منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   كتاب العبر في خبر من غبر / الإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2192)

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:05 PM

سنة ثلاث ومائتين فيها استوثقت الممالك للمأمون
وقدم بغداد في رمضان في خراسان واتخذها سكنًا‏.‏
وفيها توفي أزهر بن سعد السمان‏.‏
أبو بكر البصري‏.‏
روى عن سليمان التيمي وطبقته‏.‏
وعاش أربعًا وتسعين سنة‏.‏
وفيها في ذي القعدة الإمام حسين بن علي الجعفي‏.‏
مولاهم‏.‏ الكوفي المقرئ الحافظ‏.‏
روى عن الأعمش وجماعة‏.‏
وقال يحيى بن يحيى النيسابوري‏.‏
إن بقي أحد من الأبدال فحسين الجعفي‏.‏
قلت‏:‏ كان مع تقدمه في العلم رأسًا في الزهد والعبادة‏.‏
وفيها الحسين بن الوليد النيسابوري الفقيه‏.‏
رحل وأخذ عن مالك بن مغول وطبقته‏.‏
وقرأ القرآن على الكسائي‏.‏
وكان كثير الغزو والجهاد والكرم‏.‏
وفيها خزيمة بن حازم الخراساني الأمير‏.‏
أحد القواد الكبار العباسية‏.‏
وفيها زيد بن الحباب أبو الحسين الكوفي سمع مالك بن مغول وخلق كبيرًا‏.‏
كان حافظًا صاحب حديث واسع الرحلة صابرًا على الفقر والفاقة‏.‏
وفيها عثمان بن عبد الرحمن الحراني الطرائفي‏.‏
وكان يبيع طرائف الحديث فقيل له الطرائفي روى عن هشام بن حبان وطبقته‏.‏
وهو صدوق‏.‏
وفيها في صفر علي بن موسى الرضا الإمام أبو الحسن الحسيني بطوس وله خمسون سنة‏.‏
وله مشهد كبير بطوس يزار‏.‏
روى عن أبيه موسى الكاظم عن جده جعفر بن محمد الصادق‏.‏
وفيها أبو داود الحفري عمر بن سعد بالكوفة‏.‏
روى عن مالك بن مغول ومسعر‏.‏
وكان من عباد المحدثين‏.‏
قال أبو حمدون المقري‏:‏ لما مات دفناه و تركنا بابه مفتوحًا‏.‏
ما خلف شيئًا‏.‏
وقال وكيع‏:‏ إن كان يدفع البلاء بأحد في زماننا فبأبي داود الحفري‏.‏
وفيها عمرو بن عبد الله بن رزين السلمي النيسابوري‏.‏
رحل وسمع محمد ابن إسحاق وطبقته‏.‏
قال سهل بن عمار‏:‏ لم يكن بخراسان أنبل منه‏.‏
وفيها أبو حفص عمر بن يونس اليمامي‏.‏
روى عن عكرمة بن عمار وجماعة‏.‏
وكان ثقة مكثرًا‏.‏
وفيها محمد بن بكر البرساني بالبصرة‏.‏
روى عن ابن جريج وطبقته وكان أحد الثقات الأدباء الظرفاء‏.‏
وفيها محمد بن بشر العبدي الكوفي الحافظ‏.‏
روى عن الأعمش وطبقته‏.‏
قال أبو داود‏:‏ هو أحفظ من كان بالكوفة في وقته‏.‏
وفيها أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي مولاهم الكوفي‏.‏
روى عن يونس بن أبي إسحاق وطبقته‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ كان ثقة حافظًا عابدًا مجتهدًا له أوهام‏.‏
وفيها أبو جعفر محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين الحسيني المدني الملقب بالديباج‏.‏
روى عن أبيه‏.‏
وكان قد خرج بمكة سنة مائتين ثم عجز وخلع نفسه وأرسل

إلى المأمون‏.‏
فمات بجرجان‏.‏
ونزل المأمون في لحده‏.‏
وكان عاقلًا شجاعًا يصوم يومًا ويفطر يومًا يقال إنه جامع وافتصد ودخل الحمام في يوم واحد فمات فجأة‏.‏
وفيها مصعب بن المقدام الكوفي‏.‏
روى عن ابن جريج وجماعة‏.‏
وفيها النصر بن شميل الإمام أبو ابن المازني البصري النحوي نزيل مرو روى عن حميد وهشام بن عروة والكبار‏.‏
وكان رأسًا في الحديث‏.‏
رأسًا في اللغة والنحو‏.‏
ثقة‏.‏
صاحب سنة‏.‏
توفي في آخر يوم من سنة ثلاث ودفن في أول سنة أربع من الغد‏.‏
وعاش ثمانين سنة‏.‏
وفيها الوليد بن القاسم الهمداني الكوفي‏.‏
روى عن الأعمش وطبقته‏.‏
وكان ثقة‏.‏
وفيها أبو العباس الوليد بن يزيد العذري البيروتي صاحب الأوزاعي‏.‏
وفيها الإمام الحبر أبو زكريا يحيى بن آدم الكوفي المقرئ الحافظ الفقيه أخذ القراءة عن أبي بكر عياش وسمع بن يونس بن أبي إسحاق‏.‏
وفطر ابن خليفة‏.‏
وهذه الطبقة‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
قال أبو أسامة‏:‏ كان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم‏.‏
وقال أبو داود‏:‏ يحيى بن آدم واحد الناس‏.‏
وذكره ابن المديني فقال‏:‏ رحمه الله أي أعلم كان عنده‏!‏

فيها في سلخ رجب توفي فقيه العصر أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي بمصر وله أربع وخمسون سنة‏.‏
أخذ عن مالك ومسلم بن خالد ابن الزنجي و طبقتهما‏.‏
وكان مولده بغزة ونقل إلى مكة‏.‏
وله سنتان‏.‏
قال المزني‏:‏ ما رأيت أحسن وجهًا من الشافعي إذا قبض على لحيته لا يفضل عن قبضته‏.‏
وقال الزعفراني‏.‏
كان خفيف العارضين يخضب بالحناء‏.‏
و كان حاذقًا بالرمي يصيب تسعة من العشرة‏.‏
وقال الشافعي‏:‏ استعملت اللبان سنة للحفظ فأعقبني صب الدم سنة‏.‏
قال يونس بن عبد الأعلى‏:‏ لو جمعت أمة لوسعهم عقل الشافعي‏.‏
وقال إسحاق بن راهويه‏:‏ لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال‏:‏ تعال حتى أريك رجلًا لم تر عيناك مثله‏.‏
قال‏:‏ فأقامني على الشافعي‏.‏
وقال أبو ثور الفقيه‏:‏ ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى مثل نفسه‏.‏
وقال الشافعي‏:‏ سميت ببغداد ناصر الحديث‏.‏
وقال أبو داود‏:‏ ما أعلم للشافعي حديثًا خطأ‏.‏
وقال الشافعي ما شيء أبغض إلي من الرأي وأهله‏.‏
قال الشافعي‏:‏ ما رأيت بمصر أعلم باختلاف الناس من إسحاق بن الفرات رحمه الله‏.‏
وقد روى إسحاق أيضا عن حميد بن هانىء‏.‏
والليث بن سعد وغيرهما‏.‏
وفيها في ثامن عشر شعبان‏.‏
فقيه الديار المصرية أشهب بن عبد العزيز أبو عمرو العامري صاحب مالك وله أربع وستون سنة‏.‏
وكان ذا مال وحشمة وجلالة‏.‏
قال الشافعي‏:‏ ما أخرجت مصر أفقه بن أشهب لولا طيش فيه‏.‏
وكان محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم صاحب أشهب يفضل أشهب على ابن القاسم‏.‏
وفيها الإمام أبو علي الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي قاضي الكوفة وصاحب أبي حنيفة‏.‏
وكان يقول‏:‏ كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث‏.‏
قلت‏:‏ لم يخرجوا له في الكتب الستة لضعفه‏.‏
وكان رأسًا في الفقه‏.‏
وفيها الإمام أبو داود الطيالسي‏.‏
واسمه سليمان بن داود البصري الحافظ صاحب المسند‏.‏
وكان يسرد من حفظه ثلاثين ألف حديث‏.‏
قال الفلاس‏:‏ ما رأيت أحفظ منه‏.‏
وقال عبد الرحمن بن مهدي‏:‏ هو أصدق الناس‏.‏
قال‏:‏ كتبت عن ألف شيخ منهم ابن عون وطبقته‏.‏
وفيها شجاع بن الوليد أبو بدر السكوني الكوفي‏.‏
كان من صلحاء المحدثين وعلمائهم‏.‏
روى عن الأعمش والكبار‏.‏
قال سفيان الثوري‏:‏ ليس بالكوفة أعبد من شجاع بن الوليد‏.‏
وفيها أبو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد أخو أبو علي الحنفي‏.‏
بصري مشهور صاحب حديث‏.‏
روى عن خثيم بن عراك وجماعة‏.‏
وفيها أبو نصر عبد الوهاب بن عطاء الخفاف‏.‏
بصري صاحب حديث وإتقان‏.‏
سمع من حميد وخالد الحذاء وطائفة‏.‏
وفيها وقيل سنة ست هشام بن محمد بن السائب الكلبي الأخباري النسابة صاحب كتاب الجمهرة في النسب‏.‏
وتصانيفه تزيد على مائة وخمسين تصنيفًا في التاريخ والأخبار‏.‏
وكان حافظًا علامة إلا أنه متروك الحديث فيه رفض‏.‏
روى عن أبيه وعن مجاهد بن سعيد وغيرهما‏.‏
سنة خمس ومائتين فيها توفي إسحاق بن منصور السكوني الكوفي‏.‏
روى عن إسرائيل وطبقته‏.‏
حدث بن الأوزاعي وجماعة‏.‏
وفيها في جمادى الأولى أبو محمد روح بن عبادة القيسي البصري الحافظ‏.‏
روى عن ابن عون وابن جريج وصنف في السنن والتفسير وغير ذلك‏.‏
وعمر دهرًا‏.‏
وفيها الزاهد القدوة أبو سليمان الداراني العنسي أحد الأبدال‏.‏
وكان عديم النظير زهدًا وصلاحًا‏.‏
وله كلام رفيع في التصوف والمواعظ‏.‏
وفيها أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو البصري أحد الثقات المكثرين‏.‏
روى عن هشام الدستوائي وأقرانه‏.‏
وفيها محمد بن عبيد الطنافسي الكوفي الحافظ‏.‏
سمع هشام بن عروة والكبار‏.‏
قال ابن سعد‏:‏ كان ثقة صاحب سنة‏.‏
وفيها قارئ أهل البصرة أبو محمد يعقوب بن إسحاق الحضرمي مولاهم المقرئ النحوي‏.‏
أحد الأعلام‏.‏
قرأ على أبي المنذر سلام الطويل ويسمع من شعبة وأقرانه‏.‏
تصدر للإقراء والحديث وحمل عنه خلق‏.‏
سنة ست ومائتين
وفيها نكث بابك الخرمي عيسى بن محمد بن أبي خالد‏.‏
وفيها استعمل المأمون على محاربة نصر بن شبيب عبد الله بن طاهر وولاه الديار المصرية‏.‏
واستعمل على بغداد ابن عمه إسحاق بن إبراهيم الخزاعي فوليها مدة طويلة‏.‏
وهو الذي كان يمتحن الناس بخلق القرآن في أيام المأمون والمعتصم والواثق‏.‏
وولي بعده ابنه محمد‏.‏
وفي رجب سنة ست توفي أبو حذيفة إسحاق بن بشر البخاري صاحب المسند روى عن إسماعيل بن أبي خالد وابن جريج والكبار فأكثر وأغرب وأتى بالطامات فاتهموه وتركوه‏.‏
وفي ربيع الأول حجاح بن محمد المصيصي الأعور صاحب ابن جريج وأحد الحفاظ‏.‏
قال الإمام أحمد‏:‏ ما كان أصح حديثه وأضبطه وأشد تعاهده للحروف‏!‏ وفيها شبابة بن سوار المدائني الحافظ‏.‏
روى عن ابن أبي ذئب وطبقته وكان ثقة مرجئًا‏.‏
وفيها في رمضان عبد الله بن نافع المدني الصائغ الفقيه صاحب مالك‏.‏
روى عن زيد بن أسلم وطائفة‏.‏
قال أحمد بن صالح‏:‏ كان أعلم الناس برأي مالك وحديثه‏.‏
وقال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ لم يكن صاحب حديث بل كان صاحب رأي مالك‏.‏
ومفتي المدينة‏.‏
وفيها محاضر بن المورع الكوفي‏.‏
روى عن عاصم الأحول وطبقته‏.‏
وهو صدوق‏.‏

وفيها قطرب النحوي صاحب سيبويه‏.‏
وهو أبو علي محمد بن المستنير البصري‏.‏
وله عدة تصانيف في العربية‏.‏
منها المثلث المشهور‏.‏
وفيها مؤمل بن إسماعيل في رمضان بمكة‏.‏
وكان من ثقات البصريين‏.‏
روى عن شعبة والثوري‏.‏
وفيها أبو العباس وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري الحافظ‏.‏
أكثر عن أبيه وابن عون وعدة‏.‏
وفيها الإمام ابن الرباني يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي الحافظ‏.‏
روى عن عاصم الأحول والكبار‏.‏
قال علي بن المديني‏:‏ ما رأيت رجلًا قط أحفظ من يزيد بن هارون‏.‏
وقال يحيى بن يحيى التميمي‏:‏ هو أحفظ من وكيع‏.‏
وقال علي بن شعيب السمسار‏:‏ سمعت يزيد بن هارون يقول‏:‏ أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث باسنادها ولا فخر‏.‏
وقال أحمد بن سنان القطان‏:‏ كان هو وهشيم معروفان بطول صلاة الليل و النهار‏.‏
وقال يحيى بن أبي طالب‏:‏ سمعت من زيد بن هارون ببغداد وكان يقال إن في مجلسه سبعين سنة سبع ومائتين فيها توفي طاهر بن الحسين فجأة على فراشه وحم ليلة‏.‏
وكان في تلك الأيام قد قطع دعوة المأمون وعزم على الخروج عليه فأتى الخبر إلى المأمون بأنه خلعه فما أمسى حتى جاءه الخبر بموته‏.‏
وقام بعده ابنه طلحة فأقره المأمون على خراسان فوليها سبع سنين‏.‏
وبعده ولي أخوه عبد الله‏.‏
وفي شعبان توفي قاضي البصرة يزيد بن عمر الزهراني أبو محمد‏.‏
روى عن شعبة وعكرم بن عمار وكان من الثقات الجلة‏.‏
وفي أولها أبو عون جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي العمري الكوفي‏.‏
من نيف وتسعين سنة‏.‏
سمع من الأعمش وإسماعيل ابن أبي خالد‏.‏
والكبار‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق‏.‏
وطاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق الأمير أبو طلحة الخزاعي ذو اليمينين‏.‏
كان من رجال الدهر حرمًا وعزمًا وشجاعة ورأيًا‏.‏
ندبه المأمون لمحاربة أخيه الأمين فظفر به وقتله وما غمه وبقي في نفس المأمون سنة‏.‏
وبعثه على خراسان فهم على أن يخرح فبغته الأجل‏.‏
وكان مع كمال رجوليته فصيحًا خطيبًا سيدًا مهيبًا جوادًا ممدحًا‏.‏
مات في جمادى الأولى‏.‏
وعبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد التميمي التنوري أبو سهل‏.‏
روى عن أبيه وهشام الدستوائي‏.‏
وشعبة‏.‏
وكان ثقة صاحب حديث‏.‏
وعمر بن حبيب العدوي البصري في أول السنة‏.‏
روى عن حميد الطويل ويونس بن عبيد و جماعة‏.‏
قال ابن عدي‏:‏ هو مع ضعفه حسن الحديث‏.‏
قلت‏:‏ ولي قضاء الشرقية للمأمون‏.‏
وقراد أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي‏.‏
توفي ببغداد وحدث عن عوف وشعبة وطائفة‏.‏
قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ كان عاقلًا من الرجال‏.‏
وقال ابن المديني‏:‏ ثقة‏.‏
وقال ابن معين‏:‏ ليس به بأس‏.‏
وكثير بن هشام الكلابي الرقي رواية جعفر بن برقان‏.‏
توفي ببغداد في شعبان‏.‏
ومحمد بن عبد الله بن كناسة‏.‏
أبو يحيى الكوفي النحوي الأخباري‏.‏
سمع هشام بن عروة‏.‏
والأعمش‏.‏
ومات في شوال على الصحيح‏.‏

والواقدي قاضي بغداد‏.‏
أبو عبد الله محمد بن عمرو بن واقد السلمي المدني العلامة‏.‏
أحد أوعية العلم‏.‏
روى عن ثور بن يزيد وابن جريج‏.‏
وطبقتهما‏.‏
وكان يقول‏:‏ حفظي أكثر من كتبي وقد تحول مرة و كانت كتبه مائة وعشرين حملًا‏.‏
ضعفه الجماعة‏.‏
أبو النضر بن القاسم بن الخراساني‏.‏
اقتضى ترك بغداد‏.‏
وكان حفظًا قوالًا بالحق‏.‏
سمع شعبة وابن أبي ذئب وطبقتهما‏.‏
وثقه جماعة‏.‏
والهيثم بن عدي أبو عبد الرحمن الطائي الكوفي المؤرخ الأخباري‏.‏
روى عن مجالد وابن إسحاق‏.‏
وجماعة‏.‏
وهو متروك‏.‏
والفراء يحيى بن زياد الكوفي النحوي‏:‏ نزل بغداد وحدث في مصنفاته عن قيس بن الربيع وأبي الأحوص‏.‏
وهو أجل أصحاب الكسائي وكان رأسًا في النحو واللغة‏.‏
سنة ثمان ومائتين فيها سار الحسن بن الحسين بن مصعب الخزاعي إلى كرمان فخرج بها‏.‏
فسار لحربه أحمد بن أبي خالد‏.‏
فظفر به وأتى به إلى المأمون فعفا عنه‏.‏
وفيها توفي الأسود بن عامر شاذان أبو عبد الرحمن ببغداد‏.‏
روى عن هشام بن حبان وسعد بن عامر الضبعي أبو محمد البصري‏.‏
أحد الأعلام في العلم والعمل‏.‏
روى عن يونس بن عبيد و سعد بن أبي عروبة وطائفة‏.‏
قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ ما رأيت أفضل منه‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وعبد الله بن أبي بكر السهمي الباهلي أبو وهب البصري‏.‏
روى عن حميد الطويل وبهز بن حكيم وطائفة‏.‏
وكان ثقة مشهورًا‏.‏
توفي في المحرم ببغداد‏.‏
والفضل بن الربيع بن يوسف الأمير حاجب الرشيد وابن حاجب المنصور‏.‏
هو الذي قام بأعباء خلافة الأمين ثم اختفى مدة بعد قتل الأمين‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
والقاسم بن الحكم العرني الكوفي قاضي همذان‏.‏
روى عن زكريا ابن أبي زائدة‏.‏
وأبي حنيفة‏.‏
وجماعة‏.‏
وقد كان أراد الإمام أحمد أن يرحل إليه‏.‏
وقريش بن أنس البصري‏.‏
روى عن حميد وابن عون وجماعة‏.‏
وقال النسائي‏:‏ ثقة إلا أنه تغير‏.‏
قلت‏:‏ مات في رمضان‏.‏
ومحمد بن مصعب القرقساني‏.‏
روى عن الأوزاعي وإسرائيل‏.‏
ضعفه النسائي وغيره‏.‏
والسيدة نفيسة بنت الأمير حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسنية صاحبة
المشهد بمصر‏.‏
ولي أبوها إمرة المدينة للمنصور ثم حبسه دهرًا‏.‏
ودخلت هي مصر زوجها إسحاق بن جعفر الصادق‏.‏
توفيت في شهر رمضان‏.‏
ويحيى بن حسان التنيسي أبو زكريا‏.‏
روى عن معاوية بن سلام وجماد ابن سلمة وطائفة‏.‏
وكان إمامًا حجة من جلة المصريين‏.‏
توفي في رجب‏.‏
ويحيى بن أبي بكير العبدي الكوفي‏.‏
قاضي كرمان‏.‏
حدث عن شعبة‏.‏
وأبي جعفر الرازي والكبار‏.‏
وثقه ابن معين وغيره‏.‏
ويعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري بن العوفي المدني نزيل بغداد‏.‏
سمع أباه وعاصم بن محمد العمري والليث بن سعد‏.‏
وكان إمامًا ورعًا كبير القدر‏.‏
ويونس بن محمد البغدادي المؤدب الحافظ‏.‏
روى عن شيبان وفليح بن سليمان وطائفة‏.‏
توفي في صفر‏.‏
سنة تسع ومائتين طال القتال بين عبد الله بن طاهر ونصر بن شبيب العقيلي إلى أن حصره في قلعة ونال منه‏.‏
فطلب نصر الأمان‏.‏
فكتب له المأمون أمانًا وبعثه إليه‏.‏
فنزل وهدم الحصن‏.‏
وفيها توفي الحسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي قاضي طبرستان بعد قضاء الموصل‏.‏
روى عن شعبة وحريز بن عثمان وطائفة‏.‏
وكان ثقة مشهورًا‏.‏
وحفص بن عبد الله السلمي أبو عمرو النيسابوري‏.‏
قاضي نيسابور‏.‏
سمع مسعرًا ويونس بن أبي إسحاق وأكثر عن إبراهيم بن طهمان ومكث عشرين سنة يقضي بالآثار وكان صدوقًا‏.‏
وأبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد البصري‏.‏
روى عن قرة بن خالد‏.‏
ومالك بن مغول‏.‏
وطائفة‏.‏
وعثمان بن عمر بن فارس العبدي البصري الرجل الصالح‏.‏
روى عن ابن عون وهشام بن حبان‏.‏
ويوسف بن يزيد وطائفة توفي في ربيع الأول بالبصرة‏.‏
ويعلى بن عبيد الطنافسي أبو يوسف الكوفي‏.‏
روى عن الأعمش ويحيى بن سعيد الأنصاري والكبار‏.‏
فعن أحمد بن يونس قال‏:‏ ما رأيت أفضل منه‏.‏
وكان يريد بعلمه رحمة الله تعالى‏.‏
سنة عشر ومائتين فيها كان بناء المأمون ببوران بواسط وأقام بضعة عشر يومًا‏.‏
فقام أبوها الحسن بن سهل بمصالح الجيش تلك الأيام‏.‏
فغرم خمسين ألف ألف درهم‏.‏
وكان عرسًا لم يسمع يمثله في الدنيا‏.‏
وفيها توفي أبو عمرو الشيباني إسحاق بن مرار الكوفي اللغوي صاحب التصانيف وله تسعون سنة وكان ثقة علامة خيرًا صادقا فاضلًا‏.‏
والحسن بن محمد بن أعين الحراني أبو علي مولى بني أمية‏.‏
روى عن فليح بن سليمان زهير بن معاوية وطائفة‏.‏
وعلي بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين العلوي الحسيني‏.‏
روى عن أبيه وأخيه موسى وسفيان الثوري‏.‏
وكان من جلة السادة الأشراف‏.‏
ومحمد بن صالح بن بيهس الكلابي أمير عرب الشام‏.‏
وسيد قيس وفارسها وشاعرها والمقاوم لأبي العميطر السفياني والمحارب له حتى شتت جموعه فولاه المأمون دمشق‏.‏
ومروان بن محمد الطاطري أبو بكر الدمشقي‏.‏
صاحب سعيد بن عبد العزيز‏.‏
كان إمامًا صالحًا خاشعًا من جلة الشاميين‏.‏
وأبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري اللغوي العلامة الأخباري صاحب التصانيف‏.‏
روى عن هشام بن عروة وأبي عمرو بن العلاء‏.‏
وكان أحد أوعية العلم‏.‏
وقيل توفي سنة إحدى عشرة‏.‏
فيها أمر المأمون فنودي برئت الذمة من ذكر معاوية بخير وأن أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه‏.‏
وفيها توفي أبو الجواب أحوص بن جواب الكوفي‏.‏
روى عن يونس ابن أبي إسحاق وسفيان الثوري وجماعة‏.‏
وفيها أبو العتاهية الشاعر المشهور واسمه إسماعيل بن القاسم العنزي الكوفي ببغداد‏.‏
وفيها أبو زيد الهروي سعد بن الربيع البصري‏.‏
و كان يبيع الثياب الهروية‏.‏
روى عن قرة بن خلد وطائفة‏.‏
وفيها طلق بن غنام النخعي الكوفي كاتب حكم شريك القاضي‏.‏
روى عن مالك بن مغول وطبقته‏.‏
وهو والذي قبله أقدم من مات بن شيوخ البخاري‏.‏
وفيها عبد الله بن صالح العجلي الكوفي المقرئ المحدث والد الحافظ أحمد بن عبد الله العجلي نزيل المغرب‏.‏
قرأ عبد الله القرآن على حمزة وسمع عن إسرائيل وطبقته وأقرأ وحدث ببغداد‏.‏
وفيها عبد الرزاق بن همام العلامة الحافظ أبو بكر الصنعاني صاحب المصنفات‏.‏
روى عن معمر وابن جريح وطبقتهما ورحل الأئمة إليه إلى اليمن وله أوهام مغمورة في سعة علمه‏.‏
عاش وفيها علي بن الحسين بن واقد محدث مرو وابن محدثها‏.‏
روى عن أبيه وعن أبي حمز ة الكوفي‏.‏
وفيها معلى بن منصور الرازي الفقيه نزيل بغداد‏.‏
روى عن الليث ابن سعد وغيره‏.‏
روي أنه كان يصلي‏.‏
فوقع عليه كور الزنابير فأتم صلاته‏.‏
فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من الإنتفاح‏.‏
سنة اثنتي عشرة ومائتين فيها جهز المأمو ن جيشًا عليهم محمد بن حميد الطوسي لمحاربة بابك الخرمي‏.‏
وفيها أظهر المأمون القول بخلق القرآن ما أظهر في العام الماضي من التشيع‏.‏
فاشمأزت منه القلوب وقدم دمشق فصام بها رمضان ثم حج بالناس‏.‏
وفيها توفي الحافظ أسد بن موسى الأموي نزيل مصر ويقال له أسد السنة‏.‏
روى عن شعبة وطبقته‏.‏
ورحل في طلب الحديث وصنف التصانيف‏.‏
وفيها الفقيه أبو حيان إسماعيل بن حماد بن الإمام أبي حنيفة‏.‏
روى عن مالك بن مغول وجماعة‏.‏
وولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد وولي قضاء البصرة وكان موصوفًا بالزهد والعبادة وفيها الحسين بن حفص الهمداني‏.‏
قاضي إصبهان ومفتيها‏.‏
أكثر عن سفيان الثوري وغيره وكان دخله في العام مائة ألف درهم فما وجبت عليه زكاة‏.‏
وفيها المحدث خلاد بن يحيى الكوفي بمكة‏.‏
روى عن عيسى بن طهمان وطبقته وهو من كبار شيوخ البخاري‏.‏
وفيها زكريا بن عدي الكوفي‏.‏
روى عن جعفر بن سليمان وطائفة‏.‏
قال ابن عوف‏:‏ ما كنت عن أحد أفضل منه‏.‏
قلت‏:‏ حديثه في الصحيحين‏.‏
وفيها أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد الشيباني الحافظ محدث البصرة‏.‏
توفي في ذي الحجة وقد نيف على التسعين‏.‏
سمع من يزيد بن أبي عبيد‏.‏
وجماعة من التابعين وكان واسع العلم ولم ير في يده كتاب قط‏.‏
قال عمر بن شبة‏:‏ والله ما رأيت مثله‏.‏
وقال البخاري‏:‏ سمعت أبا عاصم يقول‏:‏ ما أغتبت أحدًا قط منذ عقلت‏.‏
إن الغيبة حرام‏.‏
وفيها أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاح الخولاني الحمصي‏.‏
سمع الأوزاعي وطبقته‏.‏
أدركه البخاري‏.‏
وفيها الفقيه أبو مروان عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون صاحب مالك‏.‏
وكان فصيحًا مفوهًا‏.‏
وعليه دارت الفتيا في زمانه بالمدينة‏.‏
وفيها مفتي الأندلس عيسى بن دينار الغافقي صاحب ابن القاسم‏.‏
وكان صالحًا ورعًا مجاب الدعوة متقدمًا في الفققه على يحيى بن يحيى‏.‏
وفيها أبو عبد الله محمد بن يوسف الفريابي الحافظ في أول السنة بقيسارية‏.‏
أكثر عن الأوزاعي والثوري‏.‏
أدركه البخاري ورحل إليه الإمام أحمد فلم يدركه بل بلغه موته بحمص‏.‏
سنة ثلاث عشرة ومائتين فيها توفي أسد بن الفرات الفقيه‏.‏
أبو عبد الله المغربي صاحب مالك وصاحب المسائل الأسدية التي كتبها أبي القاسم‏.‏
وفيها خالد بن مخلد القطواني أحد الحفاظ بالكوفة‏.‏
رحل وأخذ عن مالك وطبقته‏.‏
قال أبو داود‏:‏ صدوق شيعي‏.‏
وفيها عبد الله بن داود الخريبي‏:‏ الحافظ الزاهد‏.‏
سمع الأعمش والبكار وكان بن أعبد أهل وفيها أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ شيخ مكة وقارئها ومحدثها‏.‏
روى عن ابن عون والكبار ومات في عشر المائة‏.‏
وأقرأ القرآن سبعين سنة‏.‏
وفيها عمرو بن عاصم الكلابي‏.‏
روى عن طبقة شعبة‏.‏
وفيها عببد الله بن موسى العنسي الكوفي الحافظ‏.‏
روى عن هشام بن عروة والكبار‏.‏
وقرأ على حمزة‏.‏
وكان إمامًا في الحديث والفقه والقرآن‏.‏
موصوفًا بالعبادة والصلاح‏.‏
لكنه من رؤوس الشيعة‏.‏
وفيها عمرو بن أبي سلمة التنيسي الفقيه‏.‏
وأصله دمشقي‏.‏
روى عن الأوزاعي وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن سابق البغدادي‏.‏
روى عن مالك بن مغول وجماعة‏.‏
وقيل توفي في السنة الآتية‏.‏
وفيها محمد بن عرعرة بن البرند الشامي المصري‏.‏
روى عن شعبة وطائفة‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وفيها الهيثم بن جميل البغدادي الحافظ نزيل أنطاكية‏.‏
روى عن جرير وطبقته وكان من صلحاء المحدثين وأثباتهم‏.‏
وفيها يعقوب بن محمد الزهري الفقيه الحافظ روى عن إبراهيم بن سعد وطبقته‏.‏
وهو ضعيف يكتب حديثه‏.‏
فيها التقى محمد بن حميد الطوسي وبابك الخرمي‏.‏
فهزمهم بابك وقتل الطوسي‏.‏
وفيها وجه عبد الله بن طاهر بن الحسين على إمرة خراسان‏.‏
وأعطاه المأمون خمس مائة ألف دينار‏.‏
وفيها توفي أحمد بن خالد الذهبي بن الحمصي راوي المغازي عن ابن إسحاق‏.‏
وكان مكثرًا حسن الحديث‏.‏
وفيها أبو أحمد الحسين بن محمد المروزي المؤدب ببغداد‏.‏
وكان من حفاظ الحديث‏.‏
روى عن ابن أبي ذئب وسفيان وخلق‏.‏
وفيها الفقيه عبد الله بن عبد الحكم أبو محمد المصري وله ستون سنة‏.‏
وكان من جلة أصحاب مالك‏.‏
أفضت إليه رئاسة مصر بعد أشهب‏.‏
وقيل إنه وصل الشافعي بألف دينار وله مصنفات في الفقه‏.‏
وهو مدفون إلى جنب الشافعي‏.‏
وفيها أبو عمرو معاوية بن عمرو الأزدي بن البغدادي الحافظ المجاهد‏.‏
روى عن زائدة وطبقته‏.‏
وأدركه البخاري‏.‏
وكان بطلًا شجاعًا معروفًا بالإقدام والرباط‏.‏
سنة خمس عشرة ومائتين
فيها دخل المأمون من درب المصيصة إلى الروم وافتتح حصن قرة عنوة وتسلم ثلاثة حصون بالأمان ثم قدم دمشق‏.‏
وفيها توفي الحافظ إسحاق بن عيسى بن الطباع البغدادي نزيل أدنة سمع الحمادين وطائفة‏.‏
وفيها مفتي أهل بلخ أبو سعيد خلف بن أيوب العامري صاحب أبي يوسف‏.‏
سمع من عوف الأعرابي وجماعة من الكبار‏.‏
وكان زاهدًا قدوة‏.‏
روى عن يحيى بن معين والكبار‏.‏
وفيها العلامة أبو زيد الأنصاري سعيد بن أوس الأنصاري اللغوي‏.‏
وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏
روى عن سليمان التيمي وحيد الطويل والكبار‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
وقال بعض العلماء‏:‏ كان الأصمعي يحفظ ثلث اللغة وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة‏.‏
وكان صدوقًا صالحًا‏.‏
وفيها محمد بن عبد الله الأنصاري أبو عبد الله قاضي البصرة وعالمها ومسندها‏.‏
سمع سليمان التيمي وحميدًا والكبار وعاش سبعًا وتسعين سنة‏.‏
وهو من كبار شيوخ البخاري‏.‏
وفيها محمد بن المبارك الصوري أبو عبد الله الحافظ صاحب سعيد ابن عبد العزيز‏.‏
قال يحيى بن معين‏:‏ كان شيخ دمشق بعد أبي مسهر‏.‏
وقال أبو داود‏:‏ كان رجل السنة بعد أبي مسهر‏.‏

وفيها أبو السكن مكي بن إبراهيم البلخي الحافظ‏.‏
روى عن هشام بن حبان والكبار وهو آخر من روي من الثقات عن يزيد بن أبي عبيد‏.‏
عاش نيفًا وتسعين سنة‏.‏
وهو من كبار شيوخ البخاري‏.‏
وفيها أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي الكوفي العابد أحد الحفاظ‏.‏
روى عن قطر بن خليفة وطبقته‏.‏
فأكثر عن الثوري‏.‏
قال إسحاق بن سيار‏:‏ ما رأيت شيخًا أحفظ منه‏.‏
وقال آخر‏:‏ كان يقال له زاهد أهل الكوفة‏.‏
وكان هناد بن السري إذا ذكره دمعت عيناه وقال‏:‏ الرجل الصالح‏.‏
وفيها محدث مرو علي بن الحسن بن سفيان روى عن أبي حمزة السكري وطائفة‏.‏
وكان حافظًا كثير العلم‏.‏
كتب الكثير حتى كتب التوراة والإنجيل وجادل اليهود‏.‏
وفيها يحيى بن حماد البصري الحافظ ختن أبي عوانة‏.‏
سمع شعبة وطبقته‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:08 PM

سنة ست عشرة ومائتين فيها غزا المأمون فدخل الروم
وأقام بها ثلاثة أشهر وافتتح أخوه عدة حصون‏.‏
وأغار جيشه وفيها توفي حبان بن هلال البصري الحافظ‏.‏
روى عن شعبة وطبقته‏.‏
قال أحمد‏:‏ إليه المنتهى في التثبت بالبصرة‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
وكان قد امتنع من التحديث قبل موته بأعوام‏.‏
وفيها الحسن بن سوار أبو العلاء البغوي ببغداد‏.‏
روى عن عكرمة بن عمار وأقرانه وكان ثقة صاحب حديث‏.‏
وفيها عبد الله بن نافع الأسدي الزبيري المدني الفقيه‏.‏
روى عن هلال وجماعة‏.‏
ووصفه الزبير بن بكار بالفقه والعبادة والصوم رحمه الله‏.‏
وفيها عبد الصمد بن نعمان البزاز‏.‏
روى عن عيسى بن طهمان وطبقته‏.‏
وكان أحد الثقات ولم تقع له رواية في الكتب الستة‏.‏
وفيها الأصمعي العلامة وهو أبو سعيد عبد الملك بن قريب الباهلي البصري اللغوي الأخباري‏.‏
سمع ابن عون والكبار‏.‏
وأكثر عن أبي عمرو بن العلاء‏.‏
وكانت الخلفاء تجالسه وتحب منادمته‏.‏
وعاش ثمانيًا وثمانين سنة‏.‏
له عدة مصنفات‏.‏
وفيها قاضي دمشق أبو عبد الله محمد بن بلال العاملي‏.‏
أخذ عن سعيد بن عبد العزيز وطبقته‏.‏
وكان من العلماء الثقات‏.‏
وفيها محمد بن سعيد بن سابق الرازي محدث قزوين‏.‏
روى عنأبي جعفر الرازي وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن كثير الصنعاني ثم المصيصي‏.‏
روى عن الأوزاعي ومعمر‏.‏
وكان محدثًا حسن الحديث‏.‏
وفيها هوذة بن خليفة الثقفي البكراوي البصري الأصم وله إحدى وتسعون سنة‏.‏
روى عن يونس وعقبة وسليمان التيمي والكبار‏.‏
قال الإمام أحمد‏:‏ ما كان أضبطه عن عوف الأعرابي‏.‏
وقال ابن معين‏:‏ ضعيف‏.‏
سنة سبع عشرة ومائتين وفي وسطها دخل المأمون بلاد الروم فنازل لؤلؤة مائة يوم ولم يظفر بها‏.‏
فترك على حصارها عجيفا فخدعه أهلها وأسروه‏.‏
ثم اطلقوه بعد جمعة‏.‏
وأقبل عظيم الروم توفيل فأحاط بالمسلمين فجهز المأمون نجدة وغضب وهم بغزو قسطنطينية ثم فتر لشدة الشتاء‏.‏
وفيها كان الفناء العظيم بالبصرة حتى أتى على أكثرها فيما قيل‏.‏
وفيها توفي وقيل في التي مضت حجاج بن منهال البصري أبو محمد الأنماطي الحافظ‏.‏
سمع شعبة وطائفة‏.‏
وكان دلالًا في الأنماط ثقة صاحب سنة‏.‏
وفيها شريح بن النعمان الجوهري البغدادي الحافظ يوم الأضحى‏.‏
روى عن حماد بن سلمة وطبقته‏.‏
وكان ثقة مبرزًا‏.‏
وفيها موسى بن داود الضبي أبو عبد الله الكوفي بن الحافظ‏.‏
سمع شعبة وخلقًا‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ كان مصنفًا مكثرًا مأمونًا‏.‏
وقال ابن عمار‏:‏ كان ثقة زاهدًا صاحب حديث‏.‏
قلت‏:‏ ولي قضاء طرسوس حتى مات‏.‏
وفيها هشام بن إسماعيل الدمشقي العطار أبو عبد الملك الخزاعي الزاهد القدوة‏.‏
روى عن إسماعيل بن عياش‏.‏
وكان ثقة‏.‏
سنة ثمان عشرة ومائتين فيها احتفل المأمون لبناء مدينة طوانة من أرض الروم وحشد لها الصناع من البلاد وأمر ببنائها ميلًا في ميل‏.‏
وولى ولده العباس أمر بنائها‏.‏
وفيها امتحن المأمون العلماء بخلق القرآن‏.‏
وكتب في ذلك إلى نائبه ببغداد‏.‏
وبالغ في ذلك‏.‏
وقام في هذه البدعة قيام معتقد متعبد بها‏.‏
فأجاب أكثر العلماء على سبيل الإكراه وتوقف طائفة‏.‏
ثم أجابوا وناظروا فلم يلتفت إلى قولهم وعظمت المصيبة بذلك وهدد على ذلك بالقتل ولم يصب أحد من علماء العراق إلا الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح فقيدا وارسلا إلى المأمون وهو بطرسوس‏.‏
فلما بلغا إلى الرقة جاءهم الفرج بموت المأمون وعهد بالخلافة إلى أخيه المعتصم‏.‏
فأمر بهدم طوانة وبنقل ما فيها‏.‏
وصرف أهلها إلى بلادهم‏.‏
وفيها دخل خلق من بلاد همذان إلى دين الخرمية وعسكروا‏.‏
فندب المعتصم لهم أمير بغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب فالتقاهم في ذي الحجة بأرض همذان فكسرهم‏.‏
وقتل منهم ستين ألفًا‏.‏
وانهزم من بقي إلى ناحية الروم‏.‏
وفيها توفي بمصر إسحاق بن بكر بن مضر الفقيه‏.‏
وكان يجلس في حلقة الليث فيفتي ويحدث‏.‏
قلت‏:‏ لا أعلمه روى عن غير أبيه‏.‏
وفيها بشر المريسي الفقيه المتكلم‏.‏
وكان داعية إلى القول بخلق القرآن‏.‏
هلك في آخر السنة ولم يشيعه أحد من العلماء‏.‏
وحكم بكفره طائفة من الأئمة‏.‏
وفيها عبد الله بن يوسف الحافظ أبو محمد أحد الأثبات‏.‏
أصله دمشقي‏.‏
سمع من سعيد بن عبد العزيز ومالك والليث‏.‏
وفيها عالم أهل الشام أبو مسهر الغساني الدمشقي عبد الأعلى بن مسهر في حبس المأمون ببغداد في حين محنة القرآن‏.‏
سمع سعيد بن عبد العزيز وتفقه عليه‏.‏
وولد سنة أربعين ومائة‏.‏
وكان علامة بالمغازي والأثر كثير العلم رفيع الذكر‏.‏
قال يحيى بن معين‏:‏ منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر‏.‏
وقال أبو حاتم‏:‏ ما رأيت أصح منه وما رأيت أحدًا في كورة من الكور أعظم قدرًا ولا أجل عند أهلها من أبي مسهر بدمشق إذا خرج اصطف الناس يقبلون يده‏.‏
وفيها أبو محمد عبد الملك بن هشام البصري النحوي صاحب المغازي الذي هذب السيرة ونقلها عن البكائي صاحب ابن إسحاق‏.‏
وكان أديبًا أخباريًا نسابة‏.‏
سكن مصر وبها توفي‏.‏
وفيها في رجب مات المأمون أبو العباس محمد بن الرشيد هارون ابن المهدي محمد بن المنصور العباسي بالبدندون من أرض الروم في العزاة بقرحة طلعت في حلقه وله ثمان وأربعون سنة وقد وخطه الشيب‏.‏
وكان أبيض ربعة حسن الوجه طويل اللحية دقيقها ضيق الجبين‏.‏
وكان ذا رأي وعقل سمع من هشام وغيره‏.‏
وكان من أذكياء العالم ذا همة عالية في الجهاد‏.‏
وكان يقول‏:‏ معاوية بعمره‏.‏
وعبد الملك بحجاجه وأنا بنفسي‏.‏
وكان شيعيًا جهميًا نازع أخاه الأمر لما خلعه واستقل بالخلافة عشرين سنة‏.‏
وفيها محمد بن نوح العجلي ناصر السنة‏.‏
حمل مقيدًا مع الإمام أحمد بن حنبل متزاملين فمرض ومات بغابة في الطريق‏.‏
فوليه الإمام أحمد ودفنه‏.‏
وكان في الطريق يثبت أحمد ويشجعه‏.‏
قال أحمد‏:‏ ما رأيت أقوم بأمر الله منه‏.‏
روى عن إسحاق الأزرق ومات شابًا رحمه الله‏.‏
وفيها معلى بن أسد البصري أخو بهز بن أسد‏.‏
روى عن وهيب بن الورد وطبقته‏.‏
وكان ثقة‏.‏
وفيها يحيى بن عبد الله النابلسي روى عن الأوزاعي وابن أبي ذئب وطائفة‏.‏
سنة تسع عشرة ومائتين فيها وقيل في التي بعدها امتحن المعتصم الإمام أحمد بن حنبل وضرب بين يديه بالسبط حتى غشي عليه‏.‏
فلما صمم ولم يجب أطلقه وندم على ضربه‏.‏
وفيها توفي علي بن عياش الألهاني الحمصي الحافظ‏.‏
محدث حمص وعابدها‏.‏
سمع من جرير بن
وفيها أبو أيوب سليمان بن داود بن علي الهاشمي العباسي‏.‏
سمع إسماعيل بن جعفر وطبقته‏.‏
وكان إمامًا فاضلًا شريفًا‏.‏
روي أن الإمام أحمد بن حنبل أثنى عليه وقال‏:‏ يصلح للخلافة‏.‏
وفيها عالم أهل مكة الحافظ أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي الحميدي‏.‏
روى عن فضل بن عياض وطبقته‏.‏
وكان إمامًا حجة‏.‏
قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ الحميدي إمام والشافعي إمام وابن راهويه إمام‏.‏
وفيها الإمام أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي الحافظ محدث الكوفة‏.‏
روى عن الأعمش وزكريا بن أبي زائدة والكبار‏.‏
قال ابن معين‏.‏
ما رأيت أثبت من أبي نعيم وعفان‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ كان يقظان في الحديث عارفًا وقام في أمر الامتحان بما لم يقم غيره عافاه الله‏.‏
وكان أعلم من وكيع بالرجال وأنسابهم ووكيع أفقه منه‏.‏
وقال غيره‏:‏ لما امتحن قال‏:‏ والله عنقي أهون من زري هذا‏.‏
ثم قطع زره ورماه‏.‏
وفيها أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي الحافظ‏.‏
روى عن إسرائيل وطبقته‏.‏
قال ابن معين‏:‏ ليس بالكوفة أتقن منه وقال أبو حاتم الرازي كان ذا فضل وصلاح وعبادة كانت عليه سجادتان كنت إذا نظرت كأنه خرج من برد له ولم أر بالكوفة أتقن منه لا أبو نعيم ولا
وقال أبو داود‏:‏ كان شديد التشيع‏.‏
وفيها أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي الزاهد المصري‏.‏
روى عن الليث وطبقته‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق عابد وشبهته بالقعنبي رحمه الله‏.‏
سنة عشرين ومائتين فيها عقد المعتصم للأفشين على حرب بابك الخرمي الذي هزم الجيوش وخرب البلاد منه عشرين سنة‏.‏
ثم جهز محمد بن يوسف الأمير ليبني الحصون التي خربها بابك‏.‏
فالتقى الأفشين ببابك فهزمه وقتل من الخرمية نحو الألف وهرب بابك إلى موقان ثم جرت لهما أمور يطول شرحها‏.‏
وفيها أمر المعتصم بإنشاء مدينة مكان القاطول ليتخذها دار للخلافة وسميت سر من رأى‏.‏
وفيها غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وأخذ منه عشرة آلاف ألف دينار‏.‏
ثم نفاه واستوزر محمد بن عبد الملك الزيات‏.‏
وفيها توفي آدم بن أبي إياس الخرساني ثم البغدادي نزيل عسقلان‏.‏
سمع ابن أبي ذئب وشعبة‏.‏
وروى الكثير‏.‏
وكان صالحًا قانتًا لله‏.‏
ولما احتضر قرأ الختمة ثم قال‏:‏ لا إله إلا الله ثم فارق‏.‏
وفيها خلاد بن خالد الصيرفي الكوفي الأحول قارىء الكوفة وتلميذ سليم‏.‏
تصدر للإقراء وحمل عنه طائفة وحدث عن الحسن بن صالح بن حي ابن جماعة‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها عاصم بن يوسف اليربوعي الكوفي الخياط‏.‏
روى عن إسرائيل وجماعة‏.‏
وروى البخاري عن أصحابه‏.‏
وفيها عبد الله بن جعفر الرقي الحافظ‏.‏
روى عن عبد الله بن عمرو وطبقته‏.‏
وقد تغير حفظه قبل موته بسنتين‏.‏
وفيها أبو عمرو عبد الله بن رجاء الغداني بالبصرة يوم آخر السنة‏.‏
وكان ثقة حجة‏.‏
روى عن عكرمة بن عمار وطبقته‏.‏
وفيها عثمان بن الهيثم مؤذن جامع البصرة في رجب‏.‏
روى عن هشام بن حبان وابن جريج والكبار‏.‏
وفيها بن مسلم الحافظ البصري‏.‏
أحد أركان الحديث‏.‏
نزل بغداد ونشر بها علمه‏.‏
وحدث بن شعبة وأقرانه‏.‏
قال ابن معين‏:‏ أصحاب الحديث خمسة‏:‏ ابن جريج ومالك والثوري وشعبة وعفان‏.‏
وقال حنبل‏:‏ كتب المأمون إلى متولي بغداد ليمتحن الناس‏.‏
فامتحن عفان‏.‏
وكتب المأمون‏:‏ فإن لم يجب عفان فاقطع رزقه‏.‏
وكان له في الشهر خمس مائة درهم‏.‏
فلم يجبهم وقال‏:‏ ‏{‏وفي السماء رزقكم وما توعدون‏}‏‏.‏
وفيها قالون قارىء أهل المدينة صاحب نافع‏.‏
وهو أبو موسى عيسى ابن مينا الزهري‏.‏
مولاهم المدني‏.‏
وفيها الشريف أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم الحسيني‏.‏
أحد الاثني عشر إمامًا الذين يدعي الرافضة فيهم العصمة‏.‏
وله خمس وعشرون سنة‏.‏
وكان المأمون قد نوه بذكره وزوجه بابنته وسكن بها بالمدينة‏.‏
فكان المأمون ينفذ إليه في السنة ألف ألف درهم أداء كريم وفد على المعتصم فأكرم مورده توفي ببغداد في آخر السنة ودفن عند جده موسى‏.‏
ومشهدهما ينتابه العامة بالزيارة‏.‏
وفيها أبو حذيفة النهدي موسى بن مسعود البصري المؤدب في جمادى الآخرة‏.‏
سمع أيمن بن بابك وطبقته‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ روى عن سفيان الثوري بضعة عشر ألف حديث وكان يصحف‏.‏
فيها كانت وقعة عظيمة‏.‏
وكسر بابك الخرمي بغا الكبير‏.‏
ثم تقوى بغا وقصد بابك‏.‏
فالتقوا فانهزم بابك‏.‏
وفيها توفي أبو علي الحسن بن الربيع البجلي البوراني القصبي‏.‏
روى عن قيس بن الربيع وطبقته‏.‏
وكان ثبتًا عابدًا‏.‏
وفيها عاصم بن علي بن عاصم الواسطي الحافظ‏.‏
أبو الحسين في رجب‏.‏
سمع ابن أبي ذئب وشعبة وخلقًا‏.‏
وقدم بغداد فازدحموا عليه من كل مكان حتى حزر مجلسه بمائة ألف‏.‏
وكان ثقة حجة صاحب سنة‏.‏
وفيها محدث مرو وشيخها عبد الله بن عثمان عبدان المروزي‏.‏
سمع شعبة وأبا حمزة السكري والكبار‏.‏
وعاش ستًا وسبعين سنة‏.‏
وكان ثقة جليل القدر معظمًا‏.‏
تصدق في حياته بألف ألف درهم‏.‏
وفيها الإمام الرباني أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي المدني القعنبي الزاهد‏.‏
سكن البصرة ثم مكة وبها توفي في المحرم روى عن مسلمة بن وردان وأفلح بن حميد والكبار‏.‏
وهو أوثق من روى الموطأ‏.‏
قال أبو زرعة‏:‏ ما كتبت عن أحد أجل في عيني من القعنبي مالك‏.‏
وقال الخريبي‏:‏ حدثني القعنبي عن مالك وهو والله عندي خير من مالك‏.‏
وقال الفلاس‏:‏ كان القعنبي مجاب الدعوة‏.‏
وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء‏:‏ سمعتهم بالبصرة‏.‏
يقولون‏:‏ القعنبي من الأبدال‏.‏
رحمة الله عليه‏.‏
وفيها محمد بن بكير الحضرمي البغدادي‏.‏
حدث بإصبهان بن سهل وطبقته‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق يغلط أحيانًا‏.‏
وفيها أبو همام الدلال محمد بن محبب‏.‏
بصري مشهور‏.‏
روى عن الثوري وطبقته‏.‏
وفيها الفقه همام بن عبد الله الرازي الحنفي‏.‏
روى عن ابن أبي ذئب ومالك وطبقتهما‏.‏
وكان كثير العلم واسع الرواية‏.‏
وفيه ضعف‏.‏
وقد جاء عنه أنه وقال‏:‏ أنفقت في طلب العلم سبع مائة ألف درهم‏.‏
سنة اثنتين وعشرين ومائتين فيها التقى الأفشين والخرمية لعنهم الله فهزمهم ونجا بابك فلم يزل الأفشين يتحيل عليه حتى أسره ومات وقد عاث هذا الملعون وأفسد البلاد والعباد‏.‏
وامتدت أيامه نيفًا وعشرين سنة‏.‏
وقد بعث المعتصم في أول السنة خزائن أموال للأفشين ليتقوى بها‏.‏
فكانت ولمن جاء برأسه ثلاثين ألف ألف درهم‏.‏
وافتتحت البذ مدينة بابك في رمضان بعد حصار شديد فاختفى بابك في غيضة في الحصن وأسر جميع خواصه وأولاده وبعث إليه المعتصم الأمان فحرقه وسبه وكان قوي النفس شديد البطش صعب المراس وطلع من تلك الغيضة في طريق يعرفها في الجبل وانقلب ووصل إلى جبال إرمينية فنزل عند البطريق سهل فأغلق عليه وبعث يعرف الأفشين‏.‏
فجاء الأفشين فقتله‏.‏
وكان الأفشين قد جعل لمن جاء به حيًا ألفي ألف درهم ولمن جاء برأسه ألف ألف درهم‏.‏
كان دخوله يومًا مشهودًا‏.‏
وفيها توفي أبو اليمام الحكم بن نافع البهراني الحمصي الحافظ‏.‏
روى عن حريز بن عثمان وطبقته وكان ثقة حجة كثير الحديث‏.‏
ولد سنة ثمان وثلاثين ومائة‏.‏
ومات في ذي الحجة وقد سئل أبو اليمان مرة حديث شعيب ابن أبي حمزة فقال‏:‏ ليس هو مناولة‏.‏
المناولة لم أخرجها إلى أحد‏.‏
وفيها عمر بن حفص بن غياث الكوفي‏.‏
روى عن أبيه وطبقته‏.‏
ومات كهلًا في ربيع الأول‏.‏
وكان ثقةً متقنًا عالمًا‏.‏
وفيها أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي مولاهم البصري القصاب الحافظ محدث البصرة‏.‏
سمع من ابن عون حديثًا واحدًا ومن قرة بن خالد‏.‏
ولم يرحل ولكن سمع من ثمان مائة شيخ
بالبصرة‏.‏
وكان ثقة حجة‏.‏
أضر بأخرة‏.‏
وكان يقول‏:‏ ما أتيت حرامًا ولا حلالًا قط‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وفيها فقيه حمص ومحدثها يحيى بن صالح الوحاظي ولد سنة سبع وثلاثين ومائة وسمع من سعيد بن عبد العزيز وفليح بن سليمان وطبقتهما‏.‏
وعين للقضاء بحمص‏.‏
قال العقيلي‏:‏ هو حمصي جهمي‏.‏
وقال الجوزجاني‏:‏ كان مرجئًا‏.‏
ووثقه غيره‏.‏
سنة ثلاث وعشرين ومائتين فيها أتى المعتصم ببابك فأمر بقطع أربعته وبصلبه‏.‏
وفيها التقى المسلمون وعليهم الأفشين وطاغية الروم‏.‏
فاقتتلوا ثانيًا وكثر القتل ثم انهزم الملاعين‏.‏
وكان طاغيتهم في هذا الوقت تيوفيل بن ميخائيل بن جرجيس لعنهم الله نزل على زبطرة في مائة ألف أيامًا وافتتحها بالسيف ثم أغار على ملطية ثم أذن الله بهذه الكسرة‏.‏
وفيها توفي خالد بن خداش المهلبي البصري المحدث في جمادى الآخرة‏.‏
روى عم عن مالك
وفيها مات أبو الفضل‏.‏
صدقة بن الفضل المروزي عالم أهل مرو ومحدثهم‏.‏
رحل وكتب عن ابن عيينة وطبقته‏.‏
وأقدم شيخ له أبو حمزة السكري‏.‏
قال بعضهم‏:‏ كان ببلده كأحمد بن حنبل ببغداد‏.‏
وفيها عبد الله بن صالح أبو صالح الجهني المصري الحافظ‏.‏
كاتب الليث بن سعد‏.‏
توفي يوم عاشوراء وله ست وثمانون سنة‏.‏
حدث عن معاوية بن صالح وعبد العزيز بن الماجشون وخلق‏.‏
قال ابن معين‏:‏ أقل أحوال أبي صالح أنه قرأ هذه الكتب على الليث بإجازتها له‏.‏
وقال أبو الفضل الشعراني‏:‏ ما رأيت عبد الله بن صالح إلا يحدث أو ينسخ‏.‏
وضعفه آخرون‏.‏
وفيها أبو بكر بن أبي الأسود واسمه عبد الله بن محمد بن حميد قاضي همذان‏.‏
سمع مالكًا وأبا عوانة‏.‏
وكان صدوقا متقنًا‏.‏
وفيها أبو عثمان عمرو بن عون الواسطي‏.‏
سمع الحمادين وطائفة‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ ثقة حجة‏.‏
وكان يحيى بن معين يطنب في الثناء عليه‏.‏

وفيها محمد بن سنان العوقي أبو بكر البصري‏.‏
أحد الأثبات‏.‏
روى عن جرير بن حازم وطبقته‏.‏
وفيها أبو عبد الله محمد بن كثير العبدي البصري المحدث روى عن سعيد وسفيان وجماعة‏.‏
وفيها محمد بن محبوب البناني المحدث روى عن حماد بن سلمة وطبقته‏.‏
قال ابن معين‏:‏ كيس صادق كثير الحديث‏.‏
وفيها معاذ بن أسد بالبصرة‏.‏
وهو مروزي‏.‏
روى عن ابن المبارك وكان كاتبه‏.‏
وفيها موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي البصري الحافظ أحد أركان الحديث‏.‏
سمع من سعيد حديثًا واحدًا وأكبر عن حماد بن سلمة وطبقته‏.‏
قال عباس الدوري‏:‏ كتبت عنه خمسة وثلاثين ألف حديث‏.‏
ن أربع وعشرين ومائتين فيها ظهر مازيار بطبرستان وخلع المعتصم فسار لحربه عبد الله بن طاهر‏.‏
وجرت له حروب وفصول‏.‏
ثم اختلف عليه جنده إلى أن قتل في سنة خمس الآتية‏.‏
وفيها توفي الأمير إبراهيم بن المهدي محمد بن المنصور العباسي الأسود ولفخامته يقال له التنين ويقال له ابن شكلة وهي أمه‏.‏
وكان فصيحًا أديبًا شاعرًا رأسًا في معرفة الغناء وأنواعه‏.‏
ولي إمرة دمشق لأخيه الرشيد وبويع بالخلافة ببغداد ولقب بالمبارك‏.‏
عندما جعل المأمون ولي عهده علي بن موسى الرضا‏.‏
فحاربه الحسن‏.‏
بسن سهل فانكسر‏.‏
ثم حاربه حميد الطوسي فانكسر جيش إبراهيم وانهزم فاختفى وذلك في سنة ثلاث‏.‏
وبقي في الاختفاء سبع سنين ثم ظفروا به وهو في إزار فعفا عنه المأمون‏.‏
وفيها إبراهيم بن أبي سويد البصري الزارع أحد أصحاب الحديث‏.‏
روى عن حماد بن سلمة وأقرانه‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها أيوب بن سليمان بن بلال له نسخة صحيحة يرويها عن عبد الحميد بن أبي أويس عن أبيه سليمان بن بلال ما عنده سواها‏.‏
وفيها أبو العباس حيوة بن شريح الحضرمي الحمصي الحافظ‏.‏
سمع إسماعيل بن عياش وطائفة‏.‏
وفيها الربيع بن يحيى الأشناني البصري‏.‏
روى عن مالك بن مغول والكبار‏.‏
وكان ثقة صاحب حديث‏.‏
وفيها بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين السيريني‏.‏
روى عن ابن عون والكبار وفيه ضعف يسير‏.‏
وفيها سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم المصري أحد أركان الحديث وله ثمانون سنة‏.‏
روى عن يحيى بن أيوب وأبي غسان محمد بن مطرف وطائفة من البصريين والحجازيين‏.‏
وفيها قاضي مكة أبو أيوب سليمان بن حرب الأزدي البصري الحافظ في ربيع الآخر وهو في عشر التسعين‏.‏
سمع شعبة وطبقته‏.‏
قال أبو داود‏:‏ سمعته يقع في معاوية‏.‏
وكان بشر الحافي يهجره لذلك‏.‏
وكان لا يدلس ويتكلم في الرجال‏.‏
وقرأ في الفقه‏.‏
وقد ظهر من حديثه نحو عشرة آلاف حديث‏.‏
وما رأيت في يده كتابًا قط‏.‏
وحضرت مجلسه ببغداد فحزر بأربعين ألفًا وحضر مجلسه المأمون من وراء ستر‏.‏
وفيها أبو معمر المقعد‏.‏
وهو عبد الله بن عمرو المنقري مولاهم البصري الحافظ‏.‏
صاحب عبد الوارث‏.‏
قال ابن معين‏:‏ ثقة ثبت‏.‏
وفيها عمرو بن مرزوق الباهلي مولاهم البصري الحافظ‏.‏
روى عن مالك بن مغول وطبقته‏.‏
قال محمد بن عيسى بن السكن‏:‏ سألت ابن معين عنه فقال‏:‏ ثقة مأمون‏.‏
صاحب البخاري بأخرة‏.‏
وفيها أبو الحسن علي بن محمد المدائني البصري الأخباري‏.‏
صاحب التصانيف والمغازي والأنساب وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏
سمع ابن أبي ذئب وطبقته‏.‏
وكان يسرد الصوم‏.‏
وثقه ابن معين وغيره‏.‏
وفيها العلامة العلم أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي صاحب التصانيف‏.‏
سمع شريكًا وابن المبارك وطبقتهما‏.‏
قال إسحاق بن راهويه‏:‏ الحق يحب لله أبو عبيد أفقه مني وأعلم‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ أبو عبيد أستاذ‏.‏
وفيها أبو الجماهير محمد بن عمر التنوخي الكفرسوسي‏.‏
سمع سعيد بن عبد العزيز وطبقته‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ ما رأيت أفصح منه ومن أبي مسهر‏.‏
وفيها أبو جعفر محمد بن عيسى بن الطباع الحافظ نزيل الثغر بأدنة سمع مالكًا وطبقته‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ ما رأيت أحفظ للأبواب منه‏.‏
وقال أبو داود‏:‏ كان ينفقه ويحفظ أكثر من أربعين ألف حديث‏.‏
وفيها عارم أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري الحافظ‏.‏
أحد أركان الحديث‏.‏
روى عن الحمادين وطبقتهما ولكنه اختلط بأخرة‏.‏
وكان سليمان بن حرب يقدمه على نفسه‏.‏
فيها توفي الفقيه أصبغ بن الفرج أبو عبد الله المصري مفتي أهل مصر ووراق بن وهب‏.‏
أخذ عن ابن وهب وابن القاسم‏.‏
وتصدر للاشتغال والحديث‏.‏
قال ابن معين‏:‏ كان عن أعلم خلق الله كلهم رأي مالك يعرفا مسألة مسألة متى قالها مالك ومن خالفه فيها‏.‏
وقال أبو حاتم‏:‏ أجل أصحاب ابن وهب‏.‏
وقال بعضعهم‏:‏ ما أخرجت مصر مثل أصبغ‏.‏
وقد كان ذكر للقضاء بمصر وله تصانيف حسان‏.‏
وفيها حفص بن عمر أبو عمرو الحوضي الحافظ بالبصرة‏.‏
روى عن هشام الدستوائي والكبار‏.‏
قال أحمد بن حنبل‏:‏ ثبت متقن‏:‏ لايؤخذ عليه حرف واحد‏.‏
وفيها سعدويه الواسطي‏.‏
سعيد بن سليمان الحافظ ببغداد‏.‏
روى عن حماد بن سلمة وطبقته‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ ثقة مأمون لعله أوثق من عفان‏.‏
وقال صالح جزرة‏:‏ سمعت سعدويه يقول‏:‏ حججت ستين حجة‏.‏
وفيها أبو عبيدة شاذ بن فياض اليشكري البصري‏.‏
اسمه هلال روى عن هشام الدستوائي والكبار فأكثر‏.‏
وفيها أبو عمرو الجرمي النحوي صالح بن إسحادق‏.‏
وكان دينار ورعًا نبيلًا رأسًا في اللغة والنحو‏.‏
ملك بالأدب دنيا عريضة‏.‏
وفيها فروة بن أبي المغراء الكوفي المحدث‏.‏
روى عن شريك وطبقته‏.‏
وفيها الأمير أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي صاحب الكرخ‏.‏
أحد الابطال المذكوين والأجواد المشهورين‏.‏
وقد ولي إمرة دمشق للمعتصم‏.‏
وفيها محمد بن سلام البيكندي البخاري الحافظ‏.‏
رحل وسمع بن مالك وخلق كثير‏.‏
وكان محفظ خمسين ألف حديث‏.‏
وقال‏:‏ أنفقت في طلب العلم أربعين ألفا ونشره مثلها‏.‏
سنة ست وعشرين ومائتين فيها غضب المعتصم على الأفشين وسجنه وضيق عليه‏.‏
ومنع بن الطعام حتى مات أو خنق‏.‏
ثم صلب إلى جانب بابك‏.‏
وأتى بأصنام من داره أتهم بعبادتها فأحرقت‏.‏
وكان أقلف متهما في دينه وأيضًا خافه المعتصم‏.‏
وكان من أولاد الأكاسرة‏.‏
واسمه حيدر بن كاوس‏.‏
وكان بطلًا وظفر المعتصم أيضًا بمازيار الذي فعل الأفاعيل بطبرستان وصلب إلى جانب بابك‏.‏
وفيها أحمد بن عمرو الخرشي النيسابوري‏.‏
سمع مسلم بن خالد الزنجي وطبقته‏.‏
ولزمه محمد بن نصر المروزي فأكثر عنه‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان إمام عصره في العلم والحديث والزهد‏.‏
ثقة‏.‏
وفيها إسحاق بن محمد الفروي المديني الفقيه‏.‏
روى عن مالك وطبقته‏.‏
وفيها إسماعيل بن أويس الحافظ أبو عبد الله الأصبحي المدني‏.‏
سمع من خاله مالك وطبقته‏.‏
وفيه ضعف‏.‏
وفيها سعيد بن كثير بن عفير أبو عثمان المصري الحافظ العلامة قاضي الديار المصرية‏.‏
روى عن الليث ويحيى بن أيوب والكبار‏.‏
وكان فقيهًا نسابةً أخباريًا شاعرًا كثير الإطلاع قليل المثل صحيح النقل ثقة روى عنه البخاري وغيره‏.‏
وفيها محدث الموصل غسان بن الربيع الأزردي‏.‏
روى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وطبقته‏.‏
وكان ورعًا كبير القدر لكن ليس بحجة‏.‏
وفيها محمد بن مقاتل المروزي شيخ البخاري بمكة‏.‏
روى عن ابن المبارك وطبقته‏.‏
وفيها شيخ خراسان الإمام يحيى بن يحيى بن بكر التيمي النيسابوري في صفر بنيسابور‏.‏
قال ابن راهويه‏:‏ ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أحسبه رأى مثل نفسه‏.‏
ومات وهو إمام أهل الدنيا‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:11 PM

سنة سبع وعشرين ومائتين فيها قدم على إمرة دمشق أبو المغيث الرافقي
فخرجت عليه قيس لكونه صلب منهم خمسة عشر رجلًا وأخذوا خيل الدولة من المرج‏.‏
فوجه إليهم أبو المغيث جيشًا فهزموه‏.‏
ثم استفحل شرهم وعظم جمعهم وزحفوا على دمشق وحاصروها‏.‏
فجاء رجاء الحضاري الأمير في جيش من العراق ونزل بدير مران والقيسية بالمرج‏.‏
فوجه إليهم يناشدهم الطاعة‏.‏
فأبوا إلا أن يعزل أبا المغيث‏.‏
فأنذرهم القتال يوم الاثنين‏.‏
ثم كسبهم يوم الأحد بكفر بطنا‏.‏
وكان جمهور القيسية بدومة‏.‏
فوضع السيف في كفر بطنا وسقبا وجسرين حتى قتل ألفًا وخمس مائة وقتلوا الصبيان وجرحت النساء ووقع النهب‏.‏
وفيها أحمد بن عبد الله بن يونس أبو عبد الله اليربوعي الحافظ الكوفي‏.‏
سمع الثوري وطبقته‏.‏
وعاش أربعًا وتسعين سنة‏.‏
قال الإمام أحمد لرجل سأله عن من أكتب قال‏:‏ اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ وفيها بشار بن إبراهيم الرمادي الزاهد صاحب سفيان بن عيينة‏.‏
قال ابن عدي‏:‏ سألت محمد بن أحمد الزريقي عنه فقال‏:‏ كان والله أزهد أهل زمانه‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ كان متقنًا ضابطًا‏.‏
وفيها أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي الفراديسي من أعيان الشيوخ بدمشق‏.‏
روى عن سعيد بن عبد العزيز وجماعة‏.‏
وفيها إسماعيل بن عمرو البجلي محدث إصبهان وهو كوفي روى عن مسهر وطبقته‏.‏
وثقه ابن حبان وغيره‏.‏
وضعفه الدراقطني‏.‏
وهو مكثر عالي الاسناد‏.‏
وفيها الرباني القدوة أبو نصر بشر بن الحارث المروزي الزاهد المعروف ببشر الحافي‏.‏
سمع من حماد بن زيد وإبراهيم بن سعد وطبقتهما‏.‏
وعني بالعلم ثم أقبل على شأنه ودفن كتبه‏.‏
وحدث بشيء يسير‏.‏
وكان في الفقه على مذهب الثوري‏.‏
وقد صنف العلماء في مانقب بشر وكراماته رحمه الله‏.‏
وعاش خمسًا وسبعين سنة‏.‏
وتوفي ببغداد في ربيع الأول‏.‏
وفيها أبو عثمان سعيد بن منصور الخراساني الحافظ صاحب السير روى عن فليح بن سليمان‏.‏
وشريك وطبقتهما‏.‏
وجاور بمكة وبها مات في رمضان‏.‏
وقد روى البخاري عن رجل عنه‏.‏
وفيها سهل بن بكار البصري‏.‏
روى عن شعبة وجماعة‏.‏
وفيها محمد بن الصباح البغدادي البزاز الدولابي أبو جعفر‏.‏
روى عن شريك وطبقته‏.‏
وله سنن صغيرة‏.‏
وفيها أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم البصري الحافظ‏.‏
أحد أركان الحديث في صفر‏.‏
وله أربع وتسعون سنة‏.‏
سمع عاصم بن محمد العمري وهشامًا الدستوائي والكبار‏.‏
قال أحمد بن سنان‏:‏ كان أمير المحدثين‏.‏
وقال أبو زرعة‏:‏ وكان إمامًا في زمانه جليلًا عند الناس‏.‏
وقال أبو حاتم‏:‏ إمام فقيه عاقل ثقة حافظ ما رأيت في يده كتابًا قط‏.‏
وقال ابن وارة‏:‏ ما أراني أدركت مثله‏.‏
وفيها الهيثم بن خارجة في ذي الحجة ببغداد‏.‏
سمع مالكًا والليث‏.‏
وفيها يحيى بن بشر الحريري الكوفي‏.‏
سمع بدمشق معاوية بن سلام وجماعة وعمر دهرًا‏.‏
وفيها في ربيع الأول الخليفة أبو إسحاق المعتصم محمد بن هارون الرشيد بن المهدي العباسي وله سبع وأربعون سنة‏.‏
وعهد إليه المأمون بالخلافة وكان أبيض أصهب اللحية طويلها‏.‏
مربوعًا‏.‏
مشرق اللون قويًا إلى الغاية شجاعًا شهمًا مهيبًا‏.‏
وكان كثير اللهو مسرفا وكان يقال له المثمن لأنه ولد سنة ثمانين ومائة في ثامن شهر فيها‏.‏
وهو ثامن الخلفاء من بني العباس‏.‏
وفتح ثمانية فتوح‏:‏ عمورية‏.‏
ومدينة بابك‏.‏
ومدينة الزط‏.‏
وقلعة الأحزان ومصر وأذربيجان وديار ربيعة وإرمينية‏.‏
ووقف في خدمته ثمانية ملوك‏:‏ الأفشين والمازيار وبابك وباطس ملك عمورية وعجيف ملك اسباخنج‏.‏
وصول صاحب اسبيجاب وهاشم ناحور ملك طخارستان وكناسة ملك السند‏.‏
فقتل هؤلاء سوى صول و هاشم‏.‏
واستخلف ثمان سنين وثمانية اشهر وثمانية أيام‏.‏
وخلف ثمانية بنين وثماني بنات‏.‏
وخلف بن الذهب ثمانية آلاف ألف دينار‏.‏
ومن الدراهم ثمانية عشر ألف درهم‏.‏
ومن الخيول ثمانين ألف فرس‏.‏
ومن الجمال والبغال مثل ذلك‏.‏
ومن المماليك ثمانية آلاف مملوك وثمانية آلاف جارية‏.‏
وبنى ثمانية قصور‏.‏

سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها توفي داود بن عمرو الضبي البغدادي‏.‏
سمع نافع بن عمر الجمحي وطائفة‏.‏
وكان صدوقًا صاحب حديث‏.‏
وفيها حماد بن مالك الأشجعي الخراساني شيخ معمر كان مقبول الرواية‏.‏
روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأوزاعي‏.‏
وفيها أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار الزاهد ببغداد في أول العام‏.‏
روى عن حماد بن سلمة وطبقته‏.‏
وكان ثقة ثبتًا عالمًا عابدًا قانتًا يعد من الأبدال‏.‏
وفيها عبيد الله بن محمد العيشي البصري الأخباري‏.‏
أحد الفصحاء الأجواد‏.‏
روى عن حماد بن سلمة وطبقته‏.‏
قال يعقوب بن شيبة‏:‏ أنفق ابن ابن عائشة على إخوانه أربع مائة ألف دينار في الله‏.‏
وعن إبراهيم الحربي‏.‏
قال‏:‏ ما رأيت مثل ابن عائشة‏.‏
وقال ابن خراش‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها علي بن عثام بن علي العامري الكوفي بنيسابور‏.‏
سمع مالكًا وطبقته‏.‏
وكان حافظًا وفيها أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي ببغداد‏.‏
وله جزء مشهور من أعلا المرويات روى فيه عن الليث بن سعد وجماعة‏.‏
قال الخطيب‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها محمد بن الصلت أبو يعلى الثوري ثم البصري الحافظ‏.‏
سمع الدراوردي وطبقته‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ كان يملي علينا في التفسير من حفظه‏.‏
وفيها العتبي الأخباري‏.‏
وهو أبو عبدالرحمن محمد بن عبيد الله بن عمرو الأموي‏.‏
أحد الفصحاء الأدباء من ذرية عتبة بن أبي سفيان بن حرب‏.‏
كان من أعيان الشعراء بالبصرة‏.‏
سمع أباه وسمع أيضًا من سفيان بن عيينة عدة أحاديث والأخبار أغلب عليه‏.‏
وفيها مسدد بن مسرهد الحافظ أبو الحسن البصري‏.‏
سمع جويرية ابن أسماء وأبا عوانة وخلقًا‏.‏
وله مسند في مجلد سمعنا بعضه‏.‏
وفيها نعيم بن الهيضم الهروي ببغداد‏.‏
روى عن أبي عوانة وجماعة وهو من ثقات شيوخ البغوي‏.‏
وفيها أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي الحافظ أحد أركان الحديث‏.‏
قال ابن معين‏:‏ ما كان بالكوفة من يحفظ معه‏.‏
سمع قيس بن الربيع وطبقته‏.‏
سنة تسع وعشرين ومائتين فيها توفي الإمام أبو محمد خلف بن هشام البزار شيخ القراء والمحدثين ببغداد سمع من مالك بن أنس وطبقته وله اختيار خالف فيه حمزة في أماكن وكان عابدًا صالحًا كثير العلم صاحب سنة رحمه الله‏.‏
وفيها عبد الله بن محمد الحافظ‏.‏
أبو جعفر الجعفي البخاري المسندي‏.‏
لقب بذلك لأنه كان يتتبع المسند و يتطلبه‏.‏
رحل وكتب الكثير عن سفيان بن عيينة وطبقته‏.‏
وفيها نعيم بن حماد الخزاعي المروزي الفرضي الحافظ أحد علماء الأثر سمع أبا حمزة السكري وهشمًا وطبقتهما‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
و له غلطات ومناكير مغمورة في كثرة ما روى‏.‏
وامتحن بخلق القرآن فلم يجب‏.‏
فحبس وقيد ومات في الحبس‏.‏
رحمه الله تعالى‏.‏
وفيها يزيد بن صالح الفراء أبو خالد النيسابوري العبد الصالح‏.‏
روى عن إبراهيم طهمان‏.‏
وقيس بن الربيع‏.‏
وطائفة‏.‏
وكان ورعًا قانتًا مجتهدًا في العبادة‏.‏
ن ثلاثين ومائتين فيها توفي إبراهيم بن حمزة الزبيري المدني الحافظ‏.‏
روى عن إبراهيم بن سعيد وطبقته ولم يلق وفيها سعيد بن محمد الجرمي الكوفي وإلا في حدودها‏.‏
روى عن شريك وحاتم بن اسماعيل وطائفة‏.‏
وكان صاحب حديث‏.‏
وفيها أمير المشرق أبو العباس عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي وله ثمان وأربعون سنة‏.‏
وكان شجاعًا مهيبًا عاقلًا جوادًا كريمًا‏.‏
يقال إنه وقع مرة على قصص بصلات بلغت أربعة آلاف ألف درهم‏.‏
وقد خلف من الدارهم خاصة أربعين ألف ألف درهم‏.‏
وقد تاب قبل موته وكسر آلات الملاهي واستفك أسرى بألفي ألف‏.‏
وتصدق بأموال‏.‏
وفيها علي بن الجعد أبو الحسن الهاشمي مولاهم البغدادي الجوهري الحافظ‏.‏
محدث بغداد‏.‏
في رجب‏.‏
وله ست وتسعون سنة‏.‏
روى عن شعبة وابن أبي ذئب والكبار فأكثر‏.‏
وكان يحدث من حفظه‏.‏
قال اللغوي آخر اصحابه موتًا‏:‏ أخبرت أنه مكث ستين سنة يصوم يومًا ويفطر يومًا‏.‏
وفيها علي بن محمد إسحاق‏.‏
أبو الحسن الطنافسي الكوفي الحافظ‏.‏
محدث قزوين وأبو قاضيها الحسين‏.‏
سمع سفيان بن عيينة وطبقته قأكثر‏.‏
وثقه أبو حاتم وقال‏:‏ هو أحب إلي من أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح‏.‏
وفيها عون بن سلام الكوفي‏.‏
وله تسعون سنة‏.‏
سمع أبا بكر النهشلي‏.‏
وزهير بن معاوية‏.‏
وفيها محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري الحافظ المجاهد‏.‏
روى عن معتمر بن سليمان وطبقته‏.‏
وفيها الإمام الحبر أبو عبد الله محمد بن سعد الحافظ وفيها كاتب الواقدي وصاحب الطبقات والتاريخ ببغداد‏.‏
في جمادى الآخرة‏.‏
وله اثنتان وسبعون سنة‏.‏
روى عن سفيان بن عيينة وهشيم وخلق كثير‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها أبو غسان مالك بن عبد الواحد المسمعي البصري المحدث‏.‏
روى عن معتمر بن سليمان وطبقته‏.‏
وفي حدود الثلاثين إبراهيم بن موسى الرازي الفراء الحافظ‏.‏
أبو إسحاق‏.‏
أحد أركان العلم‏.‏
رحل وسمع أبا الأحوص وخالد بن عبد الله الواسطي وطبقتهما‏.‏
قال أبو زرعة‏:‏ كتبت عنه مائة ألف حديث‏.‏
وهو أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة وأصح حديثًا‏.‏
سنة إحدى وثلاثين ومائتين
فيها ورد كتاب الواثق على أمير البصرة بامتحان الأئمة و المؤدبين بخلق القرآن‏.‏
وكان قد تبع أباه في امتحان الناس‏.‏
وفيها قتل أحمد بن نصر الخزاعي الشهيد‏.‏
كان من أولاد أمراء الدولة‏.‏
فنشأ في علم وصلاح وكتب عن مالك وجماعة‏.‏
وحمل عن هشيم مصنفاته‏.‏
وما كان يحدث‏.‏
وكان يزري على نفسه‏.‏
قتله الواثق بيده لامتناعه من القول بخلق القرآن ولكونه أغلط للواثق في الخطاب وقال له‏:‏ يا صبي‏.‏
وكان رأسًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏
فقام معه خلق من المطوعة واستفحل أمرهم فخافته الدولة من فتق يتم بذلك‏.‏
وفيها توفي إبراهيم بن محمد بن عرعرة الشامي البصري‏.‏
أبو إسحاق الحافظ‏.‏
ببغداد في رمضان‏.‏
سمع جعفر بن سليمان الضبعي وعبد الوهاب التقفي وطائفة‏.‏
قال عثمان بن خرزاد‏:‏ ما رأيت أحفظ من أربعة فذكر منهم إبراهيم هذا‏.‏
وفيها أمية بن بسطام أبو بكر العيشي البصري‏.‏
أحد الأثبات‏.‏
روى عن ابن عمه يزيد بن زريع وطبقته‏.‏
وفيها أبو عمرو سهل بن زنجلة الرازي الحافظ‏.‏
روى عن سفيان بن عيينة وطبقته‏.‏
وفيها توفي عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي البصري أحد الأئمة‏.‏
قال أحمد الدروقي‏:‏ لم أرى بالبصرة أفضل منه‏.‏
وذكر لعلي بن المديني فعظمه‏.‏
وفيها كامل بن طلحة الجحدري البصري وله ست وثمانون‏.‏
روى عن مبارك بن فضالة وجماعة‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ لا بأس به‏.‏
وفيها ابن الأعرابي صاحب اللغة‏.‏
وهو أبو عبد الله محمد بن زياد‏.‏
توفي بسامرًا وله ثمانون سنة‏.‏
وكان إليه المنتهى في معرفة لسان العرب‏.‏
وفيها محمد بن سلام الجمحي البصري الأخباري الحافظ أبو عبد الله‏.‏
روى عن حماد بن سلمة وجماعة وصنف كتبًا منها كتاب طبقات الشعراء وكان صدوقًا‏.‏
وفيها أبو جعفر محمد بن المنهال الضرير البصري الحافظ‏.‏
روى عن أبي عوانة‏.‏
ويزيد بن زريع وجماعة‏.‏
وكان أبو يعلي الموصلي يفخم أمره ويقول‏:‏ كان أحفظ من بالبصرة وأثبتهم في وقته‏.‏
قلت‏:‏ ومات قبله بيسير أو بعده محمد بن المنهال البصري العطار‏.‏
أخو حجاج بن منهال‏.‏
روى عن يزيد بن زريع وجماعة وكان صدوقًا روى عن الرجلين أبو يعلي الموصلي‏.‏
وفيها منجاب بن الحارث الكوفي روى عن شريك وأقرانه‏.‏
وفيها أبو علي هارون بن معروف الضرير ببغداد‏.‏
روى عن عبد العزيز الدراوردي وطبقته
وفيها الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي‏.‏
مولاهم‏.‏
المصري في صفر‏.‏
سمع مالكًا والليث وخلقًا كثيرًا‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
وسمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة‏.‏
وفيها العلامة أبو يعقوب يو سف بن يحيى البويطي الفقيه صاحب الشافعي ببغداد‏.‏
في السجن والقيد‏.‏
ممتحنًا بخلق القرآن‏.‏
وكان عابدًا مجتهدًا دائم الذكر كبير القدير‏.‏
قال الشافعي‏:‏ ليس في أصحابي أعلم بن البويطي‏.‏
وقال أحمد العجلي‏:‏ ثقة صاحب سنة‏.‏
قلت‏:‏ وسمع أيضا من ابن وهب‏.‏
وفيها أبو تمام الطائي حبيب بن أوس الحوراني‏.‏
مقدم شعراء العصر‏.‏
توفي في آخر السنة الموصل كهلًا‏.‏
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها توفي الحكم بن موسى‏.‏
أبو صالح القنطري البغدادي الحافظ‏.‏
أحد العباد في شوال‏.‏
سمع إسماعيل بن عياش وطبقته‏.‏
وفيها عبد الله بن عون الخراز الزاهد‏.‏
أبو محمد البغدادي المحدث‏.‏
وكان يقال إنه بن الأبدال‏.‏
روى عن مالك وطبقته‏.‏
توفي في رمضان وفيها عمرو بن محمد الناقد الحافظ أبو عثمان البغدادي نزيل الرقة وفقيهها ومحدثها سمع هشيمًا وطبقته توفي في ذي الحجة ببغداد‏.‏
وفيها الإمام أبو يحيى هارون بن عبد الله الزهري العوفي المكي المالكي القاضي‏.‏
نزيل بغداد‏.‏
تفقه بأصحاب مالك‏.‏
قال الخطيب‏:‏ إنه سمع من مالك وإنه ولي قضاء العسكر ثم قضاء مصر‏.‏
وفيها يوسف بن عدي الكوفي نزيل مصر أخو زكريا بن عدي‏.‏
حدث بن مالك وشريك‏.‏
وكان محدثًا تاجرًا‏.‏
وفي ذي الحجة الواثق أبو جعفر وقيل أبو القاسم هارون بن المعتصم محمد بن الرشيد المهدي العباسي‏.‏
عن بضع وثلاثين سنة‏.‏
وكانت أيامه خمس سنين واشهرًا‏.‏
ولي بعهد من أبيه وكان أديبًا شاعرًا أبيض تعلوه صفرة‏.‏
حسن اللحية‏.‏
في عينه نكتة دخل في القول بخلق القرآن وامتحن الناس‏.‏
وقوى عزمه أحمد بن أبي داود القاضي‏.‏
ولما احتضر ألصق بالأرض وجعل يقول‏:‏ يا من لا يزول ملكه أرحم من قد زال ملكه‏.‏
واستخلف بعده أخوه المتوكل على الله فأظهر السنة‏.‏
ورفع المحنة‏.‏
وأمر بنشر أحاديث الرؤية والصفات‏.‏

فيها كانت الزلزلة المهولة بدمشق دامت ثلاث ساعات‏.‏
وسقطت الجدران وهرب الخلق إلى المصلى يجأرون إلى الله‏.‏
ومات عدد كبير تحت الردم‏.‏
وامتدت إلى أنطاكية فيقال إنه هلك من أهلها عشرون ألفًا‏.‏
وامتدت إلى الموصل فزعم بعضهم أنه هلك بها تحت الردم خمسون ألفًا‏.‏
وفيها توفي إبراهيم بن الحجاج الشامي المحدث بالبصرة‏.‏
روى عن الحمادين وجماعة‏.‏
وخرج له النسائي‏.‏
وفيها حبان بن موسى المروزي‏.‏
سمع أبا حمزة السكري وأكثر عن ابن المبارك‏.‏
وكان ثقة مشهورًا‏.‏
وفيها سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل‏.‏
أبو أيوب التميمي الدمشقي‏.‏
الحافظ محدث دمشق في صفر و له ثمانون سنة‏.‏
سمع إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة وطبقتهما‏.‏
وعني بهذا الشأن وكتب عمن دب ودرج‏.‏
وفيها سهل بن عثمان العسكري الحافظ أحد الأئمة توفي فيها أو في حدودها‏.‏
روى عن شريك وطبقته‏.‏
وفيها القاضي أبو عبد الله محمد بن سماعة الفقيه ببغداد‏.‏
وقد جاوز المائة‏.‏
تفقه علي أبي يوسف‏.‏
ومحمد وروى عن الليث بن سعد‏.‏
وله مصنفات واختيارات في المذهب وكان ورده
وفيها الحافظ أبو عبد الله محمد بن عائذ الدمشقي الكاتب صاحب المغازي والفتوح والصوائف‏.‏
وغير ذلك من المصنفات المفيدة‏.‏
روى عن إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم‏.‏
وخلق‏.‏
وكان ناظر خراج الغوطة‏.‏
وفيها الوزير أبو جعفر محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم والوثق والمتوكل‏.‏
ثم قبض عليه المتوكل وعذبه وسجنه حتى هلك‏.‏
كان أديبًا شاعرًا محسنًا كامل الادوات جهميًا‏.‏
وفيها يحيى بن أيوب المقابري أبو زكريا البغدادي العابد‏.‏
أحد أئمة الحديث والسنة‏.‏
روى عن إسماعيل بن جعفر وطبقته‏.‏
توفي في ربيع الأول وله ست وسبعون سنة‏.‏
وفيها الإمام أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي الحافظ‏.‏
أحد الأعلام وحجة الإسلام‏.‏
في ذي القعدة بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
متوجهًا إلى الحج وغسل على الأعواد التي غسل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وعاش خمسًا وسبعين سنة‏.‏
سمع هشيمًا‏.‏
ويحيى بن أبي زائدة‏.‏
وخلائق‏.‏
جاء عنه أنه قال‏:‏ كتبت بيدي هذه ست مائة ألف حديث‏.‏
يعني بالمكرر‏.‏
وقال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس بحديث‏.‏
وقال ابن المديني‏:‏ انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين رحمه الله‏.‏
قلت‏:‏ حديثه في الكتب الستة‏.‏
فيها توفي أحمد بن حرب النيسابوري الزاهد‏.‏
قال فيه يحيى بن يحيى‏:‏ إن لم يكن من الأبدال فلا أدري من هم رحل وسمع من بن عيينة وجماعة‏.‏
وكان صاحب عزو وجهاد وموعظ ومصنفات في العلم رحمه الله‏.‏
وفيها الأمير إيتاخ التركي مقدم الجيوش وكبير الدولة‏.‏
خافة المتوكل وعمل عليه كل حيلة حتى قبض له عليه نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم وأميت عطشًا وأخذ له المتوكل من الذهب ألف ألف دينار‏.‏
وفيها الإمام أبو خيثمة زهير بن حرب الحافظ ببغداد في شعبان‏.‏
وله أربع وسبعين سنة‏.‏
رحل وكتب الكثيرعن هشيم وطبقته‏.‏
وصنف‏.‏
وهو والد صاحب التاريخ أحمد أبي خيثمة‏.‏
وفيها أبو أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني البصري الحافظ الذي قال فيه صالح محمد الحافظ‏:‏ ما رأيت أحفظ منه‏.‏
سمع حماد بن يزيد وطبقته‏.‏
وكان آية في كثرة الحديث وحفظه‏.‏
ينظر بعلي بن المديني ولكنه متروك الحديث‏.‏
وفيها أبو الربيع سليمان بن داود العتكي البصري الزهراني أبي الحافظ‏.‏
كتب الكثير عن جرير بن حازم والكبار‏.‏
وطال عمره واشتهر ذكره‏.‏
وفيها أبو جعفر النفيلي الحافظ‏.‏
أحد الأعلام عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني في ربيع الآخر عن سن عالية‏.‏
روى عن زهير بن
قال أبو داود‏:‏ ثم أر أحفظ منه‏.‏
قال‏:‏ وكان الشاذكوني لا يقر لأحد في الحفظ إلا للنفيلي‏.‏
وقال أبو حاتم‏:‏ ثقة مأمون‏.‏
وقال محمد بن عبد الله بن نمير‏:‏ كان النفيلي رابع أربعة‏:‏ وكيع وابن مهدي وأبو نعيم وهو‏.‏
وفيها أبو الحسن علي بن بحر بن بري القطان البغدادي الحافظ الأهوازي‏.‏
كتب الكثير عن عبد العزيز الدراودي وطبقته‏.‏
وفيها علي بن المديني‏.‏
وهو الإمام أحد الأعلام‏.‏
أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي‏.‏
مولاهم البصري الحافظ‏.‏
صاحب التصانيف‏.‏
سمع من حماد بن زيد وطبقته‏.‏
قال البخاري‏:‏ ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني‏.‏
وقال أبو داود ابن المديني أعلم بإختلاف الحديث من أحمد بن حنبل‏.‏
وقال عبد الرحمن بن مهدي‏:‏ علي بن المديني أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة بحديث سفيان بن عيينة‏.‏
توفي في ذي القعدة وله ثلاث وسبعون سنة‏.‏
وفيها محمد بن عبد الله بن نمير الحافظ أبو عبد الرحمن الهمداني الكوفي أحد الأئمة في شعبان‏.‏
سمع أباه وسفيان بن عيينة وخلقًا‏.‏
وقال علي بن الحسين بن الجنيد الحافظ‏:‏ ما رأيت بالكوفة مثله‏.‏
قد جمع العلم‏.‏
والسنة والزهد‏.‏
وكان قصيرًا يلبس في الشتاء الباردة‏.‏
قال أحمد بن صالح المصري‏:‏ ما رأيت بالعراق ومثله ومثل أحمد بن حنبل جامعين لم أر مثلهما بالعراق رحمها الله‏.‏
وفيها محمد بن أبي بكر بن علي بن مقدم مولى ثقيف الحافظ أبو عبد الله المقدمي البصري‏.‏
توفي في أول السنة‏.‏
روى عن حماد بن زيد وطبقته‏.‏
وفيها المعافى بن سليمان الرسعني‏.‏
محدث رأس العين‏.‏
روى عن فليح بن سليمان وزهير معاوية‏.‏
وكان صدوقًا‏.‏
وفيها شيخ الأندلس يحيى بن يحيى بن كثير الفقيه أبو محمد الليثي‏.‏
مولاهم الأندلسي في رجب‏.‏
وله اثتنان وثمانون سنة‏.‏
روى الموطأ عن مالك بفوت من الاعتكاف وانتهت إليه رياسة الفتوى ببلده‏.‏
وخرج له عدة أصحاب‏.‏
وبه انتشر مذهب مالك بناحيته‏.‏
وكان إمامًا كثير العلم كبير القدر وافر الحرمة كامل العقل كثير العبادة والفضل‏.‏
سنة خمس وثلاثين ومائتين

وفيها توفي إسحاق بن إبراهيم الموصلي أبو محمد النديم‏.‏
كان رأسًا في صناعة الأدب والموسيقى‏.‏
أديبًا عالمًا أخباريًا شاعرًا محسنًا كثير الفضائل‏.‏
سمع من مالك وهشيم وجماعة‏.‏
وعاش خمسًا وثمانين سنة‏.‏
وكان نافق السوق عند الخلفاء العباسية بعد من الأجواد‏.‏
وثقه إبراهيم الحربي‏.‏
وفيها إسحاق بن ابراهيم بن مصعب الخزاعي الأمير ابن عم طاهر ابن الحسين‏.‏
ولي بغداد أكثر من عشرين سنة‏.‏
وكان يسمى صاحب الجسر‏.‏
وكان صارمًا سائسأ حازمًا وهو الذي كان يطلب الفقهاء ويمتحنهم بأمر المأمون‏.‏
مات في آخر السنة‏.‏
وفيها سريج بن يونس البغدادي أبو الحارث الجمال العابد‏.‏
أحد أئمة الحديث‏.‏
سمع إسماعيل بن جعفر وطبقته‏.‏
وهو الذي رأى رب العزة في المنام‏.‏
وفيها شيبان بن فروخ الأبلي من كبار الشيوخ وثقاتهم‏.‏
روى عن جرير بن حازم وطبقته‏.‏
قال عبدان‏:‏ كان عنده خمسون ألف حديث‏.‏
قلت‏:‏ وهو شيبان بن أبي شيبة‏.‏
وفيها أبو بكر بن أبي شيبة‏.‏
وهو الإمام أحد الأعلام عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي توفي في المحرم وله بضع وسبعون سنة‏.‏
سمع من شريك فمن بعده‏.‏
قال أبو زرعة‏:‏ ما رأيت أحفظ منه‏.‏
وقال أبو عبيد‏:‏ انتهى علم الحديث إلى أربعة‏:‏ أبو بكر بن أبي شيبة وهو أسردهم له وابن معين وهو أحفظهم له وابن المديني وهو أعلمهم به‏.‏
وأحمد ابن حنبل وهو أفقههم فيه‏.‏
وقال صالح جزرة‏:‏ أحفظ من رأيت عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة‏.‏
وقال نفطويه‏:‏ لما قدم أبو بكر بن أبي شيبة بغداد في أيام المتوكل حزروا مجلسه بثلاثين ألفًا‏.‏
وفيها عبيد الله بن عمر القواريري البصري الحافظ أبو سعيد ببغداد‏.‏
في ذي الحجة روى عن حماد بن زيد وطبقته‏.‏
وقال صالح جزرة‏:‏ هو أعلم من رأيت بحديث أهل البصرة‏.‏
وفيها وقيل سنة ست وعشرين‏.‏
أبو الهذيل العلاف محمد بن الهذيل بن عبد الله البصري‏.‏
شيخ المعتزلة ورأس البدعة‏.‏
وله نحو من مائة سنة‏.‏
سنة ست وثلاثين ومائتين فيها توفي بن إبراهيم بن المنذر الحزامي المدني الحافظ أبو إسحاق محدث المدينة‏.‏
روى عن وفيها أبو معمر القطيعي إسماعيل بن إبراهيم ببغداد‏.‏
روى عن شريك وطبقته‏.‏
وكان ثقة صاحب حديث وسنة‏.‏
وفيها وزير المأمون وحموه أبو محمد الحسن سهل‏.‏
وله سبعون سنة وكان سمحًا جوادًا إلى الغاية ممدحًا‏.‏
يقال إنه أنفق على عرس بنته بوران على المأمون أربعة آلاف ألف دينار‏.‏
وفيها مصعب بن عبد الله بن مصعب الحافظ أبو عبد الله الأسدي الزبير المدني النسابة الأخباري‏.‏
سمع مالكًا وطائفة‏.‏
قال الزبير‏:‏ كان عمي مصعب وجه قريش مروءة وعلمًا وشرفًا وبيانًا وقدرًا وجاهًا‏.‏
وكان نسابة قريش‏.‏
عاش ثمانين سنة‏.‏
وفيها هدبة بن خالد القيسي البصري أبو خالد الحافظ‏.‏
سمع حماد ابن سلمة ومبارك بن فضالة والكبار فأكثر‏.‏
قال عبدان الأهوازي‏:‏ كنا لا نصلي خلف هدبة مما يطول‏.‏
كان يسبح في الركوع والسجود نيفًا وثلاثين تسبيحة وكان من أشبه خلق الله بهشام بن عمار لحيته ووجهه وكل شيء منه حتى في صلاته‏.‏

فيها وثبت بطارقة إرمينية على متوليها يوسف بن محمد فقتلوه‏.‏
فجهز المتوكل لحربهم بغا الكبير‏.‏
فالتقوا عند أردبيل فكسرهم بغا الكبير وقتل منهم زهاء ثلاثين ألفًا وسبى وغنم ونزل بناحية تفليس‏.‏
وفيها غضب المتوكل على أحمد بن أبي دؤاد القاضي وآله وصادرهم وأخذ منهم ستة عشر ألف ألف درهم‏.‏
وفيها توفي حاتم الأصم أبو عبد الرحمن الزاهد صاحب المواعظ والحكم بخراسان وكان يقال له لقمان هذه الأمة‏.‏
وفيها عبد الأعلى بن حماد النرسي الحافظ في جمادى الآخرة‏.‏
روى عن حماد بن سلمة ومالك وخلق‏.‏
وكان ممن قدم على المتوكل فوصله بمال‏.‏
وفيها عبد الله بن معاذ بن معاذ العنبري البصري‏.‏
سمع أباه ومعمر بن سليمان‏.‏
قال أبو داود‏:‏ كان فصيحًا يحفظ نحو عشرة آلاف حديث‏.‏
وفيها الفضل بن الجحدري ابن أخي كامل بن طلحة‏.‏
سمع حماد بن سلمة والكبار‏.‏
وكان له حفظ ومعرفة‏.‏
وفيها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان المطلبي ابن عم الشافعي‏.‏
سمع سنة ثمان وثلاثين ومائتين فيها حاصر بغا تفليس وقد عصى بها إسحاق بن إسماعيل‏.‏
فخرح للمحاربة فأحيط به ضربت عنقه‏.‏
وأحرقت تفليس فاحترق بها خلق‏.‏
وفيها أقبلت الروم في البحر في ثلاث مائة مركب وأهبة عظيمة فكبسو دمياط‏.‏
وسبوا وأحرقوا وأسرعوا الكرة في البحر فأسروا ست مائة إمرأة‏.‏
وفيها توفي إسحاق بن راهوية وهو الإمام عالم المشرق أبو يعقوب ابن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي ثم النيسابوري الحافظ‏.‏
صاحب التصانيف‏.‏
سمع عبد العزيز الدراوردي و بقية وطبقتهما‏.‏
وعاش سبعًا وسبعين سنة‏.‏
وقد سمع من ابن المبارك وهو صغير فترك الرواية عنه لصغره‏.‏
قال الإمام أحمد‏:‏ لا أعلم بالعراق له نظيرًا وما عبر الجسر مثل إسحاق‏.‏
وقال محمد بن أسلم‏:‏ ما أعلم أحدأ كان أخشى لله من إسحاق‏.‏
ولو كان سفيان حيًا لاحتاج إلى إسحاق‏.‏
وقال أحمد بن سلمة‏:‏ أملى علي إسحاق التفسير عن ظهر قلب‏.‏

وقال أبو زرعة‏:‏ ما رؤي أحفظ من إسحاق‏.‏
توفي إسحاق ليلة نصف شعبان بنيسابور‏.‏
وفيها بشر بن الحكم العبدي النيسابوري الفقيه والد عبد الرحمن‏.‏
توفي قبل إسحاق بشهر وقد رحل قبله‏.‏
لقي مالكًا والكبار عني بالأثر‏.‏
وفيها بشر بن الوليد الكندي القاضي العلامة أبو الوليد ببغداد في ذي القعدة وله سبع وتسعون سنة‏.‏
تفقه على أبي يوسف وسمع من مالك وطبقته‏.‏
وولي قضاء مدينة المنصور‏.‏
وكان محمود الأحكام كثير العبادة والنوافل‏.‏
وفيها الحسين بن منصور أبو علي السلمي النيسابوري الحافظ‏.‏
رحل وسمع وأكثر‏.‏
أبي بكر بن عياش وابن عيينة وطبقتهما‏.‏
وعرض عليه قضاء نيسابور فاختفى ودعا الله فمات في اليوم الثالث‏.‏
وفيها طالوت بن عباد أبو عثمان الصيرفي البصري‏.‏
له مشيخة عاليه مشهورة‏.‏
روى عن حماد بن سلمة وطبقته‏.‏
وكان ثقة‏.‏
ولم يخرجوا له شيئا‏.‏
وفيها عمرو بن زرارة الكلابي النيسابوري وله ثمان وتسعون سنة‏.‏
روى عن هشيم وطبقته‏.‏
وكان ثقة صاحب سنة‏.‏
وفيها عبد الملك بن حبيب مفتي أهل الأندلس ومصنف الواضحة وغير ذلك‏.‏
في رابع رمضان وله أربع وسبعون سنة‏.‏
تفقه بالأندلس على أصحاب مالك‏:‏ زياد بن عبد الرحمن شبطون وغيره‏.‏
وحج سنة ثمان ومائتين‏.‏
فحمل بن عبد الملك بن الماجشون وطائفة‏.‏
وتفرد بالمشيخة بعد يحيى بن يحيى‏.‏
وهو في الحديث ليس بحجة‏.‏
وفيها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الداخل الأموي صاحب الأندلس وقد نيف على الستين‏.‏
وكانت أيامه اثنتين وثلاثين سنة‏.‏
وكان محمود السيرة عادلًا جوادًا مفضلًا له نظر في العقليات ويقيم الناس الصلوات ويهتم بالجهاد‏.‏
وفيها محمد بن بكار بن الريان ببغداد في ربيع الآخر‏.‏
سمع فليح بن سليمان وقيس بن الربيع بن الكبار‏.‏
وفيها أبو جعفر محمد بن الحسين البرجلاني‏.‏
مصنف الزهديات وشيخ ابن أبي الدنيا‏.‏
وفيها محمد بن عبيد بن حساب الغبري بالبصرة‏.‏
روى عن حماد بن زيد وطبقته‏.‏
وكان ثقة حجة‏.‏
وفيها محمد بن أبي السري العسقلاني في شعبان‏.‏
سمع الفضيل بن عياض وطبقته‏.‏
وفيها أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي الكوفي المقرئ الحافظ نزيل مصر وقيل في السنة التي قبلها‏.‏
سمع عبد العزيز الدراوردي وطبقته‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:16 PM

سنة تسع وثلاثين ومائتين فيها غزا المسلمون وعليهم علي الأرمني
حتى شارفوا القسطنطينية فأغاروا وأحرقوا ألف قرية وقتلوا وسبوا‏.‏
وفيها عزل يحيى بن أكثم عن القضاء وصودر وأخذ منه مائة ألف دينار‏.‏
وفيها توفي مفتي بلخ أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الباهلي البلخي الحنفي الفقيه في جمادى الأولى‏.‏
أخذ عن أبي يوسف وسمع من مالك وجماعة‏.‏
وكان رئيسًا مطاعًا فأخرج قتيبة من بلخ لعداوة بينهما‏.‏
وخرج له النسائي وهو شيخه‏.‏
وفيها داود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي ببغداد في شعبان‏.‏
سمع إسماعيل بن جعفر وطبقته‏.‏
وكان ثقة وامتنع من الرواية‏.‏
وفيها صفوان بن صالح أبو عبد الملك مؤذن جامع دمشق‏.‏
روى عن الوليد بن مسلم وطبقته‏.‏
وكان حنفي المذهب‏.‏
وفيها الصلت بن مسعود الجحدري‏.‏
قاضي سامراء في صفر‏.‏
روى عن حماد بن زيد وطبقته‏.‏
وفيها عبد الله بن عمر بن أبان الكوفي مشكدانه‏.‏
روى عن أبي الأحوص وجماعة كبيرة‏.‏
وفيها عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي الحافظ‏.‏
وكان أكبر من أخيه أبي بكر‏.‏
رحل وطوف وصنف التفسير والمسند‏.‏
وحضر مجلسه ثلاثون ألفًا‏.‏
روى عن شريك وأبي الأحوص وخلق‏.‏
وفيها محمد بن مهران أبو جعفر الجمال الرازي الحافظ‏.‏
رحل وطوف‏.‏
وروى عن فضيل بن عياض وخلق كثير‏.‏
وفيها محمد بن يحيى بن أبي سمينة أبو جعفر البغدادي التمار الحافظ في ربيع الأول‏.‏
سمع المعافي بن عمران وطائفة‏.‏
وفيها محمود بن غيلان أبو أحمد المروزي الحافظ محدث مرو صبح وحدث ببغداد عن الفضل بن موسى وابن عيينة وطائفة‏.‏
قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ أعرفه بالحديث صاحب سنة‏.‏
حبس بسبب القرآن‏.‏
وفيها وهب بن بقية الواسطي‏.‏
ويقال له وهبان‏.‏
روى عن هشيم وأقرانه‏.‏
فيها توفي أحمد بن أبي دؤاد قاضي القضاة أبو عبد الله الإيادي وله ثمانون سنة وكان فصيحًا مفوهًا شاعرًا جوادًا ممدحًا رأسًا في التهجم وهو الذي شعب على الإمام أحمد بن حنبل وأفتى بقتله‏.‏
وقد مرض بالفالج قبل موته بنحو أربع سنين ونكب وصودر‏.‏
وفيها توفي أبو ثور بن إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي الفقيه أحد الأعلام‏.‏
تفقه بالشافعي‏.‏
وسمع من ابن عيينة وغيره‏.‏
وبرع في العلم ولم يقلد أحدًا‏.‏
قال الإمام احمد‏:‏ أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة‏.‏
وهو عندي في صلاح سفيان الثوري‏.‏
وفيها الحسن بن عيسى بن ماسرجس أبو علي النيسابوري‏.‏
توفي في أول السنة بطريق مكة‏.‏
وكان ورعًا دينًا ثقة‏.‏
أسلم على يد ابن المبارك وسمع الكثير منه ومن أبي الأحوص و طائفة‏.‏
ولما مر ببغداد وحدث بها عدوا في مجلسه اثني عشر ألف محبرة‏.‏
وفيها أبو عمرو خليفة بن خياط العصفوري البصري الحافظ شباب صاحب التاريخ والطبقات وغير ذلك‏.‏
وسمع من يزيد بن زريع وطبقته‏.‏
وفيها سويد بن سعيد أبو محمد الهروي الحدثاني نسبة إلى الحديثة التي تحت عانة‏.‏
سمع مالكًا وشريكًا وطبقتهما‏.‏
وكان مكثرًا حسن الحديث بلغ مائة سنة‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق كثير التدليس‏.‏
وفيها سويد بن نصر المروزي‏.‏
رحل وكتب عن ابن المبارك وابن عيينة‏.‏
وعمر سبعين سنة‏.‏
وفيها سحنون مفتي القيروان وقاضيه أبو سعيد عبد السلام بن سعيد ابن حبيب التنوخي الحمصي الأصل المغربي المالكي‏.‏
صاحب المدونة‏.‏
أخذ عن أبي القاسم وابن وهب وأشهب وله عدة أصحاب وعاش ثمانين سنة‏.‏
وفيها عبد الواحد بن غياث المربدي البصري‏.‏
سمع حماد بن سلمة وطبقته‏.‏
وفيها محدث خراسان أبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي مولاهم البلخي ثم البغلاني الحافظ وأسمه يحيى وقيل علي‏.‏
وقتيبة لقبه‏.‏
سمع مالكًا والليث والكبار‏.‏
ورحل العلماء إليه من الأوطان‏.‏
وكان من الأغنياء التقاة ببغلان‏.‏
وفيها أبو بكر الأعين محمد بن أبي عتاب الحسن بن ظريف البغدادي الحافظ في جمادى الأولى‏.‏
سمع زيد بن الحباب وطبقته‏.‏
ورحل إلى الشام ومصر وسمع صنف‏.‏
وفيها الليث بن خالد أبو الحارث المقرئ الكبير صاحب الكسائي‏.‏
وكان من أعيان أهل الأداء ببغداد‏.‏
وتوفي قبل الأربعين تقريبًا‏.‏
وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي الواسطي الحافظ‏.‏
روى عن الوليد بن مسلم وجماعته‏.‏
وهو ضعيف‏.‏
وعبد العزيز بن يحيى الكناني المكي صاحب الحيدة‏.‏
سمع من سفيان بن عيينة وناظر بشرًا المريسي‏.‏
وهو معدود في أصحاب الشافعي‏.‏
ونصر بن يوسف الرازي النحوي المقرئ تلميذ الكسائي‏.‏
وعمر بن زرارة الحدثي‏.‏
ثقة له مشيخة مشهورة‏.‏
روى عن شريك وجماعة‏.‏
وأبو يعقوب الأزرق المقرئ صاحب ورش‏.‏
وكان مقرىء ديار مصر في زمانه‏.‏
وأسمه يوسف بن عمرو بن يسار‏.‏
وأبو الفضل أحمد المعدل بن غيلان العبدي البصري الفقيه المالكي المتكلم صاحب عبد الملك بن الماجشون وكان فصيحًا مفوهًا‏.‏
له عدة مصنفات‏.‏
وعليه تفقه إسماعيل بن إسحاق والبصريون‏.‏
سنة إحدى وأربعين ومائتين فيها في ثاني عشر ربيع الأول‏.‏
بكرة الجمعة شيخ الإسلام وعالم أهل العصر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الدهلي ثم الشيباني المروزي ثم البغدادي‏.‏
أحد الأعلام ببغداد وقد جاوز سبعًا وسبعين سنة بأيام‏.‏
وكان أبوه جنديًا فمات شابًا أول طلب أحمد للعلم في سنة تسع
وسبعين ومائة‏.‏
فسمع بن هشيم وإبراهيم بن سعد وطبقتهما‏.‏
وكان شيخًا أسمرَ مديد القامة مخضوبًا عليه سكينة ووقار‏.‏
وقد جمع ابن الجوزي أخباره في مجلد وكذلك البيهقي وشيخ الإسلام الهروي‏.‏
وكان إمامًا في الحديث وضروبه إمامًا في الفقه ودقائقه إمامًا في السنة وطرائقها إمامًا في الورع وغوامضه إمامًا في الزهد حقائقه‏.‏
رحمة الله عليه‏.‏
وفيها توفي جبارة بن المغلس الحماني الكوفي عن سن عالية‏.‏
روى عن شبيب بن أبي شيبة وأبي بكر النهشلي‏.‏
وهو ضعيف عندهم‏.‏
وفيها الحسن بن حماد الإمام أبو علي الحضرمي البغدادي سجادة‏.‏
روى عن أبي بكر بن عياش وطبقته‏.‏
وكان ثقة صاحب سنة‏.‏
وله حلقة وأصحاب‏.‏
وفيها أبو توبة الحلبي واسمه الربيع بن نافع الحافظ‏.‏
سمع معاوية بن سلام وشريكًا والكبار‏.‏
روى البخاري ومسلم عن رجل عنه‏.‏
وفيها عبد الله بن منير‏.‏
أبو عبد الرحمن المروزي‏.‏
الزاهد القانت الذي قال البخاري‏:‏ لم أر مثله روى عن يزيد بن هارون وطبقته‏.‏
وكان ثقة‏.‏
وفيها أبو قدامة السرخسي‏.‏
عبيد الله بن سعيد الحافظ‏.‏
سمع سفيان بن عيينة وطبقته‏.‏
وفيها يعقوب بن حميد بن كاسب المحدث‏:‏ مدني مشهور‏.‏
نزل مكة وروى عن إبراهيم بن
سنة اثنتين وأربعين ومائتين فيها توفي أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري الفقيه قاضي المدينة ومفتيها‏.‏
في رمضان وله اثتنان وتسعون سنة‏.‏
تفقه على مالك وسمع منه الوطأ ولزمه مدة‏.‏
وسمع من جماعة‏.‏
قال الزبير بن بكار‏:‏ مات وهو فقيه المدينة غير مدافع‏.‏
وفيها القاضي أبو حسان الزيادي‏.‏
وهو الحسن بن عثمان في رجب ببغداد‏.‏
وكان ثقة أخباريًا مصنفًا كثير الاطلاع‏.‏
سمع حماد بن زيد وطبقته‏.‏
قيل إن الشافعي نزل عليه ببغداد‏.‏
وفيها الحافظ أبو محمد الحسن بن علي الحلواني الخلال‏.‏
سمع حسين بن علي الجعفي وطبقته‏.‏
قال إبراهيم بن أرومة‏:‏ بقي اليوم في الدنيا ثلاثة‏:‏ محمد بن يحيى الذهلي بخراسان وأحمد بن الفرات بإصبهان والحسن بن علي الحلواني بمكة‏.‏
وفيها الإمام أبو عمرو عبد الله بن أحمد بشير بن ذكوان المقرئ إمام جامع دمشق‏.‏
قرأ على أيوب بن تميم وسمع الوليد بن مسلم وطائفة‏.‏
قال أبو زرعة الدمشقي‏:‏ ما في الوقت أقرأ من ابن ذكوان‏.‏
قلت‏:‏ عاش سبعين سنة‏.‏
وفيها الإمام الرباني أبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي الزاهد صاحب المسند والأربعين‏.‏
وكان يشبه في وقته بابن المبارك‏.‏
رحل وسمع من يزيد ابن هارون وجعفر بن عون وطبقتهما‏.‏
روى عن إمام الأئمة ابن خزيمة وقال‏:‏ لم تر عيني مثله‏.‏
وقال غيره‏:‏ كان ثقة من الأبدال‏.‏
رحمة الله عليه‏.‏
وفيها أبو عبد الله محمد بن رمح التجيبي مولاهم المصري الحافظ في شوال‏.‏
سمع الليث وابن لهيعة‏.‏
قال النسائي‏:‏ ما أخطأ في حديث واحد‏.‏
وقال ابن يونس‏:‏ ثقة ثبت كان أعلم الناس بأخبار بلدنا‏.‏
وفيها توفي مخلد بن عبد الله بن عمار الموصلي الحافظ أبو جعفر صاحب التاريخ وعلل الحديث سمع المعافي بن عمران وابن عيينة وطبقتهما‏.‏
وكان عبيد العجلي يعظم أمره ويرفع قدره‏.‏
وقال النسائي‏:‏ ثقة صاحب حديث‏.‏
وفيها نوح بن حبيب القومسي الحافظ في رجب روى عن عبد الله بن إدريس ويحيى
وفيها يحيى بن أكثم القاضي أبو محمد المروزي ثم البغدادي‏.‏
أحد الأعلام في آخر السنة بالربذة‏.‏
منصرفًا من الحج وله سبعون سنة‏.‏
روى عن جرير بن عبد الحميد وطبقته‏.‏
وكان مجتهدًا مصنفًا‏.‏
قال طلحة الشاهد‏:‏ يحيى بن أكثم أحدًا الأعلام القائم بكل معضلة في الدنيا‏.‏
غلب على المأمون حتى أخذ بمجامع قلبه وقلده القضاء وتدبير مملكته فكانت الوزراء لا تعمل شيئًا إلا بعد مطالعته‏.‏
وقال غيره‏:‏ جعل المتوكل يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد ثم غضب عليه‏.‏
وقال أبو حاتم‏:‏ فيه نظر‏.‏
سنة ثلاث وأبعين ومائتين فيها توفي أبو عبد الله أحمد بن سعيد الرباطي الحافظ بنيسابور‏.‏
وقيل في سنة خمس أو ست وأربعين‏.‏
سمع و كيعًا ورحل إلى عبد الرزاق وفيها أبو عبد الله أحمد بن عيسى المصري المعروف بابن التستري سمع ابن وهب نزل بغداد‏.‏
وفيها إبراهيم بن العباس الصولي البغدادي‏.‏
أحد الشعراء المجودين والكتاب المنشئين‏.‏
كان
قال دعبل‏:‏ لو تكسب إبراهيم بن العباس بالشعر لتركنا في غير شيء‏.‏
وفيها الزاهد الناطق بالحكمة الحارث بن أسد المحاسبي صاحب المصنفات في التصوف والأحوال‏.‏
روى عن يزيد بن هارون وغيره‏.‏
وفيها الفقيه أبو حفص حرملة بن يحيى التجيبي المصري الحافظ مصنف المختصر والمبسوط‏.‏
روى عن ابن وهب مائة ألف حديث‏.‏
وتفقه بالشافعي‏.‏
وفيها عبد الله بن معاوية الجمحي البصري وقد نيف على المائة‏.‏
روى عن القاسم بن الفضل الحداني والحمادين‏.‏
وكان ثقة صاحب حديث‏.‏
وفيها عقبة بن مكرم أبو عبد الملك العمي البصري الحافظ‏.‏
روى عن عبيد وطبقته‏.‏
وكان ثبتًا حجة‏.‏
ومات قبله عقبة بن مكرم الضبي الكوفي‏.‏
روى عن ابن عيينة ويونس ابن بكير ولم يقع له رواية في شيء من الكتب الستة‏.‏
وفيها محمد بن يحيى بن أبي عمر أبو عبد الله العدني الحافظ صاحب المسند بمكة في آخر السنة‏.‏
روى عن الفضيل بن عياض والدراوردي وخلق‏.‏
وكان عبدًا صالحًا خيرًا‏.‏
وفيها هارون بن عبد الله الحافظ أبو موسى البغدادي البزار المعروف بالحمال‏.‏
رحل وسمع
عبد الله بن نمير وابن أبي مديك وطبقتهما‏.‏
قيل إنه تزهد وصار يحمل بأجرة يتقوت بها‏.‏
وفيها هناد السري الحافظ الزاهد القدوة أبو السري الدارمي الكوفي صاحب كتاب الزهد روى عن شريك وإسماعيل بن عياش وطبقتهما فأكثر وجمع وصنف‏.‏
وفيها أبو همام الوليد بن شجاع السكوني الكوفي الحافظ‏.‏
سمع شريكا وإسماعيل بن جعفر وطبقتهما‏.‏
سنة أربع وأربعين ومائتين فيها توفي أحمد بن منيع الحافظ الكبير أبو جعفر البغوي الأصم صاحب المسند ببغداد في شوال‏.‏
سمع هشيمًا وطبقته‏.‏
وهو جد أبي القاسم البغوي لأمه‏.‏
وفيها إبراهيم بن عبد الله الهروي الحافظ ببغداد في رمضان‏.‏
روى عن إسماعيل بن جعفر‏.‏
وكان أعلم الناس بحديث هشيم‏.‏
وكان صوامًا عابدًا تقيًا‏.‏
وفيها إسحاق بن موسى الأنصاري ثم الخطمي المدني ثم الكوفي أبو محمد قاضي نيسابور روى عن ابن عيينة وطبقته‏.‏
أطنب أبو حاتم الرازي في الثناء عليه‏.‏
وكان كثير الأسفار فتوفي بجوسية من أعمال حمص‏.‏
وفيها الحسن بن شجاع أبو علي البلخي الحافظ أحد أركان الحديث في شوال كهلًا‏.‏
ولم ينتشر حديثه‏.‏
سمع عبيد الله بن موسى وطبقته روى الترمذي عن رجل عنه‏.‏
وفيها أبو عمار الحسين بن حريث المروزي الحافظ‏.‏
سمع جرير بن عبد الحميد وطبقته‏.‏
وفيها أبو علي حميد بن مسعدة الباهلي البصري الحافظ‏.‏
روى عن حماد بن زيد وطبقته‏.‏
ولم يرحل‏.‏
وفيها عبد الحميد بن بيان الواسطي‏.‏
روى عن خالد الطحان وهشيم فأكثر‏.‏
وفيها علي بن حجر الحافظ الإمام أبو الحسن السعدي المروزي نزيل نيسابور في جمادى الأولى وله نحو من تسعين سنة روى عن إسماعيل بن جعفر وشريك وخلق‏.‏
وفيها محمد بن أبان أبو بكر المستملي البلخي الحافظ‏.‏
مستملي وكيع لقي ابن عييتة وابن وهب والكبار‏.‏
وفيها أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي البصري في جمادى الاولى‏.‏
سمع أبا عوانة وطبقته‏.‏
وكان صاحب حديث‏.‏
ولي القضاء جماعة من أولاده‏.‏
وفيها يعقوب بن السكيت النحوي أبو يوسف البغدادي صاحب كتاب إصلاح المنطق‏.‏
أخذ عن أبي عمرو الشيباني‏.‏
وأدب أولاد المتوكل‏.‏

فيها توفي أحمد بن عبدة الضبي بالبصرة‏.‏
سمع حماد بن زيد والكبار وروى الكثير‏.‏
وفيها إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجرا المروزي الحافظ في شوال‏.‏
ببغداد وله خمس وتسعون سنة‏.‏
سمع حماد بن زيد وطبقته وكان من كبار المحدثين‏.‏
وفيها إسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي الشيعي المحدث ابن بنت السدي‏.‏
روى عن مالك وطبقته‏.‏
وروى عن عمر بن شاكر عن أنس وخرج له أبو داود والترمذي وغيرهما‏.‏
وفيها ذو النون المصري الزاهد أحد مشايخ الطريق وله تسعون سنة أو نحوها‏.‏
وله مواعظ نافعة وكلام رفيع‏.‏
استحضره المتوكل إليه ليسمع كلامه وينتفع برؤيته‏.‏
وفيها سوار بن عد الله بن سوار التميمي العنبري البصري أبو عبد الله قاضي الرصافة ببغداد‏.‏
روى عن يزيد بن زريع وطبقته‏.‏
وله شعر فائق‏.‏
وفيها دحيم الحافظ الحجة أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي‏.‏
قاضي فلسطين والأردن‏.‏
وله خمس وسبعون سنة‏.‏
سمع ابن عيينة والوليد بن مسلم وطبقتهما‏.‏
قال أبو داود‏:‏ لم يكن في زمانه مثله‏.‏
وفيها أبو تراب النخشبي العارف واسمه عسكر بن الحصين‏.‏
من كبار مشايخ القوم‏.‏
صحب حاتما الأصم وغيره‏.‏
وفيها محمد بن رافع أبو عبد الله القشيري مولاهم النيسابوري الحافظ‏.‏
سمع ابن عيينة ووكيعًا وخلائق‏.‏
وكان زاهدًا عابدًا صالحًا قد أرسل إليه ابن طاهر نوبة خمسة آلاف درهم فردها ولم يكن لأهله يومئذ خبز‏.‏
وفيها هشام بن عمار أبو الوليد السلمي خطيب دمشق وقارئها وفقيهها ومحدثها‏.‏
في سلخ المحرم‏.‏
عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
روى عن مالك وطبقته‏.‏
وقرأ على أيوب بن تميم وعراك عن قرائتهما على يحيى الذماري صاحب ابن عامر‏.‏
سنة ست وأربعين ومائتين فيها أحمد بن إبراهيم بن كثير أبو عبد الله العبدي البغدادي الدورقي الحافظ‏.‏
سمع جرير بن عبد الحميد وطبقته‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
وفيها أحمد بن أبي الحواري الزاهد الكبير أبو الحسن الدمشقي‏.‏
سمع أبا معاوية وطبقته‏.‏
وكان من كبار المحدثين والصوفية وأجل أصحاب أبي سليمان الداراني‏.‏
وفيها أبو عبد اله الحسين بن الحسن المروزي الحافظ صاحب ابن المبارك بمكة‏.‏
وقد سمع بن هشيم والكبار‏.‏
وفيها أبو عمرو الدوري شيخ المقرئين في عصره وله سعن وتسعون سنة‏.‏
وهو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان المقرئ‏.‏
قرأ على الكسائي‏.‏
وإسماعيل بن جعفر ويحيى اليزيدي‏.‏
وحدث بن طائفة‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
وكان صدوقًا‏.‏
قرأ عليه خلق كثير‏.‏
قال‏:‏ أدركت حياة نافع ولو كان عندي شيء لرحلت إليه‏.‏
وفيها دعبل بن علي الخزاعي الشاعر المشهور الرافضي‏.‏
مدح الخلفاء والملوك‏.‏
وكان خبيث الهجاء‏.‏
وقد أجازه عبد الله بن طاهر على أبيات ستين ألف درهم‏.‏
وفيها العباس بن عبد العظيم أبو الفضل العنبري البصري الحافظ أحد علماء السنة‏.‏
سمع يحيى القطان وطبقته‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
وفيها لوين واسمه محمد بن سليمان أبو جعفر الاسدي البغدادي ثم المصيصي‏.‏
سمع مالكًا‏.‏
وحماد بن زيد‏.‏
والكبار‏.‏
وعمر دهرا طويلًا جاوز المائة‏.‏
وكان كثير الحديث ثقة‏.‏
وفيها محمد بن مصفى الحمصي أبو عبد الله‏.‏
روى عن الوليد بن مسلم وطائفة كبرة‏.‏
وفيها محمد بن يحيى بن فياض الزماني البصري‏.‏
روى عن عبد الوهاب الثقفي وطبقته فأكثر وحدث في آخر عمره بدمشق وإصبهان‏.‏
وفيها المسيب بن واضح الحمصي‏.‏
روى عن إسماعيل بن عياش والكبار‏.‏
وتوفي في آخر السنة‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق يخطئ‏.‏
وفيها المفضل بن الغلابي ببغداد‏.‏
روى عن عبد الرحمن بن مهدي وطبقته وله تاريخ مفيد‏.‏
سنة سبع وأربعين ومائتين فيها توفي إبراهيم بن سعيد الجوهري‏.‏
أبو إسحاق البغدادي الحافظ صاحب المسند‏.‏
روى عن هشيم وخلق كثير‏.‏
ومات مرابطًا بعين زربة‏.‏
وكان من أركان الحديث‏.‏
خرج مسند أبي بكر الصديق في نيف وعشرين جزءًا‏.‏
وفيها أبو عثمان المازني النحوي صاحب التصانيف‏.‏
واسمه بكر بن محمد‏.‏
قال المبرد تلميذه‏:‏ لم يكن بعد سيبويه أعلم من أبي عثمان المازني بالنحو‏.‏
وفيها في شوال‏.‏
قتل المتوكل أبو الفضل جعفر بن المعتصم بالله محمد ابن الرشيد هارون العباسي‏.‏
فتكوا به في مجلس لهوه بأمر ابنه المنتصر‏.‏
وعاش أربعين سنة‏.‏
وكان أسمر نحيفًا مليح العينين‏.‏
خفيف العارضين ليس بالطويل‏.‏
وهو الذي أحيا السنة وأمات التجهم ولكنه

كان فيه نصب ظاهر وانهماك على اللذات والمكاره‏.‏
وفيه كرم وتبذير‏.‏
وكان قد عزم على خلع ابنه المنتصر وتقديم المعتز عليه لفرط محبته أمه قبيحة وبقي يؤذيه ويتهدده إن لم ينزل عن العهد‏.‏
واتفق مصادرة المتوكل لوصيف‏.‏
فتعاملوا عليه‏.‏
فدخل عليه خمسة في جوف الليل فنزلوا عليه بالسيوف‏.‏
فقتلوه وقتلوا وزيره الفتح بن خاقان معه‏.‏
وفيها مسلمة بن شبيب أبو عبد الرحمن النيسابوري الحافظ في رمضان بمكة‏.‏
روى عن يزيد بن هارون وطبقته وقد روى عنه من الكبار الإمام أحمد وغيره‏.‏
وفيها أو بعدها محمد بن مسعود الحافظ ابن العجمي سمع عيسى بن يونس ويحيى بن سعيد القطان وطبقتهما‏.‏
ورابط بطرسوس‏.‏
قال محمد بن وضاح القرطبي‏:‏ هو رفيع الشأن فاضل ليس بدون أحمد بن حنبل يعني في العمل لا في العلم‏.‏
والله أعلم‏.‏
سنة ثمان وأربعين ومائتين فيها توفي الإمام العالم أبو جعفر أحمد بن صالح الطبري ثم المصري الحافظ‏.‏
سمع من ابن عيينة وابن وهب وخلق‏.‏
وقال ابن وارة الحافظ‏:‏ أحمد بن حنبل ببغداد وأحمد بن صالح بمصر وابن نمير بالكوفة‏.‏
والنفيلي بحران‏.‏
هؤلاء أركان الدين‏.‏
وقال يعقوب الفسوي‏:‏ كتبت عن ألف شيخ‏.‏
حجتي فيما بيني وبين الله رجلان‏:‏ أحمد بن صالح وأحمد بن حنبل‏.‏
وفيها الحسين بن علي الكرابيسي الفقيه المتكلم أبو علي ببغداد‏.‏
وقيل مات سنة خمس وأربعين‏.‏
تفقه على الشافعي وسمع بن إسحاق الأزرق‏.‏
وجماعة‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
وكان متضلعًا في الفقه والأصول والحديث ومعرفة الرجال‏.‏
والكرابيس الثياب الغلاظ‏.‏
وفيها بغا الكبير‏.‏
أبو موسى التركي‏.‏
مقدم قواد المتوكل‏.‏
عن سن عالية‏.‏
وكان بطلًا شجاعًا مقدامًا‏.‏
له عدة فتوحات ووقائع‏.‏
باشر الكثير من الحروب فما جرح قط‏.‏
وخلف أموالًا عظيمة‏.‏
وفيها أمير خراسان وابن أميرها طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي في رجب‏.‏
ولي بن إمرة خراسان بعد أبيه ثماني عشرة سنة‏.‏
ووليها بعده ولده محمد بن طاهر عشر سنين‏.‏
وقد حدث طاهر عن سليمان بن حرب‏.‏
وفيها عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار أبو بكر البصري ثم المكي العطار‏.‏
روى عن سفيان بن عيينة وطبقته‏.‏
وكان ثقة صاحب حديث‏.‏
وفيها عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد المصري‏.‏
سمع أباه وابن وهب‏.‏
وكان أحد الفقهاء‏.‏
وفيها عيسى بن حماد بن زغبة التجيبي مولاهم المصري‏.‏
راوي الليث بن سعد‏.‏
وفيها القاسم بن عثمان الدمشقي الزاهد المعروف بالجوعي‏.‏
من كبار الصوفية والعباد العارفين‏.‏
صحب أبا سليمان الداراني وروى عن سفيان بن عيينة وجماعة‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها محمد بن حميد الرازي أبو عبد الله الحافظ‏.‏
روى عن جرير بن عبد الحميد‏.‏
ويعقوب القمي‏.‏
وخلق‏.‏
وكان من أوعية العلم لكن لا يحتج به‏.‏
وله ترجمة طويلة‏.‏
وفيها في ربيع الآخر المنتصر أبو جعفر بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بن الرشيد العباسي بالخوانيق‏.‏
وكانت خلافته ستة أشهر‏.‏
وعاش ستًا وعشرين سنة‏.‏
وأمه رومية تسمى حبشية‏.‏
وكان ربعة جسيمًا أعين أقنى بطينًا مليح الصورة مهيبًا‏.‏
وكان كامل العقل محبًا للخير محسنًا إلى آل علي بارًا بهم‏.‏
وقيل إن أمراء الترك خافوه فلما حم دسوا إلى طبيبه أبي طيفور ثلاثين ألف دينار ففصده بريشة مسمومة وقيل سم في كمثرى‏.‏
وقيل إنه قال‏:‏ يا أماه
وفيها محمد بن زنبور أبو صالح المكي‏.‏
روى عن حماد بن زيد وإسماعيل بن جعفر‏.‏
وكان صدوقًا‏.‏
وفيها محدث الكوفة أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني الحافظ في جمادى الآخرة‏.‏
سمع ابن المبارك وعبد الله بن إدريس وخلائق‏.‏
قيل إنه كان عنده ثلاث مائة ألف حديث‏.‏
وفيها أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد الكوفي القاضي‏.‏
أحد أعلام القرآن‏.‏
قرأ على سليم‏.‏
وسمع من أبي خالد الأحمر‏.‏
وابن فضيل وطبقتهما‏.‏
وكان إمامًا مصنفًا في القراءات‏.‏
ولي القضاء ببغداد‏.‏
سنة تسع وأربعين ومائتين فيها توفي الحسن الصباح الإمام أبو علي البزار ببغداد‏.‏
سمع سفيان بن عيينة وطبقته‏.‏
وكان الإمام أحمد بن حنبل يرفع قدره ويجله ويحترمه‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق‏.‏
وكانت له جلالة عجيبة ببغداد‏.‏
رحمه الله‏.‏
وفيها رجاء بن مرجي أبو محمد السمرقندي الحافظ ببغداد‏.‏
روى عن النضر بن شميل فمن بعده‏.‏
وفيها عبد بن حميد الحافظ أبو محمد الكشي صاحب المسند والتفسير‏.‏
واسمه عبد الحميد فخفف‏.‏
سمع يزيد بن هارون وابن أبي فديك وطبقتهما‏.‏
وفيها أبو حفص عمرو بن علي الباهلي البصري الصيرفي الفلاس الحافظ‏.‏
أحد الأعلام‏.‏
سمع معتمر بن سليمان وطبقته‏.‏
وصنف وعني بهذا الشأن‏.‏
قال النسائي‏:‏ ثقة حافظ‏.‏
وقال أبو زرعة‏:‏ ذاك في فرسان الحديث‏.‏
وقال أبو حاتم‏:‏ كان أوثق من علي بن المديني سنة خمسين ومائتين فيها توفي العلامة أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح البصري الفقيه مولى بني أمية‏.‏
روى عن ابن عيينة وابن وهب وسرح مولى بن وهب‏.‏
وفيها أبو الحسن أحمد بن محمد البزي المقرئ مؤذن المسجد الحرام وشيخ الإقراء به‏.‏
ولد سنة سبعين ومائة وقرأ على عكرمة بن سليمان وأبي الإخريط‏.‏
قرأ عليه جماعة‏.‏
وكان لين الحديث حجة في القرآن‏.‏
وله ست وتسعون سنة‏.‏
سأل الليث بن سعد وسمع الكثير من ابن عيينة وابن وهب‏.‏
وأخذ في المحنة فحبس دهرًا حتى أخرجه المتوكل وولاه قضاة مصر‏.‏
وكان من كبار أئمة السنة‏.‏
وفيها ويقال في سنة خمس وخمسين الإمام أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد النحوي المقرئ اللغوي‏.‏
صاحب المصنفات‏.‏
حمل العربية عن أبي عبيدة والأصمعي‏.‏
وقرأ القرآن على يعقوب‏.‏
وكتب الحديث عن طائفة‏.‏
فيها عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي الحافظ الحجة‏.‏
سمع من شريك‏.‏
وابن أبي ثور والكبار‏.‏
قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ كان داعية إلى الرفض‏.‏
وقال ابن خزيمة‏:‏ ثنا الصدق في روايته المتهم في دينه عباد بن يعقوب‏.‏
وروى عنه البخاري مقرونًا بآخر‏.‏
وفيها عمرو بن بحر الجاحظ أبو عثمان البصري‏.‏
صاحب التصانيف الكثيرة في الفنون‏.‏
كان بحرًا من بحور العلم رأسًا في الكلام والاعتزال‏.‏
وعاش تسعين سنة وقيل بقي إلى سنة خمس وخمسين أخذ عن القاضي أبي يوسف وثمامة بن أشرس وأبي إسحاق النظام‏.‏
وفيها توفي كثير بن عبيد المذحجي الحذاء إمام جامع حمص مدة ستين سنة‏.‏
حدث عن ابن
وفيها أبو عمرو نصر بن علي الجهضمي البصري الحافظ أحد أوعية العلم‏.‏
روى عن يزيد بن زريع وطبقته‏.‏
قال أبو بكر بن أبي داود‏:‏ كان المستعين طلب نصر بن علي ليوليه القضاء‏.‏
فقال لأمير البصرة‏:‏ حتى أرجع فأستخبر الله‏.‏
فرجع وصلى ركعتين وقال‏:‏ اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك‏.‏
ثم نام فنبهوه فإذا هو ميت‏.‏
توفي في ربيع الآخر رحمه الله تعالى‏.‏
سنة إحدى وخمسين ومائتين فيها توفي إسحاق بن المنصور الكوسج الإمام الحافظ أبو يقوب المروزي بنيسابور‏.‏
في جمادى الأولى‏.‏
سمع سفيان بن عيينة وطائفة‏.‏
وتفقه على أحمد وإسحاق‏.‏
وكان ثقة نبيلًا‏.‏
وفيها حميد بن زنجويه أبو أحمد النسائي صاحب المصنفات روى عن النضر بن شميل وخلق بعده‏.‏
وفيها عمرو بن عثمان الحمصي محدث حمص‏.‏
روىعن إسماعيل ابن عياش و بقية وابن عيينة‏.‏
قال ابن عيينة‏:‏ كان أحفظ من محمد بن مصفى‏.‏

وفيها أبو التقى هشام بن عبد الملك اليزني الحمصي الحافظ‏.‏
روى عن إسماعيل بن عياش وبقية وكان ذا معرفة وإتقان‏.‏
سنة اثنتين وخمسين ومائتين قتل المستعين بالله أبو العباس أحمد بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد العباسي‏.‏
ولد سنة إحدى وعشرين ومايتين وبويع بعد المنتصر وكان أمراء الترك قد استولوا على الأمر وبقي المستعين مقهورًا معهم فتحول من سامرا إلى بغداد غضبان فوجهوا يعتذرون إليه ويسألونه الرجوع فامتنع‏.‏
فعمدوا إلى الحبس فأخرجوا المعتز بالله وحلفوا له‏.‏
وجاء أبو أحمد لمحاصرة المستعين‏.‏
فتهيأ المستعين ونائب بغداد ابن طاهر للحرب‏.‏
وبنوا سور بغداد‏.‏
ووقع القتال‏.‏
ونصبت المجانيق ودام الحصار أشهر واشتد البلاء وكثر القتل وجهد أهل بغداد‏.‏
حتى أكلوا الجيف وجرت عدة وقعات بين الفريقين‏.‏
قتل في وقعة منها نحو الألفين من البغاددة‏.‏
إلى أن كلوا وضعف أمرهم وقوي أمر المعتز‏.‏
ثم تخلى ابن طاهر عن المستعين‏.‏
لما رأى البلاء وكاتب المعتز ثم سعوا في الصلح على خلع المستعين فخلع نفسه على شروط مؤكدة في أول سنة اثنتين هذه‏.‏
ثم أنفذوه إلى واسط‏.‏
فاعتقل تسعة أشهر‏.‏
ثم أحضر إلى سامرا فقتلوه بقادسية سامرا في آخر
وكان ربعة خفيف العارضين أحمر الوجه مليحًا بوجه أثر جدري‏.‏
ويلثغ في السين نحو الثاء‏.‏
وكان مسرفًا في تبذير الخزائن والذخائر سامحه الله‏.‏
وفيها إسحاق بن بهلول أبو يعقوب التنوخي الأنباري الحافظ‏.‏
سمع ابن عيينة وطبقته وكان من كبار الأئمة صنف في القراءات وفي الحديث والفقه‏.‏
قال ابن صاعد‏:‏ حدث إسحاق بن بهلول نحو خمسين ألف حديث من حفظه‏.‏
قلت‏:‏ عاش ثمانيًا وثمانين سنة‏.‏
وفيها أبو هاشم زياد بن أيوب الطوسي البغدادي دلويه الحافظ‏.‏
سمع هشيمًا وطبقته‏.‏
وكان يقال له شعبة الصغير‏.‏
لإتقانه ومعرفته‏.‏
وفيها بندار محمد بن بشار البصري أبو بكر الحافظ في رجب سمع معتمر بن سليمان وغندرًا وطبقتهما‏.‏
قال أبو داود‏:‏ كتبت عنه خمسين ألف حديث‏.‏
وفيها محمد بن المثنى الحافظ أبو موسى العتري البصري الزمن في ذي القعدة‏.‏
ومولده عام توفي حماد بن سلمة‏.‏
سمع معتز بن سليمان وسفيان بن عيننة وطبقتهما‏.‏
وفيها يعقوب بن إبرهيم أبو يوسف الدورقي الحافظ سمع هشيمًا وإبراهيم بن سعد

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:19 PM

سنة ثلاث وخمسين ومائتين فيها توفي أحمد بن سعيد بن صخر
الحافظ أبو جعفر الدارمي السرخسي‏.‏
أحد الفقهاء والأئمة في الأثر سمع النضر بن شميل وطبقته‏.‏
وفيها أحمد بن المقدام أبو الأشعت العجلي البصري المحدث في صفر سمع حماد بن زيد وطائفة كثيرة‏.‏
وفيها السري بن المغلس السقطي أبو الحسن البغدادي أحد الأولياء الكبار وله نيف وتسعون سنة سمع من هشيم وجماعة وصحب معروفًا الكرخي وله أحوال وكرامات رحمة الله عليه‏.‏
وفيها الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي نائب بغداد وكان جوادًا ممدحًا عالمًا قوي المشاركة جيد الشعر مرض بالخوانيق‏.‏
وفيها وصيف التركي كان من أكبر أمراء الدولة وكان قد استولى على المعتز اصفطى الأموال لنفسه وتمكن حتى قتل‏.‏
سنة أربع وخمسين ومائتين فيها قتل بغا الصغير الشرابي وكان قد تمرد وطغى وراح نظيره وصيف فتفرد واستبد

بالأمور‏.‏
وكان المعتز بالله يقول‏:‏ لا أستلذ بحياة ما بقي بغا‏.‏
ثم إنه وثب فأخذ من الخزائن مائتي ألف دينار ةسار نحو السن فاختلف عليه أصحابه وفارقه عسكره فذل وكتب يطلب الأمان وانحدر في مركب فأخذته المغاربة وقتله وليد المغربي وأتى برأسه فأعطاه المعتز عشرة آلاف دينار‏.‏
وفيها أبو الحسن علي بن الجواد محمد بن الرضى علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر العلوي الحسيني المعروف بالهادي توفي بسامرا وله أربعون سنة‏.‏
وكان فقيهًا إمامًا متعبدًا استفتاه المتوكل مرة ووصله بأربعة آلاف دينار‏.‏
وهو أحد الاثنى عشر‏.‏
الذين يعتقد الشيعة الغلاة عصمتهم‏.‏
وفيها محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي‏.‏
الحافظ أبو جعفر ببغداد روى عن وكيع وطبقته وولي قضاء حلوان وكان من كبار الحفاظ لما قدم ابن المديني بغداد قال‏:‏ وجدت أكيس القوم هذا الغلام المخرمي‏.‏
وفيها أبو أحمد المرار بن حمويه الثقفي الهمذاني الفقيه سمع أبا نعم وسعيد بن أبي مريم وكان موصوفًا بالحفظ وكثرة العلم‏.‏
وفيها العتبي صاحب العتبية في مذهب مالك واسمه محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة الأموي العتبي القرطبي الأندلسي الفقيه أحد الأعلام ببلده‏.‏
أخذ عن يحيى بن يحيى ورحل فأخذ بالقيروان عن سحنون ومصرعن أصبغ وصنف المستخرجة‏.‏
وجمع فيها أشياء غريبة عن مالك‏.‏
وفيها المؤمل بن إهاب‏.‏
أبو عبد الرحمن الحافظ بالرملة روى عن ضمرة بن ربيعة ويحيى بن آدم وطبقتهما‏.‏
سنة خمس وخمسين ومائتين فيها فتنة الزنج وخروج العلوي قائد الزنج بالبصرة فعسكر ودعا الى نفسه وزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى الشهيد زيد بن علي ولم يثبتوا نسبه‏.‏
فبادر إلى دعوته عبيد أهل البصرة السودان‏.‏
ومن ثم قيل الزنج والتف إليه كل صاحب فتنة‏.‏
حتى استفحل أمره‏.‏
وهزم جيوش الخليفة‏.‏
واستباح البصرة وغيرها‏.‏
وفعل الأفاعيل‏.‏
وامتدت أيامه الملعونة‏.‏
إلى أن قتل إلى غير رحمة الله في سنة سبعين‏.‏
وفيها خرج غير واحد من العلوية وحاربوا بالعجم وغيرها‏.‏
وفيها توفي الإمام الحبر أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي التميمي السمرقندي الحافظ صاحب المسند المشهور رحل وطوف وسمع النضر بن شميل وزيد بن هارون وطبقتهما‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ هو إمام أهل زمانه‏.‏
وقال محمد بن عبد الله بن نمير‏:‏ غلبنا الدارمي بالحفظ والورع وقال رجاء بن مرجى‏:‏ ما رأيت أعلم بالحديث منه‏.‏
وفيها قتل المعتز بالله أبو عبد الله محمد بن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم محمد بن الرشيد العباسي في رجب خلعوه فأشهد على نفسه مكرها‏.‏
ثم أدخلوه بعد خمسة أيام إلى الحمام فعطش‏.‏
حتى عاين الموت وهو يطلب الماء فيمنع‏.‏
ثم أعطوه ماء بثلج فشربه وسقط ميتًا واختف أمه قبيحة وسبب قتله‏:‏ أن جماعة من الأتراك قالوا‏:‏ أعطنا أرزاقنا فطلب من أمه مالًا فلم تعطه وكانت ذات أموال عظيمة إلى الغاية منها جوهر وياقوت وزمرد قوموه بألفي ألف دينار ولم يكن بقي إذ ذاك في خزائن الخلافة شيء فحينئذ أجمعوا على خلعه ورئيسهم حينئذ صالح بن وصيف ومحمد ابن بغا فلبسوا السلاح وأحاطوا بدار الخلافة وهجم على المعتز طائفة منهم فضربوه بالدبابيس وأقاموه في الشمس حافيًا ليخلع نفسه‏.‏
فأجاب‏.‏
واحضروا محمد بن الواثق من بغداد فأول بن بايعه المعتز بالله‏.‏
وعاش المعتز ثلاثًا وعشرين سنة وكان من أحسن أهل زمانه ولقبوه محمدًا بالمهتدي بالله‏.‏
وفيها توفي محمد بن عبد الرحيم‏.‏
أبو يحيى البغدادي الحافظ البزاز‏.‏
ولقبه صاعقة‏.‏
سمع عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وطبقته وكان أحد الأثبات المجودين‏.‏
وفيها محمد كرام أبو عبد الله السجستاني الزاهد شيخ الطائفة الكرامية‏.‏
وكان من عباد المرجئة‏.‏
وفيها موسى بن عامر المري الدمشقي سمع الوليد بن مسلم وابن عيينة‏.‏
وكان أبوه أبو الهيذام عامر بن عمارة سيد قيس وزعيمها وفارسها‏.‏
وكان طلب من الوليد فحدث ابنه هذا بمصنفاته‏.‏
سنة ست وخمسين ومائتين كان صالح بن وصيف التركي قد أرتفعت منزلته وقتل المعتز وظفر بأمه قبيحة فصادرها حتى استصفى نعمتها وأخذ منها نحو ثلاثة آلاف ألف دينار‏.‏
ونفاها الى مكة‏.‏
ثم صادر خاصة المعتز وكتابه‏.‏
وهم‏:‏ أحمد بن إسرائيل والحسن بن مخلد‏.‏
وأبا نوح عيس بن إبراهيم‏.‏
ثم قتل أبا نوح وأحمد‏.‏
فلما دخلت هذه السنة أقبل موسى بن بغا من بغداد وعبأ جيشه في أكمل أهبة ودخلوا سامرا ملبين قد أجمعوا على قتل صالح بن وصيف‏.‏
وهم يقولون‏:‏ قتل المعتز وأخذ أموال أمه‏.‏
وأموال الكتاب‏.‏
وصاحت العامة‏:‏ يا فرعون‏.‏
جاءك موسى‏.‏
ثم هجم بمن معه على المهتدي بالله وأركبوه فرسًا وانتهبوا القصر‏.‏
ثم أدخلوا المهتدي دار باجور‏.‏
وهو يقول‏:‏ يا موسى‏.‏
ويحك‏.‏
ما تريد فيقول‏:‏ وتربة المتوكل لا نالك سوء‏.‏
ثم حلفوه لا يمالئ صالح بن وصيف عليهم وبايعوه‏.‏
وطلبوا صالحًا ليناظروه على أفعاله فاختفى وردوا المهتدي إلى داره وبعد شهر قتل صالح‏.‏
وفي رجب قتل المتهدي بالله أمير المؤممنين أبو إسحاق محمد بن الواثق بالله بن هارون بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد العباسي‏.‏
وكانت دولته سنة‏.‏
وعمر نحو ثمان وثلاثين سنة‏.‏
وكان أسمر رقيقًا مليح الصورة ورعًا تقيًا‏.‏
متعبدًا عادلًا فارسًا شجاعًا قويًا في أمر الله خليقًا للإمارة لكنه لم يجد ناصرًا ولا معينًا على الخير وقيل‏:‏ إنه سرد الصوم مدة إمارته‏.‏
وكان يقتنع‏.‏
بعض الليالي بخبز وخل وزيت وكان يتشبه بعمر بن عبد العزيز‏.‏
وورد أنه كان له جبة صوف وكساء يتعبد في بالليل قد سد باب الملاهي والغناء‏.‏
وحسم الأمراء على الظلم وكان يجلس بنفسه لعمل حساب الدواوين بين يديه‏.‏
ثم إن الأتراك خرجوا عليه فلبس السلاح وشهر سيفه‏.‏
وحمل عليهم فجرح‏.‏
ثم أسروه وخلعوه ثم قتلوه إلى رحمة

وفيها توفي الزبير بن بكار الإمام أبو عبد الله الاسدي الزبيدي قاضي مكة في ذي القعدة‏.‏
سمع سفيان بن عيينة ومن بعده‏.‏
وصنف كتاب النسب وغير ذلك‏.‏
وفيها ليلة عيد الفطر الإمام حبر الإسلام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري مولى الجعفيين صاحب التصانيف‏.‏
ولد سنة أربع وتسعين ومائة وارتحل سنة عشر ومائتين فسمع مكي بن إبراهيم وأبا عاصم النبيل وخلائق عدتهم ألف شيخ وكان من أوعية العلم يتوقد ذكاء ولم يخلف بعده مثله رحمة الله عليه‏.‏
وفيها يحيى بن حكيم البصري المقوم أبو سعيد الحافظ‏.‏
سمع سفيان ابن عيينة وغندرًا و طبقتهما‏.‏
قال أبو داود‏:‏ كان حافظًا متقنًا‏.‏
سنة سبع وخمسين ومائتين فيها وثب العلوي قائد الزنج على الأبلة فاستباحها وأحرقها وقتل بها نحو ثلاثين ألفًا فساق لحربه سعيد الحاجب فالتقوا فانهزم سعيد‏.‏
واستحر القتل بأصحابه‏.‏
ثم دخلت الزنج البصرة وخربوا الجامع وقتلوا بها اثنتي عشر ألفا فهرب باقي أهلها بأسواء حال فخربت ودثرت‏.‏
وفيها قتل توفيل طاغية الروم‏.‏
قتله بسيل الصقلبي‏.‏

وفيها توفي المحدث المعمر أبو علي ابن بن عرفة العبدي البغدادي المؤدب وله مائة وسبع سنين‏.‏
سمع إسماعيل بن عياش وطبقته وكان يقول‏:‏ كتب عني خمسة قرون‏.‏
قال النسائي‏:‏ لا بأس به‏.‏
وفيها زهير محمد بن قمير المروزي البغدادي الحافظ‏.‏
سمع يعلى بن عبيد ورحل إلى عبد الرزاق‏.‏
وكان بن أولياء الله‏.‏
قال البغوي‏:‏ ما رأيت بعد الإمام أحمد بن حنبل أفضل منه‏.‏
كان يختم في رمضان تسعين ختمه‏.‏
وفيها الحافظ أبو داود سليمان بن معبد السنجي المروزي‏.‏
روى عن النضر بن شميل وعبد الرزاق وكان مقدمًا في العربية أيضًا‏.‏
وفيها الرياشي أبو الفضل العباس بن الفرج قتلته الزنج بالبصرة وله ثمانون سنة أخذ عن أبي عبيدة ونحوه وكان إمامًا في اللغة والنحو أخباريًا علامة ثقة‏.‏
حكى عنه أبو داود في سنته‏.‏
وفيها زيد بن أخرم أبو طالب الحافظ ذبحته الزنج أيضًا روى عن يحيى القطان وطبقته‏.‏
وفيها أبو سعيد الأشج عبد الله بن سعيد الكندي الكوفي الحافظ‏.‏
صاحب التصانيف في ربيع الأول وقد جاوز التسعين‏.‏
روى عن هشيم وعبد الله بن إدريس وخلق‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ هو إمام أهل زمانه‏.‏
وقال محمد بن أحمد الشطوي‏:‏ ما رأيت أحفظ منه‏.‏
فيها توجه منصور بن جعفر فالتقى بالخبيث قائد الزنج فقتل منصور في المصاف واستبيح ذلك الجيش فسار أبو أحمد الموفق أخو الخليفة في جيش عظيم فانهزمت الزنج وتقهقرت ثم جهز الموفق فرقة عليهم مفلح فالتقوا الزنج فقتل مفلح في المصاف وانهزم الناس وتحيز الموفق إلى الأبلة‏.‏
فسير قائد الزنج جيشًا عليهم يحيى بن محمد فانتصر المسلمون‏.‏
وقتل في الوقعة خلق وأسروا يحيى فأحرق بعد ما قتل ببغداد ثم وقع الوباء في جيش الموفق وكثر بالعراق ثم كانت وقعة هائلة بين الزنج والمسلمين فقتل خلق من المسلمين‏.‏
وتفرق عن الموفق عامة جنده‏.‏
وفيها توفي أحمد بن بديل‏.‏
الإمام أبو جعفر اليامي الكوفة قاضي الكوفة ثم قاضي همذان روى عن أبي بكر بن عياش وطبقته‏.‏
وكان صالحًا لما تقلد القضاء عادلًا في أحكامه وكان يسمى راهب الكوفة لعبادته‏.‏
قال الدرارقطني‏:‏ فيه لين‏.‏
وفيها أبو علي أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي النيسابوري قاضي نيسابور‏.‏
روى عن أبيه وجماعة‏.‏
وفيها أحمد بن سنان القطان أبو جعفر الواسطي الحافظ‏.‏
سمع أبا معاوية وطبقته‏.‏
وصنف المسند كتب عنه ابن أبي حاتم وقال‏:‏ هو إمام أهل زمانه‏.‏

وفيها أحمد بن الفرات الحافظ أبو مسعود الرازي أحد الأعلام‏.‏
في شعبان بأصبهان طوف النواحي وسمع أبا أسامة وطبقته وكان ينظر بأبي زرعة في الحفظ و صنف المسند والتفسير وقال‏:‏ كتبت ألف ألف وخمسمائة ألف حديث‏.‏
وفيها محمد بن سنجر أبو عبد الله الجرجاني الحافظ‏.‏
صاحب المسند‏.‏
في ربيع الأول بصعيد مصر‏.‏
سمع أبا نعيم وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن عبد الملك بن زنجويه‏.‏
أبو بكر الحافظ في جمادى الآخرة ببغداد‏.‏
وكان أحد من رحل إلى عبد الرزاق فأكثر وصنف‏.‏
وفيها محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس‏.‏
أبو عبد الله الذهلي النيسابوري‏.‏
أحد الأئمة الأعلام سمع عبد الرحمن بن مهدي وطبقته‏.‏
وأكثر الترحال وصنف التصانيف وكان الإمام أحمد يجلسه ويعظمه‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ كان إمام أهل زمانه‏.‏
وقال أبو بكر بن أبي داود‏:‏ وهو أمير المؤمنين في الحديث‏.‏
وفيها يحيى بن معاذ الزاهد العارف‏.‏
حكيم زمانه وواعظ عصره‏.‏
توفي في جمادى الأولى بنيسابور وقد روى عن إسحاق بن سليمان الرازي وغيره‏.‏
كان طاغية الزنج قد نزل البطيحة وشق حوله الأنهار و تحصن فهجم عليه الموفق فقتل من أصحابه خلقًا‏.‏
وحرق أكواخه واستنقذ من النساف خلقًا كثيرًا‏.‏
فسار الخبيث إلى الاهواز‏.‏
ووضع السيف في الأمة فقتل خمسين ألفًا وسبى مثلهم‏.‏
فسار لحربه موسى بن بغا فحاربه بضعة عشر شهرًا وقتل خلق من الفريقين‏.‏
وفيها نزلت الروم لعنهم الله على ملطية‏.‏
فخرج أحمد القابوس في أهلها فالتقى الروم فقتل مقدمهم الأقريطشي فانهزموا‏.‏
ونصر الله المسلمين‏.‏
وفيها استفحل أمر يعقوب بن الليث الصفار ودوح المماليك استولى على أقليم خراسان وأسر محمد بن طاهر أمير خراسان‏.‏
وفيها توفي أحمد بن إسماعيل‏.‏
أبو حذافة السهمي المدني صاحب مالك ببغداد وهو في عشر المائة‏.‏
ضعفه الدارقطني وغيره و هو آخر من حدث عن مالك‏.‏
وفيها الإمام إبراهيم بن يعقوب‏.‏
أبو إسحاق الجوزجاني الحافظ صاحب التصانيف‏.‏
سمع الحسين بن علي الجعفي وشبابة وطبقتهما‏.‏
و كان من كبار العلماء‏.‏
نزل دمشق وجرح وعدل‏.‏
وفيها حجاح بن يوسف ابن الشاعر الثقفي الحافظ أحد الأثبات سمع عبد الرزاق وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن يحيى الأسفرييني الحافظ محدث أسفرايين في ذي الحجة سمع سعيد بن عامر

وفيها الحافظ أبو ابن محمود بن سميع الدمشقي صاحب الطبقات وأحد الثقات‏.‏
سمع إسماعيل بن أبي أويس وطبقته‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ ما رأيت بدمشق أكيس منه‏.‏
ن ستين ومائتين صال يعقوب بن الليث وجال وهزم الشجعان والأبطال وترك الناس بأسوأ حال ثم قصد الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان فالثقوا فانهزم العلوي‏.‏
وتبعه يعقوب في تلك الجبال فنزلت على يعقوب كسرة سماوية نزل على أصحابه ثلج عظيم حتى أهلكهم ورد إلى سجستان بأسوإ حال‏.‏
وقد عدم بن جيوشه أربعون ألفًا وذهبت عامة خيله وأثقاله‏.‏
وفيها توفي الإمام أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني الفقيه الحافظ صاحب الشافعي ببغداد روى عن سفيان بن عيينة وطبقته وكان من أذكياء العلماء‏.‏
وفيها الحسن بن علي الجواد بن محمد بن علي بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أحد الأئمة الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة فيهم العصمة وهو والد المنتظر محمد صاحب السرداب‏.‏
وفيها حنين بن إسحاق النصراني شيخ الأطباء بالعراق ومعرب الكتب اليونانية ومؤلف الرسائل المشهورة‏.‏
سنة إحدى وستين ومائتين فيها كانت الفتن تغلي وتستعر بخراسان‏.‏
بيعقوب بن الليث‏.‏
وبالأهواز بقائد الزنج وتمت لهما حروب وملاحم‏.‏
وفيها توفي أحمد بن سليمان الزهاوي أبو الحسين الحافظ أحد الأئمة طوف وسمع زيد بن الحباب وأقرانه‏.‏
وفيها أحمد بن عبد الله بن صالح أبو الحسن العجلي الكوفي الحافظ نزيل أطرابلس المغرب وصاحب التاريخ والجرح والتعديل وله ثمانون سنة نزح إلى المغرب أيام محنة القرآن وسكنها روى عن حسين الجعفي وشبابة وطبقتهما قال عباس الدوري‏:‏ إنا كنا نعده مثل أحمد بن حنبل ويحيى بن معين‏.‏
وفيها أو في حدودها أبو بكر الأثرم أحمد بن محمد بن بن هاني الطائي الحافظ‏.‏
أحد الأئمة المشاهير روى عن أبي نعيم وعفان وصنف التصانيف وكان من أذكياء الأئمة‏.‏
روى عن عبيد الله بن موسى ومكي بن إبراهيم وكان ثبتًا إمامًا‏.‏
وفيها الحسن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي قاضي قضاة المعتمد وكان أحد
وفيها شعيب بن أيوب أبو بكر الصريفني مقرىء واسط وعالمها قرأ على يحيى بن آدم وسمع من القطان وطائفة وكان ثقة‏.‏
وفيها أبو شعيب السوسي صالح بن زياد مقرىء أهل الرقة وعالمهم‏.‏
قرأ على يحيى اليزيدي وروى عن عبد الله بن نمير وطائفة‏.‏
وتصدر للإقراء وحمل عنه طائفة‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها أبو يزيد البسطامي العارف الزاهد المشهور واسمه طيفور ابن عيسى وكان يقول‏:‏ لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتفع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الشريعة‏.‏
وفيها مسلم بن الحجاح أبو الحسن القشيري النيسابوري الحافظ أحد أركان الحديث وصاحب الصحيح وغير ذلك في رجب وله ستون سنة‏.‏
وكان صاحب تجارة وكان محسن نيسابور‏.‏
وله أملاك وثروة وقد حج سنة عشرين ومائتين فلقي القعنبي وطبقته‏.‏
سنة اثنتين وستين ومائتين لما عجز المعتمد على الله بن يعقوب بن الليث كتب إليه بولاية خراسان وجرجان فلم يرض حتى يوافي باب الخليفة‏.‏
وأضمر في نفسه الاستيلاء على العراق والحكم على المعتمد‏.‏
وخاف المعتمد فتحول عن سامرًا إلى بغداد وجمع أطرافه وتهيأ للملتقى وجاء يعقوب في سبعين ألف فارس فنزل واسط فتقدم المعتمد وقصده يعقوب فقدم المعتمد أخاه الموفق بجمهرة الجيش فالتقيا في رجب واشتد القتال فوقعت الهزيمة على الموفق ثم ثبت وشرعت الكسرة على أصحاب يعقوب فولوا الأدبار‏.‏
واستبيح عساكرهم وكسب أصحاب الحليفة ما لا يحد ولا يوصف وخلصوا محمد بن طاهر وكان مع يعقوب في القيود ودخل يعقوب إلى فارس وخلع المعتمد على محمد بن طاهر أمير خراسان ورده إلى عمله‏.‏
وأعطاه خمسمائة ألف درهم وعانت جيوش الخبيث عند اشتغال العسكر فنهبوا البطيحة وقتلوا وأسروا فسار عسكر الموفق لجربهم فهزمهم وقتل منهم مقدم كبير يعرف بالصعلوك‏.‏
وفيها توفي عمر بن شبة أبو زيد النميري البصري الحافظ العلامة الأخباري صاحب التصانيف حدث بن عبد الوهاب الثقفي وغندر وفيها محمد بن عاصم‏.‏
أبو جعفر الأصبهاني العابد سمع سفيان بن عيينة وأبا أسامة وطبقتهما‏.‏
وكان ثقة‏.‏
وفيها محمد بن عاصم أبو جعفر الأصبهاني العابد سمع سفيان بن عيينة وأبا أسامة وطبقتهما‏.‏
قال إبراهيم بن أورمة‏:‏ ما رأيت مثل محمد بن عاصم ولا رأى مثل نفسه‏.‏
وفيها يعقوب بن شيبة السدوسي البصري الحافظ أحد الأعلام وصاحب المسند المعلل الذي ما صنف أحد أكبر منه ولم يتمه وكان سريًا محتشمًا عين لقضاء القضاة ولحقه على ما خرج بن المسند نحوعشرة آلاف مثقال‏.‏
وكان صدوقًا‏.‏
سنة ثلاث وستين ومائتين وفيها توفي أحمد بن الازهر بن منيع‏.‏
أبو الأزهر النيسابوري الحافظ وقيل سنة إحدى وستين رحل وسمع أبا ضمرة أنس بن عياض وطبقته‏.‏
ووصل إلى اليمن‏.‏
قال النسائي‏:‏ لا بأس له‏.‏
وفيها الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ببغداد سمع أبا يحيى الحماني ورحل إلى عبد الرزاق وأقرانه‏.‏
وفيها الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل وقد نفاه المستعين إلى برقة ثم قدم بعد المستعين‏.‏
فوزر للمعتمد إلى أن مات‏.‏
وفيها محمد بن علي بن ميمون الرقي العصر الحافظ روى عن محمد بن يوسف الفريابي والقعنبي وأقرانهما‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان إمام أهل الجزيرة في عصره‏.‏
ثقة مأمون‏.‏
وفيها معاوية بن صالح الحافظ‏.‏
أبو عبيد الله الأشعري الدمشقي‏.‏
روى عن عبيد الله‏.‏
وأبي مسهر‏.‏
وسأل يحيى بن معين يخرج به‏.‏
سنة أربع وستين ومائتين فيها أغارت الزنج على واسط وهج أهلها حفاة عراة ونهبت ديارهم وأحرقت فسار لحربهم الموفق‏.‏
وفيها غزا المسلمون الروم‏.‏
وكانوا أربعة آلاف عليهم ابن كاوس‏.‏
فلما نزلوا البدندون تبعهم البطارقة‏.‏
وأحدقوا بهم فلم ينج منهم إلا خمسمائة واستشهد الباقون وأسر أميرهم جريحًا‏.‏
وفيها مات الأمير موسى بن بغا الكبير‏.‏
وكان من كبار القواد وشجعانهم كأبيه‏.‏
وفيها أحمد بن عبد الرحمن بن وهب أبو عبيد الله المصري المحدث روى الكثير عن عمه عبد الله وله أحاديث مناكير وقد احتج به مسلم‏.‏
وفيها أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري الحافظ ويلقب حمدان كان ممن رحل إلى اليمن وأكثر عن عبد الرزاق وطبقته وكان يقول‏:‏ كتبت عن عبيد الله بن موسى ثلاثين ألف حديث‏.‏
وفيها المزني الفقيه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحى بن إسماعيل المصري صاحب الشافعي‏.‏
في
قال الشافعي‏:‏ المزني ناصر مذهبي‏.‏
وكان زاهد عابدًا‏.‏
يغسل الموتى حسبة‏.‏
وصنف الجامع الكبير والجامع الصغير وتققه عليه خلق‏.‏
وفيها أبو زرعة‏.‏
عبيد الله بن عبد الكريم القرشي مولاهم الرازي الحافظ‏.‏
أحد الأئمة الأعلام في آخر يوم من السنة‏.‏
رحل وسمع بن أبي نعيم والقعنبي طبقتهما‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ لم يخلف بعده مثله فقها وعلما وصيانة وصدقًا‏.‏
وهذا مما لا يرتاب فيه‏.‏
ولا أعلم في المشرق والمغرب‏.‏
من كان يفهم هذا الشأن مثله‏.‏
وقال إسحاق بن راهويه‏:‏ كل حديث لا يحفظه أبو زرعة فليس له أصل‏.‏
وفيها يونس بن عبد الأعلى الإمام أبو موسى الصدفي المصري الفقيه المقرئ المحدث وله ثلاث وتسعون سنة روى عن ابن عيينة وابن وهب وتفقه على الشافعي‏.‏
وكان الشافعي يصف عقله وقرأ القرآن على ورش وتصدر للإقراء والفقه وانتهت إليه مشيخة بلده‏.‏
وكان ورعًا صالحًا عابدًا كبير الشأن‏.‏
سنة خمس وستين ومائتين فيها توفي أحمد بن الخصيب الوزير أبو العباس وزر للمنتصر والمستعين‏.‏
ثم نفاه المستعين إلى
وفيها أحمد بن منصور أبو بكر الرمادي الحافظ ببغداد‏.‏
وكان أحد من رحل إلى عبد الرزاق‏.‏
وثقه أبو حاتم وغيره‏.‏
وفيها إبراهيم بن هانئ النيسابوري الثقة العابد رحل وسمع من يعلى بن عبيد وطبقته‏.‏
قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ إن كان أحد من الأبدال فإبراهيم بن هاني‏.‏
وفيها صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الإمام أبو الفضل قاضي أصبهان‏.‏
في رمضان وله اثنتان وستون سنة‏.‏
سمع من عفان وطبقته وتفقه على أبيه‏.‏
قال ابن أبي حاتم‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها علي بن حرب أبو الحسن الطائي الموصلي المحدث الأخباري صاحب المسند‏.‏
سمع ابن عيينة وعش تسعين سنة‏.‏
وتوفي قبله أخوه أحمد بن حرب بسنتين‏.‏
وفيها أبو حفص النيسابوري الزاهد شيخ خراسان واسمه عمرو ابن مسلم وكان كبير القدر صاحب أحوال وكرامات وكان عجبًا في الجود والسماحة وقد نفذ مرة بضعة عشر ألف دينار يفتك بها أسارى ومات وليس له عشاء وكان يقول‏:‏ ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء ولا لمحة بقلبه‏.‏
وفيها محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أبو القاسم‏.‏
الذي تلقبه الرفضة‏:‏ الخلف الحجة‏.‏
وتلقبه بالمهدي وبالمنتظر‏.‏
وتلقبه بصاحب الزمان وهو خاتمة الاثنتي عشر وطلال الرافضة ما عليه مزيد‏.‏
فإنهم يزعمون أنه دخل السرداب الذي بسامر فاختفى‏.‏
وإلى الآن وكان عمره لما عدم تسع سنين أو دونها‏.‏
وفيها العلامة محمد بن سحنون المغربي المالكي مفتي القيروان تفقه على أبيه وكان إمامًا ماطرًا كثير التصانيف متعظمًا بالقيروان خرج له عدة أصحاب وما خلف بعده مثله‏.‏
وفيها يعقوب بن الليث الصفار الذي غلب على بلاد المشرق وهزم الجيوش وقام بعده أخوه عمرو بن الليث وكانا شابين صفارين‏.‏
فيهما شجاعة عظيمة مفرطة فصحبا صالح بن النضر الذي كان يقاتل الخوارح بسجستان فآل أمرهما إلى الملك فسبحان من له الملك ومات يعقوب بالقولنج في شوال بحند نيسابور وكتب على قبره‏:‏ هذا قبر يعقوب المسكين‏.‏
وقيل‏:‏ إن الطبيب قال له‏:‏ لا دواء لك إلا الحقنة فامتنع منها‏.‏
وخلف أموالًا عظيمة منها من الذهب ألف ألف دينار‏.‏
ومن الدراهم خمسين أالف ألف درهم وقام بعده أخوه بالعدل والدخول في طاعة الخليفة وامتدت أيامه‏.‏
فيها أخذت الزنج رامهرمز فاستباحوها قتلًا وسبيًا‏.‏
وفيها خرج أحمد بن عبد الله الخجستاني وحارب عمرًا بن الليث الصغار‏.‏
فظهر عليه‏.‏
ودخل بنيسابور فظلم وعسف‏.‏
وفيها خرجت جيوش الروم ووصلت إلى الجزيرة فعاثوا وأفسدوا‏.‏
وفيها مات إبراهيم بن أورمة‏.‏
أبو إسحاق الأصبهاني الحافظ أحد الأذكياء المحدثين‏.‏
في ذي الحجة‏.‏
ببغداد‏.‏
روى عن عباس العنبري وطبقته‏.‏
ومات قبل أوان الرواية‏.‏
وفيها محمد بن شجاع بن الثلجي فقيه العراق شيخ الحنفية‏.‏
سمع من إسماعيل بن علية‏.‏
وتفقه بالحسن بن زياد اللؤلؤي وصنف واشتغل وهو مترول الحديث توفي ساجدًا في صلاة الصبح وله نحو من تسعين سنة‏.‏
وفيها محمد بن عبد الملك بن مروان‏.‏
أبو جعفر الواسطي في شوال روى عن يزيد بن هارون وطبقته‏.‏
وكان ثقة صاحب حديث‏.‏
سنة سبع وستين ومائتين فيها دخلت الزنج واسط‏.‏
فاستباحوها ورموا النار فيها فسار لحربهم أبو العباس‏.‏
وهو المتضد فكسرهم ثم التقاهم ثانيًا بعد أيام فهزمهم ثم واقعهم ونازلهم وتصابروا على القتال شهرين فذلوا ووقع في قلوبهم الرعب من أبي العباس بن الموفق ونحو إلى الحصون وحاربهم في المراكب فغرق منهم خلق ثم جاء أبو الموفق في جيش لم ير مثله فهزموا الزنج هذا وقايدهم العلوي غائب عنهم فلما جائته الأخبار بهرب جنوده مرات‏.‏
ذل واختلف إلى الكثيف مرارا‏.‏
وتقطعت كبده ثم زحف عليهم أبو العباس‏.‏
وجرت لهم حروب يطول شرحها‏.‏
إلى أن برز الخبيث قائد الزنج بنفسه في ثلاثة آلاف فارس ونادى الموفق بالأمان وأتاه خلق قفت ذلك في عضد الخبيث‏.‏
ولم تجر وقعة‏.‏
لأن النهر فصل بين الجيشين‏.‏
وفيها توفي إسماعيل بن عبد الله أبو بشر العبدي الأصبهاني سمويه سمع بكر بن بكار وأبا مسهر وخلقًا من هذه الطبقة‏.‏
قال أبو الشيخ وكان حافظًا متقنًا يذاكر بالحديث‏.‏
وفيها المحدث إسحاق بن إبراهيم الفارسي شاذان في جمادى الآخرة بشيراز روى عن قاضي شيراز سعيد بن الصلت وطائفة وثقه ابن حبان‏.‏
وفيها بحر بن نصر بن سايق الخولاني المصري سمع ابن وهب وطائفة وكان أحد الثقات الأثبات‏.‏
روى النسائي في جمعه لمسند مالك عن رجل عنه‏.‏
وفيها حماد بن إسحاق بن إسماعيل الفقيه أبو إسماعيل القاضي وأخو إسماعيل القاضي تفقه على أحمد بن المعدل وحدث بن القعنبي‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
وكان بصيرًا بذهب مالك‏.‏
وفيها عباس الترقفي ببغداد أحد الثقات العباد سمع محمد بن يوسف الفريابي وطبقته‏.‏
وفيها عبد العزيز بن منيب أبو الدرداء المروزي الحافظ‏.‏
رحل وطوف‏.‏
وحدث عن مكي بن إبراهيم وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن عزيز الأيلي بأيلة‏.‏
روى عن سلامة بن روح وغيره‏.‏
وفيها يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي الحافظ شيخ النيسابور بعد أبيه ويقال له حيكان‏.‏
رحل وسمع بن سليمان بن حرب وطبقته‏.‏
وكان أمير المتطوعة المجاهدين ولما غلب أحمد بن عبد الله الخجستاني على نيسابور وكان ظلومًا غشومًا فخرج منها هاربًا‏.‏
فخافت النيسابوريون كرته فاجتمعوا على باب حيكان وعرضوا في عشرة آلاف مقاتل ورد إليهم أحمد فانهزموا واختفى حيكان‏.‏
وصحب قافلة ولبس عباءة فعرف وأتي به إلى أحمد فقتله‏.‏
وفيها يونس بن حبيب أبو بشر العجلي مولاهم الأصبهاني‏.‏
روى مسند الطيالسي عنه وكان ثقة ذا صلاح وجلالة‏.‏
فيها غزا الثغور الشامية خلف التركي الطولي فقتل من الروم بضعة عشر ألفًا وغنموا غنيمة هائلة حتى بلغ السهم أربعين دينارًا‏.‏
وفيها كان المسلمون يحاصرون الخبيث في مدينه المسماة بالمختارة‏.‏
وفيها توفي محدث مرو أبو الحسن أحمد بن سيار المروزي حافظ‏.‏
مصنف تاريخ مرو‏.‏
في ربيع الآخر‏.‏
سمع عن عفان وطبقته وكان يشبه في عصره بابن المبارك‏.‏
علمًا وزهدًا وكان صاحب وجه في مذهب الشافعي‏.‏
أوجب الأذان للجمعة فقط‏.‏
وفيها أبو عبد المؤمن أحمد بن شيبان الرملي في صفر‏.‏
روى عن بن عيينة وجماعة وثقه الحاكم‏.‏
وفيها أحمد بن يوسف الضبي الكوفي‏.‏
بأصبهان‏.‏
روى عن حجاج الأعور وطبقته‏.‏
وكان ثقة محتشمًا‏.‏
وفيها في شوال أحمد بن عبد الله الخجستاني كان من إمراء يعقوب الصفار جبارًا عنيدًا خرج على يعقوب وأخذ نيسابور وله حروب ومواقف مشهودة ذبحه غلمانه وقد سكر‏.‏
وفيها عيسى بن أحمد العسقلاني الحافظ وهو بغدادي نزل عسقلان محلة ببلخ‏.‏
روى عن ابن وهب وبقية وطبقتهما‏.‏
وفيها محمد بن عبد الله بن المصري مفتي الديار المصرية تفقه بالشافعي وأشهب وروى عن ابن وهب وعدة‏.‏
قال بن خزيمة‏:‏ ما رأيت أعرف بأقاويل الصحابة والتابعين منه‏.‏
قلت‏:‏ توفي في نصف ذي القعدة‏.‏
وله مصنفات كثيرة‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:34 PM

سنة تسع وستين ومائتين فيها ظفر المسلمون بمدينة الخبيث
وحصروه في قصره‏.‏
فأصاب الموفق سهم فتألم منه‏.‏
ورجع بالجيش حتى عوفي فحصن الخبيث مدينته وبنى ما تهدم‏.‏
وفيها تخيل المعتمد على الله من أخيه الموفق و لا ريب في أنه كان مقهورًا مع الموفق‏.‏
فكاتب أحمد بن طولون واتفقا وسافر المعتمد في خواصه من سامر يريد اللحاق بإبن طولون‏.‏
في صورة متنزه متصيد‏.‏
فجاء كتاب الموفق إلى إسحاق بن ككلح يقول‏:‏ متى تفق ابن طولون المعتمد لم تعق منكم باقية وكان إسحاق على نصيبين في أربعة آلاف فبادر إلى الموصل فإذا بحرقات المعتمد وأمراؤه فوكل بهم وتلقى المعتمد بين الموصل والحديثة فقال‏:‏ يا إسحاق لم منعت الحشم من الدخول إلى الموصل فقال‏:‏ أخوك يا أمير المؤمنين في وجه العدو و أنت تخرج عن مستقرك‏.‏
فمتى علم رجع عن قتال الخبيث عدوك على دار آبائك‏.‏
ثم كلم المعتمد بكلام قوي ووكل به وساقه وأصحابه إلى سامرا فتلقاه صاعد كاتب الموفق‏.‏
وتسلمه من إسحاق فأنزله في دار أحمد بن الخصيب ومنعه من الدخول دار الخلافة‏.‏
ووكل بالدار خمسمائة‏.‏
يمنعون من يدخل إليه وبقي صاعد يقف في خدمته‏.‏
ولكن ليس له حل ولا ربط‏.‏
وأما ابن طولون فجمع الأمراء والقضاة وقال‏:‏ قد نكث الموفق بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد فخلعوه إلا القاضي بكار قيده وحبسه وأمر بلعنة الموفق على المنابر‏.‏
وفيها توفي إبراهيم بن منقذ الخولاني المصري‏.‏
صاحب ابن وهب‏.‏
وكان ثقة‏.‏
وفيها الأمير عيسى بن الشيخ بن الذهلي وكان قد ولي دمشق‏.‏
فأظهر الخلاف في سنة خمس وخمسين‏.‏
وأخذ الخزائن وغلب على دمشق‏.‏
فجاء عسكر المعتمد فالتقاهم ابنه ووزيره فهزمهم وقتل ابنه وصلب وزيره‏.‏
وهرب عيسى ثم استولى على أمد وديار بكر مدة‏.‏
سنة سبعين ومائتين فيها التقى المسلمون والخبيث فاستظهروا ثم وقعة أخرى قتل فيها‏.‏
وعجل الله بروحه إلى النار واسمه علي بن محمد العبقسي المدعي أنه علوي ولقد طال قتال المسلمين معه واجتمع مع الموفق نحو ثلاثمائة ألف مقاتل أجناد ومطوعة وفي آخر الأمر التجأ الخبيث إلى جبل ثم
تراجع هو وأصحابه إلى مدينهم فحاربهم المسلمون‏.‏
فانهزم الخبيث وتبعهم أصحاب الموفق يأسرون ويقتلون ثم استقبل هو وفرسانه وجملوا على الناس فأزالوهم فحمل عليه الموفق والتحم القتال وإذا بفارس قد أقبل ورأس الخبيث في يده فلم يصدقه فعرفه جماعة من الناس فحينئذ ترجل الموفق وابنه المعتضد والأمراء فخروا لله سجدًا وكبروا وسار الموفق فدخل بالرأس بغداد وعملت القباب وكان يوما مشهودًا وأمن الناس وشرعوا يتراجعون إلى الأمصار التي أخذها الخبيث وكانت أيامه خمس عشرة سنة‏.‏
قال الصولي‏:‏ قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف‏.‏
قال‏:‏ وقتل في يوم واحد بالبصرة ثلاثمائة ألف وكان يصعد على المنبر فيسب عثمان وعليًا وعائشة ومعاوية‏.‏
وهو اعتقادً الأزارقة وكان ينادي في عسكره على العلوية بدرهمين وثلاثة وكان عند الواحد من الزنج العشرة من العلويات يفترشهن وكان الخبيث خارجيًا يقول‏:‏ لاحكم إلا لله‏.‏
وقيل‏:‏ كان زنديقًا يتستر بمذهب الخوارج وهو أشبه فان الموفق كتب إليه وهو يحاربه في سنة سبع وستين يدعوه إلى التوبة والإنابة إلى الله مما فعل من سفك الدماء وسبي الحريم وانتحال النبوة والوحي فما زاده الكتاب إلا تجبرًا وطغيانًا‏.‏
ويقال‏:‏ إنه قتل الرسول فازل الموفق مدينته المختارة فتأملها فاذا مدينة حصينة محكمة الأسوار عميقة الخادق فرأى شيعا مهولا ورأى من كترة المقاتلة ما أذهله تم رموه رمية واحدة بالمجانيق والمقاليع والنشاب وصاحوا صيحة واحدة ارتجت منها الأرض فعمد الموفق إلى مكاتبة قواد الخبيث واستمالهم فاستجاب اسه عدد منهم فأحسن إليهم وقتل وكان الخبيث منجما يكتب الخروز وأول شيئ كان بواسط فحبسه محمد بن أبي عون ثم أطلقه فلم يلبث أن خرج بالبصرة واستغوى السودان الزبالين والعبيد فصار أمره إلى ما صار‏.‏
وفيها في ذي القعدة توفي أمير الديار المصرية والشامية أبو العباس أحمد بن طولون وهو في عشر الستين وخلف عشرة ألف ألف دينار وكان له أربعة عشر ألف مملوك وكان كريمًا شجاعًا مهيبًا حازمًا لبيبًا‏.‏
قال القضاعي‏:‏ كان طائش السيف‏.‏
فأحصي من قتله صرًا أو مات في سجنه‏.‏
فكانوا ثمانية عشر ألفًا وكان يحفظ القرآن وأوتي حسن الصوت به‏.‏
وكان كثير التلاوة‏.‏
وكان أبوه أحمد من مماليك المأمون‏.‏
مات سنة أربعين ومائتين‏.‏
وملك أحمد الديار المصرية‏.‏
ست عشر سنة وفيها أسيد بن عاصم الثقفي الأصبهاني أخو محمد بن عاصم رحل وصنف المسند وسمع من سعيد بن عامر الضبعي وطبقته‏.‏
وفيها بكار بن قتيبة الثقفي البكراوي أبو بكرة الفقيه البصري قاضي الديار المصرية في ذي الحجة سمع أبا داود الطيالسي وأقرانه‏.‏
وله أخبار في العدل والعفة والنزاهة والورع‏.‏
ولاه المتوكل القضاء في سنة ست وأربعين‏.‏
وفيها الحسن بن علي بن عفان أبو محمد العامري الكوفي في صفر روى عن عبد الله بن نمير وأبي أسامة وعدة‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها داود بن علي الإمام أبو سليمان الأصبهاني ثم البغدادي الفقيه الظاهري صاحب التصانيف في رمضان وله سبعون سنة سمع القعنبي وسليمان بن حرب وطبقتهما‏.‏
وتفقه على أبي ثور وابن راهويه وكان زاهدًا ناسكًا‏.‏
قال ابن خلكان‏:‏ إليه انتهت رئاسة العلم ببغداد قيل‏:‏ إنه كان يحضر مجلسه كل يوم أربعمائة صاحب طيلسان أخضر‏.‏
وفيها الربيع بن سليمان المرادي مولاهم المصري الفقيه صاحب الشافعي وهو في عشر المائة سمع بن وهب وطائفة وكان إمامًا ثقة صاحب حلقة بمصر‏.‏
وفيها زكريا بن يحيى بن أسد أبو يحيى المروزي ببغداد روى عن سفيان بن عيينة وأبي معاوية‏.‏
قال الدراقطني‏:‏ لا بأس به‏.‏
وفيها العباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي المحدث العابد في ربيع الآخر وله مائة سنة تامة‏.‏
روى عن أبيه ومحمد بن شعيب وجماعة‏.‏
قال أبو داود‏:‏ كان صاحب ليل‏.‏
وفيها أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ببغداد في ذي الحجة سمع حسين بن علي الجعفي وأبا أسامة وثقة الدارقطني وغيره‏.‏
وفيها محمد بن إسحاق أبو بكر الصغاني ثم البغدادي الحافظ الحجة في صفر سمع يزيد بن هارون وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة أبو د الله الحافظ المجود سمع أبا عاصم النبيل وطبقته‏.‏
قال النسائي‏:‏ ثقة صاحب حديث وكان مع إمامته وعلمه فيه نأو وتعظيم لنفسه‏.‏
وفيها محمد بن هشام بن ملاس أبو جعفر النميري الدمشقي عن سبع وتسعين سنة روى عن مروان بن معاوية الفزاري وغيره وكان صدوقًا‏.‏
سنة إحدى وسبعين ومائتين فيها وقعت الطواحين وكان ابن طولون خلع الموفق من ولاية العهد ومات وقام بعده ابنه خمارويه على ذلك فجهز الموفق ولده أبا العباس المعتضد في جيش كبير وولاه مصر والشام
فسار حتى نزل بفلسطين وأقبل خمارويه فالتقا الجمعان بفلسطين وحمي الوطيس حتى حرت الأرض من الدماء ثم انهزم خمارويه إلى مصر ونهبت خزائنه وكان سعد الأعسر كمينًا لخمارويه فخرج على أبي العباس وهم فارو فأوقعوا بهم فانهزم هو وجيشه أيضًا حتى ول طرسوس في نفير يسير وذهبت خزائنه أيضًا حواها سعد وأصحابه‏.‏
وفيها توفي عباس بن محمد بن حاتم الدوري الحافظ أبو الفضل مولى بني هاشم ببغداد في صفر سمع الحسين بن علي الجعفي وأبا النضر وطبقتهما وكان من أئمة الحديث‏.‏
وفيها عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي البصري أبو سعيد صاحب يحيى القطان‏.‏
يوم الأضحى بسامرا‏.‏
وفيه لين‏.‏
وفيها محمد بن حماد الطهراني الرازي الحافظ أحد من رجل إلى عبد الرزاق‏.‏
وحدث بمصر والشام والعراق وكان ثقة‏.‏
وفيها أبو الحسن محمد بن سنان بن القزاز‏.‏
بصري نزل بغداد‏.‏
روى عن عمر بن يونس اليماني وجماعة‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ لا بأس به‏.‏
وقال أبو داود‏:‏ يكذب‏.‏
وفيها يوسف بن سعيد بن مسلم الحافظ أبو يعقوب محدث المصيصة روى عن حجاح الأعور وعبيد الله بن موسى وطبقتهما قال النسائي‏:‏ ثقة حافظ‏.‏
سنة اثنتين وسبعين ومائتين فيها أحمد بن عبد الجبار العطاردي الكوفي في شعبان ببغداد في عشر المائة سمع أبا بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس وطبقتهما‏.‏
وثقه ابنا حبان‏.‏
وفيها أحمد بن الفرح أبو عتبة الحمصي المعروف بالحجازي روى عن بقية وجماعة قال ابن عدي‏:‏ هو وسط ليس بحجة‏.‏
وفيها أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني الزاهد الرازي صاحب المسند‏.‏
رحل وسمع أبا نعيم وطبقته‏.‏
وفيها أبو معين الرازي الحسين بن الحسين الحافظ رحل وسمع سعيد بن أبي مريم وأبا سلمة التبوذكي وطبقتهما‏.‏
وفيها سليمان بن سيف الحافظ أبو داود محدث حران وشيخها‏.‏
في شعبان سمع يزيد بن هارون وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن عبد الوهاب العبدي أبو أحمد الفراء النيسابوري الفقيه الأديب أحد أوعية العلم سمع حفص بن عبد الله وجعفر بن عون والكبار‏.‏
وفيها محمد بن عبيد الله بن يزيد أبو جعفر بن المنادى المحدث في رمضان ببغداد وله مائة سنة وستة عشر شهرًا سمع حفص بن غياث وإسحاق الأزرق وطبقتهما‏.‏
وفيها محمد بن عوف بن سليمان بن سفيان أبو جعفر الطائي الحافظ محدث حمص سمع محمد بن يوسف الفريائي وطبقته‏.‏
وكان من أئمة الحديث‏.‏
سنة ثلاث وسبعين ومائتين فيها توفي إسحاق بن سيار النصيبني محدث نصيين‏.‏
في ذي الحجة سمع الخريبي وأبا عاصم وطبقتهما‏.‏
وفيها حنبل بن إسحاق الحافظ أبو علي ابن عم الإمام أحمد وتلميذه‏.‏
في جمادى الأولى‏.‏
سمع أبا نعيم والحميدي‏.‏
وجمع وصنف‏.‏
وفيها أبو أمية الطرطوسي محمد بن إبراهيم بن مسلم الحافظ سمع عبد الوهاب بن عطاء وشبابة وطبقتهما‏.‏
وكان من ثقات المصنفين‏.‏
وفيها محمد بن يزيد بن ماجه الحافظ الكبير أبو عبد الله القزويني صاحب السنن والتفسير والتاريخ‏.‏
سمع أبا بكر بن أبي شعيبة‏.‏
ويزيد بن عبد الله اليمامي‏.‏
وهذه الطبقة‏.‏
وفيها أحمد بن الوليد الفحام أبو بكر البغدادي روى عن عبد الوهاب بن عطاء وطائفة وكان ثقة‏.‏
وفيها في صفر صاحب الأندلس محمد بن عبد الرحمن بن الحكم ابن هشام الأمو ي أبو عبد الله وكانت دولته خمسًاوثلاثين سنة وكان فقيهًا عالمًا فصيحًا مفوهًا رافعًا علم الجهاد‏.‏
قال بقي بن مخلد‏.‏
ما رأيت ولا سمعت أحدًا من الملوك أفصح منه ولا أعقل‏.‏
وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي‏:‏ هو صاحب وقعة وادي سليط التي لم سيمع بمثلها‏.‏
يقال‏:‏ إنه قتل فيها ثلاثمائة ألف كافر‏.‏
رحمة الله عليه‏.‏
سنة أربع وسبعين ومائتين فيها توفي أحمد بن محمد بن أبي الخناجر‏.‏
أبو علي الأطرابلسي‏.‏
في جمادى الآخرة روى عن مؤمل بن إسماعيل وطبقته وكان من نبلاء العلماء‏.‏
وفيها الحسن بن مكرم بن حسان أبو علي ببغداد روى عن علي ابن عاصم وطبقته‏.‏
ووثق‏.‏
وفيها خلف بن محمد الواسطي كردوس الحافظ سمع يزيد بن هارون وعلي بن عاصم‏.‏
وفيها عبد الملك بن عبد الحميد الفقيه أبو الحسن الميموني الرقي‏.‏
صاحب الإمام أحمد في
وفيها محمد بن عيسى بن حبان المدائني‏.‏
روى عن سفيان بن عيينة وجماعة‏.‏
لينه الدراقطني‏.‏
وقال البرقاني‏:‏ لا بأس به‏.‏
سنة خمس وسبعين ومائتين فيها توفي أبو بكر المروذي الفقيه أحمد بن محمد بن الحجاج في جمادى الأولى ببغداد وكان أجل أصحاب أحمد بن حنبل إمامًا في الفقه والحديث‏.‏
كثير التصانيف خرج مرة إلى الرباط فشيعه نحو خمسين ألفًا من بغداد إلى سامرا‏.‏
وفيها أحمد بن ملاعب الحافظ أبو الفضل المخرمي‏.‏
وله أربع وثمانون سنة سمع عبد الله بن بكر وأبا نعم وطقبتهما‏.‏
وفيها الإمام أبو داود السجستاني سليمان بن الأشعث بن إسحاق ابن بشير الأزردي صاحب السنن التصانيف المشهورة في شوال بالبصرة وله بضع وسبعون سنة سمع مسلم بن إبراهيم والقعنبي وطبقتهما‏.‏
وطوف الشام والعراق ومصر والحجاز والجزيرة وخراسان وكان رأسًا في الحديث رأسًا في الفقه‏.‏
ذا جلالة وحرمة وصلاح وورع حتى إنه كان يشبه بشيخه الإمام أحمد بن حنبل‏.‏
وفيها يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد الله بن الزبرقان أبو بكر البغدادي المحدث في شوال روى عن علي بن عاصم ويزيد بن هارون وجماعة وصحح الدارقطيني حديثه‏.‏
سنة ست وسبعين ومائتين فيها جرت حروب صعبة بين صاحب مصر خمارويه وبين محمد بن أبي الساج ثم ضعف محمد وهرب إلى بغداد‏.‏
وفيها توفي الحافظ أبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري محدث الكوفة في ذي الحجة صنف المسند والتصانيف وروى عن جعفر بن عون وطبقته‏.‏
قال ابن حبان‏:‏ كان متقنًا‏.‏
وفيها الإمام بقي بن مخلد أبو عبد الرحمن الأندلسي الحافظ أحد الأئمة الأعلام في جمادى الآخرة وله خمس وسبعون سنة سمع يحيى ابن يحيى الليثي ويحيى بن بكير وأحمد بن حنبل وطبقتهم وصنف التفسير الكبير والمسند الكبير‏.‏
قال ابن خزم‏:‏ أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره وكان بقي علامة فقيها مجتهدًا صواما قوامًا تبتلًا عديم المثيل‏.‏
وفيها الإمام الورع أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري‏.‏
صاحب التصانيف في فنون العلم والآداب في رجب ببغداد فجأة وله ثلاث وستون سنة روى عن إسحاق بن راهويه وغيره‏.‏
وفيها أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي البصري الحافظ أحد العباد والأئمة في شوال ببغداد‏.‏
روى عن يزيد بن هارون وطبقته ووثقه أبو داود‏.‏
قال أحمد بن كامل‏:‏ قبل عنه إنه كان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة ويقالء بن روى من حفطه ستين ألف حديث‏.‏
وفيها محدث الأندلس قاسم بن محمد بن قاسم الأمو ي مولاهم القرطبي الفقيه له رحلتان إلى مصر وتفقه على الحارث بن مسكين وابن عبد الحكيم وكان مجتهدًا لا يقلد‏.‏
قال بقي بن مخلد‏:‏ هو أعلم من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وأما ابن عبد الحكم فقال‏:‏ لم يقدم علينا من الأندلس أعلم من القاسم‏.‏
وقال محمد بن عمر بن لبابة ما رأيت أفقه منه‏.‏
قلت‏:‏ وروى عن إبراهم بن المنذر الحزامي‏.‏
وفيها محدث مكة محمد بن إسماعيل الصائغ أبو جعفر‏.‏
وقد قارب التسعين سمع أبا أسامة
وفيها محدث دمشق أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد سمع أبا مسهر والحميدي و طبقتهما‏.‏
وكان ثقة بصيرًا بالحديث‏.‏
سنة سبع وسبعين ومائتين فيها توفي حافظ المشرق أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي في شعبان وفي عشر التسعين وكان بارع الحفظ واسع الرحلة من أوعية العلم سمع محمد بن عبد الله الأنصاري وأبا مسهر وخلقا لا يحصون وكان جاريا في مضمار البخاري وأبي زرعة الرازي‏.‏
وفيها المحدث أبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني الكوفي صاحب المسند‏.‏
روى عن عبيد الله بن موسى وأبي نعيم وطبقتهما وكان ثقة‏.‏
وفيها الإمام أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي الحافظ أحد أركان الحديث‏.‏
وصاحب المشيخة والتاريخ في وسط السنة وله بضع وثمانون سنة‏.‏
سمع أبا عاصم وعبيد الله بن موسى وطبقتهما فأكثر‏.‏
سنة ثمان وسبعين ومائتين فيها مبدأ ظهور القرامطة بسواد الكوفة‏.‏
وهم خوارج زنادقة مارقة من الدين‏.‏
وفيها توفي الموفق أبو أحمد طلحة ويقال ابن محمد بن المتوكل ولي عهد أخيه المعتمد في صفر وله تسع وأربعون سنة وكان ملكًا مطاعًا وبطلًا شجاعًا ذا بأس وأيد ورأي وحزم‏.‏
حارب الزنج حتى أبادهم وقتل طاغيتهم وكان جميع أمر الجيوش إليه وكان محببًا إلى الخلق وكان المعتمد مقهورًا معه اعتزاه بقرس فبرح به وأصاب رجله داء الفيل وكان يقول‏:‏ قد أطبق ديواني على مائة ألف مرتزق وما أصبح فيهم أسوأ حالًا مني‏.‏
واشتد ألم رجله وانتفاخها إلى أن مات منها وكان قد ضيق على ابنه أبي العباس وخاف منه فلما احتضر رضي عليه‏.‏
فلما توفي ولاه المعتمد ولاية العهد ولقبه المعتضد وكان بعض الأعيان يشبه الموفق بالمنصور‏.‏
في حزمه ودهائه ورأيه‏.‏
قلت‏:‏ وجميع الخلفاء إلى اليوم فمن ذريته‏.‏
وفيها عبد الكريم بن الهيثم أبو يحيى الدير عاقولي رحل وحصل وجمع وروى عن نعيم وأبي اليمان وطبقتهما وكان أحد الثقات‏.‏
وفيها موسى بن سهل بن كثير الوشاء ببغداد في ذي القعدة وهو آخر من حدث عن ابن علية وإسحاق الأزرق ضعفه الدارقطني‏.‏
تمكن المعتضد أبو العباس من الأمور وأطاعته الأمراء حتى ألزم عمه المعتمد أن يقدمه في العهد على ابنه المفوض‏.‏
ففعل مكرها‏.‏
وفيها منع المعتضد من بيع كتب الفلاسفة والجدل‏.‏
وتهدد على ذلك ومنع المنجمين والقصاص من الجلوس‏.‏
فكان ذلك من حسناته‏.‏
وفيها توفي في رجب المعتمد على الله وله خمسون سنة‏.‏
وكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة ويومين وكان اسمر ربعة نحيفًا مدور الوجه صغير اللحية مليح العينين ثم سمن وأسرع إليه الشيب ومات فجأة‏.‏
وأمه أم ولد اسمها فتيان‏.‏
وله شعر متوسط‏.‏
وكان قد أكل رؤوس جدي فمات من الغد بين المغنين والندماء‏.‏
فقيل سم في الرؤوس‏.‏
وقيل نام فغم في بساط‏.‏
وقسل سم في كأس الشراب فدخل عليه القاضي والشهود‏.‏
فلم يرو به أثرًا وكان منهمكًا في اللذات فاستولى أخوه على المملكة وحجر عليه في بعض الأشياء فاستصعب المعتضد الحال بعد أبيه‏.‏
وعن أحمد بن يزيد قال‏:‏ كنا عند المعتمد وكان كثير العربدة إذا سكر فذكر حكاية‏.‏
وفيها توفي أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ ابن الحافظ أبو بكر النسائي ثم البغدادي‏.‏
مصنف التاريخ الكبير وله أربع وتسعون سنة سمع أبا نعيم وعفان وطبقتهما‏.‏

وفيها إبراهيم بن عبد الله بن عمر العبسي الكوفي القصار‏.‏
أبو إسحاق آخر أصحاب وكيع وفاة‏.‏
وفيها جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ببغداد‏.‏
وله تسعون سنة‏.‏
روى عن أبي نعيم وطبقته وكان زاهدًا عابدًا ثقة‏.‏
ينفع الناس ويعلمهم الحديث‏.‏
وفيها أبو يحيى عبد الله بن أحمد زكريا بن أبي مبسرة‏.‏
محدث مكة‏.‏
في جمادى الأولى‏.‏
روى عن عبد الرحمن المقري وطبقته‏.‏
وفيها الامام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي الحافظ‏.‏
مصنف الجامع‏.‏
في رجب بترمذ‏.‏
سمع قتيبة وأبا مصعب وطبقتهما‏.‏
وكان من أئمة هذا الشأن وكان ضريرًا‏.‏
فقبل إنه ولد أكمه‏.‏
وفيها أبو الأحوص محمد بن الهيثم الحافظ‏.‏
قاضي عكبرا‏.‏
في جمادى الآخرة وكان أحد من عني بهذا الشأن فروى عن عبد الله بن رجاء‏.‏
وسعد بن عفير‏.‏
و طبقتهما‏.‏
سنة ثمانين ومائتين فيها توفي القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي الفقيه الحافظ صاحب المسند روى عن أبي نعيم ومسلم بن بن إبراهيم وخلق وكان بصيرًا بالفقه عارفًا بالحديث وعلله

وفيها الإمام قاضي الديار المصرية أحمد بن أبي عمران أبو جعفر الفقيه الحنفي تفقه على محمد بن سماعة‏.‏
وحدث بن عاصم بن علي وطائفة‏.‏
وروى الكثير من حفظه لأنه عمي بمصر وهو شيخ الطحاوي بمصر في الفقه‏.‏
وفيها الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد الدرامي السجزي الحافظ‏.‏
صاحب المسند والتصانيف‏.‏
روى عن سليمان بن حرب وطبقته‏.‏
وكان جذعا في أعين المبتدعة‏.‏
قيمًا بالسنة‏.‏
قال يعقوب بن إسحاق الهروي ما رأينا أجمع منه أخذ الفقه عن البويطي‏.‏
والعربية عن ابن الأعرابي‏.‏
والحديث عن ابن المديني‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
وقد ناهز الثمانين‏.‏
وفيها الحافظ أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي أحد أعلام السنة سمع محمد بن عبد الله الأنصاري وسعيد بن أبي مريم وطبقتهما‏.‏
وجمع وصنف‏.‏
وفيها أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال الرقي محدث الرقة وشيخها في ذي الحجة وقد قارب التسعين روى عن حجاح الأعور وخلق كثير وله شعر رائق‏.‏
سنة إحدى وثمانين ومائتين فيها توفي إبراهيم بن الحسين الكسائي الهمذاني بن ديزيل ويعرف بدابة عفان للزومه له ويلوسيفينه وكان ثقة جوالًا صالحًا‏.‏
يصوم صوم داود سمع أيضا أبا مسهر وأبا اليمان وطبقتهما وكان من أكثر الحفاظ حديثًا‏.‏
وفيها الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي مولاهم البغدادي صاحب التصانيف في جمادى الأولى وقد نيف على الثمانين‏.‏
وكان صدوقًا أديبًا أخباريًا كثير العلم‏.‏
روى عن خالد بن خداش وسعيد بن سليمان سعدويه وطبقتهما‏.‏
وفيها الإمام أبو زرعة عبد الرحمن عمرو البصري الدمشقي الحافظ في جمادى الآخرة سمع أبا مسهر وأبا نعيم وطبقتهما وصنف التصانيف‏.‏
وكان محدث الشام في زمنه‏.‏
وفيها الحافظ أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن خرزاذ الانطاكي أحد أركان الحديث سمع عفان وسعيد بن عفير والكبار‏.‏
و قال محمد بن خميرويه‏:‏ هو أحفظ من رأيت توفي في آخر السنة‏.‏
وفيها العلامة أبو عبد الله‏.‏
محمد بن إبراهيم بن المواز الاسكندراني المالكي‏.‏
صاحب التصانيف‏.‏
أخذ عن أصبغ بن الفرج وعبد الله بن عبد الحكم وانتهت إليه رئاسة المذهب وإليه كان المنتهى في تفريع المسائل‏.‏
فيها وقع الصلح بين المعتضد وخمارويه وتزوج المعتضد بابنة‏.‏
خمارويه على مهر مبلغه ألف ألف درهم فأرسلت إلى بغداد وبنى بها المعتضد وقوم جهازها بألف ألف دينار وأعطت ابن الجصاص الذي مشى في الدلالة مائة ألف درهم‏.‏
وفيها توفي إبراهيم بن إسماعيل‏.‏
الحافظ أبو إسحاق الطوسي العنبري‏.‏
سمع يحيى بن يحيى التميمي‏.‏
فمن بعده وكان محدث الوقت وزاهده‏.‏
بعد محمد بن أسلم بطوس صنف المسند الكبير في مئتي جزء‏.‏
وفيها العلامة أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد ابن زيد الأزدي مولاهم‏.‏
البصري الفقيه المالكي القاضي ببغداد‏.‏
في ذي الحجة فجأة وله ثلاث وثمانون سنة وأشهر سمع الأنصاري ومسلم بن إبراهيم وطبقتهما وصنف التصانيف في القراءات والحديث وبالفقه وأحكام القرآن والأصول‏.‏
وتفقه على أحمد بن المعدل‏.‏
وأخذ علم الحديث عن ابن المديني وكان إمامًا في العربية حتى قال المبرد‏:‏ هو أعلم بالتصريف مني‏.‏
وفيها الحافظ أبو الفضل‏.‏
جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي البغدادي في رمضان‏.‏
سمع عفان وطبقته‏.‏
وكان ثقة متحريًا إلى الغاية في التحديث‏.‏
وفيها الحافظ أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي البغدادي صاحب المسند يوم

عرفة وله ست وتسعون سنة‏.‏
سمع علي بن عاصم وعبد الوهاب بن عطاء وطبقتهما‏.‏
قال الدراقطني‏:‏ صدوق‏.‏
وفيها الحسين بن الفضل بن عمير البجلي الكوفي المفسر نزيل نيسابور وكان آية في معاني القرآن صاحب فنون وتعبد قيل إنه كان يصلي في اليوم والليلة ستمائة ركعة وعاش مائة وأربع سنين روى عن يزيد بن هارون والكبار‏.‏
وفيها خمارويه بن أحمد بن طولون الملك أبو الجيش متولي مصر والشام وحمو المعتضد بالله فتك به غلمان له راودهم في ذي القعدة بدمشق وعاش اثنتين وثلاثين سنة وكان شهما صارمًا كأبيه‏.‏
وفيها الحافظ أبو محمد الفضل بن المسيب البيهقي الشعراني طوف الأقاليم وكتب الكثير وجمع وصنف‏.‏
روى عن سليمان بن حرب وسعيد بن أبي مريم وطبقتهما‏.‏
وفيها محمد بن الفرج الأزرق أبو بكر في المحرم ببغداد سمع حجاح بن محمد وأبا النضر وطبقتهما‏.‏
وفيها العلامة أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد البصري الضرير اللغوي الأخباري وله إحدى وتسعون سنة وأضر وله أربعون سنة أخذ عن أبي عبيدة وأبي عاصم النبيل
سنة ثلاث وثمانين ومائتين فيها ظفر المعتضد بهرون الشاري رأس الخوارج بالجزيرة وأدخل راكبًا فيلًا‏.‏
وزينت بغداد‏.‏
وفيها أمر المعتضد في سائر البلاد بتوريث ذوي الأرحام وإبطال دواوين المواريث في ذلك وكثر الدعاء له وكان قبل ذلك من أبطال السرورود من السراك رامان من المجوس‏.‏
وفيها التقى عمرو بن الليث الصفار ورافع بن هرثمة فانهزمت جيوش رافع وهرب وساق الصفار وراءه فأدركه بخوارزم فقتله وكان المعتضد قد عزل رافعا عن خراسان واستعمل عليها عمرو بن الليث في سنة تسع وسبعين فبقي رافع بالري وهادن الملوك المجاورين له ودعا الى العلوي‏.‏
وفيها وصلت تقادم عمرو بن الليث إلى المعتضد من جملتها مائتا حمل مال‏.‏
وفيها توفي القدوة العارف سهل بن عبد الله التستري الزاهد في المحرم عن نحو من ثمانين سنة وله مواعظ وأحوال وكرامات وكان من أكبر مشايخ القوم‏.‏
وفيها أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن خراش المروزي ثم البغدادي الحافظ صاحب الجرح والتعديل أخذ عن أبي حفص الفلاس وطبقته‏.‏
قال أبو أحمد بن عدي‏:‏ ما رأيت أحفظ منه‏.‏
وقال بكر بن محمد البصري‏:‏ سمعته يقول‏:‏ شربت بولي في طلب هذا الشأن خمس مرات‏.‏
فيها توفي قاضي القضاة‏.‏
أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي البصري وكان رئيسًا معظمًا دينًا خيرًا‏.‏
روى عن أبي الوليد الطياليسي وجماعة‏.‏
وفيها محمد بن سليمان بن الحارث أبو بكر الباغندي محدث واسط مشهور‏.‏
نزل بغداد وحدث بن محمد بن عبد الله الأنصاري وعبيد الله بن موسى‏.‏
وكان صدوقا وهو والد الحافظ محمد بن محمد‏.‏
وفيها تمتام الحافظ أبو جعفر محمد بن غالب بن حرب الضبي البصري في رمضان ببغداد‏.‏
روى عن أبي نعيم وعفان وطبقتهما وصنف وجمع‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:39 PM

سنة أربع وثمانين ومائتين
قال محمد بن جرير‏:‏ فيها عزم المعتضد على لعنة معاوية رضي الله عنه على المنابر‏.‏
فخوفه الوزير عبيد الله من اضطراب العامة‏.‏
فلم يلتفت وتقدم إلى العامه بلزوم أشغالهم وترك الاجتماع ومنع القصاص من الكلام ومن اجتماع الخلق في الجوامع وكتب كتابًا في ذلك
واجتمع له الناس يوم الجمعة بناء على أن الخطيب يقرؤه فما قرئ وكان من إنشاء الوزير عبيد الله بن سليمان بن وهب وهو طويل فيه مصائب ومعائب فقال القاضي يوسف بن يعقوب‏:‏ يا أمير المومنين أخاف الفتنة عند سماعه فقال‏:‏ إن تحركت العامة وضعت فيهم السيف قال‏:‏ فما تصنع بالعلوية الذين هم في كل ناحية قد خرجوا عليك وإذا سمع الناس هذا من فضائل أهل البيت مالوا إليهم وصاروا أبسط ألسنة فأمسك المعتضد‏.‏
وفيها توفي محدث نيسابور ومفيدها أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي الحافظ سمع قتيبة وطبقته وكان من سعة روايته راهب عصره مجاب الدعوة‏.‏
وفيها أبو يعقوب إسحاق بن الحسن الحربي سمع أبا نعيم والقعنبي وطبقتهما وكان ثقة صاحب حديث‏.‏
وفيها أبو عبادة البحتري أمير شعراء العصر وحامل لواء القريض واسمه الوليد بن عبادة الطائي المنبجي أخذ عن أبي تمام الطائي ولما سمع أبو تمام شعره قال‏:‏ نعيت إلى نفسي‏.‏
وقال المبرد‏:‏ أنشدنا شاعر دهره ونسيج وحده أبو عبادة البحتري‏.‏
وقيل مات في السنة الماضية وقيل في السنة الآتية وله بضع وسبعون سنة‏.‏
فيها وثب صالح بن مدرك الطائي في طي فانتهبوا الركب العراقي وبدعو وسبوا النسوان وراح للناس ما قيمته ألف ألف دينار‏.‏
وفيها مات الإمام الحبر إبراهيم بن إسحاق بن بشير‏.‏
أبو إسحاق الحربي الحافظ‏.‏
أحد الأئمة الأعلام ببغداد‏.‏
في ذي الحجة‏.‏
وله سبع وثمانون سنة‏.‏
سمع أبا نعيم وعفان وطبقتهما وتفقه على الإمام أحمد‏.‏
وبرع في العلم والعمل‏.‏
وصنف التصانيف الكثيرة‏.‏
وكان يشبه بأحمد بن حنبل في وقته‏.‏
وفيها إسحاق بن إبراهيم الدبري المحدث‏.‏
راوية عبد الرزاق بصنعاء‏.‏
عن سن عالية‏.‏
اعتنى به أبوه واسمعه الكتب من عبد الرزاق في سنة عشر ومائتين وكان صدوقًا‏.‏
وفيها أبو العباس المبرد محمد بن يزيد الأزدي البصري إمام أهل النحو في زمانه وصاحب التصانيف‏.‏
أخذ عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني وتصدر للاشتغال ببغداد وكان وسيما مليح الصورة فصيحًا مفوهًا أخباريًا علامة ثقة توفي في آخر السنة‏.‏
سنة ست وثمانين ومائتين
فيها التقى إسماعيل بن أحمد بن أسد الأمير عمرو بن الليث الصفار بما وراء النهر فانهزم أصحاب عمرو وكانوا قد ضجروا منه ومن ظلم خواصه ولا سيما أهل بلخ فإنهم نالهم بلاء شديد من الجند فانهزم عمرو إلى بلخ فوجدها مغلوقة ففتحوا له ولجماعة يسيرة ثم وثبوا عليه فقيدوه وحملوه إلى إسماعيل أمير ما وراء النهر فلما دخل عليه قام إليه واعتنقه وتأدب معه فإنه كان في أمراء عمر وغير واحد مثل إسماعيل وأكبر وبلغ ذلك المعتضد ففرح وخلع على إسماعيل خلع السلطنة وقلده خراسان وما وراء النهر وغير ذلك وأرسل إليه يلح عليه في إرسال عمرو بن الليث فدافع فلم ينفع فبعثه وأدخل بغداد على جمل بعد أن كان يركب في مائة ألف وسجن ثم خنق وقت موت المعتضد‏.‏
وفيها ظهر بالبحرين أبو سعيد الجنابي القرمطي وقويت شوكته وانضم إليه جمع من الأعراب فعاث وأفسد وقصد البصرة فحصنها المعتضد وكان أبو سعيد كيالًا بالبصرة وجنابة قرية من قرى الأهواز‏.‏
قال الصولي‏:‏ كان أبو سعيد فقيرًا يرفو أعدال الدقيق فخرح إلى البحرين وانضم إليه طائفة من بقايا الزنج واللصوص حتى تفاقم أمرم وهزم جيوش الخليفة مرات‏.‏
وقال غيره‏:‏ ذبح أبو سعيد الجنابي في حمام بقصره وخلفه ابنه أبو طاهر الجنابي القرمطي
وفيها توفي أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ أبو الفضل رفيق مسلم في الرحلة إلى قتيبة‏.‏
وفيها الزاهد الكبير أحمد بن عيسى‏.‏
أبو سعيد الخراز شيخ الصوفية وهو أول من تكلم في علم الفناء والبقاء قال الجنيد‏:‏ لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز لهلكنا‏.‏
وفيها عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي أبو سعيد‏.‏
مولى الزهريين روى السيرة عن ابن هشام وكان ثقة وهو أخو المحدثين أحمد ومحمد‏.‏
وفيها محمد بن وضاح الحافظ الإمام أبو عبد الله الأندلسي محدث قرطبة‏.‏
وهو في عشر التسعين‏.‏
رحل مرتين إلى المشرق‏.‏
وسمع إسماعيل ابن أبي أويس وسعيد منصور والكبار وكان فقيرًا زاهدًا قانتًا لله صابرًا بصيرًا بعلل الحديث‏.‏
وفيها علي بن عبد العزيز أبو الحسن البغوي المحدث بمكة وقد جاوز التسعين سمع أبا نعيم وطبقته وهو عم أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد‏.‏
وفيها الكديمي وهو أبو العباس محمد بن يونس القرشي العامي البصري الحافظ في جمادى الآخرة وقد جاوز المائة بيسير‏.‏
روى عن أبي داود الطيالسي وزوج أمه روح بن عبادة وطبقتهما وله مناكير ضعف بها‏.‏
في المحرم قصدت طي ركب العراق لتأخذه كعام أول بالمعدن وكانوا في ثلاثة آلاف وكان أمير الحاج أبو الأغر فواقعوهم يومًا وليلة والتحم القتال وجدلت الأبطال ثم أيد الله الوفد وقتل رئيس طي صالح بن مدرك وجماعة من أشراف قومه وأسر خلق وانهزم الباقون ثم دخل الركب بالأسدي والرؤوس على الرماح‏.‏
وفيها سار العباس الغنوي في عسكره فالتقى أبا سعيد الجنابي فأسر العباس وانهزم عسكره وقيل بل أسر سائر العسكر وضربت رقابهم وأطلق العباس فجاء وحده إلى المعتضد برسالة الجنابي أن كف عنا واحفظ حرمتك‏.‏
وفيها غزا المعتضد وقدم طرسوس ورد إلى أنطاكية وحلب‏.‏
وفيها سار الأمير بدر فبيت القرامطة وقتل منهم مقتلة عظيمة‏.‏
وفيها توفي الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك ابن مخلد الشيباني البصري الحافظ قاضي أصبهان وصاحب المصنفات وهو في عشر التسعين في ربيع الآخر سمع من جده لأمه موسى بن إسماعيل وأبي الوليد الطيالسي وطبقتهما وكان إمامًا فقيهًا صالحًا ورعًا كبير القدر صاحب مناقب‏.‏
وفيها زكريا بن يحيى السجزي الحافظ أبو عبد الرحمن‏.‏
خياط السنة بدمشق وقد نيف على
وفيها يحيى بن منصور أبو سعد الهروي الحافظ‏.‏
شيخ هراة ومحدثها وزاهدها في شعبان‏.‏
وقيل توفي سنة اثنتين وتسعين‏.‏
وفيها في رجب‏.‏
قطر الندى بنت الملك خمارويه بن أحمد بن طولون‏.‏
زوجة المعتضد‏.‏
وكانت شابة بديعة الحسن عاقلة‏.‏
سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها ظهر أبو عبد الله الشيعي بالمغرب فدعا العامة إلى الإمام المهدي عبيد الله فاستجابوا له‏.‏
وفيها كان الوباء المفرط بأذربيجان حتى فقدت الأكفان‏.‏
وكفنوا في اللبود ثم بقوا مطرحين في الطرق‏.‏
ومات أمير أذربيجان محمد بن أبي الساج وسبعمائة من خواصه وأقاربه ومات ابنه الأفشين‏.‏
وفيها بشر بن موسى أبو علي الأسدي المحدث في ربيع الأول ببغداد روى عن هوذة بن خليفة والأصمعي وسمع من روح بن عبادة حديثا واحدًا وكان ثقة رئيسًا محتشما كثير الرواية عاش ثمانيا وتسعين سنة‏.‏
وفيها توفي مفتي بغداد الفقيه عثمان بن سعيد بن بشار أبو القاسم البغدادي الأنماطي صاحب المزني في شوال وهو الذي نشر مذهب الشافعي ببغداد وعليه تفقه أبو العباس بن سريج‏.‏
وفيها توفي معلى بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري البصري المحدث روى عن القعنبي وطبقته وسكن بغداد وكان ثقة عارفا بالحديث‏.‏
وفيها الفقيه العلامة أبو عمرو يوسف بن يحيى المغامي الأندلس تلميذ عبد الملك بن حبيب وصاحب التصانيف ألف كتابا في الرد على الشافعي واستوطن القيروان وتفقه به خلق‏.‏
ن تسع وثمانين ومائتين فيها خرج بالشام يحيى بن زكرويه القرمظي وقصد دمشق فحاربه طغج بن جف متوليها غير مرة إلى أن قتل يحيى في أول سنة تسعين‏.‏
وفيها توفي المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق ولي عهد المسلمين أبي أحمد طلحة بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم العباسي في ربيع الآخر ومرض أيامًا وكانت خلافته أقل من عشر سنين وعاش ستًا وأربعين سنة وكان أسمر نحيفًا معتدل الخلق تغير مزاجه من إفراط الجماع وعدم الحمية في مرضه وكان شجاعا مهيبًا حازما فيه تشيع‏.‏
وفيها توفي بدر التركي مولى المعتضد ومقدم جيوشه عمل الوزير عبيد الله عليه ووحش
قلب المتكفي بالله عليه‏.‏
وكان في جهة فارس يحارب فطلبه المكتفي بالله وبعث له أمانًا وغدر به‏.‏
وقتله في رمضان‏.‏
وفيها بكر بن سهل الدمياطي المحدث في ربيع الأول‏.‏
سمع عبد الله ابن يوسف التينسي وطائفة‏.‏
ولما قدم القدس جمعوا له ألف دينار‏.‏
حتى روى لهم التفسير‏.‏
وفيها حسين بن محمد أبو علي القباني النيسابوري الحافظ‏.‏
صاحب المسند والتاريخ سمع إسحاق بن راهويه وخلقا من طبقته وكان إليه يجتمع أصحاب الحديث بنيسابور‏.‏
بعد مسلم‏.‏
وفيها الحسين بن محمد بن فهم أبو علي البغدادي الحافظ أحد أئمة الحديث‏.‏
أخذ عن يحيى بن معين وروى الطبقات عن ابن سعد‏.‏
وفيها علي بن عبد الصمد الطيالسي ولقبه علان ما غمه‏.‏
روى عن أبي عمر الهذلي وطبقته‏.‏
‏.‏
وفيها عمرو بن الليث الصفار الذي كان ملك خراسان قتل في الحبس عند موت المعتضد لأنه كان له أياد على المكتفي بالله فخاف الوزير أن يخرجه ويتمكن فينتقم من الوزير‏.‏
وفيها يحيى بن أيوب العلاف المصري صاحب سعيد بن أبي مريم والعباس بن الفضل الأسفاطي صاحب أبي الوليد الطيالسي وفيها يوسف بن يزيد بن كامل أبو يزيد القراطيسي المصري صاحب أسد بن موسى يقال له أسد السنة‏.‏
وفيها محمد بن هشام بن أبي الدميك أبو جعفر الحافظ صاحب سليمان بن حرب ببغداد‏.‏
وهؤلاء من كبار شيوخ الطبراني‏.‏
سنة تسعين ومائتين فيها حاصرت القرامطة دمشق فقتل طاغيتهم يحيى بن زكرويه فخلفه أخوه الحسين صاحب الشامة فجهز المكتفي عشرة آلاف لحربهم عليهم الأمير أبو الأغر فلما قاربوا حلب كبستهم القرامطة ليلًا ووضعوا فيهم السيوف فهرب أبو الأغر في ألف نفس فدخل حلب وقتل تسعة آلاف ووصل المكتفي إلى الرقة وجهز الجيوش إلى أبي الأغر وجاءت من مصر العساكر الطولونية مع بدر الحمامي فهزموا القرامطة وقتلوا منهم خلقا وقيل بل كانت الوقعة بين القرامطة والمصريين بأرض مصر وأن القرمطي صاحب الشامة انهزم إلى الشام ومر على الرحبة وهب ينهب ويسبي الحرم حتى دخل الأهواز‏.‏
وكان زكرويه القرمطي‏.‏
يكذب ويزعم أنه من آل الحسين بن علي رضي الله عنهما‏.‏
وفيها دخل عبيد الله الملقب بالمهدي المغرب متنكرا‏.‏
والطلب عليه من كل وجه‏.‏
فقبض عليه متولي سجلماسة وعلى ابنه‏.‏
فحاربه أبو عبيد الشيعي داعي المهدي‏.‏
فهزمه ومزق جيوشه
وجرت بالمغرب أمور هائلة‏.‏
واستولى على المغرب المهدي المنتسب إلى الحسين بن علي أيضًا بكذبه وكان باطني الاعتقاد وهو الذي بنى المهدية بالمغرب‏.‏
وفيها توفي الحافظ أبو العباس أحمد بن علي الأبار ببغداد روى عن مسدد وعلي بن الجعد وطبقتهما‏.‏
وفيها الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الذهلي الشيباني ببغداد‏.‏
في جمادى الآخرة وله سبع وسبعون سنة كأبيه وكان إمامًا خبيرًا بالحديث وعلله مقدما فيه‏.‏
وكان من أروى الناس عن أبيه وقد سمع من صغار شيوخ أبيه وهو الذي رتب مسند والده‏.‏
وفيها محمد بن زكريا الغلابي الأخباري أبو جعفر بالبصرة روى عن عبد الله بن رجاء الغداني وطبقته‏.‏
قال ابن حبان‏:‏ يعتبر بحديثه إذا روى عن الثقات‏.‏
وفيها محمد بن يحيى بن المنذر أبو سليمان القزاز مصري معمر توفي في رجب وقد قارب المائة أو كملها روى عن سعيد بن عامر الضبعي وأبي عاصم والكبار‏.‏
سنة إحدى وتسعين ومائتين
فيها خرجت الترك في جيش لجب فاستنفر إسماعيل بن أحمد الناس عامة وكبس الترك في الليل فقتل فيهم مقتلة عظيمة وكانت من الملاحم الكبار ونصر الله و لكن أصيب المسلمون من جهة أخرى خرجت الروم في مائة ألف فوصلوا الى الحدث فقتلوا وسبوا وأحرقوا ورجعوا سالمين فنهض جيش من طرسوس عليهم غلام زرافة فوغلوا في الروم حتى نازلوا أنطاكية مدينة صغيرة قريبة من قسطنطينية العظمى ففتحوها عنوة وقتلوا من الروم نحو خمسة آلاف وغنموا غنيمة عظيمة لم يعهد بمثلها بحيث إنه بلغ سهم الفارس ألف دينار ولله الحمد‏.‏
وأما القرمطي صاحب الشامة فعظم به الخطب والتزم له أهل دمشق بمال عظيم حتى ترحل عنهم وتملك حمص وسار إلى حماة والمعرة فقتل وسبي وعطف إلى بعلبك فقتل أكثر أهلها ثم سار فأخذ سلمية وقتل أهلها قتلا ذريعًا حتى ما ترك بها عينا تطرف وجاء جيش المكتفي فالتقاهم بقرب حمص فكسروه وأسر خلق من جنده وركب هو وابن عمه الملقب بالمدثر وآخر فاخترقوا ثلاثتهم ابن البرية فمروا بدالية ابن طوق فأنكرهم والى تلك الناحية فقررهم فاعترف صاحب الشامة فحملهم إلى المكتفي بالله فقتلهم وحرقهم‏.‏
وفيها توفي ثعلب العلامة أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني مولاهم الكوفي النحوي‏.‏
صاحب التصانيف‏.‏
في جمادى الأولى ببغداد‏.‏
وله إحدى وتسعون سنة قرأ العربية على ابن الأعرابي وفيها علي بن الحسين بن الجنيد الرازي الحافظ الكبير أبو الحسن‏.‏
في آخر السنة ويعرف بالمالكي‏.‏
لتصنيفه حديث مالك طوف الكثير وسمع أبا جعفر النفيلي وطبقته وعاش نيفًا وثمانين سنة‏.‏
وفيها قنبل قارىء أهل مكة وهو أبو عمر محمد بن عبد الرحمن المخزومي مولاهم المكي وله ست وتسعون سنة شاخ وانهرم وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين قرأ على أبي حسن القواس ورحل إليه القراء وجاوروا وحملوا عنه‏.‏
وفيها القاسم بن عبيد الله الوزير ببغداد وزر للمعتضد والمكتفي‏.‏
وكان أبوه أيضا وزير المعتضد وكان القاسم قليل التقوى كثير الظلم وكان يدخله من ضياعه في العام سبعمائة ألف دينار ولما مات أظهر الناس الشماتة بموته‏.‏
وفيها محمد بن أحمد بن البراء القاضي أبو الحسن العبدي ببغداد روى عن ابن المديني وجماعة‏.‏
وفيها محمد بن أحمد بن النضر أبو بكر الأزدي ابن بنت معاوية بن عمرو وله خمس وتسعون سنة روى عن جده والقعنبي وكان ثقة‏.‏
وفيها محمد بن إبراهيم البوشنجي الإمام الحبر أبو عبد الله شيخ أهل الحديث بخراسان في أول السنة رحل وطوف وروى عن أحمد بن يونس ومسدد والكبار وكان من أوعية العلم‏.‏
قد روى عنه البخاري حديثا في صحيحه عن النفيلي‏.‏
وآخر من روى عنه إسماعيل بن نجيد‏.‏
وفيها محدث مكة محمد بن علي بن زيد الصائغ في ذي القعدة وهو في عشر المائة روى عن القعنبي وسعيد بن منصور‏.‏
وفيها مقرىء أهل دمشق هرون بن مومى بن شريك المعروف بالأخفش صاحب ابن ذكوان في عشر المائة‏.‏
سنة اثنتين وتسعين ومائتين فيها خرج صاحب مصر هارون بن خمارويه الطولوني عن الطاعة قسارت جيوش المكتفي القواد فقبضوا علبه لجربه وجرت لهم وقعات ثم اختلف أمراء هارون واقتتلوا فخرج ليسكنهم فجاءه سهم فقتله ودخل الأمير محمد بن سليمان قائد جيش المكتفي بالله فتملك الإقليم واحتوى على الخزائن وقتل من آل طولون بضعة عشر رجلًا وحبس طائفة وكتب بالفتح بن المكتفي‏.‏
وقيل‏:‏ إنه هم بالمضي إلى المكتفي أعني هارون فامتنع عليه أمراؤه وشجعوه فأبى فقتلوه غيلة ولم يمنع محمد بن سليمان فإنه أرعد وأبرق وخيف من غلبته على بلاد مصر فكاتب وزير المكتفي وفيها خرج الخلنجي القائد بمصر وحارب الجيوش‏.‏
واستولى على مصر‏.‏
وفيها توفي القاضي الحافظ أبو بكر المروزي أحمد بن على بن سعيد‏.‏
قاضي حمص في آخر السنة‏.‏
روى عن علي بن الجعد وطبقته‏.‏
وفيها الحافظ الكبير أبو بكر البزار أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري صاحب المسند الكبير في ربيع الأول بالرملة‏.‏
روى عن هدبة بنت خالد وأقرانه وحدث في آخر عمره بأصبهان والعراق والشام‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ ثقة يخطئ ويتكل على حفظه‏.‏
وفيها أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد الحافظ أبو جعفر المهري المقرئ المصري قرأ القرآن على أحمد بن صالح وروى عن سعيد بن عفير وطبقته‏.‏
وفيه ضعف‏.‏
قال ابن عدي‏:‏ يكتب حديثه‏.‏
وفيها أبو مسلم الكجي إبراهيم بن عبد الله البصري الحافظ‏.‏
صاحب السنن ومسند الوقت في المحرم‏.‏
وقد قارب المائة أو كملها سمع أبا عاصم النبيل والأنصاري والكبار وثقه الدراقطني‏.‏
وكان محدثا حافظا محتشما كبير الشأن قيل إنه لما فرغوا من سماع السنن عليه‏.‏
عمل لهم مائدة غرم عليها ألف دينار نصدق بجملة منها‏.‏
ولما قدم بغداد ازدحموا عليه حتى حزر مجلسه بأربعين ألف وزيادة وكان في المجلس سبعة مستملين كل واحد يبلغ الآخر‏.‏
وفيها إدريس بن عبد الكريم أبو الحسن الحداد المقرئ المحدث يوم الأضحى ببغداد وله نحو من تسعين سنة روى عن عاصم بن علي وطبقته وقرأ القرآن على خلف وتصدر للإقراء والعلم‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ هو فوق الثقة بدرجة‏.‏
وفيها محدث واسط بحشل وهو الحافظ أبو الحسن أسلم بن سهل الرزاز روى عن جده لأمه وهب بن بقية وطبقته‏.‏
وصنف التصانيف‏.‏
وفيها قاضي القضاة أبو حازم عبد الحميد بن عبد العزيز الحنفي ببغداد وكان من القضاة العادلة له أخبار ومحاسن ولما احتضر كان يقول‏:‏ يا رب من القضاء إلى القبر ثم يبكي‏.‏
روى عن بندار‏.‏
وفيها محمد بن أحمد بن سليمان الإمام أبو العباس الهروي فقيه محدث صاحب تصانيف رحل إلى الشام والعراق وحدث عن أبي حفص الفلاس وطبقته‏.‏
وفيها يحيى بن منصور أبو سعيد الهروي أحد الأئمة في العلم والعمل حتى قيل إنه لم ير مثل سنة ثلاث وتسعين ومائتين فيها التقى الخلنجي المتغلب على مصر وجيش المكتفي بالعريش فهزمهم أقبح هزيمة‏.‏
وفيها عاثت القرامطة بالشام وقتلوا وسبوا وما أبقوا ممكنا بحوران وطبرية وبصرى ودخلوا السماوة فطلعوا إلى هيت فاستباحوها ثم وثبت هذه الفرقة الملعونة على زعيمها ابن غانم فقتلوه‏.‏
ثم جمع رأس القوم زكرويه‏.‏
والد صاحب الشامة جموعا ونازل الكوفة‏.‏
فقاتله اهلها ثم جاءه جبش الخليفة فالتقاهم وهزمهم‏.‏
ودخل الكوفة يصيح قومه‏:‏ يا ثارات الحسين يعنون صاحب الخال و لد زكرويه لا رحمه الله‏.‏
وفيها سار فاتك المعتضدي‏.‏
فالتقى الخلنجي فانهزم الخلنجي وكثر القتل في جيشه واختفى الخلنجي‏.‏
فدل عليه رجل فبعثه فاتك في جمع من قواده إلى بغداد فأدخلوا على الجمال وحبسوا‏.‏
وفيها توفي أبو العباس الناشي الشاعر المتكلم عبد الله بن محمد بمصر‏.‏
وفيها عبدان بن محمد بن عيسى المروزي أبو محمد سمع قتيبة وجماعة وكان فقيهًا علامة رأسا في الفقه وغوامضه زاهدًا عابدًا صاحب حديث‏.‏
وفيها عيسى بن محمد أبو العباس الطهماني المروذي اللغوي كان إماما في العربية روى عن إسحاق بن راهويه وهو الذي رأى بخوارزم المرأة التي بقيت نيفًا وعشرين سنة لا تأكل ولا تشرب‏.‏
وفيها محمد بن أسد المدايني أبو عبد الله الزاهد وكان يقال إنه مجاب الدعوة عمر أكثر من مائة سنة وحدث عن أبي داود الطيالسي بمجلس واحد‏.‏
وفيها أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل السراج الحافظ‏.‏
ببغداد في رجب روى علي بن الجعد وطبقته‏.‏
سنة أربع وتسعين ومائتين فيها أخذ ركب العراق زكرويه القرمطي وقتل الناس قتلا ذريعًا وحوى ما قيمته ألف ألف دينار‏.‏
وهلك من الحجيج عشرون ألف إنسان ووقع البكاء والنوح في البلدان وعظم هذا على المكتفي فبعث الجيش لقتاله وعليهم وصيف بن صوراتكين فالتقوا فأسر زكرويه وخلق من أصحابه‏.‏
وكان مجروحًا‏.‏
فمات إلى لعنة الله بعد خمسة أيام فحمل ميتا إلى بغداد وقتل أصحابه ثم أحرقوا وتمزق أصحابه في البرية‏.‏

وفيها توفي الحافظ الكبير‏.‏
أبو على صالح بن محمد بن عمرو الأسدي البغدادي خرزة‏.‏
محدث ما وراء النهر نزل بخارى وليس معه كتاب‏.‏
فروى بها الكثير من حفظه روى عن سعدويه الواسطي وعلي بن الجعد‏.‏
وطبقتهما‏.‏
ورحل إلى الشام ومصر والنواحي وصنف وجرح وعدل وكان صاحب نوادر ومزاح‏.‏
وفيها صباح بن عبد الرحمن أبو الغصن العتقي الأندلسي المعمر مسند العصر بالأندلس‏.‏
روى عن يحيى بن يحيى وأصبغ بن الفرج وسحنون‏.‏
قال ابن الفرضي‏:‏ بلغني أنه عاش مائة وثمانية عشر عاما‏.‏
وتوفي في المحرم‏.‏
وفيها عبيد العجل‏.‏
الحافظ وهو أبو علي الحسين بن حاتم محمد في صفر روى عن يحيى معين وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن الإمام إسحاق بن راهويه القاضي أبو الحسن‏.‏
روى عن أبيه وعلي بن المديني قتل يوم أخذ الركب شهيدا‏.‏
وفيها محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الحافظ أبو عبد الله البجلي الرازي محدث الري يوم عاشوراء وهو في عشر المائة روى عن مسلم بن إبراهيم والقعنبي والكبار‏.‏
وجمع وصنف وكان ثقة‏.‏
وفيها محمد بن معاذ دران الحلبي محدث تلك الناحية أصله من البصرة روى عن القعنبي وعبد الله بن رجاء وطبقتهما ورحل إليه المحدثون‏.‏
وفيها محمد بن نصر المروزي الإمام أبو عبد الله أحد الأعلام كان رأسا في الفقه رأسا في الحديث رأسا في العبادة‏.‏
قال أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ قال‏:‏ كان محمد بن نصر يقع على أذنه الذباب وهو في الصلاة‏.‏
فسيل الدم وهو لا يذبه كان ينتصب كأنه خشبة‏.‏
قال أبو إسحاق الشيرازي‏:‏ كان من أعلم الناس بالاختلاف‏.‏
وصنف كتبًا‏.‏
وقال شيخه في الفقه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم‏:‏ كان محمد بن نصر عندنا إمامًا فكيف بخراسان وقال غيره‏:‏ لم يكن للشافعية في وقت مثله سمع يحيى بن يحيى وشيبان ابن فروخ وطبقتها‏.‏
وتوفي في المحرم بسمرقند‏.‏
وهو في عشر التسعين‏.‏
وفيها الإمام موسى بن هارون بن عبد الله‏.‏
أبو عمران البغدادي البزار الحافظ‏.‏
ويعرف أبوه بالحمال كان إمام وقته في حفظ الحديث وعلله‏.‏
قال أبو بكر الضبعي‏:‏ ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أورع من موسى بن هارون سمع علي بن الجعد وقتيبة وطبقتهما‏.‏
فيها توفي إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري الحافظ أحد أركان الحديث روى عن إسحاق بن راهويه وطبقته‏.‏
قال عبد الله بن سعد النيسابوري‏:‏ ما رأيت مثل إبراهيم بن أبي طالب ولا رأى هو مثل نفسه‏.‏
وقال أبو عبد الله بن الأخرم‏:‏ إنما أخرجت نيسابور ثلاثة‏:‏ محمد بن يحيى ومسلم بن الحجاج وإبراهيم بن أبي طالب‏.‏
وفيها إبراهيم بن معقل أبو إسحاق قاضي نسف وعالمها ومحدثها وصاحب التفسير والمسند‏.‏
وكان بصيرًا بالحديث عارفا بالفقه والاختلاف روى الصحيح بن البخاري‏.‏
وروى عن قتيبة وهشام بن عمار وطبقتهما‏.‏
وفيها المعمري الحافظ أبو علي الحسن بن علي بن شبيب‏.‏
ببغداد‏.‏
في المحرم روى عن علي بن المديني وجبارة بن المغلس وطبقتهما‏.‏
وعاش اثنتين وثمانين سنة وله أفراد وغرايب مغمورة في سعة علمه‏.‏
وفيها الحكم معبد الخزاعي الفقيه مصنف كتاب السنة بأصبهان روى عن محمد بن حميد الرازي ومحمد بن المثنى وطبقتهما وكان من كبار الحنفية وثقاتهم‏.‏
وفيها أبو شعيب الحراني عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الأموي الؤدب نزيل بغداد في
وفيها أمير خراسان وما وراء النهر إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان في صفر ببخارى وكان ذا علم وعدل وشجاعة ورأي‏.‏
وكان يعرف بالأمير الماضي أبي إبراهيم جمع بعض الفضلاء شمائلة وسيرته في كتاب‏.‏
وكان ذا اعتناء زائد بالعلم والحديث‏.‏
وفيها أبو علي عبد الله بن محمد بن علي البلخي الحافظ‏.‏
أحد أركان الحديث ببلخ سمع قتيبة وطبقته وصنف التاريخ والعلل‏.‏
وفيها المكتفي بالله أبو الحسن علي بن المعتضد أحمد بن أبي أحمد المتوكل بن المعتصم العباسي وله إحدى وثلاثون سنة‏.‏
وكان جميلًا وسيمًا‏.‏
بديع الجمال معتدل القامة دري اللون أسود الشعر‏.‏
استحلف بعد أبيه‏.‏
وكانت دولته ست سنين ونصف‏.‏
وتوفي في ذي القعدة وولي بعده أخوه المقتدر‏.‏
وله ثلاث عشرة سنة وأربعون يومًا‏.‏
فلم يل أمر الأمة صبي قبله‏.‏
وفيها عيسى بن مسكين قاضي القيروان وفقيه المغرب‏.‏
أخذ عن سحنون‏.‏
والحارث بن مسكين بمصر‏.‏
وكان إمامًا ورعًا خاشعًا متمكنًا من الفقه والآثار مستجاب الدعوة‏.‏
يشبه بسحنون في سمته وهيبته‏.‏
أكرهه ابن الأغلب الأمير على القضاء فولي ولم يأخذ رزقًا وكان يركب حمارًا ويستقي الماء لبيته‏.‏
وفيها محمد بن أحمد بن جعفر الإمام أبو جعفر الترمذي الفقيه كبير الشافعية الشافعي بالعراق قبل ابن سريج في المحرم وله أربع وتسعون سنة وكان قد اختلط في أواخر أيامه وكان زاهدًا ناسكًا قانعًا باليسر متعففًا‏.‏
قال الدراقطني‏:‏ لم يكن للشافعية بالعراق أرأس ولا أروع منه‏.‏
وكان صبورًا على الفقر‏.‏
قلت‏:‏ روى عن يحيى بن بكير وجماعة وكان ثقة‏.‏
وفيها الحافظ أبو بكر محمد بن إسماعيل الإسماعيل أحد المحدثين الكبار بنيسابور له تصانيف مجودة ورحلة واسعة سمع إسحاق بن راهويه وهشام بن عمار‏.‏
سنة ست وتسعين ومائتين دخلت والملأ يستصبون المقتدر ويتكلمون في خلافته فاتفق طائفة على خلعه وخاطبوا عبد الله بن المعتز فأجاب بشرط أن لا يكون في حرب وكان رأسهم محمد بن داود بن الجراح و أحمد بن يعقوب القاضي والحسين بن حمدان‏.‏
واتفقوا على قتل المقتدر ووزيره العباس بن الحسن وفاتك الأمير‏.‏
فلما كان في عاشر ربيع الأول ركب الحسين بن حمدان والوزير والأمراء فشد ابن حمدان على الوزير فقتله فأنكر فاتك قتله فعطف على فاتك فألحقه بالوزير ثم ساق ليثلث بالمقتدر وهو يلعب بالصوالجة فسمع الهيعة فدخل وأغلقت الأبواب ثم نزل ابن حمدان بدار سليمان بن وهب واستدعى ابن المعتز وأحضر الأمراء والقضاة سوى خواص المقتدر‏.‏
فبايعوه ولقبوه الغالب بالله فاستوزر ابن الجراح واستخلفه على الجيش وصدرت الكتب إلى البلاد وأرسلوا الى المقتدر ليتحول من دار الخلافة فأجاب ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم ومؤنس الخازن وخاله الأمير غريب فتحصنوا وأصبح الحسين بن حمدان علىمحاصرتهم‏.‏
فرموه بالنشاب وتنادو ونزلوا على حمية وقصدوا ابن المعتز فانهزم كل من حوله وركب ابن المعتز فرسًا ومعه وزيره وحاجبه وقد شهر سيفه وهو ينادي معاشر العامة‏:‏ ادعوا لخليفتكم‏.‏
وقصد سامرًا ليثبت بها أمره فلم يتبعه كبير أحد‏.‏
فخذل ونزل عن فرسه فدخل دار ابن الجصاص واختفى وزيره‏.‏
ووقع النهب والقتل في بغداد وقتل جماعة من الكبار واستقام الأمر للمقتدر ثم أخذ ابن المعتز وقتل سرًا وصودر ابن الجصاص وقدم بأعباء الخلافة الوزير ابن الفرات‏.‏
ونشر العدل واشتغل المقتدر باللعب‏.‏
وأما الحسين بن حمدان فأصلح أمره وبعث إلى ولاية قم وقاشان‏.‏
وفيها وصل إلى مصر أمير أفريقية زيادة الله بن الأغلب هاربًا من المهتدي عبيد الله وداعيه أبي عبد الله الشيعي فوجه إلى العراق‏.‏
وفيها مات المحدث أبو جعفر أحمد بن حماد بن مسلم‏.‏
أخو عيسى زغبة التجيبي بمصر في جمادى الأولى روى عن سعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وطائفة وعمره أربعًا وتسعين سنة‏.‏
وفيها أحمد بن نجدة الهروي المحدث روى عن سعيد بن منصور وطائفة‏.‏
وفيها أحمد بن يحيى الحلواني أبو جعفر الرجل الصالح ببغداد سمع أحمد بن يونس وسعدويه وكان من الثقات‏.‏
وفيها أحمد بن يعقوب المثنى القاضي أحد من قام في خلع المقتدر تدينا ذبح صبرًا‏.‏
وفيها خلف بن عمرو العكبري محتشم نبيل تقة روى عن الحميدي وسعيد بن منصور‏.‏
وفيها أبو حصين الوادعي القاضي محمد بن الحسين بن حبيب في رمضان صنف المسند وكان من حفاظ الكوفة روى عن أحمد بن يونس وأقرانه‏.‏
وفيها محمد بن داود بن الجراح الكاتب‏.‏
أبو عبد الله الأخباري العلامة صاحب المصنفات وكان أوحد زمانه في معرفة أيام الناس أخذ عن عمر بن شبة وغيرها‏.‏
وقتل كما مر في فتنة ابن المعتز صاحب الأدب والشعر‏.‏
وكذلك فاتك المعتضدي‏.‏
في كثير من أمراء الوقت‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:45 PM

سنة سبع وتسعون ومائتين فيها توفي عبيد بن غنام بن حفص بن غياث
الكوفي أبو محمد راوية الكتب عن أبي بكر بن أبي شيبة وكان محدثا صدوقا روى أيضًا عن جبارة بن المغلس وهو صدوق‏.‏
وفيها محمد بن أحمد بن أبي خيثمة‏.‏
زهير بن حرب أبو عبد الله الحافظ ابن الحافظ ابن الحافظ‏.‏
قال أحمد بن حنبل وما رأيت أحفظ من أربعة أحدهم محمد بن أحمد بن أبي خيثمة‏.‏
وكان أبوه يستعين به في تصنيف التاريخ سمع أبا حفص الفلاس وطبقته ومات في عشر السبعين‏.‏
وفيها عمرو بن عثمان‏.‏
أبو عبد الله المكي الزاهد‏.‏
شيخ الصوفية وصاحب التصانيف في الطريق صحب أبا سعيد الخراز والجنيد وروى الكثير عن يونس بن الأعلى وجماعة‏.‏
وفيها محمد بن داود بن علي الظاهري الفقيه أبو بكر أحد أذكياء زمانه‏.‏
وصاحب كتاب االزهرة تصدر للاشتغال والفتوى ببغداد بعد أبيه‏.‏
وكان يناظر أبا العباس بن سريج وله شعر رائق وهو ممن قتله الهوى وله نيف وأربعون سنة‏.‏
وفيها مطين‏.‏
وهو الحافظ أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي في ربيع الآخر بالكوفة وله خمس وتسعون سنة ودخل على أبي نعيم وروى عن أحمد بن يونس و طبقته‏.‏
وفيها محمد بن عثمان بن أبي شيبة‏.‏
الحافظ ابن الحافظ أبو جعفر العبسي الكوفي نزيل بغداد في جمادى الأولى‏.‏
وهو في عشر التسعين‏.‏
روى عن أبيه وعمه وأحمد بن يونس وخلق وله تاريخ كبير وثقه صالح جزرة‏.‏
وضعفه الجمهور‏.‏
وأما ابن عدي فقال‏:‏ لم أر له حديثًا منكرًا فأذكره‏.‏
وفيها موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري الخطمي القاضي أبو بكر الفقيه الشافعي بالأهواز وله سبع وثمانون سنة ولي قضاء نيسابور وقضاء الأهواز وحدث بن أحمد بن يونس وطائفة‏.‏
وهو آخر من حدث عن قالون صاحب نافع القارىء وكان يضرب به المثل في ورعه وصيانته في القضاء‏.‏
وثقه ابن أبي حاتم‏.‏
وفيها يوسف بن يعقوب القاضي أبو محمد الأزدي‏.‏
ابن عم إسماعيل القاضي ولي قضاة البصرة وواسط ثم ولي قضاء الجانب الشرقي وولد سنة ثمان ومائتين وسمع في صغره بن مسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب وطبقتهما وصنف السنن وكان حافظًا دينًا عفيفًا مهيبًا‏.‏
سنة ثمان وتسعين ومائتين فيها ولي الحسين بن حمدان ديار بكر وربيعة‏.‏
وفيها خرج على عبيد الله المهتدي‏.‏
داعياه‏:‏ أبو عبد الله الشيعي وأخوه أبو العباس وجرت لهما معه وقعة هائلة في جمادى الآخرة فقتل الداعيان الأعيان وأعيان جندهما وصفا الوقت لعبيد الله‏.‏
فعصي عليه أهل طرابلس‏.‏
فجهز لحربهم ولده القائم أبا القاسم فأخذها بالسيف في سنة ثلثلمائة‏.‏
وفيها توفي أبو أحمد أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي الزاهد ببغداد في صفر‏.‏
وكان من سادة الصوفية ومحدثيهم روىعن علي بن الجعد وعلي المديني وجمع وصنف‏.‏
وفيها قاضي الأنبار وخطيبها البليغ المصقع أبو محمد بهلول ابن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي‏.‏
وكان ثقة صاحب حديث سمع بالحجاز‏.‏
سعيد بن منصور وإسماعيل بن أبي أويس‏.‏
وفيها الزاهد القطب شيخ العصر أبو القاسم الجنيد بن محمد القواريري ببغداد وقيل في سنة سبع وقيل في سنة تسع صحب السري السقطي والحارث المحاسبي‏.‏
وتفقه على أبي ثور وله المقامات والكرامات والكلام النافع في الصدق والمعاملات رحمه الله ومات في عشر الثمانين‏.‏
وفيها العلامة أبو يحيى زكريا بن يحيى النيسابوري المزكي شيخ الحنيفة‏.‏
وصاحب التصانيف بنيسابور في ربيع الآخر وقد ناهز الثمانين روى عن إسحاق بن راهويه وجماعة وكان ذا عبادة وفيها الزاهد الكبير أبو عثمان الحيري سعيد بن إسماعيل‏.‏
شيخ نيسابور وواعظها وكبير الصوفية بها في ربيع الآخر وله ثمان وستون سنة صحب العارف أبا حفص النيسابوري‏.‏
وسمع بالعراق من حميد بن الربيع‏.‏
وكان كبير الشأن محارب الدعوة‏.‏
وفيها فقيه قرطبة ومسند الأندلس أبو مروان عبيد الله بن الإمام يحيى بن يحيى الليثي في عاشر رمضان وكان ذا حرمة عظيمة وجلالة‏.‏
روى عن والده الموطأ وحمل عنه بشر كثير‏.‏
وفيها محمد بن يحيى بن سليمان أبو بكر المروزي في شوال ببغداد روى عن عاصم بن علي وأبي عبيد‏.‏
وفيها محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي أبو العباس الأمير ببغداد‏.‏
ودفن عند عمه محمد بن عبد الله سمع من إسحاق بن راهويه وغيره‏.‏
وولي إمرة خراسان بعد والده سنة ثمان وأربعين وهو شاب ثم خرج عليه يعقوب الصفار وحاربه وأسره يعقوب في سنة تسع وخمسين ثم وخلص من أسره سنة اثنتين وستين ثم بقي خاملا إلى أن مات‏.‏
ن تسع وتسعين ومائتين فيها قبض المقتدر على الوزير ابن الفرات ونهبت دوره ووقع النهب والخبطة في بغداد‏.‏
وفيها توفي شيخ نيسابور أبو عمرو الخفاف‏.‏
أحمد بن نصر الزاهد الحافظ سمع إسحاق بن راهويه

قال الضبعي‏:‏ كنا نقول إنه يفي بمذاكرة ثلاثمائة ألف حديث‏.‏
وقال ابن خزيمة‏:‏ يوم وفاته لم يكن بخراسان أحفظ للحديث منه‏.‏
وقال يحيى العنبري‏:‏ لما كبر أبو عمرو ويئس من الولد‏.‏
تصدق بأموال يقال إن قيمتها خمسون ألف دينار‏.‏
وفيها الحافظ أبو الحسين محمد بن حامد بن السري خال ولد السري المروزي حدث عن أبي حفص الفلاس وطبقته‏.‏
وفيها أبو الحسن محمد بن أحمد بن كيسان البغدادي النحوي صاحب التصانيف في القراءات والغريب والنحو وكان أبو بكر بن مجاهد يعظمه و يطريه ويقول وهو أنحى من الشيخين يعني ثعلبًا والمبرد توفي في ذي القعدة‏.‏
وفيها محمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد المحدث أبو الحسن روى عن صفوان بن صالح وطبقته وكان صدوقا وقع لنا جزء من حديثه‏.‏
سنة ثلاثمائة فيها توفي صاحب الأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الأموي المرواني في ربيع الآخر وكانت دولته خمسا وعشرين سنة ولي بعد أخيه المنذر في سنة خمس وسبعين وكان ذا صلاح وعبادة وعدل وجهاد يلتزم الصلوات في الجامع وله غزوات كبار أشهرها غزوة ابن حفصون وكان أبن حفصون قد نازل حصن بلي في ثلاثين ألفا فخرح عبد الله من قرطبة في أربعة عشر ألفا فالتقيا فانكسر ابن حفصون وتبعه عبد الله يأسر ويقتل حتى لم ينج منهم أحد وكان ابن حفصون من الخوارج وولي الأندلس بعده حفيده الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن فبقي في الإمرة خمسين عامًا‏.‏
وفيها أبو الحسن علي بن سعيد العسكري الحافظ أحد أركان الحديث روى عن محمد بن بشار وطبقته وتوفي بخراسان‏.‏
وفيها محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي الكوفي أبو العلاء الذهلي بمصر بن ست وتسعين سنة روى عن علي بن المديني وجماعة وثقه ابن يونس‏.‏
وفيها محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي الكوفي‏.‏
في جمادى الأولى‏.‏
ومحمد بن جعفر القتات الكوفي أبو عمرو في جمادى الأولى أيضًا رويا كلاهما على ضعف فيهما عن أبي نعيم‏.‏
وفيها محمد بن جعفر الربعي البغدادي أبو بكر المعروف بابن الإمام‏.‏
في آخر السنة بدمياط وفيها أبو الحسن مسرد بن قطن النيسابوري‏.‏
روى عن جده لأمه‏.‏
بشر بن الحكم وطبقته بخراسان والعراق‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان مزني عصره والمقدم في الزهد والورع‏.‏
وفي حدود الثلاثمائة أحمد بن يحيى الريوندي الملحد لعنه الله‏.‏
ببغداد‏.‏
وكان يلازم الرفضة‏.‏
والزنادقة‏.‏
قال ابن الجوزي‏:‏ كنت أسمع عنه بالعظائم حتى رأيت في كتبه ما لم يخطر على قلب أن يقوله عاقل فمن كتبه‏:‏ كتاب نعت الحكمة‏.‏
وكتاب قضيب الذهب وكتاب الزمردة‏.‏
وقال ابن عقيل‏:‏ عجبي كيف لم يقتل وقد صنف الدامغ يدمغ به القرآن والزمردة يزري به على النبوات‏.‏
سنة إحدى وثلاثمائة فيها أدخل الحلاج بغداد مشهورًا على جمل‏.‏
وعلق مصلوبًا ونودي عليه هذا أحد دعاة القرامطة فاعرفوه‏.‏
ثم حبس وظهر أنه ادعى الإلهية‏.‏
وصرح بحلول اللاهوت في الناسوت وكانت مكاتباته تنبىء بذلك في وبعضها من النور الشعشعاني فاستمال أهل الحبس بإظهار السنة فصاروا يتبركون به‏.‏
وفيها قتل أبو سعيد الجنابي القرمطي صاحب هجر قتله خادم له صقلبي راوده في الحمام ثم خرج فاستدعى رئيسًا من خواص الجنابي وقال السيد يطلبك فلما دخل قتله ثم دعى آخر كذلك حتى قتل أربعة ثم صاح النساء وتكاثروا على الخادم فقتلوه‏.‏
وكان هذا الملحد قد تمكن وهزم الجيوش ثم هادنه الخليفة واسمه الحسن بن بهرام الجنابي‏.‏
وفيها سار عبيد الله المهدي المتغلب على المغرب في أربعين ألفًا ليأخذ مصر حتى بقي بينه وبين مصر أيام فانفجرت مخاضة النيل فحال إلماء بينهم وبين مصر ثم جرت بينهم وبين جيش المقتدر حروب فرجع المهدي إلى برقة بعد أن ملك الاسكندرية والفيوم‏.‏
وفيها توفي أبو نصر أحمد بن الأمير إسماعيل يهرب بن أحمد الساماني‏.‏
ما وراء النهر قتله غلمانه وتملك بعده ابنه نصر‏.‏
وفيها أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد البغدادي الوشاء الذي روى الموطأ عن سويد‏.‏
والحافظ أبو بكر أحمد بن هارون البردعي البرديجي ببغداد روى عن أبي سعيد الأشج وطبقته وطوف وصنف‏.‏
وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني أبو إسحاق الحافظ بالري روى عن طالوت بن عباد وهشام بن عمار وطبقتهما‏.‏
وبكر بن أحمد بن مقبل البصري الحافظ روى عن عبد الله بن معاوية الجمحي وطبقته‏.‏
وفيها جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الحافظ العلامة أبو بكر الفريابي صاحب التصانيف رحل من بلاد الترك إلى مصر وعاش أربعًا وتسعين سنة‏.‏
وولي قضاء الدينور وكان من أوعية العلم‏.‏
روى علي ابن المديني وأبي جعفر النفيلي وطبقتهما وأول سماعه سنة أربع وعشرين ومائتين‏.‏
قال ابن عدي‏:‏ كنا نحضر مجلسه وفيه عشرة آلاف أو أكثر‏.‏
وفيها الحسين بن إدريس الحافظ أبو علي الأنصاري الهروي رحل وطوف وصنف‏.‏
وروى عن سعيد بن منصور وسويد بن سعيد وخلق وثقه الدراقطني‏.‏
وفيها الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية البربري الأصل البغدادي أحد الأثبات المصنفين سمع أبا بكر بن أبي شيبة وطبقته‏.‏
وفيها المحدث المعمر محمد بن حبان بن الازهر أبو بكر الباهلي البصري القطان نزيل بغداد روى عن أبي عاصم النبيل وعمرو بن مرزوق وهو ضعيف‏.‏
وفيها الحافظ أبو جعفر محمد بن العباس بن الأخرم الأصبهاني الفقيه روى عن أبي كريب وخلق‏.‏
وفيها محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي الحافظ‏.‏
في ذي القعدة‏.‏
طوف وروى عن أحمد بن يونس وأحمد بن حنبل والكبار‏.‏
وفيها محمد بن يحيى بن مندة الحافظ أبو عبد الله العبدي الأصبهاني جد الحافظ الكبير محمد بن إسحاق بن مندة روى عن لوين وأبي كريب وخلق‏.‏
قال أبو الشيخ‏:‏ كان أستاذ شيوخنا وإمامهم وقيل إنه كان يجاري أحمد ابن الفرات الرازي وينازعه‏.‏
وفيها الأمير علي بن أحمد الراسبي أمير جنديسابور والسوس و خلف ألف فرس وألف ألف دينار ونحو ذلك‏.‏
سنة اثنتين وثلاثمائة فيها عاد المهدي ونائبه حباسة إلى الإسكندرية‏.‏
فتمت وقعة كبيرة قتل فيها حباسة فرد المهدي إلى القيروان‏.‏
وفيها صادر المقتدر أبا عبد الله الحسين بن الحصاص الجوهري وسجنه وأخذ من الأموال ما قيمته أربعة آلاف ألف دينار‏.‏

وأما أبو الفرج بن الجوزي فقال‏:‏ أخذوا منه ما مقداره‏:‏ ستة عشر ألف ألف دينار عينا وورقًا وقماشًا وخيلًا‏.‏
قيل كانت عنده ودائع عظيمة لزوجة المعتضد قطر الندى بنت خمارويه‏.‏
وقال بعض الناس رأيت سبائك الذهب تقبن بالقبان بن يدي ابن الجصاص‏.‏
وفيها أخذت القرمطي الركب العراقي وتمزق الوفد في البرية‏.‏
وأسروا من النساء مائتين وثمانين امرأة‏.‏
وفيها توفي العلامة فقيه المغرب أبو عثمان بن الحداد الافريقي المالكي سعيد بن محمد بن صبيح وله ثلاث وثمانون سنة أخذ عن سحنون وغيره وبرع في الكلم العربية والنظر ومال إلى مذهب الشافعي وأخذ يسمى المدونة المدودة فهجره المالكية ثم أحبوه لما قام علي أبي عبد الله الشيعي وناظره ونصر السنة‏.‏
وفيها إبراهيم بن شريك الأسدي الكوفي صاحب أحمد بن يونس ببغداد‏.‏
وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب صاحب نعيم بن حماد ببغداد‏.‏
وإبراهيم بن محمد بن الحسن بن متويه العلامة أبو إسحاق الأصبهاني إمام جامع أصبهان وأحد العباد والحفاظ سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ومحمد بن هاشم البعلبكي وطبقتهما‏.‏
والقاضي أبو زرعة محمد بن عثمان الثقفي مولاهم قاضي دمشق بعد قضاء مصر وكان جده يهوديًا فأسلم‏.‏
سنة ثلاث وثلاثمائة فيها عسكر الحسين بن حمدان والتقى هو ورائق فهزم رائقًا فسار لحربه وتمت لهما خطوب ثم أخذ مؤنس يستميل أمراء الحسين فتسرعوا إليه ثم قاتل الحسين فأسره واستباح أمواله وأدخل بغداد على جمل هو وأعوانه ثم قبض على أخيه أبي الهيجا عبد الله بن حمدان وأقاربه‏.‏
وفيها توفي الإمام أحد الأعلام صاحب المصنفات أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي في ثالث عشر صفر وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
سمع قتيبة إسحاق وطبقتهما بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر والجزيرة‏.‏
وكان رئيسًا نبيلًا حسن البزة كبير القدر له أربع زوجات يقسم لهن ولا يخلو من سرية لنهمته في التمتع ومع ذلك فكان يصوم صوم داود ويتهجد‏.‏
قال ابن المظفر الحافظ‏:‏ سمعتهم بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الغزاة مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس الأمير‏.‏
وقال الدارقطني‏:‏ خرج حاجا فامتحن بدمشق فأدرك الشهادة فقال‏.‏
احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها في شعبان‏.‏
قال‏:‏ وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث‏.‏
وفيها الحافظ الكبير أبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني النسوي صاحب المسند تفقه على أبي ثور وكان يفتي بمذهبه‏.‏
وسمع من أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والكبار وكان ثقة حجة واسع الرحلة‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان محدث خراسان في عصره مقدمًا في التثبت والكثرة والفهم والأدب والفقه توفي في رمضان‏.‏
وفيها أبو علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب البصري شيخ المعتزلة وأبو شيخ المعتزلة‏:‏ أبي هاشم‏.‏
وفيها أحمد بن الحسين بن إسحاق أبو الحسن البغدادي المعروف بالصوفي الصغير‏.‏
روى عن إبراهيم الترجماني وجماعة‏.‏
وفيها أبو جعفر أحمد بن فرح البغدادي المقري الضرير صاحب أبي عمرو الدوري تصدر
وفيها إسحاق بن إبراهيم النيسابوري البشتي روى عن قتيبة وخلق‏.‏
وفيها إبراهيم بن إسحاق النيسابوري الأنماطي الحافظ صاحب التفسير روى عن إسحاق بن راهويه وخلق‏.‏
وفيها جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ أبو محمد النيسابوري المعروف بالحصيري سمع إسحاق بن راهويه‏.‏
و كان حافظًا عابدًا‏.‏
وفيها عبد الله بن محمد بن يونس السمناني أبو الحسين أحد الثقات الرحالة سمع إسحاق وعيسى بن زغبة وطبقتهما‏.‏
وفيها عمرو بن أيوب السقطي ببغداد روى عن بشر بن الوليد وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن العباس بن الدرفس أبو عبد الرحمن الغساني الدمشقي الرجل الصالح‏.‏
روى عن هشام بن عمار وعدة‏.‏
وفيها أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر الهروي الحافظ شكر طوف وجمع وروى عن محمد بن رافع و طبقته‏.‏
سنة أربع وثلاثمائة

وفيها توفي إبراهيم بن عبد الله بن محمد المخرمي أبو إسحاق روى عن عبيد الله القواريري وجماعة ضعفه الدار قطني‏.‏
وفيها إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب المنجنيقي بغدادي حافظ نبيل نزل مصر وكان يحدث عند منجنيق بجامع مصر فقيل له المنجنيقي روى عن داود بن رشيد وطبقته‏.‏
وفيها مات الأمير زيادة الله بن عبد الله الأغلبي ابن أمير القيروان حارب المهدي الذي خرج بالقيروان ثم عجز عنه وهرب إلى الشام ومات بالرقة وقيل بالرملة‏.‏
وفيها الحافظ أبو محمد عبد الله بن مظاهر الأصبهاني شابًا وكان قد حفظ جميع المسند وشرع في حفظ أقوال الصحابة والتابعين روى عن مطين يسيرًا‏.‏
وفيها القاسم بن الليث بن مسرور الرسعني العتابي أبو صالح نزيل تنيس روى عن المعافي الرسعني وهشام بن عمار‏.‏
وفيها يموت بن المزرع أبو بكر العبدي البصري الأخباري العلامة وهو في عشر الثمانين روى عن خاله الجاحظ وأبي حفص الفلاس وطبقتهما‏.‏
وفيها الزاهد أبو يعقوب يوسف بن الحسين الرازي الصوفي أحد المشايخ الكبار صحب ذا النون المصري وروى عن الإمام أحمد ابن حنبل ودحيم وطائفة‏.‏

قال القشيري‏:‏ كان نسيج وحده في إسقاط التصنع‏.‏
وقال يوسف بن الحسين‏:‏ ما صحبني متكبر إلا اعتراني داؤه لأنه يتكبر فإذا تكبر غضبت فإذا غضبت أداني الغضب إلى الكبر‏.‏
سنة خمس وثلاثمائة فيها قدم رسول ملك الروم يطلب الهدنة فاحتفل المقتدر بالله لجلوسه له‏.‏
قال الصولي وغيره‏:‏ أقاموا الجيش بالسلاح من باب الشماسية فكانوا نحوًا من مائة وستين ألفًا ثم الغلمان فكانوا سبعة آلاف وكانت الحجاب سبعمائة وعلقت ستور الديباج فكانت ثمانية وثلاثين ألف ستر ومن البسط وغيرها‏.‏
ومما كان في الدار مائة سبع مسلسلة‏.‏
الى أن قال‏:‏ ثم أدخل الرسول دار الشجرة وفيها بركة فيها شجرة لها أغصان عليها طيور مذهبة وورقها ألوان مختلفة وكل طائر يصفر لونًا بحركات مصنوعة تغني ثم أدخل الى الفردوس وفيها من الفراش والآلات ما لا يقوم‏.‏
وفيها توفي عبد الله بن محمد بن شيرويه الفقيه ابو محمد النيسابوري أحد الحفاظ سمع إسحاق بن راهيويه وأحمد بن منيع وطبقتهما وصنف التصانيف‏.‏
وفيها عمران بن موسى بن مجاشع الحافظ ابو إسحاق السختياني محدث جرجان سمع هدبة وفيها أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي البصري مسند العصر في ربيع الآخر وله مائة سنة إلا بعض سنة وكان محدثًا متقنًا أخباريًا عالمًا روى عن مسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب وطبقتهما‏.‏
وفيها القاسم بن زكريا أبو بكر المطرز ببغداد روى عن سويد ابن سعيد وأقرانه وقرأ على الدوري وأقرأ الناسن وجمع وصنف وكان ثقة‏.‏
وفيها محمد بن إبراهيم بن أبان السراج البغدادي روى عن يحيى الحماني وعبيد الله القواريري وجماعة‏.‏
ويحيى بن نصر بن شبيب أبو بكر الأصبهاني روى عن أبي ثور الكلبي وغيره‏.‏
وفيها محمد بن نصر أبو عبد الله المديني روى عن إسماعليل بن عمرو البجلي وجماعة وثقة أبو نعيم الحافظ‏.‏
سنة ست وثلاثمائة فيها وقبلها أمرت أم المقتدر في أمور الأمة ونهيت لركاكة ابنها فإنه لم يركب للناس ظاهرًا منذ استخلف إلى سنة إحدى وثلاثمائة‏.‏
ثم ولى ابنه عليًا إمرة مصر وغيرها وهو ابن أربع
ولما كان في هذا العام أمرت أم المقدر‏.‏
مثل القهرمانة أن تجلس للمظالم وتنظر في القصص كل جمعة بحضرة القضاة وكانت تبرز التواقيع وعليها خطها‏.‏
وفيها أقبل القائم محمد بن المهدي صاحب المغرب في جيوشه فأخذ الإسكندرية وأكثر الصعيد ثم رجع‏.‏
وفيها توفي أحمد بن الحسن بن عبد الجبار أبو عبد الله الصوفي ببغداد‏.‏
روى عن علي بن الجعد ويحيى بن معين وجماعة وكان ثقة صاحب حديث مات عن نيف وتسعين سنة‏.‏
وفيها القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي شيخ الشافعية وصاحب التصانيف في جمادى الأولى وله سبع وخمسون سنة وستة أشهر وكان يقال له الباز الأشهب ولي قضاء شيراز وفهرس كتبه يشتمل على أربعمائة مصنف روى الحديث عن الحسن بن محمد الزغفراني وجماعة‏.‏
د وفيها أبو عبد الله أبو عبد الجلا الزاهد شيخ الصوفية واسمه أحمد بن يحيى صحب ذا النون المصري والكبار وكان قدوة أهل الشام توفي في رجب وقد سئل عن المحبة فقال‏:‏ مالي وللمحبة أنا أريد أتعلم التوبة‏.‏
وفيها حاجب بن أركين الفرغاني الضرير المحدث روى عن أحمد بن إبراهيم الدورقي وفيها الحسين بن حمدان التغلبي ذبح في حبس المقتدر بأمره‏.‏
وفيها الإمام أبو محمد عبدان بن أحمد بن موسى الأهوازي الجواليقي الحافظ صاحب التصانيف سمع سهل بن عثمان وأبا بكر بن أبي شيبة وطبقتهما وكان يحفظ معة ألف حديث ورحل إلى البصرة ثماني عشرة مرة توفي في آخر السنة وله تسعون سنة وأشهر‏.‏
وفيها محمد بن خلف بن وكيع القاضي أبو بكر الأخباري صاحب التصانيف روى عن الزبير بن بكار وطبقته وولي قضاء الأهواز‏.‏
سنة سبع وثلاثمائة فيها كانت الحروب والأراجيف الصعبة بمصر ثم لطف الله وأوقع المرض في المغاربة ومات جماعة من أمرائهم واشتدت علة القائم محمد بن المهدي‏.‏
وفيها دخلت القرامطة البصرة ونهبوا وسبوا‏.‏
وفيها توفي الأشناني أبو العباس أحمد بن سهل المقرئ المجود صاحب عبيد بن الصباح وكان ثقة‏.‏
روى الحديث عن بشر بن الوليد وجماعة‏.‏
وفيها أبو يعلى الموصلي أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي الحافظ صاحب المسند‏.‏
روى عن علي بن الجعد وغسان بن الربيع والكبار‏.‏
وصنف التصانيف وكان ثقة صالحًا متقنا يحفظ حديثه توفي وله سبع وتسعون سنة‏.‏
وزكريا بن يحيى الساجي البصري الحافظ محدث البصرة روى عن هدبة بن خالد وطبقته‏.‏
وأبو بكر عبد الله بن مالك بن سيف التجيبي مقرىء الديار المصرية روى عن محمد بن رمح وتلا على أبي يعقوب الازرق صاحب ورش‏.‏
وأبي جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري المحدث روى عن جبارة بن المغلس وطائفة‏.‏
ومحمد بن علي بن مخلد بن فرقد الداركي الأصبهاني آخر أصحاب إسماعيل بن عمرو البجلي وآخر أصحابه أبو بكر بن المقري‏.‏
ومحمد بن هارون أبو بكر الروياني الحافظ الكبير صاحب المسند‏.‏
روى عن أبي كريب وطبقته وله تصانيف في الفقه‏.‏
قاله أبو يعلى الخليلي‏.‏
وأبو عمران الجوني موسى بن سهل بالبصرة ثقة رحال حافظ سمع محمد بن رمح وهشام بن عمار وطبقتهما‏.‏
والحافظ أبو محمد الهيثم بن خلف الدوري ببغداد روى عن عبيد الله بن عمر القواريري ويحيى بن زكريا النيسابوري أبو زكريا الأعرج أحد الحفاظ بمصر وهو عم محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري دخل مصر على كبر السن وروى عن قتيبة و إسحاق بن راهويه‏.‏
سنة ثمان وثلاثمائة فيها ظهر اختلال الدولة العباسية وجيشت الغوغاء ببغداد فركبت الجند وسبب ذلك كثرة الظلم من الوزير حامد بن العباس فقصدت العامة داره فحاربتهم غلمانه وكان له مماليك كثيرة فدام القتال أياما وقتل عدد كثير وقليل ثم استفحل البلاء ووقع النهب في بغداد‏.‏
وجرت فيها فتن وحروب بمصر وملك العبيديون جيزة الفسطاط فجزعت الخلق وشرعوا في الهروب والجفل‏.‏
وفيها توفي إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه أبو إسحاق النيسابوري الرجل الصالح راوي صحيح مسلم روى عن محمد بن رافع ورحل وسمع ببغداد والكوفة والحجاز وقيل كان مجاب الدعوة‏.‏
وفيها أبو محمد إسحاق بن أحمد الخزاعي مقرىء أهل مكة وصاحب البزي روى مسند وعبد الله بن محمد بن وهب‏.‏
الحافظ الكبير أبو محمد الدينوري سمع الكثير وطوف الأقاليم وروى عن أبي سعيد الأشج وطبقته‏.‏
قال ابن عدي‏:‏ سمعت عمر بن سهل يرميه بالكذب‏.‏
وقال الدارقطني‏:‏ متروك‏.‏
وقال أبو علي النيسابوري‏.‏
بلغني ان أبا زرعة الرازي كان يعجز عن مذاكرته‏.‏
وفيها أبو الطيب محمد بن الفضل بن سلمة بن عاصم الضبي الفقيه صاحب ابن سريج أحد الأذكياء صنف الكتب وهو صاحب وجه وكان يرى تكفير تارك الصلاة ومات شابًا وأبوه وجده من أئمة العربية‏.‏
والمفضل بن محمد بن إبراهيم أبو سعيد الجندي محدث مكة روى عن إبراهيم بن محمد الشافعي والعدني وجماعة‏.‏
وثقه أبو علي النيسابوري‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:48 PM

سنة تسع وثلاثمائة فيها أخذت الإسكندرية
واستردت إلى نواب الخليفة ورجع العبيدي إلى المغرب‏.‏
وفيها قتل الحلاج وهو أبو عبد الله الحسين بن منصور بن محمى الفارسي وكان محمى مجوسيًا تطوف الحلاج وصحب سهل بن عبد الله التستري ثم قدم بغداد فصحب الجنيد والنوري وتعبد فبالغ في المجاهدة والترهب ثم فتن ودخل عليه الداخل بن الكبر والرئاسة فسافر إلى الهند وتعلم السحر فحصل له به حال شيطاني هرب منه الحال الإيماني ثم بدت منه كفريات أباحت دمه وكسرت صنمه واشتبه على الناس السحر بالكرامات فضل به خلق كثير كدأب من مضى ومن يكون مثل أبي مقتل الدجال الأكبر والمعصوم من عصم الله وقد جال هذا الرجل بخراسان وما وراء النهر والهند وزرع في كل ناحية زندقة فكانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث ومن بلاد الترك بالمقيت لبعد الديار عن الإيمان‏.‏
وأما البلاد القريبة فكانوا يكاتبونه من خراسان بأبي عبد الله الزاهد ومن خوزستان بالشيخ حلاج الأسرار وسماه أشياعه ببغداد المصطلم وبالبصرة المجير ثم سكن بغداد في حدوث الثلاثمائة وقبلها‏:‏ واشترى أملاكا وبنى دارا وأخذ يدعو الناس إلى أمور فقامت عليه الكبار ووقع بينه وبين الشبلي والفقيه محمد بن داود الظاهري والوزير علي بن عيسى الذي كان في وزارته كابن هبيرة في وزارته علمًا ودينًا وعدلًا‏.‏
فقال ناس‏:‏ ساحر فأصابوا‏.‏
وقال ناس‏:‏ به مس من الجن فما أبعدوا لأن الذي كان يصدر منه لا يصدر من عاقل إذ ذلك من موجب حتفه أو هو كالمصروع أو المصاب الذي يخبر بالمغيبات ولا يتعاطى بذلك حالا ولا إن ذلك من قبيل الوحي ولا الكرامات‏.‏
وقال ناس من الأغتام‏:‏ بل هذا رجل عارف ولي الله صاحب كرامات فليقل ما شاء فجهلوا من وجهين أحدهما أنه ولي والثاني أن الولي يقول ما شاء فلن يقول إلا الحق وهذه بلية عظيمة ومرضة مرمنة أعيى الأطباء دواؤها وراح بهرجها وعز ناقدها والله المستعان‏.‏
قال أحمد بن يوسف التنوخي الأزرق‏:‏ كان الخلاح يدعو كل وقت إلى شيء على حسب ما يستبله طائفة أخبرني جماعة من أصحابه أنه لما افتتن به الناس بالأهواز لما يخرح لهم من الأطعمة في غير وقتها والدراهم ويسميها دراهم القدرة حدث الجبائي بذلك فقال‏:‏ هذه الأشياء يمكن الحيل فيها ولكن أدخلوه بيتًا من بيوتكم وكلفوه أن يخرج منه جرزتين من شوك فبلغ الحلاج قوله فخرج عن الأهواز‏.‏
وروي عن عمرو بن عثمان المكي أنه لعن الحلاج وقال‏:‏ قرأت آية فقال‏:‏ يمكنني أن أولف مثلها‏.‏
وقال أبو يعقوب الأقطع‏:‏ زوجت بنتي بالحلاج فبان لي بعد أنه ساحر كذاب محتال‏.‏
وقال الصولي‏:‏ جالست الحلاج فرأيت جاهلا يتعاقل وغبيا يتبالغ وفاجرًا يتزهد‏.‏
وكان ظاهره أنه ناسك فاذا علم أن أهل بلد يرون الاعتزال صار معتزليا أو يرون التشيع تشيع أو يرون التسنن تسنن وكان يعرف الشعبذة والكيمياء والطب وينتقل في البلدان ويدعي الربوبية ويقول للواحد من أصحابه‏:‏ أنت آدم ولذا أنت نوح ولهذا أنت محمد ويدعي
وقال الصولي أيضًا‏:‏ قبض علي الراسبي أمير الأهواز على الحلاج في سنة احدى وثلثمائة وكتب إلى بغداد يكر أن البينة قامت عنده أن الحلاج يدعي الربوبية ويقول بالحلول فحبس مدة وكان يري الجاهل شيئًا من شعبذنه فاذا وثق به دعاه إلى أنه إله ثم قيل‏:‏ إنه سني وإنما يريد قتله الرافضة ودافع عنه نصر الحاجب قال‏:‏ وكان في كتبه إنه مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود‏.‏
وكان الوزير حامد قد وجد له كتابًا فيه‏:‏ أن المرء إذا عمل كذا وكذا من الجوع والصدقة ونحو ذلك أغناه عن الصوم والصلاة والحج فقام عليه حامد فقتل وافتى جماعة من العلماء بقتله وبعث حامد بن العباس بخطوطهم إلى المقتدر فتوقف المقتدر فراسله إن هذا قد ذاع كفره وادعاؤه الربوبية وإن لم يقتل افتتن به الناس فأذن في قتله فطلب الوزير صاحب الشرطة فأمره ان يضربه ألف سوط فان مات وإلا قطع أربعته فأحضر وهو يتبختر في قيده فضرب ألف سوط ثم قطع يده ورجله ثم حز رأسه وأحرقت جثته‏.‏
وقال ثابت بن سنان‏:‏ انتهى إلى حامد في وزارته أمر الحلاج وأنه قدموه على جماعة من الخدم والحشم وأصحاب المقتدر بأنه يحيى الموتى وأن الجن يخدمونه ويحضرون إليه ما يريد وكان محبوسًا بدار الخلافة فأحضر جماعة إلى حامد فاعترفوا أن الحلاج إله وأنه يحيي الموتى ثم وافقوه وكاشفوه فأنكر وكانت زوجة السمري عنده في الاعتقال فأحضرها حامد فسألها فقالت‏:‏ قد قال مرة زوجتك بابني وهو بنيسابور فإن جرى منه ما تكرهين فصومي واصعدي على السطح على الرماد وافطري على الرماد وافطري على الملح واذكري ما تكرهينه فاني أسمع وأرى قالت‏:‏ وكنت نائمة وهو قريب مني فما أحسست إلا وقد غشيني فانتبهت فزعة فقال‏:‏ إنما جئت لأوقظك للصلاة‏.‏
وقالت لي بنته يومًا اسجدي له فقلت أو يسجد أحد لغير الله وهو يسمعنى فقال‏:‏ نعم إله في السماء وإله في الأرض‏.‏
وقال ابن باكويه‏:‏ سمعت أحمد بن الحلاج يقول‏:‏ سمعت أحمد بن فاتك تلميذ والدي يقول بعد ثلاث من قتل والدي‏:‏ رأيت رب العزة في المنام فقلت‏:‏ يا رب ما فعل الحسين بن منصور قال‏:‏ كاشفته بمعنى فدعى الخلق إلى نفسه فأنزلت به ما رأيت‏.‏
وقال يوسف بن يعقوب النعماني‏:‏ سمعت محمد بن داود بن علي الأصبهاني الفقيه يقول‏:‏ إن كان ما أنزل الله على نبيه حقًا فما يقول الحلاج باطل‏.‏
وعن أبي بكر بن سعدان قال لي الحلاج‏:‏ تؤمن بي حتى أبعث إليك عصفورة تطرح من ذرقها وزن حبة على كذا منًا من نحاس فيصير ذهبا قلت‏:‏ أفتؤمن بي حتى أبعث إليك بفيل يستلقي فتصير قوائمه في السماء فإذا أردت أن تخفيه أخفيته في عينك فأبهته وكان مموها مشعوذا‏.‏
وفيها توفي أبو العباس بن عطاء الأزدي الزاهد وهو أحمد ابن محمد بن سهل بن عطاء أحد مشايخ الصوفية القانتين الموصوفين بالاجتهاد في العبادة قيل‏:‏ كان ينام في اليوم والليلة ساعتين ويختم القرآن كل يوم توفي في ذي القعدة بالعراق‏.‏
وفيها حامد بن محمد بن شعيب أبو العباس البلخي المؤدب ببغداد روى عن شريح بن يونس وطائفة وكان ثقة عاش ثلاثا وتسعين سنة‏.‏
وفيها عمر بن اسماعيل بن غيلان أبو حفص الثقفي البغدادي سمع علي بن الجعد وجماعة وثقه الخطيب‏.‏
وفيها أبو بكر محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي بالبصرة وكان أحد الحفاظ المبرزين روى عن بشر بن الوليد وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن خلف بن المرزبان أبو بكر البغدادي الأخباري صاحب التصانيف‏.‏
روى عن الزبير بن بكار وطبقته‏.‏
وكان صدوقًا‏.‏
سنة عشر وثلاثمائة فيها توفي الحافظ الكبير أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير التستري سمع أبا كريب وطبقته وكان حفطه زاهدًا خيرًا‏.‏
قال أبو إسحاق بن حمزة الحافظ‏:‏ ما رأيت أحفظ منه‏.‏
وقال ابن المقري فيه‏:‏ حدثنا تاج المحدثين فذكر حديثًا‏.‏
وإسحاق بن إبراهم بن محمد بن جميل أبو يعقوب الأصبهاني الراوي بن أحمد بن منيع مسنده عن سن عالية‏.‏
قال حفيده عبد الله بن يعقوب‏:‏ عاش جدي مائة وسبع عشرة سنة‏.‏
وأبو شيبة داود بن إبراهيم بن روزبة البغدادي بمصر روى عن محمد ابن بكار بن الريان وطائفة‏.‏
وفيها علي بن العباس البجلي الكوفي المقانعي أبو الحسن‏.‏
روى عن أبي كريب وطبقته‏.‏
وفيها أبو بشر الدولابي وهو محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الرازي الحافظ صاحب التصانيف روى عن بندار محمد بن بشار وخلق وعاش ستا وثمانين سنة‏.‏
قال أبو سعيد بن يونس كان من أهل الصنعة وكان يضعف توفي بين مكة والمدينة‏.‏
وفيها الحبر البحر الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ والمصنفات الكثيرة‏.‏
سمع إسحاق بن أبي إسرائيل ومحمد ابن حميد الرازي وطبقتهما‏.‏
وكان مجتهدًا لا يقلد أحدًا‏.‏
وقال أبو حامد الإسفراييني الفقيه‏:‏ لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرًا‏.‏
قلت‏:‏ ومولده بآمل طبرستان سنة أربع عشرة ومائتين وتوفي ليومين بقيا من شوال وكان ذا زهد وقناعة توفي ببغداد‏.‏
وفيها أو بعدها بيسير العالم المحدث أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني محدث فلسطين‏.‏
روى عن صفوان بن صالح المؤذن ومحمد بن رمح والكبار‏.‏
وكان ثقة‏.‏
وفيها تقريبًا أبو عمران الرقي موسى بن جرير المقري النحوي صاحب أبي شعيب السوسي وتصدر لإقراء مدة‏.‏
وفيها الوليد بن أبان بن الحافظ أبو العباس بأصبهان صنف المسند والتفسير‏.‏
وطوف الكثير‏.‏
وحدث بن أحمد بن الفرات الرازي وطبقته‏.‏
سنة إحدى عشرة وثلاثمائة فيها دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي البصرة في الليل في ألف وسبعمائة فارس‏.‏
نصبوا السلالم على السور ونزلوا فوضعوا السيف في البلد‏.‏
وأحرقوا الجامع‏.‏
وهرب وفيها توفي أبو جعفر أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحبري النيسابوري‏.‏
الحافظ الزاهد المجاب الدعوة والد المحدث أبي عمرو بن حمدان روى عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم وطبقته وصنف الصحيح على شرط مسلم وكان يحيي الليل‏.‏
وفيها أبو بكر الخلال أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الفقيه الحبر الذي أنفق عمره في جمع مذهب الإمام أحمد وتصنيفه تفقه على المروذي وسمع من الحسن بن عرفة وأقرانه توفي في ربيع الأول‏.‏
وفيها إبراهيم بن السري أبو إسحاق الزجاج نحوي العراق وصاحب المبرد‏.‏
صنف التصانيف الكثيرة وتوفي في جمادى الآخرة وقد شاخ‏.‏
وفيها عبد الله بن إسحاق المدايني الأنماطي ببغداد روى عن عثمان ابن ابي شيبة وطبقته وكان ثقة محدثًا‏.‏
وعبد الله بن محمود السعدي أبو عبد الرحمن محدث مرو‏.‏
وعبد الله بن عروة الهروي الحافظ المصنف سمع أبا سعد الأشج وطبقته‏.‏
والحافظ الكبير أبو حفص عمر بن بجير الهمذاني السمرقندي صاحب الصحيح والتفسير وذو الرحلة الواسعة روى عن عيسى بن حماد زغبة وبشر بن معاذ العقدي وطبقتهما وعاش ثمانيا ومحمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة أبو بكر السلمي النيسابوري الحافظ صاحب التصانيف روى عن علي بن حجر وطبقته ورحل إلى الحجاز والشام والعراق ومصر وتفقه على المزني وغيره‏.‏
قال الحافظ أبو علي النيسابوري‏:‏ لم أر مثل محمد بن إسحاق‏.‏
وقال أبو زكريا العنبري‏:‏ سمعت ابن خزيمة يقول‏:‏ ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر عنه‏.‏
وقال أبو علي الحافظ‏:‏ كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارىء السورة‏.‏
وقال ابن حبان لم ير مثل ابن خزيمة في حفظ الإسناد والمتن‏.‏
وقال الدار قطني‏:‏ كان إمامًا معدوم النظير‏.‏
ومحمد بن شادل أبو العباس النيسابوري سمع ابن راهويه وأبا مصعب وخلقا‏.‏
وكان يختم القرآن في كل يوم‏.‏
ومحمد بن زكريا الرازي الطبيب العلامة صاحب المصنفات في الطب والفلسفة‏.‏
وإنما اشتغل بعد أن بلغ الأربعين‏.‏
وكان في صباه مغنيًا بالعود‏.‏
فيها في المحرم عارض أبو طاهر الجنابي ركب العراق‏.‏
ومعه ألف فارس‏.‏
وألف راجل‏.‏
فوضعوا السيف وأستباحوا الحجيج‏.‏
وساقوا الجمال بالأموال والحريم وهلك الناس جوعًا وعطشًا‏.‏
ونجا من نجا بأسوأ حال‏.‏
ووقع النوح والبكاء ببغداد وغيرها‏.‏
وامتنع الناس من الصلوات في المساجد‏.‏
ورجموا ابن الفرات الوزير وصاحوا عليه أنت القرمطي الكبير‏.‏
فأشار على المقتدر‏.‏
بأن بكاتب مؤنسًا الخادم‏.‏
وهو على الرقة وكان ابن الفرات قد سعى في إبعاده إليها خوفًا منه فقدم مؤنس فركب إلى داره ابن الفرات للسلام عليه‏.‏
ولم يتم مثل هذا من وزير فأسرع مؤنس إلى باب داره وقبل يده وخضع وكان في حبس المحسن ولد الوزير‏.‏
جماعة في المصادرة‏.‏
فخاف العزل‏.‏
وأن يظهر عليه ما أخذ منه‏.‏
فسم إبراهيم أخا الوزير علي بن عيسى‏.‏
وذبح مؤنس خادم حامد بن العباس وعبد الوهاب ابن ما شاء الله‏.‏
فكثر ضجيج المقتولين على بابه‏.‏
ثم قبض المقتدر على ابن الفرات وسلمه إلى مؤنس فعاتبه مؤنس وتذلل له‏.‏
فقال مؤنس‏:‏ الساعة تخاطبني بالأستاذ‏.‏
وأمس تبعدني إلى الرقة واختفى المحسن ثم ظفر به في زي امرأة وقد خضب يديه فعذب وأخذ خطه بثلاثة آلاف ألف دينار وولي الوزارة عبيد الله بن محمد الخاقاني فعذب بني الفرات واستصفى أموالهم فيقال أخذ منهم ألفي ألف دينار ثم ألح مؤنس ونصر الحاجب وهارون بن خالد المقتدر‏:‏ حتى أذن في قتل ابن الفرات وولده المحسن فذبحا‏.‏
وعاش ابن الفرات إحدى وسبعين سنة وعاش بعد حامد بن العباس نصف سنة وكان جبارًا فاتكًا كريمًا سائسًا متمولًا كان يقدر على عشرة آلاف ألف دينار‏.‏
وقد وزر للمقتدر ثلاث مرات وقيل كان دخله من أملاكه في العام ألف ألف دينار‏.‏
وكان القرمطي قد أسر طائفة من الحجاح منهم الأمير أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان فأطلقه وأرسل معه يطلب من المقتدر البصرة والأهواز فحدث أبو الهيجاء أن القرمطي قتل من الحجاح ألفي رجل ومائتين ومن النساء ثلاثمائة وفي الأسر مثلهم بهجر‏.‏
وفيها افتتح المسلمون فرغانة إحدى مدائن الترك‏.‏
وفيها توفي علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات أبو الحسن الوزير وابنه المحسن ذبحا صبرًا ويقال عنه‏:‏ أنه كاتب الأعراب أن يكبسوا بغداد ولما ولي الوزارة في سنة أربع وثلاثمائة خلع عليه سبع خلع وكان يومًا مشهودًا بحيث أنه سقى في داره في ذلك اليوم والليلة أربعين ألف رطل ثلج وكان هو وأخوه أبو العباس آية في معرفة حساب الديوان‏.‏
وفيها علي بن الحسن بن خلف بن قديد أبو القاسم المصري المحدث وله بضع وثمانون سنة روى عن محمد بن رمح وحرملة‏.‏
وفيها محمد بن سليمان بن فارس أبو أحمد الدلال النيسابوري أنفق أموالا جليلة في طلب العلم وأنزل البخاري عنده لما قدم نيسابور وروى عن محمد بن رافع وأبي سعيد الأشج وخلق وكان يفهم ويذاكر‏.‏
وفيها محمد بن محمد سليمان الحافظ الكبير‏.‏
أبو بكر الباغندي أحد أئمة الحديث في ذي الحجة ببغداد‏.‏
وله بضع وتسعون سنة‏.‏
روى عن علي بن المديني وشيبان بن فروخ‏.‏
وطوف بمصر والشام والعراق وروى أكثر حديثه من حفظه‏.‏
قال القاضي أبو بكر الأبهري‏:‏ سمعته يقول أجبت في ثلاثمائة ألف مسألة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
قال الإسماعيلي‏:‏ لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضًا‏.‏
وقال الخطيب‏:‏ رأيت كافة شيوخنا يحتجون به‏.‏
وفيها أبو بكر بن المجدر وهو محمد بن هارون البغدادي‏.‏
روى عن داود بن رشيد وطبقته وكان معروفا بالانحراف عن علي‏.‏
سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة فيها سار الركب العراقي ومعهم ألف فارس فاعترضهم القرمطي بزبالة وناوشهم القتال فرد الناس ولم يحجوا ونزل القرمطي على الكوفة فقاتلوه فغلب على البلد‏.‏
ونهبه فندب المقتدر مؤنسا وأنفق في الجيش ألف ألف دينار‏.‏
وفيها توفي أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق ببغداد وكان ثقة رحالا روى عن أبي بكر بن أبي شيبة‏.‏
وأبي نعيم الحلبي وعدة‏.‏
وفيها أبو العباس أحمد بن الحسين الماسرجسي سمع من جده لأمه الحسن بن عيسى بن ماسرجس وإسحاق بن راهويه وشيبان بن فروخ‏.‏
وفيها جماهر بن محمد بن أحمد أبو الأزهر الأزدي الزملكاني روى عن هشام بن عمار وطبقته‏.‏
وفيها أبو القاسم ثابت بن حزم السرقسطي اللغوي العلامة‏.‏
قال ابن الفرضي‏:‏ كان مفتيا بصبرا بالحديث والنحو واللغة والغريب والشعر وعاش خمسا وتسعين سنة روى عن محمد بن وضاح وطائفة‏.‏
وعبد الله بن زيدان بن يزيد أبو محمد البجلي الكوفي عن إحدى وتسعين سنة روى عن أبي كريب وطبقته‏.‏
قال محمد بن أحمد بن حماد الحافظ‏:‏ لم تر عيني مثله‏.‏
كان ثقة حجة أكثر كلامه في مجلسه‏:‏ يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك أخبرت أنه مكث نحو ستين سنة لم يضع جنبه على مضربة كان صاحب ليل‏.‏
وعلي بن عبد الحميد الغضائري أبو الحسن بحلب في شو ال‏.‏
روى عن بشر بن الو ليد‏.‏
والقواريري وعدة‏.‏
وقال‏:‏ حججت ماشيا من حلب أربعين حجة‏.‏
وعلي بن محمد بن بشار أبو الحسن البغدادي الزاهد شيخ الحنابلة أخذ عن صالح بن أحمد والمروذي وجاء عنه أنه قال‏:‏ أعرف رجلًا منذ ثلاثين سنة يشتهي أن يشتهي ليترك لله ما يشتهي فلا يجد شيء يشتهي‏.‏
ومحمد بن أحمد بن أبي عون عبد الجبار أبو جعفر النسائي الرياني روى عن علي بن حجر وأحمد بن إبراهيم الدورقي وطبقتهما وثقة الخطيب‏.‏
ومحمد بن إبراهيم الرازي الطيالسي روى عن إبراهيم بن موسى الفراء وابن معين وخلق‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ متروك‏.‏
وأبو لبيد محمد بن إدريس الشامي السرخسي روى عن سويد وأبي مصعب وطبقتهما‏.‏
وفيها محمد بن إسحاق الثقفي مولاهم النيسابوري أبو العباس السراج الحافظ صاحب التصانيف‏.‏
روى عن قتيبة وإسحاق وخلق كثير‏.‏
قال أبو إسحاق المزكي سمعته يقول‏:‏ ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ألف ختمة وضحيت عن اثنتي عشرة ألف أضحية‏.‏
محمد بن أحمد الدقاق‏:‏ رأيت السراج يضحي كل أسبوع أو أسبوعين أضحية ثم يجمع أصحاب الحديث عليها‏.‏
وقد ألف السراج مستخرجًا على صحيح مسلم وكان أمارًا بالمعروف نهاء عن المنكر عاش سبعًا وتسعين سنة‏.‏
وفيها أبو قريش محمد بن جمعة بن علي بن خلف القهستاني الحافظ‏.‏
صاحب المسند على الرجال وعلى الأبواب‏.‏
أكثر التطواف وروى عن أحمد بن منيع وطبقته‏.‏
سنة أربع عشرة وثلاثمائة فيها أخدت الروم لعنهم الله ملطية عنوة واستباحوها ولم يحج‏.‏
أحد من العراق‏.‏
خوفا من القرامطة ونزح أهل مكة عنها خوفا منهم‏.‏
وفيها توفي أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر التيمي المنكدري الحجازي نزيل خراسان روى عن عبد الجبار بن العلاء وخلق‏.‏
قال الحاكم‏:‏ له أفراد وعجايب‏.‏
وفيها محمد بن محمد بن النفاح بن بدر الباهلي أبو الحسن بغدادي حافظ خير متعفف‏.‏
توفي بمصر في ربيع الآخر روى عن إسحاق بن أبي إسرائيل وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن عمر بن لبابة أبو عبد الله القرطبي مفتي الأندلس كان رأسا في الفقه محدثًا أديبًا أخباريا شاعرًا مؤرخًا توفي في شعبان وولد سنة خمس وعشرين ومائتين‏.‏
روى عن أصبغ بن الخليل والعتبي وطبقتهما من أصحاب يحيى بن يحيى وأصبغ وتفقه به خلق‏.‏
وفيها نصر بن القاسم أبو الليث البغدادي الفرائضي روى عن شريح بن يونس وأقرانه وكان ثقة من فقهاء أهل الري‏.‏
سنة خمس عشرة وثلاثمائة فيها أخذت الروم سميساط واستباحوها‏.‏
وضربوا الناقوس في الجامع فسار مؤنس بالجيوش ودخل الروم وتم مصاف كبير هزمت فيه الروم‏.‏
وقتل منهم خلق‏.‏
وأما القرامطة فنازلت الكوفة‏.‏
فسار يوسف بن أبي الساج‏.‏
فالتقاهم‏.‏
فأسر يوسف وانهزم عسكره وقتل منهم عدة‏.‏
وسار القرمطي إلى أن نزل غربي الأنبار‏.‏
فقطع المسلمون الجسر‏.‏
فأخذ يتحيل في العبور‏.‏
ثم عبر وأوقع بذلك بالمسلمين‏.‏
فخرج نصر الحاجب ومؤنس‏.‏
فعسكروا بباب الأنبار‏.‏
وخرج أبو الهيجاء بن حمدان وإخوته‏.‏
ثم ردت القرامطة في خبر العسكر عليهم وهذا أحد لان العرفان القرامطة وكانوا ألفًا وسبعمائة‏.‏
من فارس وراجل‏.‏
والعسكر أربعين ألف فارس ثم إن القرمطي قتل ابن أبي الساج وجماعة معه‏.‏
وسار إلى هيت فبادر العسكر وحصنوها فرد القرمطي إلى البرية فدخل الوزير علي بن عيسى على المقتدر بالله وقال‏:‏ قد تمكنت هيبة هذا الكافر من القلوب‏.‏
فخاطب السيدة في مال تنفقه في الجيش والا فما لك إلا أقاصي خراسان‏.‏
فأخبر أمه‏.‏
فأخرجت خمسمائة ألف دينار وأخرج المقتدر ثلثمائة ألف دينار‏.‏
ونهض ابن عيسى في استخدام العساكر وجددت على بغداد الخنادق وعدمت هيبة المقتدر من القلوب‏.‏
وشتمته الجند‏.‏
وفيها توفي أحمد بن علي بن الحسين أبو بكر الرازي ثم النيسابوري الحافظ صاحب التصانيف وله أربع وخمسون سنة‏.‏
رحل وادرك إبراهيم بن عبد الله القصار وطبقته بخراسان والري وبغداد والكوفة والحجاز‏.‏
وفيها أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني الفقيه‏.‏
قاضي دمشق نيابة‏.‏
ثم قاضي الرملة‏.‏
روى عن يونس بن عبد الأعلى وطبقته وكان له حلقة بمصر للفتوى والاشتغال‏.‏
قال ابن يونس‏:‏ خلط ووضع أحاديث‏.‏
وفيها الأخفش أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي النحوي وهو الأخفش الصغير النحوي روى عن ثعلب والمبرد‏.‏
وفيها محمد بن الحسين أبو جعفر الخثعمي الكوفي الأشناني أحد الأثبات‏.‏
روى ببغداد عن أبي كريب وطبقته‏.‏
وفيها محمد بن الفيض أبو الحسن الغساني محدث دمشق روى عن صفوان بن صالح والكبار توفي في رمضان عن ست وتسعين سنة‏.‏
وفيها محمد بن المسيب الأرغياني الحافظ الجوال الزاهد المفضال شيخ نيسابور‏.‏
روى عن محمد بن رافع وبندار ومحمد بن هاشم البعلبكي وطبقتهم‏.‏
وكان يقول‏:‏ ما أعلم منبرًا من منابر الإسلام‏.‏
بقي علي لم أدخله لسماع الحديث‏.‏
وقال‏:‏ كنتُ أمشي في مصر وفي كمي مائة جزء في الجزء ألف حديث‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان دقيق الخط‏.‏
وصار هذا كالمشهور من شأنه عاش اثنتين وتسعين سنة‏.‏
سنة ست عشرة وثلاثمائة فيها دخل القرمطي الرحبة بالسيف واستباحها ثم نازل الرقة وقتل جماعة بربضها وتحول إلى
هيت فرموه بالحجارة وقتلوا صاحبه أبا الذواد فسار الى الكوفة ثم انصرف وبنى دارا سماها دار الهجرة ودعا إلى المهدي وتسارع إليه كل مريب‏.‏
ولم يحج أحد ووقع بين المقتدر وبين مؤنس الخادم‏.‏
واستعفى ابن عيسى من الوزارة‏.‏
وَوَليَ بعده أبو علي بن مقلة الكاتب‏.‏
وفيها توفي بنان الحَمال أبو الحسن الزاهد الواسطي نزيل مصر وشيخها كان ذا منزلة عظيمة في النفوس وكانوا يضربون بعبادته المَثل و صحب الجنيد‏.‏
وحدث عن الحسن بن محمد الزغفراني وجماعة‏.‏
وثقه أبو سعيد بن يونس وقال توفي في رمضان وخرج في جنازته أكثر أهل مصر‏.‏
وكان شيئًا عجيبًا‏.‏
وفيها أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الخافظ ابن الحافظ ولد بسجستان سنة ثلاثين ومائتين ونشأ بنيسابور وغيرها وسمع من محمد بن أسلم الطوسي وعيسى بن زغبة‏.‏
وخلائق بخراسان والشام والحجاز و مصر والعرق وأصبهان وجمع وصنف وكان عنده عن أبي سعيد الأشج ثلاثون ألف حديث وحدث بأصبهان من حفظه بثلاثين ألفا‏.‏
وقال ابن شاهين‏:‏ كان ابن أبي داود يملي علينا من حفظه و كان يقعد على المنبر بعد ما عمي ويقعد تحته بدرجة ابنه أبو معمر وبيده كتاب يقول له‏:‏ حديث كذا فيسرد من حفظه حتى يأتي على المجلس‏.‏
وقال غيره‏:‏ توفي في ذي الحجة‏.‏
وقال محمد بن عبيد الله بن الشخير‏:‏
وقال عبد الأعلى بن أبي بكر بن أبي داود‏:‏ صلي على أبي ثمانين مرة‏.‏
وفيها محمد بن خريم أبو بكر العقيلي محدث دمشق في جمادى الآخرة روى عن هشام بن عمار وجماعة‏.‏
والعلامة أبو بكر بن السراج واسمه محمد بن السري البغدادي النحوي صاحب الأصول في العربية وله مصنفات كثيرة منها شرح سيبويه‏.‏
أخذ عن المبرد وغيره وكان مغرى في الطرب والموسيقى‏.‏
وفيها محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي الحافظ شيخ بلخ ومحدثها صنف المسند والتاريخ وغير ذلك سمع علي بن خشرم وعباد ابن الوليد الغبري وطبقتهما‏.‏
وفيها أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الاسفراييني الحافظ صاحب الصحيح المسند‏.‏
رحل إلى الشام والحجاز واليمن ومصر والجزيرة والعراق وفارس وأصبهان وروى عن يونس بن عبد الأعلى وعلي بن حرب وطبقتهما وعلى قبره مشهد بإسفرايين‏.‏
وكان مع حفظه فقيها شافعيًا إمامًا‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:51 PM

سنة سبع عشرة وثلاثمائة
في أولها عسكر مُؤنس الخادم بباب الشَماسية ومعه سائر الجيش فكتب له المقتدر رقعة يبالغ في الخضوع له ويستعطفه فطالبه بإخراج هارون بن غريب الخال وكان صديقا لمؤنس فقلده الثغور وسار ليومه فلما كان من الغد اتفق مؤنس وأبو الهيجاء بن حمدان ونازوك على خلعه‏.‏
وهرب ابن مقلة والحاجب وهجم مؤنس وأكثر الجيش إلى دار الخلافة وأخرج المقتدر وأمه وخالته وحرمه إلى دار مؤنس وردّ هارون فاختفى فأحضروا محمد بن المعتضد من الحبس وبايعوه ولقّبوه‏:‏ القاهر بالله وقلدوا ابن مقُلة وزارته ووقع النهب في دار الخلافة وبغداد وأشهد المقتدر على نفسه بالخلع وجلس القاهر من الغد وصار نازوك حاجبه فجاءت الجند ودخلوا وطلبوا رزق البيعة ورزق السنة ولم يأت يومئذ مؤنس وعظم الصياح ثم وثب جماعة على نازوك فقتلوه وقتلوا خادمه ثم صاحوا يا مقتدر يا منصور فتهارب الوزير والحجاب والقاهر صاروا إلى مؤنس ليرد المقتدر وسُدت المسالك على القاهر وأبي الهيجاء ثم حاسب نفسه وقال‏:‏ يا أبي ثعلب أأُقتل بين الجدران أين الكُمَيت أين الدهماء فرماه كما جور بسهم في ثديه وآخر بسهم في نحره ثم حز رأسه وأحضروا المقتدر وألقي بين يديه الرأس ثم أسر القاهر وأتي به إلى المقتدر فاستدناه وقبل جبينه وقال‏:‏ أنت لا ذنب لك يا أخي وهو يقول‏:‏ الله الله يا أمير المؤمنين في نفسي فقال‏:‏ والله لا نالك مني سوء وطيف برأس نازوك ورأس أبي الهيجاء ثم أتى مؤنس والقضاة وجددوا البيعة للمقتدر فبذل للجند أموالًا عظيمة باع في بعضها ضياعًا وأمتعة وقلد الشرطة محمد بن رائق وأخاه إبراهيم‏.‏
وماتت ثمل القهرمانة التي تجلس للناس بدار العدل وحج بالناس منصور الديلمي فدخلوا مكة سالمين فوافاهم يوم التروية عدو الله أبو طاهر القرمطي فقتل الحجاج قتلا ذريعًا في المسجد وفي فجاج مكة وقتل أمير مكة ابن محارب وقلع باب الكعبة واقتلع الحجر الأسود وأخذه إلى هجر وكان معه تسعمائة نفس فقتلوا في المسجد الحرام ألفا وسبع مائة نسمة وصعد على باب البيت وصاح‏:‏ أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأقتلهم أنا وقيل إن الذي قتل بفجاج مكة وظاهرها زهاء ثلاثين ألفا وسبى من النساء والصبيان نحو ذلك وأقام بمكة ستة أيام ولم يحج أحد‏.‏
قال محمود الأصبهاني‏:‏ دخل قرمطي وهو سكران فصفر لفرسه فبال عند البيت وقتل جماعة ثم ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسر منه قطعة ثم قلعه وبقي الحجر الأسود بهجر نيفًا وعشرين سنة وقد بسطت شأنه في التاريخ الكبير‏.‏
وفيها قتل بمكة الإمام أحمد بن الحسين أبو سعيد البردعي شيخ حنيفة بغداد أخذ عنه أبو
والحافظ الشهيد أبو الفضل الجارودي محمد بن الحسين بن محمد بن عمار الهروي قتل بباب الكعبة روى عن أحمد بن نجدة وطبقته ومات كهلًا‏.‏
وفيها توفي أحمد بن محمد بن أحمد حفص بن مسلم أبو عمرو الجبري المزني من كبار شيوخ نيسابور ورؤسائها روى عن محمد بن رافع والكوسج ورحل وطوف وتوفي في ذي القعدة‏.‏
وفيها حرمي بن أبي العلاء المكي نزيل بغداد وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أبي حميضة الشروطي كاتب أبي عمرو القاضي روى عن كتاب النسب عن الزبير بن بكار‏.‏
وفيها القاضي المعمر أبو القاسم بدر بن الهيثم اللخمي الكوفي نزيل بغداد روى عن أبي كريب وجماعة‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ كان نبيلا بلغ مائة وسبع عشرة سنة‏.‏
وفيها الحسن بن محمد أبو علي الداركي محدث أصبهان في جمادى الآخرة روى عن محمد بن حميد الرازي ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة وطائفة‏.‏
وفيها البغوِي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ليلة عيد الفطر ببغداد‏.‏
وله مائة وثلاث سنين وشهر وكان مُحدثًا حافظا مجودًا مصنفا‏.‏
انتهى إليه علو الإسناد في الدنيا فانه سمع في الصغر بعناية جده لأمه أحمد بن منيع وعمه علي بن عبد العزيز وحضر مجلس عاصم بن علي وروى الكثير عن علي بن الجَعد ويحيى الحمّاني‏.‏
وأبي نصر التمار وعلي بن المديني وخلق وأول ما كتب الحديث سنة خمس وعشرين وِمائتين‏.‏
وكان ناسخا مليح الخط نسخ الكثير لنفسه ولجده وعمه وكان يبيع أصول نفسه‏.‏
وفيها علي بن أحمد بن سليمان بن الصيقل أبو الحسن المصري ولقبه علان المعَدل روى عن محمد بن رمح وطائفة وتوفي في شوال عن تسعين سنة‏.‏
وفيها محمد بن أحمد بن زهير أبو الحسن الطوسي حافط مصنف سمع إسحاق الكَوسج وعبد الله بن هاشم وطبقتهما وما أطنُه ارتحل‏.‏
وفيها محمد بن رَيان بن حبيب أبو بكر المصري في جمادى الأولى سمع زكريا بن يحيى كاتب العمَري ومحمد بن رمح وعاش اثنتين وتسعين سنة‏.‏
سنة ثماني عشرة وثلاثمائة توفي فيها القاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي الحنفي الأنباري الأديب أحد الفصحاءِ البلغاءِ وله سبع وثمانون سنة رَوى عن أبي كُرَيب وطبقته وولي قضاءَ مدينة المنصور عشرين سنة وله مصنف في نحو الكوفيين‏.‏
وفيها أحمد بن محمد المغلس وفيها إسماعيل بن داود بن وَردَان المصري البزاز رَوى عن زكريا كاتب العمَري ومحمد بن رمح وتوفي في شهر ربيع الآخر عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
وفيها أبو بكر الحسن بن علي بن بشار بن العلاّف البغدادي المقرئ صاحب الدّوري وكان ظريفا اديبا نديما للمعتضد ثم شاخ وعمي وهو صاحب مرثية الهرّ‏:‏ يا هّر فارقتنا ولم تعدْ وفيها أبو عَروبة الحسين بن أبي معشر محمد بن مودود السّلمي الحراني الحافظ مَحدث حران وهو في عشر المائة روى عن إسماعيل بن موسى العّدّي وطبقته بالجزيرة والعراق والشام ورحل الناس إليه‏.‏
وفيها سعيد بن عبد العزيز أبو عثمان الحلبي الزاهد نزيل دمشق صحب سريا السقطي وروى عن أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي وأحمد بن أبي الحوري وطبقتهما وقال‏:‏ أبو أحمد الحاكم كان من عباد الله الصالحين بن محمد‏.‏
وفيها أبو بكر عبد الله بن مسلم الإسفراني الحافظ المصنف وله ثمانون سنة‏.‏
روى عن الحسن بن محمد الزعفراني‏.‏
والذهلي وطبقتهما‏.‏
ورحل الكثير‏.‏
وفيها محمد بن إبراهيم بن فيروز‏.‏
أبو بكر الأنماطي‏.‏
ببغداد سمع أبا حفص الفلاس وطبقته‏.‏
وفيها يحيى بن محمد بن صاعد الحافظ الحجة أبو محمد البغدادي مولى بني هاشم‏.‏
في ذي القعدة وله تسعون سنة‏.‏
عني بالأثَر وجمع وصنف وارتحل إلى الشام والعراق ومصر والحجاز‏.‏
وروى عن لُوين وطبقته‏.‏
قال أبو علي النيسابوري‏:‏ لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحد في فهمه والفهم عندنا أجل من الحفظ وهو فوق أبي بكر بن أبي داود في الفهم والحفظ‏.‏


الساعة الآن 01:13 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى