من الحسين الباني إلى عبد الله الثاني - ذكرى وفاة الملك الحسين رحمه الله
تمر بنا في السابع من شباط من كل عام ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه- الذي لاقى وجه ربه راضيا مرضيا بعد رحلة طويلة قاربت نصف قرن من الزمان، أعطى فيها الحسين لوطنه وامتة بصدق وضمير وإخلاص، وقاد الأردن بحكمة وشجاعة، هذا الوطن الذي أيده الله واستطاع بحنكة قيادته أن يتحدى المعيقات ويتجاوز التحديات ويخرج منها في كل مرة أكثر قوة واصلب إرادة واشد شكيمة الى ان كان له ما أراد، ففي المواجهات العسكرية التي خاضتها الأمة كان الأردن في الطليعة يحمي الأمة ويتلقى عنها الصدمات والضغوط ومصاعب الصمود والآم القرارات الصعبة، وفي معركة السلام كان الأردن قويا فما ساوم الحسين على ذرة من تراب الأردن ولا على متر واحد من مياهه.وهو الذي قال-رحمه الله- في رسالة ملكية في التاسع عشر من كانون أول من العام 1979 إلى رئيس الوزراء المكلف آنذاك إن لأردننا في معركة بقاء الأمة ومستقبلها دوره ومسؤوليته، الأردن الذي يناصر الحق ويقول كلمته، أردن الشرف والأسرة الواحدة الواعية المصممة، الجادة المخلصة، أردن المبدأ القويم والمثل العليا، المبني على امتن الأسس الخالدة، والمنفتح على الدنيا، الواثق بنفسه، الواعي لقدره». في ذكرى وفاة الحسين يستذكر الأردنيون زعيما عظيما وقائدا فذا وبانيا متفانيا كرس حياته وجهده لخدمة امته العربية والاسلامية وخدمة بلده وشعبه الوفي الذي بادله حبا بحب وولاء ووفاء، وهذه الذكرى الخالدة في نفس كل أردني وأردنية، وفي وجدان كل عربي حر، تبقى إحدى المحطات الخالدة في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية والممتدة-زمنا-منذ الرابع عشر من تشرين ثاني 1935 حتى السابع من شباط من العام 1999، والباقية عطاء وانجازا وبطولات وإنسانية وصدقا ووفاء، على مدى الأيام والسنوات، كيف لا، ونحن نؤمن أن الخالدين أمثال أبي عبد الله، وان غابت أجسادهم عن ناظرنا فتلكم هي أرواحهم وصحائف أعمالهم الخالدة وانجازاتهم العطرة التي تبقى تحوم فوقنا وتذكرنا بهم كل حين وصبح ومساء. كانت شخصية جلالة الملك الحسين بن طلال-رحمه الله-شخصية استثنائية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان واعتبارات ومفاهيم وقيم عرفها الأقربون منه والأبعدون، فاهتماماته كانت واسعة وعميقة بكل القضايا التي كانت تشغل عقول أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وكانت قراراته التي يتخذها في مجمل تلك القضايا والأزمات حاسمة وقاطعة، ومواقفه واتجاهاته تجاه تلك الأزمات سوف يسجلها له التاريخ كانعطافة هامة من أهم انعطافات الفكر السياسي الحديث، فقيادته الحكيمة تمتعت بثقل كبير كان لها أثرها الملموس في مجريات الأحداث على مختلف المستويات الإقليمية والدولية. الحسين بن طلال سيبقى-رحمه الله-في قلوب شعوب العالم شخصية بارزة كان لها الأثر الكبير والمؤثر في قيادة أمته إلى أن أوصلها إلى ارفع درجات التقدم والتنمية والنهضة من جانب، كما كان لها الأثر المؤثر في الوقت نفسه على خارطة السياسة الدولية والإقليمية لما تميزت به من أبعاد متعددة ومتفردة. وثمة علامات فارقة في حياته الحافلة بالأمجاد لن تغيب عن عقول البشر لعقود طويلة قادمة على رأسها اهتمامه البالغ بخدمة الإسلام ونصرة المسلمين ومؤازرتهم ودعم قضاياهم العادلة، فقد عرف بالعدل والإنصاف وإحقاق الحق ودرء الظلم بأحاسيس إسلامية صادقة عرفت عنه-رحمه الله-تعاطف من خلالها مع سائر الشعوب المغلوبة على أمرها، فكان لا يقر الظلم ولا سلطة الظالمين ويدعو إلى إحقاق الحق وإظهاره مهما كلف الثمن ومهما كانت النتائج. إن الأردن الذي يقوده اليوم جلالة الملك عبد الله الثاني يمضي بهمة الشباب وحكمة الشيوخ نحو مرحلة جديدة على طريق التنمية والتطوير والإصلاح الشامل الذي يقود جلالته الذي استطاع عبر سنوات حكمه المديدة ان يلج بالأردن نحو مصاف ومراتب الدول المتقدمة رغم شح الإمكانات وقلة الموارد، وما كان ذلك ليكون لولا عزم جلالته ومضاؤه وقوة إرادته وسمعته العالمية ومكانته المرموقة في العالم اجمع. والأردن بقيادة جلالته يؤمن بأن السلام هو خيار استراتيجي لا رجعة عنه، وانه الطريق الأمثل لتحقيق التنمية والتقدم والإصلاح، وانه مع السلام العادل والدائم والشامل ومع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعلى المستوى الانساني لم يتوان ابو الحسين عن مد يد العون الإنساني لابناء الشعب الفلسطيني فكان نبضهم الحي، إيمانا منه بالتوأمة التاريخية بين الشعبين الشقيقين. لقد استطاع جلالة الملك عبد الله الثاني أن يلفت انتباه العالم كله إلى الأردن تسارع مستثمرو العالم لتنفيذ مشاريعهم التي ما كانت لتكون على ارض المملكة لولا جهود جلالته المتواصلة للحفاظ على مستوى متقدم من الرفاه والنعيم لأبناء شعبه.. ونال الإنسان الأردني دعما ورعاية عظيمة إيمانا من جلالته إن الإنسان هو المحرك الأول لدفع عجلة التنمية إلى الأمام. إننا وحين نحيي ذكرى الحسين فان الوفاء إليه يكون بصادق الولاء والانتماء لإسناد مسيرة التنمية والتحديث التي يرعاها جلالته ثم إيماننا الراسخ بحنكة جلالته ومقدرته على أعلاء راية الأردن لتحقيق الطموحات التي ترقى بالوطن نحو المستقبل الواعد بإذن الله. |
مشكوره علىالمعلومات
عزيزتي ارب سلمت لنا تحيات لك |
رحمه الله
ورحم جميع اموات المسلمين يعطيڪَ العافيه.. إختيارڪَ موفق جدا.. تسلم الايادي .. بـانتظار جديدڪَ.. |
شكرا على المقال ورحم الله الحسين وامد في عمر ابا الحسين
|
رحمه الله وادخله فسيح جنانه
|
sha@
معلومات قيّمة شكرا على الطّرح دمت بألف ودّ sha@ |
الساعة الآن 03:27 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |