قصة مثل.. مثل وقصة
أحمق من هبنقة
تقول العرب: فلان أحمق من هبنقة! وهبنقة هذا أعجوبة من أعاجيب الزمان، فقد كان يعلق في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف، فلما سئل عن سرها قال: أخشى أن أضيع نفسي، ففعلت ذلك لأعرفها وأعثر عليها إن ضاعت! وذات ليلة سرق أحد الظرفاء القلادة وعلقها في عنق شقيق هبنقة، فلما رآى أخاه قال له: يا أخي أنت أنا، ولكن من أنا؟! وكانت لهبنقة فلسفة خاصة في رعي الإبل، فقد كان يصطحب الإبل السمينة إلى المراعي الخصبة، ويأخذ المهازيل إلى المراعي الفقيرة، فلما سئل عن السبب قال: الله خلقها هكذا، وليس من شأني تغيير خلق الله!! أضاع مرة بعيراً فخرج ينادي بين الناس: إن من يجد بعيري فليأخذه له، حلالاً عليه. ضحك الناس وقالوا له: ماذا ستستفيد أنت في محصلة هذا العمل؟ فقال: كيف لا أستفيد؟ أنا آخذ الحلوان! واختصمت قبيلة "طفاوة" مع قبيلة "راسب" حول رجل حكيم ادعت كل قبيلة أنه عَرَّافتها، وقد حُكِّم هبنقة في النزاع فقال: نلقي الرجل في الماء، فإن طفا فهو من "طفاوة"، وإن رسب فهو من بني "راسب"! أوفى من السموأل قصة أيها الإخوة من قصص التاريخ الجاهلي غدت أنموذجاً كاشفاً لواقعنا المحزن ، وهي من رجل يهودي ولكنه عجيب في هذا الفعل ، قصة كلما أعدت النظر فيها متأملاً ازددت لها عجباً ، وتشدني لما فيها. إنه السَّمؤأل بن حيّان بن عادياء اليهودي . كان من هذا الرجل أن امرأ القيس لما أراد الخروج إلى قيصر استودع السموأل دُرُوعاً ، فلما مات امرؤ القيس غزاه ملك من ملوك الشام ، فتحرز منه السموأل ، فأخذ الملك ابناً له ، وكان خارجاً من الحِصْن ، فصاح الملك بالسموأل ، فأشرف عليه ، فقال : هذا ابنُك في يدي ، وقد علمت أن امرأ القيس ابن عمي ومن عشيرتي ، وأنا أحقّ بميراثه ؟ فإن دفعت إليَّ الدروع وإلا ذبحتُ ابنك ، فقال : أجّلني ، فأجّله ، فجمع أهل بيته ونساءه ، فشاورَهم ، فكُلٌ أشار عليه أن يدفع الدروع ويستنقذ ابنه ، فلمّا أصبح أشرف عليه وقال : ليس إلى دفْع الدروع سبيل ، فاصنع ما أنت صانع ، فذبَح الملك ابنه وهو مُشرِف ينظر إليه ، ثم انصرف الملك بالخيبة ، فوافى السموأل بالدروع الموسمَ فدفعها إلى ورثة امرئ القيس وقال في ذلك: وفيتُ بأدرُع الكندي إني إذا ما خانَ أقوامٌ وَفَيتُ وقالوا: إنه كنْزٌ رغِيبٌ ولا والله أغْدِرُ ما مَشَيْتُ أسخى من حاتم حاتــم الطائـــي : هو: حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيىء . الجواد ، السخي ، ضرب به المثل لسخائه فقيل : أسخى من حاتم . وقيل عنه : لم يكن حاتم ممسكا شيئا ما عدا سلاحه ، فانه كان لا يجود به . قال عن نفسه : أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله - ويخصب عندي والمحل جديب وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى - ولكنما وجه الكريم خصيـب وهو القائل لغلامه يسار ، وكان إذا اشتد البرد وكلب الشتاء أمر غلامه فأوقد نارا في يفاع من الأرض لينظر إليها من أضل الطريق ليلا فيصمد نحوه ، فقال في ذلك : أوقد فان الليل ليل قر - والريح يا موقد ريح صر عل يرى نارك من يمر - إن جلبت ضيفا فأنت حر ومن خبره أنه مر يوما في سفره على قبيلة ( عنزة ) وفيهم أسير ، فاستغاث بحاتم ولم يحضره فكاكه ، فاشتراه من العنزيين وأطلقه وأقام مكانه في القيد حتى أدى فداه . وأصابتهم سنة اقشعرت لها الأرض ، واغبر أفق السماء .. وفي ليلة من لياليها شديدة البرد قدمت عليه جارته فقالت له : أنا جارتك فلانة ، أتيتك من عند صبية يتعاوون عواء الذئاب ، فما وجدت معولا إلا عليك يا أبا عدي ، فقال : أعجليهم فقد أشبعك الله وإياهم : فأقبلت المرأة تحمل اثنين ويمشي بجانبها أربعة ؛ كأنها نعامة حولها رئالها ؛ فقام إلى فرسه فوجأ لبته بمدية فخر ، ثم كشطه عن جلده ، ودفع المدية إلى المرأة فقال لها : شأنك ؛ قالت زوجته نوار : فاجتمعنا على اللحم نشوي ، ونأكل ، ثم جعل يمشي في الحي يأتيهم بيتا بيتا فيقول : هبوا أيها القوم ، عليكم بالنار . فاجتمعوا والتفع في ثوبه ناحية ينظر إلينا ، فلا والله أن ذاق منه مزعة ، وانه لأحوج إليه منا ؛ فأصبحنا وما على الأرض من الفرس إلا عظم وحافر . وقصص جوده وسخائه أكثر من أن تحصى . توفي سنة ( 46 قبل الهجرة ) |
رجع بخفي حنين
وأصل هذا المثل أن حنينا كان إسكافيا من أهل الحيرة ، فساومه أعرابي في شراء خفين ، فاختلفا في تقدير ثمنهما . وأغلظ الأعرابي الكلام للإسكافي ... فأصر حنين على أن يكيد له ، فراقبه حتى عرف اتجاه طريقه . فسبقه إلى الطريق ثم رمى بأحد الخفين ، وبعد مسافة طويلة شيئا ما .. رمى بالآخر ، ومكث قريبا منه يترقب ، فلما وصل الأعرابي إلى مكان الخف الأول رآه وعرفه فقال : لو كان الآخر معه لأخذته ، ثم تركه وسار حتى وجد الثاني فأخذه ، ثم ترك راحلته في ذلك المكان ورجع ليأتي بالأول ، فخرج حنين واستاق الراحلة بما عليها ، وعاد الأعرابي إلى بلده بالخفين . فقيل " رجع بخفي حنين " ويضرب هذا المثل فيمن خاب سعيه و ضاع جهده |
وافق شن طبقه رغب شن ان يكمل نصف دينه بالزواج واخذ يبحث عن شريكة لحياته تتمتع بالعقل الراجح فتاة لماحة ثرية بالمعرفة والقدرة ان تكون شريكة لحياته فقيل له انه سيجد حاجته في اهل المدينة فقرر السفر اليها ، وفي بداية الطريق لقي شن رجلا مسناً وساله هل انت في طريقك الى المدينة وساله بعد ان رد عليه المسن انه من اهل المدينة ومتجها اليها . - هل تركب ، ام اركب انا ؟ - فاستغرب الرجل المسن سؤاله وقال كلنا راكب ، ماذا تسال ؟ وفي اليوم الثاني شاهدا اناسا يحصدون الزرع فسال شن : يا ترى هل اكل الناس زرعهم ؟ فاجابه كيف اكلوا الزرع وهم ما زالو يحصدونه ؟ وفي عصر ذلك اليوم مرا بجنازة قال شن لرفيق دربه : رحمة الله عليه هل تعتقد انه حي ؟ رد المسن باستغراب: في كفنه محمولا وكيف يكون حيا ؟ وقبل الوصول الى المدينة بانت مشارفها فسأله شن قائلا : كيف حال البعيد هل اصبح قريبا ؟ واستغرب المسن مره اخرى ولم يكلف نفسه عناء الرد . ايام مضت وهاهما في المدينة النورة وعندما وصلا الدار قال له شن : دعني احمل عنك متاعك وكيف حال الاثنتين ؟ بالرغم من ان المسن كان يظن ان شن ابله الا ان كرم الضيافة حتم عليه ان يدعوه الى داره لتناول العشاء ؟ ثم كان سؤاله : كيف حال الجماعة هل تفرقوا؟ ومرة اخرى يستغرب المسن ولم يكلف نفسه عناء الرد . ثم دخلا الدار فقص المسن على ابنته حديث ضيفه الغريب الاطوار ، كما حدثها عن بلاهة وغرابة طبعه واخبرها عن حسن اخلاقه وشكله واردف ولكنني اظنه ابله ولما استفسرت ابنته عن سبب ظنه هذا ، اعاد لها اسئلته الغريبة التي طرحها عليه في الطريق فقالت له ابنته بل انه رجل ذكي يا والدي فعندما سالك هل تركب ام اركب ، قصد به هل تبدأ الحديث ام ابدأ أنا وحينما سألك عن الزرع كان يقصد هل باعه اصحابه قبل حصاده وصرفوا قيمته اما سؤاله حول الجنازة والميت هل هو حي قصد هل له ابن يخلفه ويحيي ذكره ولدى سؤاله عن حال الاثنين هل اصبحوا ثلاثة اراد الاستفسار عن قدميك هل انت بحاجة الى رجل ثالثة وهي العصا لتستعين بها في المشي اما ما قصد بسؤاله عن الجماعه تفرقوا او تجمعوا فكان غرضه الاطمئنان عن اسنانك هل تفرقت ام مازالت قوية وعندما سالك عن البعيد فكان يقصد الاستفسار عن بصرك هل ضعفت رؤيتك للبعيد وعندما سمع الشيخ المسن شرح ابنته وتفسريها للاسئلة التي كان يطرحها عليه شن اثناء الطريق عرف قيمته وقال بلهجة تشوبها السماحة والاعتذار لقد ظلمتك يا سيدي قبل ان اعرف تفسير اسئلتك واخبره ان ابنته هي التي كشفت له غموض هذه الاسئلة . وعندما قدمت ابنة الشيخ المسن الطعام ، وجدها ممشوقة القوام جميلة الملامح ناصعة البياض تشع من عينيها ملامح الفطنة والذكاء فقال شن لمضيفه انا يا سيدي من اسياد قبيلة طي اذا كانت ابنتك تقبل بزواجي فانا اطلب يدها . فتمت الموافقة واصبح المثل ينطبق عليهما تماما ( وافق شن طبقة ) |
إياك أعني واسمعي يا جارة
ونستخدم هذا المثل .. لما واحد يريد يقول شي ويقصد به شي ثاني ,,, وقصة هذا المثل : ويقال أن أول من قال هذا المثل هو سهل الفزاري الذي كان في طريقه قاصداً الملك النعمان بن المنذر .. فمر بديار لبني طيء فحل ضيفاً على سيدها الذي لم يكن موجوداً حينها (( بالك عني .. اتكلم فصحى هالمرة )) فاستقبلته اخت سيد القبيلة وكانت من أجمل النساء. فأعجب بها وحار كيف يخاطبها. فجلس في المخيم يوماً وهي تسمعه وقال : يا أخت خير البدو والحضارة ..... كيف ترين في فتى فزارة أصبح يهوى حرة معطارة ..... إياك أعني فاسمعي يا جارة وأصبح هذا مثلاً نتداوله في قولنا بشيء والقصد لشيء آخر |
من حفرَ حفرة لأخيه .. وقع فيها يضرب هذا المثل في الشخص اللي يحاول أن يخدع صاحبه .. فينقبل فعله الدنئ ضده يُـــقال بأن كان هناك اثنان من الأخوة .. أحدهما قد رزقه الله بنعمة الجاه والمال .. والآخر فقير وأعمى .. ويُـقال أيضاً بأن كان للأخ الغني جلسة (( عتمة )) أمام بيته يجلس فيها مع اصدقائه من التجار وأصحاب الأموال .. وفي كل صباح كان الأخ الفقير .. يأتي لزيارة أخيه بدافع واجب الأخوة القائم بينهما .. يضرب بعصاه الأرض .. يمين ويسار .. الأمر الذي كان مصدر ازعاج لأخيه .. وانزال من مكانته كتاجر مرموق... فما كان من الأخ الغني إلا أن فكر في مكيدة يتخلص بها من أخيه .. أعطى أمراً لخدمه بحفر حفرة كبيرة أمام البيت وأمرهم بالاستعداد لكي يقوموا بردم الحفرة بعد وقوع أخيه فيها (( شهالقساوة )) بعد صلاة الصبح رجع الأخ الغني - صاحب الفكرة - إلى بيته .. ونسى المصيدة التي أعدها لأخيه .. فوقع في حفرته .. وأسرع الخدم بردم الحفرة ظناً منهم أن الذي وقع هو صاحبهم الأعمى .. وبعد أن أشرقت الشمس جاء الأخ الفقير كعادته يضرب الأرض بعصاه فدهش الخدم عند رؤيته وأخذ كل منهم ينظر إلى زميله ولسان حالهم يقول: من حفر حفرة لأخيه .. وقع فيها ! |
أبصرُ من زرقاء اليمامة
زرقاء اليمامة هي امرأةٌ مشهورةٌ بحدةِ البصر (قوة النَّظر)، وكانت تعيش في اليمنِ في منطقةِ اليمامة. كانت لقوَّةِ بصرها –سبحان الله- تُبصرُ الشعرة البيضاءَ في اللبن. وتستطيعُ أن ترى الشخص المسافر على بُعدِ ثلاثة أيَّام (أي من مسافة 100ميل تقريباً). وكانت تُنذر قومَها من الجيوش إذا غزتهم (أي إذا أرادوا أن يهجموا على قبيلتها) فلا يأتيهم جيشٌ إلا وقد استعدُّوا لهم. فقد استفاد منها قومُها كثيراً. وذاتَ مرة، أرادَ العدو أنْ يهجمَ على قبيلتها، وقدْ سمِعَ بقدرةِ زرقاء اليمامة على الإبصار الشديد، فعملَ حيلةً حتى يزحفَ على قومِها دون أن تشعر هذه المرأة. قطع العدوُّ شجراً امسكوه أمامهم بأيديهم وساروا. ونظرت الزرقاء فقالت: إنِّي أرى الشجرَ قد أقبلَ إليكم. فقال قومُها لقد خرِفتِ، وضعفَ عقلُك، وذهبَ بصرُك. فكذبوُها. وفي الصباح هجمَ عليهم العدو .. وقتلوا زرقاء اليمامة. وقلعوا عين زرقاء اليمامة فوجدوها محشوة بالأثمد وهو حجر أسود كانت تدقه وتكتحل به. لذلك صار هذا المثل يُضربُ لكلِّ من كان بصرُهُ حادّاً أبصرُ من زرقاء اليمامة |
على أهلها جنت براقش
مثل يقال عندما يكون الشخص سبباً في ضرر أهله أو من هو قريب منه قصة المثل : يقولون إن هذي براقش كانت كلبة لقوم من بدو العرب .. وكعادة العرب في البدو .. يا هاجمين على ناس يا هاجمين عليهم ناس هالقوم هاجموهم قبيلة من القبائل .. فما قدروا يسوون شي إلا إنهم يهربون .. وكانت معاهم كلبتهم اللي اسمها براقش .. لكن القبلية المهاجمة قدرت تعرف مكان الهاربين من صوت كلبتهم ونباحها .. فقدورا يصيدونهم ويقتلونهم .. وبهذا صارت براقش وبال على أهلها وكانت سبب في موتهم .. وصار المثل (( على أهلها جنت براقش )) يضرب لحوادث بمثل هذا المضمون .. |
أبلَد من الحِمَار ( مثل غريب بس دارج الله يكرمكم ) أبلد جاءت من بليد على وزن أفعل، وهي من البلادة حيث بطء الحركة- وهذا المثل يتهم الحمار بالبلادة- لكن عكس ذلك سائد في بعض البلدان، ولدى كثير من الشعوب، حيث يعتبرون أن الحمار من الذكاء بمكان يستطيع فيه معرفة طريقه بسرعة، ويحمل الاثقال والاهوال الكبيرة. واذكر قصة طريفة: كاتن يركب بجانبي أثناء سياقة السيارة زميل يوغسلافى.. فاجأتنا سيارة أخرى وقد خرجت بسرعة من شارع فرعى.. قال زميل لنا كان يجلس في المقعد الخلفي «انظر ماذا عمل هذا الحمار».. ترجمت لصاحبي اليوغسلافي ما قاله فاغتاظ غيظاً كبيراً، حيث أنه اعتبر ذلك اهانة للمار وأخذ يمدح ذلك الحيوان، ويذكر فضائله، وما يقدمه- من خدمات. ومن جملة ما قاله: ان عجوزا في قريه كان عنده حمار، عندما يريد أن يركبه يضع يده على رقبة الحمار فيهبط ظهر الحمار لادنى مستوى وعندما يركبه، يرتفع كما كان ويبدأ في السير ويذهب به حيث يريد، «وقد رجانا أن لا نكرر هذه الشتيمة مرة أخرى.. وفي قبرص تقوم الحمير وحدها بحمل أكياس الملح من بحيرة لارناكا الى مكان التجميع ولا يستطيع أي حيوان آخر أن يقوم بهذه المهمة الشاقة. |
ابن الفَار حفّار فحار= حفار أي يقوم بالحفر كأبيه. ويضرب هذا المثل لمن يشبه أباه أو بنى جنسه في العمل الذي يقوم به وشبيه بهذا المثل «من شابه أباه فما ظلم» وهناك مثل مصري يقول «اقلب الجرة على تمها تطلع البنت لامها» تمها: فمها- وابن الوز عوام شبيه بهذا المثل .يضاً. ولهذا المثل قصة طريفة أو اسطورة تتداولها الاجيال، مفادها أن شيخا مسنا تعود أن يخرج للوضوء فجرا خارج البيت، ففي أحد أيم الشتاء القارس وجد فأرة صغيرة، ترتعد من البرد أشفق عليها فحملها معه الى منزله وأخذ يعتنى بها حتى كبرت.. دعا الشيخ ربه أن يحول هذه الفأرة الى فتاة جميلة لتعيش معه في البي ولتؤنس وحدته.. استجاب الله لذلك فتحولت الف أرة الى فتاة صغيرة جميلة.. عندما كبرت وبلغت سن الزاج، رأى الشيخ أن يبحث لها عن فتى لتتزوج به، ولكن الفتاة اشترطت على الشيخ أن يكون عريسها من أقوى المخلوقات.. فكر الشيخ ومن هو أقوى المخلوقات؟ فاهتدى الى السحاب الذي ينزل المطر من السماء قال له: هل أنت أقوى المخلوقات؟ .. قال السحاب لا.. الريح أقوى، لانه يحملني من مكان الى مكان.. وذهب الشيخ الى الريح وسأله: هل أنت أقوى المخلوقات؟ قال الريح: لا.. الجبل أقوى منى، لانه يمنعني من المرور ويصدنى.. تحير الشيخ وذهب الى الجبل، فقال له: هل أنت أقوى المخلوقات؟ قال لا: الفأر أقوى لانه يستطيع أن يحفرني ويخرقني من جهة الى أخرى، فهو أقوى منى. ذهب الشيخ الى الفأر، وقال له: هل أنت أقوى من الجبل؟ قال: نعم.. رجاه أن يكون عريساً لفتاة الشيخ، لكنه اعتذر بحجة أنها انسان، وهو فأر، وقال له: أدعّ الى ربك أن يحولها الى فأرة، ليتسنى لي الزاج منها.. دعا الشيخ ربه أن يرجعها الى سيرتها الاولى، وعندئذ تزوجت الفأر عند ذلك قال الشيخ مثله: «ابن الفار فحار» أي أن الفأر هو الذي يحفر وابنه مثله.. وسار ذلك مثلا للقائلين |
أَجَت الحَزِينة تِفرَح ما لاَقَتَش لهَا مِطرَح اذا لَم تَكُن ذِئباً أَكلَتك الذِّئَاب ويضرب هذا المثل لمن ليس له حظ أو الذي يسيء التدبير، ولا يقرأ عواقب الأمور ومناسبة هذا المثل أن قرية من قرى فلسطين اعتادت أن يتزوج أبناؤها على شكل مجموعات، وفي وقت واحد من السنة خاصة في أشهر الصيف، حيث تكون الليالي المقمرة، كانت هناك عانس مخطوبة، واتفقت على الزواج مع المجموعة، وعندما اقترب موعد ليلة الزفاف، اكتشف مختار القرية قصة هذا الزواج فرفضه برمته.. اذ ان الزواج للشباب والشابات البكر فقط في حين ندبت العروس حظها وقالت المثل المذكور. من المعروف أن الذئاب اذا رأت أثر دم في ذئب آخر هجمت عليه ومزقته، لذلك نجد أن الذئب حينما يشبع من فريسته، يفرك وجهه وفمه في التراب، ليزيل أثار الدماء من فمه، وأحياناً يفركه في الاعشاب وأغصان الاشجار ليغسله بقطرات الندى، وأحياناً يأكل بعض الاعشاب البرية ذات الرائحة كالزعتر أو الشيح أو المارامية لتزيل رائحة الدماء من فمه وجسمه، وعادة ما تمشي الذئاب في مجموعة حتى لا تنفرد الكلاب بواحد منها فتقلته. ويضرب هذا المثل في الحث على الشجاعة، وعدم الخنوع، وقد يقال: أن فلانا ذيب أي مثل الذئب في تصرفاته اجرِِ جَري الوحوش غير رِزقَك ما بِتحوش هذا المثل من لهجة أهل جنوب فلسطين القريبة من لهجة أهل شمال مصر والوجه البحري وكما هو معروف فان الرزق من عند الله، وما على العبد الا السعي للحصول عليه، وكل شيء بسبب، وان السماء لا تمطر ذهبا وفضة، والارزاق تأتي بالعمل الدؤوب وقد قال الله سبحانه وتعالى: «وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون» وقريب من هذا المثل القائل «المكتوب على الجبين تراه العين». ويضرب هذا المثل للذي رزقه الله من حيث لا يحتسب اذَا صَح لَك الاكِل لازِم تتِمُّه يمكِن بُكرَه ما تِقدَر تِشِمُّه يعني هذا المثل أنه عندما تقع يدك على شيء، لا توفره فربما لا تستطيع الحصول عليه فيما بعد وذكر بالاكل لانه أساس السعي ومورد الحياة والمحافظ على بقائها. فالغذاء يكون اليوم وفيرا، فما أدراك ألا يكون موجوداً في ضحى الغد، فيصبح الهلاك قريبا.. ويحث ذلك أيضا على تنظيف الماعون من الاكل، ولا يرمي منه شيئاً لان ذلك محرم، ولا يجوز لنعمة الله أن ترمى ولا تحترم وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نعلق الطبق، لان في ذلك حسنات، ونكون بذلك بعيدين عن التبذير قدر الامكان |
الساعة الآن 02:53 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |