منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   الشاعرة: نازك الملائكة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16213)

المفتش كرمبو 23 - 5 - 2011 03:18 PM

الشاعرة: نازك الملائكة
 
الشاعرة: نازك الملائكة


نازك الملائكة شاعرة عراقية تمثل أحد أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث، الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن والإنسان.

ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 وتخرجت في دار المعلمين عام 1944، وفي عام 1949 تخرجت في معهد الفنون الجميلة "فرع العود"، لم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية إلى هذا الحد إذ درست اللغة اللاتينية في جامعة برستن في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك درست اللغة الفرنسية والإنكليزية وأتقنت الأخيرة وترجمت بعض الأعمال الأدبية عنها، وفي عام 1959 عادت إلى بغداد بعد أن قضت عدة سنوات في أمريكا لتتجه إلى انشغالاتها الأدبية في مجالي الشعر والنقد، والتحقت عام 1954 بالبعثة العراقية إلى جامعة وسكونسن لدراسة الأدب المقارن، وقد ساعدتها دراستها هذه المرة للاطلاع على اخصب الآداب العالمية، فإضافة لتمرسها بالآداب الإنكليزية والفرنسية فقد اطلعت على الأدب الألماني والإيطالي والروسي والصيني والهندي.

اشتغلت بالتدريس في كلية التربية ببغداد عام 1957، وخلال عامي 59 و1960 تركت العراق لتقيم في بيروت وهناك أخذت بنشر نتاجاتها الشعرية والنقدية، ثم عادت إلى العراق لتدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة البصرة

تكاد تكون نازك الملائكة رائدة للشعر الحديث، بالرغم من إن مسألة السبق في "الريادة" لم تحسم بعد بينها وبين بدر شاكر السياب، ولكن نازك نفسها تؤكد على تقدمها في هذا المجال عندما تذكر في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأنها أول من قال قصيدة الشعر الحر، وهي قصيدة "الكوليرا" عام 1947. أما الثاني -في رأيها- فهو بدر شاكر السياب في ديوانه "أزهار ذابلة" الذي نشر في كانون الأول من السنة نفسها.

لنازك الملائكة العديد من المجاميع الشعرية والدراسات النقدية منها ما ضمها كتاب ومنها ما نشر في المجلات والصحف الأدبية، أما مجاميعها الشعرية فهي على التوالي:

عاشقة الليل 1947، شظايا ورماد‍ 1949، قرار الموجة 1957، شجرة القمر1968، مأساة الحياة وأغنية الإنسان "ملحمة شعرية" 1970، يغير ألوانه البحر1977، وللصلاة والثورة 1978.

ونازك الملائكة ليست شاعرة مبدعة حسب، بل ناقدة مبدعة أيضاً، فآثارها النقدية: (قضايا الشعر المعاصر1962)، (الصومعة والشرفة الحمراء1965) و(سيكولوجية الشعر 1993) تدل على إنها جمعت بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذي يكتبه الشعراء، فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي الأستاذة الجامعية التي يعرفها الدرس الأكاديمي حق معرفة، وتمارسه بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي لأنها شاعرة ترى الشعر بعداً فنياً حراً لا يعرف الحدود أو القيود. لذلك فنازك الناقدة، ومن خلال آثارها النقدية تستبطن النص الشعري وتستنطقه وتعيش في أجوائه ناقدة وشاعرة على حد سواء بحثاً عن أصول فنية أو تجسيداً لمقولة نقدية أو تحديداً لخصائص شعرية مشتركة.


المفتش كرمبو 23 - 5 - 2011 03:24 PM

غرباء


أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنا

نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا?

يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ

يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ

سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا:

مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ

غُربَاءْ

اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيرِ

كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعوري

دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا

وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى

أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري

إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,

غرباءْ

مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ

كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ

مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ

خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي

خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ

أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ

غرباءْ

أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ

يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف

أو لا تُبْصرُ? عينانا ذبولٌ وبرودٌ

أوَلا تسمعُ? قلبانا انطفاءٌ وخمودُ

صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ

ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ

غرباءْ

نحن من جاء بنا اليومَ? ومن أين بدأنا?

لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين.. فدَعنا

نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا

بعضُ حبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا

آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا

قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا

غُرباءْ


hakimnexen 23 - 5 - 2011 03:25 PM

سعدت وانا أقرأ عن نازك
خيارك موفق المفتش كرومبو
ارجو ان تزور هاذا الرابط
++من هنا

المفتش كرمبو 23 - 5 - 2011 03:27 PM

غرباء


أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنا

نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا?

يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ

يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ

سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا:

مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ

غُربَاءْ

اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيرِ

كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعوري

دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا

وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى

أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري

إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,

غرباءْ

مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ

كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ

مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ

خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي

خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ

أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ

غرباءْ

أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ

يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف

أو لا تُبْصرُ? عينانا ذبولٌ وبرودٌ

أوَلا تسمعُ? قلبانا انطفاءٌ وخمودُ

صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ

ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ

غرباءْ

نحن من جاء بنا اليومَ? ومن أين بدأنا?

لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين.. فدَعنا

نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا

بعضُ حبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا

آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا

قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا

غُرباءْ


المفتش كرمبو 23 - 5 - 2011 03:28 PM

أنشودة السلام



أيهــا السـادرونَ فـي ظلمـة الأر ض كفـــاكم شــقاوةً وذهــولا
احــملوا نــادمينَ أشــلاء موتـا كـم ونوحـوا عـلى القبـور طـويلا
ضمّخوهــا بــالعطر لفّـوا بقايـا هــا بزَهْــر الكنــارِ والياسـمينِ
واهتفــوا حولهـا بأنشـودة السـلـ ــمِ ليهنـا فـي القـبر كـلُّ حـزينِ
اجــمعوا الصبيـة الصغـار ليشـدوا بلحـــون الصفـــاء والابتســامِ
أنقـذوا الميّتيـن مـن ضجّـة الحـر بِ ليستشــعروا جمــال الســلامِ
فيـم هـذا الصـراع يـا أيهـا الأحـ ـيـاءُ? فيـم القتـالُ? فيـم الدماءُ?
فيـمَ راح الشُـبّانُ فـي زَهْـرة العُمْـ ــرِ ضحايـا وفيـمَ هـذا العِـداءُ?
أهْـو حـبُّ الـثراءِ? يا عَجَبَ القلـ ــبِ! ومـا قيمـة الـثراء الفـاني?
فـي غـدٍ رحلـةٌ فهـل يـدفع الأمـ ـــواتُ بالمـالِ وحشـةَ الأكفـانِ?
كـل حـيّ غـدًا إلـى القـبر مَغْـدَا هُ فهــل ثَـمَّ فـي الممـاتِ ثـراءُ?
افتحــوا هــذه القبــورَ وهـاتوا حدِّثونــا أيــنَ الغِنَـى والرخـاءُ?
انظـروا هـا هنا على الشوكِ والرَمْـ ـــلِ ثـوى الأغنيـاءُ والمُعْدمونـا
أيُّ فَـرْقٍ تـرى وهل غيرُ صمتِ الـ ـمـوتِ فـوق القبـور والراقدينـا?
عجبًـا مـا الـذي إذن سـاق هذا الـ ـكــون للمـوتِ والأذى والدَّمَـارِ?!
فيـم تحـدو الشُـعوبَ أطمـاعُ غـرٍّ يتصبَّــى عينيــهِ وهْـجُ النـار ِ?
نشـوةُ النَّصْـرِ? يـا لسُـخْرية الألـ ـفـاظِ! يـا لَلأَوهـامِ يـا لَلضَّـلالِ!
أيهــا الواهمــونَ حســبكمو وهْـ ـمًـا وهبُّـوا مـن الكَـرَى والخيـالِ
نحـن أَسْـرَى يقودنـا القَـدَرُ الأعـ ـمــى إلـى ليـل عـالمٍ مجـهولِ
ليس منــا مــن يســتطيع فكاكًـا ليس منــا غــير الأسـيرِ الـذليلِ
أبــدًا تــأمرُ الليــالي ونمشــي ليس يُجْــدي تضــرّعٌ أو بكــاءُ
ليس يخشــى الممـاتُ صولـةَ جبّـا رٍ ومـــا يســـتثيرُهُ الضُّعَفــاءُ
هكــذا المـوتُ غـالبٌ أَبَـدَ الـدهْـ ـر ونحن الصَّرْعَى الضعافُ الحيارَى
ولــه النصْــرُ والفخــارُ علينـا فــاندبوا مــا دعوتمـوهُ انتصـارا
أيّهــا العــالمُ المخـرَّبُ قـد أسـ ـفَـرَتِ الحـربُ عـن غلابِ المنايا
شــهدتْ هـذهِ القبـورُ لهـا بـالنـ ـصْـرِ يـا رحمتـا لتلـك الضحايـا
ثـم مـاذا يـا سـاكني العـالم المحـ ــزونِ? مـاذا مـن القتـال جنيتُمْ?
وهـل وصلتـم إلـى النجـوم البعيـدا تِ وهـل مِـن كـفّ العذابِ نجوتم?
هــل تغلَّبتُـمُ عـلى الفقـر والأحـ ـــزانِ والسُّــقْمِ أيّهـا الواهمونـا
أنجـــوتم مــن المــآثمِ أم لــم يَـــزَلِ العيشُ فتنـــةً ومُجُونــا
أســفًا لـم تـزل كمـا كـانت الأنـ ـفُسُ تحيــا فــي إثمهـا الأبـديِّ
لـم تـزل خـمرةُ الضلال رجاء الـ آدمييــنَ فــي الوجــود الشـقيِّ
لـم تـزل فـي الوجـود أغنيـةُ الحز نِ يغنّــي بهــا الضعـاف الجيـاعُ
لـم يـزل في الوجود مرضى حَيَارَى أبــــدًا تعـــتريهمُ الأوجـــاعُ
كـل شـيء بـاقٍ كمـا كان قبل الـ ـحــربِ غـير الأيتـام والأمـواتِ
غــير ظـلّ مـن الكآبـة والحَـيْـ ــرةِ يمشـي عـلى ضفـاف الحياةِ
هــؤلاء الأيتــامُ بـالأمس كـانوا صــورةَ البِشْـر والمـراحِ الجـميلِ
تحـت ظـلّ الآبـاء يقضـون عيشًـا مــا دَرَوْا غـير صَفْـوِهِ المعسـول
وأفــاقوا مــن حـلمهم فـإذا الأقـ ــدارُ حـربٌ والكـونُ قتـلٌ ونـارُ
يـا عيـونَ الأطفـال لا تسـألي الدنـ ـيـا عـلام اللَّظَـى? وفيـم الدمارُ?
فـي سـبيل المجـدِ المـزيّفِ هذا الـ ـهــولُ لا كـان مجـدُهم لا كانـا
فـي سـبيل النَّصْـرِ الممـوّه عاد الـ ـعـالم الحـلو فـي اللهيـبِ دخانـا
هـؤلاء الصَّـرْعَى على الصخْر والشو كِ شـــبابًا وفتيـــةً وكهـــولا
كــيف كـانوا بـالأمسِ آيـةَ رؤيـا رَسَـــموها فلــم تعِشَّ طــويلا?
أيّهـا الأشـقياءُ فـي الأرض يـا من لــم تُمتْهــم قــذائفُ النــيرانِ
عبثًـــا تــأملون أن يرجــع الآ نَ أعـــزَّاؤكم إلـــى الأوطــانِ
انظــروا هـا هـم الجـنودُ يعـودو نَ فُــرَادَى مهشّــمي الأعضــاءِ
آهِ لـــولا بقيـــةٌ مــن حيــاةٍ لــم يُعَــدّوا فـي جملـةِ الأحيـاءِ
عبثًــا يبحــثون فـي هـذه الأنـ ـقـاضِ عـن أهلهـم وعـن مأواهم
عبثًــا يســألون مــا يعلـم العـا بــرُ شــيئًا فيــا لنــارِ أسـاهم
كـيف ذاقـوا مـرارة الخيبـة السَّـوْ داءِ بعــــــــد الآلامِ والأدواءِ
هـل نَجَـوْا من براثن الموت والأسـ ــر لكـي يسـقطوا أَسَارَى الشقاءِ?
أيّهــا الأشــقياءُ يـا زُمَـر الأحـ ـيــاءِ فـي كـلّ قريـةٍ وصعيـدِ
آنَ أن نســـتعيدَ مــاضيَ حُــبٍّ هــو مفتــاحُ حُلْمنــا المفقــودِ
مـا الـذي بيننـا مـن البغض? ماذا كــان ســرُّ القتــالِ والأَحقـادِ?
أيّهــا النــاقمون نحــن جميعًــا شَـرَعٌ فـي أيـدي الخـطوب الشدادِ
نحـن نحيـا فـي عـالم ليس يُـدْرَى ســرُّه فهــو غيهــبٌ مجــهولُ
تطلـعُ الشـمسُ كـل يـومٍ فمـا كُنْـ ــهُ سـناها? وفيـم كـان الأفـولُ?
مـا الـذي يُطْلـعُ النجـومَ عـلى الكو نِ مسـاءً? مـا كنْـهُ هـذا الوجودِ?
أيُّ شـيءٍ هـذا الفضـاءُ? وما سر دُجَــاهُ? هـل خلفَـهُ مـن حُـدودِ?
نحن هل نحن في الوجود سوى الجهـ ــلِ مصُوغًـا فـي صورة الإنسانِ?
كـلُّ مـا فـي الأكـوانِ يحكمنـا ما ذا إذنْ ســـرُّ ذلــك الطُغيــانِ?
فيـم نطغـى? وكيف ننسَى قوى الكو نِ ومـا فـي الوجـود أضعـف منّـا
ينخَــرُ الـدودُ مـا نَشِـيدُ ولا تُـبْـ ـقــي الــبراكينُ والريـاحُ علينـا
فيــم نقضـي حياتنـا فـي العـداوا تِ ونُمْضـي السـنينَ يأسًـا وحزنا?
كــيف ننسَـى أَنّـا نعيشُ حيـاة الـ ــوردِ سـرعان مـا يمـوتُ ويَفْنى
لـن تـدومَ الأَيّـامُ لـن يحـفَظَ الدهـ ــــرُ كيانًــا لكــائنٍ بَشَــريِّ
فلنَــدَعْ هــذه الضغــائنَ والأحـ ـقــادَ ولنَحْـيَ فـي الـودادِ النقـيِّ


المفتش كرمبو 23 - 5 - 2011 03:29 PM

النهر العاشق
( نازك الملائكة )
أين نمضي? إنه يعدو إلينا

راكضًا عبْرَ حقول القمْح لا يَلْوي خطاهُ

باسطًا, في لمعة الفجر, ذراعَيْهِ إلينا

طافرًا, كالريحِ, نشوانَ يداهُ

سوف تلقانا وتَطْوي رُعْبَنا أنَّى مَشَيْنا

**

إنه يعدو ويعدو

وهو يجتازُ بلا صوتٍ قُرَانا

ماؤه البنيّ يجتاحُ ولا يَلْويه سَدّ

إنه يتبعُنا لهفانَ أن يَطْوي صبانا

في ذراعَيْهِ ويَسْقينا الحنانا

**

لم يَزَلْ يتبعُنا مُبْتسمًا بسمةَ حبِّ

قدماهُ الرّطبتانِ

تركتْ آثارَها الحمراءَ في كلّ مكانِ

إنه قد عاث في شرقٍ وغربِ

في حنانِ

**

أين نعدو وهو قد لفّ يدَيهِ

حولَ أكتافِ المدينهْ?

إنه يعمَلُ في بطءٍ وحَزْمٍ وسكينهْ

ساكبًا من شفَتَيْهِ

قُبَلاً طينيّةً غطّتْ مراعيْنا الحزينهْ

**

ذلكَ العاشقُ, إنَّا قد عرفناهُ قديما

إنه لا ينتهي من زحفِهِ نحو رُبانا

وله نحنُ بنَيْنا, وله شِدْنا قُرَانا

إنه زائرُنا المألوفُ ما زالَ كريما

كلَّ عامٍ ينزلُ الوادي ويأتي للِقانا

**

نحن أفرغنا له أكواخنا في جُنْح ليلِ

وسنؤويهِ ونمضي

إنه يتبعُنا في كل أرضِ

وله نحنُ نصلّي

وله نُفْرِغُ شكوانا من العيشِ المملِّ

**

إنه الآن إلهُ

أو لم تَغْسِل مبانينا عليه قَدَمَيْها?

إنه يعلو ويُلْقي كنزَهُ بين يَدَيها

إنه يمنحُنا الطينَ وموتًا لا نراهُ

من لنا الآنَ سواهُ?


المفتش كرمبو 23 - 5 - 2011 03:30 PM

أنا - لنازك الملائكة

الليلُ يسألُ مَن أنا

أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ

أنا صمتُهُ المتمرِّدُ

قنّعتُ كنهي بالسكونْ

ولففتُ قلبي بالظنونْ

وبقيتُ ساهمةً هنا

أرنو وتسألني القرونْ

أنا من أكون ؟

الريحُ تسألُ مَنْ أنا

أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ

أنا مثلها في لا مكان

نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ

نبقى نمرُّ ولا بقاءْ

فإذا بلغنا المُنْحَنَى

خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ

فإذا فضاءْ !

والدهرُ يسألُ مَنْ أنا

أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ

وأعودُ أمنحُها النشورْ

أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ

من فتنةِ الأملِ الرغيدْ

وأعودُ أدفنُهُ أنا

لأصوغَ لي أمساً جديدْ

غَدُهُ جليد

والذاتُ تسألُ مَنْ أنا

أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلام

لا شيءَ يمنحُني السلامْ

أبقى أسائلُ والجوابْ

سيظَلّ يحجُبُه سرابْ

وأظلّ أحسبُهُ دَنَا

فإذا وصلتُ إليه ذابْ

وخبا وغابْ


المفتش كرمبو 23 - 5 - 2011 03:31 PM

عند العشاق

ربما كان في حياة المحبي ن رجاء أو دفقة من ضياء
ربما كان عندهم ذلك الإك سير بين الخيال والأهواء
شاطىء الحبّ أيها اللامع الخا دع هات الحديث عن أبنائك
صف مناهم وبشرهم وأساهم صف لنا ما اختفى وراء صفائك
صف لنا كيف يعصر العاشق الشو ق إلى من ينام عن بلواه
كيف يلهو به الخيال فيمضي ال ليل سهران غارقا في مناه
صف حياة الذي استبدّ به الحب فخال الحياة جّنة سحر
ومضى فاتحا ذراعيه للنو ر يصوغ الحياة ديوان شعر
يلثم الزهر في الحقول ويشدو لليالي الحصاد لحن هواه
راقصا كالفراش للقمر الحل و خليا من يأسه وأساه
راسما للغد الجميل من الأح لام ما لا تطيقه الأقدار
سادرا في أوهامه غير دار أن هذي الحياة هول ونار
في يديه كأس الرحيق يغني ه على مسمع النهار ويشرب
وعلى ثغره ابتسامة مخدو ع يغّني له الشقاء فيطرب
ثم يخبو الضياء ذات مساء ويفيق النشوان بالأوهام
فإذا الحقل ذابل لا زهور لا فراش لا شيء غير الظلام
أين تلك الأحلام؟ كيف ذوى الحب؟ وأين الوجه الحبيب النضير
يا لغدر الأيام لم تحفظ العه د لقلب جنى عليه الشعور
وتمرّ الحياة والعاشق المه جور قلب دام ووجه شاحب
أبدا يرجع الخيال إلى الما ضي ويبكي على الغرام الذاهب
أبدا يرمق الحياة كئيبا من وراء الدموع والأحزان
ويراها الذئب الذي ينهش القل ب ويقسو على الأسى الإنساني
أبدا يسأل الظلام حزينا شارد الفكر أين ألحان قلبي
أين زهري وأين بلبلي المن شود؟ ماذا أضاع أحلام حبّي؟
أين تلك التي سكبت عليها من حياتي ومن فؤادي ولحني
أين تلك العيون تلهم أحلا مي وتمحو غشاوة الحزن عنّي؟
يا لقلب المسكين تلذعه الذك رى وتحي غرامه وأساه
هكذا قد قضى عليه كيوبي د فماذا تفيده شكواه؟
فليجد في الخيال والشعر والذك رى دواء لحبّه المصدوم
وليقضّ الحياة بين حقول ال قمح والقطن تحت ضوء النجوم
وليحبّ الغيوم والفجر والنه ر ويمضي الأيّام بين التلال
يتغّنى فيعشق الزهر موسي قاه عند الهوى وفوق الجبال
فحياة الخيال أجمل من وا قع حب ملفّع بالرماد
وهنا يا مصدوم حرّية الرو ح فماذا يغريك بالأصفاد
سل كيوبيد عن شقاوة صرعا ه وماذا يلقون من تعذيب
كيف يحيون في جحيم من الشكّ وليل من الضنى والشحوب
إن قضت بالحرمان أيّامهم عا شوا حزانى معذبين حيارى
يشتكون الأقدار والزمن العا تي ويحيون أشقياء أسارى
وإذا ما تحقق الحلم العذ ب أشاحوا عن سحره كارهينا
ويعود الضياء ليلا دجّيا وتعود الأزهار شوكا وطينا
هكذا يخمد الغرام وتخبو شعلة الحب والمنى والحنين
فالسعيد السعيد من دفن الحبّ وعاش الحياة غير سجين
يا دموع العشّاق قد شبع العا لم بؤسا فلا تزيدي أساه
قد ملأنا الكون الجميل دموعا وشبعنا من صمته ودجاه
فانضبي أنت حسبنا شجن العي ش وبلوى الحياة والأيام
حسب هذي الأرض الكئيبة دمع ال بائسين الجياع والأيتام
انضبي واطردي خيال كيويب د وحسب الغرام هذي الضحايا
لن ينال العشّاق يوما سوى أد مع حبّ حفّت سناه المنايا

المفتش كرمبو 23 - 5 - 2011 03:32 PM

دعــــوة الى الأحـــلام ..../نازك الملائـــكة ..


--------------------------------------------------------------------------------

تعال لنحلم , ان المســـاء الجميــــــل دنا

ولين الدجــى وخدود النجوم تنادى بنــــا

تعال نصيد الرؤى ، ونعـــد خيـــوط السّنا

ونشهد منحدرات الرّمــــــال على حـبّــــنا

***********

سنمشى معا فوق صدر جزيرتنا الساهده

ونبقى على الرّمل اثار أقدامـــنا الشـــارده

ويأتى الصـــباح فيلقى بأنــــــــدائه البـــارده

وينبت حــيث حلمنا ولــــو وردة واحـــــــــده

*********************
سنحلم أنّا صعـــــدنا نرود جبــــــــــال القمــر

ونمرح فى عزلة اللانهـــــــاية واللابشــــــــــر

بعيدا . بعيدا . الى حيث لا تســـتطيع الذكــر

الينا الوصــــول فنحن وراء امتداد الفكـــــــــر

******************
سنحلم أنّا استحلنا صبيين فوق التـــــــــــلال

بريئين نركض فوق الصخور ونرعى الجمـــال

شريدين ليس لنا منزل غير كـــوخ الخيـــــــال

وحين ننام نمرّغ أجســـامنا فى الرّمـــــــــــال

*************
سنحلم أنّا نســــير الى الأمس لا للغـــــــــــد

وأنّا وصلنا الى بـــــــابل ذات فجـــــــــــــر نـــد

حبيبين نحمـــــل عهد هوانــــــــا الى المعبـــد

يباركنا كاهـــــــــــن بابــــــــــلىّ نقــــىّ اليــــد










المفتش كرمبو 23 - 5 - 2011 03:33 PM

خصام



زمان الصفاء مضى وتلاشى مع الذكريات

وها نحن مختصمان

وجاء زمان الصراع فلا لطف لا بسمات

ولا دفقة من حنان

وها نحن مختصمان دفنّا الوئام

وراء التوتّر في قعر ألفاظنا البارده

ولم نبق كأسا ولا منهلا للغرام

ولم نبق عشّا لأحلامنا الساهده

***

بأعماق أنفسنا من عيوب جميله

ويدرك كلّ بأنّ الهوى

طوى ما طوى من معايبنا المترفات الأصيله

ولم نبق إلا محاسننا الفجّة المستحيله

***

وها نحن نعرف أبعادنا الشاسعه

وكيف ملكنا عيوبا منوّعة رائعه

تخبّيء أوجهها خلف ستر الرضى والليونه

وخلف الوداعة خلف السكينه

***

وفي لحظات الصفاء لمسنا شذاها الرصينا

وذقنا محاسننا السمحة المنعمه

وغطّى الحماقة والضعف فينا

***

وفي لحظات الحنين هوينا

بساطتنا وعشقنا العذوبه

وها نحن نعشق ما تخلق الآدميّة فينا

وما في حماقتنا من جمال شذ وخصوبه

***

وكنّا عشقنا انبثاق الحرارة في مقلتينا

فدعنا نحبّ النضوب

وكنّا هوينا التورّد والشعر في شفتينا

فلم لا نحبّ الشحوب

***

وكنّا عقدنا الصداقة بين المحاسن فينا

فدعنا نقم أسس الحبّ والودّ بين العيوب

وأفسح مكانا لبعض الحماقات بعض الذنوب

ودعنا نكن بشرا طافحين نفيض جنونا

وننضح ضحكا ودمعا سخينا



الساعة الآن 08:58 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى