منتديات المُنى والأرب - من متيمي العرب

عروة بن حزام من بني عذرة شاعر من متيمي العرب الذين قتلهم الحب
..أحب ابنة عم له اسمها عفراء وكان عروة يتيما في حجر عمه حتى
أحب عفراء حب الصبا ..فسال عمه ان يزوجه عفراء فكان يسوفه
ويماطله فلجأ الى امرأة عمه فقالت له: يا بني ، أنت فقير ، ووضعنا
ليس على ما يرام وان مهرها غال.

فغادر عروة الديار الى اليمن ، قاصدا ابن عم له ينعم بالثراء والجاه
وشكا له رفض أهل عفراء زواج بنتهم منه وطلبهم مهرا لها ،
فوعده ابن عمه خيرا وأجزل له العطاء فانصرف عائدا الى ديار عمه .
وأثناء غياب عروة ، حضر رجل ثري من بلاد الشام وأقام في منزل
قريب من منزل عفراء ، فلمحها ذات يوم فأعجب بها وتقدم من
والدها طالبا يدها ، فاعتذر الوالد بأنه وعد بها ابن عمها .
ولكن الثري أغراه بالمال الكثير ، فوافق على زواجه من
ابنته عفراء.
وعاد عروة الى اهله مثقلا بالهدايا والحلل والابل وحملها الى
عمه مهرا لعفراء وكان والد عفراء قبل عودة عروة بأيام قد
تولى ترميم قبر قديم وأبلغ الناس أن عفراء ماتت وانها مدفونة
في ذلك القبر . وتوسل اليهم كتمان خبر زواج ابنته من الثري.
وسأل عروة عن عفراء فقال له والدها انها ماتت واصطحبه الى
ذلك القبر . فجثا عروة الى جانب القبر وراح يبكي وظل يزور القبر
كل يوم ويبكي.
الا ان احد النسوة ساءها حاله فاطلعته عن الحقيقة .
عندها جن جنون عروة ، وصعق من الخبر ولم يخبر عمه ، وغاد
الحي الى الشام. ولما وصل سأل عن الثري حتى وجده ،
فأكرمه الرجل وأحسن ضيافته ومكث عنده أياما حتى ألفه
واستأنس به .
وذات يوم قال عروة لاحدى الجواري : < خذي هذا الخاتم الى
مولاتك >فنهرته الخادمة وقالت له الا تخجل احترم الضيافة .
فقال لها خذيه لها فهي بنت عمي فان أنكرت الخاتم فقولي لها
ان الضيف نهض باكرا من نومه ولعل الخاتم سقط منه وهو يغسل.
وسلمت الخادمة الخاتم الى عفراء فشهقت عفراء لما شاهدته
من هول المفاجئة . ولما عاد زوجها أخبرته بأن الضيف هو ابن
عمها عروة بن حزام .
وتحدث الزوج الى عروة وعاتبه كتمان اسمه وقال له وعفراء الى
جانبه على الرحب والسعة . انك لن تبرح منزلي ابدا.
وتركه مع عفراء يتحدثان وأوصى خادما له بالاستماع خلسة
لحديثهما.
ولما خلت عفراء الى عروة راحا يتذاكران ماضيهما وأيامهما معا
وطالت الشكوى وعروة يبكي وعفراء تشاركه البكاء.
وبدأ عروة يستعد للرحيل وفي الاثناء عاد الزوج وابلغه الخادم بما
سمع منهما . وقال له ان عروة يستعد للرحيل فتوجه الى عفراء
وقال لها يا عفراء امنعي ابن عمك من المغادرة الى حين . فقالت
لقد حاولت ولكنه مصمم على الرحيل.
وعاد الزوج الى عروة وقال له اتقي الله في نفسك ولو أردت
اطلقها لك فانك ان رحلت ستموت.
لكن عروة أصر على الرحيل وغادر المنزل وهو يقول لزوج
عفراء :سأحاول الزيارة مرة اخرى اذا كان لي عمر.
وفي طريق العودة مرض عروة ووصل الى اهله وهو على
شفير الموت وظل يصارع الموت مدة طويلة وبعد سنة من
زيارته لدار عفراء مات عروة.
وعلمت عفراء بالخبر فقالت لزوجها : والله ما عرفت من ابن
عمي الا كل خير وكل عفاف وقد مات بسبب حبه لي ولا بد
لي من أن أندبه وأقيم له مأتما . فقال لها لك ذلك يا عفراء.
وأقامت عفراء الماتم وندبت ابن عمها وظلت تندبه وتبكيه حتى
تدهورت حالتها وماتت بعد أيام قليلة .
ويروى انها دفنت بجانبه فطلعت من القبرين شجرتان ظلتا تكبران
حتى التفت احداهما على الاخرى وصارتا كالمتعاتقتين.
ومن اشعار عروة في عفراء :
فوالله لا انساك ما هبت الصبا وما عقبتها في الرياح جنوب
واني لتعروني لذكراك رعدة لها بين جلدي والعظام دبيب.

وقد توفي عروة بن حزام حوالي 30 للهجرة.