منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=11072)

صائد الأفكار 22 - 10 - 2010 02:46 AM

أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ
 
أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ !!
نادى الغلام : يا قتيبة ( هكذا بلا لقب )
فجاء قتيبة ، وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جُميْع
ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال : اجتاحنا قتيبة بجيشه ، ولم يدعُـنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..
التفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟
قال قتيبة : الحرب خدعة ، وهذا بلد عظيم ، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ،
ولم يقبلوا بالجزية ..
قال القاضي : يا قتيبة ، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟
قال قتيبة : لا ، إنما باغتناهم لما ذكرت لك ..
قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ؛
يا قتيبة ما نـَصَرَ الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.
ثم قال القاضي : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء ،
وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبق في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!
لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ، ولم تدم المحاكمة إلا دقائقَ معدودة ،
ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم.
وبعد ساعات قليلة ، سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو ، وأصوات ترتفع ، وغبار يعم الجنبات ،
ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا ، فقيل لهم : إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ،
في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به.
وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم ، إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ،
وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ،
ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ،
حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين
وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فيا الله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ،
أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ، ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟
والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم .
بقي أن نعرف أن هذه الحادثة كانت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز ،
حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة ،
فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم ، فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير.
هي قصة من كتاب ( قصص من التاريخ ) للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله ،
وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من ( فتوح البلدان ) للبلاذري ، طبعة مصر سنة 1932 م .

عاشقة الوطن 22 - 10 - 2010 02:57 AM




وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك




شكرا على الإفادة والطرح



أرب جمـال 22 - 10 - 2010 11:29 AM

فعلا انها اعظم واعجب محاكمة بالتاريخ
ارجو الله ان يكون هناك قضاة عادلون في عصرنا هذا
نرى هنا في هذه الرواية ان القاضي حكم لأهل سمرقند بدون شهود ونال اهل المدينة مطلبهم بخروج المسلمين ,, ولو اردنا ان نعكس الآية الآن كما يحدث في البلدان الواقعة تحت الاحتلال فهناك الكثير من الدلائل والمؤشرات والوقائع التي لا تبيح الاحتلال ومع هذا يجد المحتلين ان هذا حقهم , ويعتبرونه انتصار لهم..
ما اعظم الاسلام وما اروع ان نتمسك به وبعدالته السماوية..
شكرا صائد على هذه الواقعه التي تجعلنا نشكر الله اننا مسلمين..

جمال جرار 22 - 10 - 2010 11:45 AM

بارك الله بك صائد على القصة التي تحكي عن سماحة وعدل الاسلام وخاصة في زمن الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز
الف شكر لك

B-happy 22 - 10 - 2010 12:25 PM

محاكمة عادلة وفقا لديننا الاسلامي
نأمل ان يحذو باقي القضاة في عصرنا الحالي حذو هذا القاضي ويعيدو الاراضي المسلوبة عنوة الى اصحابها
مشكور يا ياصائد

بائع الورد 22 - 10 - 2010 12:33 PM

مشكور يا صائد على القصة الروعه وبارك الله بك

صائد الأفكار 23 - 10 - 2010 02:23 AM

اشكر مرورك اختي عاشقة
ولك مثل هذه الدعوة الطيبة التي دعيتها لي
كيف الجو في الشفا هذه الايام
صائد

صائد الأفكار 23 - 10 - 2010 02:32 AM

استاذة ارب دائما يوجد قضاة عادلون في كل العصور، المهم هو في النظام الذي يحتضن القضاء ويجعل له مكانة سامية وينفذ اوامر وحكم القضاء مباشرة ودون تأخير
اذكر بان احد الحكام واعتقد انه ونستون تشرتشل اذا لم تخن الذاكرة، سأل عن النظام الاداري في الحكومة هل لا يزال فعال ام تفشى فيه الترهل ، ثم سال عن النظام التربوي والتعليم فكانت الاجابة بان النظامين ليسوا بالمستوى الذي يجب ان يكونوا فيه بسبب ظروف الحرب، وعندما سأل عن القضاء فكانت الاجابة بانه حافظ على مستواه فاطمئن وقال اذا صلح النظام القضائي صلحت الدولة ويمكن اعادة بناء كل شئ مادام القضاء صالح

صائد الأفكار 23 - 10 - 2010 02:42 AM

ايتها السعيدة
القضاة كانوا من الدولة المنتصرة وليس من الدولة المهزومة
وتم الترافع حسب قوانين الدولة المنتصرة
اولا التحذير
ثانيا عرض خيارات للسلام
اما الجزية او الدخول الى الاسلام
والقائد الاسلامي لم يلتزم بهذه القوانين
انما اخذ الدولة واقتحمها بالخدعة كما ورد في متن المحاكمة انما الحرب خدعة
لكن بما ان الدولة الاسلامية في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز لم يكن هدفها فتح البلدان ونهب كنوزها انما فتح قلوب البشر وهدايتهم
تم اجبار جيش الفتح بأن ينسحب من سمرقند حتى لا ينسوا المجاهدين الهدف الرئيس من الجهاد وهو هداية وليس الحصول على الغنيمة
وكلما نسى جيش من المسلمين الاوائل هذا المبدأ كان يمنى بالخسارة فهذا ما حدث في احد عندما خالف الرماة اوامر الرسول صلى الله عليه وسلم وذهبوا للغنيمة
وحدث ذلك ايضا في معركة بلاط الشهداء عندما اثقلتهم الغنائم
واشكر مرورك على الموضوع

صائد الأفكار 23 - 10 - 2010 02:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بائع الورد (المشاركة 80767)
مشكور يا صائد على القصة الروعه وبارك الله بك

ياصاحب الشذى الجميل وبائعه بارك الله لك ببضاعتك وانفقها لنا واشكر تفاعلك مع الموضوع
صائد


الساعة الآن 10:03 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى