزايدة، كما بدأت منتجاتها تحظى باقبال متزايد في أسواق الكثير من الدول والمناطق. إن دل ذلك على شئ فإنما يدل أن هذا النجاح لم يأت إلا بفضل تنفيذ خطة دانييل هذه التي جعلت شركته ضمن صفوف الشركات العملاقة المشهورة لانتاج النظارات في العالم.





أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:32 PM

الخطط الحربية: مشاهدة الحريق عبر النهر




خطة" مشاهدة الحريق عبر النهر" تعني متابعة حريق وقع في معسكر العدو والتريُّث الى حين قدوم فرصة الانتصار عليه بعد تفاقم وضع العدو. وبعبارة أخرى أنه عندما يقع شغب واضطراب داخل صفوف العدو يجب علينا ألا نتخذ عملا بل علينا انتظار الفرصة بالصبر بينما نتابع تطور الوضع الذي قد يتحول الى أزمة خطيرة يسقط فيها العدو. وبهذه الخطة نحقق هدفنا بتكلفة قليلة أو حتى بدون أي تكلفة.
أستخدمت هذه الخطة دائما في الحروب في الصين القديمة. وفي عهد الممالك الثلاث الذي امتد تاريخه من عام 220 الى 280. وعندما توفى الملك يوان شاو الذي كان من أهم الشخصيات المتنفذة القوية حينذاك حدثت تناقضات بين أبنائه الذين تخاصموا فيما بينهم من أجل انتزاع السلطة. وأمام هذا الوضع قام تساو تساو وهو ضابط عسكري قوي ورجل متنفذ آخر قام بمطاردة أبناء يوان شاو في محاولة القضاء عليهم. فهرب هؤلاء الأبناء بعد هزيمتهم في معركة مع تساو تساو الى منطقة تُعرف باسم وو هنغ. فقاد تساو تساو جيشه للزحف الى المنطقة لمطاردتهم. فواصل الأبناء الفرار حتى وصلوا أخيرا الى معسكر ضابط متنفذ آخر إسمه قونغ سون كانغ. وبعد سماع تساو تساو ذلك الخبر تشاور مع مستشاريه لبحث تطور الوضع حيث قالوا له: يا مولاى عليك أن تنتهز هذه الفرصة السانحة لمطاردة الأعداء الذين قد أصبحوا الان ضعفاء جدا يعانون من أزمة خطيرة لا تطاق. ولكن تساو تساو ضحك وقال لهم: لا داع الى أي عمل الآن، بل أجلس هنا لانتظار وصول قونغ سون كانغ الى هنا لتقديم رؤوس أبناء يوان شاو الىّ. فتراجع بجيشه فعلا الى قاعدته ليستريح جنوده بينما ينتظر قدوم قونغ سون كانغ اليه.
وعندما وصل أبناء يوان شاو الى قونغ سون كانغ للاستسلام له شكّك في نيتهم الحقيقية لأنه عرف أن لديهم طموحات كبيرة. وقد يكون استسلامهم مجرد اللجوء المؤقت اليه. وإذا استقبلهم فسيغضب تساو تساو منه وإذا حالف هؤلاء الأبناء لمحاربة تساو تساو شعر بقلق من أنهم سيخونونه إذا عادت القوة اليهم. فأرسل مستشاريه الى الاطلاع على الوضع ومعرفة المعلومات عن تساو تساو. وبعد معرفة انسحاب تساو تساو الى قاعدته دون اتخاذ أي حركة ضده أصبح مطمئن القلب بينما قرر قتل هؤلاء الأبناء معتقدا أنهم سيغدرون به عاجلا أو آجلا. فقتلهم بعد ذلك فعلا ثم أرسل رؤوسهم الى تساو تساو تعبيرا عن عدم خصومته معه وموقفه المتحالف معه في المستقبل. وبهذه الخطة قتل تساو تساو بيد قونغ سون كانغ أعداءه بدون أية تكلفة.
هناك خطة " الجلوس على قمة الجبل لمشاهدة الصراع بين نمرين" وخطة " اشتباك الكركي والمحارة ينتج حظا للصياد، مشابهتان لخطة " مشاهدة الحريق عبر النهر". وكلها تتحدث عن وقوع الصراع بين صفوف الأعداء أو المنافسين مما يتيح الفرصة للطرف الثالث الذي ينتصر عليهم بتكلفة صغيرة. وكل هذه الخطط تؤكد أهمية انتهاز فرصة الأزمة داخل صفوف الأعداء أو المنافسين. وبعد أن تزداد الأزمة شدة وتتفاقم أوضاعهم الداخلية بحيث تنهار قواهم يجب اتخاذ القرار العملي الصائب للانتصار عليهم في النهاية.
إن فهم خطة " مشاهدة الحريق عبر النهر " سهل إلا أن تطبيقها صعب نسبيا. لأن الأزمة لا تحدث لدى الأعداء إلا نادرا. فعلينا أن ننتظر الفرصة بكل الصبر والصمود. وبعد وقوع الأزمة لا نستعجل في عمل بل يجب انتظار تدهور الوضع حتى تشتد التناقضات فيما بين الأعداء ويبدأون التشاجر والخصام حتى يتقاتلون فيما بينهم بحيث يصبحون بعد ذلك ضعفاء من خلال الشجار والاقتتال الداخلي. ثم نتخذ عملية لتحقيق الانتصار الكبير بتكلفة ضئيلة.
يستخدم التجار هذه الخطة دائما في المنافسات التجارية في العصر الحديث من أجل اضعاف المنافسين وابعادهم عنهم. مثلا حدث قبل سنوات في سوق المشروبات الصينية صراع عنيف بين العديد من المشروبات كمشروبات الشاي والمياه المعدنية والمشروبات الغازية مثل كوكا كولا وغيرها. وعندما اشتدت المنافسة حدة بين هذه المشروبات التي اصبح كل نوع منها مرهقا وحتى انزلق بعضها الى حافة الافلاس شارك نوع جديد من المشروبات إسمه " التوحيد" في المنافسة. وبفضل جودته الممتازة وأسلوب الترويج والتسويق البارز في حملة الاعلانات التجارية الضخمة وخاصة بانتهاز الفرصة التي قد أصبح فيها منافسوه ضعفاء من خلال المنافسة حققت مشروبات " التوحيد " نجاحا وشهدت مبيعاتها ازديادا سريعا ومستمرا واحتلت حصة كبيرة في سوق الصين الداخلية. ويعتبر ذلك خير دليل لتطبيق خطة " مشاهدة الحريق عبر النهر " في الأعمال التجارية.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:33 PM

الخطط الحربية: التظاهر بالزحف من طريق ولكن التقدم الحقيقي من طريق آخر




خطة " تظاهر بالزحف من طريق ولكن التقدم الحقيقي من طريق آخر" يبدو من ظاهر العبارة انها تعني التظاهر بتنفيذ خطة علنا مع تطبيق خطة أخرى مختلفة من أجل خداع العدو وتشويش تفكيره لإكمال استعداد الهجوم عليه خفيةً. وهذه الخدعة تشابه مع خدعة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب." لكن الاختلاف بينهما أن خدعة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب " تهدف الى اخفاء مكان الهجوم أما الأخرى فتُطبّق لإخفاء خريطة الطريق الذي يزحف منه الجيش للهجوم على العدو.
شهد التاريخ استخدام هذه الخدعة في بداية الأمر خلال معركة حدثت قبل أكثر من ألفين وثلاثمائة سنة حيث كانت الصين في عهد أسرة تشين الملكية. وكان ملك المملكة يعيش في غاية الاسراف والتبذير غير مهتم بمصالح أبناء الشعب. الأمر الذي دفع بعض المزارعين الى القيام بانتفاضات ضده. ومن بين أكبر قوات المتمردين جيش ليو بانغ وجيش شيآنغ يو اللذين تحالفا وتعاونا في معارك عديدة ضد الملك تشين وفي النهاية أسقطا حكمه. لكنهما قاتلا بعضهما البعض من أجل انتزاع السلطة. وإنهزم ليو بانغ في البداية خلال المعركة فتراجع الى منطقة بعيدة عن منطقة شيآنغ يو. وأثناء أنسحابه أمر جنوده بتدمير طريق الانسحاب وما فيه من الجسور والأنفاق والمعالم وغيرها تعبيرا عن عدم عودته من هذا الطريق ووقف قتاله ضد الملك شيآنغ يو. وبعد عودته الى موطنه قام باعادة بناء قاعدته العسكرية وتجنيد مقاتلين جدد وتدريبهم استعدادا لشن هجوم جديد على شيآنغ يو. وبعد مرور سنوات ازدادت قواته فأرسل جنوده ليخوضوا حربا ضد شيآنغ يو. وقبل بدء العملية فكر في حيلة بحيث أمر جنوده باصلاح الطريق القديم الذي انسحب منه متظاهرا بأنه سيعود من هذا الطريق الى ميدان القتال. وفي الوقت نفسه ارسل قواته الرئيسية لتزحف خفية من طريق آخر للهجوم على معسكر شيآنغ يو. فانطلت الحيلة على الملك شيآنغ يو حيث كان معتقدا بان ليو بانغ سيعود من الطريق القديم الى ميدان القتال، فأمر بنشر جنوده حول هذا الطريق استعدادا لصد زحف جيش ليو بانغ.
نجحت الحيلة حيث جذبت فعلا عددا كبيرا من جنود جيش شيآنغ يو الى الطريق القديم، وبعد ذلك أمر ليو بانغ جنوده بشن هجوم قوي على قاعدته واحتلوها. فحققوا انتصارا نهائيا. وأصبح ليو بانغ بعد ذلك أمبراطورا وحّد البلاد وأسّس مملكة جديدة تُعرف بمملكة هان.
هناك دليل لاستخدام هذه الخدعة في المعارك الحديثة وهو أن الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت كان في عام 1800 يقود جيشه لعبور ممر سانت بيرنارد الجبلي بجبال الألب في محاولة لشن الهجوم على الجيش النمساوي من خلفه. وقبل العملية نشر نابليون جيشا بالقرب من المنفذ معظم أفراده مسنون وجرحى. ونشر في نفس الوقت خبرا قال أن فريقا جديدا قد تم نشره بالقرب من الممر، كما قام نابليون بزيارة تفقدية لهذا الفريق فعلا. وعندما عرف قائد الجيش المنساوي الخبر شكّ في صحته، واعتقد أنه مجرد خدعة صنعها نابليون الذي سيشن هجوما حقيقيا علي مدينة جنوه جنوبي إيطاليا فلم يقم القائد النمساوي بتعزيز الدفاع والحراسة في الممر الجبلي. ولم يمض وقت طويل حتى حشد نابليون عشرات الآلاف من الجنود الفرنسيين على الحدود الفرنسية الايطالية ثم قادهم لعبور الممر الجبلي، وواصلوا الزحف حتى وصلوا الى خلف قاعدة الجيش النمساوي. وشنوا بعد ذلك هجوما انتصروا فيه على الجيش النمساوي. وقد استخدم نابليون خلال هذه العملية هذه الخدعة بشكل رائع حيث وضع في البداية خطة مزيفة لتشويش تفكير العدو ثم حوّلها الى عملية حقيقية إنطلت على العدو في النهاية.
تستخدم هذه الخدعة أيضا في التجارة. مثلا دائما ما يقدم التجار الهدايا للزبائن بلا مقابل. ذلك لجذبهم الى شراء بضائع أخرى بأسعار عالية. وكان هناك تاجر ياباني يبيع يوميا بعض البضائع بأسعار رخيصة جدا. وفي نظر الزبائن إنه يخسر كثيرا إلا أنه يستخدم هذا الأسلوب لجذب المزيد من الزبائن الى دكانه لشراء المزيد من البضائع وبأسعار عالية نسبيا. فيحقق بذلك أرباحا كثيرة فعلا.




أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:34 PM

الخطط الحربية: اختلاق الأكاذيب والسعي لتحويلها الى ما يصدقه العدو أو المنافس.




تهدف خدعة " الاختلاق " الى صنع الأخبار أو المعلومات أو الأشياء المزيفة لخدع العدو أو المنافس وتشويش تفكيره ودفعه الى اتخاذ قرار خاطئ مما يتيح فرصة يمكن انتهازها للإنتصار عليه وتحقيق الهدف المخطط. وخلال تطبيق هذه الخدعة يجب تخطيطها بشكل رائع وبسرية مطلقة لتكون الأشياء المختلقة شبيهة جدا بالأشياء الطبيعية، ذلك لتنطلي الخدعة بشكل تام على العدو أو المنافس.
وتشير السجلات التاريخية الصينية الى أمثال عديدة لاستخدام هذه الخدعة. واحداها كانت في عهد الممالك الثلاث التي يرجع تاريخه الى حوالى ألف وسبعمائة سنة حيث كان في خريطة الصين القديمة ثلاث ممالك وهى ممالك وي وشو و وو. ودائما ما كانت تحدث الحروب والمعارك بين هذه الممالك. وذات مرة إنهزمت مملكة وي في معركة مع مملكة شو. وعرف ملك وي/ تساو تساو بعد هزيمته أن لدى ملك شو مستشارا عسكريا بارزا إسمه شوي شو، وضع الخطة الحربية الرائعة التي لعبت دورا حاسما لتحقيق الانتصار على جيشه. فأراد تساو تساو أن يستخدم حيلة لتحريض هذا المستشار على خيانة الملك شو والتمرد عليه والالتحاق بعد ذلك بجيشه ليساعده ضد مملكة شو. فطبق الملك تساو تساو فكرته هذه فعلا. وحصل على معلومات بأن بان شوي شو رجل بار ومطيع لأمه المسنة، ولا يقوم بأي عمل يخالف تعليماتها. فأرسل تساو تساو مبعوثا الى بيت شوي شو لزيارة أمه المسنة وطلب منها أن تكتب رسالة الى إبنها وتطلب منه أن يلتحق بمملكة وي. إلا أن أمه المسنة رفضت هذا الطلب بشكل قاطع وقالت للمبعوث:" أنا أفضل الموت على الخيانة ". وبعد أن سمع المبعوث كلامها هذا لم ييأس، بل فكر في حيلة " الاختلاق " إذ كتب رسالة مزورة بتقليد خط الأم المسنة وبعث بها الى شوي شو تطالبه بزيارة ملك شو. وبعد أن قرأ شوي شو الرسالة لم يشك في حقيقتها وذهب فعلا الى مملكة شو لزيارة الملك تساو تساو. وعندما وصل اليه وعرف الحقيقة شعر بندم شديد. ورغم انطلاء الحيلة عليه إلا أنه لم يستسلم ولم يقدم أية خدمة لملك تساو تساو. وأصبح بذلك شخصية مشهورة باخلاصه وأمانته في تاريخ الصين.
لم يشهد المسرح العسكري والسياسي في العهد القديم والحديث استخداما كثيرا لخدعة " الاختلاق " فحسب بل تطورت هذه الحيلة واكتسبت أساليب كثيرة وتخطيطات رائعة. ومن بينها: اختلاق الأشياء المزيفة لخدع العدو أو المنافس. وإذا كشف العدو أو المنافس تلك الأشياء المزيفة تم تحويلها فورا الى حقيقية لخدع العدو أو المنافس مرة ثانية وإذا كان العدو أو المنافس مؤمنا بأن هذه الأشياء ما زالت مزيفة ومختلقة تم استخدامها فعليا. وبهذا الأسلوب يمكن تشويش تفكير العدو أو المنافس من أجل مسك زمام المبادرة في المعركة أو المنافسة السياسية وتحقيق الانتصار على العدو أو المنافس في النهاية.
في القرن الثامن الميلادي كان زعيم قوات المتمردين لينغ هو تشاو يقود جيشه في هجوم على مدينة يونغ تسيو التي كان يحرسها الجيش الملكي بزعامة الضابط البارز تشانغ شون. وعندما اقتربت قوات المتمردين من المدينة أمر تشانغ شون جنوده بصنع ألف دمية على شكل الجنود باستخدام الأعشاب وقش الأرز، وربطها بالحبال ووضعها تحت سور المدينة بعد غروب الشمس. وعندما وصلت قوات المتمردين الى سور المدينة وشاهدوا تلك الدمى ظنوا أنها من حرس المدينة فأطلقوا السهام عليها. وبعد أن ملأت السهام أجسام الدمى سحبها الجنود بالحبال وأخذوها. وبهذه الحيلة حصلوا على عشرات الآلاف من السهام من المتمردين. وفي ليلة اليوم الثاني قام تشانغ شون بنشر جنوده تحت سور المدينة استعدادا لشن هجوم على الأعداء، وعندما رآهم المتمردون اعتقدوا انهم من الدمى كما كانت في اليوم الاول. فلم يهتموا بهم. وفي منتصف الليلة تسلل الجنود الى معسكرات المتمردين واشعلوا النار فيها واحرقوا المعسكرات كلها ثم بدأوا بقتال المتمردين وقضوا عليهم في النهاية.
وأحيانا تطبُق حيلة " الاختلاق " بتحويل الأشياء المزيفة الى حقيقية وأحيانا تحويل الأشياء الحقيقية الى المزيفة. وتختلف هذه التطبيقات حسب الأوضاع الواقعية في ميدان المعركة أو في المنافسات السياسية. أما استخدام هذه الحيلة في التجارة فيعتبره بعض الناس مخالفا للعدالة والأخلاق المهنية. لذلك يجب الاهتمام بهذه النقطة من خلال المنافسات التجارية.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:35 PM

الخطط الحربية: يناور في الشرق للهجوم على الغرب.




" يناور في الشرق للهجوم على الغرب" هى خدعة تستخدم دائما في العمليات العسكرية في العصر القديم والحديث. ومضمونها على حد تعبير واضعها يتمثل في وضع خطة لشن الهجوم على غرب العدو ولكن العملية تبدأ بهجوم خادع على شرقه من أجل جذب قواته الرئيسية الى الشرق. وبعد أن تصبح جبهة العدو الغربية ضعيفة يبدأ الهجوم القوي الحقيقي عليها. وتهدف هذه الخدعة الى تشويش تفكير العدو ليتخذ خطة تكتيكية أو استراتيجية خاطئة، وإذا انطلت الخدعة على العدو يبدأ الهجوم الحقيقي عليه للانتصار عليه في النهاية.
كانت هذه الخدعة غالبا ما تستخدم في الصين القديمة. واثناء القرن الثاني الميلادي. قاد تشو زون/ ضابط احدى ممالك عهد أسرة هان الشرقية في الصين القديمة قاد جيشه لمقاتلة قوات الفلاحين المتمردين التي كانت مرابطة داخل مدينة تعرف باسم" وان تشنغ " وتعتبر قاعدة لهم. وبعد بدء المعركة كانت قوات الفلاحين تدافع عن المدينة من هجوم الجيش الملكي مستندة الى سور عال وجيش كبير من المقاتلين. ورغم فرض الجيش الملكي حصارا كاملا ومحكما على المدينة إلا أنه لم يحقق أي تقدم. وبعد مرور أيام قام تشو زون بتعديل خطته بحيث أمر بشن هجوم خادع على جنوب غربي المدينة. فأرسل قائد قوات الفلاحين فورا معظم جنوده الى هذه الجهة للدفاع عنها. وفي ذلك الوقت أمر تشو زون جنوده بشن هجوم قوي حقيقي على شمال شرقي المدينة الذي كان يحرسه عدد غير كبير من المقاتلين فخرقوا هذا المكان واحتلوه ثم استولوا على كل المدينة وحققوا انتصارا في النهاية.
تهدف خدعة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب" الى اخفاء الخطة الحقيقية بأسلوب خدع العدو وتشويش تفكيره مما يجعله يتخذ قرارا خاطئا يمكن انتهازه للانتصار عليه.
تستخدم هذه الخدعة أيضا ودائما في حروب العصر الحديث. مثلا. في آواخر الحرب العالمية الثانية. استعدت قوات الحلفاء لشن هجوم استراتيجي على الجيش الالماني وهى عملية الانزال التاريخية المشهورة على شاطئ نورماندي الفرنسي. واستغرق الاعداد لهذه العملية أكثر من سنتين. وامتازت العملية بالتخطيط الرائع والسرية المطلقة لدرجة أن القوات المعدة للمشاركة لم تكن تدري حتى اللحظات الأخيرة أين ومتى سيكون التنفيذ. ومن أجل تشويش قادة الجيش الألماني قامت قوات الحلفاء بنشر المعلومات الخادعة وجمع بعض الجنود في مواقع أخرى غير موقع الانزال للقيام بالتدريبات عليه. الأمر الذي جعل قادة الجيش الألماني يعتقدون بأن منطقة جالاي هى موقع الإنزال لقوات الحلفاء وايقنوا حتى بعد بدء عملية الانزال بأن عملية قوات الحلفاء في نورماندي هى خدعة غير حقيقية. وبهذا التخطيط السري بدأت العملية الجبارة تجري على قدم وساق. وكانت عشرات الآلاف من الناقلات والمركبات القتالية تتحرك على الطرق البريطانية تحمل مئات الآلاف من الجنود متوجهة الى مناطق التجمع في مواني الإنزال. وفي السادس من يونيو عام 1944 كانت خمسة آلاف سفينة حربية تحمل ملايين الجنود من قوات الحلفاء محمية بعشرة آلاف طائرة مقاتلة وقاذفة تبدأ بأكبر إبرار بحري في التاريخ على الأرض الفرنسية في نورماندي. وفي النهاية نجح مليونان ونصف مليون جندي من قوات الحلفاء في الإبرار وبدأوا يطاردون الجنود الألمان، ودقوا بهذه العملية أجراس نهاية أدولف هتلر وإمبرياليته النازية. ويعتبر الإنزال في نورماندي أفضل مثال في تطبيق خطة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب " في الحروب الحديثة.
الى جانب الأعمال العسكرية تستخدم هذه الحيلة أيضا في المنافسات التجارية وحتى لدى قيام رجال الشرطة باستجواب المجرمين حيث أن رجال الشرطة غالبا ما يوجهون أولا بعض الأسئلة غير المتعلقة بالقضية للمجرمين من أجل تشويش انتباههم وبعد أن يفقد المجرمون تركيزهم يوجهون اليهم أسئلة هامة وبشكل مفاجئ. وبهذه الطريقة يكشفون أعمالهم الاجرامية.
قبل تطبيق خدعة " يناور في الشرق للهجوم على الغرب " يجب الحصول على كافة المعلومات عن العدو أو المنافس مع بحث أوضاعه وتغيراته النفسية ومتابعة أية حركة من تحركاته. ولا يمكن اتخاذ قرار نهائي إلا بعد إكمال هذه الأعمال المذكورة. ويجب أن تعرف عدوك أو منافسك جيدا بينما تعرف نفسك جيدا أيضا ثم تتخذ خطوتك أو تخوض معركتك. وبذلك سيكون النصر حليفا لك بلا شك. هنا نقطة هامة يجب الاهتمام بها وهى أنه عندما تريد تنفيذ هذه الحيلة يجب أن تحافظ على اليقظة وترفع درجة الحذر حتى تكبح أية امكانية للعدو أو المنافس باستخدام الخدعة أيضا لمواجهتك.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:36 PM

الخطط الحربية: ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة.




خطة " ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة " أي استغلال وضعه المتأزم للنيل منه. لأن مثل هذا الوقت هو أفضل فرصة للإنتصار على العدو أو المنافس.
نشأت الفكرة الأولية لخطة " ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة " منذ زمن بعيد جدا. وجاء في سجل صيني قديم يرجع تاريخه الى أكثر من ألفين وخمسمائة سنة حديث يقول إن أفضل وقت للقضاء على الأعداء هو توجيه الضربة لهم وهم يعانون من أزمة أو مشكلة داخل صفوفهم. وقد تكون هذه المشكلة من الأزمات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الكوارث الطبيعية. وإذا تعرضت أي دولة لمثل هذه المشاكل مهما كانت دولة قوية في السابق فستعاني بلا شك من الفوضى والإضطرابات الى درجة معينة، الأمر الذي يهيئ فرصة للآخرين الذين يحاولون مهاجمتها والانتصار عليها.
كان في الصين القديمة كثير من القصص عن استخدام هذه الخطة في الحرب، منها قصة حدثت قبل ألفين وخمسمائة سنة حيث كانت الصين في عهد الحروب بين مختلف الممالك الصغيرة. ومن بين هذه الممالك مملكة وُو ومملكة يوي المجاورتان والمتساويتان في القوة العسكرية. وكانت كل منهما تحاول الاستيلاء على الأخرى، لذلك كانت الحروب غالبا ما تحدث بينهما. وفي النهاية إنتصرت مملكة وو على مملكة يوي، وأصبح الملك يوي بعد سقوط سلطته أسيرا تمّ سجنُه في مملكة وو ثم أصبح عبدا للملك وو. ومنذ ذلك الوقت بدأ الملك يوي يتحمل كل الاهانات من قبل الملك وو وكان يأكل أغذية رديئة وينام داخل حظيرة الخيول ويقوم بأعمال مرهقة كل يوم. ووصف نفسه أمام الملك وو بأنه إنسان حقير وعبد أبدي للملك وو. وبعد ثلاث سنوات حصل بتصرفاته هذه على ثقة الملك وو الذي أطلق بعد ذلك سراحه. فعاد الملك يوي الى موطنه، وكان يقدم كل سنة قرابين للملك وو تعبيرا عن خضوعه له بينما عمل على تعبئة المواطنين وتعزيز وحدتهم حوله. وفي نفس الوقت إتخذ سلسلة من السياسات التي تهدف الى تنمية الزراعة والاقتصاد الوطني من أجل تحقيق الازدهار والرخاء لمملكته وشعبها. وبعد مرور سنوات عديدة حقق جميع أهدافه هذه فعلا، وأصبحت مملكة يوي قوية. وفي عام 473 قبل الميلاد حدث في مملكة وو قحط شديد وجفّت كل المزروعات بالحقول، الأمر الذي أوقع أبناء الشعب في كارثة شديدة. ولكن الملك وو ظل يعيش حياة الترف والبذخ والفسق والخمول، وأنفق كل أموال المملكة لبناء قصوره. فأثار ذلك استياءا شديدا من أبناء الشعب الذين تمرد بعضهم وقاموا بالانتفاضة ضد الملك. في ذلك الوقت قاد الملك يوي جيشه القوي لمهاجمة مملكة وو. وانتصر عليها وأسقط حكم الملك وو في النهاية. وكانت هذه القصة خير دليل لتطبيق خطة " ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة ".
وشهد المجتمع الحديث أيضا استخدام هذه الخطة في الحروب والمعارك. مثلا: في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأت أسبانيا التي كان من أقدم الدول الاستعمارية في العالم تتهاوى قوتها بالتدريج. وقام أبناء الشعب في كوبا والفلبين اللتين كانتا من الدول المستعمرة الخاضعة لحكم أسبانيا قاموا بانتفاضة مسلحة ضد الحكم الاسباني. وفي ذلك الوقت شنت الولايات المتحدة التي أصبحت حينذاك دولة قوية إتخذت عمليات عسكرية واستولت بتكلفة قليلة على بعض المناطق التي كانت تحت الحكم الاسباني كبورتوريكو وغوام والفلبين وغيرها.
الى جانب الحروب والمعارك التي تستخدم فيها هذه الخطة شهد قطاع التجارة والاعمال الاقتصادية المختلفة في المجتمع الحديث أيضا الاستخدام الدائم لخطة " ضرب الخصم وهو يعاني من مشكلة ". إلا أن أساليب تطبيقها عديدة ومتنوعة. منها اجبار المنافس الذي يعاني من صعوبة أو مشكلة على قبول الشروط، وفرض الضغوط عليه ليتراجع عند المنافسة أو الانسحاب منها، وحتى تدبير اضطرابات في صفوف المنافسين من أجل أضعافهم والانتصار عليهم. وهناك نقطة مهمة يجب الاهتمام بها وهى أنه أثناء تطبيق هذه الخطة يجب أن نحافظ على الاستقرار داخل صفوفنا ونعمل على تعزيز الوحدة من أجل تجنب وقوع " المشكلة " داخل بيتنا ولتركيز جميع الطاقة والقوة لمواجهة المنافسين.




أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:36 PM

الخطط الحربية: جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا




كلمة " الاستراحة " تعني الراحة الكاملة والخلو من الإحساس بالتعب والاضطراب. والقائد العسكري الحكيم يعرف بوضوح أنه إذا لم يكن جيشه قويا فعليه أن يتجنب المقابلة المباشرة مع العدو وعليه أن يترك جنوده يستريحون جيدا استعدادا لشن هجوم بعد أن يصاب العدو بالتعب أو الملل. وغالبا ما تستخدم هذه الخطة في حرب يقاتل فيها جيش ضعيف وقليل العدد ضد جيش ضخم وينتصر عليه في النهاية.
حدثت في الصين القديمة كثير من المعارك التي استخدمت فيها هذه الخطة. منها إحدى المعارك في عهد الممالك الثلاث الذي يرجع تاريخه الى حوالى ألف وسبعمائة سنة. وإندلعت هذه المعركة بين مملكة وو ومملكة شو. وكان في مملكة شو قائد عسكري مشهور إسمه قوآن يوي إنه قد حقق انتصارات عسكرية عديدة. لذلك يحبه الملك وتآخى معه. إلا أنه قُتل على يد ملك وو. فغضب ملك شو غضبا شديدا وقاد بعد ذلك جيشه ليقاتل مملكة وو من أجل الانتقام لأخيه قوان يوي. واحتل جيش مملكة شو منذ بدء الحرب موقعا جغرافيا استراتيجيا صالحا له فحقق انتصارا أوليا في الحرب بينما تعرض جيش ملك وو لخسارة كبيرة. فاختار الملك وو قائدا جديدا لجيشه إسمه لو سون ليقود جنوده لمقاومة الأعداء من أجل تغيير الوضع. وقام لو سون أولا ببحث الوضع في ميدان الحرب، ثم أمر بسحب جيشه من الميدان ليتراجع الى الوراء. فاحتل جيش ملك شو بعد ذلك مساحة كبيرة من أرض مملكة وو الأمر الذي بعثر وفرّق جنود الجيش هنا وهناك فشعروا بتعب وملل بعد معارك عديدة بينما كان جنود جيش لو سون قد استراحوا بشكل جيد. واستمرت هذه الحالة لمدة أكثر من نصف سنة بحيث إنطفأت حماسة جيش ملك شو وضعف نشاطه وارتخت همته. وفي هذا الوقت أصدر لو سون لجنوده أمرا بشن هجوم مفاجئ على الأعداء فقاتلوهم بكل بسالة وشجاعة وانتصروا عليهم في النهاية. واصبحت هذه المعركة خير مثال لتطبيق خطة " جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا ".
لقد أستخدمت هذه الخطة في الحرب الحديثة أيضا. مثلا: أثناء الحرب الأهلية الصينية الثانية التي استمرت منذ عام 1927 الى عام 1937 كان الجيش الأحمر بقيادة الحزب الشيوعي الصيني جيشا ضعيفا ومتخلفا مقارنة لجيش جيانغ كاي شنغ سواء من ناحية عدد الجنود أو الأسلحة. ولكن قائد الجيش الاحمر ماو تسي دونغ وضع استراتيجية حربية صحيحة ليستخدمها الجيش الأحمر في حرب العصابات ضد جيش جيانغ كاي شنغ. وتتمثل هذه الاستراتيجية في أنه إذا تقدم العدو نتراجع، وإذا استقر في مكان نزعجه، وإذا تعب نهاجمه، وإذا تراجع فسنطارده ونهاجمه. وباستخدام هذه الخطة الحربية المرنة اضافة الى استغلال التضاريس الجغرافية الملائمة، شن الجيش الأحمر هجمات عديدة ضد جيش جيانغ كاي شنغ وإنتصر عليه مرات عديدة. لذلك يمكن القول إن الإستراتيجية الرئيسية لحرب العصابات أو أثناء المنافسة بين طرف ضعيف ومنافس قوي هى بالذات خطة " جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا ليقاتله وينتصر عليه.
مبدأ خطة" جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا معناه البحث عن الميزة المتفوقة الذاتية لإنتهاز الفرصة المناسبة واستغلالها لشن هجوم على العدو أو المنافس. وخلال تطبيق هذه الخطة يجب ألا تترك زمام المبادرة للعدو أو المنافس بل عليك أن تتمسك به جيدا. أما معنى" الانتطار " في هذه الخطة فهو ليس إنتظارا سلبيا. بل السعى للبحث عن الفرصة السانحة اثناء المعركة أو المنافسة.
من السهل أن نفهم خطة "جيش مستريح ينتظر عدوا منهكا" إلا أن تطبيقها واستخدامها على أرض الواقع أمر صعب نسبيا. لأننا عندما نستريح ونبحث عن الفرصة استعدادا لمواجهة العدو او المنافس فقد يستريح العدو أو المنافس أو يبحث عن الفرصة أيضا. لذلك يجب علينا أن نضع الخطة في وقت مبكر ونجعلها في شكل أكمل وأفضل كي نحصل على زمام المبادرة أولا. وجدير بالذكر أن هذه الخطة تستخدم حاليا أكثر فأكثر في قطاعات التجارة والاعمال الاقتصادية المختلفة. هنا نقول إن المنافس القوي يجب أن يتمتع بالقدرة العالية على الصبر ولا يُخدع بسبب بريق المال أو أية إغراءات أخرى بل يجب عليه أن يكون على درجة عالية من اليقطة من أجل الحصول على الفرصة السانحة للإنتصار على منافسه.



أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:37 PM

الخطط الحربية: قتل شخص بيد شخص آخر




خطة قتل شخص بيد شخص آخر هى أن المقاتل لا يقتل عدوه أو ينتصر على منافسه بقوته الذاتية بل يستخدم فرصة أو يدبر حيلة تجعل شخصا ثالثا يقتل العدو الذي كان يريد القضاء عليه أو الإنتصار عليه. وكانت الخطة في البداية تستخدم دائما في الحرب ضد الأعداء. وإستخدمت بعد ذلك بالتدريج في النزاعات السياسية أيضا نظرا لانها خطة فعالة قابلة التنفيذ وسهلة التطبيق.
يذكر أن في عهد ممالك الربيع والخريف الصينية الذي يرجع تاريخه الى أكثر من ألفين وخمسمائة سنة كان في الصين القديمة مملكة تُعرف باسم مملكة تشنغ. يحكمها الملك تشنغ هنغ قونغ. كان الملك يريد شن حرب ضد مملكة كواي المجاورة لمملكته في محاولة لضمها اليها. وقبل شن هجوم رسمي دبّر حيلة أراد استخدامها لبذر بذور الفتنة والشقاق بين ملك كوآي ووزرائه. فقام بتدوين قائمة تضم أسماء العديد من وزراء مملكة كوآي، ثم أدلى بتصريح علني تعهد فيه بمنح المناصب والمكاسب والألقاب لهؤلاء الوزراء بعد سقوط مملكة كوآي. وقام بعد ذلك ببناء مذبح كبير ذهب اليه لإجراء مراسم دينية مهيبة أقسم فيها وأمام جميع الحضور بوفائه بوعده هذا. ثم وضع تلك القائمة تحت أرض المذبح تعبيرا عن وفائه والتزامه بالوعد. وبعد أن عرف ملك كوآي هذا الخبر غضب غضبا شديدا،واعتقد أن الوزراء الذين كُتبت أسماؤهم في تلك القائمة قد خانوه فقتلهم واحدا تلو الآخر، وبذلك إنطلت عليه الحيلة. فقامت مملكة تشنغ بعد ذلك بشن هجوم عسكري عنيف على مملكة كوآي وإنتصرت عليها وأسقطتها في النهاية.
هناك قصة أخرى استخدمت فيها خطة: قتل شخص بيد شخص آخر. وهذه القصة ليس في معركة بل لتسوية أزمة سياسية.
حدثت القصة في مملكة تشي الصينية التي يرجع تاريخها الى أكثر من ألفي سنة. وكان في المملكة ثلاثة محاربين بارزين كلّهم أقوياء وشجعان للغاية في الحرب. فأحبهم الملك وأعطاهم المناصب والمكاسب والألقاب الشريفة العديدة. إلا أنهم كانوا ينسبون الفضل والمآثر الى أنفسهم ويغترون بها ويستخفون بالآخرين، الأمر الذي جعل الملك يشعر بالقلق والمخاوف. لأنه عرف بوضوح إنه إذا تطورت أوضاعهم هذه فستزداد طموحاتهم ويطلبون أشياءا أكثر حتى يدبرون شغبا ومشاكل من أجل تحقيق طموحاتهم التي قد تهدد سلطته وحتى تهدد سلامته الشخصية. ففكر في حيلة للقضاء عليهم.
في يوم من الأيام استدعى الملك هؤلاء المحاربين الثلاثة الى جانبه، وأهداهم خوخة كبيرة. وقال لهم إن هذه الخوخة هى هديتي التي سأقدمها لأقوى وأبرز شخص من بينكم إنتم الثلاثة حيث ستتنافسون فيما بينكم لإظهار قوتكم وشجاعتكم. ومُن يحصل على هذه الخوجة فإنه البطل القوي الحقيقي. ورغم أن المحاربين الثلاثة كانوا جميعا أقوياء وشجعان لكنهم لم يكونوا عقلاء ولم يعرفوا أن الملك يسعى الى القضاء عليهم. فنافس بعضهم البعض وتحولت المسابقة بالتدريج الى قتال عنيف فيما بينهم. وانتهى قتالهم بسقوطهم جميعا صرعى وضحايا لحيلة الملك الذي لم يقتل هؤلاء المحاربين الأقوياء بيده بل بحيلته الماكرة هذه.
وتبدو أن حيلة " قتل شخص بيد شخص آخر" مميزة بشئ من المكر الشرس والشر الواضح. ولكنها حيلة فعالة وضرورية تستخدم دائما في الحرب ضد الأعداء، كما تستخدم أيضا في النزاعات السياسية من أجل تحقيق الانتصار على المنافسين. أما في المجتمع الحديث فيفسر الناس هذه الحيلة بمعان جديدة عديدة. منها: إستغلال الفرصة أو استخدام الغير لتحقيق هدف شخصي وانتهاز الفرصة التي قد يتركها له المنافس للانتصار عليه. وجدير بالذكر أن هذه الحيلة تستخدم أكثر فأكثر في قطاع التجارة في المجتمع الحديث بحيث لا تقصد القتل بل لكسب وضع متفوق على المنافسين.
الأساليب التي يمكن استخدامها لتطبيق هذه الحيلة لا تقتصر على القوة والعنف بل إنها قد تكون أموالا أو طاقة بشرية أو تكنولوجيا أو مساحة من الأرض أو الوضع الملائم وغيرها. وجدير بالذكر أن الكثير من رجال الاعمال يستخدمون هذه الخطة من أجل حماية مصالحهم أثناء المنافسة الاقتصادية العنيفة لكسب المزيد من الفرص وتحقيق الانتصار على المنافسين من أجل تحقيق المزيد من التطور في أعمالهم.



أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:38 PM

خطة " مهاجمة مملكة وي لإنقاذ مملكة تشاو "




كانت ممتلكتا وي وتشاو من الممالك في عهد الربيع والخريف الصيني الذي يرجع تاريخه الى ألفين وأربعمائة سنة. ونجحت مملكة وي أولا تطبيق الإصلاح السياسي والاقتصادي. وحققت بفضل ذلك تطورا سياسيا واقتصاديا وعسكريا. وشنت بعد ذلك حربا على الممالك الصغيرة المجاورة لها في محاولة لضمها اليها. أما مملكة تشاو المجاورة لمملكة وي فكانت أقل قوة من مملكة وي اقتصاديا وعسكريا. ورغم ذلك إحتلت منطقة تابعة لها. وفي يوم من الأيام إستدعى ملك وي أحد قادة جيشه، واسمه بانغ جوآن اليه وأمره بقيادة جيش المملكة لشن الهجوم على مملكة تشاو في محاولة استعادة المنطقة التي احتلتها. فوضع بانغ جوآن خطة حربية كاملة لشن هجوم مباشر على مدينة هان دان/ عاصمة مملكة تشاو من أجل الاستيلاء عليها واعادة تلك المنطقة المحتلة الى مملكة وي في آن واحد، ومن ثم اسقاط مملكة تشاو في النهاية. فوافق الملك على هذه الخطة وأصدر أمرا رسميا بشن الحرب. وبعد أيام نجح جيش مملكة وي بغرض حصار على مدينة هان دان/ عاصمة مملكة تشاو إلا أنه واجه دفاعا قويا. واستمر القتال سنة كاملة لم تشهد إنتصارا نهائيا لأي طرف من الطرفين.
الجدير بالذكر أن مملكة تشاو كانت مرتبطة باتفاقية تحالف عسكري مع مملكة أخرى تُعرف باسم مملكة تشي. ووفقا للإتفاقية إذا تعرضت أية مملكة منهما لهجوم من الأعداء ترسل الأخرى جيشها لمساعدتها. فطلبت مملكة تشاو حينئذ فعلا مساعدة عاجلة من مملكة تشي لمواجهة العدوان من مملكة وي. فرأى ملك تشي أنه من واجبه أن يلتزم باتفاقية التحالف العسكري المذكورة ويرسل جيشه لمساعدة مملكة تشاو، إلا أنه كان يعرف في نفس الوقت أن جيشه ضعيف غير قادر على الانتصار على جيش مملكة وي القوي إذا شن هجوما مباشرا عليه. لذلك دبّر خطة أخرى هى أنه يرسل جيشا لشن مهاجمة على أرض مملكة وي التي قد خرج منها معظم جنودها لمهاجمة مملكة تشاو. وإذا وجد ملك وي أن مملكته معرضة لخطر فسيسحب جيشه من ميدان المعركة. وبهذه الخطة يمكن رفع الحصار على مملكة تشاو.
طبّق ملك تشي هذه الخطة فعلا. وعندما وصل جيشه الى حدود مملكة وي في محاولة شن هجوم عليها. عرف ذلك ملك وي فتوقف فعلا عن العملية العسكرية ضد مملكة تشاو وإنسحب بجيشه من ميدان الحرب عائدا الى مملكته. وعندما وصل الى مكان يُعرف بإسم " قوي لينغ " تعرض لهجوم من كمين لمقاتلي مملكة تشي وإنهزم. لأن جنوده كانوا جميعا في تعب شديد بعد القتال الطويل. فحقّق جيش مملكة تشي إنتصارا كاملا. ونجح أيضا في رفع الحصار على مملكة تشاو. هناك معركة أخرى أستخدمت فيها نفس الخطة. إسم هذه المعركة معركة قوآن دو التي حدثت قبل أكثر من ألف وثمانيمائة سنة حيث شن ملك يوان شاو هجوما عسكريا ضد ملك تساو تساو من أجل انتزاع سلطة المملكة. وكان جيش يوان شاو قويا حيث بلغ عدد جنوده أكثر من مائة ألف فرد بينما كان جيش ملك تساو تساو ضعيفا نسبيا وكان عدد جنوده حوالى عشرين ألف جندي فقط. ورغم أن المعركة دارت لفترة طويلة في مكان يُعرف باسم " قوآن دو" إلا أنها لم تشهد منتصرا أو منهزما. وفي ذلك الحين قدم أحد مستشاري ملك تساو تساو اليه وقدّم له خطة حربية وقال له إن فريقا لنقل الحبوب الغذائية والامدادات العسكرية لجيش يوان شاو كان يمر حينذاك بمنطقة قريبة من ميدان الحرب. فيجب أرسال كمين لشن هجوم عليه واختطاف كل ما يملكه. وباستخدام هذه الخطة يمكن لجيش ملك تساو تساو أن يتخلص من وضعه الخطير في ميدان الحرب. كذلك يمكنه أن يخطف تلك الحبوب الغذائية والامدادات العسكرية التي يحتاج اليها جيش ملك يوان شاو بشكل عاجل لينتصر عليه في النهاية. فطبق ملك تساو تساو هذه الخطة فعلا وإنتصر في النهاية على ملك يوان شاو، وأصبح بعد ذلك ملكا جديدا في المملكة.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:38 PM

الخطة الحربية - البسمة على ثغره والخنجر خلف ظهره




خطة " البسمة على ثغره والخنجر خلف ظهره " تعني اظهار ملامح متواضعة مهذبة لطيفة خارجيا من أجل تخفيف حذر المنافس والتشويش عليه مع تدبير خطة للهجوم عليه بشكل مفاجئ. وتُستخدم هذه الخطة دائما في السياسة والدبلوماسية لهدف خداع الخصم وتجريده من عنصر المبادرة واليقظة.
هناك دليل لتطبيق هذه الخطة أثناء احدى المعارك في الصين القديمة. يحكي أنه في عهد الممالك الثلاث الصينية التي يرجع تاريخها الى أكثر من ألف وثمانيمائة سنة حيث كانت في الصين ثلاث ممالك كبرى هى مملكة شو ومملكة وو ومملكة وي. وكانت مملكة وي أكبر وأقوى من المملكتين حينذاك. لذلك كان ملك وي طموحا يفكر دائما في محاولة ضم المملكتين. وأمام هذا الوضع توصلت مملكتا شو ووو الى اتفاق لعقد تحالف من أجل الدفاع المشترك من هجوم جيش مملكة وي. ومن أجل تعزيز هذا التحالف تزوج ملك شو من أخت ملك وو. ورغم ذلك كان لكليهما طموحات أيضا لانتزاع السلطة الامبراطورية وتوحيد الصين بالقوة. لذلك كانت الصدامات والمعارك دائما ما تحدث فيما بينهما أيضا.
وبين حدود الممالك الثلاث هناك مدينة تُعرف باسم جينغ تشو التي تتمتع بموقع استراتيجي هام. لذلك دارت معارك وعمليات عسكرية دائما بين الممالك الثلاث من أجل السيطرة على هذه المدينة. فاستولى عليها أخيرا الملك ليو بي / ملك المملكة شو ثم طلب من ضابط بارز إسمه قوآن يو حراستها. ومنذ ذلك الوقت لم يقم ملك وو وملك وي بأي عملية مباشرة لمهاجمة هذه المدينة لخوفهما من قوآنغ يوي وعدد جيشه الكبير.
بعد تعزيز الحراسة لمدينة جينغ تشو فكر قوآنغ يوي في قيادة جيشه لمهاجمة مملكة وي، ولكنه قلق من احتمال قيام مملكة وو بهجوم على مدينة جينغ تشو من خلفه. فطلب من مجموعة كبيرة من جنوده الأقوياء مواصلة حراسة المدينة بعد مغادرته. وبعد ذلك حاول ملك وو فعلا انتهاز هذه الفرصة لمهاجمة المدينة. فبدأ يفكر في حيلة لتحقيق هدفه. وكتب أولا رسالة بعث بها الى قوآنغ يوي أشاد بشجاعته وبسالته بمختلف الكلمات المجاملة. وبعد قراءة الرسالة شعر قوآن يوي بكل السرور والفخر لأنه يحب هذه المجاملة ولكنه لم يعرف أن ذلك هو حيلة تستهدف ازالة حذره ويقظته. بل كان يعتقد أن ملك وو لن يدبر عملية لتهديد مدينة جينغ تشو. فأمر الجنوده الذين كانوا يحرسون المدينة بالخروج منها لتعزيز قواته التي تشارك في معركة ضد مملكة وي. وبذلك أصبحت الحراسة داخل المدينة ضعيفة. وفي الوقت نفسه قام ملك وو بالاتصال مع ملك وي استعدادا لشن هجوم على قوأن يوي من مقدمته ومؤخرته.
قاد قوآن يوي جيشه لمحاربة جيش مملكة وي في الجبهة الأمامية دون معرفة ما حدث خلفه بينما أرسل ملك وو جيشا ضخما لشن الهجوم على مدينة جين تشو. وتنكر الجنود بأشكال المدنيين الذين اختبأوا داخل السفن التجارية وتسللوا من طريق المياه الى المدينة ثم شنوا هجوما مفاجئا عليها ولم يمض وقت طويل حتى احتلوها. وبعد أن عرف قوآن يوي وجنوده الخبر وقعوا في اضطرابات ولم يعودوا قادرين على مواصلة القتال مع جيش مملكة وي فإنسحبوا من جبهة القتال وانهزموا في المعركة بعد التعرض لخسائر فادحة. وهكذا إنطلت عليهم خطة " البسمة على ثغره والخنجر خلف ظهره "
تستخدم هذه الخطة أيضا ودائما في العصر الحديث وخاصة في المنافسات التجارية. مثلا نلاحظ دائما من خلال المفاوضات التجارية أن طرفا مفاوضا يبدي تراجعا في مسألة مستهدفا بذلك تخفيف حذر ويقظة طرف آخر، ويسعى في نفس الوقت لإيجاد فرصة وامكانية لتحقيق هدفه ولكسب مصالح أكبر وأكثر. والى جانب ذلك يحدث دائما على شبكة الانترنت أن مروّجي الأخبار المزورة أو ما يسمى ب" المهاجم الأسود " يستخدمون بعض الموضوعات الممتعة والمثيرة أو الصور الكاريكاتورية المتحركة المضحكة لجذب المزيد من مستخدمي الشبكة ليزوروا مواقعهم. وبعد دخولهم تكلّفهم الأموال أو تصاب أجهزتهم بالفيروسات التي يصعب عليهم ازالتها. تعتبر خطة " البسمة على ثغره والخنجر خلف ظهره " سلاحا ذا حدين. لذلك نقول هنا أن أي فرد يجب أن يحافظ في أي وقت على الحذر الشديد واليقظة الكاملة وخاصة عندما يقابل مجاملة مجهولة من شخص غريب. لأن هذه المجاملة قد تدفعك الى خسائر أو حتى نكبة كبيرة.


أرب جمـال 19 - 11 - 2009 10:39 PM

الخطط الحربية الست والثلاثين الكاملة ضمن كتاب " فن الحرب " المشهور من تأليف سون وو/ المستشار العسكري لملك دويلة تشي/ احدى الدويلات الصينية القديمة في عهد الربيع والخريف الذي يرجع تاريخه الى ألفين وخمسمائة سنة. وجدير بالذكر أن هذه الخطط الحربية مشهورة حتى اليوم داخل الصين وخارجها إذ يتعلمها الكثير من العسكريين الصينيين والأجانب وحتى التجار ورجال الأعمال الذين يتعلمونها ويستخدمونها للتعامل مع منافسيهم من أجل كسب النجاح والانتصار. وفي جامعة الدفاع الوطني الصينية ضباط أجانب يدرسون هذا الكتاب العسكري الصيني. ومن بينهم الفريق الباكستاني سهاوري الذي يتحدث عن هذا الكتاب العسكري قائلا: هذا الكتاب عظيم جدا لا يضاهيه أي كتاب من الكتب العسكرية المماثلة الأخرى في العالم. هناك الكثير من الأجانب بما فيهم الأمريكان يتعلمون من هذا الكتاب الخطط الحربية الصينية القديمة. كما يتعلمها اليابانيون ويستخدمونها في أعمالهم التجارية.

كانت الخطة الأولى التي تحمل إسم: يخدع السماء ليعبر البحر. كان الصينيون يعتقدون في قديم الزمان أن الآلهة في السماء يعرفون بكل وضوح أي عمل للأنسان في الأرض مهما كان يجري بخفية شديدة. أما خطة " يخدع السماء ليعبر البحر" فتهدف الى استخدام خدعة لتشويش انتباه الناس من أجل تنفيذ عملية معينة وتحقيق هدف مهم دون أن يعرف ذلك الآخرون حتى الآلهة في السماء. وجدير بالذكر أن هذه الخطة جاءت في البداية من قصة حقيقية.
يذكر أن الإمبراطور تانغ تاي زونغ / ثاني الإمبراطور أسرة تانغ الملكية في الصين القديمة كان يريد توسيع مملكته باستخدام القوة. فقاد جيشه ليزحف الى مناطق أخرى. وعندما وصل جيشه الى شاطئ بحر شاهد الامبراطور أمواج البحر تتلاطم بشكل ثائر وتمتد نحو أفق بعيد. فأخذه خوف شديد. لأن معظم جنوده لا يعرفون العوم ولا يقدرون على عبور البحر. فسأل وزراءه الذين كانوا بجانبه عما إذا كان لديهم طريقة تساعد جنوده على عبور البحر إلا أنهم لزموا جميعا بالصمت. فشعر الامبراطور بخيبة الأمل الشديدة.
قدم الى الامبراطور ثري محلي ذو نفوذ. وقال له: يا مولاىّ، أحضرتُ كل المواد الغذائية لجميع جنود الجيش قبل عبورهم البحر، ووضعتها داخل بيتي. وأنا أتشرف بزيارتك التفقدية الى بيتي لمشاهدة هذه المواد الغذائية. فسار الامبراطور مسرورا جدا وذهب برفقة وزرائه الى بيت هذا الثري والقريب من شاطئ البحر. عندما وصل شاهد كثيرا من الغرف المبنية من الأخشاب تمت زخرفتها بالستائر الجميلة في الجدران والسجاجيد الفاخرة في الأرضية. ودعا الثري الامبراطور الى دخول قاعة كبيرة بها مائدة توضع فيها أطعمة شهية بمختلف الانواع والأشكال اضافة الى الخمر وعصير الفواكه ومشروبات أخرى. فرح الامبراطور فرحا شديدا. وجلس أمام المائدة كما جلس حوله وزراؤه أيضا ليرافقوه في الأكل والشرب ونسى جميعهم ما كان يساورهم من القلق والمخاوف من مشكلة عبور البحر. وبعد وقت وجيز سمع الامبراطور صوت الأمواج والرياح من خارج القاعة كما شعر باهتزاز الأرضية، فارتبك وسأل الثري سبب ذلك، فقال له: يا مولاىّ أنت حاليا على متن سفينة كبرى، وإن جميع جنودك يركبون حاليا أيضا في سفن أخرى يعبرون البحر. كُنّ مطمئنا يا مولاىّ ! لا تخف، ونحن حاليا في أمن تام وسلامة كاملة.
هذه هى الحيلة التي اتخذها الوزراء من أجل مساعدة الامبراطور على عبور البحر. حيث اختاروا واحدا منهم ليتظاهر بأنه ذلك الثري المحلي. ثم قاموا ببناء عدد كبير من السفن الضخمة التي من ضمنها سفينة كبرى بها قاعة فاخرة. ثم طلبوا من الامبراطور أن يزورها ويستريح فيها بينما قادوا جميع السفن لعبور البحر. وبهذه الحيلة نجح الامبراطور ونجح جيشه في عبور البحر لمواصلة الزحف، وخاضوا بعد ذلك معركة انتصروا فيها على الأعداء، وحققوا بذلك هدفهم الإستراتيجي في النهاية. تعتبر هذه القصة أصل خطة" يخدع السماء ليعبر البحر". إلا أن السماء هنا هى ليست السماء المعروفة لدينا بل هى الامبراطور الذي يمثل أعلى حاكم للمملكة. وجدير بالذكر أن هذه الخطة لا تُستخدم فقط لمواجهة الأعداء من أجل الانتصار عليهم فحسب بل قد تُتخذ أحيانا كخدعة بريئة لكسب الخير والمنافع للأصدقاء والشركاء أو للمصلحة الذاتية أيضا.


أزهار 20 - 11 - 2009 12:50 AM



المُنـى 3 - 4 - 2010 04:25 PM

http://abeermahmoud2006.jeeran.com/443-wellcome.gif

قلب., 11 - 4 - 2010 09:09 PM

شكرأ لك وبارك الله فيك ..لك مني اجمل تحية!!

B-happy 22 - 8 - 2010 10:42 PM

موضوع متميز ومثير للتفكير
لا شك ان المرء عليه ان يقرأ ثقافات الشعوب ليستطيع ان يسبر غور تفكيرها
مشكورة ارب

بنت بلادي 23 - 8 - 2010 07:48 PM

ماشاء الله على الموضوع المتميز
رووووووووووووووعه وممتع
ثقافة صينية رائعه واشكرك لاتاحتها لنا

زوج السيدة المدير 10 - 11 - 2010 09:26 PM

السيدة المدير
تعجبني الثقافة المبنية على مبدأ خاصة الثقافة الصينية والتي نبعت من اساطيرهم الخالدة
شكري لك على موضوعك القيم
سعيد بزيارة صفحتك

sad one 1 - 12 - 2010 09:37 AM

[align=center][table1="width:95%;background-color:black;border:4px ridge deeppink;"][cell="filter:;"][align=center]

السيدة المدير
تعجبني الثقافة المبنية على مبدأ خاصة الثقافة الصينية والتي نبعت من اساطيرهم الخالدة
شكري لك على موضوعك القيم
سعيدة بزيارة صفحتك
[/align]
[/cell][/table1][/align]

</b></i>

زهرة عمان 10 - 12 - 2010 01:41 PM

http://www.shy22.com/upfiles/YWx87461.gif

حنان عرفه 10 - 12 - 2010 01:51 PM

معلومات قيمة
شكرا لك عزيزتي

روح الياسمين 10 - 12 - 2010 04:53 PM

سلمت الايادي على الموضوع المميز وعلى هذه الثقافة المبنية على تسلسل واضح وركائز مستمده من تارخها
سرني الاطلاع على الموضوع

زهرة عمان 9 - 1 - 2011 12:38 PM




وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك




شكرا على الإفادة والطرح



بنت بلادي 20 - 4 - 2011 09:48 PM

مجهود رائع وموضوع قيّم

بارك الله بك



بانتظار المزيد من هذا العطاء



لك مني ارقّ تحية وأعذبها



دمت بخير

قلب., 28 - 6 - 2011 02:36 AM

http://smileys.smileycentral.com/cat/11/11_4_127v.gif

سلمت الايادي على الطرح
تحياتي

أوراق الزمن 3 - 8 - 2011 11:04 PM

http://smileys.smileycentral.com/cat/11/11_4_127v.gif

سلمت الايادي على الطرح الرائع لهذه الثقافة الخالدة جيلا بعد جيل

تحياتي

Mr.who 3 - 8 - 2011 11:08 PM

سلمت الايادي على الطرح وانا تعجبني هذه الثقافة التي حافظوا عليها جيلا بعد جيل وكانت منهجا وتشريعا لهم في اطوار حياتهم عبر التاريخ

shreeata 3 - 8 - 2011 11:45 PM

مشككككككككككورة عزيزتي ارب
سلمت على روعة الادراج
تحيات لك


الساعة الآن 04:26 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى