منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   كتاب إعتقال لحظة هاربة للكاتبة السورية غادة السمان كاملا (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=8219)

المُنـى 10 - 7 - 2010 08:29 PM

كتاب إعتقال لحظة هاربة للكاتبة السورية غادة السمان كاملا
 
كتاب إعتقال لحظة هاربة للكاتبة السورية غادة السمان كاملا

معلومات مهمة عن الكتاب
اسم الكتاب : اعتقال لحظة هاربة
اسم المؤلف: غادة السمان
التصنيف : الاعمال غير الكاملة 5
لوحة الغلاف الاول : الفنان ادوارد مانش رسمها عام 1893م
اللوحات الداخلية للكتاب : اللوحتان الاولى و الاخيرة للفنان المصري جورج البهجوريو البقية لادوارد مانش
لوحة الغلاف الاخيرة : المؤلفة – بريشة الفنان جريجوري
تصميم الغلاف و الخطوط : الفنان حسين ماجد
تنفيذ الغلاف : الفنان نبيل البقيلي
تنفيذ الطبع : مطبعة دار الكتب بيروت
جميع الحقوق محفوظة للمؤلفة
بيروت لبنان


الاهداء :
لا استطيع ان اهديك يا حبيبي هذا الكتاب
فلحظاته المضيئة ممعنة في الهرب الى حيث لا ادري
و انا لا استطيع اهداءك ما لا املك
و الا كنت كمن يهدي نجما راكضا في الفضاء
اللامتناهي اللامتناهي اللامتناهي
او عاصفة او موجة او برقا او بركانا
لا استطيع اهداء هذه اللحظات الهاربة
و الا فساكون كمن يهدي اسماك المتوسط المحتضر على الشاطىء
غادة

المُنـى 10 - 7 - 2010 08:30 PM

((اعتقال سمكة معشوقة ))
اهديتني سمكة متحجرة
عمرها 40 ميلون سنة ...
و قلت لي : كانت سمكة فريدة
عشقها البحر
فخلدها !...
***
الا ترى معي
ان البحر لحظة اعتقل السمكة بعشقه
قتلها ايضا ؟!
***
وحده الفن
قد ينجح في اعتقال لحظة هاربة ما
دون ان يقتلها
او يموت بموتها
14/12/1976

المُنـى 10 - 7 - 2010 08:31 PM

((اعتقال قوس قزح ؟))
احبك
لكني اكره ان تعتقلني
كما يكره النهر
ان يعتقله مجراه ...
في نقطة واحدة ..
كن شلالا او بحيرة
كن غيمة او سدا
ستنهمر مياهي عبر صخور شلالك
ثم تتابع مسيرتها
و ستتجمع في بحيرتك
ثم تتابع تدفقها
و سياسرها سدك زمنا ما
لكنها ستفيض او تنفجر ..
و قد تتبخر و تسجنها الغيمة
لكنها ستهطل مطرا و تعود حرة
عبر اليانبيع الاولى ...
احبك
لكنك لن تستطيع اعتقالي
كما يفشل الشلال في اعتقال نهر
و تفشل البحيرة و الغيمة
و يفشل السد
فاحببني كما انا لحظة هاربة
و اقبلني كما انا
و كن بحرا
شاسعا كالبحر
عميقا كالبحر
كي اصب فيك بنفسي !!
و تقول انني كالزئبق
زائغة لا يمكن اعتقالها
و كأن الزئبق قبل ان يكون
كان نظرة حب براقة
في عيني عاشقة
و حاول حبيبها العالم في الخيمياء
اعتقال نظرتها و تجميدها في معدن صلب :
فكان الزئبق !!
***
الا ترى يا حبيبي ان الزبيب
محاولة بائسة لاعتقال حبة عنب هاربة ؟
***
فاحببني كما انا
و لا تحاول اعتقال نظرتي او روحي
و اقبلني كما انا
كما يتقبل البحر
الانهار كلها التي تصب فيه ...
و تركض اليه ابدا
رغم الشلالات و السدود و البحيرات
و تعرف كيف تجد طريقها
الى قبوله اللامتناهي ...
1/1/1975

_______

المُنـى 10 - 7 - 2010 08:31 PM

((اعتقال رأسين برصاصة واحدة ؟))
الكهرباء ميتة
و المصابيح مكسرة كعيون مفقوءة
و جثث الاسلاك ممددة على الاسفلت
و الاسفلت مثقوب بحفر القنابل
و بقذائف مدافع ال 120 و ال 155
و مدافع هاون 75 و 82
و حينما تلتوي رجلي داخل حفرها
اسمع من جديد ذلك الصوت الذي لا ينسى
صوت انفجار القذيفة
و اعيش مشهد الذين تساقطوا بها
فزعي عليهم و فرحي بانهم ليسوا انا !
و الليل حذر و حزين
و الشوارع خالية الا من الجرذان
و الرعب و المناشير
و المتاريس و الاحلام و الصلوات
و الشرفات خالية الا من الاشباح
داخل ثياب الحداد السود المنشورة
***
و في ضوء القمر الشبحي
و نحن نتحرك داخل ذلك الديكور المرعب
استندت اليك
و من شجرة جسدك خرجت الي
اغصان الحنان
و في ضوء القمر الشبحي
استحلت الى قبيلة رجال
الى الرجال جميعا الذين سبق و احببت
و الرجال جميعا الذين يمكن ان احب
فيما بعد – حين نلتقي - ...
***
و مشينا
لافتات الشوارع مرفوعة فوق الجثث
و شارات المرور مطحونة و منصهرة
و نظرات العابرين القلائل
حراب مسنونة من الخوف المتبادل
و اختبات يدي داخل قبضة يدك
و احتوتني
كاحتواء الجفن للعين في العاصفة
***
انها الحرب
و ضوء القمر ستارة رعب
مسدلة فوق الاحتضار
و الموت المرتجف خوفا الميت خوفا
و شوارع بيروت المذعورة
تركض تحت اقدامنا الراكضة المذعورة
***
و حين اقترب راسك من راسي
سمعنا عشرات الاسلحة
( تخرطش ) صوت ادخال الطلقة في بيت النار
ووعينا مئات الرصاصات المتاهبة
تحت اصابع نزقة
و التصقنا
و كانت تكفي راسي و راسك
رصاصة واحدة
و التصقنا رعبا ام حبا ؟
5/7/1976

المُنـى 10 - 7 - 2010 08:32 PM

((اعتقال قشة في كم قميص))
من يجرؤ على رفع ستائر النافذة
و هو يعرف ان القمر رابض خلفها
ليوقظ اشواقه للبعيد ..
ترى أين انت الآن ؟
و هل تراه ...
***
من يجرؤ على ان يظل مرتديا
قميصا صوفيا
في كمه قشة منذ الشتاء الماضي
يتذكر برعب : انها قشة من حشائش ( الهايد بارك )
يوم تمددنا على العشب
و كنا معا ؟...
انها القشة التي قصمت ظهر النسيان ...
من يجرؤ على ان يتمدد في سريره
و هو يعرف ان ذكرى تلك الضحكات
في السرير ذاته
ستتسلق ( ارجله ) كاللبلاب
و تتراكم فوق صدره
كبلاطة القبر ؟
***
من يجرؤ على وضع يده
في جيوب معطف الشتاء الماضي
بعد ان وجد فيها
تذكرة سينما عتيقة منسية
دون ان تتعثر يده في جيب المعطف
بتلك اليد الغالية
التي كان يداعب في السينما
في تلك اللحظة الحلوة الهاربة ؟
***
و هل يجرؤ
من كان حبه صادقا بحجم الموت
على عتاب من كان حبه أرضي التضاريس ؟...
7/10/1977

______

المُنـى 10 - 7 - 2010 08:33 PM

(( اعتقال ليلة البكاء ب 99 قرشا ))
و لن انسى بكائي وحيدة
في موقف السيارات ( الباركينغ)
تلك الليلة المالحة
حين دفعت 99 قرشا
كي اجد مكانا فارغا
اشهق فيه بصمت
و افتش عن درب اخرى
***
ليلة البكاء في موقف السيارات
و الليل قارة من الضياع
و انا قد غادرت جسدك القرصان
منذ دقائق
و البحر مركب و موقف السيارات غرق
و انا اعرف البرد و اعرف الحر
و لا اعرف الدفء
***
غادرتك الغدر و العيون الزئبقية
و احببتك الغدر و العيون الزئبقية
و الجسد الذي يتضوع باساطير الصيادين
و احببتك
الحلم يجسر بين روحي و صخبك
و احببتك في ظلمتي القاحلة
كما لو كنت
اخر نورس على وجه الكرة الارضية
***
ليلة البكاء ب 99 قرشا
في موقف للسيارات ...
تحسست بذاكرتي عنقك
الذي يختصرك بعنفوانه و نبضه
ووعيت انك تحيطه
بعقد من اسنان النساء اللواتي احببنك !...
***
ليلة البكاء ب99 قرشا
في موقف للسيارات ...
كدت احدثك عن الحب
فحدثتني عن الجسد
و اختفى بؤبؤ عينيك
و صارت عيناك زجاج مرآتين
تعكسان ضوءا قاسيا جارحا
كنصل خنجر ...
***
ليلة البكاء ب 99 قرشا
في موقف للسيارات
وعيت ليلتها اخيرا
انك ما تزال تعيش مرحلة المقاهي
و انا اعيش مرحلة الغابات ...
***
ليلة البكاء ب 99 قرشا
في موقف للسيارات ...
داهمتني الذكريات المقددة
لزمننا الصدىء
ووعيت عمق حبي لك
انت الذي تكفيه ستارة و قبلات مسروقة
في سيارة شتائية معتمة
في موقف للسيارات
ب 99قرشا
و انا التي احببتك حبا شاسعا كالفجر
نابضا كالمظاهرة
تمسك بيدي
فتمنو اصابعي لتصيير اغصان شجرة
مزدهرة بالخضرة و اصوات العصافير
و انا التي كنت اراك
فيتنفس الحب الصعداء
***
ليلة البكاء ب 99 قرشا
في موقف للسيارات
و انا اترنح في اخر سهل الحزن
خطوة اخرى في هذا الاتجاه
وأقع عن الكرة الارضية
بينما السيارات تحدق بي
بعيونها الصامتة المطفأة
و تحيط بي في ( الموقف )
مثل قبيلة من الناس الآليين
أطفات بطارياتها حزنا
و انا مبعثرة كإناء مكسور
اصمت و الجدران تردد صدى صراخ صمتي ...
***
ليلة البكاء ب 99 قرشا
في موقف للسيارات
تذكرت انك كنت تخطط معي
لما سنفعله في الفصول الاربعة :
الشتاء و الربيع و الصيف و الخريف
و انني حين صرخت بك :
هنالك فصل النزف
هنالك فصل القحط
هنالك فصل الحزن
هنالك فصل الفراق
هنالك فصل الموت ...
ماذا نفعل بها مواسمنا تلك ؟
لم تسمعني ...
ووعيت انني كمن ينزف دماءه
امام باب موصد .
***
ليلة البكاء ب 99 قرشا
في موقف للسيارات
كنت اغص حتى قاع عظامي
و انا اتذكر
عذابي المجيد بك
و سقوطي في رمالك المتحركة
و مرورك بعمري
كمرور ظل طائرة فوق حقل مقفر ...
ووداعي لك تلك الليلة
دون ان اودعك
عرفت انني افلت يدي من يدك
لآخر مرة
و كنت سفينة تغرق
الى اعماق بحار الأسى ...
***
ليلة البكاء ب 99 قرشا
في موقف السيارات ...
جاء صبي ( الموقف ) مدهوشا
لوقفتي المتحجرة ...
فقلت له نفذ الوقود يا اخي ...
وركض بطيبة يشتري لي وقودا ...
أي وقود
لمن حولتها الى امراة من ملح
ساقطة تحت شلال الليل
تعي انها بدونك ستضمحل
كما يضمحل الوجه في المرآة
حين نطفىء الشمعة امامه ؟!
7/4/1977

________

المُنـى 10 - 7 - 2010 08:33 PM

(( اعتقال كلمة لم يقرأها جيدا ))
فليظل الشريان نابضا
معلقا بين الحضور و الغياب
على اسوار الليل و الترقب
***
و ليظل الحلم نائيا
كندف الثلج فوق الذرى
لئلا تدوسه
اقدام الواقع اليومي الموسخة ...
***
لا اريد حبا
اريد حلما ...
لا اريد جسدا
اريد ظلا ...
هل تعني لك شيئا
هذه اللغة !..
ام تراك مثلهم جميعا
ستقراها دون ان تقراني ؟...
الربيع الخريفي ل 1977

المُنـى 10 - 7 - 2010 08:34 PM

(( اعتقال رعشة قهر ))
اه كم حدثتك عن حبي
دون ان ادري
انني كنت اتلو مزاميري
على طائر مهاجر
***
اه كم قلت لك
ان الرصاصة التي تطلق
لا تسترد ...
و ان حبي
ليس مقعدا في حديقة عامة
تغادره حين يحلو لك
و ترجع اليه متى شئت ...
***
اه كم كررت لك
ان رداء الحب
شفاف كجناح الفراشات ...
و ان خدشه لا يرفا بابرة النسيان ...
***
اه كم حذرتك
من اللعب بفأس العبث
في غابة الحب
لان اشجارها تحمل الى الابد
أي كلمة حلوة تنقشها
على جذوعها
و أي جرح ...اي جرح
***
و لكنك لم تصدق
ان مخمل قلبي
يستطيع ان يصيير فولاذا..
و ان ينابيعي المتفجرة في مواطىء قدميك
تستطيع ان تستحيل صبارا ناريا
مسموم الاشواك
و ان كلمة وداعا
صارت تعني ببساطة : وداعا!!...
2/4/1976

_____

المُنـى 10 - 7 - 2010 08:35 PM

(( اعتقال لحظة انعطاف ))
اصفح نفسي بكتبي
و فلاسفتي و المؤرخين ...
و اهرب من اصابعك الخشنة
الى نعومة اسطواناتي ...
راكضة على السلم الموسيقي لبيتهوفن
و قد اخفيت جسدي المرتجف
تحت احدى نوطاته ...
***
احتمي من منطقك البسيط المباشر
باطروحات المنطق الاغريقي
و بذكرى المتاحف التي زرتها
و اللوحات و التماثيل
و ملايين الاطنان من الاعمدة التاريخية ...
و لكنك تخطو نحو ايامي
و الزلزال الدامي وقع خطاك
و الزوبعة جسدك...
و تتمزق الكتب امام رياحك
وتتطاير من نوافذ روحي
كريش طيور محنطة
و تشب النيران في اللوحات و الاسطوانات
و تتكسر الاعمدة امام حضورك
***
ووسط هذا الليل المروع
تمد يدك
لتتناول وجهي و استسلامي
و انهار امام مشهد طلوع الفجر
3/9/1976



المُنـى 10 - 7 - 2010 08:36 PM

(( اعتقال لحظة مخاوف ))
هل يمكن لمركبة الحلم
ان تقلع عن شطرنج الضحالة الاجتماعية
مرتين؟
***
و هل يمكن للطائر
الساقط في دبق ( الواجبات) الاكذوبة
ان يتابع مباهج هجرته؟
***
هل يمكن للفرح ان يزهر في شجرة الغربة
مرتين في موسم واحد للحزن؟
***
هل يمكن للابتسامة
ان تشرق ثانية
على شفاهنا المغسولة بالدم
- كل منا بدم الآخر-..؟؟..
***
و هل يمكن لحبنا المكسور
ان يعاود التحامه
دونما شرخ؟...
***
و هل يعود نجم هوى
الى موضعه في السماء ؟...
***
ربما لا
و لكن
و لانني احبك حقا
سوف نستحم في النهر نفسه مرتين !!...
14/9/1976



الساعة الآن 07:49 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى