منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   قصص بأقلام الأعضاء (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=6)
-   -   القصة القصيرة جدا - مقال (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12529)

أرب جمـال 13 - 12 - 2010 09:08 PM

القصة القصيرة جدا - مقال
 
القصيرة جدًا في قفص الاتهام
لم يشهد نوع أدبي ما شهدته القصة القصيرة جدا من جدل محتدم خلال الندوات و المؤتمرات التي عقدت حول هويّتها من جهة و حول أحقيّتها في الحياة من جهة أخرى .
فالأنواع الأدبية الأخرى فرضت نفسها في حيّز الوجود كأسلوب لا غنى عنه من أساليب التعبير ؛ و لم يمانع أحد في تلقّفها و لم يسألها عن بلد المنشأ طالما أنها تقدّم نفسها مرآة للإبداع و الجمال اللذين يتجاوزان حدود الوطن و الجنسية .
لماذا تُحارب القصة القصيرة جدا هذه الحرب الشعواء ؟ تُقام في وجهها السدود و تُغلق دونها الحدود و تكال لها الردود التي تحمل في طياتها التهكّم و السخرية أحيانا .
هذا يسميها ومضة و ذاك يسميها برقية و آخر يقول : لمحة وأخرى تقول:طرفة و خامس يقرّر: إنها فكرة و سادس يشعرنها مطلقا عليها اسم : خاطرة ؛ما جعلني أنضمّ إلى ركب المتفذلكين مختارا لها اسما جديدا: قَصَجَة .اختصارا لاسمها الطويل جدا و الذي لا يتناسب و جوهرها .
إذا كانت حجّة المحاربين تتمركز حول حجمها الصغير جدا فالقصة القصيرة أيضا ثارت على الرواية و أعلنت الانفصال محققة نجاحات لا تُحدّ و جمالات لا تحصى .
وإذا انتُقِدت لاجتزائها بعض عناصر السرد كالزمان أو المكان أو كليهما معا فهذا التحرر يزينها ولا يشينها و يُنصّبها منارة يخترق نورها أمداء الزمان و المكان ويُعلّق على صدرها وسام الشمولية .
و إذا تناوشتها سهام النقد لأنها تُكثّف الصور و المشاهد و الرؤى إلى درجة تقرّبها من الغموض فهذا فخر لها و قد قرّر الإمام النفّري رحمه الله :" كلما ضاقت العبارة اتّسع المعنى." لأن خيال القارئ يسرح في تصوّر المشهد كما يحلو له فيغدو مشاركا في كتابة النص غير مكتفٍ بلعب دور المتلقّي السلبي ؛ولا بأس بمثل يدعم هذا الرأي:
( لو وصفنا الحديقة بأنها قِبلة المتنزهين و أمل الراغبين في السعادة و الجمال ؛ تتطاول أشجارها معانقة كبد السماء وتتلاون أزهارها معلنة أنها السحر بعينه .
ووصفناها بأنها : جنّة .
فأيّ الوصفين أقدر على تحفيز الخيال ؟! )
و إذا جوبهت بأنها تدور حول حدث واحد و حبكة واحدة لا غير فهذا يقدّمها للقارئ على طبق من البساطة و الوضوح بعيدا عن تداخل الأحداث و تشابك العُقد .
و إذا اتّهمت بأنها أباحت نفسها لكلّ من هبّ و دبّ من حملة الأقلام فهذا جُرم هي منه براء و الجاني هو من يستسهلها و ينتهك حرمتها .
و لعل الرمح الذي يكاد يصيب منها مقتلا هو ضبابيتها التي تقلص الرؤية حولها فتجعلها عصيّة على التمظهر بقوام فريد يميّزها عمّا يشبهها من أنواع القصّ الأخرى كالطرفة و النادرة رغم أنّ الفرق بينها شاسع.
فالطرفة ( النكتة و الملحة ) هي نص سردي قصير يهدف إلى الإضحاك تحديدا ،يختلقها الراوي ساخرا من الفكرة التي تختزنها معتمدا على مبدأ الإدهاش و عدم التوقّع ما يجعلها شبيهة بالإحجية. و البعض لا يفرّق بينها و بين النادرة .
بينما القصة القصيرة جدا لا تهدف إلى الإضحاك إطلاقا و إن لبست ثوب الطرافة أحيانا راسمة البسمة على وجه القارئ ؛ و لعل ما يميّزها هو سخريّتها السوداء التي تفضح الواقع المرير والتي تستمطر الحزن بدل الفرح كقصّتي هذه:
وا
(على وقع الاستغاثات الصاخبة بُعث المعتصم من مرقده؛ كانت النداءات حادة و حارّة في لهفتها .
أصمّ أذنيه للوهلة الأولى ثم تلفّت حوله يمنة و يسرة فلم يجد نساء عربيات يستغثن بل ملوكا و رؤساء و أمراء ، فأصيب بسكتة دماغية .)
كما أنّ القصة القصيرة جدا تتميز عن النادرة في كونها تسرح في عالم الفانتازيا الخيالي الرائع بينما النادرة تسجيل حرفي لحدث اجتماعي أو تاريخي غير مألوف يتّصف بالغرابة و الإدهاش لذا فالأَولى تصنيفها في خانة القصص التاريخي كما أن النادرة قد تترهل على مدى صفحات و قد تنكمش في سطور قليلة بحسب عدد الشخصيات و الأحداث فيها، بعكس القصة القصيرة جدا .
أما تشبيهها بالفكرة فخطأ فادح لأن الفكرة قد لا تروي حدثا ولا تتلبس شخصية ولا تتأطّر في زمان أو مكان .
و الخاطرة أيضا تختلف عن القصة القصيرة جدا لأنها أشبه بالمناجاة و البوح الحكيم و هي بعيدة عن السرد المتضمن حكاية كقولنا مثلا :
( لماذا أيها الحُبّ كلّما اقتربنا منك ازددت بُعدا و كلما توددنا إليك ازداد صدّك ؟)
أمّا الومضة فهي لمحة موجزة تتأرجح بين الشعر و الخاطرة وهي إلى الصورة الشعرية أقرب .لذا فهي أبعد ما تكون عن القصة القصيرة جدا .
إزاء ما تقدّم و بعد نفي علاقة القصة القصيرة جدا بالإنواع الأدبية الأخرى فلا بدّ من تحديد معالمها من خلال العناصر الأساسية التي يجب أن تتوافر فيها و هي :
1- الحكاية : فعليها أن تحكي حكاية تماما كالرواية و القصة القصيرة و المسرحية و المقامة و النادرة و...
2- الشخصية : فلا قصة بدون شخصيات تُنجِز الحدث و تشكّل جوهر السرد الأساس و لا يُشترط في الشخصية أن تكون إنسانا فالحيوان و النبات والجماد كلها تصلح للعب الدور.
3- الوحدة : أي الإضاءة على حدث واحد بعينه مصوغ في حبكة واحدة تُبدي وضوحها للعيان لأن تنوّع الأحداث يستدعي تشابكها و يؤدي إلى تعدد الحبكات و العقد التي تقود إلى أكثر من احتمال و إلى تكرار الأفكار في معظم الأحيان ما يرمي بالقصة إلى هاوية الترهل و الذبول .
4- التكثيف المقصود : و لعله الهوية الأبرز التي تحملها القصة القصيرة جدا و هو يعتمد على ضغط الصور و الرؤى بشكل موجز مختصر يحافظ على جوهرها بكل مكوّناته دون شرح أو تفصيل أي على مقاسها تماما دون تطويل مملّ أو إيجاز مُخلّ .و لعل هذا الشرط هو الأصعب بين عناصرها لأنه يحتاج إلى الموهبة المبدعة و الثقافة الثرّة و القدرات اللغوية والتركيز الذهني الشديد و هذه شروط تبدو تعجيزية يجفل منها الكتّاب فيديرون ظهورهم للقصة القصيرة جدا منصرفين إلى مجال إبداعهم الأساس .
5- المفارقة : و هي عنصر جوهري لأنها تتمحور حول تقنية تفريغ الذروة و صدم القارئ بما لا يتوقّع و هنا يلمع وجه الشبه بينها و بين الطرفة و النادرة لأن المفارقة تشكّل عنصر التشويق اللذيذ الذي يميزالقصة الناجحة و يسكب المتعة و الارتياح في نفس القارئ .
6- انتشار الجمل الفعلية بشكل لافت ؛لأنها في إيحاءاتها الدلالية تشير إلى الحركة و الحالة و هما شرطان لازمان من شروط السرد و هذا لا يعني الاستغناء عن الجمل الإسمية لضرورتها في الوصف الذي لا تحتفي به القصة القصيرة جدا في أغلب الأحيان ؛لأنه إن طغى على السرد هدم الحدود التي تفصلها عن الخاطرة وعن المقالة الوصفية .
7- العنوان : وهو رغم أهميته في النصوص على اختلاف أنواعها فإنه في القصة القصيرة جدا يجب أن يختار بدقة لأنه يلعب دورا حاسما مضيئا على المضمون شاحنا للرؤى و الدلالات .
وحين تزدان القصة القصيرة جدا بعناصرها تأتلق فيها الفكرة ماسةً تتعاكس عليها المرامي البعيدة و الدلالات المبطّنة ،يستوحيها القارئ الفطِن متّكئا على المفردات الدالّة و المختارة بدقّة و دراية فإذا هو في دقائق معدودات يقرأ قصّة ماتعة غنية بالرموز و الأبعاد و المعاني التضمينية في جوّ ساحر و ساخر يُشكّله الخيال الخصب المنطلق من أرضية الواقع المرير الذي تعبث به قوى الشرّ و الظلام لتجد القصة القصيرة جدا نفسها الأقدر على ملامسة المواضيع الحساسة كالعولمة و صراع الحضارات و الديمقراطية و الدكتاتورية و قضايا الإنسان العادلة و الإرهاب في أسلوب يتوخّى التلميح مستغنيا به عن التصريح .
و القصة القصيرة جدا إذ تقدّم نفسها نوعا أدبيا جديدا له أنصاره و مؤيدوه المدافعون عنه تضع نفسها تحت المجهر مهيبة بالنقاد أن يفسحوا لها في الطريق كي تأخذ مكانها اللائق بها طالبة منهم الحذر و الدقّة في التعاطي معها لأنها طرية العود تتوق إلى من يحتضنها و يرعاها.
تجارب الكتّاب و المبدعين ما زالت خجولة في ارتياد هذا الفنّ النثري الجديد و هي لا تكفي بضآلتها الحالية لتشكيل نظرة نقدية وافية ومحددة حولها ما يجعل التسرّع في الحكم عليها أقرب إلى النقض منه إلى النقد .
هذا الخجل في التجريب يقابله خلل في المشهد النقدي ,فبين ناقد يُطبّل و يُزمّر لفلان أو علاّن من معارفه كَتَبة القصة القصيرة جدا و بين ناقد محايد،تهتزّ المعايير و يختلّ التوازن وتفقد(القصجة )
عذريّتها و ألقها بعد أن عرّشت الطحالب على صدرها حارمةً ساحتنا الأدبية متعة التلذّذ بنوع أدبي جديد جميل توّاق للظهور، ومناسب لواقع الأمور، اسمه : القصة القصيرة جدا .

/الكاتب والناقد سعيد ابو نعسة /

محمد ماهر مرعي 13 - 12 - 2010 10:04 PM

سلمت يديك العزيزه ارب

أرب جمـال 13 - 12 - 2010 10:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ماهر مرعي (المشاركة 93594)
مقال جامد جدا ...
رغم أن قصته القصيره جدا جدا بها اخطاء
فلا وجود لواو العطف في ( ق ق ج ) الا للضروره ...
قد يستغنى عنها بالنقاط ...
‏.
‏.
وهذه قصه لصديقه اسمها ليلى
كل من قرأها قال لها أنت مجنونه ...

‏( رحل... من؟
قالت وهي تنظف سكين تحمله في يدها .. أبوك والخوف )
ليس هذا نصها بالضبط لكن هذا ما أتذكره ...
بنفس الفكره تقريبا ... فأعتقد انها واضحه ولا داعي لاتهام ليلى بالجنون ...
سلمت العزيزه ارب على الموضوع

العزيز ميتو
لا انكرك اني الى الآن احاول ان اصل الى موضوع ليوضح ان الومضه او الخاطرة القصيرة جدا هي قصة ولكن الى الآن لم ارى الا ناقد واحد يميل الى ان يسميها قصة ووجدت ايضا منتدى به باب للقصة القصيرة جدا جدا والتي هي اربع اسطر ولكن لم ارى لها قراء او ردود على انها قصص.
ما زال البحث جاري للتحقق.
تحيتي لك ميتو العزيز وارجو ان لا يزعجك ردي فأنا أيضا اريد أن اصل الى الحقيقة فلعل الادب تغير ..ولم لا ؟
سلامي

محمد ماهر مرعي 13 - 12 - 2010 10:10 PM

لا أبدا لم يتغير ...
أنتم أعلم عزيزتي ...
لكن هناك منتديات كثيره بها قسم لهذه النوعيه ... ولها معجبوها ومحاربوها...
ولست الا هاوي ...
لست شاعرا او اديبا أو ناقد
محبتي لك اختي ...

محمد ماهر مرعي 13 - 12 - 2010 10:17 PM

تذكرت قصه ...
كتبها أحمدبارشا82
ولو بحثت عنها ستجدينه وضع اسمي عليها لمساعدته لا أدرى ما سبب وضع الاسم ...

المهم كانت تقول

‏(راح في تيهة يرسم خطوطا عمودية بقلمه .. وفي لحظة تيه حولها من ورقة بيضاء الى أخرى لا تصلح للكتابة مجددا .. قد تصلح للعبث!)
االا يجوز ان نقول على هذه قصه ،

محمد ماهر مرعي 13 - 12 - 2010 10:21 PM

تذكرت قصه ...
كتبها أحمدبارشا82
أعاده الله سلاما من سفره
كنت ساعدته بها ...
المهم كانت تقول
(راح في تيهة يرسم خطوطا عمودية بقلمه .. وفي لحظة تيه حولها من ورقة بيضاء الى أخرى لا تصلح للكتابة مجددا .. قد تصلح للعبث!)
كان عيب هذه القصه عنوانها... فقد سماها ( خطيئه)
كانت افضل لو سميت مثلا ( جرة قلم )
االا يجوز ان نقول على هذه قصه ،‏

أزهار 13 - 12 - 2010 10:36 PM

اولا اشكرك ست ارب على بحثك الدؤوب لألقاء الضوء على هذا الفن الجديد, ثانيا , اعجبني مقولة الكاتب ان اسم هذا النوع من الادب اطول منه, تعبير ساحر و ربما ساخر بعض الشيء.
اعجبني دفاع محمد المستميت عن القصة ق ج, و ربما علينا ان نستقر على تسمية قصجة بدلا من الاختصارات, رأيي البسيط

تحيتي

محمد ماهر مرعي 13 - 12 - 2010 10:50 PM

اها جميل جدا سخريته الناقد اضحكني ...
وكذلك اسم قصجه اعتقده مناسب!
شكرا لإعجابك بدفاعي المستميت سيدتي ازهار ...
لكن انا لا أدافع ...
انا اقول ما اعرفه عنها وقد يحمل الصواب او الخطأ

أرب جمـال 13 - 12 - 2010 10:57 PM

العزيز محمد هل ان كتب الأخ اخمد بارشا او غيره خاطرة من هذا النوع تعتبر كلاما منزلا ونطلق عليه قصة ق ج
احترم قناعاتك يا محمد وأيضا انا احترم قناعاتي ولو بعد مئة سنة لن اغيرها , ليس عنادا بل عدم قناعه هي مجرد خاطرة او ومضة وللعلم بعض خواطرك وخواطر البعض تكاد ان تكون قصة قصيرة وافضل مما قرأت هنا
مع احترامي لكل الأقلام والتي لا اقلل من شأنها.
تحيتي لك ميتو

محمد ماهر مرعي 13 - 12 - 2010 11:01 PM

سيدتي .. انا تساءلت
فلا أحمد يكتب كلاما منزلا ولا محمد ...
وقناعتك فوق رأس الجميع
فلست من أتى بها لعالم الوجود ...
ولا شئ يستدعي للعناد ...
وخواطرى ما هي الا بعض خربشات لا أكثر ... لم تصل بعض الى أن تكون خاطره او حتى ومضه


الساعة الآن 08:56 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى