منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   النقد الأدبي والفني (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=107)
-   -   لكاتب القاص جمال القواسمي يحلق في سماء القصة القصيرة عبر مجموعته (هزائم صغيرة) ... (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16124)

المفتش كرمبو 20 - 5 - 2011 11:08 AM

لكاتب القاص جمال القواسمي يحلق في سماء القصة القصيرة عبر مجموعته (هزائم صغيرة) ...
 
بقلم سامي الجندي*
جمال القواسمي يربكهم إلى درجة انهم سيقذفون شجرته الباسقة بحجارتهم النقدية وربما بتوجيه بعض السهام صوب ما لا يتقبله العقل الشرقي او مجتمعنا المريض
قصة البحث عن الذات وسط ضياع الانتماء قد تربك فرسان النقد المخضرمين بمضامينها التي لا تدخل إطار الأدب الساخر او الواقعي او الرمزي او حتى الحداثي، بل أن جمال القواسمي يربكهم إلى درجة انهم سيقذفون شجرته الباسقة بحجارتهم النقدية وربما بتوجيه بعض السهام صوب ما لا يتقبله العقل الشرقي او مجتمعنا المريض بأوهام اللجوء إلى القيمم الأخلاقية والمسلكية من باب الفضيلة. ومع أن النصوص لا ترتقي إلى فرع بعينه من الأفرع الأدبية بوضوح إلاّ انها طوت كل الفروع بين سطورها وتشابك اغصانها الوارفة بإبداعات كاتبنا الفذ. وللتدليل، إليكم ما يلي:

"هزائم صغيرة،" هي هزائم حقيقية لكنها وللحقيقة ايضا كبيرة جداً؛ والمهزوم هنا هو الأنا والنحن والدائرة الإنسانية، هذه رمزية وبنفس الوقت سخرية حادة تضع الانسان امام حقيقة كونه قرّر، قرّر انه ليس هو، حياته ليست التي اراد... هي حياة العبث المكتمل ولا نتائج منها حتى الأن ولا تقترب من منطقه الفكري. هنا تكمن ثورة، تغيير، مجابهة محتدمة مع كل من له صلة بالأنا، مجابهة لمرة واحدة ..تنجح.. يخرج الجميع في رحلة البحث عن الذات، الانتماء . رائع يا حبيبنا، رائع ايها الكاتب، جمعت كل الألوان بلوحة سريالية واضحة الخطوط من خلال قصة قصيرة تبدو للقاريء المتسرع مبهمة، وحين يتمعن، تكون في جوهره (جوهر المنطق).
ثم قصة "خزانة العطارين،" (قصة خود القرد ع مالو بيروح المال ويبقى القرد لحالو) ... هي قصة هجومية منظمة تؤكد بأن الكاتب لا يعبث بأدواته الأدبية من خيال ومخزون مفردات بل انه يُسّخِر كل ذلك في خدمة الفكرة الأساسية فيعود مع بطل القصة بجدية اكبر وبتصميم لتشخيص الأنا الفردية، فالزواج وسيلة تواصل مع المحبوب، والمحبوب ليس قطعة اثاث بالبيت، لا، ربما قطعة اثاث، ضياع، تيه، اليست المرأة تكملة ديكور في بعض اوساط مجتمعنا الشرقي، اليست كذلك؟ هي قطعة اثاث؟ يجب ان تكون رفيق العمر او رفيقته في رحلة الحياة. هكذا المنطق السليم، القرار السليم! المسلك لا يجب ان يسبق الفكرة بل تسبقه. وما تطابق او يطابق الوجد والروح والفكر، يكون الإنصهار معه او معها حتى لو كان او كانت قائمة طاولة في مطبخ العمر المنسي من البهارات.

وقصة "النبي" تستفز الفكر فتآسره بسجن التأملات، تجعل الفاريء يتأمل واقعه، واقع أهله، جيرانه‘ أطفال حارته، فتواتها، واقع الشعب كله. تأملات تضعك امام حقيقة واحدة وهي واقعنا المُر. الكاتب نجح بإحداث صدمة وبكل براعة... للوهلة الأولى تظن بأن هذا ابعد ما يكون عن الواقع؛ بعد قليل من التأمل تجد الواقع في كل سطر من السطور وما بينها.

لا يفكر أحد بأنني ادافع عن الكاتب. التفكير مجرد التفكير بذلك يعني سذاجة. فالكاتب اعتصر فكره وخياله وإحساسه فسكب كل ذلك بالنصوص لتخرج عميقة، وخير من يدافع عنها وعنه، الواقع نفسه.

قصة "صدفة"... قصة قصيرة رائعة، هي البحث عن اشياء جديدة في ذات المكان، ذات العالم الذي نعيش، العالم الصغير بدائرتنا الصغيرة جدا جدا جدا، هي دائرة كبيرة أيضا. لو تمعنا بالتفاصيل الكثيرة ولم نقف عند "صدفة" كعنوان ؛ سنترك انطباعا رئيسا بأن المعنى الوحيد هو ليس صدفة بل إنه الإرتقاء من درك اليأس الأسود إلى قمة الفرح الأبيض الجميل فتغدو جمالية المشاعر مجموعة متسلسلسة من الصدف المخطط لها بأشكلها السعيدة الدافئة البعيدة عن ثرثرات تحيط بنا لكننا نبددها كونها لا تتعلق بنا او بصوابية مسالكنا الرائعة.

وهذا ما حدث، قصة "هذا ما حدث،" ياه، ما هذه الحياة؟ ما هذه الحياة إلاّ هرولة خلف التابوت. الواقع انها كذلك، لهاث خلف الحفرة المستقرة ... باتجاه القبر سائرين، رمزية وحداثة بمفهوم الفارق بين علبة سجائر الإمبريال المحلية وبين مالبورا، ما بين مثقف NGOs ومثقف الجيل الغلبان بمروءته ووفاءه لمكانه وأهله وناسه وانسانيته... وحينما يموت الأول يزفونه كعريس وكل منهم يحاول الإنقضاض على مكانه المتروك، بينما الثاني يزفون فقره ويبقى في ذاكرة الأوفياء.


المفتش كرمبو 20 - 5 - 2011 11:09 AM

وقصة "الكلب والبحر"، هي القصة التي تعري الإنسان من ادميته الإنسانية ليصير حقه في الوجود او الظهور بمظهر الأدمي حلم. قصة فيها وضوح الحق كوضوح البحر من عند الشاطئ. كليبان هو الجزء الشريف والقيم فينا، هو نحن وهمومنا وعزة النفس لدينا، كليبان يكتفي بصدفتين يعود بهما من رائحة وطنه الذي سيُدفن هو وأبنائه تحت ثراه ذات يوم . وميراندا هي الوجه الحقيقي للآخر الذي يحاول الظهور كحمامة سلام، لكن، دائماً تكشف حقيفتها الشريرة السوداء المتجردة من الإنسانية.

وقصة "مدينتي،" هي قصة الموت بلا ضجيج، قصتنا نحن في زمن الدولة المدينة، الدولة التي لا دولة فيها. فيها المخابرات والعسس والعيارين والسجون، والمساجين دائما هم مجرمون، ليسوا من أهل السياسة، مع انهم هم الضحايا. الكل يموت، وطابور الإنتظار طويل، الكل إلى الموت ذاهب تحت ظل الدولة السلطة النهبة النكبة النكسة، المدينة بعد كل الهزائم، سلطة المنظمات غير الحكومية، حكومة ألـ NGOs.

أخيرا، فإن الكاتب الكريم عكس الواقع بشكل أدبي راق ومتميز ورسم هذا الواقع بكل سلبياته ومفرداته القذرة المغثية وضياعه، فجعل القاريء يفكر ثم يفكر ثم يقرر بأنه لن يقول الكلام البذيء حتى لا ينغمس بواقع التيه والجهل والضياع، لن يقول كلمة نابية واحدة لكي لا يساهم بزيادة قذارة واقع المدينة الدولة ... وليساهم بتحرير شخص واحد من الإحتلال الحضاري.

بالنهاية ...الكاتب الكريم القاص جمال القواسمي اضاف بكتابه (هزائم صغيرة) إضافة نبيلة للمكتبة العربية عامة والفلسطينية بشكل خاص. له التحية.

سامي الجندي
القدس 1/1/2010

· سامي الجندي: كاتب وباحث من القدس

سفير بلادي 20 - 6 - 2011 11:35 PM

بورك بك على هذا الطرح ولا عدمنا حضورك

أبو جمال 7 - 7 - 2011 01:53 AM

بورك بك على ما طرحت لنا
سلمت الايادي

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 02:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفير بلادي (المشاركة 153958)
بورك بك على هذا الطرح ولا عدمنا حضورك

http://www.iconbazaar.com/flowers/dahlia02.gif
لن أجد أجمل من وردة أتركها هنا
تحيتي وتقديري لك

المفتش كرمبو 26 - 7 - 2011 02:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك المنتديات (المشاركة 156789)
بورك بك على ما طرحت لنا
سلمت الايادي

http://www.iconbazaar.com/flowers/dahlia02.gif
لن أجد أجمل من وردة أتركها هنا
تحيتي وتقديري لك


الساعة الآن 06:10 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى