حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله موت الحجاج لما حضرت الحجاج الوفاة، وأيْقنَ بالموت، قال: أَسْندوني وأَذِنَ للنّاس، فدخلوا عليه، فذَكَرَ الموت وكربه، واللّحد ووحشته، والدنيا وزوالها، والآخرة وأهوالها، وكثرة ذنوبه، وأنشأ يقول: إن ذنبي وزن السموات والأ رض وظنّي بخالقي أن يُجابي فلئن مَنّ بالرضا فهو ظنّي ولئن مُر بالكتاب عذابي لم يكن ذلك منه ظلمًا وهل يظلم ربٌّ يُرجى لحسن المئاب ثم بكى وبكى جلساؤه، ثمّ أمر الكاتب أن يكتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان: أما بعد، فقد كنتُ أرْعى غنمك، أحوطها حياطة الناصح الشفيق برعيّة مولاه، فجاءَ الأسدُ، فبَطَشَ بالراعي، ومزّق المرعيّ كل ممزق، وقد نزل بمولاك ما نزل بأيوب الصابر، وأرجو أن يكون الجبار أراد بعبده غفرانًا لخطاياه، وتكفيرًا لما حمل من ذنوبه. ثم كتب في آخر الكتاب: إذا ما لقيتُ الله عنّي راضيًا فإن شفاء النفس فيما هنالكِ فحسبي بقاء الله من كلِّ ميتٍ وحسبي حياة الله من كل هالكِ لقد ذاق الموت من كان قبلنا ونحن نذوق الموت من بعد ذلكِ فإن مِتُّ فاذكرني بذكر محبب فقد كان جمًا في رضاك مسالكي وإلا ففي دُبِرِ الصلاةِ بدعوةٍ يلقى بها المسجون في نارِ مالكِ عليك سلام الله حيًّا وميتًا ومن بعد ما تحيا عتيقًا لمالكِ ثم دخل عليه أبو المنذر يعلى بن مخلد المجاشعي وقال: كيف ترى ما بك يا حجاج من غمرات الموت وسكراته ؟ فقال: يا يعلى: غمًّا شديدًا، وجهدًا جهيدًا، وألمًا مضيضًا، ونزعًا جريضًا، وسفرًا طويلًا، وزادًا قليلًا؛ فويلي وويلي إن لم يرحمني الجبار. فقال له: يا حجاج، إنما يرحم الله من عباده الرُّحماء الكرماء، أولي الرحمة والرأفة والتعطف على عباده وخلقه، أشهد أنك قرين فرعون وهامان؛ لسوء سيرتك، وتَرْك ملّتك، وتنكّبك عن قصد الحق، وسنن المحجة، وآثار الصالحين. قتلت صالحي الناس فأفنيتهم، وأَبَرْتَ عِتْرة التابعين فَتَبّرْتهم، وأطعت المخلوق في معصية الخالق، وهرقت الدماء، وضربت الأبشار، وهتكت الأستار، وسُسْت سياسة متكبرٍ جبار، لا الدين أبقيت، ولا الدنيا أدركت، أَعْززت بني مروان وأَذْللت نفسك، وعَمَرَتَ دُورهم، وخربت دارك، فاليوم لا ينجونك ولا يغيثونك إن لم يكن لك في هذا اليوم ولا لما بعده نظر. لقد كنت لهذه الأمة اهتمامًا واغتمامًا، وعناءً وبلاءً، فالحمد لله الذي أراحها بموتك، وأعطاها مناها بخزيك. فكأنما قُطِعَ لسانُه فلم يُحِرْ جوابًا، وتنفّس الصّعداء، وخنقته العَبْرَة، ثم رفع رأسه فنظر إليه وأنشأ يقول: ربّ إنّ العباد قد أيأسوني ورجائي لك الغداة عظيمُ (ذيل الآمال والنوادر ص 191) دعاء الحجاج عند الموت كان الحجاج يدعو حين حضرته الوفاة فيقول: اللهم اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنك لن تفعل. وكان يقول: يا ربّ قد حلفَ الأعداءُ واجتهدوا بأنني رجل من ساكني النارِ أيَحْلِفون على عمياءَ وَيْحَهُم ما علمهم بعظيمِ العفو غفّار إن الموالي إذا شابت عبيدهمُ في رِقّهم عتقوهم عتق أبرار وأنت يا خالقي أولى بذا كرمًا قد شِبْتُ في الرّق فاعتقني من النار قال الحسن البصري: والله إن نجا لَينْجوَنَّ بها. يعني بحسن ظنّه في الله وحسن رجاءه. (البداية والنهاية 9/4) قال ابن القيم – رحمه الله - : وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور ، وأن حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه وساعده وساق إليه : فهو صحيح ، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي : فهو غرور ، وحسن الظن هو الرجاء ، فمن كان رجاؤه جاذباً له على الطاعة زاجراً له عن المعصية : فهو رجاء صحيح ، ومن كانت بطالته رجاء ورجاؤه بطالة وتفريطاً : فهو المغرور . " الجواب الكافي " ( ص 24 ) . |
رد: حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
روعة بجد
ربنا يتولاه برحمته |
رد: حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
علينا ان نحسن الظن بالله في كل وقت
شكرا على ما قدمت تحياتي ويعطيك العافية |
رد: حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
تسلمو الايادي وما يحرمنا مواضيعك
مودتي والتحية |
رد: حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
جزاك الله عنا الخير
سلمت ودمت ولا حرمنا الله جديديك مودت |
رد: حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
حروف من ذهب
جزاك الله خيرا |
رد: حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
رووعه
يسلمو عالطرح الراقي |
رد: حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
ابو المنذر كان الاولى ان يدعو له خاصة وانه على فراش الموت
يسلمو على الطرح ارق تحية لك |
رد: حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
شكرا على المرور والردود
تقديري لكم |
رد: حسن ظن الحجاج بن يوسف الثقفي بالله
انا عند حسن ظن عبدي بي
الله اعلم بنوايا العباد يسلمو يا عسل |
الساعة الآن 03:34 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |