منتديات المُنى والأرب - بناء القصيدة الشعري (رؤية نقديه)

متابعة لموضوع الرؤية النقديه فأننا لابد ان ننوه
انه مهما تعددت معاني بناء القصيده فلا بد ان
نلتقي عند نقطة جوهريه وهي وحدة نمو القصيده
ومتابعتها نفسيا وعضويا لان كل قصيدة لها عالمها الخاص والمتميز خلقة ولفظا وعالم له
منطقه وتتابعه الذي الذي يخلقه الشاعر...
ان الوحدة التي تجمع بين اجزاء هذه المعالم
هي بيئة القصيدة حيث من المفروض ان تقوم
هذه البيئه على التماسك والعضويه بين اجزاءها
المختلفه..وقد تكون البيئه في اظهر معانيها
في الهيكل الخارجي للقصيده في حين يكون
المظهر الداخلي هو النسيج للقصيده حيث تترابط
عناصر الايقاع واللفظ والمجازمما يؤدي الى خلق
الصور والرموزفي النهايه...اذن ان مايهمنا في
النهايه هو وحدة التدفق الشعري وهي وحدة عضويه مهمه مهما اتخذت القصيدة من اشكال
لنلاحظ ان هناك نوعين من البيئة الشعريه....
1)البيئة الشعريه البسيطه.. وهي وحدة التدفق
الشعري على نسق واحد كما في القصائد الغنائيه
2)البيئة الشعريه المركبه..وهي وحدة التدفق
الشعري على نسق متعدد كما في القصائد الملحميه
اننا لابد ان ننوه ان البعض يلجا الى قصائد المقاطع حيث تجد خاصية سلبيه في بيئة القصيده
والتي نسميها (الثرثرة الشعريه)والتي لاتضيف
الى المجرى العام لتدفق القصيد جديدا بل نرى
ان محاولة احلال مقطع محل الاخرلن يؤثرعلى
التركيبه الشعريه ونرى خاصية انعدام الوحده
العضويه للقصيدة وخاصة في الثرثره الشعريه
التي تميز بها معظم من نظموا مقطوعات شعريه هي اقرب للنثر من الشعروذلك لضعف
الخبره في التجربه الشعريه لنقول اليهم وكما
ذكر الامير شكيب ارسلان(ان الشعر مظهرالمرء في اسمى خواطر فكره واقصى عواطف قلبه.وابعد مرامي ادراكه.والشعر
هو رؤية الانسان الطبيعية بمرآة طبعه.فهو شعور
عام مستغرق ياخذ المرء بكليته ويتناوله بجميع
خصائصه.حتى يروح نشوان خمرته واسير رايته
ويريه الاشياء اضعافا مضاعفه ويصورها بالوان
ساطعه وحلى مؤثرة ..ان الشعر قوة روحيه
يفيض بها الله على من يشاء من عباده فتحلق
بالشاعر تحليق الاجنحة بالطائر فيرى الاشياء
في ابهى معانيها ) فبالشعر تتكلم الطبيعه في
النفس .وتتكلم النفس للحقيقة وتأتي الحقيقة في
اظرف اشكالها واجمل معارضها ..انه البيان
الذي تصنعه هذه النفس الملهمه حين تتلقى النور
من كل ماحولها وتعكسه في صناعة نورانيه
متموجة بالالوان في المعاني والكلمات والانغام
فعلينا ان نستخدم هذا العطاء الرباني في الانغام
والاوزان وأن نجعل من النظم كحلي في جيد
غانيه حسناء او الوشى في ثوب الديباج المعلم
ونقف لنقول ان نقد الشعر فلسفة مبنيه على
تقويم النصوص الشعريه وتفسيرها وذلك لغرض
الوصول بالتعريف بالفن الشعري والدعوة الى
تبنيه وتجديده ...بوركت الاقلام التي تخط في
محاولاتها الشعريه لتصل الى بداية الطريق
وهي متسلحة بالوعي والحس والقبول والتقبل
--------------
المرجع مجلة النقد الادبي فصول
المجلد الخامس العدد الرابع
اعداد الامير الشهابي