منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   ادب واشعار العودة واللاجئين الفلسطينين (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16046)

المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:29 AM

ادب واشعار العودة واللاجئين الفلسطينين
 
لقــاء فــي مطــار محايــد

شعــر: طــه محمــد علــي



سألتني..

وكنا من ضُحى النبعِ

مرة...

عائديْْنْ

"ماذا تكره..

ومن تُحِب؟!”

فأجبتُكِ

من خَلفِ أهدابِ الفُجاءة

ودمي

يُسرعُ ويُسرعْ

كظل سحابِة الزُرْزُورْ:

"اكرهُ الرحيلَ...

أحبُّ النبعَ والدربَ

واعبُدُ الضُحى!”

فَضَحِكْتِ..

فأزهرَ لوز

وشدَتْ في الايكِ أسرابُ العنادِلْ!





سؤآلٌ!:

عُمرُه الآن عقودٌ أربعةْ

يا للْجواب من السؤالْ

وجوابٌ:

عُمرُه عُمرُ رحيلك

يا لَلْسؤآلِ من الجوابْ.

واليومَ:

يا للْمُحالْ!

ها نحن في مطارٍ مُحايِِدْ..

على شفا صُدفةٍ

نَلتَقي!

وّيحيْ...؟!

نلتقي...؟!

وها أنتِ

تُعيدين السؤالْ؟!

يا لَلْمُحالِ من المُحالِْ!



عَرَفْتُكِ!

ولم تعرفيني.

"أهذا أنتَ؟!”

ولم تُصَدِّقي.

وفجأة..

انفجرتِ تسألين:

"إن كنتَ أنتَ أنتَ

فماذا تكره

ومن تُحبْ؟!”

فأجتبكِ

ودمي

يغادرُ الشُرفةْ..

يُسْرعُ ويُسْرعُ

كظلِّ سحابةِ الزُرْوُرْ:

"أكره الرحيلَ..

أُحبُّ النبعَ والدربَ

وأعبُدُ الضحى"

فبكيتِ..

فاطرقت ورُودً.

وتعثرتْ بحرير حُرقتِها حَمائِمْ!


المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:29 AM

حيفا في سواد العيون
شعر: حسن البحيري


ما أَشرقتْ عينــاكِ إلاَّ خْاننـــي
بصَبابتي .. صبري .. وحُسْنُ تجملي
وتَحسَّستْ كفّـايَ من أَلـَم الجــوى
سهماً مغارسُ نَصْلـهِ في مقتلـــي
وتسارعتْ من مُهْجَتــي في وجنتـي
حُمْر المــدامع جــَدولاَ في جَدولِ
فَلقد رأيـتُ بلحظ عينـــكِ إذ رَنـــَتْ
والِتّيهُ يَكْحَلُهـا بمِيـــل تَـــدلُّلِ
(( حيفا )) وشاطئـها الحبيبَ، وسَفحـهَا
وذُرىً تعـالتْ للسِّـاكِ الأَعْـــزَلِ
ومُنىً تقَضــتْ في فَسيـح رِحابـها
وهوىً تولَّــى في الشبــاب الأولِ
ورأيتُ هَيْمَنــَة الأَمــانِ مُطَمـأَنَ
اللهفــاتِ من غَدْرِ الصُّروفِ الحُوَّلِ
بِظِلالِ أهـدابٍ تــَرِفُّ غَضــارةً
كظلالِ أَهْـدابِ الغمــام المثْقَــلِ
وذكرتُ من عُمــر النعيم مَضـاءه
بِصِبىً على رُودِ الليــالي مُعْجَــلِ
والعيْشُ بُسْتـانٌ وبَسْمــَةُ ســعدهِ
فجرٌ بأفراحِ المشــارق يَنجلــي ..
والنجــم يَسحبُ من مَشارفِ اُفْقـِهِ
ذيلَ الإباءِ إلى مَشــارِفِ مَنــْزلي
عينٌ رأيـتُ بِسْحــرِها وفُتونــها
أحلامَ عَهْـدٍ بالصَّفــاءِ مُظـــلّلِ
ولمحـتُ بين سوادِهـا وبياضــِها
ظِلَّ الصَّنَوْبَرِ في أعالي (( الكَرْمـلِ ))
فعلى جفــونكِ لاحَ طَـيفُ ربيعـه
والحُسْنُ يوطئه بســاطَ المُخمَــلِ
والسَّوْسَنُ المطلــولُ بَيْن صخـوره
خَفِــقُ العِطافِ على أغاني البُلْبـلِ
ومَضاجعُ الأحبــابِ في أحضـانه
بَيْنَ الخَمَائلِ من حَريـرٍ مَوصْــلي
والرّيح ُ تَشْــدو في مَلاعبِ دَوْحـهِ
نَغَمــاً تنـام له عيونُ العُـــذَّلِ
جَبَلُ أَطــَلَّ على مرابــع أُنْســهِ
قَمَري . . وغـابَ وَتِمُّه لم يكُمــلِ
وغَرَســْتُ بين شعافــِهِ وشِعابِــهِ
زَهـْر الصِّـبا وَرَوَيْتُه من سَلْسَلـي
ورعيتــه بالرُّوح من لَفــحٍ .. ومن
نَفْحٍ ومن غِيَـر الزمــانِ النُّــزَّلِ
فنَما على جُهــْدِ الضَّنى .. وعَنائــِه
وزكا على جُرحٍ عَسيـرِ المَحْمَــلِ
حتى استوى سُوقاً .. وَهَدْهَدَ خاطــري
مَجْنىً .. وأكمامُ الرًّجـاءِ بَسَمْنَ لـي
قَطَفـَتهْ كـفٌ غيـرُ كفّــى عَنْــوَةُ
وجَناهُ من أرضي غريـبُ المِنْجــلِ
فإذا رنــوتُ إلى لحــاظـكِ تائـهاً
من سِرِّها في جُنـْح ليْــلٍ أَلْيَــلِ
مُتَــعَثِّرَ اللحظَاتِ ، مَشْدُوهَ الأســى
أَهْفـو لِحَــظٍ مُدْبِــرٍ أو مُقبــِل
وأنــا أَرُودُ بِلَهَفْتــي وصَبابتــي
أَلَقَ السَّنى من وَجْهــكِ المتهــلِّلِ
فَتَلَفَّتــي ، لا تَعْطِفــي جِيدَ الحَـيا
عنّي ، ففي عينيكِ غايةُ مأْمَلـي


المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:30 AM

مـع لاجئــة فـي العيـــد

شعر: فدوى طوقان




أختاه، هذا العيد رفَّ سناه في روح الوجودْ


وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيدْ


وأراك ما بين الخيام قبعتِ تمثالاً شقيًّا

متهالكاً، يطوي وراء جموده ألماً عتيًّا


يرنو إلى اللاشيء.. منسرحاً مع الأفق البعيدْ



أختاه، مالك إن نظرت إلى جموع العابرينْ


ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفينْ


من كل راقصة الخطى كادت بنشوتها تطيرُ


العيد يضحك في محيّاها ويلتمع السرورُ


أطرقتِ واجمة كأنك صورة الألم الدفينْ؟



أختاه، أيّ الذكريات طغت عليك بفيضها


وتدفّعت صوراً تثيرك في تلاحق نبضها


حتى طفا منها سحاب مظلم في مقلتيكِ


يهمي دموعاً أومضت وترجرجت في وجنتيكِ


يا للدموع البيض! ماذا خلف رعشة ومضها؟



أترى ذكرتِ مباهج الأعياد في "يافا" الجميلهْ؟


أهفت بقلبك ذكريات العيد أيام الطفولهْ؟


إذ أنت كالحسون تنطلقين في زهوٍ غريرِ


والعقدة الحمراء قد رفّتْ على الرأس الصغير


والشعر منسدلٌ على الكتفين، محلول الجديلهْ؟



إذ أنت تنطلقين بين ملاعب البلد الحبيبِ


تتراكضين مع اللّدات بموكب فرح طروبِ


طوراً إلى أرجوحة نُصبت هناك على الرمالِ


طوراً إلى ظل المغارس في كنوز البرتقالِ


والعيد يملأ جوّكن بروحه المرح اللعوبِ؟



واليوم؛ ماذا اليوم غير الذكريات ونارها؟


واليوم، ماذا غير قصة بؤسكنَّ وعارها


لا الدار دارٌ، لا، ولا كالأمس، هذا العيد عيدُ


هل يعرف الأعياد أو أفراحها روحٌ طريدُ


عان، تقلّبه الحياة على جحيم قفارها؟



أختاه، هذا العيد عيد المترفين الهانئِين


عيد الألى بقصورهم وبروجهم متنعمين


عيد الألى لا العار حرّكهم، ولا ذلّ المصيرْ


فكأنهم جثث هناك بلا حياة أو شعورْ


أختاه، لا تبكي، فهذا العيد عيد الميّتين!




......


الشاعرة فدوى طوقان (1917-2003) من مواليد مدينة نابلس. التحقت بدورات في اللغة والأدب الانكليزيين، وشغلت منصب عضو مجلس أمناء جامعة النجاح بنابلس. من دواوينها الشعرية، "وحدي مع الأيام" (1952)، و"تموز والشيء الآخر" (1989) و"اللحن الأخير" (2000).


المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:31 AM


القــدس قدســي..
شعر: عبد الرحمن الأبنودي

القدس قـُدسي.. يمامة صيف.. في غيتِّهـا
تطير.. تجيني.. بأشواقها.. وغيتّهــــا
فاكرانى.. من يدّ صيادها.. أنا اغيتهـــا

فاكرانى صوت الأدان الحـىّ في ((حطين))
ومخبِّى في ضلوعي قلبك يا ((صلاح الدين))
شايل صُراخ اليتامى ولوعة المســاكـين
فاكراني كفن الشهيـد وخيمـة اللاجئين
وأول الأتـقيا.. وآخـر الــهاربيـن.

تجيني.. وتوسني.. وتملّـِس على خـدودى
هاربة بحدودها القُدام تتحامـى في حدودي
تبكى على صدري دَبكـة حزن على عودى

تبكى وفاكـره حاهدهدها واسكِّتـــها
أنا ياللى من يموت شراييـنى اتنـسج موتها
وصوتى يوم الغنا الباطل بلع صوتـــها
ما فيش في قلبـي ولا آهة.. أموتـــها

كل الآهات ميِّـتة.. أنا حبيـس همــس.
نزعـت صورتـها من بُكـرايا.. من أمس.
حطين.. لا حطينى.. ولا قُدس الهموم قدسى.
ولا عارفة تنسـاني زى ما تُهـت ونسيـتها.

القدس تيـجي يمـامة نـور مـطفيـة
طالعة للى م البرد.. للصيف الجديد تسعى.
فاكره في كفى طعام وف قلبـي أخـوَّية
هيّة اللي مش واعية والا أنـفا مش باوعى.
لا دمـع يسقـى عطـش عينى ولا مَية..
يا حُزن لا تترجِمه آهــة.. ولا دمعـة.

ما كنـا فاكريننـا أطفالك يـا ست الكُلّ
الكدب ما يجيش هَمُّه إحنا مـش أطفـال
وكنا فاكريننا ابطالك.. أيادي السيــف
سيوفنا من قش ودى ما هيش إيدين أبطال
ضيّعنـا ع القهـوة نصّ العُمر نتــاوب
نِنتظروا مـن ربّنا تتحسـّن الأحــوال.

يا قدس لِمىّ جناحـِك وارجعـي تانـي
لا تصدّقي قولي ولا تئتمنـى أحضــاني
نأمى في حضـن العدو.. هُو العدُو الأوَّل
يا قدس خافـى قوى من العـدو التـاني
الخنجـر المختفـى وإنتى فاكراه ضِلـع
الأفعى ورا ضحكتي والموت فى أسنانـي
وصفحتـى في النضـال
بيضا بيـاض التلــج

لِمىّ الجناح.. البَنَانى ف قلبى مسكونـة
بَيَمام غريب الوطـن
حبّيته.. يوم ما رطـن
يوم ما التهم خضرتِـك
فدان ورا فـدان
يوم ما طرد أسرتــك
إنسان ورا إنسان.
يوم ما هدم مادنتك
وَكَسَّر الصُّلبان

يا قدس قولى لحيطانك إثبتي بقوّة
حيخلًّصك إبنك اللى أنا مانيش هوه
لا تبحثي عن حلول..
الحل من جوّه
الحل من جوّه
الحل من جوّه

الفجر صَعب المرَاس يا قبضِـة الخَيـّال
يا ثورة لا ليها عَمّ.. ولا أخوة.. ولا خال
قدرَك وطن يشترى الوطنيـة بالأمـوال
وانا قدرى أحلم بصوتك.. وبدوام دمـّك
وبيوم يِمِلّوا الكبار الفُرجة ع الأطفـال

أنا حلو في الشاشة في الجورنان لكن ظلى
تقيل.. يا أمـه بمأساتـي.. بتتسـلى
للسادة شاى سادة وانا دمّى اللى بيحلَّى
وكل يوم قطرة قطرة الدم بيسرسـب
مستنى إيه يا وطن؟ لمـا أغيب كُلى؟

بتدفعوا المال خلاص ذمَّة ده والآ ذكاه؟
معاكوا أموال تنسِّى الباكى طعـم بُكاه
وتقتلوا في ضميـر الفجـر أىّ حياه
أبرد من التلاجات يا دمنـا العربـي
مأساتى مش من عدوى.. أنتم المأساه.

لكن فلسطيـن اهِـه في القلب والقبضـة
لكنت فلسطين أهـه جوَّه العروق نابضـة
عارفة القديم والجديد. قاريه قوى وحافضة
طاهرة في ساعة الأدان.. وتصلى في الشارع
يا وطنى آدمى الدّما،، لو عُزت تتوضى.

يا قدس يامّ الشهيد في العتمـة عانقينـي
أنا متِّصل بيكى من وطنـى ومن دينـى
يا مسجد الأقصى أقصى ما في الدموع عيني
وأقصـى ما في وريدي الدم بعـد الهـم
وإخوتـى مش هنا.. يا قدس سامحينـي



الشاعر عبد الرحمن الأبنودي من مواليد محافظة قنا بصعيد مصر، يكتب الشعر العامي. ومن دواوينه، "الأرض والعيال" و"أحمد سماعين" و"أنا والناس" و"الموت على الأسفلت". لحنت وغنيت العشرات من قصائده، على يد كبار الملحنين والفنانين العرب.



المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:32 AM

سنرجــع يومـــا


شعر: هارون هاشم رشيد

سنرجع يوماً إلى حينا
ونغرق في دافئات المنى

سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلاً
ولا ترتمي على درب عودتنا
يعز علينا غداً
أن تعود رفوف الطيور ونحن هنا.

هنالك عند التلال تلال
تنام وتصحو على عهدنا
وناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا.
ربوع مدى العين صفصافها
على كل ماء وها فانحنى
تعب الزهيرات في ظله
عبير الهدوء وصفو الهنا.

سنرجع خبرني العندليب
غداة التقينا على منحنى
بأن البلابل لما تزل
هناك تعيش بأشعارنا
وما زال بين تلال الحنين
وناس الحنين, مكان لنا
فيا قلب كم شردتنا الريح

سنرجع يوماً إلى حينا


المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:32 AM

صــفــد
شعر: سالم جبران

غريب أنا يا صفد
وأنت غريبة
تقول البيوت: هلا!
ويأمرني سكانها: ابتعد
علام تجوب الشوارع
يا عربي، علاما؟
إذا ما طرحت السلام
فلا من يرد السلاما
لقد كان أهلك يوماً هنا
وراحوا
فلم يبق منهم أحد
على شفتي جنازة "صبح"
وفي مقلتي
مرارة ذل الأسد
فوداعاً.
وداعاً صفد!
____________________
الشاعر والكاتب سالم جبران من مواليد 1941في قرية البقيعة (الجليل). رأس تحرير مجلة "الغد" وجريدة "الاتحاد" ومجلة "الثقافة"، وصدرت له عدد من الدواوين الشعرية "كلمات من القلب" (1971)، "قصائد ليست محددة الاقامة" (1972) ورفاق الشمس" (1975).


المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:34 AM

صــفـــد (حضور الغياب)


شعر: عبد الكريم عبد الرحيم

لم تكوني غير أمّي
تُسْبلُ الغرّةَ أعلى ما يكونُ "الجبلُ" المرميّ صوبَ القلبِ
حتى "حارة الأكرادِ" قد طارت حمامات البياض ِ
حمرةُ الوجنةِ تُملا من ينابيع الرياض ِ

والأباريق شهودُ النور في زاوية "الشيخ"
تُروّي ندهةَ "البرقوقِ" والصبح ِ
خذيني لذراعين من التين وتوت الحقل صبّي لي نهارَه
قهوة الشوق ِ لنهدين أفاقا مزّقا خوفاً إزارَه
من هنا يبتدئ "السوقُ":
بيوتٌ من دم الرحمة في عرس لياليها المُنارَةْ
لم تكوني غير أمّي
و أنا في حانة العشق أسوّي مرمرَ القلبِ حجارَةْ
مرّةً أ قْبـِلُ نحوي،
لأراني، في ملاءات من الصفرة و الأسودِ
ألقين مساحاتِ صبايَ،
الفهدُ في نافورة الوجدِ،
وعيناي الطريقْ
هل تعودين هلالَ القوس ِفي العتمةِ
أم تمضين أعلام بشارَةْ
أيّها الحاضرُ ما غاب دمي بعد الحضور
قادماً أبعد وجهي عن مراياك لألقاك وحيداً وجميلاً و طهور ْ
حينما ألقيت كفي قرب عينيها تراءى الدرب أعمى
وعلى بُعد هلالين ِ
أرى فاتحة الحبِّ،
وأعلى قامةِ الزنبق ِ عصفورُ اشتعالي
لم تكوني غير أمّي ساعةَ انفضّ النُّدامى
وأبي حرّان في الزحمةِ
يسقيني شراب الشعر مسكوناً بمهباج الليالي
وأباح العطرُ من أرجوزةِ الماءِ خيالي
عَبَثَ الوقتُ بزنار الصبايا
مقلتاك الآن في الشارع ِ،
كفاك خمير التربة الحمراءِ
هل جاء حديثُ الوردِ
أم ينْفَخُ بالصور ِ
سلاماً يا عصافيرُ من الماءِ إلى الماءِ سلاما
ادخلوا الآن من القلبِ،
وذوقوا في بحيراتٍ من الفضةِ مائي
ادخلوا المحرابَ : لا تمرَ نسوّيهِ إلهاً،
لا فتاةً تدخل الموت على ساقين ِ
من لؤلؤةِ الخمر ِ أو الوأدِ،
دعوا فانية الألوانِ للطين ِ،
فإنّ الساعةَ عرجونُ ضياءِ
لم تكوني امرأةَ السوءِ ولا كنتِ ترابا
كِسَفٌ من حالق ِ الخلق ِ،
أراجيحُ من النور على مِشكاةِ قلبي،
فضّ أيقونتها الشعرُ
ففاضت وطناَ كفاه سحْبٌ غارقاتٌ
في دمي تسقي السحابا
وعلى منتصف الفقد عيوني ونساء الأرض أمي
وبقايا ذكريات مزّقت مني الشبابا
خجلاً أخرج طفلاً
أغلقوا أوراقيَ الخضرَ،
امنحوني من حضوري ما تشهيت الغيابا.
____________________
الشاعر عبد الكريم عبد الرحيم هو شاعر فلسطيني مقيم في سورية منذ نكبة 1948. عمل في التعليم و الصحافة، في عدد من المجلات والصحف ويشكل منصب سكرتير تحرير مجلة "فارس العرب" حاليا وعضو أمانة اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين "فرع سورية". له العديد من الاصدارات الشعرية والأدبية والبحثية، ومنها، المجموعة الشعرية "بين موتين" (1985).

المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:35 AM

العندليـــب المهــــاجر
شعر: يوسف الخطيب


أترك مثلي يا رفيق تمر بالزمن
عبر الليالي السود والمحن
لا صاحب يرخي عليك غلالة الكفن
بي لهفة يا صاحبي مشبوبة بالنار
هل بعض أخبار تحدثها وأسرار
للظامئين على متاهة الوحشة العاري.
كيف الحقول تركتها في عرس آذار
ومتى لويت جناحك الزاهي عن الدار
عجباً.. تراك أتيتنا من غير تذكار
لو قشة مما يرف ببيدر البلد
خبأتها بين الجناح وخفقة الكبد
لو رملة من المثلث أو ربا صفد
لو عشبة بيد ومزقة سوسن بيد
أين الهدايا مذ برحت مرابع الرغد
أم جئت مثلي بالحنين وسورة الكمد
ماذا رحيلك أيها المتشرد الباكي
عن أرض غابات الخيال وفوحها الزاكي
أم أن مرج الزهر أصبح قفر أشواك
وتلوّنت أنهارها بنجيع سفاك
داري وفي عيني والشفتين نجواك
لا كنت نسل عروبتي إن كنت أنساك.
___________________
الشاعر والكاتب يوسف الخطيب من مواليد 1931 في مدينة دورة (الخليل)، عضو المجلس الوطني الفلسطيني. نال شهادة الحقوق من جامعة دمشق في العام 1955، وعمل في مناصب مختلفة في عدد من الإذاعات. وشغل منصب المدير العام لهيئة الاذاعة والتلفزيون في سورية عام 1965، وانتخب نائباً للأمين العام للاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين. من اصداراته الشعرية، "العيون الظلماء للنور" (1955)، "عائدون" (1958)، "دبوان الوطن المحتل" (1965)، "مجنون فلسطين" (1983).

المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:36 AM


سنعود
شعر: سليمان سلمان

شعبي أمامكم.. كما شئتم أبيدوا
لا تتركوا منا صغيراً أو كبيراً..
تنجيه بالأمل المجازر والوعود
البيض من أبنائنا.. والسود
والسمر أبناء الأوالي الصيد
زيدوا بهم قتلاً وزيدوا
ماذا سينجيكم
من الموت الذي في أصلكم
فهو المؤجّل والمعجّل والأكيد
إن ظلّ منّا عشرة سنعود
ونقولها ونقولها ونعيد
إن ظل منا واحد سنعود
لو طفلة نزلت
بقافلة الغياب
من الضباب
من المجازر والمذابح والخراب
ستظل مثل الكوكب الدريّ
مشرقة الرؤى
وعلى مسيل دمائها
سنعود.
__________________
الشاعر سليمان السلمان من مواليد 1943 بمدينة يافا، ونال الاجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق. عضو جمعية الشعر، وعضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين. من اصداراته، "جزر النار" (1977)، "أعلم أني احترق" (1979)، و "الحلم على جبين الصبح" (1992).


المفتش كرمبو 18 - 5 - 2011 11:37 AM

أين أشعار الغزل؟

شعر: سمير عطية

قالوا انتهيتَ صديقنا ولقد دنا منك الأجلُ
لم نقرأ السَّطر المحببَ من غرامٍ أو غزلْ
أو نسمع الشِّعرَ الذي سيذوبُ في تلكَ المُقَلْ
حتَى متى يا حاملَ الأحزانِ نتنهجُ المُثُلْ؟
وَتُميتُ شِعركَ في صحارى العُربِ بَحثاً عن بطلْ؟

أوَاهُ يا أحبابُ لوْ تدرون ما تُخفي القلوبْ
كيف الفؤادُ بعشقِها أبداً وربِّ لا يَتُوبْ
حتَى أتى ذاك الزَّمانُ وقُطَعتْ فينا الدروبْ
العِلْجُ ضامَ حبيبتي ورمى بها وسطَ الكُرُوبْ
أمَا أنا يا إخوتي فنفيتُ عنْ وطني السَّليبْ


كنَّا نُسافرُ دائماً في جوف أصدافِ المحارْ
كُنّا نطير مع النّوارس ، فوقَ هاتيكَ البِحَارْ
كَنَّا نشيداً للبلابل والنّسائم والصِّغارْ
كُنَّا نُقسِّمُ يومَنا بين اللَقا والانتظارْ
كُنَّا وكان الحُبُّ ، جاء الليل وارتحل النَّهارْ


سُرقتْ سَعادَتُنا ومُزِّقت الأماني بالحرابْ
وتهدَّمَ العشُّ الذي صنعتْهُ أطيارُ الهضابْ
خُنِقَ الصباحُ على المشانِق مثلَ آلاف الشبابْ
ورأيتُ دمعَ حبيبتي يجري إلى الأرضِ اليبابْ
دمعٌ على مهدِ الصِّبا وعلى حبيبٍ باغترابْ


وأنا هُنا في غُربَتي ، أهفو إلى وطنِ الجُدُودْ
يجتاحُني شوقُ كنيرانِ وليسَ لها حُدودْ
ويلُقُّني همُّ وحزنٌ عندما ألقى السُّدُودْ
لكن قلبي رغم ذلك يظلُّ مُلْتاعاُ ودودْ
يرْنو إلى زمنٍ مضى بالحبِّ والعهْدِ السعيدْ

أو بعد هذا تسألوني أينِ أشعارُ الغزلْ ؟
أم قدْ حزمتُمْ أمْرَكُم لتُكَفْكفوا دمع المقلْ؟
وتُحَرِّرُوا محْبُوبتي من ذُلِّ ذاك المعْتَقَلْ
لكن إذا ظل الدعاءُ لديْكُمُ هُبَلٌ هبلْ
فالموت خيرٌ للورى وليقتربْ منِّي الأجلْ


الساعة الآن 01:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى