منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   هدى الزرعوني (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16438)

المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 07:59 PM

هدى الزرعوني
 
من أنا؟


http://www.arabna.info/vb/images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/images/h-web_21.jpgمن أنا!؟ هل أنا بهذه الأهمية لأتحدث عن ذاتي.. قد أكون ذات أهمية لذلك العطر الذي يسكنني حدّ الغرق في قطرات رذاذ معلقة بين الحقيقة والحلم .. وسابحة بين المد والجزر.. وتائهة في فضاءات الغيب والشهادة.. قد أكون ذات أهمية لعيني الداخلية اليقظة دائماً والتي أرى من خلالها نفسي محوراً للعالم الذي أقرأه في الصحيفة اليومية ملوثاً بالدم والحرب والكوارث في كثير من جهاته.. قد أكون ذات أهمية لأمي وأبي ولإخوتي.. لأنهم بؤرة أدور حولها حيث أحتاج كما يحتاج الجميع لسقف يؤويني وأسرة تحبني ومجتمع يرعاني.. بالطبع .. قد أكون مهمة لك أيضاً يا قارئي .. على نحو ما.. فأنت لربما قرأتني في زاوية من صحيفة يومية أو إصدار أدبي دوري أو ملتقي شعري أو منتدى ثقافي على الإنترنت أو في موقعي الصغير هذا.. لربما أحببت سطراً كتبته .. لربما وجدت فيما كتبت شيئاً يعنيك أو حكاية ترويك أو إحساساً جرى على يدي وسرى فيك.. حسناً إذاً هذا يجعلني مهمة لك .. خلال برهة عابرة من الزمن..

في البداية كانَ الحرف بالنسبةِ لي .. حلماً كالغيوم المعلقة فوق الجبال لا تطاله يدي إلا أن أطير إلى السماء.. كنت أجهلُ موقع القصيدة في خيالي.. كنتُ أعشق الشعر من قبيل انبهارنا بالاشياء التي نعجز عنها.. كنتُ لا أفهم في بحور الشعر ولا أعرف إيقاعاته.. لكنني وجدتُ نفسي ذاتَ أسىً أحتاجُ للتنفس إذ كانت رئتي تغوصُ في مستنقع الألم الذي تخلفه خيانة الإنسان للإنسان.. كنتُ أهبط في عالم لا يشعرُ بمرارته سواي.. كانت كل خلية من خلاياي تصرخ بصمت .. فاحتجتُ للكتابة للصراخ على السطور.. مسكت القلم في عام 2000 .. لأقول يا لقلبك السكين! .. أصبحت الكتابة علاجاً وأصبح البوح شفاءً وأصبح الشعر صديقاً وفياً خارج قائمة المعدين للخيانة يوماً.. في البداية تعثرت وتبعثرت.. لكني أجدت وأبدعت.. وهكذا إلى أن غنى الليل وحيداً في عام 2003.. وإذا شاءَ ربي جل في علاه.. سأنجب لليل الذي يغني .. إخوةً آخرون يغنون معه.

هدى الزرعوني
دولة الإمارات العربية المتحدة - دبي
دبلوم عالي في الترجمة المهنية - الجامعة الأمريكية في الشارقة - 2001
بكالوريوس اللغة الإنجليزية والترجمة - جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا - 1999
عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات
عضو رابطة أديبات الإمارات
فائزة بجائزة راشد للتفوق العلمي
فائزة بجائزة أندية فتيات الشارقة لإبداعات المرأة الإماراتية في الآداب والفنون - الشعر الفصيح (المركز الثالث)
فائزة بجائزة نجم عكاظ 2003 الإلكترونية - الشعر الفصيح
شاركت في أمسيات شعرية عديدة
أنشر في الصحف المحلية والخليجية والملتقيات الثقافية على الإنترنت
متزوجة من الفنان جمال السميطي ولدي طفل واحد


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:01 PM

رتـابة

في داخلي أفق تلون بالدخانِ
ومعبرٌ نحوَ المشارقِ تائهٌ..
وغدي يرافقني إلىذات الأماكنِ
قد ضجرت من ذاتِ الأماكنْ
دربٌ إلى عملي تحيطُ بهِ النخيلُ
وتنتشي فيه المتاجرُ .. والمطاعمُ.. والفنادقُ
لافتاتٌ حيثُ أمضي..
بينما تغدو الحقيقة طلسماً..
كم أشتهي حلماً يسافرُ أخضراً.. ليعيدَ أجنحةَ الزنابقْ
دربٌ يطوفُ مع السحابِ .. هو اختلاجي..
يا أيها الرب الكريمُ.. إذا تلاشى النور في عيني ..
إضئ في الخافق الدامي سراجي..

21 أبريل 2005


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:02 PM

فرح جئت
حتى يحملنا التيارَ ونغلقَ باب الريحَ
وترفعنا الأشعارْ
سنسافر في صمتِ المنفى .. منفيينَ من النيرانِ
من الأحزانِ .. من الأشواكِ .. إلى الأزهارْ
يبدو أن الحب قريبٌ جداً منا
يبدو أن الفرحَ قريبٌ
منذ انسبنا في الكلماتِ ومزقنا ذاكرةِ الحلمِ
تعانقنا دهراً .. في صمتْ
يا تاريخي .. يا سنبلتي .. يا شمسي ..
يا آفاقَ الفكرةِ للفكرةِ
يا عابرَ صمتي وجنوني
فرحٌ جئتَ كما العيدُ ليتمِ المسكينِ
فرحٌ جئتِ كوردٍ
في عينِ العاصفةِ تناثرَ وارتاحَ بسلةٍ عشقٍ
دعني أتكوُّرُ في عينيكِ كقمرٍ فضي
دعني أنسابُ لقلبكِ مثلَ الشمسِ وأطفأَ نارَ الحزنِ
لنثقبَ قاعَ البحْرِ ونخرجَ لؤلؤنا منهُ
ونقبُرَ عمراً في حسرتنا أرهقناهْ
بيقيني جئتَ .. لتحيي الحمرةَ في خد الصحراءِ
لتلعبَ بالنارِ فأمسكُ كفكَ
مثلكَ أحرق كفي بالنارْ
يا ستّارْ ... جاءَ المطَرُ وفاضَ وعاءُ النوَّارْ
يا هاديْ .. جاءَ الفجرُ وقادَ الليلَ سلاسلهُ وانهارْ
يا رحمن .. جاءَ النرجسُ وارتكبت ساعتنا وعدَ الضارعِ بالأسحارْ
أعرفُ قلبَ النهرِ من الزورقِ
أعرفُ كفَ الصبحِ من الزنبقِ
أعرفُ قلمَ الفيروزِ من الغيمِ الصادِق والأصدقِ
في نثرِ الأمطارِ أرىَ نثرَ الأمطارْ
يا ستارْ ..
أرضي وركابي
والحقلُ وأسئلتي وجوابي
تحملُ قمحاً للسبعِ القادمةِ
فنادي .. نادي الغيمَ ..
لتنشق الأرضُ .. ونحلمُ بالقوسِ القزحي .. ونفرح ..

20/ نوفمبر/ 2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:03 PM

تذكريني

تذكرينيْ
تذكرينيْ
فقد مضى القطارُ في غياهبِ الحنينِ
وقد ضللتُ خطوتي إلى الفنارِ
في بحيرةِ البجعْ
وقد حملتُ نخلةً إلى السماءِ
كي ترتبَ الحروفَ في الفضاءْ
وتغزلَ الأريجَ للسنينِ


تذكريني
تذكري الصلاةَ فوقَ دمعةِ البحارْ
أكانَ في يديكِ منبعُ المياهِ .. أم تضرّمُ الهديرْ؟!
تذكريني .. مرةً ..
فربما تعودُ لي جداولي
ويفصحُ السحابُ عن زهورِ قلبي
ربما أعدتُ وجهي القديمِ من زنابقِ الندى
وربما كتبتُ فوقَ الماءَ أنني دخلتُ موسمَ الوفاءْ
وربما غرستُ في الحياةِ ضحكتينِ
من بنفسجٍ ..
تلاقتا على جديلةِ البكاءْ
أجل تذكري
فقد مللت من تذكُّري
ومن روايةِ القلوبِ
من سكونيْ


مضيتُ يا نهارُ
وانعتاقُ الليلِ من سجونِهِ يغوينيْ
وكنتُ قد مللتُ الشعْرَ
من عذابِ ما بكت يديّ
من ظلالِ النارِ في أصابعي
وحسرةِ الغروبِ في جبينيْ


بحثتُ عنكِ في الظلالِ والكرومِ والسنينِ والبشَرْ
بحثتُ عنكِ تحتَ أسقفِ البيوتِ والفصولِ واستدارةِ القمرْ
بحثتُ عنكِ في مرافئِ العيونِ .. بينَ أذرعِ الحوارِ .. في أكفّ العالمينَ ..
حتى في ضلوعِ أمي ما وجدتكِ ..
بكيتُ ساحلي القديمْ
وخضتُ في عواصفِ الغيابِ
وحْدها ممالكي تفرقت على الأنينِ
وحدثتني الطيرُ عن جزيرةٍ للغيمِ
لم تطلها خطوةُ العشّاقِ في الحياةِ
فاعذري تأخري إلى الوراءِ ..
واعذريني ..


ولا تحركي المدادَ كي تعودَ لي رسائلُ القصيدِ
لم تعُد كواكبي
لأرتقي الحياةَ
فاكبري كزهرةٍ حمراءَ تقتلُ الأفقْ
وجرّحي بياضنا الشهيَّ
واتركي السماءَ للسماءِ
واتركي الحزينَ في فضائهِ الحزينِ


سأتركُ الدعاءَ في دمي
لعلّ نبتة الهُدىَ تخضرُّ من تلاوةِ النسيمِ
واختلاجةِ السراجِ خاشعاً
لعله إذا يشاءُ يبعثُ الغريبَ بينَ اضلُعي
ويهدي غربتي مدينةً تؤوينيْ
كليلةٍ قدْريةٍ
تنسلُّ من شهورِ العمْرِ
قد تجيءُ رجعةُ الصدىَ
إذا تضرّعَ المدى..

26/أكتوبر/2004

المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:04 PM

أنا اللاشيء والأشياء
تسافِرُ في عيونِ النورسِ المشغولِ
بالأيّامِ ..
أسئلةُ الشموعِ
مرافئُ الليلِ المكبَّلِ بالنجومِ
الرعدُ في آهاتِهِ
البيتُ والأركانُ والأطفالُ
والخوفُ العتيقُ منَ السرابِ
ويحملُ في تجلّيهِ الفضاءُ
* * *

أناَ رمزٌ
لبعثَرةِ الأساطيرِ
وروحُ الموجةِ الحُبْلى بنارِ البحْرِ
أطْفُؤها وتطفؤني
أعلّمها إذا ابتسمت عنادَ العمرِ
والركض السريعِ على المياهِ
أنا صدى اللاشيءِ والأشياءُ
* * *
أنا المعنيُّ بالأشجانِ
إنْ ذُكِرتْ فيافي الحرفِ
سنبُلةً
سأولدُ
كالسنابِلِ
ثمِّ يقتلني رمادُ الريحِ
يولدُ من فمي
غيبٌ جريحٌ
أو نجومٌ تلتقي زمنَ المواسمِ
تأفُلُ
كيْ أضاءُ
* * *

سيحرقني هبوبُ الموتِ
هذا الموتُ سيدنا
يجلجلُ لحنَهُ المعتادَ في جسدِ الترابِ
ويترُكُ رنّةَ الموّالَ للنسيانِ
حينَ يشاءُ

* * *
وحينَ ترممُ الألوانُ قافيتي
سأذكُرُ زورقَ الغيبِ
سأذكُرُ وردةَ الميلادِ شاردةً
سأذكُرُ في الورى أميّ
وتذكرني دروبُ الليلِ والأسماءُ
* * *

سرابي في كلامِ الوردِ
مصلوبٌ على الناياتِ
يقطُرُ من أسى الجدرانِ
يعزفُ قصّةَ الساري
على خطّ ارتحالِ العمْرِ
يهربُ من نجومِ الموسمِ المشروخِ
أينَ أبيْ؟
وأينَ البسمةُ الخضراءُ؟
* * *

على اليمنىَ ..
دوارُ ..
على اليسرى
دوارُ ..
يمرُّ
الناسُ ..
أشعرُ بالدوارِ
أمرُّ
لا شيء أمامي ..
سوى آثارِ قنديلٍ على غصنٍ إلهيِّ
يفوحُ النورُ من دمهِ
فينعشني الثناءُ ..
* * *

قيامتنا يهيِّؤُها جنودُ الحرْبِ
نكتبُ ما يريدُ الدمعُ
نكتبُ ما يريدُ الحزنُ
نكتبُ ما يريدُ البحْرُ
تكتُبُ فوقَ ألوانِ الظهيرةِ
باسمنا الأشلاءُ
* * *

رمادُ الحرْبِ من حولي
وفي صدْري رمادُ الحَرْبِ
أينَ الحارثُ الجاني
وأينَ مدينةُ الأشواقِ!؟
تاهت نخلةٌ كانت تظللنيْ
سأمنحها رمادَ العمرِ
ثمُّ أقولُ
يا صحْراءُ
يا صحْراءُ ..
* * *

وكيفَ أمدّها لغتيْ
على شرعِ الثَكالىَ
والأسارىَ
والمقاصلِ
والجناةِ
وكيفَ أقولُ
ما قالت يمامةُ بيتناَ
للذاهبينَ إلى مصائرِهمْ هباءُ
* * * *

وحيدٌ يا رفاقيْ
أما كنّاَ بذاكَ الليلِ
عنونةً لتسطيرِ الحدائقِ بالندىَ الفضيِّ
أسْراباً نصليِّ فوقَ صخرِ الشطِّ
نملأُ منهُ سلتنا
إذا لم تنزِعُ الأشعارُ
جمرَ الحُلْمِ والتبريحِ
فيمَ تطاوُلِي للغيمِ
فيمَ يهوّمُ الشعُراءُ
* * *

وفي كلٍّ نسافِرُ نحْوَ أنفسناَ
وفي كلِّ النهاياتِ خيوطٌ للبدايةِ
تجرَحُ خيلَ وجهتنا الغريبةِ
تشتكي من هجرها الرمضاءُ
* * *

فكونواُ ..
ظلّنا في مركبِ الآهاتِ
نبْحِرُ للمدىَ
نَسْقِيهِ من يَدِناَ الشواطئَ
نرفعُ التكبيرَ
إذ يثوي على دمنا
وكونوا وردنا الجاري على الأنهارِ
يُبحِرُ نحوناَ
يهديْ لنا في بسمةِ الأشجانِ
نورَ القلبِِ
يحملنا ولا يستاءُ
* * *
وعودوا يا رياحينَ المناسِكِ
أقبلوا نحو المسافةِ
رممواَ يدَها
ازرعوا الغدْرانَ بالنوّارَ
أقبلوا نحْوَ المسافَةِ
وابذروا الأشواقَ
كي تعانقنا السماءُ
* * *

إلهي منْ يزورُ مدائنَ الآهاتِ
مثلَ الشارِعِ المقتولِ في عليائهِ
اغفِرْ كيوسُفَ يا فؤادي ..
لا تشعلُ الأضواءَ قلبَ مدينةٍ
سُكَّانُها غُرباءُ


2 يوليو 2004



المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:05 PM

شموع لظلي وظلك
تذوب الشموعُ .. تذوبُ ..

ثواني المسَاءِ تعربدُ
دربي يأرجِحُ أقواسَهُ في الضبابِ
غيومي تخربشُ بُعْدَ المرايا
السواقي تضنُّ بماءِ القوافلِ
عُشبُ الخريفِ يدندنُ فوقَ الأصابِعِ
نجمُ الشمالِ نساهُ الجنوبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


أجيءُ .. ليذْهبَ سِرْبُ الحمامِ
أقلّبُ أوراقناَ وأُضيءُ الشجونَ
أكسِّرُ أحْطَابَنا لصراخِ البرودةِ
أنزعُ أسماءنا من ضلوعِ الحوارِ
رسائِلُنا لا تتوبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


أترجمُ حزنَ انتظاري بجمرِ الأبابيلِ
أرفعُ رأسي .. أعدُّ نجومَ الجزيرةِ
تهبطُ كفُّ السماءِ
لتنزعَ ورداً تلتهُ القصيدةُ في قاعةِ النصِّ
فاشتكتِ النارُ
واشتعلَ الماءُ من خُطواتي
وعاثَ الهبوبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


رويدَكَ!
منَ سيعينُ الجريحَ ببابِ المدينةِ
من سيغني لعطْرينِ في كلماتِ السحائبِ
من سيذيعُ أغاني الكمنجةِ للأقحوانةِ
من سيردُّ الهواءَ لرأسِ المصائفِ
من سيحدّثُ بيتَ السنونوُ عن الشمسِ
من سيداعبُ حدَّ الرسائلِ بالشمعِ
من سيجمّعُ تفّاحَناَ في أماكنِ
شوقِ الحبيبِ .. ليأتي الحبيبُ ..؟


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


أأنتَ هناَ يا جميلُ؟
بثينةُ شدَّت وثاقَ الرحيلِ
وأنبتَ صوتُ قبيلتهاَ
شوكةً في اخضرارِ الصحاري
وضوءً
وظلاًّ
رماهُ بهودجها
شمعدانٌ غريبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


لعلِّي رأيتُكَ في الوردِ
ثمَ اقتطفتُك عطْراً
لعلّي ولَدتكَ في آخرِ الحلمِ
ثم نهضتُ إلى وَلَعي باضطرابٍ
لعلي أقمتُ على البابِ
حتى أتيتَ..
أنا من أذاعَ الصدى للكلامِ
وأطْلَقَ نورسةً .. في الحنايا
وضاعَ على تلةٍ أوقدتها القلوبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. أذوبُ ..


من الطارقُ الآنَ بابَ القصيدةِ؟
- قلبي

من الآنَ يبكي؟
- انتظاري

من الجرح فينا؟
- فؤادُ الحبيبِ

من المخلصونَ؟
- دموعُ الرسائلِ

من يعرف الحبَّ أكثرْ ؟
أنا والتذكُّرْ

أُعيذُكَ ..
من شَجَرِ الجمرِ.. فاصبرْ ..
سيرسوُ على صُحُفي
العندليبُ ..


تضيءُ الشموعُ .. تذوبُ ..


وجئْتَ على قدَرٍ يا حبيبي..
هلالاً تقوّسَ فوقَ شهيقِ البنفسجِ
ليلكةً في وريدِ المسافَةِ
زهراً تعلّقَ فوقَ إناءِ الخليقةِ
إني أحبُّكَ فليلتقِ القمَرانِ
وتفنىَ الدروبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


ووجهُكَ ..
أجملُ من بسمةِ الأرضِ للخائفينَ عليها من الحربِ
أجملُ من رشّةِ الملحِ فوقَ رغيفِ المساكينِ
أجملُ من دمعةِ الضوءِ تكتبُ شعراً على البحْرِ
أجملُ تنهيدةٍ للختامِ ويُطْوىَ الغروبُ ..


تذوبُ الشموعُ .. تذوبُ ..


وقلبُكَ ..
نافذةٌ أمسكت بذراعِي وسارت لخطفِ النجومِ .. وشاحٌ تهبهُ الأيائلُ للمؤمنينَ .. رحيلٌ لأرصفةِ الأَبدّيةِ .. بوصلةٌ لإغادر نحوَ المكَانِ .. ارتفاعٌ إلى الحبِّ بالحبِّ .. شوقُ الشموعِ لظلي وظلِّكَ
جسْرانِ نحنُ التقيناَ على بؤرةِ الروحِ
ياللسُّكارى بِرائحةِ الحُلْمِ إنْ هبَطوا لمدىَ الزعفرانِ وبينَ أنامِلِهمْ نظرات الشموعِ .. تذوبُ .. تذوبُ ..

18 يناير 2004




http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif
http://www.arabna.info/vb/../images/spacer.gif




المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:08 PM

مطر
سماء معلقةٌ بيننا

مطَرْ

مطَرْ

رنينٌ يحدّثُ نافِذتي عن تفاصيلَ مبهمةٍ للشتاءِ

أحاولُ تشبيههُ بالغناءِ

فيطلعُ وجهكَ خلفَ الزجاجِ

ألملم دهشةَ روحي وأمسك كفَّ التذكرِ من عِطْرها

وأسافِرُ فيكْ..

تقيّدُ قافيتيِ، تسكبُ الحبرَ فوقَ طريقي، لماذَا توقفت فوق ظلالي

وقلت لشمس المراسيلِ لا تهربي؟

يداكَ الطريقُ، ومعنى اختزال الجهاتِ بحلمٍ، ورسم الورودِ بريشةِ قلبٍ، ونثر الأسى كالضحايا على شرفةٍ للحنين تولّت

ومالي أعودُ منِ القلبِ منهكةً، يتدثَّرُ بين حرَوْفي حرَْفكْ!؟

سماء معلقة بيننا

مطَرْ

مطَرْ

أغني!؟

أنا لا أغني

ولكنّني كالسماواتِ أهطلُ

فاقرأْ شظايايَ في شجنَ الآخرين ..

تدثّرتُ بالصمتِ

آخِرَ ما حدّثت لغتي للسرابِ

وآخِرُ ما أنجبت مُدُني من حدودْ!

لعلّكَ ..

تشعلُ من موجةِ اللهِ شمعاً ستُطفأُه في يديَّ ..

لعلّك تَبْحثُ مثلي عن القمحِ

تجمعُ صرّةَ قلبكَ تمضي كسيراً

ولكنّما الأرضُ قالت لقلبي:

تعجّبتُ كم يغرسِ الحُبُّ فيكِ الأنينْ!

أرىَ الفجرَ يبكي بآثارِ عينيَّ

فجري انتهى!

ولا شيء أبدأه كالنهايةِ

باقةُ دمعٍ لحزنِكَ

من شجن الوردِ

بعد اقتطافِ السماءِ ونفيِ المطَرْ ..

6/أبريل/2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:10 PM

عودة بقارب حزن
حزنٌ كدموع الجبل الأخضر إن خُزّ بأغصانِ الثلجْ
حزنٌ فر على قدميه ليعتلي القمم الحبلى بالغيم فعاد بحمى القلبْ
حزن جاب جبال الورد وغنى في قبلتهِ أيام البعدْ
رحل ليبحث عن شمس يقرؤها في كتب العشاق الغرباء
لا كالعشاق المحنيينَ على أجسادِ النسوةِ في قاطرةٍ صاخبةٍِ تقضم طين الأرض بقسوةْ. يالله! عادَ الحزنُ لقهوتهِ، لأريكتهِ، لغروبِ الصحْراءِ وملحِ مدينتِهِ ..
في أوروباَ يجدُ المارةُ أرغفةً للحب على ناصيةِ الأخطاءِ .. جميلٌ لونُ العطْرِ هناكَ وفاسدْ .. ثمةَ ما نبحثُ عنهُ غريبٌ كثيابِ النساكِ ومفقودٌ كالسحْر..

يالله! نحتاجُ لخلعِ السترةِ عند العودةِ من أرضِ الثلجْ، نحتاجُ لأن نرقُص داخلنا.. ولأن ننتفض كأوراقِ الأزهارِ على أهداب الدمعْ..

لو كانَ هناكَ يدٌ تمسكُ بيدينا ترفضُ أن نرحلَ للشمسْ
لو كانَ هناكَ غدٌ للبدْر المخبوء بجيب الليلْ
لو كانَ هناك دموعٌ ترسلُ قافية لقطارِ العودةِ
لو كانَ هناكَ قلوبٌ تتركُ معطفها فوقَ الأكتافِ وتسألُ عن أعشاشِ الأطيارِ بموطننا ..
لو كانَ هناكَ رسالة ..
واحدةً تكفي لكتابِ الأيامِ لما اخترنا وطناً..غيرَ الحبْ!

لا تبكي يا قلبي .. كالصحراءْ!

الغيمُ قريبٌ.. من وَجْدِ الخيمةِ واللهُ يراكْ!
لا تبكي يا قلبي.. فالناسُ سواسيةٌ في المشيِ ومختلفونَ بتحديدِ الأرجاءْ ..

30/ أغسطس/ 2004


المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:11 PM

سوف أزهر.. سوف أزهر


لازلتُ أحلُمُ كالبيوتِ
الصارخاتِ من الحروبِ
بأن لي ورداً على الشرفاتِ
ينفضُ العشبِ الدخانيّ المكسرْ
* * *

لازلتُ أحلُمُ أنني كالموجِ شاردةً أغادِرُ بقعةَ الأفكارِ ..
أتركُ لوعتي في الماءِ أعزفها لأكبرْ
* * *

لازلتُ أحلُمُ كالظلالِ
بحكمةِ الأضواءِ
أنقشُ حرفَكَ العاجيَّ
بالصمتِ الجسورِ
أعيدُ بوصلتي إليكَ
وأشتكي منّي وأشكُرْ
* * *
لازلتُ أحلُمُ كالفراشةِ
تضربُ الظلماتُ في دمِها حصاراً
ثم تهرُبُ لاكتشافِ الضوءِ
لا لشيءٍ إنما
لتحب قاتلها المضيءَ أكثرْ
* * *

لازلتَ في لغتي الكثيفةِ طائرٌ
متعثرٌ برياحِهِ
تتساقطُ النجماتُ في كفيهِ
يعبرُ مرةً للبحْرِ
ينزلُ مرةً للحِبْرِ
يجهدُهُ العلوُّ
كطينةٍ بينَ الطهارةِ والرحيلِ
تجرِّبُ الأيامَ .. تغرِف من رياحينِ المودةِ
موطناً للصدْقِ
يحرقها التجبرْ
* * *
يا دوْلةً في القلبِ
آوتكَ فخنتَ الله والآهاتِ
يا بعضي الذي آذاهُ بعضي
وآلمني ببعضي
لكَ أن تغيبَ على السنينِ
ولن تسيلَ الشمسُ فوقَ خطاكَ
فاعبُرْ ..
* * *

غدَرت يداكَ وهاَ فؤادي
يحلُم بالهلالِ
وتنقضي فيهِ المواعيدُ القديمةُ
كم تساقطَ من تقاويمِ الندىَ
ورقَ الحقيقةِ ..
تغضبُ الأنهارُ .. يحترقُ المدى
وأسيلُ من جهةِ التذكُّرْ
* * *

غِبْ ألفَ عمرٍ.. ألفَ عمرْ
لازلتُ أحلُمُ بالإيابِ أنا التي
قادت خطايَ قوافلي ومفاوزُ الأشعارِ
وألقتني إلى المعنىَ البعيدِ
سأحرقُ الأشجارَ إن لم ترتدي ورقي المعطّرْ
* * *


وغداً سيزهِرُ في يدي النوّارُ
وغداً سيرقصُ في غصوني الشوقِ
أقسِمُ أنني سأعيشُ أطولَ في المشاعِرِ من بكائي ..
وسألتقي في موسمي ثمر الرسائلْ
أنا سوفَ أحياَ يا فؤادي
أنا سوفَ أحياَ يا ربيعي
سوفَ ينبتُ برعمٌ اسميتهُ وطني الصغيرَ
وسوفَ أزهرُ .. سوفَ أزهرْ ..

24/سبتمبر/2004



المفتش كرمبو 28 - 5 - 2011 08:13 PM

آن الأوان


آنَ الأوانْ
تلكَ الصبابةُ من بريقِ السنديانْ
نامتْ غصونُ الماءِ في قلبي..
وقامت زهرتانْ
* * *

غيتارتي
نهضَت من الميعادِ
أرجحتِ المسافةَ بينَ ثانيتينِ
فانتثرتِ بصدرِ الوقتِ
أغنيةُ العقاربِ للزمانْ
* * *

بكتِ الشموعُ لغيمةٍ
رقصت ضفائرُها
وضلّت في صحاري المُلْكِ يوماً
فاشتراها الصولجانْ
* * *

وغداً يجيءُ الصبحُ يا شوقي
ويغرفُ من جبينِ الليلِ نيرانَ القصيدةِ
كي يزورَ النبضُ إشعاعَ الكمانْ
* * *

وغداً ستختمُ سيرةُ الصحراءِ
بالينبوعِ
تغمرها الفراشاتُ التي
هربت من الضوءِ وعادت
تحملُ الجدولْ
* * *


وغداً سيسألنيِ
عن النعناعِ في شايِ السحابةِ
سائغاً
ويذوق سكّرنا رذاذَ
الرشفةِ الأجملْ
* * *

آنَ أوانناَ
ورأيتُ فيهِ الفارسَ الفضيِّ
مدينةَ الحلمِ العريقةِ
والعناوين التي سرقت بريدي
والسنين النائمات ضحىً على سررُ القصيدةِ
والمقاعد في حديقةِ عطرنا
وسقيفةُ المنزلْ


15/ ديسمبر / 2003



الساعة الآن 02:36 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى