منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم العلمي والسلامة العامّـه (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=49)
-   -   إدارة الأزمات (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=334)

أرب جمـال 31 - 10 - 2009 07:17 PM

إدارة الأزمات
 
إدارة الأزمات

التعريف :

تمثل إدارة الأزمات مجموعة من الخطط والأساليب والاستراتيجيات والنشاطات الإدارية الملائمة لأوضاع استثنائية بغية السيطرة على المشكلات واحتوائها والحفاظ على توازن المؤسسة ويمكن تحديد بعض المرتكزات التي ترتكز عليها هذه الإدارة

المرتكزات :

1 – تطبيق استراتيجية النظام المفتوح في التعامل مع الأحداث والظروف
2 – الاعتماد على الفرق المتكافئة
3 – التوعية الإعلامية الفعالة حول الأزمة الناتجة
4 – تبني سياسة موقفية مؤقتة تخص الأزمة
5 – تسخير كافة المدخلات لحشد كافة الطاقات لهذه الأزمة

وتتطلب هذه الإدارة بعض العناصر منها :

1 – وجود نظام متكامل من البيانات والمعلومات
2 – الاعتماد على استراتيجية التغيير المخطط
3 – تشجيع روح المبادرة والإبداع
4 – تفعيل المشاركة في اتخاذ القرار
5 – مرونة الهياكل وأساليب العمل
6 – تعزيز الخبرات الفردية في المجالات الإدارية
7 – إيجاد نظم حديثة وفعاله للمراقبة والمتابعة


أنواع الأزمات :

1 – حسب نوع ومضمون الأزمة: فهناك أزمة تقع في المجال الاقتصادي او السياسي إلخ، ووفق هذا المعيار قد تظهر أزمة بيئية، او أزمة سياسية، او أزمة اجتماعية، او أزمة إعلامية، او أزمة اقتصادية، وفي داخل كل نوع قد تظهر تصنيفات فرعية مثل الأزمة المالية ضمن الأزمة الاقتصادية، وهكذا.
2- حسب النطاق الجغرافي للازمة: إن استخدام معيار جغرافي يؤدي الى ما يعرف: بالأزمات المحلية التي تقع في نطاق جغرافي محدود او ضيق، كما يحدث في بعض المدن او المحافظات البعيدة كانهيار جسر او حادث قطار.
ثم هناك ازمات قومية عامة تؤثر في المجتمع ككل كالتلوث البيئي او وجود تهديد عسكري من عدو خارجي.
3 – حسب حجم الأزمة: يشيع معيار الحجم او الضخامة في تصنيف الأزمات فهناك:
* ازمة صغيرة او محدودة تقع داخل احدى منظمات او مؤسسات المجتمع.
* ازمة متوسطة.
* ازمة كبيرة.
ويعتمد معيار الحجم او الضخامة على معايير مادية كالخسائر والأضرار الناجمة عن ازمة المرور او تعطل في توليد الطاقة الكهربائية, ثم هناك في كل ازمة معايير معنوية كالأضرار والآثار التي لحقت بالرأي العام وبصورة المجتمع او المؤسسة التي تعرضت للازمة.
4 – حسب المدى الزمني لظهور وتأثير الازمة: يعتمد هذا المعيار على عمر الازمة، في هذا الإطار هناك نوعان من الأزمات:
•الازمة الانفجارية السريعة: وتحدث عادة فجأة وبسرعة، كما تختفي ايضا بسرعة!! وتتوقف نتائج هذه الأزمات على الكفاءة في إدارة الأزمة، والتعلم منها مثال: اندلاع حريق ضخم في مصنع لإنتاج المواد الكيماوية .
* الأزمة البطيئة الطويلة: تتطور هذه الأزمة بالتدرج ، وتظهر على السطح رغم كثرة الإشارات التي صدرت عنها، لكن المسئولين لم يتمكنوا من استيعاب دلالات هذه الإشارات والتعامل معها, ولا تختفي هذه الازمة سريعا، بل قد تهدد المجتمع لعدة ايام، من هنا لابد من تعديل الخطة الموجودة لمواجهة الأزمة او وضع خطة جديدة، والتعامل مع الأزمة في سرعة وحسم وبلا تردد، فكل دقيقة لها قيمة, وفي كل دقيقة ستواجه بتحديات وضغوط من رؤسائك، ومن الجمهور، بل ومن بعض وسائل الإعلام المحلية او الأجنبية, لكن كل هذه التحديات قد تكون فرصة لاختبار مدى قدرة فريق الازمة على التصرف، كما قد تكون فرصة امام العاملين لإثبات تماسكهم ووحدتهم, مثال: وجود مشكلات بين العاملين والإدارة حول ساعات العمل والأجر الإضافي وظروف العمل,, والدخول في مفاوضات بين الطرفين,, وفشل المفاوضات.
5 – حسب طبيعة التهديدات التي تخلق الأزمة: تختلف التهديدات التي تواجه المنظمة او المجتمع، وبالتالي يمكن تصنيف الازمات استنادا الى نوعية ومضمون التهديد، فهناك تهديدات خارجية موجه ضد المعلومات، ومجموعة متعلقة بالأعطال والفشل، وتهديد خارجي موجه ضد اقتصاد المنظمة، والخسائر الفادحة، وتهديدات نفسية، والأمراض المهنية.

أسباب الأزمات : -

* ازمات تظهر نتيجة تصرف او عدم تصرف المنظمة وتتضمن الأخطاء الإدارية والفنية او الفشل في تحقيق أساليب العمليات المعيارية.
* الازمات الناتجة عن الاتجاهات العامة في البيئة الخارجية.
* الازمات الناتجة من خارج المنظمة وليس للمنظمة أي سبب في حدوثها.
* الازمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والبراكين

متطلبات إدارة الأزمات :

1 – وجود نظام متكامل من البيانات والمعلومات
2 – الاعتماد على استراتيجية التغيير المخطط
3 – تشجيع روح المبادرة والإبداع
4 – تفعيل المشاركة في اتخاذ القرار
5 – مرونة الهياكل وأساليب العمل
6 – تعزيز الخبرات الفردية في المجالات الإدارية
7 – إيجاد نظم حديثة وفعاله للمراقبة والمتابعة

عوامل نجاح إدارة الازمات :

1 - إدراك أهمية الوقت: ان عنصر الوقت احد أهم المتغيرات الحاكمة في إدارة الازمات، فالوقت هو العنصر الوحيد الذي تشكل ندرته خطرا بالغا على إدراك الازمة، وعلى عملية التعامل معها اذ ان عامل السرعة مطلوب لاستيعاب الازمة والتفكير في البدائل واتخاذ القرارات المناسبة، والسرعة في تحريك فريق إدارة الازمات والقيام بالعمليات الواجبة لاحتواء الأضرار او الحد منها واستعادة نشاط المنظمة.
2 - إنشاء قاعدة شاملة ودقيقة من المعلومات والبيانات الخاصة بكافة أنشطة المنظمة، وبكافة الازمات والمخاطر التي قد تتعرض لها، وآثار وتداعيات ذلك على مجمل أنشطتها، ومواقف للأطراف المختلفة من كل أزمة او خطر محتمل.
والمؤكد ان المعلومات هي المدخل الطبيعي لعملية اتخاذ القرار في مراحل الازمة المختلفة، والإشكالية ان الازمة بحكم تعريفها تعني الغموض ونقص في المعلومات، من هنا فان وجود قاعدة أساسية للبيانات والمعلومات تتسم بالدقة والتصنيف الدقيق وسهولة الاستدعاء قد يساعد كثيرا في وضع أسس قوية لطرح البدائل والاختيار بينها.
3 - توافر نظم إنذار مبكر تتسم بالكفاءة والدقة والقدرة على رصد علامات الخطر وتفسيرها وتوصيل هذه الإشارات الى متخذي القرار، ويمكن تعريف نظم الإنذار المبكر بأنها أدوات تعطي علامات مسبقة لاحتمالية حدوث خلل ما يمكن من خلالها التعرف على أبعاد موقف ما قبل تدهوره، وتحوله الى ازمة تمثل مصدرا للخطر على المنظمة.
ونظرا لأهمية نظام الإنذار فان هناك إجراءات لقياس فاعلية نظم الإنذار المبكر وتقييم أدائها بشكل دوري.
4- الاستعداد الدائم لمواجهة الازمات: ان عملية الاستعداد لمواجهة الازمات تعني تطوير القدرات العملية لمنع او مواجهة الازمات، ومراجعة إجراءات الوقاية، ووضع الخطط وتدريب الأفراد على الادوار المختلفة لهم أثناء مواجهة الازمات، وقد سبقت الإشارة الى عملية تدريب فريق إدارة الازمات، لكن عملية التدريب قد تشمل في بعض المنظمات ذات الطبيعة الخاصة كل الأفراد المنتمين لهذه المنظمة, وتشير أدبيات إدارة الازمات الى وجود علاقة طردية بين استعداد المنظمة لمواجهة الكوارث وثلاثة متغيرات تنظيمية هي حجم المنظمة، والخبرة السابقة للمنظمة بالكوارث، والمستوى التنظيمي لمديري المنظمة.
5 - القدرة على حشد وتعبئة الموارد المتاحة، مع تعظيم الشعور المشترك بين أعضاء المنظمة او المجتمع بالمخاطر التي تطرحها الازمة، وبالتالي شحذ واستنفار الطاقات من أجل مواجهة الازمة والحفاظ على الحياة, وتجدر الإشارة إلى ان التحديات الخارجية التي تواجه المنظمات أو المجتمعات قد تلعب دوراً كبيراً في توحيد فئات المجتمع وبلورة هوية واحدة له في مواجهة التهديد الخارجي.
6 - نظام اتصال يقيم بالكفاءة والفاعلية: لقد أثبتت دراسات وبحوث الازمة والدروس المستفادة من إدارة ازمات وكوارث عديدة ان اتصالات الازمة تلعب دورا بالغ الأهمية في سرعة وتدفق المعلومات والآراء داخل المنظمة وبين المنظمة والعالم الخارجي، وبقدر سرعة ووفرة المعلومات بقدر نجاح الإدارة في حشد وتعبئة الموارد وشحذ طاقات أفراد المنظمة، ومواجهة الشائعات، وكسب الجماهير الخارجية التي تتعامل مع المنظمة، علاوة على كسب الرأي العام أو على الأقل تحييده.
ومن الضروري وضع خطط وقوائم للاتصالات أثناء الأزمة وتجديدها أول بأول، وكذلك تكليف احد أفراد فريق إدارة الازمة بإدارة عمليات الاتصال الداخلي والخارجي وإعداد الرسائل الاتصالية أو الإعلامية المناسبة التي يمكن من خلالها مخاطبة جماهير المنظمة.
وسواء اعتمدت خطط وعمليات الاتصال على وسائل اتصال مباشر أو وسائل اتصال جماهيري فمن الضروري في الحالتين تحديد الجماهير المستهدفة

خطوات الأسلوب العلمي

1 – تحديد المشكلة
2 – جمع المعلومات وتحليلها
3 – تحليل البدائل
4 – المفاضلة بين البدائل
5 – اختيار البديل الأنسب
6 – التنفيذ
7 – المتابعة والتقييم والمراقبة

شروط التنظيم الفعال
1 – يجب أن يعكس التنظيم الأهداف والخطط
2 – تحديد السلطة والمسؤولية وقنوات الاتصال بوضوح
3 – ملائمة لبناء التنظيمي لظروف البيئة المحيطة
4 – قيام التنظيم على أساس التخصص الوظيفي
انماط إدارية لانجاح ادارة الازمات

أولا : الإدارة بالأهداف
تقوم على أساس المشاركة بين الرؤساء والمرؤوسين في تحديد أهدافهم وخططهم والوصول الى إغراض مشتركة عن طريق التعاون والتشاور وتتم وفق الخطوات التالية :-
1 – الأيمان المشترك والالتقاء بين المدير ومرؤوسيه على فلسفة الإدارة بالأهداف
2 – التفهم الصحيح لأسلوب إدارة الأهداف
3 – مناقشة الأهداف وتحديدها بدقة
4 – وضع مقاييس دقيقة لإنجاز الأهداف
5 – وضع برنامج عمل تفصيلي يشمل توزيع الأعمال والمسئوليات
6 – الاتفاق على مبدأ المراجعة والمتابعة والتقييم
7 – خلق الأجواء التنظيمية وتهيئة كافة المستلزمات
8 – التغذية العكسية باستمرار

ثانيا : الإدارة بواسطة اللجان
تقوم على أساس مجموعة من اللجان المتخصصة تحت مظلة واحدة وهناك العديد من اللجان ( حسب المستوى التنظيمي( عليا – وسطى – دنيا ) حسب الديمومة ( مستمرة – مؤقتة ) حسب السلطة ( تنفيذية – استشارية ) حسب الغرض ( رسم سياسات – دراسة قضايا ) ومن مميزات هذه الإدارة :-
1 – الاستفادة من طاقة الجماعة
2 – مشاركة المجموعة تفسح المجال للنقاش والتحليل
3 – اللجان تفسح المجال للتنسيق
4 – المشاركة في اللجان تعزز التعاون
5 – تدريب المشاركين على المسئولية
6 – تتضمن اللجان درجة من التفويض
ويعاب على هذا النوع من الإدارة
1 - تكلفة اللجان عموما أكثر من تكلفة الفردية ( جهد – مال )
2 – صعوبة الوصول الى حل وسط
3 – صعوبة تحديد المسئولية
4 – التأخير وعدم الحسم
5 – سيطرة فرد على عمل اللجان
وهناك مجموعة العوامل المساعدة على نجاح هذا النوع من الإدارة
1 – تحديد دقيق لمسؤوليات اللجان وسلطتها ونطاق عملها
2 – تشكيل اللجنة بحجم مناسب
3 – اختيار سليم ومناسب وعادل ومنطقي للأعضاء
4 – تكليف رئيس مؤهل ومقبول
5 – تسجيل وقائع الاجتماعات
6 – متابعة أعمال اللجان
7 – خلق الأجواء الإدارية الملائمة

ثالثا : الإدارة بواسطة المجالس
تدار الكثير من المؤسسات العامة والخاصة عن طريق مجلس للإدارة يتربع على قمة الهرم ويتكون هذا المجلس من مجموعة من الأشخاص المؤثرين داخل المنظمة ويتم ترشيح الأعضاء وفق آليات معينة كالترشيح ويقوم مجلس الإدارة بإتباع الأساليب التي يراها مناسبة لتنفيذ مهمة معينة وإنجاز أعمال المؤسسة

رابعا : الإدارة بالمشاركة الديموقراطية
تعتبر المشاركة الديموقراطية أسلوبا يقوم على العمل الجماعي والتعاون الطوعي بين الأفراد في مختلف مستويات التنظيم وترتكز على مجموعة من المبادي ( الثقة المتبادلة – الهدف المشترك – التعاون الحر- الاحترام المتبادل ) ويمكن أن تكون هذه المشاركة من خلال :-
1 – المشاركة من خلال اللجان ومجموعات العمل
2 - المشاركة من خلال فرق العمل الميداني
3 – المشاركة من خلال المعلومات ونشرها
4 – المشاركة في التخطيط ورسم السياسات
5 – المشاركة في تنفيذ القرارات



منقول للفائده:eek:


B-happy 1 - 1 - 2010 12:57 AM

بارك الله بك على الموضوع
تقبلوا مروري بصفحتكم

majd 15 - 1 - 2010 11:51 PM

شكرااااااااا
طرح موفق

ملك القلوب 19 - 1 - 2010 02:21 PM

شكرا على الطرح والافادة

وفقكم الله

صائد الأفكار 17 - 4 - 2010 07:52 PM

دور القائد المسلم في إدارة الأزمات

ينبغي الاعتراف بأن عالم اليوم هو عالم الأزمات لأسباب تتعلق بالتغييرات الكثيرة التي حدثت في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والسكانية والبيئية والتي أثرت في حياة الإنسان داخل الكيان الاجتماعي والتنظيمي , فقد أصبح من المعروف بأن التحدي الكبير الذي يواجه الأفراد والمنظمات والدول يتحدد بسلسلة من الأزمات التي تختلف في طبيعتها وحجمها وعوامل تحريكها مؤدية إلى خلق الصعوبات والمشكلات وإحداث الانهيارات في القيم والمعتقدات والممتلكات , لذا فإن مواجهة الأزمات والوعي بها يعد أمرا ضروريا لتفادي المزيد من الخسائر المادية والمعنوية .
تعرّف الأزمة بأنها : ( تهديدا خطرا أو غير متوقع لأهداف وقيم ومعتقدات وممتلكات الأفراد والمنظمات والدول والتي تحد من عملية اتخاذ القرار ) .
أما إدارة الأزمات فهي : ( فن إدارة السيطرة من خلال رفع كفاءة وقدرة نظام صنع القرارات سواء على المستوى الجماعي أو الفردي للتغلب على مقومات الآلية البيروقراطية الثقيلة التي قد تعجز عن مواجهة الأحداث والمتغيرات المتلاحقة والمفاجأة وإخراج المنظمة من حالة الترهل والاسترخاء التي هي عليها ) .

لقد وضع الفكر الإداري الحديث عددا من الخطوات يمكن إتباعها عند حدوث الأزمة , وهي كما يلي :
تكوين فريق عمل لوقت الأزمات وإمداده بأفضل الكوادر والتجهيزات والأدوات .
تخطيط الوقت أثناء الأزمات والاستفادة من كل دقيقة في تخفيف أثر الأزمات .
الرفع من معنويات العاملين وقت الأزمات مما يشعرهم بالحماس والحيوية والالتزام بالعمل .
الإبداع والتجديد في المواقف العصيبة وإشعال روح الإبداع لدى العاملين لتقديم حلول وآراء غير مسبوقة
حل المشكلات وقت الأزمات بتحديد المشكلة وإجراء المشورة ومن ثم اختيار الحل الأنسب من الحلول المتاحة .
تقبل التغيير وقت الأزمات .
العمل على حصر الأزمات التي من المتوقع أن تحدث في الحاضر والمستقبل والعمل على دراستها ووضع بدائل للحلول المناسبة لها .

ولكن نجد أن نموذج ( إدارة الأزمات ) الذي وضعته الإدارة الحديثة تجاهل بعض النواحي الإسلامية التي يمكن تضمينها لاستخلاص نموذج إداري متكامل لإدارة الأزمات يعتمد على الأسس التي اعتمدت عليها الإدارة الحديثة بعد تأصيلها بالفكر الإسلامي , ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة في تفعيل الأزمات والاستفادة منها وفي كيفية تحويل المحنة إلى منحة وتحويل الموقف السلبي إلى إيجابي وذلك بقوة الإيمان والعزم والتوكل على الله , والنموذج الإسلامي لإدارة الأزمات يمكن وضعه على الصورة التالية :
أن يكون مرجع إدارة الأزمة نابع من كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – .
الشعور بالطمأنينة والثقة بالله سبحانه وتعالى ثم الثقة بالذات والنفس ويضع في اعتباره قوله تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .
التعلق بالله جل وعلا والإكثار من الدعاء : ففي غزوة بدر عندما ظل النبي – صلى الله عليه وسلم – رافعا يديه إلى السماء يدعو ربه ويقول : ( اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لن تعبد في الأرض بعد اليوم) فما زال يهتف بربه ، ماداً يديه مستقبل القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه حتى جاءه أبو بكر – رضي الله عنه – قائلا : إن الله منجز وعدك يا رسول الله , ويوم أن قال له الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فقال – صلى الله عليه وسلم – (حسبنا الله ونعم الوكيل ) , ويقول تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} ( غافر : 60 ) , ويجب علينا ألا ننسى ( إن الله يحب الملحين بالدعاء ) , ومن ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما يحدث به علي رضي الله عنه يقول : لقد أتينا ليلة بدر وما فينا إلا نائم إلا النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى شجرة ويدعو..) , ويقول – صلى الله عليه وسلم – : ( ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه السوء مثلها ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم ) رواه الترمذي.
الثقة بالله جل وعلا : وما يشير إلى ذلك قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا } (الشرح : 5 – 6 ) , وقوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } ( آل عمران : 139 ) , وأيضا في غزوة بدر عندما وقف النبي – صلى الله عليه وسلم – يشير إلى مواطن الأرض , ويقول : هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان , يقول الصحابة : فما اخطأ موقع أحدهم , وبعد موتهم ودفنهم في القليب وقف أمام القليب – صلى الله عليه وسلم – وقال : ( إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا), وفي هذا يقول الشاعر :

ولرب نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
الاستفادة مما سبق من تجارب ماضية : والنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على عدم الوقوع في الأمر مرتين فيقول : (لا يلدغ المؤمن من جرح مرتين) متفق عليه , والاستفادة من الأزمة لمعرفة الصديق المساند من العدو المتهرب , يقول الشاعر :
جزى الله الشدائد كل خير *** عرفت بها عدوي من صديقي
ويقول الشاعر أيضا مادحا أعداءه على فضلهم عليه بقوله :
عداتي لهم فـضل علي ومنة *** فلا أبعد الله عني الأعـــاديا
همو بحثوا عن زلتي فاجتنبتها *** وهم نامشوني فاكتسبت الأعاديا
فالواجب علينا الاستفادة من تجاربنا السابقة وتجارب الآخرين أيضا والعمل على قراءة المستقبل من خلال معرفة الماضي للاستفادة من زماننا حتى لا يضيع سدى .
عدم تقليد المنظمات الأخرى في حلول الأزمات التي تتبعها , فما يناسب منظمة ليس بالضرورة أن يناسب منظمة أخرى لعدم تكافؤ الظروف بين المنظمات .
المبادأة والابتكار فيما يخدم تغيير المنظمة نحو الأفضل , فالقائد الناجح عليه إشعال حماس العاملين الأمر الذي يؤدي إلى رغبة الفرد في المشاركة وحل الأزمة , فعلى سبيل المثال إتاحة الفرصة للتعبير عن النفس ، وتحقيق الذات ، والإحساس بأن الفرد نافع ، والرغبة في الحصول على معلومات ، والرغبة في التعرف والعمل مع زملاء جدد، والإحساس بالانتماء إلى عمل خلاق ومكان عمل منتج ، والرغبة في النمو والتطور من خلال الإبداع والتطوير ، وغيرها من مثيرات الحماس والدافعية .
أن يتبنى إدارة الأزمات داخل المنظمة قائدا يتمتع بصفات تؤهله لإدارة الأزمات وحل المشكلات , ومن هذه الصفات ( العلم – الخبرة – الذكاء – سرعة البديهة – القدرة في التأثير على الأفراد – التفكير الإبداعي والقدرة على حل المشاكل والسيطرة على الأزمات – القدرة على الاستفادة من علوم الآخرين وخبراتهم – القدرة على الاتصال الفعال بالآخرين وتكوين العلاقات الإيجابية – الرغبة والحماس ) , يقول تعالى : { إن خير من استأجرت القوي الأمين } ( القصص : 26 ) .
الموازنة الموضوعية بين البدائل المتاحة واختيار أقربها إلى حل الأزمة وتحقيق مصلحة العمل والمنظمة فيما لا يخالف الشريعة الإسلامية , وهذا ما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – عندما جمع أصحابه في غزوة الخندق يأخذ رأيهم , فعرضوا عليه آرائهم وكان من بين الآراء رأي سلمان الفارسي – رضي الله عنه – الذي أشار إلى حفر الخندق فأخذ برأيه النبي – صلى الله عليه وسلم – لأنه الأقرب للصواب .
يعتبر ( الصبر ) من أهم الصفات التي يجب على القائد التحلي بها عند الأزمة , وتتضح أهمية الصبر من موقف النبي – صلى الله عليه وسلم في حل أزمة الحصار الاقتصادي عليه وعلى الذين آمنوا معه قبل الهجرة : يقول تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين } (البقرة : 153 ) , وفي موقف آخر " لما عجزت قريش عن قتل النبي صلى الله عليه وسلم أجمعوا على منابذته و من معه من المسلمين ، فكتبوا كتاباً تعاقدوا فيه على ألا يناكحوهم و لا يبايعوهم و لا يدعوا سببا من أسباب الرزق يصل إليهم و لا يقبلوا منهم صلحاً و لا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلم بنو المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ليقتلوه، و علقوا الكتاب في جوف الكعبة و اشتد البلاء برسول الله صلى الله عليه وسلم و الذين آمنوا معه حتى كانوا يأكلون الخبط و ورق الشجر و كان التجار يغالون في أسعار السلع عليهم و كان الأطفال يتضاغون من الجوع، و لم تترك سلعة تصل إليهم , و بعد ثلاث سنوات أجمع بنو قصي على نقض ما تعاهدوا عليه، فأرسل الله على صحيفتهم الأرضة فأتت على معظم ما فيها من ميثاق و عهد و لم يسلم من ذلك إلا الكلمات التي ذكر فيها اسم الله عز وجل " فكان جزاء هذا الصبر و الجلد و تحمل المشاق أن الله سبحانه وتعالى قد مكنهم من منابع الثروة و الاستيلاء على عروش الملوك و فتح بلاد الروم و فارس , و صدق الله إذ يقول: {و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين } ( القصص : 5) .
الاستخارة : فلقد حكى لنا جابر أن رســول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلّمهم الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، ولاحظ أنه قال: "في الأمور كلها" هكذا، أي في عظيم الأمر وحقيره؛ فما بالك بقرار يتعلق بأزمة، وها هو صلى الله عليه وسلم يقول لنا: "إذا هَمَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهـم إني أستخيرك بعلمـك ....." , وكان يقول – صلى الله عليه وسلم – : ( ما خاب من استخار وما ندم من استشار ) .
التمسك بالقيم والمثل والأخلاق والسلوكيات الحسنة : فنجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقت الأزمات و المحن الاقتصادية لم يتنازل عن القيم و المثل و الأخلاق و السلوكيات التي أمر الله بها وبذلك استحق النصر بعد الأزمة و اليسر بعد العسر .
الشجاعة : ومثال لذلك لما ارتجفت المدينة وسمع الناس دويا عظيما فيها فخرج الناس لينظروا , فإذا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – قد عاد راكبا على حصانه من غير سرج يقول لهم : ( لم تراعوا ... لم تراعوا ) , وكان أصحابه – رضوان الله عليهم – يقولون : (كنا إذا اشتد بنا الوطيس احتمينا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – ) .
التفاؤل وعدم التشاؤم : فيجب على المسلم ألا ينظر للأزمة على أنها كلها شر , فالنظرة السلبية تعوق التفكير السليم الذي يسهل الوصول للحل المناسب , وفي هذا يقول الشافعي :
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ....وتستقر بأقصى قاعه الدرر
على القائد أن يتذكر دائما قاعدة ( ما أصابك لم يكن ليخطئك ) : هذه الوصية تجعلك تظفر بثمرة "الإيمان بالقضاء والقدر"؛ فالأزمة في حقيقتها مصيبة يبتلينا ربنا - عز وجل - بها تمحيصاً للذنوب ورفعة للدرجات، قال - تعالى -: { إنا كل شيء خلقناه بقدر } {القمر: 49}، وقال: { وكان أمر الله قدرا مقدورا } {الأحزاب: 38}، وفي حديث جبريل - عليه السلام - أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان بقوله: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره", وفي هذا الإطاري يقول جل من قال : {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } (العنكبوت : 2 – 3 ) , ويجب على المسلم أن يجعل الإيمان بالقضاء والقدر وسيلة لكسب الحسنات وتكفير السيئات من منطلق حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – : (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاهم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق عليه.
تجنب الغضب وقت الأزمة : لأن الغضب يؤدي إلى تشويش التفكير وعدم التركيز وبالتالي قرارات عشوائية , فعن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني! فقال صلى الله عليه وسلم : "لا تغضب" فردد مراراً؛ قال: "لا تغضب" .
توسيع نطاق المشاورة : يقول تعالى : { وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله } (آل عمران : 159 ).
التعاون بين الأفراد داخل المنظمة للعمل على حل المشاكل والأزمات التي يمكن أن تواجهها المؤسسة , وقد قال تعالى : {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } ( المائدة : 2 ) .
الاستعانة والتوكل على الله : فالمسلم بعد أن يختار من الحلول ما يراه ملائما لحل الأزمة عليه أن يتوكل على الله ويستعين به , لقوله – صلى الله عليه وسلم – : ( اعقلها وتوكل ) , ويقول تعالى : { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } ( المجادلة : 21 ) .
العزم والعمل وعدم التخاذل والتردد: يقول تعالى : { فإذا عزمت فنوكل على الله } ( آل عمران : 159 ) , ولذا فقد قيل : العاجز يلجأ إلى كثرة الشكوى ، والحازم يسرع إلى العمل

وبالتالي يمكننا الاستفادة مما هو موجود بالفكر الغربي بعد تأصيله بالفكر الإداري الإسلامي الذي جاءت به شريعتنا الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة النبوية المطهرة التي لم تترك أمرا من أمور الحياة الدنيا والآخرة إلا تضمنتها , يقول تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }

سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما برحمتك يا أرحم الراحمين


ميارى 7 - 5 - 2010 08:30 PM

حفظك الله من كل سوء . الله يبعد عنا الأزمات .

Mr.who 6 - 6 - 2010 09:04 PM

شكرا على الطرح والافادة

وفقكم الله

زهرة عمان 17 - 2 - 2011 10:15 PM


ابتهال 22 - 6 - 2012 09:55 PM

مشكورة ارب على الارشادات ومشكور صائد على الاضافة
تحياتي وبانتظار مواضيعك

ابو فداء 22 - 6 - 2012 10:06 PM

يعطيكي ألف عافيه
موضوع جميل
سلمتي


الساعة الآن 01:52 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى