قال تعالى ( اعملوا آل داود شكرا )
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
بســم الله الـرحمــن الرحيــم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين قال تعالى ( اعملوا آل داود شكرا )الأية13 سورة سبأ. قال ابن كثير وقوله : ( اعملوا آل داود شكرا ) أي : وقلنا لهم اعملوا شكرا على ما أنعم به عليكم في الدنيا والدين . وشكرا : مصدر من غير الفعل ، أو أنه مفعول له ، وعلى التقديرين فيه دلالة على أن الشكر يكون بالفعل كما يكون بالقول وبالنية ، كما قال : أفادتكم النعماء مني ثلاثة : يدي ، ولساني ، والضمير المحجبا قال أبو عبد الرحمن الحبلي : الصلاة شكر ، والصيام شكر ، وكل خير تعمله لله شكر . وأفضل الشكر الحمد . رواه ابن جرير . وروى هو وابن أبي حاتم ، عن محمد بن كعب القرظي قال : الشكر تقوى الله والعمل الصالح . [ ص: 501 ] وهذا يقال لمن هو متلبس بالفعل ، وقد كان آل داود ، عليه السلام ، كذلك قائمين بشكر الله قولا وعملا . قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن أبي بكر ، حدثنا جعفر - يعني : ابن سليمان - عن ثابت البناني قال : كان داود ، عليه السلام ، قد جزأ على أهله وولده ونسائه الصلاة ، فكان لا تأتي عليهم ساعة من الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي ، فغمرتهم هذه الآية : ( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ) . وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ، وأحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يوما ويفطر يوما . ولا يفر إذا لاقى " . وقد روى أبو عبد الله بن ماجه من حديث سنيد بن داود ، حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قالت أم سليمان بن داود لسليمان : يا بني ، لا تكثر النوم بالليل ، فإن كثرة النوم بالليل تترك الرجل فقيرا يوم القيامة " . وروى ابن أبي حاتم عن داود ، عليه السلام ، هاهنا أثرا غريبا مطولا جدا ، وقال أيضا : حدثنا أبي ، حدثنا عمران بن موسى ، حدثنا أبو يزيد فيض بن إسحاق الرقي قال : قال فضيل في قوله تعالى : ( اعملوا آل داود شكرا ) . فقال داود : يا رب ، كيف أشكرك ، والشكر نعمة منك ؟ قال : " الآن شكرتني حين علمت أن النعمة مني " . قال البغوي ( اعملوا آل داود شكرا ) أي : وقلنا اعملوا آل داود شكرا ، مجازه : اعملوا يا آل داود بطاعة الله شكرا له على نعمه . وقال أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي و ( اعملوا آل ) ، وعقب ما يعمله الجن ( اعملوا آل داود شكرا ) ، إشارة إلى أن الإنسان لا يستغرق في الدنيا ولا يلتفت إلى زخارفها ، وأنه يجب أن يعمل صالحا ، ( اعملوا آل داود ) . وقيل : مفعول اعملوا محذوف ، أي اعملوا الطاعات وواظبوا عليها شكرا لربكم على ما أنعم به عليكم ، فقيل : انتصب ( شكرا ) على الحال ، وقيل : مفعول من أجله ، وقيل : مفعول له باعملوا ، أي اعملوا عملا هو الشكر ، كالصلاة والصيام والعبادات كلها في أنفسها هي الشكر إذا سدت مسدة ، وقيل : على المصدر لتضمينه اعملوا اشكروا بالعمل لله شكرا . روي أن مصلى آل داود لم يخل قط من قائم يصلي ليلا ونهارا ، وكانوا يتناوبونه . وكان سليمان - عليه السلام - يأكل الشعير [ ص: 266 ] ويطعم أهله الخشكار ، والمساكين الدرمك ، وما شبع قط ، فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف إن شبعت أن أنسى الجياع . و ( الشكور ) صيغة مبالغة ، وأريد به الجنس . قال ابن عباس : الشكور : من يشكر على أحواله كلها . وقال السدي : من يشكر على الشكر . وقيل : من يرى عجزه عن الشكر ، وهذه الجملة تحتمل أن تكون خطابا لآل داود ، وهو الظاهر ، وأن تكون خطابا للرسول - صلى الله عليه وسلم - وفيها تنبيه وتحريض على الشكر . وقال إبن القيم في مدرج السالكين فصل منزلة الشكر ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الشكر وهي من أعلى المنازل . وهي فوق منزلة الرضا وزيادة . فالرضا مندرج في الشكر . إذ يستحيل وجود الشكر بدونه . وهو نصف الإيمان - كما تقدم - والإيمان نصفان : نصف شكر . ونصف صبر . وقد أمر الله به . ونهى عن ضده ، وأثنى على أهله . ووصف به خواص خلقه . وجعله غاية خلقه وأمره . ووعد أهله بأحسن جزائه . وجعله سببا للمزيد من فضله . وحارسا وحافظا لنعمته . وأخبر أن أهله هم المنتفعون بآياته . واشتق لهم اسما من أسمائه . فإنه سبحانه هو الشكور وهو يوصل الشاكر إلى مشكوره بل يعيد الشاكر مشكورا . وهو غاية الرب من عبده . وأهله هم القليل من عباده . قال الله تعالى : واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون وقال واشكروا لي ولا تكفرون وقال عن خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه وقال عن نوح عليه السلام إنه كان عبدا شكورا وقال تعالى : [ ص: 233 ] والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون وقال تعالى : واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون وقال تعالى : وسيجزي الله الشاكرين وقال تعالى : وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد وقال تعالى : إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور وسمى نفسه شاكرا وشكورا وسمى الشاكرين بهذين الاسمين . فأعطاهم من وصفه . وسماهم باسمه . وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلا . وإعادته للشاكر مشكورا . كقوله : إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ورضا الرب عن عبده به . كقوله : وإن تشكروا يرضه لكم وقلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواصه . كقوله : وقليل من عبادي الشكور وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام حتى تورمت قدماه . فقيل له : تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ . وقال لمعاذ والله يا معاذ ، إني لأحبك . فلا تنس أن تقول في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك . وفي المسند والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات : اللهم أعني ولا تعن علي . وانصرني ولا تنصر علي . وامكر لي ولا [ ص: 234 ] تمكر بي . واهدني ويسر الهدى لي . وانصرني على من بغى علي . رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطاوعا لك مخبتا إليك أواها منيبا . رب تقبل توبتي . واغسل حوبتي . وأجب دعوتي . وثبت حجتي . واهد قلبي . وسدد لساني . واسلل سخيمة صدري . |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
مشكور فاصل وجزاك الله الخير
|
نفع الله بك وجزيت كل خيرا
|
|
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
جزاك الله خير الجزاء
|
http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/01.gif جزاكم الله خيرا موضوع قيم جدا بارك الله بك تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ورزقنا واياكم الفردوس الأعلى |
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
الساعة الآن 09:50 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |