منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الشعر والأدب العالمي المترجم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=127)
-   -   مختارات من القصص الشعبية اليابانية (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=6267)

أرب جمـال 27 - 4 - 2010 02:32 AM

مختارات من القصص الشعبية اليابانية
 
(1)

العفاريت ذات الأنوف الطويلة

يُحكى أنه ، في قديم الزمان ، كان هناك عفريتان ، لهما أنفان طويلان ، يعيشان في الجبال العالية في شمال اليابان . كان أحدهما عفريتاً أزرق والآخر عفريتاً أحمر . وكان الاثنان فخورين بأنفيهما اللذين يستطيعان مدهما مسافات بعيدة عبر الحقول ، وكانا دائماً يتجادلان عمّن أنفه هو الأجمل .
وفي أحد الأيام ، كان العفريت الأزرق يستريح على قمة الجبل ، حين شمّ رائحة زكية تنساب من مكان ما في السهول .
حينها قال لنفسه : "ياه ، ثمة شيء له رائحة زكية ، يا ترى ماذا عساه يكون؟"
ثم بدأ يمد أنفه أطول فأطول مقتفياً أثر الرائحة الزكية . وتمدد أنفه حتى عبر سبعة جبال وهبط إلى السهول ، وأخيراً انتهى به المطاف عند قصر لأحد الأثرياء .


في داخل القصر كانت ابنة السيد ، الأميرة "الزهرة البيضاء" ، تقيم حفلة . و كانت دعت إلى تلك الحفلة العديد من صديقاتها الأميرات الصغيرات الأخريات . وكانت الأميرة الزهرة البيضاء تعرض أمامهن كل مالديها من ثياب نادرة وثمينة وجميلة . وكانت الأميرات قد فتحن كنز الملابس وأخرجن مافيه من قطع القماش الرائعة ، تلك التي كانت تعطرها روائح البخور الفواحة . ذلكم هو العطر الذي شمّه ذلك العفريت الأزرق .

في تلك اللحظة ، كانت الأميرة تبحث عن مكان تعلق عليه تلك الأقمشة لتراها الأميرات على نحو أفضل . وحين رأت أنف العفريت الأزرق قالت : " أنظروا ، أنظروا ، إن أحدهم قد نصب لي قضيباً أزرقاً في الشرفة . لنعلق عليه الأقمشة"
ودعت الأميرة وصيفاتها فعلّقن قطع القماش الرائعة على أنف العفريت . وشعر العفريت الذي كان يستلقي بعيداً على قمة الجبل أن شيئاً يدغدغ أنفه . فأخذ يسحبه إلى حيث هو هناك على قمة الجبل .
وحين رأت الأميرات قطع القماش الجميلة تطير في الهواء ، دُهشن كثيراً وحاولن الإمساك بها ولكن بعد فوات الأوان .
وحين رأى العفريت الأزرق القماش الجميل معلّقاً على أنفه فرح كثيراً ، وجمع الأقمشة وأخذها معه إلى البيت . ثم قام بدعوة العفريت الأحمر ، الذي يعيش في الجبل المجاور لزيارته وقال له :"أنظر إلى أنفي الرائع . لقد جاءني بكل هذا القماش الجميل " .
شعر العفريت الأحمر بالحسد عندما رأى ذلك وتمنى ، من شدة الحسد لو كان بإمكانه أن يتحول إلى عفريت أخضر ، ذلك أن العفاريت الحمراء لا يمكن أن تُصبح عفاريت خضراء .
وبانفعال قال العفريت الأحمر موجهاً كلامه للعفريت الأزرق : "سأريك أن أنفي مازال هو الأفضل . ماعليك إلا أن تنتظر وسوف ترى"
منذ ذلك الوقت والعفريت الأحمر ظل يداوم على الجلوس على قمة جبله كل يوم ، يدعك أنفه ، ويتشمم الهواء . مرت أيام عديدة ولكنه لم يشم أية روائح عطره . نفذ صبره ، وقال :"حسناً لن أنتظر أكثر من ذلك . سأمد أنفي إلى السهول حيثما اتفق ، ومن المؤكد أنه سيعثر على شيء ذي رائحة زكية هناك "
بدأ العفريت الأحمر يمد أنفه أطول فأطول حتى عبر سبعة جبال وهبط إلى السهول ، وأخيراً استقر به المطاف عند قصر الثري نفسه .
وفي تلك اللحظة كان ابن الثري "الأمير الشجاع"وأصدقاؤه الصغار يلهون في الحديقة . وحين رأى الأمير الشجاع أنف العفريت الأحمر هتف : "أنظروا إلى هذا القضيب الأحمر الذي وضعه أحدهم هنا ، هيا بنا نتأرجح عليه" وأخذوا حبالاً قوية وربطوها بالقضيب الأحمر وصنعوا منها عدة أرجوحات . وراحوا يلهون ويلهون ! بل كان عدد من الفتيان يتعلقون بأرجوحة واحدة ويحلقون بها عالياً نحو السماء . وكانوا يتسلقون على القضيب الأحمر ويتقافزون عليه صعوداً ونزولاً ، بل إن أحدهم بدأ يحفر بالسكين على ذلك القضيب الحروف الأولى من اسمه .
كم كان ذلك يسبب من الألم الشديد للعفريت الأحمر المستلقي على قمة جبله ! لقد أضحى أنفه ثقيلاً لدرجة أنه أصبح لا يتمكن من تحريكه . ولكن حين بدأ ذلك الفتى يحفر عليه حروف اسمه سحب العفريت الأحمر أنفه بكل مالديه من قوة ونفض عنه جميع الفتيان . ثم سحبه إلى الجبل بأكبر سرعة ممكنة .
ضحك العفريت الأزرق ، وظل يضحك ويضحك على هذا المنظر . بينما العفريت الأحمر لم يكن ليملك إلا الجلوس ودعك أنفه قائلاً :"هذا جزائي بسبب حسدي للناس . لن أمد أنفي إلى السهول مرة أخرى" .



(2)

السيد قشة المحظوظ


يُحكى أنه ، في قديم الزمان ، كان هناك شاب اسمه "شوبي" يعيش في قرية في ريف اليابان .
وفي أحد الأيام ، لما كان عائداً إلى بيته من العمل في الحقل ، تعثرت قدمه بحجر ، وسقط يتدحرج على الأرض . وبعد أن توقف عن التدحرج ، اكتشف أن قشة قد علقت بيده .
قال : "حسناً ، إن القشة شيء لا قيمة له ، ولكن يبدو بأنه قد كتب لي أن ألتقط هذه القشة ، ولذلك فلن أرميها " . وبينما كان يمضي في سبيله ماسكاً القشة بيده ، جاءت حشرة اليعسوب تحلق وتئز فوق رأسه بصوت مزعج .

قال شوبي : "يالها من حشرة مزعجة ! سألقن هذا اليعسوب درساً لن ينساه" أمسك باليعسوب ، وربط القشة حول ذنبه ، ثم واصل السير ماسكاً اليعسوب ، حتى التقى بامرأة تمشي مع طفلها الصغير .



وحين رأى الطفل الصغير حشرة اليعسوب ، أرادها لنفسه ، بإلحاح وقال : "أماه ، أرجوك أن تحصلي لي على ذلك اليعسوب . أرجوك ، أرجوك !"
قال شوبي ، معطياً القشة للطفل الصغير : "خذ أيها الصغير ، سأعطيك اليعسوب"
أعطت أم الطفل إلى شوبي ثلاث برتقالات ، مما كانت تحمله معها تعبيراً عن امتنانها له .
شكرها شوبي ، ومضى في سبيله . ولم يمض وقت طويل ، حتى التقى شوبي ببائع متجول يكاد أن يُغمى عليه من شدة العطش . ولم يكن ثمة ماء في الجوار . أشفق شوبي على البائع وأعطاه كل البرتقالات ليتمكن من شرب عصيرها .

كان البائع شديد الامتنان ، ورداً للجميل ، أعطى شوبي ثلاث قطع من القماش .

مضى شوبي حاملاً القماش . والتقى بأميرة تستقل عربة جميلة يحرسها عدد كبير من الخدم والحشم .
نظرت الأميرة من نافذة العربة ، إلى شوبي ، وقالت :"آه ، ياله من قماش جميل هذا الذي تحمله . أرجوك أن تعطيني هذا القماش"




أعطى شوبي القماش للأميرة ، وهي بدورها أعطته مقابل ذلك مبلغاً كبيراً من المال .
أخذ شوبي ماحصل عليه من مال ، واشترى به حقولاً عديدة . وزّع الحقول على سكان قريته . أصبح لدى كل واحد منهم قطعة أرض خاصة به . عمل الجميع في حقولهم بجد ونشاط . ازدهرت القرية وشُيد فيها الكثير من المخازن الجديدة .








كان الجميع تنتابهم الدهشة حين يتذكرون أن كل هذه الثروة جاءت من القشة الصغيرة التي كان شوبي قد التقطها .

أصبح شوبي أكبر وجهاء القرية . كان يحظى باحترام كبير من جميع سكانها . وظل كل أهالي القرية ينادونه طيلة حياته "السيد قشة المحظوظ" .









(3)

الغرنوق الساحر



يُحكى أنه ، في قديم الزمان كان هناك رجل طاعن في السن ، يعيش في الريف وحيداً مع زوجته العجوز ، ولم يكن لديهما أطفال . وفي أحد الأيام كان الشيخ يمشي على جانب الطريق ، بمحاذاة حقل من حقول الرز ، حين بلغ سمعه فجأة صوت غريب : "فلاب فلاب فلاب" تتبع مصدر الصوت فعثر على غرنوق أبيض جميل واقع في فخ . قال الرجل العجوز : "يالك من طائر مسكين . سأساعدك على النجاة" وأطلق سراح الغرنوق ، الذي طار محلقاً عالياً في السماء .


عاد الرجل العجوز إلى البيت ، وبينما كان يحدث زوجته عن الغرنوق ، سمع طرقاً على الباب ، وسمع أحدهم يقول بصوتٍ رقيق : "هل أستطيع الدخول؟" فتحت المرأة العجوز باب البيت فوجدت فتاة صغيرة حلوة لطيفة .

قالت الفتاة الصغيرة : "لقد ضللت الطريق . أرجوكما أن تسمحا لي بالبقاء الليلة في بيتكما"
فرح الزوجان العجوزان فرحاً شديداً بوجود مثل هذه الفتاة اللطيفة في بيتهما . وحين أخبرتهما أنها يتيمة الوالدين ، طلبا منها أن تكون بمثابة ابنتهما ، وأن تعيش معهما على الدوام . وهكذا بقيت الفتاة الصغيرة معهما .

وفي أحد الأيام قالت الفتاة الصغيرة لوالديها الجديدين : "إذا وعدتما أن لا تنظرا إلي أبداً حين أعمل ، فإنني سوف أحيك لكما بعض القماش على النول الموجود في غرفة النسيج" ومنذ ذلك الحين كانا يسمعان صوت النول كل يوم : "تون .. كا .. را .. ري ، تون .. كا .. را .. ري" وفي بداية كل ليلة كانت الفتاة الصغيرة تعطيهما قطعة قماش جميلة حاكتها في ذلك النهار . كانت أجمل الأقمشة في العالم كله ، وكان يتوافد جميع الجيران لرؤيتها .



استبد الفضول بالمرأة العجوز ، وقالت لنفسها : "كيف بحق السماء ، يمكن لهذه الفتاة الصغيرة أن تحيك مثل هذه الأقمشة الجميلة ؟" وأخيراً ، وذات يوم اختلست النظر إلى داخل غرفة النسيج .
ياله من مشهد عجيب ذلك الذي رأته ! إن الجالس أمام النول لم يكن تلك الفتاة الصغيرة وإنما غرنوق أبيض جميل ، يستخدم ريشه الأبيض الناعم لحياكة القماش .
وفي ذلك المساء ، حين عاد الرجل العجوز إلى بيته ، خرجت الفتاة من غرفة النسيج وقالت : "إنني الغرنوق الذي أنقذته , لقد كنت أحيك القماش لأرد بعضاً من معروفك الذي تفضلت عليّ به في ذلك اليوم منذ زمن بعيد ولكن الآن ، وقد اكتشفتما أمري ، لم يعد بمقدوري البقاء معكما "


ندمت المرأة العجوز على فعلتها باختلاس النظر ، وبكى الرجل العجوز بدموع حارة ، ولما عرفا أن ابنتهما لم تكن في الواقع سوى غرنوقاً ، فقد تفهما أن عليها أن تعود إلى بيتها ، هناك في أعالي السماء .
قالت الفتاة : "وداعاً ، وداعاً ، وحظاً سعيداً لكما" وفجأة تحولت إلى غرنوق أبيض ساحر جميل ، وحلقت بخفة نحو السماء بجناحيها الأبيضين الجميلين .












(4)

الهاون السحري




يُحكى أنه في قديم الزمان ، كان هناك شقيقان يعيشان في قرية صغيرة في اليابان .

كان الأخ الأكبر يعمل بدأب طوال الوقت ولكن الأخ الأصغر كان كسولاً لا يصلح لشيء .

وفي أحد الأيام ، توجه الأخ الأكبر إلى الجبال للعمل هناك . وفيما كان منهمكاً في العمل أقبل إليه رجل عجوز وأعطاه هاوناً مصنوعاً من الحجر ، والذي يستخدم لطحن الرز أو الحنطة .

قال الرجل العجوز : "إن هذا هاون سحري ، سيعطيك كل ما تتمنى . أرجوك أن تأخذه معك إلى البيت"
كان الأخ الأكبر سعيداً للغاية . أخذ الهاون وعاد مسرعاً إلى البيت .

" أرجوك أن تعطيني رزاً . إننا بحاجة إلى رز" وبعد أن قال ذلك ، حرك العصا داخل الهاون ، وفي الحال بدأ الرز ينهال ، وأضحى لديه منه كميات كبيرة حتى أنه أخذ يعطي رزاً لكل من في القرية .



"هذا رائع ! هذه مساعدة كبيرة ، شكراً جزيلاً " لقد كان القرويون سعداء جداً ، أو بالأحرى أن الجميع كانوا سعداء ماعدا الأخ الأصغر الكسول ، فقد تمتم مع نفسه قائلاً : "أتمنى لو كان لدي ذلك الهاون . لكنت استخدمته استخداماً أفضل " وفي أحد الأيام سرق الهاون السحري وهرب به .


فكر الأخ الأصغر وهو يركض باتجاه الشاطيء : "لن يدركني , إذا ما بلغت المحيط أحد "
وحين وصل إلى الشاطيء عثر على زورق صغير . فأخذه وراح يجدف بقوة إلى أعالي البحر . وسرعان ما ابتعد وأصبح في وسط الأمواج العاتية .




توقف عن التجديف وبدأ يفكر ماذا عساه يريد أن يطلب من الهاون "وجدتها ! أريد كثيراً من الكعك الحلو الصغير اللذيذ " قال ذلك وبدأ يحرك العصا داخل الهاون . "أعطني كعكاً ! أعطني كعكاً !" وأخذ الكثير من الكعك الأبيض اللذيذ يتدحرج خارجاً من الهاون .
قال :"آه ، ياله من كعك لذيذ ! آه كم لدي الكثير منه !" إلتهم كل الكعك . أكل منه الكثير . كان الكعك حلو المذاق جداً لذلك شعر بالرغبه في تناول شيء مالح المذاق لإزالة الحلاوة الشديدة من فمه .

هكذا شرع يطحن في الهاون من جديد قائلاً :"أعطني ملحاً هذه المرة . أريد ملحاً . أريد ملحاً " فأخذ الملح يتدفق من الهاون ، ملح أبيض ولماع . واستمر الملح بالتدفق ...
صرخ : "كفى ! لدي مايكفي ! قف" ولكن الملح ظل يتدفق ويتدفق وامتلأ به الزورق فبدأ يغرق . وفيما كان يغرق مع الزورق كان يصرخ : " كفى ! كفى!"

ولكن الهاون استمر يعطي ملحاً ، بل والمزيد من الملح ، حتى عندما وصل إلى قاع المحيط ، ومازال يفعل ذلك .... وذلك هو السبب في أن ماء البحر مالح !!!



منقول

زمان البوح 29 - 4 - 2010 03:56 PM

أستمتعت جدا بهذة القصص الظريفة ......فائق شكري غاليتي .....

أبو جمال 15 - 5 - 2010 03:12 PM

شكرا على القصص الجميله والممتعه

جمال جرار 21 - 5 - 2010 01:20 PM

http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/29.gif


شكرا على الموضوع
وعلى هذه الجهود الرائعه





نشمي المنتدى


ليل الغريب 13 - 4 - 2015 06:29 PM

رد: مختارات من القصص الشعبية اليابانية
 
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص احترامي

B-happy 13 - 4 - 2015 08:10 PM

رد: مختارات من القصص الشعبية اليابانية
 
اشكرك على هذا الطرح القيّم

اختيار موفق

تحياتي والتقدير

سيما 13 - 4 - 2015 08:14 PM

رد: مختارات من القصص الشعبية اليابانية
 
روعة
يسلمو على الطرح

أبو جمال 14 - 4 - 2015 01:16 AM

رد: مختارات من القصص الشعبية اليابانية
 
سلمت يمينك على الطرح

تحياتي واحترامي

صائد الأفكار 14 - 4 - 2015 06:40 PM

رد: مختارات من القصص الشعبية اليابانية
 
اختيار موفق
تحياتي لك

~ مذهله ~ 17 - 4 - 2015 12:08 AM

رد: مختارات من القصص الشعبية اليابانية
 
سلمت الايادي على الطرح
كل الشكر والتقدير لك


الساعة الآن 07:18 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى