منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   شجاع عمر الصفدي كاتب وشاعر فلسطينى (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16321)

المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 12:41 PM

شجاع عمر الصفدي كاتب وشاعر فلسطينى
 
شجاع عمر الصفدي
كاتب وشاعر فلسطيني
المؤهل العلمي :
- ماجستير علاقات دولية اقتصادية .
- دكتوراة في العلوم السياسية ( انتساب).
- عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
- رئيس تحرير مجلة الصداقة الثقافية الإلكترونية
صدر له :
1- أتكئ على حجر 2005 ( منشورات وزارة الثقافة )

2- للألم بقية 2006 ( مجموعة نثرية ) – جمهورية مصر العربية

3.سفر في الفراغ ( نصوص ) بالتعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين

العنوان : غزة – فلسطين

كاتب وشاعر فلسطيني
المؤهل العلمي :
- ماجستير علاقات دولية اقتصادية .
- دكتوراة في العلوم السياسية ( انتساب).
- عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
- رئيس تحرير مجلة الصداقة الثقافية الإلكترونية
صدر له :
1- أتكئ على حجر 2005 ( منشورات وزارة الثقافة )

2- للألم بقية 2006 ( مجموعة نثرية ) – جمهورية مصر العربية

3.سفر في الفراغ ( نصوص ) بالتعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين

العنوان : غزة – فلسطين
2- للألم بقية 2006 ( مجموعة نثرية ) – جمهورية مصر العربية
3.سفر في الفراغ ( نصوص ) بالتعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين
العنوان : غزة – فلسطين
2- للألم بقية 2006 ( مجموعة نثرية ) – جمهورية مصر العربية
3.سفر في الفراغ ( نصوص ) بالتعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين
العنوان : غزة – فلسطين

المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 12:47 PM

خمسٌ على هامش الوطن(4)



لامتها صديقتها على إصدارها مجموعة قصصية دون أن تخبرها عن نيتها ، إذ كيف لها أن تخفي باكورة أعمالها كقاصة شرّعت قلمها للريح دون أن تأخذ مباركة الصديقة المبجلة.
قررت الناشطة الأريبة أن تقدم صديقتها القاصة في ندوة ثقافية هامة تعلن من خلالها للجمهور عن الكاتبة التي احتلت المشهد فجأة، وبعد تردد وخجل ، وحياءٍ ووجل ،وافقت الأديبة أمام إصرار صديقتها.
في الندوة كان قرار الذبح واقعا والفخ منصوبا ،فيما يشبه انتقاما من مبدعة غردت خارج سرب المنتفعين ، وأبدعت دون أن تُعمِّد كتابها بماء الجمعيات المقدس ، لكن إبداعها سترها وخبثهم عرّاهم.


*****
اعتاد ثلاثتهم الخروج لإحدى الحدائق العامة للعب الكرة والتريّض قليلا هربا من الملل الذي أصابهم بعد أن استنكفوا عن العمل حالهم حال كل الموظفين الذين احتار أمرهم بين حانا ومانا خوفا على لقمة العيش.
ذات مرّة اقترب منهم صبيان لا يتجاوزان الخامسة عشر،بدآ بتوجيه الأسئلة بشكل يشبه طريقة المحقق كونان ، تعامل اثنان منهم بحكمة مع الأمر لعلمهم أن الصبيين قد أرسلا للتحري ممن ارتاب ولم يرق له وجودهم في مكان كهذا في ساعات المساء، لكن ثالثهم احتدَّ ، أرغى وأزبد وفقد السيطرة ، نهر الصبيين ، فانشقت الأرض عن أشباح سوداء وعربات معتمة، وبلمح البصر وجد الثلاثة أنفسهم في قبوٍ مجهول يخضعون للتحقيق لربما بحثا عن مصدر الكرة التي كانوا يلهون بها من ناحية ، وعقابا على تجرؤ أحدهم على رفض الانصياع والتجاوب مع أسئلة غلمان السلطان من ناحية أخرى.

*****
نأى بنفسه عن الاحتكاك المباشر بالوسط الثقافي راغبا بممارسة عزلته مع أوراقه دون شيء آخر . ونجح في ذلك أعواما متفاديا التصادم مع أي طرف في حلبات المصارعة الثقافية المعاصرة .
بعد ضغوط من صديق واتهامات بالانطواء والتكبر قرر أن يلبي دعوة للتعرف على مجموعة من الشعراء الذين وصفوا أنفسهم بالمحدِّثين ، ووجد في ذلك فرصة ليتأكد بنفسه مما سمعه عن الوحل المستفحل في جسد الثقافة .
وقعت الواقعة ، حضر اللقاء ، طلبوا أن يلقي شيئا ، فوجئ إذ لم يكن ذلك منتظرا ، لكنه ألقى شعرا فألقوا بِعِصيهم كالسحرة فإذ هي ثعابين تسعى .
في اليوم التالي وجد صورته في الصفحة الثقافية لجريدة رسمية وقد نهشتها الأنياب السامة .

*****


جلس على الأريكة الوثيرة مسترخيا ، حامدا الظروف السياسية التي حولته من عضو في تنظيم لا حضور له في الساحة لسفير في إحدى دول شقرستان ، وأمامه صحفي يجري معه مقابلة حول تطورات القضية ومساراتها التاريخية.
قرر الرجل أن يعطي الصحفي موضوعا دسما للغاية يشرح فيه عن التراث الشعبي ، وتطور الحديث وصولا للمطبخ الفاخر ، أخرج بعض اللحم من الثلاجة وقال : سأطبخ أمامك منسفًا مقاتلا ، وقهقه ضاحكا، فضحك تابعان كانا برفقته يضحكان كلما ضحك ويعبسان كلما تجهّم .
دار حوار طويل حول المطبخ التاريخي ! ، حتى نضج المنسف ،تناول الصحفي الأشقر غداءه في حضرة السفير وغادر شاكرا.
في اليوم التالي تصدر الصحيفة عنوان عريض : حوار مع السفير عن منسف التحرير.

***

عمل محاسبا في إحدى الشركات التجارية ، وعرف عنه الانتماء لتيار اليمين ، وفي خلال عمله الخاص مارس بعض الأنشطة فتم استدعاؤه للأمن . توسط له صاحب الشركة مقدما هدية فاخرة للمسؤول ، فما كان منه إلا أن جعله يملأ ذاتية الولاء للحزب الحاكم.
مرت سنوات حتى وقعت الواقعة واختصم ثوران فصرع أحدهما الآخر في حظيرة الوطن.
راح أحدهما من خلف سورٍ يحكم الأجواء ، والآخر يصول ويجول فرحا بشحّ الهواء ، فيما كان صاحبنا يحسب الربح الذي جناه .


7-1-2010

المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 12:51 PM

2)


قرض القصيدة والزجل ، صاغ المقالة والمقامة ، كتب الرواية والدجل ! ، وفي غفلةٍ من الأدباء صار صاحبنا شهبندر الأدب ، في بلادٍ غاب عنها الأدب .
ومع نفاد المخزون لدى صاحبنا المجنون ، بات يغرق في التكرار ، حتى نفر منه الزوّار ، فسافر على عجل ، يبتاع بعضا من أمل ، لكنه عرف المفيد ، واكتشف بطلان الرصيد ، أفلس ، صار على الحديد .
عاد إلى البلاد لا يملك فكرا بدينار ، ولا حضورا بدرهم ، لكنه الشاطر ، على التدبير بقادر ، عمل في ترويج الكلام ، حتى جمع ثمنا لعِمامة ، ارتداها واحترف الإمامة ، صار يخطب في الناس ، يهجو المهاجرين تارة ، وأخرى يذم الأنصار ، حتى عاد نجمه يلمع في انتصار ، وأصبح شهبندر التجار !.
إن كتب قصيدةً في مدح مسيلمة هتف الجمهور : الله أكبر، سيزول الحصار ! ، وإن ذمّ أبا جهلٍ صرخوا نشوةً : عشت يا شيخ التجار ، عشت يا هادي الكفار ! .
وعلى هذا الحال جلس الأدباء على أطلال الأدب ، يبكون ما حلّ بالديار .

*****

(3)

نشأ في عائلة ضعيفة ، ليس لديها المال أو العزوة ، اضطُهِد واستقوى عليه أبناء الجيران ، استضعفوه وأهانوه .
إذ جاء زمانٌ على بلادنا استبدت فيه سطوة العشائر ، وافترى القوي على الضعيف ، وانتهكت العائلات الأقوى حرمة عائلات أضعف وأقل عددا وقوة ، فنال صاحبنا ما ناله من أذى ومهانة ، وكان يبلع الكلام كالحصى والأذية كالعلقم .
حدث الطوفان ، وغرقت البلاد في دمها ، فوقع في يده إكسير القوة ، وأمسك بمجداف السلطة، فاستولى على قوارب الآخرين وأغرقها ، ركب موجته العاتية التي انتظرها طويلا ، وانتقم من كل من أذوه ، فبدا كحملٍ أضحى ذئبًا.
التقيته في عزاء أخيه الذي راح ضحية الطوفان ، وجدته يصول ويجول مزهوًا في خيلاء ، والتف حوله بعض الفتيان يلقي إليهم بأوامره متعمدا أن يسمعني ذلك ، ثم تقدم نحوي وعانقني وهمس : الأيام دول يا رجل .
قلت : بلى ، فلكل زمان دولةٌ ورجال ، وسبحان مغيّر الأحوال ، من حالٍ إلى حال .
قمت بواجب العزاء ومضيت خارجا إلى عزاء الدنيا الكبير ! .


*****

المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 12:52 PM

(4)


عُرِفَت عنه الشدة والجرأة ، كُلِّف بمهامٍ عدّة ، تحتاج لرجال زنودهم من حديد ، وكان أهلا لها ، حتى عندما اختاروه في أمرٍ خطير عبر البحار أغلق فمه وأجاد كتم السر .
بعد أن أصبحت البحار لا حاجة لها ، والبحارة لا عمل لهم ، انقطع عنه المال وساء لديه الحال ، فأصبح تاجرًا ، يقنع هذا ويحاجج ذاك ، حتى أصبح مشهورا بالجدارة ، معروفا بين أهل التجارة ، سمسارا يملك الشطارة ! .
لجأ إليه أحد التجار الكبار ليشتري قطعة أرضٍ كبيرة من صاحبها الممتنع عن البيع ، فكان له ما أراد ، أخذ المال ووعد بأن يقضي الأمر في الصباح .
ليلا أخذ زوجته والعيال في نزهة كما زعم وقال ، وصل الحدود المصرية ، ناولهم بعض العصير مخلوطا بشيء خطير ، فاستيقظوا في العريش ، من حولهم ثيابٌ من ريش .
واختفت آثار ثائرنا المغوار ، الذي أضحى مليونيرا بغلطةِ حمار ! .

*****

(5)


منذ صباه ، حمل مكبرات الصوت في كافة التظاهرات الشعبية العارمة ضد الاحتلال ،تعرض للضرب والاعتقال ، ضحى بكل شيء من أجل مبادئه الثورية ، مؤمنا بعدالة القضية ، مطالبا لشعبه بحق العيش والحرية.
كبر وكبرت أحلامه ، أصبح قائدا وطنيا يتقدم الجموع بعزم وقوة ، خطيبا مفوّها في كل منبر ، مناديا للتحرير بخيار البندقية .
ساوموه ، هدّدوه ، لم يهتز ولم يتراجع ، وأصبح مرفوضا من تجار الوطنية ، مطلوبا للاحتلال في كل زاوية ، فوشى به الجبناء ووقع في الأسر ، وما زال يردد : " يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل ، لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل ".
والآخرون قابعون خلف مكاتبهم الوثيرة يستعرضون على الشاشات كروشهم المنتفخة ، وبزّاتهم الباريسية الأنيقة ، يقولون ما يؤمرون ، ويتشدقون بالحرية ! .



المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 12:57 PM

(1)

أتقن وصف النهود والأرداف حتى فاق شعره حد الإباحة ، وكلما قرأنا له نصًا جديدًا توسمنا خيرًا بأن يكون حاله قد انصلح وملكة إلهامه عادت لرشدها وعدلت عن مسارها الشهواني .
إلا أن جديده يفاجئنا بوصفٍ أدق .ويدافع شاعرنا عن قصائده أن تلك انزياحات لغةٍ ناضجة و أنه يجسد حقيقة الإنسان العارية ويكسر التابوه المحظور من خلال تجسيد المشهد الجنسي بين الرجل والمرأة.
وعلى ما يبدو أن الرجل قد بلغ من العجز منتهاه فبات يعبر عن معاناته بالكلام ما دام الفعل ليس متاحا . عتبت على مهاجميه بأن عليهم تقدير ظروفه ، فلا يرحمونه ولا يعطونه الفرصة لكي يرحم نفسه بالشعر!.
بلغني أنه سيكتب قصيدة تمدح موقفي وأكون بطلها ، وبدأت أتصور الدور الذي يمكن لشاعر مثله أن يختاره لي في القصيدة .. ( سلّم يا رب )

*****
(2)

رأيته مرةً في فعالية ثقافية من تلك التي تضج بها غزة المصلوبة ، يجادل كصاحب حقٍ ويحاجج كحامل فكرة . صافحته وتعرفت على شخصه ، وبّخت نفسي أني لم أعرفه قبل ذلك .
بعد حين سمعت صاحبنا يلوك الباطل ويمدح القاتل ويركع أمام الشهوات في كل الأحوال ، تجرعت خذلاني وقلت يا نفس ... فردّت : لا توبّخني هذي المرة إذ أخطأتُ ، فالمرء لا يعرف سرائر الناس إلا بعد خوض الصعاب ، ولا ينأى عن السوء إلا بعد اقتراب .
قلت : صدقت ، ومضيت نحو الصواب .


المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 12:59 PM

3)

عمل مراسلا في إحدى مؤسسات الثقافة ثم غاب عن المشهد ،بعد سنوات عاد في ثوب الأديب ، يدعي الحكمة والفكر الأريب ، يكتب المقال ويشكو سوء الأحوال ، يمدح العبد ويذم الحر .
وبقدرة قادر قدم نفسه للجمهور ناقدا خبيرا يعلم بواطن الأمور، ويخرج الفكرة من بين الثغور ،
يضرب في الرمل والودع ويعطي الصكوك للشعراء والموهبة للأدباء .
يزهو مختالا في محافل لا تعرف منبته ،وعبثا يحاول أن يبيض صفحته في منابر تعرّيهِ و لا ترى فيه سوى الخواء .

******

(4)

بعد أوسلو أتانا وجهه ضاحكا حتى تكاد وجنتاه لا تظهران في صورته التي تصدرت عمودا في صحيفة يومية ، حدثنا في مقال عريض عن مبانٍ شاهقة وحدائق غنّاء ، قال سيصبح لنا وطن حر .
مدح الاتفاقية حتى تهيأ للناس أن البلاد مقدمة على الكثير من التغيير والتطوير ، وسوف يسودها حسن التدبير . وحين ترسخ النفوذ واستقرت مقاليد الأمور ، عرف من أين تؤكل الكتف فهاجم زيدا وامتدح عَمرا ، حتى تمكن من تبوء منصب رفيع في المؤسسة الثقافية .
بعد الأحداث الدامية في غزة كان الرجل قد أحيل إلى التقاعد ، وبعد أن كان أحد عرابي أوسلو المركزيين، انقلب على عقبيه وبات يهاجم كل ما يمت لماضيه بصلة ويكشف عوراته دون أن يدرك فداحة صدمة الناس به ، إذ تحوّل لمدح أصحاب النفوذ دون أن يعدل في القول أو يتقي شر الميل .
واستبدل صورته الضاحكة التي اعتمدها منذ خمسة عشرة عاما بصورة أخرى صارمة الملامح ليبدو جادا حازما ، مصرا على ما يروّجه وإن كان باطلا .
وبلا شك أن التطور التكنولوجي مزعج جدا أحيانا حيث يجبرنا أن نطالع صورته الساخطة حتى على نفسه في كثير من مواقع الإنترنت دون مفر ، فكان التعقيب واجبا :" اضحك لتكون الصورة حلوة " ، لكنه لم يستجب ، ربما لكونه يؤمن بأن تغيير الصور مرتبط بتغيير المواقف ..!!.

*****
(5)

عرفه الناس رخيصًا، سرعان ما ينحني ليلعق حذاء المسؤول لينال ترقيةً ، أو يرضى بأن يربّت على رأسه كنوع من الثناء حاله حال الكلب الذي يلهث لينال عظمةً من سيّده تعبيرا عن الرضا .
حصل على عظمته ،وكانت درجة مدير ، لكن مطامعه كبرت ، وقبل أن يحقق أهدافا جديدة وقعت المعمعة، وحدثت الفرقة واقتتل الأشقاء حتى صارت بلادنا بلدين ، وحالنا حالين ! .
لم تثنِه الدماء التي نزفت على أرض غزة ، فجرّب دور البطولة الزائفة ، نافق أصحاب المال ، وأعلن الولاء لأسياده ، وتحرّش بالحكام الجدد ليُسجن بضعة أيامٍ فيصبح مقاتلا صنديدا ! .
ولسوء الطالع الذي أحاق بغزة المسكينة، تولّى الرخيصُ أمر الموظف الوطني التعيس ، كتب التقارير ، كاد المكائد ، حبك الدسائس ، وصار رزق العباد بأيدي عبد الفساد ،واستمر الكلبُ على حاله يلعق أحذية الأسياد !.


شجاع الصفدي
18

المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 01:00 PM

خمسٌ على هامش الوطن


لم يكن يملك ثمن علبة سجائر، لكنه من عائلة كانت ذات نفوذ وسطوة من خلال الافتراء على خلق الله الغلابة ، وفجأة تحوّل إلى مقاول كبير ، مسؤول يوقع فيمنح الأرض ، مسؤول آخر يغطي الإجراءات القانونية ويتولى صاحبنا مسألة البناء فيكون واجهةً تغطي الربح الطاغي الذي يعود على الثلاثي ، وبعد أن كان صاحبنا شحاذا أضحى مليونيرا ، يملك أبراجا ومؤسسات وتطور تدريجيا ليملك صرحا تعليميا ضخما !، وإذ به يحصل على الدكتوراه الفخرية ويتحكم بمصير آلاف الطلبة الجامعيين ويتملقه أساتذة الجامعة حملة الشهادات الضخمة وهو الذي لم ينهِ الابتدائية وبالكاد يفك الخط .
قيل ذات مرّة أن أحد الأساتذة أراد أن يحرج صاحبنا فقال له ما رأيك أن تصعد للمنصة فتلقي كلمة للحضور ، إذ يدرك الأستاذ أن صاحبنا لا يعرف الألف من عرنوس الذرة ، ولكن صاحبنا كان خبيثا وأتى رده ساخرا :
ما حاجتي للقول إن كنت أشتري مثلك بمئتي دولار فيقول ما أردت حيثما أردت .
وما زال صاحبنا يكبر ويكبر وأعماله تتسع والحياة في غزة تضيق وتضيق حتى تكاد أن تعصر كل من فيها إلا صاحبنا المبجل .

*****

قضى عمره مؤمنا بالقضية والوطن ، عاش الانتفاضة الأولى بكل ما فيها وكان يشبّه الحجارة بالجواهر في يديه ، وبعد أوسلو تغير كل شيء وتغيرت ملامح الثورة فامتعض كثيرا وآثر أن يترك الجمل بما حمل ، غادر لسنوات ثم عاد ليجد الدنيا قد ساءت أحوالها ، والكلُّ ذئاب تنهش بعضها ، نكص على نفسه وابتعد إلى زاوية ضيقة قضى وقته فيها مختنقا ، وحين خرج من أجل لقمة العيش لم يستطع أن يتعايش مع المحيطين به ، وفجأة ساد الظلام ، أناس تقتل بعضها بعضا في شوارع المدينة ، هذا يذبح ذاك والآخر أحرص على قتل أخيه ، اختلطت الألوان وطغت عليها حُمرةٌ بائسة ، كاد أن يقضى عليه في غمرة الأحداث القاتلة ، ونجا بمعجزة ، عاد للنكوص ، فاتهموه بالهروب وقطعوا عنه كل وسائل الحياة عقابا على ما لم تقترف يداه .


*****

قبل أوسلو كان شيخنا الشاب الأغرّ يعطّر ذقنه ويشذبها وتكون لامعة مخضبة بالزيت تغطي ملامحه كلها ويسابق الريح إلى المسجد ، وحين عاد العائدون وتبوأ الكل مكانا لم يحلموا به ، فوجئ أبناء الحي ذات صباح بشيخنا وقد حلق لحيته ، وقص شعره قصة اشتهرت آنذاك ب" كابوريا " وعلق في رقبته سلسلة ذهبية لامعة وسميكة ، وارتدي الجينز الأمريكي وحذاء رياضي ذات ماركة شهيرة وقميصا مفتوح الصدر تبرز من خلاله عضلاته المفتولة ، ذهل كل من رآه ، ماذا دهاك يا شيخنا ؟
فأجاب : ضع رأسك عند مجرى تغيير الدول ، وأصبح شيخنا ضابطا في أجهزة الأمن! .
مرّت أعوام كثيرة في كنف أوسلو ، وابتعدنا نحن أشبال الحي وصرنا نعي ما يدور حولنا أكثر ، ورأيناه بعد فورة المعارك بين الأشقاء وقد لبس الزي العسكري الجديد وامتشق مسدسا وبندقية آلية حديثة جدا ، يترجل من سيارةٍ حديثة جدا مع مرافقيه ، وقد أصبح من ذوي النفوذ الكبير .
فتمنينا لو أننا بقينا صغارا لا ندرك شيئا مما يدور .


المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 01:01 PM

كان صغيرا حتى تكاد لا تراه ، يتكلم بصوت أشبه بالهمس ليس أدبا بقدر ما هو ضعف ، قادته الصدفة ليعمل مراسلا في إحدى الوزارات ، تقرب من مسؤول كبير في الوزارة وأصبح خادمه الشخصي ، ينظف له البيت حين تسافر الخادمة لقضاء عطلتها الصيفية في بنغلادش ، ونظيرا لوفائه وخدماته رُقى ليصبح رئيس قسم ، فتجاوز عشرين عاما من الترقيات في عمره الوظيفي ، ومع الدرجة الجديدة كان عليه أن يثبت ولاءه أكثر ، فبدأ يطوّر خدماته وأصبح صوته الهامس أشبه بفحيح الأفعى التي تتأهب لنفث السم ، وأتقن صغير القدر رغبات ولى نعمته فأصبح يأتي له بالنساء ويقودهن بوسائل مختلفة لفراشه ،ويتعهد بالكتمان والوفاء كالكلب الوفي .
ومرة أخرى كافأه المسؤول بدرجة جديدة فأصبح مديرا لدائرة في العمل إضافة لعمله قوادا في البيت .
وبعد الأحداث الدامية اختبأ مرعوبا كالفأر المبلل خشية أن يدفع فاتورة خدماته لسيّده الذي فرّ هاربا للجانب الآخر من الوطن ، وبحث عن وسيلة لينقذ بها نفسه من التغيير القاتل الذي حلّ بالبلاد فما كان منه إلا أن بحث عن سيّدٍ جديد يعلن له الولاء لكنه ما زال يستكشف نوع الخدمات التي يمكن أن يحتاجها السيد الجديد .
*****


عادت من جبهة الخارج لا تملك شيئا سوى بعضا من علاقات كوّنتها خلال استضافتها للثوار في بيتها في إحدى الدول العربية ، عملت في إحدى الوزارات وكانت حينها تتمتع ببقايا من جمال قديم بدأ يتلاشى مع تقدمها في السن ، تقربت لأحد الكبار فنال ما نال منها واكتفى ، ومنحها مكافأة درجة وظيفية عالية في قفزة نوعية لا يمكن أن تحدث إلا في بلاد العجائب فكانت هي" أليس "في فلسطين العجائب .
انتقلت حينها من الوزارة حتى تتلافى الصراعات مع الحيتان ، وأصبحت مسؤولة في مؤسسة حكومية هامة للغاية ، وشيئا فشيئا استوطنت في هذه المؤسسة حتى أصبحت ملكا شخصيا لها ، وأصبحت الآمر والناهي ، تمنح الترقيات ، وتفعل ما تشاء .
وحين أدركت أن مرحلتها توشك أن تنتهي والقطار يقترب من محطته الأخيرة وقد أزف رحيلها ، وطدت علاقاتها بمؤسسات دولية وأسست مركزا ضخما بعد أن حصلت على خدمة أخيرة من أحد كبار المسؤولين بأن يمنحها قطعة أرض تبني عليها مؤسستها المنتظرة ، وكان لها ما أرادت ، وأصبحت مستضيفة الثوار ، تجيد مسك العصا من المنتصف فترضي الوسط وفق مصالحها ، وتتزلف لليمين لتحمي رأسها ، وتجامل اليسار بأنها ابنته ، وهكذا دواليك .


وما زال أصحاب القرار يتساءلون أين كان الخلل في منظومة التكوين، وما الذي أودى بالوطن إلى الهاوية ؟ !! ..


6-4-2010


المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 01:03 PM

أنا وبندقيتي


كانت عندي بندقية , فضية اللون كأنشودةِ نجمةٍ ترحل عن مجرّتِها , كنت أرغب بالصيدِ فتفتدي الطيورَ بروحها
وأتعجب منها , كيف للبندقية أن تكره القتل في الحين الذي خلِقَتْ لتصنعه ؟ !!
كيف تصيرُ البندقية حمامةُ رقيقةٌ تعبث بين يديّ وكأنها ترسمُ للحزن مسارا غير الذي يهواهُ في صدري ...؟
جعلتني وإياها على أعتاب الموجوعين نسكن الحياة , وعلى أفواه المقابر نبكي معاً رحيل الموتى .
رباه كانت عندي بندقية , طاغية عند حديثها , راقيةٌ في فعلِها , شفافةٌ في حربِها , تعلّمني الرمايةَ وتمضي للموتِ قبلي ! ,
لا تخشى بنادق البومِ في سمائي , تحلِّقُ تحملني وإياها كسربٍ ممزوجٍ بالنار نحرر سماءنا من وطأة الغيمِ الأسود الممتدِ على ضفاف الوطن , وتسلّيني بندقيتي المخلصةُ ببعض مواويلها الدافئة فتذهب خشيتي من المسافة ما بيني وما بين الأرض وأستمتع بعظمة كوني أسكنُ السماء , نعبر جسراً إلى الله في لحظة نارٍ صادقة , كم جميلٌ أن تدخل الجنةَ بعد عبور النار !.
يا أيتها البندقية , كوني كما ابتغت لنا الأرض أن نكون , نُسافر في الليل نسوراً وفي النهارِ نبدو كالحمائم الرقيقة , لا بد من بعض النزفِ لنعيدَ الحق المهدورَ بين جنبات العدالة المسلحة , إنّ السماء السوداء لا تُطَّهَر من الدنسِ إلا بنزول المطر ,
فيا بندقيتي الحبيبة , كم التقت يدايّ بيديكِ وكم عشقتُ رائحة البارودِ حين تتنفسها روحك العظيمة , امنحيني يا سيدة الموقف بعض الدفءِ فأنا المتيّمُ اليوم بعشقِ هذي الأرض التي تنتظر سقوطي لتضمني لقافلةِ عشاقها , وحدها أرضي يا رفيقتي الفضية
من يكثرُ عشاقها ويكثر من ينامون في أحضانِها ,كيف لا وهي أمَنا الزكية ؟ .
والآن وقد عرفنا معاً معنى الحياة وتكللت رحلتنا بهدية الموت , هل ترافقينني عتمة عشقي للتراب المقدسِ ؟
أضمكِ ملتاعا وأغمضُ عينيّ مُمنيا نفسي بالعودةِ للسماء لنحلقَ معا ونسقط معاً ,فما أعظم السقوط على أرض الوطن .



المفتش كرمبو 26 - 5 - 2011 01:05 PM

تمتمات وثمة أشياء أخرى لا أعرفها

ثمة أشياء كثيرة على غيرِ عادتها
تحيا هناكَ , وأنا في عالمٍ موازٍ لا أراها
لا تنتمي إليّ .
أعرفها, اكتبها, فقط كمن يستحضر الذكرى.

***
كل الأشياءِ تفصل بين عالمينا
تفرقنا المسافة
ولا شئ يجمعنا سوى الخرافة !

***
الليلُ جائعٌ يترنح بين حروفي
لا أحظى فيهِ
بما يحظى به العاشقون .

***
قلبي ,
سنديانة تعرفها كلُ العصافير
تستوطنها , ويوما ما
لا بدّ وأن ترحل عنها .

***
ليلُ العاشقةِ تُثقِلهُ الأحلام
تَلُفُ ذراعيها حول وسادتها
تتبادل القبلات ,
تحضن جسده الغائب ..
وتسافر داخله في رحلةٍ صيدٍ للقصيدة.

***
العاشقُ ثملٌ , مولعٌ بالصيد المُبكر
يلاحق القصائد التي شَحبَ فيها الحب
يمنحُ نفسه بهجة أخيرة
ويجنِّدُ الحروفَ لموتِها !.

***
الآن وفي ختام الحكاية
العرّافة تقرأ طالِعَها
فتراها تودِعُ صورتهُ ,
وتراهُ يضمها لسجل الغائبين .

***
ويبكيان معا
بلا جدوى , فيبتسم ,
تبتسم , ويمضي كل منهما
في طريقٍ لا يسلكه الآخر .



الساعة الآن 12:14 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى