منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   خواطر قصصية - أرب (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=172)
-   -   أحــببت الغــــريب - بقلمي : أرب (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=284)

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:40 PM

[gdwl]
أحياناً في البعد عن الحبيب نجد فرصة في مراجعة الذات ويكون حكمنا على مجريات الأمور أفضل .. سأعود بعد أن أعطيت لنفسي إجازة وفرصة للوصول إلى قرار .. ربما يكون هو الصواب ..
نعم سأعود ,, لكني سأمضي في حياتي وليكن القدر بيننا ,, !
لا أنكر أنني طوال الطريق كنت افكر به .. وأشتاقه كلما اقتربت من الوصول إلى بيتي أكثر ..
تُرى ما أخبار الحديقة ؟ هل اشتاقت لوجودي أم أنها ما عادت تنتظرني كما كانت ..؟؟
دفتر يومياتي .. هل ما زال كما تركته ؟؟
الزمن يترك بصماته حتى على الصخر .. ولا أنكر أنه ترك بصمات عميقة حتى على ملامحي .. وفي أعماق قلبي ..
لم يكن هناك أي باقة وردٍ على عتبة الباب !
طار صوابي وأيقنت أنه يعاملني وبنفس أسلوبي .. أتراه يريدني أن أبحث عنه ؟؟
هل انتهيت من حياته وللأبد؟
غريبة أنا عن عالمي .. وما أصعبها غربة حين تستيقظ الأنوثة في امرأةٍ يوماً بعدما خمدت دهراً لتقتلها كذبة !
فتحت النت ,, لعلي أراه موجوداً .. حتى بريداً منه لم يصلني ! هل كنت رواية من رواياته التي انتهت بنهاية مفتوحة وللقاريء أن يُخمّن ويضع النهاية بنفسه ؟؟
ولكن لمَ لا أبادر بالإتصال به ِ ؟؟
قررت أن اشحن الهاتف الذي ركنته زمناً ,, وأتصل به ..
( الهاتف المطلوب مُغلق حالياً .. يُرجى المحاولة فيما بعد )
وحاولت .. وحاولت وحاولت .. عبثاً .. فلا أسمع سوى نفس العبارة ..
بدأت أدخل المنتديات وأقلّب صفحات النت .. وبدأت أكوّن صداقات وبدأت لي حكايات جديده ..
لا أنكر أني أحنّ إلى الحديقة ولكن النت بدأ يأخذني منها شيئاً فشيئا .. وبدأت أفقد شكل المدينة , ولسعة الهواء .. وأعتقد أني احتجبت عن ضوء النهار أيضاً !!
لكنه ما غاب عن بالي لحظة ,, هل وصل بي الحب أن أعشقه حد التقوقع على ذاتي
بدأت أفقد الرغبة في الكتابة ,, كتابة يومياتي .. ماذا تفيدني الكتابة إن رحل عن زماني من أكتب عنه ,
وله أيضاً؟؟

هل سيعود ؟؟ وهل سألتقيه مرة أُخرى ؟؟

يتبع






[/gdwl]

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:40 PM

[gdwl]
http://s303.photobucket.com/albums/n...th_flowers.jpg

ما زلت أحنّ اليه .. وما زال قلبي يرتعش حين أذكره وأذكر ابتسامته ,, أضحك حين أتذكر بعض المواقف الطريفة التي مررنا بها .. وأتذكر يوماً حين أخذته لنجلس على سور أحد المنازل قبالة أحد الفنادق الكبيرة في العاصمة .. كنت قد أحضرت بعض المعجنات والقهوة .. وجلسنا طويلا ,, بالرغم من أن نتوءات الجدار أتعبتني وآلمتني , الاّ أنني بقيت متحملة الألم على الذهاب إلى مكان آخر ..
- أرأيت ما أجمل الحرية ؟ في الخارج ترى الطبيعة على حقيقتها , ترقب المارة وتقرأ الكثير في ملامح وجوههم وثيابهم ,, وتستنشق الهواء النقي .. رغم برودة الجو .. تستمع إلى حفيف الأشجار وهي تحتمي من لسعة الهواء ,, تتمايل مع الريح ولكنها تبقى صامدة لتعود إلى ثباتها مع توقفه .. هنا تتعانق الأغصان سوية بعد فصول الإغتراب مرة أخرى ..
هل سيعانقني يوماً وأحس بقربه أكثر ؟؟ سؤال خطر ببالي وراودني أن أعانقه تلك الأمسية قبل أن نرحل ,, ولكن خجلي منعني ..
تبسمت هنا واستعدت تفاصيلاً أكثر ..
= ما أجمل نظرتك للحياه !
هذا كان رده في تلك الأمسيه ..
هل تشيخ الذاكرة كما يقولون ؟ أعتقد أنّ ذاكرتي لن تشيخ أبداً ما دمت أذكره وما دامت حياتي باقية على حبه ..
لمَ لا أخرج الآن وأستعيد بعضاً من ذكرياتي معه ..؟؟
ما أجمل المساء وما أجمل الأرصفة حين تكون ساكنة هادئة , إلاّ من بعض المارة .. وسيارات تسرع بالعودة لنقل من فيها حيث عالمهم .,

ما أجمل اضواء المدينة حين تكون خافتة وتتدارى بحياء خلف ضباب يلفّها ويحاول إضفاء جوّ من أجواء الشتاء !
لبست معطفي , ووضعت يداي في جيوبه وسرت في الطرقات .. آهٍ كم أحبّ التسكع ليلاً وحيدة في شوارع المدينة ,, مررت بأماكن كان لي فيها بعض مواقف وحكايات ,, معه ,,
مررت ببائع متجول يبيع شراب السحلب ,, اشتريت كوباً ساخناً .. تلقفته بين يداي المرتعشة بعض الشيء من لسعة خفيفة من البرد وبدأت بشربه ,, سرت طويلاً ,, مررت بعاشقٍ يجلس مع حبيبته حيث جلسنا أنا وإياه يوماً ..هو يتكلم وهي تبتسم , ُترى ماذا كان يدور من حديث بينهما ؟ وهل سيتركها يوماً كما تركني الغريب ؟؟ .. تذكرت كل كلمة قلناها حين كنا نجلس مكان هذين العاشقين,, أحسست بالغيرة .. وبالهزيمة مرة أخرى .,
وفي طريق عودتي إلى البيت ,, كان طيفه معي .. يحدثني وأحدثه وعاتبته طويلاً .. تسلّلت إلى مسائي بعض الهموم , وما بين الحنين ومرارة الرحيل .. وما بين ألم الفراق الذي بسط رداءه فوق جسدي وذاكرتي ,, وجدتني أسير في الشارع وحيدة ,, بكيت كثيرا .. ومررت بالحديقة ,, ومن خارج سورها مسكت بكلتا يداي قضبان الحماية الحديدية فوق سورها .. وقرأت الفاتحة على روحي التي دفنتها هناك .. وغطتها أوراق الخريف .

http://tbn3.google.com/images?q=tbn:.../1982_37_1.jpg

//



يتبع




[/gdwl]

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:41 PM

[gdwl]
http://tbn1.google.com/images?q=tbn:...seat-stone.jpg

ما زال المقعد خالياً مني ومنه ,, مهجوراً ينتظر عودتنا ., أنظر اليه حالمة لعله يظهر من بين وجدٍ وولهٍ اعانيه ومن بين صمت يلفّ المكان هنا كمقبرة ..
لماذا كلما غاب أكثر يسيطر على ذاكرتي أكثر ويسلبني راحتي أكثر وأكثر ؟؟
هل وصل عشقي له حد الجنون والهذيان لأسير بالشارع لوحدي هنا ؟؟ لأقف على أطلال باتت تنتظر مجيء من سكنوها وعمّروها يوماً ؟؟
هناك أشياء في الحياة تمرّ بنا ولا نعرف لها سبباً ,, وسر سعادتنا أو شقائنا ربما يكون في معاناتنا ,,!
إلهـي ,, لم يبق في مقلتي دمع إلاّ وذرفته لأجله ,, فارحمني قليلاً ,, ما عدت أحتمل .. وصليت لله أن ينسيني إيّاه .. صليت كثيراً ودعوت الله كثيراً .. كأنه كُتب علي أن أعشق الغريب بكل جوارحي وأن يسري في جسدي مسرى دمي ودمعي أيضاً ..
عدت الى البيت أقبّل أزهاره القديمة ,, ولأفترش بعض هداياه فوق سريري وأتأملها بصمت ,, وأحتضنها لحظة .. لعله ترك بعض من بصماته عليها .. أو تأتيني بعض أنفاسه من بينها.
ربما تكون اشياؤه بعض عزاء لي ,, لكن ما نفع العزاء إذا كان صاحب العزاء قد رحل ؟؟
سأحضر لوحة وأرسم صورة له .. سأعلقها في بيتي , سأحدثها وأحاول أن ابوح لها كل شيء ,, وأي شيء أردت أن أبوحه له قبل أن نفترق ..
لا أدري كم مضى من الوقت وأنا أرسم صورته .. لكنني أنهيتها .. وأنهتني هي أيضاً ..
كم كوباً من القهوة شربت ؟؟ !! وهل سيرى صورته يوماً ؟؟
ما نفع الهاتف الذي أهدانيه إن لم أتحدث معه ؟
لكن لا بأس, سأعيد شحنه لعله يتصل !
ما أصعب الإنتظار , لكنه طريقنا إلى أملٍ وإن كان ضعيفاً ..
سأنام .. لعله يأتيني في الحلم .. لن اتفقد بريدي لهذا اليوم .. لن أتفقده أبداً ..
... لكنني .... تفقدته على أمل ..
لماذا اعترف لي بحبه ورحل ؟؟ لماذا ؟؟ أقلقني هذا السؤال أكثر ..


http://tbn1.google.com/images?q=tbn:...s/image001.jpg






يتبع




[/gdwl]

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:41 PM

[gdwl]

http://www.dohaup.com/up/2009-03-14/dohaup_77131962.jpg



سجلت في غيابه تسعون ورقة خريفية من أوراق الحديقة .. أحس أن بيتي مزدحماً كثيراً .. رغم وجودي به وحدي ووحدي فقط !


يسجل حضوره كل لحظة في ناظري ويغيب ليحضر مرة أخرى .. أما آن الأوان لأنساه ؟؟ لماذا يرسل طيفه ليلاحقني في كل حركة وكل نسمة هواء تعبر أنفاسي ؟؟ لماذا يقتحم كل لحظة في حياتي ؟ ويغتال الزمن بغيابه عنّي ؟؟ هل يشتاقني كما أشتاقه؟ كيف لي أن أعرف ؟


متى سأفتح ستارة غرفتي ليعبر الهواء إليها وإلى وكل خلية من خلايا جسدي التي ضاقت منه وكرهت تواجدها به ؟؟


هذا الظلام الذي يحيل نهاري إلى عتمة ما عدت أطيقه , وما عدت أطيق هذه الجدران البائسة التي تحمل صوراً لربيع مضى خلفه ربيع وربيع ..


تباً لزاوية كانت كل ملاذي حين لم يكن في حياتي فباتت الآن كل قهري وشقائي ..


سأشعل النور فما عاد ضوء النهار يكفيني .. وسأتصفح جريدة الصباح .. سأحاول أن أحل الكلمات المتقاطعه ..


صعب أن أجري دوماً باحثة عن شيء يذكّرني به .. ألا يكفيني أنه يسكن أعماقي ويأبى الرحيل حتى وإن رحل عن عالمي ؟


أشتقت له .. وكرهت غيابه المفاجيء .. وكرهت انتظاري الطويل لا لأحد الاّه ..


صبّرني يا الهي على ما أعاني ..


////




يتبع
[/gdwl]

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:41 PM

[gdwl]

http://www.dohaup.com/up/2009-03-14/..._410337696.jpg

تباً لهذا القلب الذي يحمل حباً للغرباء .. ولا يجد متسعاً لأن يحب من استوطن به وسكنه !!
أيّ أرض تحملك الآن أيها الغريب وأي سماء تظلّلقامتك ؟؟
سامحيني يا نفسي إن أهملتك وعذبتك معي ... وسامحني يا من كنت معبدي من اهمالي لك أيضاً ..
سأحاول أن أطوي صفحته وأمزّق صورته .. هذا إن استطعت .,,
أقلامي تتكلم بصمت وتكتب بعض حروف لا أفهمها .. خربشات فوق جرائدي الملقاة هنا عند أطراف السرير .. وجسد يتهاوى فوقه ويتكور ,, لسعة برد خفيفة جعلتني أضم يداي فوق بعضهما .. نظّارتي سقطت على الأرض .. أعجز حتى عن رفعها !!
لا أدري إن كنت غفوت .,, ولا أدري كم مضى من الوقت .. كأنّ ساعات البيت كلها خرساء .. توقفت عند زمن وما عادت تمضي .. أتساءل : كم الساعة الآن ؟

http://www.dohaup.com/up/2009-03-14/..._301895594.jpg

المدينة تصحو على زكام ,, زخات من المطر .. رعد خفيف .. وبلابل وطيور تحلق مسرعة للإنضمام إلى قافلة غادرت قبل مده .. ما أجمل المدينة حين يكتسحها الضباب عنوة عنها .. يضم كل ركن فيها ويلامس معالمها وهي خانعة له .. وهذه الشوارع التي طالما عافت أقدام المارّة واتشحت بسواد الإطارات حتى بات قلبها أسودا ,, أصبحت تنتظر عدالة السماء وتنتظر أن تغتسل وتتوضأ استعداداً لميلاد جديد وصلاةٍ جديده.,
وقفت خلف نافذتي وقد غابت عني ملامحه .. لأول مرة منذ أن عرفته بدأت أفقد بعضاً من جاذبيةٍ وحنين إليه .. كأنّ الله سبحانه وتعالى استجاب لي ورثى لحالي ..
أحسّ بنشاط خفي يدبّ في جسدي رغم تقهقر السماء وايذانها بعاصفة أو ربما ستسكب بعضاً من دموعها التي حبستها منذ زمن !
ألا يبكي كل شيء من خشية الله !! ستبكي وستعلّمني أن للبكاء وقتاً لا بد أن ينتهي ..
قضيت بعض الوقت على النت أقرأ وأتصفح بعض المواضيع التي تجتذبني .. وقمت لأتفقد بعض شؤون منزلي الذي ما عدت اعتني به كما كنت قبل أن اعرفه ..
وكسر قلقي وصمتي ما لم أكن اتوقعه ,, رغم أني كنت أصبو إليه !!
//

يتبع






[/gdwl]

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:42 PM

[gdwl]

http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...lth.419519.jpg

عادت مملكتي تكتسي بحلة جديدة .. وبثوب شتوي جديد ,,ورن جرس الهاتف بعد أن أصابه الخرس زمناً طويلاً .. وصدقاً لم اسرع لألتقاطه والرد على المكالمة .. توقعت أن يكون المتصل قد أخطأ الرقم !!
كان هو على الطرف الآخر !!
= مساء الخير أميرتي
ببرود لم يكن ليصيبني يوماً رددت : مساء الخير
= ها أنا قد ُعدت ..
- أهلاً وسهلاً .. وأين كنت حتى تعود ؟
= سأخبرك حينما أراكِ .. متى سأراكِ يا أميرتي ؟؟
- ومن قال لك أنّ أميرتك ما زالت في انتظارك ؟؟ لن تراك أميرتك بعد اليوم ولن تراها ..
= أرجوكِ دعيني أوضّح لكِ كلّ شيء وقرّري فيما بعد إن كانت أميرتي تستطيع أن تستغني عني بعدها .. سنلتقي في الساعة الرابعة مساء ..
يعجبني الرجل الواثق من نفسه كثيراً .. وكم كنت اتمنى أن يكون هناك في حياتي شخص يقودني إلى عالمه .. لا أن ينقاد هو لعالمي .. ُيسطر على انوثتي ويحتويها ,, لآ أن أن تُخضعه فتتلاشى رجولته أمامي ..
أريد رجلاً .. يقودني كمهرة .. ! وأظن أنه هو .. الغريب ..
ترى هل يحق لي بعد الآن أن اسمّيه الغريب .. ؟؟
= أميرتي .... حبيبتي ... أنا هنا ..
قالها بدلال .. وأردت أن القنّه درساً وأردّ عليه بالرفض .. لكن عاطفتي تجاهه فضحتني .. وصوتي الذي يريد أن ينطق بالقبول فضحني أكثر ..,,!
- أرجوك .. لدي ما يشغلني في هذا الوقت ..
= مهما كان ما يشغلك فأعتقد أنك تستطيعين تأجيله .. أعلم أني محقوق لكِ ومدينٌ لكِ باعتذار ..
أيّ اعتذار هذا الذي يدين لي بهِ ؟؟
بقرارة نفسي كنت اسجّل اعترافاً .. وإن لم يكن هناك أيّ اعتذار سأقبل .. أيّ درس هذا الذي سألقنه له ؟؟ جنون هذا الذي يطوف بمشاعري الآن ويجعلني مشوشة ,, رغم حبي الجارف له .. ُقلت بصوت خافت وكأني على مضض أقول .. رغم أنّني أحسست أنّ خطواتي تكاد تسبقني إليه .. وأنّ روحي تعانقه .. وستبقى ملتحمة به !!
- حسناً سنلتقي ..
تُرى ما الذي دعاه لأن يتصل بعد غياب طال .. وانقطاعٍ غير مبرّر؟؟
سيراني وبنفس الثياب التي رأيته بها أول مرة .. لن استعد للقاءه بابهى زينة وأجمل وجه .,
وجاء الموعد بعد أقل من نصف ساعة .. وخرجت وإذا به يحمل بوكيه ورد وينتظرني في أول الزقاق .. وقف متكئاً أمام مقدمة سيارته .. يلف رقبته بلفحة أنيقة ومعطفٍ أنيق .. و .. دبّ في الشوق اليه من جديد وربما أعمق من كلّ مرة..
لا أدري كيف بدأ الكلام بيننا وكيف كانت بداية اللقاء .. لكنني كنت كالغريبة التي تاهت في الزحام .. فتهت بين مشاعري العميقة له وبين كبرياء تأبى الاّ أن تفرض نفسها علي وفي هذه اللحظة بالذات .. عانقني بكل حرارة .. حتى اني أحسست أنّ حرارة جسده سرت إلى كل مسامة في جسدي وألهبتها ..
لأولّ مرة يعانقني .. ولأول مرةٍ أحسست بحياء الأنثى يعتريني فوقفت بين يديه واجمة مسلوبة الإرادة ..
وكم تمنيت لو أبقى بين يديه هكذا طوال عمري ..
ما الذي يخفيه عني ؟؟
وما الذي ابعده عني طوال هذه الفترة دون أن ُيبدي الأسباب ؟؟
هل سيبوح بشيء جديد ؟ أم أنه سيلفّق حكاية وعليّ أن أصدقها من جديد ؟
وهل ستصفح اميرته ؟؟!
سؤال سأترك للأيام إجابته , وسأترك لقلبي الحكم في النهاية..
كلما تحركت السيارة , كلما ازداد خفقان قلبي .. أحس قلبه يخفق بشدة .. كأن دقات قلبه صدى لدقات قلبي ,, أو العكس !!
يد على مقود السيارة ويد تمتد لتداعب خصلات شعري ,, أحاول أن ابعد رأسي لكي لا تطاله يده ,, رغم أنني اتمنى لو تطال يده كل رأسي ,, أو يحتضنني كما فعل قبل دقائق .. لكني تماسكت .. اريد أن اعرف ما الذي ابعده طوال هذه المدة وما الذي أعاده فجأة .. أتحرق شوقاً لمعرفة السبب ..
- ما الذي أعادك ؟؟ وما الذي أبعدك ؟؟
- حكاية طويلة .. سأطلعك على كل تفاصيلها ولن أخفي عنكِ شيئاً .. الوقت أمامنا وستعرفين كل شيء..
- وهل تتوقع مني أن أصدقك بعد ما بدر منك؟ لقد تركتني فجأة ودون أن تخبرني إلى أين ستذهب ومتى ستعود ؟؟
هل تظنني سأبقى تحت رحمة حضورك وغيابه ؟ ولماذا تتوقع مني أن ابقى انتظرك ؟؟
- معك كل الحق فيما تقولين ولكن .., دعيني أعيش سعادة اللحظة الآن وأنا قربك ؟؟ لا تستطيعين أن تتصوري كم كنت أعدّ اللحظات التي ستجمعني بكِ ؟؟ كم رجوت الله أن اعود فقط لأراكِ .. أنت أغلى ما في حياتي ولن أفرّط بلحظة بعد اليوم وأبقى بعيداً عنكِ.
- لكنك فرّطت في اللحظة التي كنت أنا بحاجة لأن أكون قربك بها وما سألت عني وعن مشاعري وحالتي كيف ستكون بغيابك ..
- ستعذريني .. أنا على يقين بأنكِ ستعذريني ..
- ولمَ عليّ أن أعذر أنا دوماً ولا أجد من يعذرني ؟؟؟
هل هي قسمتي بأن يبتعد عني أقرب الناس إلى قلبي دوماً دون ابداء الأسباب .. وحين يعودون عليهم أن يجدونني دوماً في انتظارهم .. كما كنت دوماً مرحبة بحضورهم ووجودهم ؟
لماذا لا يشعرون بأني امرأة تحتاجهم إلى جوارها كل لحظة مثلما يحتاجونها الى جوارهم ,, ولكن وقت يشاءوا لا وقتما تشاء هي ؟
- أنت مثل كل من عبروا في حياتي .. لن تختلف عنهم أبداً .. ولماذا تختلف وأنت مجرد غريب عني ولا يربطني بك شيء؟
بعض وقت أصبح من التاريخ ,, قضيته معي حسب رغبتك انت لا حسب رغبتي وإرادتي ..
أنت موجود الآن وغداً ستعود وتختفي .. لن أمضي ما تبقى من حياتي في انتظار .. لن تعبث بمشاعري بعد الآن ..
يكفي أن أُسجّل ولو لحظة انتصار في حياتي يوماً أمام من تجرأ على هزيمتي .. ولو أنني سأكون المهزومة أمام نفسي وللأبد إن سجّلت هذا الإنتصار الذي أزعمه.,

http://i0.tagstat.com/image02/5/bf1d/000s050JrYt.jpg

//



يتبع
[/gdwl]

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:43 PM

[gdwl]
كصفحة البحر .. انعكست على وجهه كل ما يخفيه في أعماقه .. لكنه رغم ثورة ما.. يقاومها ,, بقي يتصنع الهدوء .. وبقيت كمن تقف أمام محطة قطار تنتظر عربة , تعلم أنها تقلّ كنز عمرها فيه ولم تصل ..
أنتظر ما يخفيه عني ..

بُح لي ولو بكلمة .. لا تكترث لهذا التمثيل الذي امارسه أمامك .. آآآهٍ لو تدري كم اشتاق لأن تضمني كما فعلت قبل قليل لأنسى العالم .. بحاجة أنا لأن أتنفس رائحة جسدك عن قرب .. امنحني هذه اللحظة واخمد هذا الكبرياء الكاذب عندي ولو بقبله .. مجرد قبله ..
كأنه كان يقرأ أفكاري .. ضمني بيدٍ وأخرى بقيت تداعب مقود السيارة ..
لماذا تصرّ أن تفضحني دموعي دوماً ؟ لماذا لا اتركها تخنقني على أن يراها فيشفق عليّ ؟؟
بكيت بحرية على صدره .. وكلما أحسّ باختناقٍ يريد أن ينتابني يضمني أكثر ..
ليتني اقضي عمري هنا بين ذراعيه ولا نفترق أبداً ..
ماذا تريد المرأة من دنياها سوى أحضان دافئة ويد تربت عليها كلما ضاق بها الزمن ؟؟
لم استعجله على النطق .. لكنه قال : الآن أيقنت أنك تحبيني .. وحاول أن يرفع رأسي ليرى دموعي ..
= ما أجمل عيونك حين تملؤها هذه الدموع .. سأجعلك دوماً تبكين لأستمتع بجمال عيونك ..
بلا وعي مددت يدي اليمنى ووجهت لكمة الى صدره ظننت أني افعلها لكي اعبّر عن سخطي عليه حين تركني أعاني .. حينها صرخ صرخة ألم ووجع .. وابتعدت مذعورة عنه ..
ما بك ؟؟ هل آذيتك ... ؟
ضمّني اليه كما كان يضمني قبل لحظات وقال : لا يا حبيبتي .. ألم خفيف .. لا تكترثي .. وشدّني اليه أكثر ..
مشاعر خوف راودتني .. هل كنت قاسية معه ؟ هل يدي آلمته ؟؟
ليتها بُترت قبل أن تؤذيه وما سمعت آهة تخرج من بين شفاهه ..

أوقف سيارته فجأة أمام محل تجاري كبير .. وطلب مني أن أذهب معه .. لكني قلت له .. اذهب انت وسأنتظرك هنا .. أدرت مسجّل السيارة على شريط كان بداخلها .. فإذا بصوت عبد الحليم يغنّي :
" فوق الشوك مشّاني زماني .. قال لي تعال نروح للحب
بعد سنين قال لي ارجع تاني حتعيش فيه مجروح القلب
اللي مشيته رجعت أمشيه واللي قاسيته رجعت أقاسيه ,,,"
آه لصوتٍ لازمني أياماً طويلة .. وأنستني إياه هموم الحياه .. ها انا وبدن أن ادري أسمعه مجددا !
لا يسمع لعبد الحليم الاّ من خذله الحب وعاش تجربةٍ مريره .. أو يعيشها .. او من يحيا جرحاً لا يلتئم ولا يريده أن يلتئم .. بإرادته او دونها .. هذا ما اعتقده في من يستمع لعبد الحليم ..
عاد بعد دقائق .. وخلفه عامل المحل .. بيده أكياس كثيره وضعها في صندوق السيارة الخلفي .. وبقي كيس في يده به بعض أشياء .. !!
أخرج زجاجة ماء وكوب وعرض علي أن اشرب فقلت له : لا أحسّ بالعطش ..
أعطاني الكيس المليء بشتى أنواع الشوكولا والعصائر والمكسرات .. ولم ينسى أن يحضر لي بعض من رقائق البطاطا التي أحب!
لست عطشى لماء من قارورة .. لكني عطشى لحديثه وللتأمل في ملامحه .. والبقاء معه ولست بحاجة إلى كل هذه الأشياء التي أحضرها ,, أحتجه هو فقط .
يا لصبره ! أنا أحترق في داخلي ليبوح لي ولو بكلمه وهو يتشاغل عني بأشياء أخرى !
متى ستحين ساعة الصفر ويبوح لي بكل ما اريد أن يبوحه ؟
سارت السيارة باتجاه الغور .. كنت أعرف الطريق جيداً إلى أين تؤدي .. لكني سألته كمن لا تريد أن تتأخر عن موعد سيحلّ بعد دقائق .,
-إلى أين نحن ذاهبان ؟
-إلى حيث تأخذنا سيارتنا .. أين تريديننا أن نذهب ؟
-أعدني إلى البيت .. لقد تأخرت .,...
-عن ماذا تأخرتِ ؟
-لا أدري ! كل لاذي أدريه هو أني لا اريد أن أعود الى البيت بعد الغروب ..
-انت من الآن لي وملكي .. وأنا من يقرّر متى سنعود ..
ألم أقل انه واثق من نفسه كثيراً ؟ ألم أقل أنه يريدني أن أدور في ُفلكه ؟
وكيف يقول أنني ملكه ؟ كيف يتجاهل وجودي ولا يشاركني قراره ؟
-لست ملكاً لأحد .. أنا حرّة وأنا من أملك نفسي ,, ولا تملكني هي ؟
-لا يا عزيزتي ... كما ستكونين قيدي .. فأنا قيدك الآن .. دعيني أكون قيدك ولو لهذه الساعات القادمة ولن تندمي أبداً ..
ليته يكون قيدي طوال حياتي .. أندم ؟ وهل أطول أن أتربع على عرش قلبه وأكون قيد حياته ؟!
ليقيدني كيف يشاء ومتى شاء .. ليته يعلم كم تراوغه كلماتي ولا تفصح عما في أعماقي ! لكني على يقين بأنه يقرأني ككتاب مفتوح أمامه وربما بات يفهمني أكثر مما أفهم نفسي الآن .
مبسوطة معي يا أميرتي ؟ أعلم أنك تريدين أن تسمعي مني الكثير فلا تستعجلي ., ستعرفين كل شيء.
سمعت أغنية عبد الحليم معه ..
توقفت عند المقطع الذي يقول :
" وف ليله مش ناسيها سهران الفرح فيها
جاني الزمن ومعاه هدية فرحت فيها ..
حبيبي الأوّلاني "
ليته يكسر هذا الجمود الذي يحيطني به ويحرّر الصخرة التي يحملها بين أضلاعه لتعود إلى طبيعتها من لحم ودم .. أما آن الأوان ليعرف من كثرة شرودي وتململي أنني أريده أن ينطق ..
أنطق .. أرجوك ودعني من آلة التسجيل هذه .. دعني فقط اعيش ما تبقى من هذا النهار وقد حللت طلاسم حاصرتني وفرضت نفسها عليّ إلى هذه اللحظة .,
لا انكركم بأني كل لحظة ادير وجهي إلى اتجاهه لأتيقن أني معه هو ذاته ., أم أن طيفه هو الذي يلاحقني ,,
قلت لنفسي : ماذا لو أني الآن أحلم وأصحو من الحلم لأكتشف أني في البيت وما غادرته قط ؟؟ لكن لا ها أنا اشتم عطره الذي أعشق .. وها أنا أرى البحر يقترب .. والشمس تودع عالمنا إلى مغيب ..
ووصلنا إلى شاطيء البحر !

http://tbn3.google.com/images?q=tbn:...833c8f9057.jpg


[/gdwl]

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:43 PM

[gdwl]
ركن سيارته في مكان بعيدٍ عن منطقة الفنادق , وبعيد أيضاً عن الناس ..
ساعدته في إخراج ما أحضره ,, وأخرج هو من صندوق السيارة مقعدين وطاولة صغيرة خاصة للرحلات,, ووضعهما قريبا من الماء بحيث إن جلسنا تداعب أقدامنا مياه البحر ..
أخرج بعض العصائر والمرطبات والوجبات الخفيفه ,, ووضعهما على الطاولة وحين حاولت أن اساعده أبعدني وقال: ستجلس أميرتي وأنا من سيقدم لها كل شيء..
فقط أريد أن أتأملك لحظات الغروب كما كنتِ تفعلين .. حين كنتِ تتأملينني في الحديقة ..
وابتسم ., و ... بقيت أرقبه وكأني ما زلت ألتمس شيئاً من محال ..
= ليتني استطيع اسعادك دوماً .,
" إلهي امنحني مقدرة على الصبر افتقدتها .. وكنت أخالها عصيبه .. وصعب أن تعود .. لكنني الآن بدأت أتحلّى بها شيئاً فشيء !!
لك الحمد يا إلهي .. لك الحمد على رحمتك بي .. "
- أرجو ذلك ..
قلتها وكأني لست سعيده ,, وكأني لم ارى أو أحسّ أنّ السعادة تغمر كلّ خلية في جسدي وتوّزع ما تبقى على محيطي , وربما تجتازه إلى كل نبض في المدينة !
آآهٍ لهذه النظرة التي تبعثرني ! كم اتمنى أن يفنيني في أعماقه وأرتحل معه حيث يرتحل !!
امنحني بوجودك الحياة التي أرجوها وسأكون لك ما تريدني أن أكون ..
ليتك ُتطفيء الجمر الذي يلهب عيوني ويجتاز الجفون وملامح وجهي فيغيرها ويرسم خطوطاً ,, ولولا غيابك ... ما كانت لتكون !!
ما أجمل البحر ! سأستمتع بكل لحظة من وجودي هنا .. إلى جواره .. وحيث الماء الذي ُيقبل أقدامه وأقدامي معاً ..
= ساره .. أميرتي .. ستسمعين مني الآن كل شيء .. وأرجوكِ أن تبقي معي للنهاية ..
لا تبعدي نظراتك عني أكثر ,, اشتقت لهذه العيون التي جعلتني في غيابي أُبحر فيها ,, فأراها كل مرة تتلون بلون الطيف والحزن في آن .. فقط امنحيني ابتسامة الرضى ..
وسامحيني .. فلغيرك لن أكون ..
وسأبوح لكِ الآن بعضاً من تاريخي وتفاصيل حياتي .. فقد أخفيت عنكِ الحقيقة ,, أو لأقل .. بعضاً من حقيقتي ..

رغم أني أتحرّق لمعرفة كل شيء ., لكني قلت له .. إن لم تكن تريد أن تقول شيئاً فلا بأس .. إن كان هناك ما سيجعلك مُحرجا فلا تبوح لي بشيء ..
أحسست بأن لحظة ما ستفصل بين هذه المتعة التي أعيشها .. بوجودي قربه .. وبإحساسي بنشوة ودفء الماء ,, ومنظر الغروب الذي يودع السماء وقد أصبح في مراحل النزاع الأخير , سوف يكدّرهم شيء ما !
- اريدك أن تتكلم ولكن ليس الآن ,,
= ولو أنّي أحسست بأنك أردتني أن اضع كل أوراقي أمامك كاملة في بداية لقائنا هذا المساء ولكن , حسب مشيئتك .. حين تريدينني أن اتكلم .. سأتكلم يا أميرتي ولكن , ليس قبل أن تعودي .. ستعلمين كل شيء .. والحقيقة فقط .. لن يكون هناك ما أخفيه عنكِ بعد الآن ,,
- أغمضت عيناي .. سرحت فيما وراء رمال الشاطيء والبحر والأفق .. أخذت نفساً عميقاً وحبست آهةٍ .. ذكرتني بكل لحظة ألم وضياع عشتها في غيابه .. وقلت :
- كما تريد ,,

لا أريد لأي شيء أن يفصل بيننا أبداً .. ولا حتى أيدي هذه الكراسي اللعينة ..
أريد أن نلتحم سوية .. أن تبقى نظراته لي ونظراتي له ,, ولا يأخذه مني البحر ولا حتى كوب العصير الذي بين يديه ..
ليته يعلم أني شختُ في غيابه .. جرّبت أن أعيش حياتي من نهايتها .. وحين عاد اختلطت كل اموري .. كأني كنت مغموسة بوحل من ذكريات سيطرت عليّ في سكون عارم اكتسحني ذات يوم ... وبات جزء مني !!
قضينا الوقت يسألني عن أماكن زرتها ,, وأماكن زارها .. ولفت انتباهي وشرد فكري في دولة كان يرتادها كثيراً !
هل هناك ما يربطه بها أم انها مجرد صدفةٍ أن يرتادها كلما ضاق بها جو مدينتنا ؟
ربما تكون هناك امرأة بانتظاره دوماً .. كما كنت أنا أنتظره هنا !
أو .. سيأتيني الجواب لاحقاً .. ما هي الاّ دقائق .. فبعد أن يكمل حديثه سأسأله بطريقتي الخاصه ,,
مرّ من أمامنا بعض اولاداً يؤجرون خيولهم مقابل مبلغ من المال وهذه ظاهرة لا تخلو منها معظم الأماكن السياحية في وطني .. سألني إن كنت اريد أن أركب الخيل ونسير على الشاطيء .. فوافقت ..
كان قد أعطى الأولاد مبلغاً يوازي ربما عمل نهارٍ كامل أو أكثر .. وطلب منهم أن يعودوا بعد ساعة .. وركبنا الخيل , أنا على واحد وهو على آخر وسرنا محاذيين لبعضنا البعض .. سعيدين !
أخذ يسير إلى جانبي يداعبني بكلماتٍ ويتغزّل في طريقة ركوبي للخيل .. وأنا شردت بعيداً .. هناك في الأفق أرسم طيفه وخياله تارة من ذهني وتارة بالنظر اليه ..
ما أرقّ وأحنّ بسمته !

لا أدري كم قطعنا من مسافة .. وكنّا نتحدث عنه وعنّي وعن .. مستقبلنا .,
وُسنكمل باقي حوارنا حين نعود .,, ونجلس على الشاطيء من جديد ..



http://tbn3.google.com/images?q=tbn:...a/113/11_2.jpg http://tbn1.google.com/images?q=tbn:...5/normal_2.jpg


//


يتبع



[/gdwl]

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:44 PM

[gdwl]

http://tbn1.google.com/images?q=tbn:...1200936538.jpg

بركوبي الخيل أحسست بمشاعر الزهوّ والتيه والإبحار عبر تجارب وصمتٍ وهذيان مع الذات .. وربما ترقب للمجهول الذي بات الآن وشيكاً ..!
اقطع الوقت وحبل الصمت بنظراتٍ ارسلها اليه بين لحظة ولحظة ,, ارى تسابيح السماء قد زيّنت وجهه الذي يبدو كملاكٍ يطوف باحثاً عن مستقرّ بعد رحلة عناء . .,
ها نحن عدنا من جولة لم أكن استمتع بها ,, لولا رفقته ..
كأنّي أعود من سفري الآن .. أنا مُرهق بعض الشيء .. هل لي أن أتكئ قليلاً على كتفك يا أميرتي ؟؟
راودني شعور غبي .. كما يراود أيّ انثى هذا الشعور ,, لكني كنت أقاوم افكاري وهواجسي الصدئه .. فتركته يريح رأسه فوق كتفي بحرية ..
كانت أنفاسه أقرب إليّ من أنفاسي .. وتمنيت لو أضمه كما ضمني قبل ساعات .. ولكني تركت هذه الأمنية تجري مجرى القدر ..
= ( أخذ نفساً عميقا ً , خلته لن ُيبقي لي ما اتنفس ! )
كنت مسافراً وعدت ..,,
- يااااااه ! اعلم أنك كنت خارج الوطن وإلاّ ما ابتعدت كل هذه الفترة ..
= كنت في رحلة للعلاج .. أقصد إكمال العلاج ..
( أظنني قد توقعت أي شيء الاّ هذا ! ُتراه مما ُيعاني ؟ وأي علاج يريد أن ُيكمله ؟؟ لماذا يريد أن يضعني في دوامة جديدة ؟ ألا يكفي ما عشته قبل فترة مضت حتى اتتني هذه الأمسية ؟؟
وهل كل من يتغيّب عن الوطن أو الحبيب لا يملك حجة الاّ هذه ؟؟
هل سأتشبث من جديد بخيوط أملٍ ربما تكون سراباً قاتلاً ؟؟ سأصدّقه لأني لم أسمعه يكذب علي ولو لمرة واحده .. ربما كذب ,, ولكني لعشقي له , آثرت أن أصدقه ..
ما زال يتوسّد كتفي ينتظر مني رداً ,, وأنا ما بين حيرتي وقلقي .. وما بين أنفاسه التي تسلبني بقايا ارادتي .. أغمضت عيني على دمعة .. خشيت أن يراها فحبستها .. وهمست مخنوقة ... سلامتك ..
أحسّ بي .. وأحسّ بخفقات قلبي التي تسارعت لتلحق بدمي الذي كاد أن يتخذ مسرباً آخر ليصل إليه .. وأدار وجهي تجاهه .. وسألني إن كنت أخاف عليه .. وبدون أن ادري ما أقول أسرعت في نطقها : أكثر من نفسي ..
هل هي غفوة ما قبل يقظة الإعصار ؟؟ هل سيلوّن الضباب حياتي من جديد ؟؟
هل سيأتيني بمبرّرات تعلن لحظة الفراق ؟؟
ليت زمني يتوقف عند هذا الحد قبل أن ينطقها فينهيني .. لن ُاسامحه لو جائني اليوم معتذراً عن البقاء .. أقسم بأني سأذهب لأبتلع مياه البحر على أن اسمعها منه وسأفعل .. !
لا أدري هل أنا من يحتضر أم ساعاتي المقبله هي التي تحتضر !!!!
= أميرتي .. ما بكِ ؟ هل تريدين أن تسمعيني ؟؟ هل أكمل أم أحتفظ بتاريخي وحكايتي ؟؟
سأكون لكِ كتاباً مفتوحاً تتصفحيه وقتما تشائي .. صدّقيني لن أغفل عن حدثٍ وإن كان عابراً .. إن كان هذا ما سيردّ إلى قلبك نبضاته ويعد خفقانه كما أشتهي ..
- اخبرني عن السر الذي أخذك بعيداً .. وغيّر مسار خفقان قلبي .. أعلم في قرارة نفسي أنني كلما احتجتك أكثر , كلما صغرت الدنيا من حولي أكثر .. لماذا كلما حملني حنيني إليك وازددت قرباً منك تدفعني بعيداً عنك ؟؟ ماذا أصابك في غيابي ؟؟ أو لأقل في غيابك عني ؟؟ "
= هل تعاتبني أميرتي على ذنبٍ لم أقترفه ؟؟ هل تعاتبني على حكاية لم أكن سوى بطل لها شاءت ظروفه أن يحمل معاناة كل من شارك بها؟؟
اسمعيني .. : أحبّك .. لأني أحب خوفك عليّ .. أحبك لأني أحب فيك أنا.. أنا الذي وهبته الحياه وعلمتيه معنى الصبر ,, وكنتهِ هو وكان هو أنت ..
أحسّ بكِ وأحسّ بكل ما يجول في أعماقك .. فقط أعطني فرصة ومساحة للبوح ..
يكفي أن استعيد شريطاً من لحظات شقاءٍ ضمّخت حياتي بأكثر من لون .. ولكني سأمضي كما كتب الله لي ..
" رحمتك يا إلهي .. ارحمني لأجله ., "
كأني بقطار عمري يتوقف عند لحظة سينطق بها .. وكأني استعجله للمسير مع أني أضغط بكل ثقلي على دواسة الوقوف ..
= هل تتزوجني أميرتي لو طلبتُ منها ذلك ؟؟
قالها هامساً في أذني وكأنه يُخاطب نفسه ..,,!
أردته أن يعيد الطلب ألآف المرات لأصحو ! ليته يعيده ويعيده ولا أريد أن اسمع تفاصيل غيابه بعد الآن ..
هل سيبتسم لي زماني من الآن فصاعداً ؟؟!!
سأسجل في يومياتي هذا الحدث السعيد .. حتى وان كانت ملامحه غير واضحة بعد ,, لكنّي سأسجله وسأبوح لكل ورقة من أوراقي به حتّى وان انتهى مداد قلمي !!


http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...8cf407c893.jpg




يتبع

[/gdwl]

أرب جمـال 30 - 10 - 2009 11:44 PM

[gdwl]
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...878e17a9_o.jpg




جلس ينتظر ردي وربما يختبر حيرتي .. وهو يعرف جوابي مسبقاً .. يعرف كم حلمت بلون عينيه ويعرف كم أرهقني الوصول اليه .. لكنه يجبرني بصمته وانتظاره على البوح والتصريح بالإجابه .. لماذا يستفزّني بابتسامته ونظراته التي تريدني أن انطق بنعم وفي اللحظة التي يريدها هو بالذات ؟؟ لماذا أحسّ أنه مع كل شهيق وزفير يقول في نفسه : ستقول نعم بدون تردد ..
هل ارفض طلبه تحدياً لما أحسّ به؟ وإن رفضت فهل سيُعيد الطلب من جديد ؟؟
لا .. لن اخسره وأنا طالما ذبحني شوقي للوصول اليه .. لن ارفضه .. ابداً ..
= ها .. لم أسمع جواب أميرتي بعد .. هل السؤال كان صعباً جداً ؟؟ حسناً إذاً .. سأطلبه بطريقة أُخرى ...
خفت .. نعم خفت أن لا يكمل قوله .. وتنفست الصعداء حين أردف قائلاً .." سأطلبه بطريقة أخرى "
تململ قليلاً .. نظر إلى ساعة يده .. وأنا أنتظر ألطريقة الأخرى التي سيعيد طلبه بها .. ولكن .. !!
ذهب إلى سيارته القريبة منّا .. أدار شريطاً بعد لحظات ..


أنا و إنت لوحدنا
حسدونا فى حبنا
و يا ريتهم زينا
النسمة تمر عليك
تتقلك شوقى إليك
و تقول مكتوب فى عينيك
إن إحنا لبعضنا
ويا ريتهم زينا
أنا عارف إنك ليه
و أحلف على كده بعنيه
و لا يوم راح تقس عليه
و غرامنا فى دمنا
و يا ريتهم زينا
راح أشيلك جوا عيونى
و أغطى عليك بجفونى
و إن حتى الكل فاتونى
أنا راضى بحظنا
و يا ريتهم زينا
أنا و إنت نغمة ف غنوة
سارحة فى الدنيا الحلوة
دى الدنيا بحالها ماتسوى
و لا لحظة فى حبــــــــنا

وبقيت استمع لهذه الكلمات .. فريد الأطرش !! وهو يراقبني ... ويبتسم .. ويبتسم ..
بقي يراقبني بالسياره .. هل ينتظرني لأذهب اليه ؟؟؟ هل يختبر مشاعري تجاهه أكثر ؟؟ سأبقى أداعب حيرتي .. هي دقائق وتنتهي الأغنية
,,ولكنه بقي يعيدها .. ولكن إلى متى ؟؟
اتكأت يداي على ركبتي بعد أن ضممتهما إلى صدري .. وسرحت في كلمات الأغنية .. وعاد ليفاجئني .. فتح علبة مجوهرات وأخرج خاتما منها .. سحب يدي برفق وألبسني الخاتم .. وناولني الخاتم الآخر ومدّ لي يده لأضعه في أصبعه!! ..
وأنا وسط حيرةٍ ولا أجمل ! سعادة تغمرني فتنسيني لون المساء ولسعة نسمات البحر البارده !!
ما أجمل رائحة البحر لهذا المساء !!
= أليست هذه الطريقة بالطلب أفضل ؟؟ هذه هديتي لكِ .. أحضرتها معي .. أرجو أن تعجب أميرتي ... وأن يعجبها ذوقي في الإختيار ..
ُتعجب أميرته !! وماذا تريد أميرته بعد كل هذا ؟؟
ماذا كانت تنتظر أميرته أكثر من هذا ؟؟
لتذهب كل اوقات الأرق والإنتظار إلى الجحيم .. ما دامت ثمرتها البقاء إلى جواره والإرتباط به ..
= سنتمّم مراسم الزفاف قريباً ... لن تبقي بعيدة عني بعد اليوم ..
هل اساعدك في اختيار ثوب الزفاف ؟؟
بقي يتحدث ويسألني وانا اجيب بنعم .. لا أدري عن ماذا كان يسأل .. ولماذا كل اجاباتي نعم !!
كل ما كان يشغلني خاتمه في يدي .. كم مرّة أدرته وأدرته حول أصبعي ؟؟!! كأني لا اريد أن اصحو من حلمٍ تحقق في النهاية !!

http://tbn1.google.com/images?q=tbn:...%2520rings.jpg





يتبع



[/gdwl]


الساعة الآن 12:46 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى