منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الدول العربية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=79)
-   -   الجمهورية الإسلامية الموريتانية (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=10509)

أبو جمال 2 - 10 - 2010 02:50 PM

الجمهورية الإسلامية الموريتانية
 
الجمهورية الإسلامية الموريتانية

http://www.wajjd.com/uploads/05e23b190b.jpg

تقع الجمهورية الإسلامية الموريتانية غرب الوطن العربي

عاصمتها نواكشوط

تبلغ مساحتها 1,030,700 كلم2. يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة
اللغة الرسمية العبية والفرنسية ، العملة هي الأوقية

يطلق على موريتانيا اسم صحراء الملثمين وعرفت أيضا باسم شنقيط، وهي تقع في أقصى المغرب العربي الكبير. تعرضت موريتانيا للإحتلال الفرنسي كغيرها من دول المغرب العربي، ونالت استقلالها عام 1960.

موريتانيا قليلة التضاريس، تتكون من سهول وهضاب واسعة تمتد على كل أراضيها. وبالرغم من ذلك، فهناك بعض القمم الصخرية المعزولة، ويسميها الموريتانيون الكلابة، تنتصب في شمال البلاد. غير أن الجرافات التي تنقب عن الحديد ستقضي عليها، لأنها غنية بخامات الحديد الذي يشكل إحدى أكبر ثروات البلاد.

وبالنسبة لشواطئها الواقعة على المحيط الأطلسي، فهي غنية بالثروة السمكية، أما نهر السينيجال، فيشكل نهر البلاد الوحيد.

مناخ موريتانيا حار وجاف، وهو أكثر إعتدالا في المنطقة الساحلية وعلى الشواطئ. ففي وادي نهر السينيجال مثلا يمتد الحر الشديد من 6 إلى 7 أشهر في السنة.

أما مواردها: فليس للزراعة أي حصة تذكر في النشاط الإقتصادي في موريتانيا، وأهمها الحبوب والبلح. أما الثروة الحيوانية، فهي تتضمن تربية الجمال، الأغنام والماعز بالإضافة إلى وجود ثروة سمكية كبيرة، بحيث يعتبر صيد السمك نشاطا رئيسيا في المجال الإقتصادي للبلاد.

تتركز الصناعة في موريتانيا بشكل رئيسي على صناعة الإسمنت بالإضافة إلى مؤسسات التبريد. تتمثل ثروة موريتانيا المنجمية بالحديد الذي توجد مناجمه في شمال غرب البلاد (في فديريك)، والذي يشكل أيضا ركيزة اقتصادية لها، بالإضافة إلى النحاس والجبس.

موريتانيا هي الأرض المفضلة للمولعين بالسحر والجمال والحضارة.. فترى فيها فلكيون يرصدون الكواكب والنجوم، مثقفون يتصفحون كتبا عمرها آلاف السنين، علماء آثار يفتشون عن كنوز حضارية، رياضيون يتخذون منها ميدانا لسباق السيارات، ويحلقون فوقها بالطائرات الفردية أو الناطيد أو المظلات، مدافعون عن البيئة ومحاربون للتصحر، صيادون ماهرون يستمتعون بشواطئها الرملية وبشمسها الدافئة، مغامرون يقتحمون مجاهل الصحراء..

أهم مدنها:

http://www.wajjd.com/uploads/f24ed76f9d.jpg

تعتبر أطار من أهم الواحات الموريتانية وهي الولاية السابعة، تقع بالقرب منها شنقيط ذات الشهرة الدينية في نفوس الموريتانيين. وهي من أقدم المدن الموريتانية وأهمها، وقد احتلت المرتبة الأولى بين هذه المدن، وقد ازدادت أهميتها لوقوعها على الطريق الرئيسي الذي يصل بين شمال أفريقيا وغربها، كما أنها بوابة الصحراء، ويلجأ إليها بعض البدو عند حدوث الجفاف، كما أن السوق الذي من الممكن أنها يلتقي فيه تجار المغرب والصحراء وحوض السنغال، وهي ملجأ المرابطين والمحاربين الذين قدموا إليها من أدرار ومن مناطق أخرى بعيدة، ولهذه الأسباب مجتمعة لم يؤثر في أهميتها كثيرا النهضة الاقتصادية والعمرانية التي حققتها مدينتا أزويرات وأفديرك القريبتان منها والتي تقع بينهما وبين انواكشوط على طريق واحد.

يعتبر التركيب المورفولوجي لأطار بالبساطة ومثلها في ذلك مثل تيجقجة إذ توجد المدينة القديمة على الجانب الشرقي، وبها المسجد الجامع الكبير، كما يقع إلى الشرق منها السوق الكبير أيضا، وتشبه خصائص الشوارع والحارات مثيلتها في تيجقجة.

وقد شيد الحي الحديث حول المدينة القديمة نحو الشمال والشرق والجنوب الغربين وتوجه النمو نحو الغرب حيث الطرق الرئيس ونحو الجنوب حيث مزارع النخيل الهامة.

ويوجد الجانب الغربي من الطريق الرئيسي الحدائق ومزارع النخيل الهامة التي تشتهر بها أطار، كما يوجد بعض هذه الحدائق في أقصى شرق المدينة، ويوجد بالحي الحديث بعض المدارس والتجهيزات الحضرية.

وتقع المباني الإدارية في جنوب غربي المدينة القديمة، وهي ليست حيا كاملا، بل بعض المباني الخاصة بالمحافظ- حاكم الولاية- وبعض التجهيزات الأخرى

أنواديبو

http://www.wajjd.com/uploads/c6b5b4914f.jpg

كانت تسمى في عهد الإدارة الإستعمارية الفرنسية بورت أتين، وتتمثل هذه المدينة في ميناء هام يقع في أقصى الجهة الشمالية الغربية في الرأس البيضاء، ويشرف هذا الميناء على خليج السلوقي ويبعد من انواكشوط العاصمة بنحو 280 كلم.

أنشأ هذا الميناء عام 1905، ويمتاز بالهدوء لعدم وجود عواصف بحرية، وتعد هذه المنطقة البحرية من المناطق الغنية بالأسماك،.

وساعد على نمو المدينة اكتشاف منابع للمياه العذبة على بعد 85 كلم، وتم توسيع الميناء ببناء مرفأ لشحن المعادن المستخرجة من المناجم المحيطة ومناجم أزويرات وأكجرجيت على مسافة 10 كلم جنوبي الميناء، ويبلغ عمق هذا المرفأ 15 مترا، ومد عليه رصيف طوله 245 مترا وعرضه 19 مترا وعمق قاعدته تحت الماء 13.5 مترا.

شهدت مدينة أنواديبو نموا حضريا سريعا حيث تتكون الغالبية السكانية للمدينة من عمال المشروع الصناعي لاستخراج الحديد، وعمال مشروعات الصيد والصيادين التقليديين. وتتكون هذه الطبقة العمالية الجديدة من المهاجرين البدو الذين تركوا مهنة الرعي بسبب الجفاف والتحقوا كعمال بأجر في الشركات الصناعية والسمكية بالمدينة.

وتكون كذلك مع بعض الفلاحين المعدمين الجنوبيين الذين هاجروا إلى المدينة بحثا وراء العمل المستقر الذي يحقق أجرا مجزيا نسبيا.

وترتب على دخول هؤلاء البدو والفلاحين حياة الحضر حدوث تغيرات أساسية في حياتهم الاجتماعية التقليدية، وتتمثل أهم هذه التغيرات في ضعف الحقوق والالتزامات القبلية بين أعضاء القبيلة الواحدة، فقد فقدت العلاقات القبلية فاعليتها القديمة في المجتمع الجديد.

وساعد وجود فنيين أوروبيين في الشركات الصناعية والسمكية، وما يحملون من أنماط ثقافية عصرية، على تنشيط عمليات انتشار بعض العناصر الثقافية العصرية للعمال الموريتانيين، ويمكن ملاحظة تلك الأنماط السلوكية الجديدة عند الطبقة العمالية في مدينتي ازويرات وأكجوجيت، إذ تتكون هذه الطبقة كذلك من البدو والفلاحين المهاجرين.

انواكشوط

http://www.wajjd.com/uploads/7b2b28ea06.jpg

إن إنشاء أنواكشوط ووجودها كمركز عمراني ارتبط أساسا بدافع سياسي وكنتيجة لقرار بجعل انواكشوط عاصمة لموريتانيا بدلا من سانت لويس في السنغال التي كانت تدار منها أفريقيا الغربية الفرنسية، وتضمن القرار شكل أنواكشواط هذه الوظيفة بعد الاستقلال مباشرة في 28-11-1960.

تقع انواكشوط على طريق أفريقيا الغربية وأفريقيا الشمالية وبالقرب من شاطئ المحيط الأطلنطي بين أنواديبو في الشمال وسانت لويس في الجنوب حيث كان لا يوجد بينهما أية موانئ قبل إنشاء أنواكشوط، كما تقع أنواكشوط بين المناطق التعدينية في الشمال والمناطق الزراعية في الجنوب، وبين مناطق الكثافة السكانية المرتفعة جنوبا والمخلخلة شمالا، كما تقع بين مناطق المور شمالا ومناطق ارتفاع نسبة العناصر الزنجية جنوبا، كما تقع بين مناطق البدو والترحال شمالا، ومناطق الاستقرار جنوبا.

تضم انواكشوط خمسة أحياء سكنية وقد أنشئ منها اثنان نتيجة للجفاف وهما الحي الأول والحي الخامس، وهي أكثر الأحياء سكانا وازدحاما. ولقد واكب النمو السكاني نموا عمرانيا هائلا تمثل في بناء أحياء أنقاذ البدو الأول والخامس وكذلك بناء مناطق غربي المدينة المخططة أصلا وذلك بعد تجفيف أجزاء من السبخة وبناء بعض المساكن شمال المدينة.

يتسم تركيب انواكشوط المورفولوجي بالبساطة، فالعاصمة يسود فيها مباني الإدارات العامة كالوزارات والمحكمة ثم مجموعة المساكن والمتاجر التي تقوم بخدمتها بالإضافة إلى فروع الشركات المختلفة. كما أن شوارعها واسعة ومرصوفة وتتعامد مع بعضها وإلى الشمال الشرقي من هذه المدينة الجديدة والتي تضم الأحياء الثاني والثالث والرابع السكنية، يوجد حي لكسر، وتسود فيه المساكن والمحلات التجارية ويوجد به سوق فرعية غير السوق الرئيسية في العاصمة، وبعد الجفاف قامت الحكومة بإنشاء الحيين الأول والخامس، ويقطن الحي الأول نحو خمسة آلاف عائلة أما الحي الخامس فيقطنه تسعة آلاف عائلة.

يقع مطار انواكشوط شمال شرقي المدينة بينما تقع أرض معرض موريتانيا القومي جنوبي المدينة، وتقع سوق المدينة الرئيسية في الحي الثالث وبالقرب من منطقة السفارات.

وتضم انواكشوط مجموعة من المساجد أهمها المسجد الكبير في طريق لكسر.

بجقجة

http://www.wajjd.com/uploads/3cfddde4b2.jpg

تعتبر تيجقجة أحدى المدن الهامة في موريتانيا، إن أن أهميتها في تافانت تعادل تقريبا أهمية أطار في أدرار، ولقد ساعدها كأطار على البقاء وجود ظهير زراعي غني يعتمد على مياه دائمة يعتمد عليها في التسويق والتجارة، كما ساعدها على النمو في الفترة الأخيرة عدة عوامل منها: اختيارها كالعاصمة للولاية التاسعة عند إنشائها، بالإضافة إلى الجفاف الذي حدا ببعض القبائل.

ولقد شهدت هذه المدينة هذا النمو الحضري بدرجة لا تقل عن مدن الفترة الإستعمارية، والتي تهيأت لها كل أسباب النمو والازدهار مثل كيفا وكيهيدي، وكذلك على الرغم من سوء حالة الطريق الذي يربطها بواحات وادي تامورت النعاج أثناء المواسم، هنالك علاقة وارتباط بين هذه الواحات وبين بيجقجة، ومما يزيد من أهمية وظيفتها التجارية ارتباطها بتلك الواحات، ويتمثل هذا النمو في تضاعف سكان المدينة.

يتميز التركيب المورفولوجي للمدينة بالبساطة، فلا تزال الطريق الرئيسي بالمدينة يصل بين الحي الإداري إلى الغرب، ويوجد في هذا الجانب أيضا القلعة التي قتل فيها كوبولاني، أما في الجانب الشرقي من الطريق فتوجد المدينة القديمة، وتتميز بحواريها الضيقة حيث يسود نظام المظلات التي تقي أشعة الشمس الشديدة، ويوجد في هذا القسم أيضا المسجد الكبير " الجامع" ويجد به كذلك السوق الرئيسية، وتتكون منازل هذا الجزء من طابقين، ولقد شهدت المدينة نموا عمرانيا حديثا حول منطقة النواة القديمة، وكان هذا النمو في الاتجاه الشمالي أساسا على طول الطريق الذي يؤدي إلى المطار، ومن خصائص مناطق النمو الحديث أنها قائمة على أسس هندسية ومعمارية حديثة.

وتكتسب تيجقجة أهميتها من كونها مركزا تجاريا وزراعيا هامين فيه وسط واحة غنية بزراعات البلح، كما يوجد بالقرب منها ويعتمد عليها بعض الواحات القريبة وأهمها واحات تامورث النعاج، وهي مركز تجاري هام لهذه الواحات جميعها.

روصو

تقع روصو على نهر السنغال بالقرب من مصبه في المحيط الأطلنطي عند سانت لويس بالسنغال، ولذلك تعتبر أحدى مدن المراسي الواقعة على هذا النهر، بل أن أهميتها تفوق أهمية مدن أخرى تعتبر مواني نهرية مثل كيهيدي وسليبالي، وذلك لأنها تقع على الطريق الرئيسي بين انواكشوط وداكار، وتقوم عندها منطقة جمرك هامة، وكذلك مرسى هام، كما يقوم بنشاط تجاري كبير نتيجة لهذا الموقع.

وقد استمر هذا الموقع حيويا في الفترات التاريخية المتعاقبة وإن صار أكثر أهمية منذ بداية القرن الحالي مع الاستعمار الفرنسي واستخدامه الطريق من السنغال إلى موريتانيا ثم إلى شمال أفريقيا عبر روصو، ثم ازدادت أهميتها أيضا بعد الاستقلال وازدياد العلاقات التجارية والاقتصادية بصفة عامة بين موريتانيا والسنغال، وكذلك لارتباط الكثير من الشركات الموريتانية بمثيلتها أو فروعها أو مراكزها الرئيسية في السنغال.

كما أن الاعتماد على سان لويس وداكار في السنغال في استيراد بعض المنتجات السنغالية أو الفرنسية وسهولة إجراءات عبور الحدود الموريتانية السنغالية لرعايا الدولتين كل هذا جعل روصو تستقبل يوميا أعدادا كبيرة من المسافرين والوافدين إليها.

يحد روصو جنوبا نهر السنغال وغربا طريق روصو- انواكشوط، أما الشرق والشمال ففيهما متسع عمراني، ويؤدي فيضان النهر وكذلك وجود الأمطار الصيفية إلى هجرة بعص السكان الأحياء التي تغمر شوارعها اليماه وكذلك بعض السكان من خارج روصو إلى مناطق الساتارا بالشمال الغربي على الطريق المؤدي إلى انواكشوط وكذلك إلى مناطق تبعد نحو 12 كلم عن المدينة.

وتشكل المساكن القديمة والأحياء القديمة كذلك معظم أبنية ومساحة روصو وقد بنيت المساكن بعيدة عن النهر بمسافة كافية لتفادي خطر الفيضان، ولكن تم بناء بعض المساكن في تلك الأراضي.

وأكثر أحياء المدينة شعبية وازدحاما بالسكان هو نجربل، وسكانه معظمهم من العناصر الزنجية، ويصبع من العسير استخدام شوارع هذا الحي الضيقة خلال فترة المطر لتحولها إلى بحيرات طينية.

أما الحي الذي تقع فيه إدارات الحي الذي تقع فيه إدارات الولاية وبعض المساكن الراقية والخدمات وهو الموازي لنهر السنغال مباشرة فشوارعه مرصوفة.

وتقع على جانبها مصارف مغطاة لصرف مياه المطر من الشوارع، وتوجد السوق الرئيسية والمسجد الكبير وكذلك السينما في الحي القديم غير بعيد عن الحي الحديث، واستخدام الأرض في المدينة في معظمه سكن باستثناء بعض المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية التي بنيت في شمال شرق المدينة كما توجد عيادة طبية.

كيهيدي

http://www.wajjd.com/uploads/74049dae4c.jpg

تشغل كيهيدي عاصمة الولاية الرابعة، كما أنها مدينة حدود،وتقع عند اقتران وادي فورفول بنهر السنغال، وقد أنشئت عند مدخل الوادي الخصيب الذي يغطيه الطمي.

وكيهيدي مرسى نهر، ويخدمها طريق نهري وطريق للقوافل وطريق للسيارات وطريق جوي، وبها مطار يستخدم طوال العام، وتتصل بطريق مباشر أو غير مباشر بجميع أجزاء موريتانيا.

وترجع أهميتها إلى موقها الذي برزت أهميته على مر العصور، وتعود نشأة كهيدي إلى القرن الخامس عشر، ولكنها برزت بصورة واضحة خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وكانت بها حامية فرنسية وقلعة هامة تؤدي دورها في تلك الفترة من تاريخ موريتانيا.

بالإضافة إلى وظيفتها كمرسى، فإن كيهيدي تقوم بأنشطة متعددة لإقليمها الذي تقع فيه، فهي تقوم بالوظائف الإدارية والتجارية، والخدمات التعليمية والصحية، لهذا الإقليم الذي تسود فيه حرفتا الزراعة وتربية الحيوان.

وتؤدي كيهيدي وظيفة تجارية هامة تتمثل في الوسائل النقلية المختلفة بالإضافة إلى تجارة الجملة، بالنسبة للعاملين في الأنشطة المختلفة خاصة الماشية والغلات الزراعية.

تتكون كيهيدي مثل معظم المدن الموريتانية من الأحياء القديمة التقليدية والأحياء الحديثة العمران، وتقع المناطق القديمة ذات البيوت المبنية من الطوب اللين بالقرب من مجرى فورفول، وتتميز بكثافة مبانيها وضيق شوارعها "حاراتها" وصعوبة السير فيها.

ويوجد في هذا القسم السوق والمسجد.

ويصل بين المطار وهذا الجزء من المدينة طريق رئيسي امتدت على جانبه مناطق التوسع العمراني الحديث في أحياء الجديدة وكيهيدي الجديدة، ويتميز هذا القسم بالشوارع الواسعة والمنازل القائمة على أساس تخطيطي حديث، ويوجد فيها بعض التجهيزات الحضرية كالمدارس والمستشفيات.

وتوجد القلعة التي بناها الفرنسيون في أقصى الشمال الغربي لكيهيدي، وقد تم التوسع الحديث على هامشها ممثلة في حي كيهيدي الجديدة.

ولاته

http://www.wajjd.com/uploads/d079cac59f.jpg

مدينة الرمل والشمس الغاربة

تتوزع على طول خريطة الصحراء الافريقية الكبرى مجموعة من المدن التاريخية العربية الاسلامية التي لم تنل بعد ذلك القدر من الاهتمام في وسائل الاعلام العربية، بعض هذه المدن في المناطق الجنوبية الصحراوية من دول المغرب الكبير، والبعض الآخر في الاجزاء الشمالية من دول افريقيا كمالي والنيجر وتشاد، وهي مدن تشترك في ميزة موحدة هي ما اصطلح الباحثون على تسميته المعمار الصحراوي، وعند البعض (العمارة السودانية) التي تحمل مظاهر مشتركة بديعة من مقومات ومظاهر العمارة العربية الاسلامية وايضا مع مسحة من افريقيا جنوب الصحراء.

ولعل من ابرز هذه المدن الصحراوية واكثرها الآن عرضة لخطر الاندثار المدن التاريخية الموريتانية التي اطلقت الامم المتحدة نداء دوليا لحمايتها من التصحر والانقراض، وهذه المدن هي (ولاته وتيشيت ووادان وشنقيط) وفي العرض التالي سنثير بعض الملاحظات حول تاريخ وميزات مدينة ولاته التي تقع على بعد 1200 كلم شرق نواكشوط عاصمة موريتانيا.

* نشأة مدينة ولاته:

يعود تاريخ بناء مدينة ولاته الى القرون الاولى للميلاد، وكانت في البدء تسمى (بيرو) لكنها ازدهرت مع مجيء الدين الاسلامي الحنيف, فأصبحت عقدة للتجارة الصحراوية، واصبحت القوافل تتخذها مركز انطلاق لتجارة الذهب القادم من مالي الى سواحل المتوسط، وربما يحسن بهذا المقام ان نذكر ان الرحالة المغربي ابن بطوطة قد زار ولاته في حدود 726 هـ، اي مع مطلع القرن الرابع عشر الميلادي، وتحدث في رحلته عن الازدهار الشديد الذي تعرفه هذه المدينة بحكم موقعها بين الاقاليم السودانية (مالي) وبين سجلماسة والواحات المغربية، ووصف رخاء معيشة اهلها بقوله (ويجلب اليهم تمر درعة، وسجلماسة، وتأتيهم القوافل من بلاد السودان فيحملون الملح ويباع الحمل منه بولاتن بثمانية مثاقيل الى عشرة ويباع في مدينة مالي بعشرين مثقالا وربما يصل الى اربعين مثقالا وبالملح يتصارفون كما يتصارف بالذهب والفضة يقطعونه قطعا ويتبايعون به). (الرحلة ص 658).

وكان ابن بطوطة يسمي المدينة في رحلته (ولاتن) ومرد ذلك الى طريقة التعريف والتنوين في اللغة الامازيغية التي كان معظم سكان المدينة يتحدثون بها وقت زيارته, ومن هنا اخذ منهم الاسم شفهيا واستخدمه اثناء مدحه لهذه المدينة على امتداد صفحات عديدة من رحلته الشائقة.

ومنذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي عرفت مدينة ولاته بداية نهضة فكرية كبيرة، واصبحت احد اهم مراكز الاشعاع الثقافي العربي الاسلامي، وهاجر اليها عدد كبير من علماء مدينة تومبوكتو التي عرفت قلاقل وفي نفس الظروف هاجر اليها علماء ومفكرون من فاس وتلمسان ومراكش، كما استقر بها بعض اهالي توات بجنوب الجزائر، وبعض العائدين من الاندلس التي سقطت نهائيا بيد الاسبان عام 1492.

والحقيقة ان هذا الكم الهائل والمتنوع من المهاجرين رفد المدينة بمصادرها الثقافية التي بقيت حتى الان وسمح لها في نفس الوقت بأن تتحول خلال القرون الخمسة الماضية الى منارة ثقافية وعلمية وعاصمة من عواصم الفقه المالكي، كما نجد هذه الروافد المختلفة ماثلة في العمارة الولاتية البديعة, وفي عادات سكان المدينة شديدة التحضر وسط عالم صحراء بدوي, يبدو غير مناسب تماما لهذه العادات الحضرية التي استقدمها الوافدون معهم من فاس وتلمسان وغرناطة وغيرها من الحواضر العربية العريقة في العمران والمدنية.

* العمارة الولاتية:

تشتهر البيوت الولاتية بجماليات العمارة العربية الاسلامية خاصة منها الاندلسية والمغربية، ويبدو ذلك من طراز مواد البناء، وايضا في انواع الزخرفة مع جنوح الى البساطة بعض الشيء وميل الى استخدام الخامات المحلية من فخار وجص وجليز وحجارة ملونة عالية الجودة تضمن قوة البناء وانسجامه مع المشهد البيئي العام الذي وضع ولاته فوق مرتفعات الحوض جاثمة بجلالها لقلعة تحرس هدوء الصحراء وتتبرج بجمالها في وجه المرتفعات الشامخة.

وقد حاول باحثون غربيون وموريتانيون تفسير معاني لوحات الفسيفساء التي تزين جدران ومداخل البيوت الولاتية، وقد اتفقوا على عودة بعضها لفترة ما قبل الاسلام بما يحمله من اساطير وثنية في حين ان بعضها الاخر اسلامي مغربي اندلسي الملامح لحد يجعل البعض يعتقد انه جلب من فاس او تلمسان وهو امر يكاد يكون متعذر الاثبات او النفي على حد سواء.

والبيت الولاتي يضمن نوعا من التهوية الطبيعية وذلك بتقليله من الابواب، فلكل منزل بابان لا اكثر احدهما مخصص للرجال والضيوف، والاخر للنساء والحريم عامة، كما ان في كل بيت مجلسا يسمى محليا (درب) وهي اشارة الى موقعه كأقرب مكان من باب الشارع حتى لا تقع عين الزائر على الحريم، وللحريم ايضا مجلس يكون بابه داخليا اي متفرعا من احدى الغرف فقط ويسمى (السقفة) ولا يخلو بيت من دور علوي يسمى (القرب)، والسلم الصاعد اليه يكون متسعا لحد يسمح بفناء تحته توضع فيها قدور الماء لتبقى باردة.

* اساطير ولاته:

الاساطير هي ملح المدن التاريخية، ولولاته اساطيرها الكثيرة التي يعود بعضها الى معجزات الصالحين والبلطجية والتجار والجواري وغيرهم ممن حل بهذه المدينة والتي ظلت الاجيال تتناقلها كتراث له مكانته الخاصة عند الاهالي.

وتقاطع التاريخ والاسطورة، الحقيقة والخيال، ما كان وما يجب ان يكون, في الكثير من هذه الاساطير والحكايا، وسنورد واحدة منها هي قصة مجيء ولي الله الصالح سيدي احمد البكاي بودمعة الى مدينة ولاته مطلع القرن الخامس عشر الميلادي.

تقول الحكاية ان سيدي احمد سمي البكاي بودمعة لأنه ظل لشدة تقواه وعبادته ظل مدة اربعين سنة يبكي لأن نافلة فاتته، وعندما جاء من الشمال نازحا مع مريديه، نزلت قافلته خارج سور ولاته مساء، وكان السور يغلق عند مغيب الشمس وكل من كان موجودا خارجه تأكله السباع وربما الغول ايضا، وبدافع النصيحة اسرع الاهالي لتنبيه الولي ومريدي، لكنه رفض مبارحة مكانه، وجاءت السباع، وظلت تبصص عند قدميه بأذنابها مسلمة عليه، ولدهشة اهالي ولاته في الصباح عندما وجدوه حيا، طلبوا منه الاقامة معهم، وعندها انتفت السباع نهائيا من المنطقة واخذ الغول والعنقاء عصاهما ورحلا الى الابد.

ومزار البكاي موجود في ولاته وهو احد المعالم الاسلامية وبأحوازها التي تزخر بالكثير من المعالم والمزارات الاخرى الكثيرة.

* نهاية مدينة:

ومدينة ولاته الان معرضة بكل تراثها الاسلامي العريق للغرق بفعل التصحر وزحف الرمال، وهذا هو سبب الحملة الدولية التي اطلقتها اليونيسكو من اجل المدن التاريخية الموريتانية الاربع.

وان كانت ولاته اكثرها عرضه لواقع هجرة عدد كبير من سكانها لحد انهم لم يعودوا الان يزيدون على الالفين نسمة، وهم الذين كانوا يزيدون على العشرات من الآلاف منذ عهود سحيقة.

ولعل العزاء الوحيد في بقاء هذه المدينة العربية هو نشاط المكتبات والمخطوطات المدعومة لحد ما من اليونيسكو والمعهد الموريتاني للبحث العلمي، وهذا ما سمح بتصنيف بعض مكتباتها التي تحوي آلاف المخطوطات الثمينة التي لا تقدر بثمن على ان البعض الاخر مازال عرضة للإهمال ويعيش حالة مزرية تهدد ان لم يتداركها الغيورون على ثقافة هذه الامة, بأن تنقرض وتصبح اثرا بعد عين مرة واحدة الى الابد.


منقول

زهرة عمان 2 - 10 - 2010 07:27 PM


طرحت فابدعت ,,
دمت ودام هذا العطاء
ودائما بأنتظار جديدك الشيّق
خالص ودي وأعذب التحايا لكـ


احترامي

مشكور

أرب جمـال 3 - 10 - 2010 07:11 PM

يسلمو ابو جمال على المعلومات والطرح عن هذا البلد الاسلامي العزيز على قلوبنا

أرب جمـال 6 - 10 - 2010 03:42 PM


B-happy 27 - 10 - 2010 11:38 PM

تسلم الايادي ابو جمال على الطرح ويعطيك العافية

سفير بلادي 21 - 8 - 2011 10:43 PM

سلمت يمناك على روعة ما امتعتنا بهِ
طرح موفق
يعطيك الصحة والعافيه





الساعة الآن 02:06 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى