منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   معنى الرجوله في حياة الأنبياء (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=18946)

صائد الأفكار 8 - 10 - 2011 12:31 AM

معنى الرجوله في حياة الأنبياء
 
معنى الرجوله في حياة الأنبياء

اختارالله تعالى العرب لحمل هذه الرسالة العظمية لصفات كانت تؤهلهم
لذلك حتى إذ أتاها الإسلام صقل هذه الصفات وهذبها ووجهها ..

وكان العرب من جملة الخلق لهم الرصيد الأوفر من خصال وخلال يفوقون
بها عموم العالم .. فلو رأيت كرمهم وشجاعتهم وتضحياتهم وجلدهم وشهامتهم لقرت عينك واطمأنت نفسك أن تكون مسلاخهم دون الأمم ..

ولذلك كان من أسباب اختيار الرسالة فيهم دون غيرهم ما وهبهم الله تعالى
من جميل الخلائق وصفاء معدنها ..

وكذلك الأنبياء والرسل لهم من هذه الصفات الاسم الأكمل قبل الوحي
وبعده حتى ذكر الله لنا في كتابه بعض صفات الرجولة والشهامة ما يحب
أن يُمدح بها العاقل ويُثنى بها على السيد ..

فدعنا نبحر في كتاب الله في بعض هذه الخلال عسانا أن نكون من المقتدين ..


( الثبات والشجاعة )

قال تعالى ( وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ، فجعلهم جذاذا
إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون )

تأمل هذا الموقف البطولي الذي تضطرب له فرائص الشجعان في مواجهة
قبيلة بأكملها !! بل بتحطيم الرمز الديني الذي حوله يجتمعون وعليه يتفرقون
فهاهو الخليل واجه الموقف بشجاعة من طراز خاص ليس له مثيل .. وثبات
قل العيون أن ترى مثله .. !!

وفعلا .. تم الحدث وحفظ الله ابراهيم ..

( الكرم وبسط اليد )

قال تعالى عن ابراهيم ( فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ، فقربه إليهم قال
ألا تأكلون )

وانظر حال الموقف .. أناس غرباء أتوا دارك فتمت المقابلة بالسلام ثم الروغ
وهو التسلل بخفية حتى لا يُحرج الضيف ثم العجل السمين ..

أي كرم هذا ؟!

ضربوا المثل بكثرة الجود بحاتم الطائي .. وكان أن يُضرب بابراهيم أسمى
وأعلى فحال الأول المدحة عند الناس وحال الخليل شرف الرتبة عند رب
الناس ..

( حفظ الضيف )

قال تعالى ( وجاء أهل المدينة يستبشرون ، قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون ، واتقوا الله ولا تخزون )

فكان من سمو خلق لوط عليه السلام أن دافع عن الضيف الغريب وحماية
عرضه ونفسه .. ولو قارنت بحال اليوم لوجدت كثيرا من البشر لا يُطيق
الضيف فضلا أن يحميه ..

إن هذا الدين إذا أُشرب المرء فهمه ومحبته لحمل الأوامر على كف التذلل
والتسليم والنواهي على كف الترهب والتعظيم مهما يكون الثمن ..

وإلا ما حاجة لوط عليه السلام لهذا العناء إلا لتعظيم أمر ومما حباه الله من
صفات الرجولة والشهامة ..

( حفظ الفضل وعدم نكران الجميل )

قال تعالى ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وقالت هيت لك قال معاذ الله
إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )

وقول يوسف عليه السلام ( إنه ربي ) على أشهر القولين يعني به سيده لا
الله تعالى وهو أكمل لأن من حفظ فضل البشر كان أولى أن يحفظ فضل رب
البشر وخاصة في مثل يوسف ..

وهذا الخلق المترسخ في يوسف عليه السلام نابع من حسن إنبات الله له وسمو
تربية يعقوب له .. وإلا أي جامعة أو مدرسة في شرق المعمورة وغربها تزكي
هذه النفس في هذا الموقف ..

يوسف في غربة وأعزب في أوج شبابه على مأمن في مخدع امرأة العزيز وهو في عنفوان شبابه في هذا الوقت ترى العفة وحفظ الفضل من سيده تتدفق
من يوسف عليه السلام ..

حقا إنه صبر الرجال .. !!

( النخوة والشهامة )

قال تعالى ( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من
دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا
شيخ كبير ، فسقى لهما )

في وقت يُطارد فيه موسى عليه السلام طاويا بطنه من الجوع تعلو على قلبه
سحابة من خوف ينتظر ملاذا يُسكن خوفه أو زادا يطرد جوعه في هذا الوقت
تعتريه شهامة موسوية من دافع الإيمان فليست المرأتان الضعيفتان بأقل من الذي استغاثه بالأمس .. حتى أكمل المطلوب عليه السلام ..

ما حال من وجد امرأة في عز شبابها في حاجة لخدمة معينة في سوق مثلا ؟؟

ترى الشباب مهطعين لها أسرابا جلهم يرجوا منفعة شيطانية وقليل منهم التي
تأخذه هذه الشهامة الموسوية النابعة من رجاء ثواب الله تعالى لا رجاء ثواب
أحد ..

( التضحية من أجل المبدأ )

( فقال إني أحببت الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ، ردوها علي
فطفق مسحا بالسوق والأعناق )

لما فاتت سليمان عليه السلام صلاة العصر بسبب انشغاله بالخيل وهي عنده
من أحب متاع الدنيا ضحى بما أحب لمن يحب فعوضه الله خيرا مما أحب ..

وهكذا المبادئ لا تعيش إلا بتضحيات رجالها وحامليها وأعظم المبادئ وأولاها في الدنيا للمؤمن رضا الله تعالى فلو اضنى
المؤمن نفسه وكابد عيشه من أجل هذا المبدأ لكان قليلا ..

والأنفس الأبية السُليمانية لم ترضى أن يكون شيئا من حطام الدنيا حاجزا
بينه وبين أعظم مقصود فضحّى بالنفيس لديه .. وهكذا شأن الرجال .. !!

فا أيها السالك لمعالي الأمور ..

ويا أيها المثابر لرضى الغفور ..

زكِ قلبك وربِ نفسك وابذر لها صفات الرجولة فالإيمان والرجولة قرينان
وحال النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك شاهد لايخفى على كل مسلم..

وما ينصر هذا الدين إلا بالكرم والشجاعة
والتضحية ..والرجوله الحقة

شيماء يوسف 8 - 10 - 2011 12:53 AM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

hakimnexen 8 - 10 - 2011 09:42 AM

http://www.pennyparker2.com/image358.gif

يسلمو على الطرح الرائع

لا عدمنا حضورك
تحياتي لك

http://www.pennyparker2.com/image358.gif




صائد الأفكار 9 - 10 - 2011 12:51 AM

اختي شيمو واخي حكيم
بورك بكما على الردود
تقديري لحضوركم الكريم

صائد

جمانه 9 - 10 - 2011 09:37 AM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

majd 9 - 10 - 2011 08:16 PM

شكرا لك على موضوعك الرائع
عاشت الايادي وبوركت
جزاك الله الخير

أرب جمـال 9 - 10 - 2011 10:36 PM

جزاك الله الخير صائد وبارك بك على هذا الطرح المميز
في موازين حسناتك ان شاء الله

جمال جرار 10 - 10 - 2011 01:25 AM




الامير الشهابي 10 - 10 - 2011 07:53 AM

الأخ صائد بارك الله فيك وحقا الرجوله
مدرستها النفس الأنسانيه وتربيتها
وتهذيبها ..وهذا الأمر أيضا هو مساحة
يجب أن تمارسها الأسره في تأصيل المثل
العليا ليس فقط إقتداء بالأنبياء بل لأن
الأنسان له من معاني الوجود الأنساني
ماهو يتوافق مع إكرام الخالق لبني آدم
والخير في أمتي ليوم الدين وعلينا أن لانغالي
في الأمور ونضع الشباب دوما في بوابة
الأتهام إنصافا وتحفيزا لهم ..بشروا
ولاتنفروا
صدق رسول الله في كل ماذكر
بوركت ياصائد
المجالس مدارس الرجال فأين الآباء
الذين يمارسوا دورهم ام أن مجالس الرجال
ماعادت إلا في الجاهات والعطوات ومجالس العزاء
والافراح الصاخبه
10/102011

shreeata 10 - 10 - 2011 11:50 AM

جزاك الله عنا كل خير اخي صائد
سلمت على روعة الاداج
تحيات لك
مبدع دائما


الساعة الآن 07:31 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى