أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ" فهل نحيا بعد الموت؟
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ" فهل نحيا بعد الموت؟ بقلم/ سيد الطماوى يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ ليس بخارج منها" [الأنعام:122 كلما قرأت هذه الآية شعرت بأنني أسبح في نعم الله الكبير المتعال.. لأنني أنا وغيري كنا نعيش في ظلام دامس لا يعلمه إلا الله.. فامتن الله علينا بالهدى بعد الضلالة.. والنور بعد الظلام.. والطاعة بعد المعصية. وإلى الآن أشعر بأن كابوس الظلمات يراودني عن نفسي.. يريد أن يختطفني اختطافا ولكن الله العلى القدير هو وحده عليه التكلان سبحانه جل في علاه "يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ" إبراهيم فلك الحمد يا الله على ما هديتنا.. ولك الحمد يا الله على ما ثبتنا نعترف لك يا الله بالوحدانية ونقر لك يا الله بالربوبية.. فتبارك اسمك وتعالى جدك.. ولا إله غيرك.. فلك الحمد يا الله ولك الشكر يا الله. فحقا من يخبط في المعصية فهو ميت. ومن يخبط في ظلام الفكر فهو ميت. ومن أسرته الدنيا فهو ميت. ومن أسره المنصب فهو ميت. ومن أسرته الشهوة فهو ميت. ومن أسره المال فهو ميت. ليس ميت الجسد.. إنما ميت القلب.. ميت الإحساس.. ميت المشاعر.. ميت الإنسانية.. ميت الآدمية.. يستحق التكبير عليه أربعاً. جاء في قصة نزول هذه الآية الكريمة كما جاء في زاد المسير "اختلفوا فيمن نزلت على أقوال أحدها".. أنها نزلت في حمزة بن عبد المطلب ، وأبي جهل.. وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بفرث.. وحمزة لم يؤمن بَعْدُ.. فأُخبر حمزةُ بما فعل أبو جهل.. فأقبل حتى علا أبا جهل بالقوس.. فقال له: أما ترى ما جاء به؟.. سفَّه عقولنا ، وسبَّ آلهتنا. فقال حمزة: ومن أسفهُ منكم؟.. تعبدون الحجارة من دون الله؟ أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله.. فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس. وقيل إنها عامة في كل مؤمن وكافر.. قاله الحسن وعلى كل جاء القرآن ليعقد هذه المقارنة الرهيبة بين الحي والميت ويلفت انتباهنا إلى الموت الحقيقي والحياة الحقيقية: "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ ليس بخارج منها" الأنعام قال ابن كثير في تفسيره: "هذامثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتاً.. أي في الضلالة هالكاً حائراً.. فأحياه الله أي أحيا قلبه بالإيمان وهداه له ووفقه لإتباع رسله" وأنقل هنا قول صاحب الظلال في هذه الآية.. حيث حلق بنا في سماء الحياة الحقيقية فقال: "إن الكفر انقطاع عن الحياة الحقيقية الأزلية الأبدية.. التي لا تفنى ولا تغيض ولا تغيب فهو موت.. وانعزال عن القوة الفاعلة المؤثرة في الوجود كله فهو موت.. وانطماس في أجهزة الاستقبال والاستجابة الفطرية فهو موت. والإيمان اتصال واستمداد واستجابة.. فهو حياة. إن الكفر حجاب للروح عن الاستشراف والاطلاع فهو ظلمة.. وختم على الجوارح والمشاعر فهو ظلمة.. وتيه في التيه وضلال فهو ظلمة. وإن الإيمان تفتح ورؤية.. وإدراك واستقامة.. فهو نور بكل مقومات النور. إن الكفر انكماش وتحجر فهو ضيق.. وشرود عن الطريق الفطري الميسر فهو عسر.. وحرمان من الاطمئنان إلى الكنف الآمن فهو قلق. وإن الإيمان انشراح ويسر وطمأنينة وظل ممدود. وما الكافر؟ إن هو إلا نبته ضالة لا وشائج لها في تربة هذا الوجود ولا جذور.. إن هو إلا فرد منقطع الصلة بخالق الوجود.. فهو منقطع الصلة بالوجود لا تربطه به إلا روابط هزيلة من وجوده الفردي المحدود في أضيق الحدود.. في الحدود التي تعيش فيها البهيمة.. حدود الحس وما يدركه الحس من ظاهر هذا الوجود! إن الصلة بالله والصلة في الله.. لتصل الفرد الفاني بالأزل القديم والأبد الخالد.. ثم تصله بالكون الحادث والحياة الظاهرة. ثم تصله بموكب الإيمان والأمة الواحدة الضاربة في جذور الزمان.. الموصولة على مدار الزمان. كذلك كان المسلمون قبل هذا الدين.. قبل أن ينفخ الإيمان في أرواحهم فيحييها ويطلق فيها هذه الطاقة الضخمة من الحيوية والحركة والتطلع والاستشراف. كانت قلوبهم مواتا.. وكانت أرواحهم ظلاماً.. ثم إذا قلوبهم ينضح عليها الإيمان فتهتز.. وإذا أرواحهم يشرق فيها النور فتضيء.. ويفيض منها النور فتمشي به في الناس تهدي الضال.. وتلتقط الشارد.. وتطمئن الخائف.. وتحرر المستعبد.. وتكشف معالم الطريق للبشر.. وتعلن في الأرض ميلاد الإنسان الجديد. الإنسان المتحرر المستنير الذي خرج بعبوديته لله وحده من عبودية العبيد! أفمن نفخ الله في روحه الحياة وأفاض على قلبه النور.. كمن حاله أنه في الظلمات لا مخرج له منها؟ ويقول الشيخ الشعراوى في خواطره في هذه الآية الكريمة "يوضح الله أن الإنسان بدون قيم هو ميت متحرك.. ويأتيه المنهج ليحيا حياة راقية. فهذه هي الحياة التي لا تضيع منك ولا تضيع منها.. ولا يفوتك خيرها إذن.. فالذي يحيا الحياة الحسية الأولى وهي الحركة بالنفخ في الروح هو ميت متحرك" ما أجمل هذه الآية الكريمة وما أجمل دلالاتها البيانية.. فمقياس الموت والحياة عند الله يختلف عنه عند البشر. فالحياة هي حياة القلوب.. والموت هو موت القلوب لا موت الأجساد والأعضاء كما قال الله تعالى "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" الحج فكم من بصير هو في حقيقته أعمى. وكم من ناطق هو في حقيقته أبكم. وكم من سميع هو في حقيقته أصم وصدق الشاعر الحكيم إذ يقول: ليس من مات فاستراح بموت إنما الميت ميت الأحياء وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت.. وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت" ما أعظم هذه المقارنة القرآنية بين الأحياء والأموات.. إنها جرس إنذار لكثير من البشر الذين يظنون أنهم أحياء بسب صحتهم الفتية وأموالهم المتراكمة ومناصبهم العالية وأنسابهم الأصيلة وذرياتهم الكثيرة. فالآية جرس إنذار لهؤلاء وأمثالهم تقول لهم: إن الحياة الحقيقية هي حياة الإيمان المتعمق في القلوب المتشعب في الجسد المتمثل في الظاهر والباطن الحياة الحقيقية هي العيش مع الله وفى الله وبالله ولله كما قال الله جل في علاه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ" الأنفال نسأل الله العلى القدير أن يجعلنا ممن استجاب.. فحيى بعد موات.. واستنار بعد ظلمة.. واهتدى بعد ضلالة.. وأبصر بعد عمى. آمين.. آمين إنه على كل شيء قدير |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
sha@
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
الأخ الغالي عاشق تراب الأقصى
لي عوده للموضوع ولن أمر عليه مرور الكرام لأن ماورد في هذه العجاله وما دونه الكاتب أرى فيه مغالطات ولن تمر دون تعقيب ورد فليس كل من تناول قضية واشبعها تنظيرا صح ميزانه ..وليس الأتيان ببعض الآيات دليل على صحة ماود في البيان والتبيان وقضية الموت بحد ذاتها مازالت سرا مستعصيا على بني البشر ..والحياة أيضا هي سر إلهي لأن الموت موت واحد محدد الصفات وليس له وصفات والكناية والمجاز في الموت ليس لها علاقة بالموت الذي يتم بإرادة ربانيه وفي كتاب ..وهناك فرق بين الموت والأجل ..وسأرد بإذن الله في موضوع خاص أرى أن يتم فيه تفصيل واضح لبعض الحقائق التي تغيب على البعض أما ألحياة فهي حياة في الدنيا وحياة في ألاخره ..وعندما يحي الله الأنسان فأنه يعيد خلقه ولايخلقه ..لأن الخلق الأنسان يبدأ بنطفة فعلقة ألخ ..وهنا بداية الحياة والخلق التي تختلف في الصورة والجوهر من قضية البعث بعد الموت ..والحياة ألأخرى هي إما بالجنة بمن فاز بها او النار التي اعدها الله للكافرين وبئس المهاد أتمنا العودة للموضوع من باب موضوع وليس من باب رد تقبل تحيتي وتقديري |
يسلموووا الله قادر على كل شئ ننتظر تعقيب أميرنااااا مشكووور |
http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/04.gif غفر الله لكـ على الطرح القيم ... جهد رائع ....واختيار موفق للموضوع وفقكـ الله وأسعدكـ سعادة لاشقاء بعدها ابدا جعله الله في ميزان حسناتكـ,,,آمين |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
شرفني حضوركم للموضوع و ردودكـم الراقية لا حرمكم ربي الأجر |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك يعطيك العافية على الإفادة والطرح |
بارك الله فيك وفي طرحك القيم جزاك الله خيرا |
الساعة الآن 02:56 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |