الجار وحقه عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.. وبعد: الله سبحانه ذكر الإحسان إلى الجار بعد ذكر عبادته وحده لاشريك له، وبعد ذكر حقوق الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، ممّا يدل على عظم هذه الحقوق وتأكيدها، قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} [النساء: 36]. قال ابن عباس رضي الله عنه: " {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} يعني الذي بينك وبينه قرابة. {الْجَارِ الْجُنُبِ} الذي ليس بينك وبينه قرابة". والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار، وبين أنّ ذلك إنّما هو بأمر الله عز وجل فقال صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنّه سيورثه» [متفق عليه]. أي: حتى ظننت أنّه سيجعل له نصيباً من الميراث ويدخله في جملة الورثة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره» [متفق عليه]. حد الجوار: يطلق وصف الجار على من تلاصق داره دارك، وعلى غير الملاصق إلى أربعين داراً، وقد سئل الحسن البصري عن الجار فقال: "أربعين دارا أمامه وأربعين خلفه وأربعين عن يمينه وأربعين عن يساره". (الأدب المفرد). وروي عن علي رضي الله عنه أنّ من سمع النداء فهو جار. وقيل: إنّ من صلى معك صلاة الصبح في المسجد فهو جار. وقد جعل الله عز وجل الاجتماع في المدينة جواراً، قال تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً} [الأحزاب: 60] ممّا يدل على أنّ حد الجوار أكبر من ذلك. |
رد: الجار وحقه عليكم
من حقوق الجار: 1- أن يسمح الرجل لجاره بغرز خشبه في جداره، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره. ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين؟! والله لأرمين بها بين أكتافكم» [متفق عليه]. وجمهور العلماء حملوه على الندب والاستحباب وبر الجار والتجاوز له والإحسان إليه، مستدلين بقوله صلى الله عليه وسلم: «لايحل مال امرىء مسلم إلّا عن طيب نفس منه» [صححه الألباني]. 2- أن يتعاهد جيرانه ويطعمهم من طعامه إن رأوه أو شموا رائحته، ويطفئ جوعهم إن علم بذلك وقدر عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك» [رواه مسلم]. وروت عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «ليس المؤمن بالذي يشبع؛ وجاره جائع إلى جنبه» [حسنه الألباني]. 3- أن يقدم الجار الأقرب في الهدية مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لما سألته : "يا رسول الله إنّ لي جارين، فإلى أيّهما أهدي؟"، قال: «إلى أقربهما منك بابا» [رواه البخاري]. والحكمة في ذلك أنّ الأقرب يرى ما يدخل بيت جاره من هدية وغيرها فيتشوق لها، بخلاف الأبعد، كما أنّ الأقرب أسرع إجابة لما يقع لجاره من المهمات ولا سيما في أوقات الغفلة. كما أنّه على المهدى له أن لا يستقله ويحتقره وإن كان قليلاً ولأجل كل ذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة» [متفق عليه]. والفرسن: عظم قليل اللحم، وهو خف البعير كالحافر للدابة. 4- أن يعينه إذا استعان به. 5- أن يقرضه إذا استقرضه. 6- أن يعوده إذا مرض. 7- أن يهنئه إذا أصابه خير. 8- أن يعزيه إذا أصابته مصيبة. 9- أن يتبع جنازته إذا مات. 10- أن لا يستطيل عليه بالبنيان فيحجب عنه الريح إلّا بإذنه. 11- إن اشترى فاكهة فليهد له منها. قال الغزالي: "اعلم أنّه ليس حق الجوار كف الأذى فقط بل احتمال الأذى، ولايكفى احتمال الأذى بل لابد من الرفق وإسداء الخير والمعروف". مراتب الجــيــــــران: 1- جار له حق واحد وهو المشرك له حق الجوار. 2- وجار له حقان وهو الجار المسلم له حق الجوار وحق الإسلام. 3- وجار له ثلاثة حقوق وهو الجار المسلم له رحم له حق الجوار وحق الإسلام وحق القربى. وأمّا من حيث القرب فالجار إمّا أن يكون قريباً منك وإمّا بعيداً، ملاصقاً أو غير ملاصق، ورتبة هؤلاء تتفاوت من حيث عدد الحقوق ومدى القرب، والجار الأقرب يُقَدم على الجار الأبعد، وهو ما استشعره علماء الإسلام، فهذا الإمام البخاري نجده يبوب في كتابه (الأدب المفرد) (باب الأدنى فالأدنى من الجيران)، وذلك تنبيهاً على قدره، ويترتب عليه حسن المعاملة والوقوف بجانبه واجتناب أذيته، وهذا من شأنه أن يكفل التعايش بين النّاس في طمأنينة بسبب استشعار هذا البعد الديني في المعاملات، وتحقيق الرحمة التي جاء بها الإسلام، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يسمي نفسه بها، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: «أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة» [رواه مسلم]. حقوق الجار غير المسلم: اعتنت الشريعة الإسلامية الغراء بحقوق غير المسلمين، ومعلوم أنّ الذين يحظون بكل هذه العناية هم الذين لا يؤذون جماعة المسلمين، ولا يكيدون لهم كيداً، ولا يناصبونهم العداء، ولهم ذمة. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في حسن تعامله مع جيرانه من غير المسلمين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: «أسلم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: "أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم"، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النّار» [رواه البخاري]. وهذا عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - وقد ذبح شاة نجده يقول: أهديتم لجاري اليهودي؟؛ فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه» [رواه البخاري]. فالخلاف في الدين لا يوجب ظلم النّاس، والمحافظة على حقوقهم مع اختلاف العقيدة ما داموا ملتزمين بواجباتهم. النتائج والثمرات: 1- هي سبب في تعمير الديار لما يحس به المرء من راحة البال بجوار جاره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه من أعطي حظه من الرفق، فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم، وحسن الخلق وحسن الجوار يعمر الديار، ويزيدان في الأعمار» [صححه الألباني]. 2- يقبل الله عز وجل شهادة جيرانه في حقه بالخير ويغفر له ما لا يعلمون وفي ذلك روى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أبيات من جيرانه الأدنين إلّا قال: قد قبلت فيه علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون» [قال الألباني حسن لغيره]. 3- هي سبب رفع منزلته في الدنيا لأنّ الإحسان إلى الجار والكف عن أذيته من مكارم الأخلاق التي تعد شرطاً في المروءة. 4- هي سبب رفع منزلته عند الله عز وجل. وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله عز وجل خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» [صححه الألباني]. 5- هي سبب سعادة المرء، وفي ذلك قال صلى الله عليه وسلم: «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء» [صححه الألباني]. |
رد: الجار وحقه عليكم
كيف أكسب جاري؟ ما نراه اليوم من جفوة بين الجيران وخصومات وسوء عشرة وعداوة في بعض الأحيان ما هو إلّا نتاج الإهمال والتفريط فهذه وسائل وطرق شرعية تحفظ دفئ العلاقات بين الجيران منها: 1- كف الأذى وبذل الندى. 2- البدء بالسلام. 3- طلاقة الوجه. 4- المواساة في الشدة. 5- احترام الخصوصيات. 6- قبول الأعذار بالمسامحة والرفق واللين. 7- النصح برفق ولين. 8- الستر وترك التعيير. 9- الزيارة في الأوقات المناسبة. 10- المجاملة اللطيفة. الترهيب من الإساءة إلى الجار: لاشك أنّ الأذية للجار أعظم من أذية غيره، وكلما كانت أكبر كانت أعظم حتى قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «لأن يزني الرجل بعشر نسوة؛ أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره»، قال: «ما تقولون في السرقة؟»، قالوا: "حرمها الله ورسوله، فهي حرام". قال: «لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات؛ أيسر عليه من أن يسرق من جاره» [صححه الألباني]. وفي حقهم قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث هن العواقر: إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر وجار إن رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا أشاعه وامرأة إن حضرتك آذتك وإن غبت عنها خانتك» [ضعفه الألباني]. ومن كان متصفاً بهذه الصفات السيئة لزم أن يكون ناقص الإيمان إن لم يكن عديمه وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن»، قيل: "ومن يا رسول الله؟"، قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه» [رواه البخاري]. وفي هذا الحديث تأكيد لحق الجار، لقسمه صلى الله عليه وسلم على ذلك وتكريره اليمين ثلاث مرات، وفيه نفي الإيمان عمن يؤذي جاره بالقول أو الفعل حسب ظاهر الحديث. وقد حمله كثير من العلماء على أنّ مراده نفي كمال الإيمان ولا شك أنّ العاصي غير كامل الإيمان. عاقبة الإساءة إلى الجار: 1- عدم حمد أحد سلوكه في الدنيا، وتشكي النّاس من سوء فعاله كما في الحديث الذي اشتكى فيه أحدهم من سوء معاملة جاره له. وفي وصية لقمان لابنه، قال: "يا بني، حملت الجندل و الحديد فلم أر شيئاً أثقل من جار سوء وذقت المرار كله فلم أر شيئاً أمر من الفقر". [رواه ابن أبي شيبة والبيهقي]. 2- انتشار سوء الجوار من علامات الساعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبغض الفحش والتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين ويؤتمن الخائن حتى يظهر الفحش والتفحش وقطيعة الأرحام وسوء الجوار...» [ضعفه الألباني]. 3- أول الخصوم يوم القيامة هم الجيران لعظم الذنب المقترف في حقهم واستهانة النّاس بهم. رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول خصمين يوم القيامة: جاران» [حسنه الألباني]. 4- العذاب بالنّار إلّا أن يتغمده الله برحمته، عن أبى هريرة رضي الله عنه أنّه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم:إنّ فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا خير فيها، هي من أهل النّار» [رواه البخاري في الأدب المفرد]. |
رد: الجار وحقه عليكم
وهذا يدل على أن أذى الجار من الأسباب الموصلة إلى النار، وأن كف الأذى عنه سبيل موصل إلى الجنة. نماذج من أذى الجار: صور الأذى للجيران كثيرة، ومن أكثرها شيوعًا: التطلع إلى محارمهم، والنظر إلى نسائهم، وتتبع عوراتهم، والتنصت عليهم، والتجسس على أحوالهم، وكشف أسرارهم ونشر قالة السوء عنهم، والوقيعة في أعراضهم، والسعي في الإفساد بينهم، وإذاعة مثالبهم، وطمس مناقبهم، وإيذاؤهم برفع آلات اللهو والغناء المحرم، وكذلك إصدار الأصوات المزعجة، وخصوصًا في أوقات النوم والراحة. ومن ذلك وضع الحيوانات والطيور التي تؤذيهم برائحتها، وتزعجهم بأصواتها، وكذلك وضع القمائم والزبائل عند أبوابهم ونحو ذلك. وشر الجيران من تركه جيرانه اتقاء شره، وتباعدوا عنه تجنبًا لضره، وتقاصروا عنه ليسلموا من عدوانه وكيده. وأخبث منه من ينتهك محارم جاره، أو يسرق من ماله، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: "أي الذنب أعظم؟" قال: «أن تجعل لله ندًا وهو خلقك»، قيل: "ثم أي؟" قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك»، قيل: "ثم أي؟" قال: «أن تزاني حليلة جارك» (رواه البخاري: 4207، ومسلم: 86). وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ما تقولون في الزنا؟» قالوا: "حرمه الله ورسوله، فهو حرام إلى يوم القيامة . قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره». قال: فقال: «ما تقولون في السرقة؟» قالوا: "حرمها الله ورسوله فهي حرام". قال: «لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره»" (رواه أحمد: 23905،، والبخاري في " الأدب المفرد ": 103، والطبراني في الكبير: 605، والأوسط: 6333. وقال المنذري في الترغيب والترهيب 3/192: رواه أحمد، ورواته ثقات. وكذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 8/168). فلما كان حق الجار على جاره كبيرًا، ومعرفته بأحواله، وقدرته على خيانته وكيده بحكم جواره وقربه أكثر من غيره، كان عدوانه عليه بالزنا بمحارمه أو سرقة ماله أعظم إثمًا وأشد جرمًا. الجار الصالح من أسباب سعادة المرء: ولأجل ذلك، فإن من أسباب سعادة العبد أن يوفق بجار صالح يرعى له حرمته، ويعرف له حقه، ويراقب الله تعالى فيه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث خصال من سعادة المرء: الجار الصالح، والمركب الهنيء، والمسكن الواسع» (رواه أحمد: 15409، والبخاري في الأدب المفرد: 116، والحاكم: 7306، وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. وقال المنذري في الترغيب والترهيب 3/246: رواه أحمد ورواته رواة الصحيح. وصححه السيوطي في الجامع الصغير 3460). ومن كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق" (بهجة المجالس: 1/291، الآداب الشرعية: 2/15). وما أجمل قول الشاعر: اطلب لنفسك جيرانًا تجاورهم *** لا تصلح الدار حتى يصلح الجار وقال آخر: يلومونني أن بعت بالرخص منزلي *** ولم يعلموا جارًا هناك ينغِّصُ فقلت لهم كفوا الملام، فإنما *** بجيرانها تغلو الديار وترخص (بهجة المجالس: 1/291، والآداب الشرعية: 2/16). وقال بعضهم: "كدر العيش في ثلاث: الجار السوء، والولد العاق، والمرأة السيئة الخلق" (الآداب الشرعية: 2/16)، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: «اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول» (رواه ابن حبان: 1033، وأبو يعلى: 6536، وابن أبي شية: 25421، والحاكم: 1951، وصححه، ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: 1443). وأمر بالاستعاذة من شره فقال: «استعيذوا بالله من شر جار المقام، فإن جار المسافر إذا شاء أن يزايل زايل» (رواه النسائي: 5502، وأحمد: 8534، والبيهقي في السنن الكبرى: 7939، والحاكم: 1952، وصححه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: 1443(. وأما المرتبة الثانية: فهي احتمال الأذى منه، والتغاضي عنه، والتغافل عن زلته. عن عثمان بن زائدة قال: العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في التغافل. فحُدث بذلك أحمد بن حنبل، فقال: "العافية عشرة أجزاء، كلها في التغافل" (الآداب الشرعية 2/17). |
رد: الجار وحقه عليكم
مضايقة الجار: وتلك المضايقة داخلة في أذية الجار، وهي تأخذ صورًا شتَّى، فمن مضايقة الجار إيقاف السيارات أمام بابه حتى يضيقَ عليه دخولُ منزله، أو الخروج منه.ومن ذلك مضايقته بالأشجار الطويلة التي تُطل على منزله، وتؤذيه بتساقط الأوراق عليه. ومن ذلك ترْك المياه تتسرب أمام منزل الجار مما يشق معها دخول الجار منزله، وخروجه منه. ومن ذلك إيذاء الجيران بالروائح المنتنة المنبعثة من مياه المجاري. وقد لا يُلام المرء على هذا في بداية الأمر، ولكن يُلام إذا لم يحرص على إصلاحها أو تعاهدها، ومن ذلك مضايقتهم بمخلفات البناء وأدواته؛ حيث تمكث طويلًا أمام بيوت الجيران بلا داع. ومن المضايقة للجيران وضع الزبل أمام أبوابهم. • حسد الجار: الحسد هو تمني زوال نعمة المحسود، أو هو البغض والكراهية لما يراه من حال المحسود. والحسد خُلق لئيم، ومن لؤمه أنه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب، والأكفاء، والمعارف، والخلطاء، والإخوان. ولئن كان الحسد قبيحًا، فإن قُبحه يزداد إذا كان منصرفًا إلى الجيران؛ لأنهم من أَولَى الناس ببذل الندى لهم، وكف الأذى عنهم. احتقار الجار والسخرية منه: كأن يحتقر جاره، أو يسخر منه لفقره، أو لجهله، أو وضاعته. ومن ذلك السخرية بحديثه إذا تحدث، والسخرية بملبس الجار، أو منزله، أو أولاده أو نحو ذلك. واحتقار الجار لا يصدر من ذي خُلق كريم، أو دين قويم، وإنما يفعله الذين لم يتربوا تربية فاضلة. كشف أسرار الجار: فالجار أقرب الناس إلى جاره، وهو أعرفهم - في الغالب - بأسراره، فمن اللؤم والأذية للجار كشف سرِّه، وهتْك ستره، وإشاعة أخباره الخاصة بين الناس. تتبُّع عثرات الجار، والفرح بزَلاَّته: فمن الجيران من يتتبَّع عَثرات جيرانه، ويفرح بزَلاَّتهم، ولا يكاد يغض الطرْف عمَّا يراه من أخطائهم وهفواتهم. تنفير الناس من الجار: ومن ذلك تنفير الناس من بضاعة الجار إن كان التجاور في المتجر، كما يفعل بعض من لا خلاق لهم، حيث يبادرون المشتري بذم جيرانهم، حتى يُقْبِلَ الناسُ على بضاعتهم، ويعرضوا عن بضاعة جارهم. التعدي على حقوق الجار وممتلكاته، ومن صور التعدي: سرقة الإنسان من جاره، أو تعديه على أدوات جاره في الفصل أو المكتب، أو المزرعة، أو غيرها، أو المصنع، أو نحو ذلك. ومن ذلك الكتابة على جدار الجار، ويقبح الأمرإذا كانت كتابات بذيئة؛ فعلى من كتبها أن يزيلها، وأن يستبيح الجار، أو يعوضه؛ لأن ذلك تعدٍّ عليه، وتشويه لجداره. ومن التعدي على الجار إيذاء أبنائه، والعبث بسيارته وسائر ممتلكاته. كل ذلك داخل في أذية الجار والتعدي عليه، فيجب على الإنسان أن يَفطُن لمثل تلك الأمور، وألا يحقر شيئًا من أذى الجار. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنه لا قليل من أذى الجار). وجاء في حديث المقداد بن الأسود قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: فما تقولون في السرقة؟ قالوا: حرَّمها الله ورسوله، فهي حرام، قال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات، أيسرُ عليه من أن يسرق من جاره. إيذاء الجيران بالجَلَبةِ: فمن الجيران مَنْ لا يأنَف من إيذاء جيرانه بالجَلَبة؛ إما برفع الأصوات بالغناء والملاهي، أو برفع الصوت بالشجار بين أهل البيت، أو بلعب الأولاد بالكرة وإزعاجهم للجيران، أو بطرق باب الجار، وضرْب جرس منزله دون حاجة، أو بإطلاق الأبواق المزعجة أمام بيت الجار خصوصًا في الليل، أو في أوقات الراحة، فلربما كان أحد الجيران مريضًا، أو كبيرًا لا ينام إلا بشق الأنفس، أو لديه طفل يريد إسكاته وتهدئته، فلا يستطيع ذلك بسبب الإزعاج والجلبة. خيانة الجار والغدر به: ومن صور ذلك الإغراء بالجار، والتجسس عليه، والوشاية به عند أعدائه، ومن صور ذلك تتبُّع عورات الجار، والنظر إلى محارمه عبر سطح المنزل، أو عبر النوافذ المطلة عليه، أو حال زيارة الجيران لأهل ذلك الغادر. فذلك العمل من أقبح الخصال وأحطها، وهو مما يترفع عنه الكرام؛ فلا يصدر إلا من جبان لئيم، خسيس الطبع، ومن صور الخيانة والغدر بالجار: التردُّد على الجارة طمعًا بها، ومن صور الخيانة والغدر بالجار معاكسة محارم الجار عبر الهاتف، فهناك من يؤذي جيرانه بالاتصالات الهاتفية، والتي يبتغي من ورائها أن يظفر بمكالمة غادرة يستجر بها إحدى المحارم بكلامه المعسول وبعباراته الرقيقة. قلة الحرص على التعرف على الجيران: فمن الناس من لا يعرف جاره الملاصِق، وربما دامت الجيرة سنواتٍ عديدة وهم على هذه الحال؛ إما تجاهلاً، أو تهاونًا، أو اشتغالاً بالدنيا، وقلة الفراغ للتعرف على الجيران، أو نحو ذلك. ويكثر هذا في المدن الكبرى، ولا ريب أن هذا الصنيع تفريط وتقصير؛ فمن حق الجار أن تتعرف عليه، وأن تتحبب إليه، وتتودد له. |
رد: الجار وحقه عليكم
• قلة المشاركة العاطفية للجيران: فمن الناس من لا هَمَّ له إلا خاصة نفسه، وما عدا ذلك لا يعنيه في قليل ولا كثير؛ فَفَرحُ الناس وحزنهم ومشكلاتهم لا تشغل حيِّزًا من تفكيره، وتلك آفة سيئة، وأَثْرَةٌ قبيحة، وهي مع الجيران أسوأ وأقبح؛ فالجار الصالح من يُعنى بشؤون جيرانه، فيشاطرهم أفراحهم، ويشاركهم أتراحهم، فإن نالهم فَرَحٌ فَرِحَ معهم، وزاد من أُنسهم، وإن نابهم تَرَحٌ شاركهم في مشاعرهم، وواساهم، وخفف عليهم مصابهم؛ فإن ذلك دليل الإيمان، وآية المروءة؛ فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، والمؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطُفهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر. قلة التفقد لأحوال الجيران: فمن الجيران من هو محتاج، ومنهم من قد ركِبَتْهُ الديون، ومنهم المرضى، ومنهم المطلقات والأرامل. وكثير من الناس ممن أعطاهم الله بَسطة في المال أو الجاه، لا يتفقد جيرانه، ولا يسأل عن أحوالهم. الغفلة عن تعاهد الجيران بالطعام: فكم من الناس مَن يغفل عن هذا الأمر، فلا يتعاهد جيرانه بالطعام، مع أنه قد يصنع ما يزيد على حاجته، ثم يرمي باقيه في الزِّبل، مع أن مِنْ جيرانه مَنْ قد يبيت على الطوى لا يجد ما يسد جوعته، وهذا منافٍ لحق الجيرة، وأدب المُروءة، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع). قلة التهادي بين الجيران، فالهدية تَجلب المودة، وتكذب سوء الظن، وتستل سخائم القلوب؛ فيَحسُن بالجيران أن يتهادوا فيما بينهم، وأن يتعاهدوا بالهدية الأقرب فالأقرب، جاء في صحيح البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت: يا رسول الله، إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: (إلى أقربهما منك بابًا). قال ابن حجر: وقوله: أقربهما؛ أي: أشدهما قربًا. التكبُّر عن قبول هدية الجار، فمن الناس من يتكبر عن قبول الهدية من جاره، وذلك إذا كانت يسيرة قليلة، أو كانت من جار فقير أو وضيع، وهذا من الكبر المذموم، ومما يورث البغضاء والشحناء. منع الجار ما يحتاج إليه عادةً: فمن التقصير في حق الجار منعه ما يطلبه من نحو النار، والملح، والماء، ومن ذلك رفض إعارته ما اعتاد الناس استعارته من أمْتِعة البيت كالقِدْر، والدَّلْو، والفأس، والصحفة، والسكين، والقَدوم، والغربال، والفرش، ونحو ذلك. وقد حمل كثير من المفسرين الماعون في قوله تعالى: ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 7] على هذه الأدوات ونحوها؛ ذلك أن منعها دليل لؤم الطبيعة، ودناءة النفس. قلة الاهتمام بإعادة المعار من الجيران إليهم: فمن الناس من يستعير بعض ما يحتاج إليه من جيرانه، ولكنه لا يأْبه بإعادة ذلك المستعار، وربما كان الجيران يحتاجون إلى ما أعاروه. قلة المبالاة بدعوة الجار إلى الولائم والمناسبات؛ إما نسيانًا، أو تهاونًا، أو نحو ذلك، وهذا الأمر لا يَحْسُن، فهو مما يوغر الصدر، ويُورث لدى الجار الشكوك في جاره؛ فقد يظن أنه محتقر له، غير مبالٍ به، فحري بالجار أن يحرص على دعوة جيرانه، خصوصًا في المناسبات العامة، خاصة وأن الجار يرى المدعوين يتوافدون إلى بيت جاره. ترك الإجابة لدعوة الجار: فمن الناس من يدعوه جاره، ويستضيفه مرارًا، ولكنه لا يجيب الدعوة، بل يكثر من الاعتذارات، ويحتج بكثرة المشاغل والارتباطات. وقد يكون صادقًا فيما يقول، ولكن ذلك لا يعفيه من إجابة الجار في بعض الأحيان، وإلا فلا أقل من التلطف في الاعتذار حتى يقبل الجار. قلة التناصح بين الجيران: فعن أبي رقية تميم الداري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الدين النصيحة ثلاثًا، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم. فالنصيحة واجبة لعموم المسلمين، وهي في حق الجار أوجب وآكد، ومع ذلك قلَّ من يحرص عليها ويُسديها لجيرانه، مع أنه يوجد من بين الجيران من لا يشهد صلاة الجماعة، وقد يوجد فيهم من يتعاطى المسكرات، وقد يوجد من يدخل آلات الفساد في بيته، وقد يوجد بينهم من يعق والديه، أو يقطع أرحامه، أو يؤذي جيرانه بأنواع من الأذى، وقد يوجد من بينهم من هو مُتلبس بكثير من المخالفات الشرعية. ومع ذلك يندر أن تجد من يُعْنى بالنصيحة، ويقدرها قدرها؛ فيقوم بمناصحة جيرانه بالأسلوب الحكيم المناسب. ومن هنا تتزايد الشرور، وتترسخ، وتُسْتَمْرأ؛ فواجب على الجيران أن يتناصحوا فيما بينهم، وأن يُكَمِّل بعضهم بعضًا؛ حتى تشيع فيهم المحبة، وتُرْفَعَ عنهم العقوبة. قلة التعاون على البر والتقوى: وهذا الأمر قريب مما قبله، فكثير من الناس لا يتعاون مع جيرانه على البر والتقوى، فلا يأبه بانحراف أبناء الجيران، ولا بشيوع المنكرات في الحي، ومن التعاون المطلوب تعاونُهم واهتمامهم بحِلَق القرآن الكريم في المساجد، وتسهيل مهام القائمين عليها، وبذل ما يستطاع في سبيل الرقي بها. كثرة الخصومة والملاحاة بين الجيران: فمن الناس من هو كثير الخصومة والملاحاة مع جيرانه، فتراه يتشاجر معهم عند كل صغيرة وكبيرة، وربما وصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي، وربما تطور الأمر، فوصل إلى الشُّرط والمحاكم، ولكن خيرٌ من ذلك أن تأخذ الناس كما هم، فتسمو بنفسك، وتترفع عن السفاسف، وتكون واسعَ النفس عميقها، تتقبل شرور الناس وأعمالهم الصغيرة بصدر رَحب ونفس مطمئنة. قال طرَفة بن العبد يمدح قومه: فُضُلٌ أحلامُهمْ عنْ جارِهم رُحُبُ الأذرعِ بالخير أُمُرْ التهاجر والتقاطع بين الجيران عند أدنى سبب: فهناك من الجيران من يتخاصم مع جيرانه، ولكنه يُبقي على حبال المودة، فلا يصرمها البتة. ولكن هناك من إذا خاصم جارًا أو أحدًا من الناس، فجر في الخصومة، فظلم، وتعدَّى، وهجر صاحبه، وقاطعه حتى بعد أن تنتهي الخصومة، بل ربما تربص به، وألَّب الجيران عليه. قلة الحرص على إصلاح ذات بين الجيران: فكثيرًا ما تَفسُد ذات البين بين الجيران؛ إما بسبب خصومة كما مرَّ، أو بسبب تافه حقير، وربما قامت سوق العداوة بين الجيران بدون سبب ظاهر. ومع ذلك قلَّ من يحرص على الإصلاح، ورأْب الصدع، وجمع الكلمة، بل قد يوجد من حمَّالة الحطب من يغري العداوة، ويُذكي أُوارها، فهذا الصنيع لا يجوز، بل اللائق بالجيران أن يَهُبُّوا لإصلاح ذات البين إذا فسَدت بين بعضهم، ويعظم هذا الواجب في حق من له جاه ومكانة. ترك الإحسان للجار غير المسلم؛ قال الله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]. وهذا ما فهِمه الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص؛ حيث ذبح شاةً فقال: هل أهديتم منها لجارنا اليهودي؟ ثلاث مرات. ثم قال: سمِعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظنَنت أنه سيُورثه. قلة الوفاء للجار بعد الرحيل: فمن الناس من ينسى جيرانه بعد أن يرحل عنهم، أو بعد أن يرحلوا عنه، والمروءة تقضي بأن تكون وفيًَّا لجارك، فمن الوفاء له ألا تنساه بعد رحيله عنك، أو رحيلك عنه، وأن تتواصل معه بالزيارة، والهدية، أو المهاتفة، أو نحو ذلك مما يبقي على حبال المودة، ومن الوفاء له ذكره بالخير، والثناء عليه بعد انقضاء مدة الجوار، خصوصًا إذا كان من المحسنين. |
رد: الجار وحقه عليكم
نماذج مضيئة للصبر على أذى الجار: يُروى أن مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - كان له جار يهودي، فحول اليهودي مستحمه إلى جدار البيت الذي فيه مالك، وكان الجدار متهدِّمًا، فكانت تدخل منه النجاسة، ومالك ينظف البيت كلَّ يوم، ولم يقل شيئًا، وأقام على ذلك مدة وهو صابر على الأذى، فضاق صدر اليهودي من كثرة صبره على هذه المشقة، فقال له: يا مالك، آذيتك كثيرًا وأنت صابر، ولم تُخبرني، فقال مالك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيُورِّثه))، فندِم اليهودي وأسلم؛ "الإحياء" (2/ 213). النتائج والثمرات التي تترتب على مراعاة حق الجار: 1- هي سبب في تعمير الديار لما يحس به المرء من راحة البال بجوار جاره؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنه من أعطي حظَّه من الرِّفق، فقد أعطي حظَّه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم، وحُسن الخلق وحُسن الجوار يَعمُران الديار، ويزيدان في الأعمار"؛ صحَّحه الألباني. 2- يقبل الله - عز وجل - شهادة جيرانه في حقه بالخير، ويغفر له ما لا يعلمون وفي ذلك روى أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أبيات من جيرانه الأدنين، إلاَّ قال: قد قبِلت فيه عِلمكم فيه، وغفَرت له ما لا تعلمون"؛ قال الألباني: حسن لغيره. 3- هي سبب رفع منزلته في الدنيا؛ لأن الإحسان إلى الجار والكف عن أذيته من مكارم الأخلاق التي تُعد شرطًا في المُروءة. 4- هي سبب رفع منزلته عند الله - عز وجل - وفي ذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الأصحاب عند الله - عز وجل - خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره"؛ صححه الألباني. 5- هي سبب سعادة المرء، وفي ذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: "أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء"؛ صححه الألباني. • لا شك أن لأداء حقوق الجار وحُسن الجيرة أثرًا بالغًا في المجتمع وحياة الناس، فهو يزيد التراحم والتعاطف، وسبيل للتآلف والتواد، به يحصل تبادل المنافع وقضاء المصالح واستقرار الأمن، واطمئنان النفوس، وسلامة الصدور، فتَطيب الحياة، ويهنأ المرء بالعيش فيها؛ فلو أحسن كل جار إلى جاره، لظلَّلَت المجتمعات السعادةُ، ولعاشت كأنها أسرة واحدة، فتنصرف الهِمم إلى الإصلاح والبناء والسعي نحو الرُّقي والتقدم، ويتَّضح مما سبق البعد الإنساني للدين الإسلامي الذي يحرص على تحقيق رُوح المودة بين المسلمين بسبلٍ شتَّى بالترغيب في مرضاة الله - عز وجل - نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على القيام بحقوق الجوار، وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين. |
رد: الجار وحقه عليكم
متابع معك
بارك الله بك مووودتي |
رد: الجار وحقه عليكم
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا أخي أيمن وافر تحياتي |
رد: الجار وحقه عليكم
مشاء الله جزاك الله الجنه اخي ايمن
تحيااااااااااااااتي |
الساعة الآن 02:58 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |