منتديات المُنى والأرب

خلف جدار الصمت يسكن صهيل البوح بمكنون القلب
يراقبها ، يتحسس نبضاتها ، تصرخ اشواقه خلف الريح
ترتسم على وجهه سكرات غريق كلما سمع همساتها ، اشواقها
لم يفقد الامل يوما في وصالها . أتقن تسلق أحزان الدنيا
ليكون لها نهر حنان يروي ظمأ سنينها العجاف .
كم حمل الشوق بين زراعيه كرضيع ، تمنى لو يتلاشى فيها وتتلاشى فيه
وذات موعد بلا موعد بثها آيات حبه وهيامه ، مادت الأرض تحت قدميها
تاهت في عينيه ... فما أوجع ان يحاصرك أكثر من أربعين خريفا ثم تجد
أمامك الربيع بزهوره وعطره وألوانه .
تأرجح بين الرغبة والرهبة ، لكنه تسلل لخريفها كسحابة حُبلى بالخير كله
تساقطت أمطار عشقه على أرضها ، أنبتت زهورا ورياحينا لايوجد مثلها
وخلف شواطيء الدخان كانت شمسه تبدد الظلمات ، عينيه كما النجوم الوفية تتلألأ وتتراقص على نغمات قلبها الذي أحياه بروحه .
ذابت في تفاصيله أستحلفته ألا يدع الخريف يغتال ربيعها الذي ولِدَ على يديه ... رقصا معا فوق الموج تصاحبهما عرائس البحر على دفوف أصدافه ولآلئه وعلى شواطيء ذابت فيها الشمس ارتمت على صدره ليحميها ويؤنسها في كل طريق ، فهو لها زينة الوجود النضرة .
إنه الحقيقة الوحيدة في حياتها فوهبته قلبها وليس لها أن تسترده .