منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   سؤال ؟؟ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=23489)

بنت الأردن 3 - 4 - 2012 11:42 PM

سؤال ؟؟
 
حضر الموت...وجاء الموت!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في القرآن استعمال الموت في عدة مواضع ,وفي بعضها استعمل فعل "حضر" وفي بعضها "جاء".
فقد ورد فعل "حضر" مع الموت في أربعة مواضع :
1.سورة البقرة 133:" أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي"
2.سورة البقرة 180:" كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين"
3.سورة النساء 18:" وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"
4.سورة المائدة 106:" يِآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ حِينَ ٱلْوَصِيَّةِ ٱثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ "ز
كما وورد فعل جاء في موضعين:
1.سورة الأنعام 61:" وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُون"
2.سورة المؤمنون 99:" حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ".
فما هو البعد البلاغي في ذلك؟

جمال جرار 4 - 4 - 2012 12:24 AM

مشكورة بنت الاردن واترك الاجابة لذوي الاختصاص

ابو الأوس 4 - 4 - 2012 10:39 PM

سابحث في النيت عن البعد البلاغي
مشكورة على الطرح

منتصر أبوفرحة 6 - 4 - 2012 12:09 AM

الله أعلم حضور الموت بمعنى أن الروح لم تخرج بعد وإنما حضر الموت وهو يتكلم ويوصي كما هو في الآيات السابقة بل وايضا يوصيهم
أما جاء الموت يعني خرجت الروح وانتهى الامر
والله أعلم
أنتظر بقية التعليقات
بارك الله فيك اخيتي وجزيت خيرا

أصدق احساس 6 - 4 - 2012 02:13 AM

بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

شكرا على الإفادة والطرح

أرب جمـال 6 - 4 - 2012 02:16 AM

جاء: إذا اقتربت حتى جلست معي يقال جئتَ. وهناك فرق بين جاء وحضر وهو واضح في آيات القرآن الكريم: (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لا يفرطون) سورة آية هنا الموت جاء ووصل بخلاف الآية الثانية (حتى إذا حضر أحدكم الموت ) سورة المائدة آية 106 فتدلّ على أنه كان جاهلاً فانتبه وعلِم.

حضر: إذا كان هناك موضوع اتفقنا عليه سابقاً وجئنا لأجله فقط يقال حضر. وحضر في الغالب تدلّ على جهد فكري ثقافي معرفيّ يتعلق بالعقل منها كلمة الحاضرة (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) سورة الأعراف آية 163 والحضارة هي ضد البداوة وفيها يكون النشاط الفكري والحضاري والفلسفة ووردت كلمة حضر في القرآن الكريم مشيرة إلى حركة ذهنية وعقلية (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ) سورة الأحقاف آية 29 بمعنى أن الجنّ حضروه للعلم


وقال الدكتور حسام النعيمي :

((سؤال: توقفنا فى اللقاء المنصرم عند تقديم وتأخير الموت (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي (133) البقرة) (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) البقرة) يؤخر الموت على أحدكم أو على يعقوب ومرة يأتي الموت مع حضر ومرة مع جاء ومرة مع أتى ومرة مع يدرك، وتوقفنا عند المقارنة بين جاء وأتى ؟

د. حسام: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام الأنبياء والمرسلين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

وقفنا عند الجيم والتاء هما لفظتان ء- ت- ي ، ج- ي- ء ، حرفان مشتركان في الكلمتين ، والجيم والتاء مختلفتان ، الجيم فيها هذا الجهر الذي يعني النصاعة والوضوح والظهور ، والتاء فيها هذا الهمس الذي فيه الخفوت الإتيان مجيء بسهولة، فيها خفوت، ما قلناه عن المجيء ينطبق على الإتيان بحيث أنه ليس فيه معنى الثبات والمكث والاستقرار. في حضر قلنا هو حاضر موجود ، وسنجد الايات توضح هذا الأمر كيف أنه حضر تأتي مع الميت قبل أن يموت عندما يتحدث عندما يكون هناك حديث وهذا معناه أن هذا الانسان لم يفارق الحياة يقال في القرآن (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي (133) البقرة) إذن هو يتكلم وفي مواطن أخرى سنجد فيها أيضاً وسنقف عند الآيات حتى نبين كل موضع.

نعود إلى الآيات (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي (133) البقرة) إذن الموت حضر لكن لم يستوف روح يعقوب فيعقوب لم يمت معنى ذلك أنه حضر.

المقدم: هو شاهد على تلك تلك الحوارات التي تدور؟

د. حسام: أسباب الموت قد جاءت لكن انتهاء الحياة لم يقع بدليل الآية.

الآية الأخرى (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ) الإنسان عندما يوصي معناه لم يفارق الحياة إذن حضر الموت أيضاً لكن هذا الذي حضر الموت بشأنه لم يفارق الحياة بدليل أنه يوصي الإنسان يوصي وهو بكامل قواه العقلية، هذا في سورة البقرة . في سورة المائدة (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ (106)) الكلام على الوصية ايضاً نفس الدلالة. في سورة النساء (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ (18)) هو يتكلم .

المقدم: هناك فسحة في الوقت ، الموت حاضر يشهد .

د. حسام: نعم ورأى أسبابه وأيضاً هو أيقن بالهلكة فيقول تبت الآن .

المقدم: أليست هذه الفسحة الزمنية غبر متوفرة في أتى أوجاء؟

د. حسام: في أتى أوجاء ليس فيها هذه الصورة وإنما الذي يجمع هذه الكلمات هو الوصول إلى المكان بشدة قرب، شدة القرب قد ينبني عليها مفارقة الروح أو قد ينبني عليها مشاهدة اسباب الموت إما أن يشاهد أسباب الموت كأنه يعالج الموت، كأن الموت يريد أن يأخذه وهو يريد أن يبقى هناك معالجة للموت أو أنه يكون مجرد حضور في أواخر حياته لكنه لم يفقد الروح بعد ، أو يكون فقد الروح والسياق هو الذي يقرر ذلك، أما حضر فلاحظنا في كل موارد حضر كأنه جالس ، في سورة النساء (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ) (يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ) بالفعل المضارع تجدد واستمرار (حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ) يعني في لحظة حضور الموت بحيث هو يستطيع أن يقول، إذن هو لم يمت (وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) يموتون بالفعل المضارع يعني حينما يعالجون الموت يكونون كفاراً هؤلاء لا توبة لهم وهم يعالجون الموت، ما قال ولا الذين ماتوا وهم كفار. بعض المفسرون يقولون يوم القيامة لن تقبل منهم توبة ، أي توبة؟ لكن وهم يموتون في لحظة معالجتهم الموت لا تقبل كتوبة فرعون لم تقبل. فاستعمال المضارع مع هؤلاء يلفت الانتباه.

نحن حصرنا المواطن التي جاء فيها لفظة الموت مع حضر كما تقدم ، ومع جاء:

(جاء) في سورة الأنعام، (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61)) هاهنا جاء الموت الموت وصل اسبابه وصلت الذي يستوفي الروح كاملة الملائكة وهم الرسل (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) هذا حدث من لدن الملائكة.

في سورة المؤمنون (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ (100)) فهل (قال) هذه قالها وهو ينازع أم هل قالها بعد أن أخذت روحه وصار يطالب بالرجعة؟ معنى (رَبِّ ارْجِعُونِ) معناها غادر المكان ويريد أن يعود إليه ، معناها قبضت روحه.

(جاء) معناها في المكانين قبض الروح. ولاحظ السياق الكلام كان بالفعل الماضي مع الفعل (جاء).

أما الفعل (أتى) ليس عندنا في القرآن فعل جاء بالمضارع أو الأمر ، ليس هناك الحقيقة تفسير أو توجيه، ممكن أن يكون اكتفاء بمضارع يأتي، والدلالة متقاربة مجيء بيسر أو مجيء بقوة ولعله ثقل كلمة (يجيء) لاحظ الياء من وسط اللسان وسقف الفم، والجيم من نفس المخرج مع الفارق أن هناك انطباق ثم تعود الياء مرة أخرى ، هذا تحليل للصوت، يجيء وتنتقل للهمزة وهي غلق حنجري ، نحن لكثرة تداولنا لها نراها ميسرة ولكن لو حلّلتها تجد فيها صعوبة، أنه من نفس المخرج تجد ثلاثة أصوات الياء والجيم والياء، الياء الاحتكاكية والجيم والكسرة الطويلة هذه الأصوات الثلاثة من مكان واحد ثم يرجع الصوت للحنجرة بالغلق الحنجري، يثقل هذا . لكن (جاء) تتخلّص من الجيم إلى الألف وهذا الهواء الذي يهتز به الوتران .

المقدم: هذا درس صوتي جميل !

د. حسام: ثم ذهب إلى الهمزة، (جاء) استعملها القرآن.

المقدم: لكن هل هناك لمسة بيانية في عدم مجيء الفعل جاء بالمضارع يجيء أو بالأمر جِئْ مثل أتى ويأتي

أتوا ؟

د. حسام: كلها من أ- ت- ي ، أخف من حيث خفة اللفظ ولأنها خفيفة استعملت في مواطن ، جاء فيها شئ من القوة ومع الموت جاء يأتي بالمضارع .

المقدم: مرة يقول (أتى أَمْرُ الله) قيلت منذ 1430 عاماً، ما دلالتها مع أنها لم تأتي بعد؟

د. حسام: أمر الله هنا ليس القيامة، لقوله فلا تستعجلوه هذا نهي عن الاستعجال، بعض العلماء يقول (لا) هنا النهي فيه للتسوية كقوله تعالى (سواء عليهم أأنذرتهم) يعني سواء عليكم أستعجلتموه أم لم تستعجلوه هو أتى ، إشارة إلى القرب، أنت الآن لما يقول لك ولدك ياأبت وعدتني بأن تشتري لي كذا إذا حصل كذا فتقول له بالعامية جاءك هذا الأمر فلا تستعجل، أنت لم تشترها بعد لكن تطميناً له، فـ(أتى أمر الله) للتحقق و التوكيد فلا تستعجلوه، و(أمر الله) يقول العلماء انتصار المسلمين على الكافرين، لأن الكافرين كانوا يسخرون من الرسول عليه الصلاة والسلام ومن دعوته، والمسلمون كأنما كانوا يستعجلون أو يطلبون من الله عز وجل لو يأتي أمره بالانتصار فحدث وحصل الانتصار.

المقدم: لكن استخدام أتى مع الموت كيف تراه من خلال تتبع حضرتك لآي القرآن الكريم؟

د. حسام: أولاً مع الموت جاء الفعل يأتي بالمضارع، والسياق في سورة إبراهيم الكلام على الآخرة ، يعني هو في يوم القيامة وفي النار الكافر (مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ (16)) هو في جهنم (يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)).

المقدم: هذا مشهد من مشاهد القيامة في العذاب؟

د. حسام: هذا مشهد من مشاهد القيامة في العذاب يحدثنا عنها القرآن الكريم، هو صحيح مستقبل لكن أنت تحس أنه واقع. أنه يُسقى من ماء صديد.

المقدم: لكن المكان والزمان اختلف بالنسبة ل(جاء) و(حضر) و(يأتي)؟

د. حسام: (حضر) في الدنيا، و(جاء) في الدنيا، لكن (يأتي ) بصيغة المضارع بصيغة الاستقبال لأنه يحدثنا القرآن الكريم عن أمر سيقع يوم القيامة وأن هذا المعذب يأتيه الموت العلماء يقولون يعني يأتيه أسباب الموت ، كل لون من ألوان العذاب كأنه يؤدي به إلى الموت لكن هو لا يموت، (وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ) هذا في سورة إبراهيم (وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) يقولون يعني من أمامه وهذا نستعمله نحن في العامية نقول (ورايا شغل كثير) يعني ينتظرني، فإذن ينتظره عذاب غليظ فوق هذا العذاب الذي يراه كأنه قد جاءه الموت منه .

(يأتي) جاء في موضع آخر في سورة المنافقون (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم) خطاب لأهل الدنيا (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10)) إذن هذه الحالة حالة إتيان الموت وعدم وقوعه وهذه الحالة يوم القيامة يأتيه الموت ولا يقع (وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ) فمع الفعل يأتي استعمل مجئ الموت مع عدم الوقوع لكن القرب (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ) اقتراب .

المقدم: مع (حضر) يقع الموت بعد فترة زمنية؟

د. حسام: (حضر) تمهيد للوقوع، لكن هنا في الموضعين في استعمال يأتيه الموت يأتي كأنه ياتيه بسهولة ويسر كما يصل المتخفي إليه لكن لا يوقع الموت عليه لأنه في موضع عذاب (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي) هو ما مات ويطلب التأخير حتى يتصدق وحتى يكون من الصالحين .

وأعيد طرح السؤال على الدكتور حسام النعيمي في برنامجه الإذاعي لأن الإجابة لم تستكمل في حلقات برنامج لمسات بيانية فكانت هذه إجابته الكاملة على السؤال:
سؤال: ما دلالة تقديم المفعول به مع ذكر الموت (حَتَّىإِذَا جَاءَأَحَدَكُمُالْمَوْتُ)؟ وما الفرق بين حضر وجاء وأدرك وأصاب؟
جاء لفظ الموت فاعلاً في أحد عشر موضعاً في القرآن الكريم كله، جاء فيها جميعها متأخراً عن المفعول به، يعني المفعول به يكون متقدماً دائماً ووجدناه جميعاً للغاية والاهتمام وجعل السامع يتلهف لمعرفة الفاعل لأن أصل النظم في العربية نحن عندنا نظامان للجملة العربية: نظام المبتدأ والخبر ونظام الفعل والفاعل أو نائب الفاعل. نظام الفعل والفاعل يكون الفعل بعده الفاعل وبعده المفعول به ثم تأتي بقية التكملات، نقول: كتب خالد رسالةً في يوم كذا في مكان كذا، لما نقدم كلمة رسالة (كتب رسالةً خالدٌ) أو أكرم عمراً زيدٌ أو ضرب زيداً محمدٌ هذا المفعول به عندما نقدمه يكون الغرض من ذلك توجيه الإهتمام للمفعول به أكثر من توجه العناية والاهتمام للفاعل وأحياناً يتقدم على فعله فيقال زيداً ضرب خالدٌ، خالدٌ أكرم محمدٌ، كونه منصوباً معناه مفعول به مقدم. المفعول به مع الموت جاء متقدماً فكان قول العلماء أن هناك اهتمام بالمتقدم (بالمخاطَب) كما قال تعالى (إذا جاء أحدكم) يريد أن يتلهف ما الذي جاءه؟ (الموت)، (حتى إذا حضر أحدكم) من الذي حضرني؟ فيقال بعد ذلك الموت. ذلك التقديم للعناية والإهتمام والتلهف لمعرفة الفاعل.
وما دام في كلها جاء متقدماً كأنه إبعاد للفظ الموت وتقديم للمفعول به وحتى يكون كما يقول بعض العلماء نوع من التشوق لمعرفة الفاعل أنه من الذي سيفعل هذا وأبعد لفظة الموت يعني ما بدأ بها. إذن فيه تقديم إما للإهتمام بالمقدّم أو لإبعاد شبح الموت هذا لأنه حيثما وردت كلمة الموت فاعلاً المفعول به متقدم في أحد عشر موضعاً. بعض العلماء يقول: ذلك التقديم للعناية والإهتمام والتلهف لمعرفة الفاعل.
إستعمال الأفعال المسندة إلى الموت:
وجدنا أنه في أحد عشر موضعاً ورد الموت مع أفعال هي: الموت مع (حضر) ورد في أربعة مواضع، مع (جاء) ورد في موضعين، مع (يدرك) ورد في موضعين، مع (يأتي) ورد في موضعين، مع (يتوفى) ورد في موضع واحد. لما ننظر في الاستعمال القرآني لهذه الأفعال وما ورد في معجمات اللغة نرى أنها متقاربة المعنى يكاد يكون الذي يجمعها هذا القُرب. لما تقول جاء معناه صار قريباً، حضر معناه صار قريباً، أتى أيضاً معناها القرب، أدركه معناها القرب، توفاه أخذه كاملاً معناه قريب منه فلا يكون الأخذ إلا عن قرب، فيها معنى القرب لكن هل يصلح أن تكون كلمة مكان كلمة؟ لا، لأن كل كلمة لها معناها الخاص الجزئي فوق الإقتراب بالمعنى الذي جعلها خاصة في هذا الموضع دون موضع آخر. بصورة موجزة نقول لما ننظر في الآيات التي فيها كلمة حضر نجد معنى القرب لكن نجد المشاهدة والملامسة أحياناً، إقتراب إلى حد الملامسة، إقتراب شديد. لما نأتي إلى جاء وأتى مع فارق نجد معنى القرب الشديد وتحقق الوقوع في جاء وفي أتي في موقع مع الفارق بينهما: جاء يكون العمل فيها أظهر والعربية أحياناً تراعي الصوت. لما ننظر إلى حروف (جاء) مكونة من جيم وألف وهمزة، لما ننظر إلى حروف (أتى) مكونة من همزة وتاء وألف فالمشترك بين الفعلين ألف وهمزة والمختلف جيم وتاء وكلاهما صوت شديد بالتعبير الحديث يقولون صوت انفجاري يحدث نتيجة إنطباق يعقبه إنفصال مفاجئ في نقطة معينة في المدرج الصوتي فكلاهما متقارب لكن الفارق أن الجيم مجهور والتاء مهموس. الجيم يهتز معها الوتران الصوتيان ويكون هذا الصوت أظهر وأنصع وأحياناً من مخرج واحد أحد الصوتين مجهور والآخر مهموس. التاء والدال من مخرج واحد لسانك يكون في نفس الموقع لما تقول (قد) تقلقل نجد نوعاً من الرنين لكن لما تقول (قت) التاء مهموسة ليس فيها الجهر. المجهور أقوى وأظهر ولذلك نقول جاء أظهر من أتى أو فيه شيء من الجهر والقوة أكثر من أتى.
الإدراك يكون بمعنى القرب الشديد لكن فيه صورة تشعر بنهاية الفرار من شيء كأنما هناك فارٌّ ومن يلاحقه إلى أن يدركه فينتهي فراره وأيضاً فيها قرب لما يدركه ويوقف فراره. أدركه فيها معنى القرب وفيها صورة هارب وهناك من يلاحقه، من يدركه.
التوفّي: أخذ الشيء وافياً غير منقوص فيه معنى القرب لأن الأخذ يكون قريباً من ما يأخذ. هذه بصورة عامة.
حضر:
حضر يمكن أن تلمس فيها ما هو شديد القرب وشدة القرب ظاهرة في الآيات:
أولاً: في سورة البقرة (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي (133) البقرة) يعقوب u مفعول به مقدم للعناية لأن القصة متوجهة ليعقوب وليس للموت فقدمه للإهتمام به ثم ذكر الفاعل. إذن حضره الموت وهو يتكلم معناه الموت صار قريباً منه، شارف على الموت لكن وقوعه لم يتحقق، لم يمت بعد بدليل أنه كان يكلم أبناءه ويوصيهم فالموصي لم يمت بعد ولم يفقد وعيه بعد. فالموصي إنما يذكر وصيته أو يؤكدها وهو يرى أنه شارف على الموت أو أن الموت قريب منه لكن وقوعه لم يتحقق بعد بدليل أنه يتكلم ويوصي.
ثانياً: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) البقرة) إهتمام بالمتقدم وإبعاد شبح الموت الحقيقي. الآية في الوصية والموصي يكون في وعيه ويتكلم لكن ليس أن الموت اقترب منه.
ثالثاً: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ (106) المائدة) أيضاً الآية في الوصية.
رابعاً: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) النساء) التوبة المرفوضة هي التي تكون حين يشرف الإنسان على الموت ويدرك أنه صار قريباً منه كأن الموت لم يقع بعد بدليل أنه استطاع أن يتكلم فهو لم يمت بعد. وعلى هذا نقول أن كلمة (حضر) عندما تأتي مع الموت فيها معنى القرب والمشاهدة وكأنه فيها نوع من التجسيد للموت كأن الموت حيٌّ يحضر مع من يحضر حوله من أهل الذي ينازع فيشهد هذا الموت.
جاء:
أما (جاء) ففيه معنى القرب الشديد وتحقق الوقوع. هذا الفعل استعمل في القرآن بهذه الصيغة.
قال تعالى في سورة الأنعام (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61)) مجيء الموت هنا معناه وصول عمر الحيّ إلى نهايته فكأن الموت يخبر بهذه النهاية وتقدير الكلام: إذا جاء قضاء الموت على الحيّ توفت روحه الملائكة أي أخذتها وافية غير منقوصة. (جاء أحدكم الموت) أي اقترب منه ووقع حدث الموت. استوفت الملائكة روحه فيه القرب الشديد وتحقق الوقوع.
وفي سورة المؤمنون (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)) قد يقول قائل هم يتكلم ما أدركه الموت، كلا. الكافر يقول رب ارجعون بعد قبض روحه، الرجوع إلى الدنيا يريد أن يرجع إلى الدنيا بعد أن يخرج من الدنيا فإذن هنا معناه (جاء أحدهم الموت) أي اقترب منه وتاله وفارقته الروح. عند ذلك لما يرى ما يرى من هول الحساب يبدأ يقول رب ارجعون. طلب الرجوع إنما يكون لمن فارق الحياة وليس لمن هو في هذه الدنيا. موضعان في القرآن ورد فيهما (جاء) فيهما معنى المفارقة، مفارقة الروح.
يدرك:
في سورة النساء (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ (78)) الآية كأنما تصور من ينتقل من مكان إلى آخر هرباً من الموت والموت يسعى وراءه حتى يدركه أينما كان ولو كان متحصناً في بروج مشيدة قوية الجدران محكمة الأبواب. لما يدركه يكون قريباً منه ويقبض بعد ذلك. يُفهم من الآية أنه يموت قطعاً. يدرككم أي لما يصل إليكم وسيكون نتيجته مفارقة الحياة. وفيه صورة الملاحقة والهارب الذي يلحقه شيء. حتى في المجاز تقول أدركت ما يريد فلان أي تتبعت عباراته بحيث وصلت إلى الغاية من عبارته.
الآية الأخرى في سورة النساء (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (100)) هو مهاجر لما هاجر هاجر فراراً بدينه وحياته وهو خارج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله كأن الموت يسعى وراءه (ثم يدركه الموت) الخارج من بيته مهاجراً إنما خرج فراراً بدينه من أن يفتنه الكفار فهو فارٌ منهم لكن الموت يتبعه ويدركه في طريق الهجرة وهذا أجره عظيم فقد وقع أجره على الله كما قال تعالى (فإنه ملاقيكم) الموت هنا لم يأت فاعلاً وإنما إسم إنّ (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ (8) الجمعة).
يأتي:
في سورة ابراهيم (يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)) إتيان الموت المراد به إتيان أسبابه من وسائل العذاب لأن الكلام على المعذَّب بنار جهنم العذاب في جهنم بعد قيام الساعة (لا موت). (يأتي) هنا بمعنى إتيان أسباب الموت، أسباب التعذيب تصيبه وتلاحقه في كل مكان وتأتيه اسباب الموت لكن (وما هو بميت) لأنه في النار لا يوجد موت وإنما عذاب. الموت قريب منه بمحيء أسبابه لأن الإحراق من أسباب الموت لكن الإحراق بالنار يوم القيامة هو من أسباب الموت لكن لا يفضي إلى الموت فالموت قريب منه لكنه لا يقع.
وفي سورة المنافقون (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10)) هذا القول يصلح أن يكون قبيل الموت أو بعده لأن قوله (رب لولا أخرتني) (لولا) كلمة عرض كما تعرض تقول لولا زرت أخاك المريض أي أقترح عليك أن تزور أخاك المريض مع تحبيب الأمر. (رب) يتحبب إلى الله تعالى وما قال في الآية (يا الله لولا أخرتني) لأنه يرعض على الله تعالى أن يؤخره إلى أجل قريب يعطيه فرصة عندما أناه الموت. يمكن أن يقول قال هذه الكلمة التي فيها معنى الرجاء والعرض بعد وفاته أو يقولها في نفس لحظات وفاته. الإتيان فيه معنى المقاربة الشديدة وفي الموضع الثاني تحتمل الوقوع.
يتوفى:
ورد في موضع واحد في سورة النساء (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15)) جعل الله تعالى لهن سبيلاً بالحدّ عندما نزلت الآيات وأخبر الرسول r بحدّ مرتكبة الفاحشة. (يتوفاهن الموت) التوفي هو أخذ الشيء كاملاً غير منقوص. الموت لا يقوم بأخذ الشيء وافياً وإنما أُسند العمل إلى الموت على سبيل التوسع لعلاقة السببية لأن الموت معناه إنقضاء العمر الذي يؤدي إلى أن تؤخذ روحه وافية غير منقوصة، أنه يتوفّى. الموت ليس هو الذي يأخذ الروح لكن الموت إيذان بانتهاء العمر، ما بقي لهذا الإنسان من عمره شيء فهو ميّت. الذي يتوفى هذه الأنفس (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61) الأنعام) الملائكة التي تأخذ الروح وحتى الرسل الملائكة ليست هي التي تتوفى الأنفس لأن (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر) النسبة الحقيقية أي الفاعل الحقيقي لهذا التوفي هو الله سبحانه وتعالى، الملائكة وسيلة والموت سبب. الله سبحانه وتعالى ينسب أحياناً الفعل لغيره باعتباره الغير سبب أو مرتبط بأمره (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا (10) فاطر) حصر هنا العزة لله عز وجل وحده دون غيره وفي موضع آخر قال (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) المنافقون) إرتباط الرسول r بالله، هو رسول الله فمنحه الله تعالى العزة. كذلك هاهنا لما قال تعالى (حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) يعني يستوفي أرواحهن الموت أي يتوفاهن ملائكة الموت. قالوا كان ذلك عقوبتهن أوائل الإسلام فنُسِخ بالحدّ. في قوله تعالى (حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) جاء اللفظ بالإسناد إلى الموت على سبيل التوسع لعلاقة السببية لأن الموت نهاية العمر فهو سبب الوفاة والذي يتوفى الأرواح الرسل من الملائكة بأمر من الله سبحانه وتعالى فالذي يتوفى الأرواح على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى.

وقال الدكتور فاضل السامرائي":

ما الفرق من الناحية البيانية
بين فعل حضر وجاء في القرآن الكريم

الحضور في اللغة يعني الوجود وليس معناه بالضرورة المجيء إلى الشيءيقال (كنت حاضراً إذ كلّمه فلان) بمعنى شاهد وموجود وهو نقيض (الغياب) ويقال كنت حاضراً مجلسهم، وكنت حاضراً في السوق أي كنت موجوداً فيها.أما المجيء فهو الإنتقال من مكان إلى مكان، ولهذا نقول الله حاضر في كل مكان دليل وجوده في كل مكان.
وفي القرآن يقول تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله دكّاء) سورة الكهف بمعنى لم يكن موجوداً وإنما جاء الأمر. وكذلك قوله تعالى (فإذا جاء أمرنا وفار التنور) سورة هود.
إذن الحضورة معناه الشهود والحضور والمجيء معناه الإنتقال من مكان إلى مكان.
إذن ما الفرق الآن من الناحية البيانية بين قوله تعالى (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ
الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ )
سورة النساء {18}) () وفي سورة المائدة: (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ){106}) وقوله تعالى في سورة البقرة (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي ) {133}) وفي سورة المؤمنون (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {99}) وفي سورة الأنعام (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ {61})

القرآن الكريم له خصوصيات في التعبير فهو يستعمل كلمة (بررة) للملائكة وكلمة (ابرار) للمؤمنين. حضور الموت يُستعمل في القرآن الكريم في الأحكام والوصايا كما في آيات سورة البقرة وكأن الموت من جملة الشهودعلي الأحكام والوصايا (إن ترك خيراً الوصية) (ووصية يعقوب لأبنائه بعبادة الله الواحد).
أما إن يتحدث عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت فيستعمل في الكلام مجيء الموت كما في آية سورة المؤمنون يريد هذا الذي جاءه الموت أن يرجع ليعمل صالحاً في الدنيا فالكلام إذن يتعلق بالموت نفسه وأحوال الشخص الذي يموت. وكذلك في آية سورة الآنعام. كمايستعمل الفعل جاء مع الأجل(فإذا جاء أجلهم) وعن سكرة الموت (وجاءت سكرة الموت) ولا يستعمل هنا حضر الموت لأن كما أسلفنا حضر الموت تستعمل للكلام عن أحكام ووصايا بوجود الموت حاضراً مع الشهود أما جاء فيستعمل مع فعل الموت إذا كان المراد الكلام عن الموت وأحوال الشخص في الموت

منقول

أرب جمـال 6 - 4 - 2012 02:17 AM

وبارك الله بك أخي السيف على هذا النقل....وأقول بإختصار أن الفرق بين اللفظين مقرونًا بالموت:
حضر الموت:يعني أنه لم تخرج الروح من الجسد وما زال في النفس نفحة من حياة,, ومنه أشتق الإحتضار اي دنو الأجل, والدليل على هذا أن الذي يحضره الموت يتكلم بوصية أو نحوها, كما في قوله تعالى في يعقوب عليه السلام:" أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي"....فعند حضور الموتُ يعقوب سأل نبي الله أبناءه ما تعبدون من بعدي,فهو لم يفارق الحياة بعد, وكذلك قوله تعالى:" كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين"...وهذه أيضًا تدلل على ذلك حيث أنه ليس من العقل أن يترك وصية الميت.
وأيضًا قوله تعالى:" وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ"...والميت لا يتكلم بعد فراق الروح الجسد,وكذلك قوله تعالى:"يِآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ حِينَ ٱلْوَصِيَّةِ ٱثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ "...فحضور الشهود عند حضور الموت دليل على تكلم المحتضر وشهادتهم على ما تكلم به من كلام أو وصية أو نحوه.
وأما جاء الموت فيعني حدوث الموت ونفاد الحياة وخروج الروح من الجسد, كما في قوله تعالى:" وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُون"...فالحفظة هم الملائكة الذين يحصون أعمال الناس من خير أو شر, ويبقون في الإحصاء ما دامت الروح في الجسد فإن فارقت الروح الجسد توقف الإحصاء وتولت الرسل الأخرون التوفي وقبض الروح...وفي هذا دليل على حدوث الموت عند مجيئه.
وأيضًا قوله تعالى :" حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ"...فهذه الآية تبين بكل وضوح أن الموت قد تحقق , وأن روح الإنسا ن قد فارقت جسده البالي....وأما قوله بعد الموت "ارجعون" فهو بيان حال الكفار في الآخرة وما يتمنونه من عودتهم ليفعلوا الخير أو أن يسلموا لله الواحد القهار,
هذا والله أعلم

shreeata 6 - 4 - 2012 02:20 AM

جزاكم الله عنا كل خير
سلمتم
تحيات لكم

الغضنفر 6 - 4 - 2012 02:22 AM

بورك بك

ناجي أبوشعيب 6 - 4 - 2012 02:50 AM


منظومة أتى

أتى – جاء –أقبل - حضر

أتى :
هو أول الوصول من بعيد بمعنى أعرف أنك مقبل من بعيد ولكن لا أعلم المكان الذي أتيت منه وما هي نقطة انطلاقك فما دمت تلوح لعيني ولم تصل إليّ بعد يقال أتيتَ.
وأوضح الآيات في الفرق بين أتى وجاء هي في قصة سيدنا موسى عليه السلام..

ففي سورة القصص:
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) آية 30
و في سورة طه :
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى) آية 11
وفي سورة النمل :
آية 8 (فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .

ففي سور القصص ما إن لاح موسى من بعيد وقبل أن يصل تلقّى التعليمات وآداب المقابلة ونودي بأن يخلع نعليه فهم لم يصل بعد والآية تدل على أن الخطاب لموسى خطاب عام وفي هذا تأكيد من الله تعالى لموسى بأنه ليس واهماً ولم يصبه شيطان وإنما هو الله تعالى الذي يخاطبه (إني أنا ربك)

أما في سورة النمل فقد وصل وأصبح قريباً وأصبح الخطاب مباشراً وتلقى الرسالة من الله في هذا الموقف (فلما جاءها) أي وصل إليها.

وهكذا في القرآن كله حيثما وردت كلمة أتى يكون هذا هو المعنى (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18)) سورة محمد آية 18
الساعة نفسها بدأت بالمجيء لكنها لم تصل بعد أشراطها الصغرى جاءت لكن أشراطها الكبرى لم تصل بعد مصداقاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام (بُعثت أنا والساعة كهاتين).
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا أتت به من بعيد لأنها كانت في مكان قصيّ فلمّا وصلت ورأوا الصبي قاولا لقد جئت شيئاً فريا تعني لما وصلت إليهم ورأوه.
( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) سورة الحج آية 27 الناس يأتون من كل مكان إلى الحج كما في الحديث أن الله تعالى أمر ابراهيم بالنداء للحج وهو تكفل بإسماع الناس فمن لبّى كان ممن سيحجّ.
(وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) سورة الصفّ آية 6 الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصل بعد لكنه آت.
(أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) سورة النحل آية 1 الأمر أتى من الله وهو في طريقه للوصول ثم تحقق وجاء بعد سنوات.
(وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) هذه فئة قليلة جداً فمن من المسلمات من تأتي بالفاحشة أمام أربعة شهود، الأمر لم يحصل وورود كلمة نسائكم دلالة على نساء المسلمين ولم يقل من الناس لآن الفاحشة جاءت ممن هم غير المسلمات فسبحان الذي أحكم آياته.

جاء:
إذا اقتربت حتى جلست معي يقال جئتَ. وهناك فرق بين جاء وحضر وهو واضح في آيات القرآن الكريم: ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ 61 ) سورة الأنعام .. هنا الموت جاء ووصل بخلاف الآية الثانية (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ 106 ) سورة المائدة آية..فتدلّ على أنه كان جاهلاً فانتبه وعلِم.

حضر:
إذا كان هناك موضوع اتفقنا عليه سابقاً وجئنا لأجله فقط يقال حضر.
وحضر في الغالب تدلّ على جهد فكري ثقافي معرفيّ يتعلق بالعقل منها كلمة الحاضرة (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) سورة الأعراف آية 163
والحضارة هي ضد البداوة وفيها يكون النشاط الفكري والحضاري والفلسفة ووردت كلمة حضر في القرآن الكريم مشيرة إلى حركة ذهنية وعقلية (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ) سورة الأحقاف آية 29 بمعنى أن الجنّ حضروه للعلم.

أقبل:
والإقبال لا يكون إلا بعد التدابر كنا مدبرين فأقبلنا. يُقبل الناس على بعضهم لأن لهم شأناً مشتركاً يريدون مناقشته (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ 27 ) سورة الصافّات
( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ 30) سورة القلم..حصل شيء خطأ واجتمعوا لمناقشته وتصحيحه.

وأضيف على هذه الكلمات كلمة (ورد) والله أعلم:

وَرَدَ:
تقال لقصد الماء كما في قوله تعالى (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ 23) سورة القصص
وكما في قوله تعالى في قصة فرعون (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ 98) سورة هود آية 98.



منظومة آتى

آتى – أعطى – وهب - أهدى

آتى والإيتاء :
عندما يكون الأمر خطيراً ولا يقدر الإنسان على الإتيان بمثله مثل إيتاء الكتب السماوية لا يقدر عليها إلا الله تعالى لذا وردت الآيات في القرآن الكريم بكلمة آتينا للكتب السماوية ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ 87) سورة الحجر
( وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا 55) سورة الإسراء
وكذلك إيتاء الملك (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء ) سورة آل عمران آية 26
والرحمة (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ 28) سورة هود
والمال (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ) البقرة 177.. دليل على عظم حب المال بحيث يسمى اعطاؤه اتيان
والإيتاء يحتاج إلى قوة هائلة كما في قصة سليمان ( قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ 39 قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ 40) سورة النمل آية ولهذا أيضاً جاءت كلمة آتى مع الزكاة ( وآتوا الزكاة) لأنها تكون من خير الأموال والأفضل وفيه جهد أن يُزكي الإنسان بماله لحبّه الشديد للمال وعلى نسبة الإيتاء تكون الدرجات والجزاء من الله تعالى. والإيتاء يحتمل النزع من المؤتي فالله تعالى يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء.

أعطى والعطاء:
ناول والمناولة والتناول (حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 ) فيه مناولة
(إنا أعطيناك الكوثر) فهذا عطاء من الله تعالى لرسوله الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم وهذا حصل في رحلة الإسراء والمعراج أن أعطى الله تعالى لنبيه الكوثر وكذلك قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى 5 ) سورة الضحى .. لأن الله تعالى يوم القيامة يعطي الرسول صلى الله عليه وسلم الشفاعة حين يسجد تحت عرش الرحمن يدعو الله لأمته فيقول تعالى: إسأل تعطى واشفع تشفّع. والعطاء لا يمكن نزعه لأنه أصبح ملك المعطى إليه كما في قوله تعالى (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ 39 ) سورة ص.

وهب والهبة:
يكون عن سؤال واحتياج فالهبة لا تكون إلا عند الإستحقاق والحاجة فلما سأل موسى عليه السلام ربه (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي 29) سورة طه ..جاء رد الله تعالى (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا 53 ) سورة مريم ..
وكذلك دعاء المؤمنين (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا 74) سورة الفرقان ..والردّ يأتي ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ 49 ) وكون الله وهّاب يهب الناس على قدر استحقاقهم وحاجتهم وفي الغالب لا ينتظر الواهب الردّ من الموهوب إليه.

إهدى والهدية:
دليل المحبة وليس هناك احتياج لها فالانسان لا يهب للملوك وانما تهدي للملوك.
الرسول كان يقبل الهدية والهدية لا بد ان تُرد (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ 35) سورة النمل.



منظومة إبل

إبل – بعير

إبل :
الإبل يقع على البعران الكثيرة وهو جمع لا واحد له ومفردها ناقة أو جمل وهذه تُجمع على إبل (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ 17 ) سورة الغاشية آية 17.
والإبل تطلق على مجموعة الإبل من حيث تجمّعها (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ 3 ) سورة الفيل .. بمعنى متفرقة كقطعات الإبل والواحد منها أبيل.
وفي الإبل إعجاز كبير.
والإبل تخدم صاحبها إذا أحسن خدمتها واعتنى بها وإذا أساء لها تتربص به حتى تؤذيه ، وركوبه أصعب من ركوب الخيل لأن الراكب يحتاج إلى مهارة ليسقر على ظهر الإبل، وأطلق لفظ ركاب على الإبل في القرآن الكريم: (وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة الحشر آية 6.

بعير:
جمعها بُعرتن باعتبار بعره لأن بعر البعير فيه دلالة عليه ويعطي معلومات عن طعامه وحاله ومن أين جاء وكم مشى وغيرها كما يقال في المثل: (البعرة تدلّ على البعير)
وقوله تعالى:
(وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ) سورة يوسُف آية 65
(قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ) سورة يوسُف آية 72.

ناقة وجمل:
هي مفردات لكلمة الإبل.
(فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا 13) سورة الشمس
(إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) سورة الأعراف آية 40.


منقول ..


الساعة الآن 04:14 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى