منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   إيليا أبو ماضي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14113)

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:30 PM

[frame="13 90"]
ولقد ذكرتك بعد يأس قاتل في ضحوة كثرت بها الأنواء
فوددت أني غرسة أو زهرة ووددت أنك عاصف أو ماء

[/frame]

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:31 PM

[frame="13 90"]
لي صاحب دخل الغرور فؤاده إ نّ الغرور أخيّ من أعدائي
أسديته نصحي فزاد تماديا في غيّه وازداد فيه بلائي
أمسى يسيء بي الظنون ولم تسوء لولا الغرور ظنونه بولائي
قد كنت أرجو أن يقيم على الولا أبدا ، ولكن خاب فيه رجائي
أهوى اللقاء به ويهوى ضدّه فكأنما الموت الزؤام لقائي
إني لأصحبه على علاّته والبدر من قدم أخو الظلماء
يا صاح إنّ الكبر خلق سيء هيهات يوجد في سوى الجهلاء
والعجب داء لا ينال دواؤه حتى ينال الخلد في الدنياء
فاخفض جناحك للأنام تفز بهم إنّ التواضع شيمة الحكماء
أو أعجب القمر المنير بنفسه لرأيته يهوي إلى الغبراء

[/frame]

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:32 PM

[frame="13 90"]
روحي التي بالأمس كانت ترتع في الغاب مثل الظبية القمراء
تقتات بالثمر الجنّي فتشبع ويبلّ غلّتها رشاش الماء
نظرت إليك فأصبحت لا تقنع بالماء والأفياء في الغبراء
تصغي وننصت ، والحمامة تسجع إصغاؤها لك ليس للورقاء
ناديتها ، فلها إليك تطلع هذا التطلع كان أصل شقائي
جنّحتي كيما أطير فلم أطر هيهات إنك قد طويت سمائي
...

قد كان يسبيني الجمال الرائع حتى لمحتك فهو لا يسيبني
عصفت بصدري لليقين زوابع ثلّث عروش توهمي وظنوني
فأنا على ما ضاع مني جازع إن الذي قد ضاع جدّ ثمين
لولاك ما مات الخيال اليافع أفتعجبين إذا كرهت يقيني
هذا صنيعك بي ، فما أنا صانع؟ قد شاء بحرك أن تضلّ سفيني
جرّدت هذا الطين من أوهامه وكبرت عن قارورة من طين
كيف الوصول إليك يا نار القرى، أنافي الحضيض وأنت في الجوزاء
لي ألف باصرة تحنّ كما ترى لكنّ دونك ألف ألف غطاء
لو من ثرى ، مزّقتها بيد الثرى، لكنها سجف من الأضواء
ساءلت قلبي إذ رأى فتحّيرا ماذا شلربت فمدت؟ قال: دمائي
يا ليته قد ضلّ أعمى كالورى فلقد نعمت، وكان في ظلماء
قد شوشت كفّ النهار سكينتي يا هذه ، ردّي إلّي مسائي
...

أمسيت حين لمستني بيديك لي ألف باصرة وألف جناح
ولمحت نار الوحي في عينيك، والوحي كان سلافة الأرواح
فتشرت أجنحي وحمت عليك متوهما أني وجدت صباحي
قذ كان حتفي في الدنو إليك حتف الفراشة في فم المصباح
فسقطت مرتعشا على قدميك ألنار مهدي والدخان وشاحي
يا ليت نورك حين أحرقني انطوى فعلى ضيائك قد لمست جراحي

[/frame]

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:33 PM

[frame="13 90"]
مهبط الوحي مطلع الأنبياء كيف أمسيت مهبط الأرزاء؟
في عيون الأنام عنك نبوّ لم يكن في العيون لو لم تسائي
أنت كالحرّة التي انقلب الدّهر عليها فأصبحت في الإماء
أنت كالبردة الموشّاة أبلى الطّي والنّشر ما بها من رواء
أنت مثل الخميلة الغنّاء عرّيت من أوراقها الخضراء
أنت كاللّيث فلّم الدّهر ظفريه وأحنى عليه طول الثّواء
أنت كالشّاعر الذي ألف الوحدة ... في محفل من الغوغاء
أنت مثل الجبّار يرسف في الأغلال في مشهد من الأعداء
لو تشائين كنت أرفة حالا أو لست قديرة أن تشائي
أنا ما زلت ذا رجاء كثير ولئن كنت لا أرى ذا رجاء
قد بكى التار كوك منك قنوطا فبكى الساكنوك خوف التّنائي
كثر النّائحون حولك حتّى خلت أني في حاجة للعزاء
بذلوا دمعهم وصنت دموعي إنّما اليائسون أهل البكاء
لو تفيد الدّموع شيئا لأحيت كلّ عاف مدامع الشّعراء
أنت في حاجة إلى مثل (موسى) لست في حاجة إلى (أرمياء)
...


مقلة الشّرق ! كم عزيز علينا أن تكوني ربيّة الأقذاء
شرّدت أهلك النّوائب في الأرض وكانوا كأنجم الجوزاء
وإذا المرء ضاق بالعيش ذرعا ركب الموت في سبيل البقاء
لا يبالي مغرب في ذوبة أن يراه ذووه في الغرباء
...

أرض آبائنا عليك سلام وسقى اللّه أنفس الآباء
ما هجرناك إذ هجرناك طوعا لا تظنّي العقوق في الأبناء
يسأم الخلد والحياة نعيم أفترضى الخلود في البأساء؟
هذه أرضنا بلاقع، تمشي فوقها كلّ عاصف هوجاء
هذه دورنا منازل للبو وكانت منازل الورقاء
بدلتها السّنون شوكا من الزّهر وبالوحش من بني حوّاء
ما طوت كارثا يد الصّبح إّلا نشرته لنا يد الإمساء
نحن في الأرض تائهون كأنا قوم موسى في اللّيلة اللّيلاء
تترامى بنا الرّكائب في البيداء طورا؛ وتارة في الماء
ضعفاء محقّرون كأنا من ظلام والنّاس من لألاء
واغتراب القوي عزّ وفخر واغتراب الضّعيف بدء الفناء
عابنا البيض أنّنا غير عجم والعبدّى بالسّحنة البيضاء
ويح قومي قد أطمع الدّهر فيهم كلّ قوم حتى بني السّوداء
فإذا فاتنا عدو تجنّى فأنارانا الأحباب في الأعداء
أطربتنا الأقلام لّما تغنّت بالمساواة بيننا والإخاء
فسكرنا بها فلماّ صحونا ما وجدنا منها سوى أسماء !!
...

نحن في دولة تلاشت قواها كالنّضارة المدفون في الغبراء
أو كمثل الجنين ماتت به الحامل حيا يجول في الأحشاء
عجبا كيف أصبح الأصل فرعا والضّحى كيف حلّ في الظّلماء
ما كفتنا مظالم التّرك حتى زحفوا كالجراد أو كالوباء
طردوا من ربوعهم فأرادوا طردنا من ربوعنا الحسناء
ما لنا ، والخطوب تأخذ منّا نتلهّى كأننا في رخاء
ضيم أحرارنا وريع حمانا وسكتنا، والصّمت للجبناء
نهضة تكشف المذلّة عنّا فلقد طال نومنا في الشّقاء
نهضة تلفت العيون إلينا إنّ خوف البلاء شرّ بلاء
نهضة يحمل الأثير صداها للبرايا في أوّل الأنباء
نهضة تبلغ النفوس مناها فهي مشتاقة إلى الهيجاء
إنّ ذا هيكل نحن فيه القلب والقلب سيّد الأعضاء
زعم الخائنون أنّا بما نبغيه نبغي الوصول للعنفاء
سوف يدرون أنما العرب قوم لا يبالون غير الأسنّة السّمراء
يوم تمشي على جبال من الألاء تمشي في لأبحر من دماء
يوم يستشعر المواؤون منّا إنّما الخاسرون أهل الرّياء
[/frame]

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:35 PM

[frame="13 90"]
همّ ألم به مع الظلماء فتأى بمقلته عن الاغفاء
نفس أقام الحزن بين ضلوعه والحزن نار غير ذات ضياء
يرعى نجوم الليل ليس به هوى ويخاله كلفا بهنّ الرائي
في قلبه نار (الخليل) وانما في وجنتيه أدمع (الخنساء)
قد عضة اليأس الشديد بنابه في نفسه والجوع في الاحشاء
يبكي بكاء الطفل فارق أمه ما حيلة المحزون غير بكاء!
فأقام حلس الدار وهو كأنه لخلو تلك الدار_ في بيداء
حيران لا يدري أيقتل نفسه عمدا فيخلص من أذى الدنياء
أم يستمر على الغضاضة والقذى والعيش لا يحلو مع الضراء
طرد الكرى وأقام يشكو ليله يا ليل طلت وطال فيك عنائي
يا ليل قد أغريت جسمي بالضنا حتى ليؤلم فقده أعضائي
ورميتني يا ليل بالهم الذي يفري الحشا، والهم أعسر داء
يا ليل مالك لا ترق لحالتي أتراك والأيام من أعدائي؟
يا ليل حسبي ما لقيت من الشقا رحماك لست بصخرة صماء
بن يا ظلام عن العيون فربّما طلع الصباح وكان فيه عزائي
وارحمتا لليأسين فانهم موتى وتحسبهم من الاحياء
إني وجدت حظوظهم مسودّة فكأنما قدت من الظلماء
ابدأ يسر الزمان ومالهم حظ كغيرهم من السرّاء
ما في أكفهم من الدنيا سوى ان يكثروا الأحلام بالنعماء
ندنو بهم آمالهم نحو الهنا هيهات يدنو بالخيال النائي
ابطر الأنام من السرور وعندهم ان السرور مرادف العنقاء
إني لاحزن ان تكون نفوسهم غرض الخطوب وعرضة الارزاء
أنا ما وقفت لكي اشبب بالطلا مالي وللتشبب بالصهباء؟
لا تسألوني المدح أو وصف الدمى إني نبذت سفاسف الشعراء
باعوا لأجل المال ماء حيائهم مدحا وبت أصون ماء حيائي
لم يفهموا ما للشعر؛ إلا انه قد بات واسطة إلى الاثراء
فلذاك ما لاقيت غير مشبب بالغانيات وطالب لعطاء
ضاقت به الدنيا الرحيبة فانئنى بالشعر يستجدي بني حواء
شقي القريض بهم وما سعدوا به لولاهم اضحى من السعداء
نادوا علينا بالمحبة والهوى وصدورهم طبعت على البغضاء
ألفوا الرياء فصار من عادتهم لعن المهيمن شخص كل مرائي!
إن يغضبوا مما أقول فطالما كره الأديب جماعة الغوغاء
أو بنكرو أدبي فلا تتعجبوا فالرمد طلوع ذكاء
أو كلما نصر الحقيقة فاضل قامت عليه قيامة السفهاء
أنا ما وقفت اليوم فيكم موقفي إلا لأنذب حالة التعساء
عليّ احرّك بالقريض قلوبكم ان القلوب مواطن الاهواء
لهفي على المحتاج بين ربوعكم يمسي و يصبح وهو قيد شقاء
امسى سواء ليلةه وصباحه شتان بين الصبح والامساء
قطع القنوط عليه خيط رجائه والمرء لا يحيا بغير رجاء
لهفي! ولو أجدى التعيس تلهفي لسفكت دمعي عنده ودمائي
قل للغني المستعز بماله مهلا لقد اسرفت في الخيلاء
جبل الفقير أخوك من طين ومن ماء، ومن طين جبلت وماء
فمن القساوة ان تكون منعما ويكون رهن مصائب وبلاء
وتظل ترفل بالحرير أمامه في حين قد امسى بغير كساء
اتضن بالدينار في اسعافه وتجود بالآلاف في الفحشاء
انصر أخاك فان فعلت كفيته ذلّ السؤال ومنه البخلاء
أذوي اليسار وما اليسار بنافع إن لم يكن أهلوه أهل سخاء
كم ذا الجحود ومالكم رهن البلا وبم الغرور وكلكم لفناء؟
ان الضعيف بحاجة لنضاركم لا تقعدوا عن نصرة الضعفاء
انا لا اذكّر منكم أهل الندى ليس الصحيح بحاجة لدواء
ان كانت الفقراء لا تجزيكم فاللّه يجزيكم عن الفقراء

[/frame]

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:36 PM

[frame="13 90"]
في حفلة اليوبيل الفضي لجريدة "السمير"

---------------

تلك السنون الغاربات ورائي سفر كتبت حروفه بدمائي
ما عشتها لأعدّها بل عشتها لتبين في سمائها سمائي
سيّلن لو أني قنعت بعدّها عمري وعمر الصخرة الصماء
ولبذّني يوم التفاخر شاطىء ما فيه غير رماله الخرساء
لا حت لي العلياء في آفاقها فأردتها دربا ألى العلياء
ومحبة للخير تسري في دمي ورعاية للضعف والضعفاء
وعبادة للحق أين وجدته والحسن في الأحياء والأشياء
لتدور بعدي قصة عن عاشق رقصت به الدنيا جناح ضياء
نشر الطيوب على دروب حياته وسرى هوى في الطيب و الأنداء
وأطلّ في قلب البخيل سماحة وشجاعة في السلم والهيجاء
ومشى ألى المظلوم بارق رحمة وهوى على الظلام سوط بلاء
متعوّ دنيا قد طوت آبائي وتهش دنيا أطلعت أبنائي
تلك السنون ببؤسها ونعيمها مالت بعودي وانطوت بروائي
أين الشباب ألفّ أحلامي به ليس الشباب الآن لي برداء
نفسي تحس كأنما أثقالها قد خيرت فتخيرت أعضائي
كم من رؤى طلعت على جنباتها ركبا من الأضواء و الأشذاء
قلبت فيها بعد لأي ناظري فتعثرت عيناي بالأشلاء
يا للضحايا لا يرفّ لموتها جفن ولا تحصى مع الشهداء
ودعت للذّات الخيال وعفتها ورضيت أن أشقى مع الحكماء
فعرفت مثلهم بأني موخد بؤسي،وأني خالق نعمائي
...

إني أراني بعد ما كابدته كالفلك خارجة من لأنواء
وكسائح بلغ المدينة بعدما ضلّ الطريق وتاه في البيداء
شكرا لأصحابي فلولا حبهم لم أقترب من عالم اللألاء
بهم اقتحت العاصفات بمركي وبهم عقدت على النجوم لوائي
...

شكرا لأعدائي فلولا عيشهم لم أدر أنهمو الغوغاء
نهش الأسى لما ضحكت قلوبهم عرس المحبة مأتم البغضاء
ذني إلى الحسّاد أني فتّهم وتركهم يتعثرون ورائي
وخطيئتي الكبرى إليهم أنهم قعدوا ولم أقعد على الغبراء
عفو المروءة والرجولة أنني أخطأت حين حسبتهم نظرائي
...شكرا لكلّ فتى مزجت بروحه روحي فطاب ولاؤه وولائي
من كان يحلم بالسماء فإني في قلب إنسان وجدت سمائي
ليس الجمال هو بذاته الحسن يوجد حين يوجد رآء
ما الكون؟ ما في الكون لولا آدم إلا هباء عالق بهباء
وأبو البرية ما أبان وجوده وأنتم غايته سوى حواء
إني سكبت الخمر حين سكبتها للناس ، لا للأنجم الزهراء
لا تشرب الخمر النجوم وإن تكن معصورة من أنفس الشعراء
...

تلك السنون ، عقيمها كولودها حلو ليّ، كذا يشاء وفائي
فالليلة العسراء من عمري وعمر الدهر مثل الليلة السمحاء
يا من يقول (ظلمت نفسك فاتئد) دعني ، فلست بحامل أعبائي
إنّ الحياة الروح بعض عطائها وأنا ثمار الروح كلّ عطائي
ما العمر؟ إان هو كالإناء وإنني بالطيّب الغالي ملأت إنائي
فإذا بقيت ، فللجمال بقائي وإذا فنيت ، ففي الجمال فنائي
...

للّه ما أحلى وأسنى ليلتي هي في كتاب العمر كالطغراء
يا صحب لن أنسى جميل صنيعكم حتى تفارق هيكلي حوبائي
وتقول عيني "قد فقدت ضيائي" ويقول قلبي"قد فقدت رجائي"

[/frame]

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:37 PM

[frame="13 95"]
رؤيا منام ...ربّ حلم في الكرى فيه تلوح حقلئق الأشياء
أني حلمت كأنما أنا سائر في روضة خلابة غنّاء
النور مفروش على طرقاتها والعطر في النسمات والأفياء
والعشب فيها سندس متموّج والجوّ أضواء على أضواء
وإذا بصوت كالهرير يطنّ في أذني، وأنياب تصر ورائي
فأدرت طرفي باحثا متعجبا مما سمعت ،ولست في بيداء
فأذا ورائي في الحديقة نابح ضاري المحاجر ضامر الأحشاء
كادت تطلّ عروقه من جلده وتطلّ معها شهوة لدمائي
أشفقت يعلق نابه بردائي فرفسته غضبا فطار حذائي
فطوى نواجذه عليه كأنما عضّت نواجذه على العنقاء
ومضى به لرفاقه فتهلّلوا وتقاسموه ،فكان خير عشاء
لا يعجبن أحد رآني حافيا أبلت نعالي ألسن السفهاء ...

[/frame]

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:38 PM

[frame="13 95"]
وحامت ثانية،وكان الكون لم تبرح عليه كلاكل الظلماء
أني رأيت جرادة مطروحة في سبخة منهوكة الأعضاء
ترنو ألى الأفق البعيد بمقلة كلمى ،وتشتم أنجم الجوزاء
فسألتها ماذا عراك فلم تجب فسألت عنها زمرة الرفقاء
قالوا:رفيقتنا شهيدة هزئها بنصائح العقلاء والحكماء
كانت أذا جاعت فحبة خردل تكفي ،وأن عطشت فنقطة ماء
سمعت بنهر في السماء و جنّة ليست لتصويح ولا لفناء
ألعطر في أثمارها،والشهد في أنهارها ،والسحر في الأنداء
فاستنكفت أن تستمر حياتها في الأرض جاثمة على الأقذاء
فمضت تحلق في الفضاء ولم تزل حتى وهت فهوت ألى الغبراء
رجعت ألى الدنيا التي خلقت لها لم تخلق الحشرات للاجواء
هذي حكايتها وفيها عبرة للطائشين كهذه الحمقاء

[/frame]

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:38 PM

[frame="13 85"]
او رأى "آدم "فتاه لزال الحقد من قلبه على حوّاء
صيّر الأرض جنّة دونها الجنّة في الحسن والبه والروّاء
ما أظنّ النعيم فيه الذي في الأرض من بهجة ومن لألاء

كلّ ما في الوجود للمرء عبد وهو عبد الشهوات والأهواء
كائن كلّ كائن حار فيه فهو حلو مرّ ودان ناء
وهو طورا يكون نصف أله وهو طورا أدنى من العجماء
عجبا كيف طاعه الطّين والماء وما كان غير طين وماء
ساد في الكون مثلما ساد فيه خالق الكون مبدع الأشياء
فهو في الماء سابح وعلى الغبراء ماش وطائر في الفضاء
اتخذ الجوّ ملعبا ثم أمسى راكضا في الهواء ركض الهواء
فهو فوق السّحاب يحكيه في مسواه لكنّه أخو خيلاء
وهو بين الطّيور تحسبه العنقاء لولا استحاله العنقاء
أبصرته فاكبرت أن ترى في الجوّ صيّادها على الغبراء
فاستوى في قلوبها الذعر حتى كاد يحكي البلاء خوف البلاء
وتناجت تبغي النجاة فرارا أين أين المفر من ذا القضاء
ويح هذي الطّيور تجنى على الموتى وترجو سلما من الأحياء
أهبطي أو فحلّقي أو فسيري أنما المنتهى ألى الأرزاء!
...

وهو بين النجوم يسترق السّمع ولا يتّقي رجوم السّماء
مشهد روّع الدّراري فباتت حائرات في القبّة الزّرقاء
نافرات كأنها ظبيات رأت القانصين في البيداء
سائلات أذا رسول سلام من بني الأرض أم نذير فناء؟
هالها أن ترى من الأنس قوما يتهادون مثلها في الفضاء
فرأيت الجوزاء تشكو الثّريّا والثّريّاتشكو ألى الجوزاء
لا تراعي يا شهب منّا فأنّا ما حملنا أليك غير الولاء
قد كرهنا المقام في الأرض لما قيل أن السّما مقرّ الهناء
أنما شوقنا أليك الذي أسرى بنا لا الهيام في الأسرلء
فصلينا نزدد غراما ووجدا غير مستحسن كثير الأباء
نحن يا شهب في حماء ضيوف وجميل رعاية الغرباء
أكرمي ذلك المحلّق فوق السّحب يثني عليك خير ثناء
وأنيري طريقه أن دجا اللّيل ودبّت عقلرب الظّلماء
صاغك اللّه شعلة من ضياء وبرا المرء شعلة من ذكاء
اتخذيه أخا يكن لك عونا كلّ نفس محتاجة للأخاء
لا تفاخر بالواخدات ولا بالخيل من أدهم ومن شهباء
هان عصر النّياق والرّاكبيها عند عصر البخار والكهرباء

[/frame]

صائد الأفكار 18 - 2 - 2011 11:39 PM

[frame="13 90"]
رسالة إلى الشاعر القروي ألقيت في الحفلة الوداعية التي أقيمت في ولاية تكساس وقد تعذر على الشاعر حضورها.

------------

للّه من عبث القضاء وسخره بالناس والحالات والأشياء
كم درة في التاج ألف مثلها في القاع لم تخرج من الظلماء
ولكم تعثّر سميذع وانداحت الأطواد للجبناء
ولكم جنى علم أربابه وجنى الهناء جماعة الجهلاء
أرأيت أعجب حالة من حالنا أزف الرحيل ولم تفز بلقاء!
عاشت شهورا بالرجاء قلوبنا وبلجظة أمست بغير رجاء
ماتت أمانينا الحسان أجنّة لم تكتحل أجفانها بضياء
فكأنها برق تألّق وانطوى في الليل لم تلمحه مقلة راء
وكأننا كنا نحلّق في الفضا صعدا لنلمس منكب الجوزاء
حتى إذا حان الوصول ... رمت بنا نكباء عانية إلى الغبراء!
وكأن ((تكس)) وهي في هذا الحمى صفع ((كسانبول )) قصي ناء
طوبى لها إن كان يعلم أهلها أنّ النزيل بها أخو الورقاء
كانت مسارح ((للرعاة)) فأصبحت لما أتاها كعبة الشعراء
هو بلبل عبق النبوّة في أغانيه ، وفيها نكهة الصهباء
وجلال لبنان ، وقد غمر المسا هضباته، وانسال في الأوداء
غنّى ، ففي النسمات ، والأوراق، والغدران، أعراس بلا ضوضاء
وبكى، فشاع الحزن في الأزهار، والأظلال ، والألوان، والأضواء
هو نفحة قدسية هبطت إلى هذا الثرى من عالم اللألاء
لو عاد للدنيا البراق وحزته ما كان إلا نحوه إسرائي
أشكو البعاد وليس لي أن أشتكي فسماؤه موصولة بسمائي
ما حال بين نفوسنا ، ما حال بين جسومنا من أجبل وفضاء

فلكم نظرت إلى الرّبى فلمحته في الأقحوان الخيّر المعطاء
وسمعت ساقية تئنّ فخلتني لبكائه أوطانه إصغائي
وإذا تلوح لي الجبال ذكرته فالشاعر القرويّ طود إباء
من كان يحلم بالغدير فإنه يبدو له في كلّ قطرة ماء
إن كنت لم أره فقد شاهدته بعيون أصحابي، وذاك عزائي
...

أفتى القوافي كالشّواظ على قلوب الصّحب كالأنداء
سارت إليك تحيتي ولو انّني خيرت ، كنت تحيتي ودعائي

[/frame]


الساعة الآن 09:27 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى