منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لكي لا ننسى .. (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=256)
-   -   شهداء من فلسطين (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=21478)

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:40 AM

ملف خاص بذكرى رحيل امير الشهداء ... الشهيد خليل الوزير - ابو جهاد ..
 
ورد في تقديم كتاب أبو جهاد ، بقلم د.سمير يوسف)

إن الأغلبية ممن عاصروا الثورة الفلسطينية وممن شاركوا في الحياة السياسية العربية خلال العقود الأربعة الماضية تعتقد ، ونحن معها ، أن أبو جهاد معرف بذاته، وان اسمه دال عليه وعلى صفاته،وهو لا يحتاج إلى توصيف أو تعريف.
هذا جرد موجز وسريع لكتابات العديد من المفكرين ، فلسطينيين وعربا وأجانب لما يمكن أن يندرج تحت بند التعريف بـ أبو جهاد و وصفه وصفاته.
سوف نلاحظ أولا أن العديد من الملصقات التي صورت عن أبو جهاد قد أغفلت عن عمد ذكر اسمه ، واكتفت عوضا عن ذلك بتثبيت الألقاب التي خلعتها عليه الجماهير، فهو :" القائد المعلم الرمز" ، و " القائد المؤسس" ، و" أول الرصاص وأول الحجارة " ، و"قائد الانتفاضة وروحها الباقية ".
وأبو جهاد كما جاء في نداءات القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة هو :" ابن فلسطين البار رمز التحدي والنضال والعطاء . منذ إشراقات العمل الثوري المقدس وحتى زرع رصاصات الحقد المسموم في جسده الطاهر". وكانت هذه النداءات قد خاطبته بقولها :" ستبقى المعلم والملهم لأجيال شعبنا المتجددة المناضلة حتى النصر ، وستبقى حيا شامخا فوق ربى فلسطين وفي قلوب وعقول أطفال وشيوخ ونساء وفتيات شعبنا العظيم وعهدا لك ياشهيدنا الرمز، ويا معلم الأجيال أن نبقى على العهد والقسم".
أما الكلمات التي أبنت أبو جهاد شهيدا فكانت قد قالت فيه :"القائد الرمز القائد الفلسطيني القائد الشعب ".و"أمير الجهاد"،و"الفدائي النبيل" ، و"أبو الجهاد".وهو"أبو الأجيال الثورية المتصاعدة وشهيد الشهداء" ، "أخ للجميع أب للجميع وعيد بلا ميعاد".وهو "الشهيد الأجمل من الموت الصامت الأبلغ من كلام" وقيل أيضا "أبوجهاد ليس اسما انه كلمة السر" ، وانه"كان في حياته شعبا في فرد "، واعتبر البعض انه"العقل المنفذ والمفكر والصانع لكثير من منجزات الثورة الفلسطينية" وانه"قائد عسكري فذ يمكن أن يحتل مكانا لائقا في تاريخ القادة العسكريين العالميين".
وأن الأمة العربية خسرت فيه قائدا عربيا متواضعا وهو " قائد صانعي الانتفاضة" ، وانه"لايوجد ثقب إبرة في الثورة الفلسطينية لايوجد فيه أبوجهاد" وانه"رمز الوحدة الوطنية" ،و"أحد البنائين العظام للثورة"،وانه"باختصار جياب الثورة الفلسطينية"،و"قلعة الكفاح المسلح"،وانه"كان قائدا عبقريا خلاقا".
وقيل أيضا في صفاته ومناقبه:
"انه متحد كليا في موضوعه" ، و"بطلا مناضلا ثوريا عشق الشهادة فنالها".
وقيل فيه"خافه العدو ورهبته جيوشه وقادته فكان كابوسا يقض مضاجعهم في كل لحظة ودقيقة".وانه"كان خير معين لكل حركة تحرر وطني في هذا العالم المترامي ولكل شعب ثائر على وجه الأرض".وقيل في أبو جهاد كذلك ، "كان مدرسة للكفاح" و"أفقا في رجل .. وفيه موسوعة للبلاد".
وقيل أيضا:"إن كل الخيوط كانت تنتهي عند أبو جهاد" وانه "ترك خلفه مدرسة الإنجاز والعمل"،وانه "الرجل الذي كان يربط الداخل بالخارج".
وقيل أيضا:"تميز أبوجهاد بقدرته الفائقة وبدأبه وصفاء ذهنه وبهدوئه وتميز أيضا بأنه كان دائما واضعا نصب عينيه هدف تحرير الأرض ومدركا أولويات النضال وتكامل جوانبه" ، وانه"استطاع أن يؤلف قلوبا كثيرة ويجند طاقات كثيرة" ، وان"الإجراء الأبوجهادي كان دائما بسيطا ونموذجيا للغاية" ، وانه"جسد في فكره وعمله أحسن مالدى هذا الشعب من صفات" وانه"رمز من رموز الحقيقة الشعبية الحية".وقيل:"أبو جهاد كان المحرك الأول والمنسق الأول والمتابع الأول لكل مايجري منذ بداية اشتعال الانتفاضة".و"عندما جاءت الانتفاضة الباسلة تبين أن أبو جهاد كان في صفها الأول إن لم يكن هو الأول مطلقا".
"هو واحد من أكثر المسؤولين العرب عموما والفلسطينيين خصوصا الذين يحظون بتقدير واحترام كبيرين لدى الجزائريين".
"كان يجسد حسن التضحية والوحدة والإخلاص للوطن والشعب والأمة".
"وطنيته النادرة ومقدرته على تنظيم الأفراد وقيادتهم ودفعهم إلى العمل والمبادرة ، عبقريته السياسية ، رباطة جأشه وصبره وتصميمه ،ثباته على الهدف وعدم انحرافه، ارتباطه الأعمق بشعبه وإخلاصه لأصله ولتراثه وتاريخه،عزوفه عن الدنيا،هدوءه ومحافظته على سره،حسه التاريخي،مثابرته وصبره وإيمانه بالعمل الطويل النفس".
وقيل أيضا:" متواضع إلى أقصى الحدود،نادرا ما يتحدث عن نفسه ، يلقى دائما بأضواء جديدة متعددة الأبعاد على المشاكل بترتيب ذهني مقتدر ، جاهز دائما للمعركة في أي وقت".
وكتب عنه"كان أبوجهاد يتابع حتى نسمة الهواء في فلسطين المحتلة" ،"كان أبو جهاد رجل حوار من الطراز الأول واسع الأفق يرفض الرأي المسبق أو القرار غير المدروس على أرض الواقع".
"لم يكن ينسب أي كسب أو انتصار إلى نفسه على الإطلاق وإنما كان ينسبه إلى الثورة".
"كان رجل وحدة وطنية بلا حسابات صغيرة أو شخصية " وقيل عنه أيضا " مميزاته القيادية الفذة ، الدقة ، الانضباط ، برودة الأعصاب .. والفعالية ".
"أبو جهاد يعتبر أن النضال هو الذي يخلق معادلات لمصلحة القضية".
"رسم الرجل طريقا في التعامل مع العدو الصهيوني ثبت بالأدلة القاطعة والملموسة أنه الطريق لأكثر نجاعة".
"كان التواضع والبساطة من أهم صفاته الشخصية جنبا إلى جنب القدرة المتمكنة من النفاذ إلى جوهر الأشياء والعمق والدقة".
وكتب عنه كذلك:"تميز أبو جهاد بحكمة سياسية ورؤية مستقبلية نافذة".
"كان قريب الشبه بجيفارا الثوري الإنسان المتواضع"..

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:42 AM

رجل الحرب .. وتجربته العسكرية

http://up4.m5zn.com/photos/00006/ND7DPDUKNF7J.jpg


(ورد في تقديم كتاب أبو جهاد ، بقلم د.سمير يوسف)

يقول نيكولو ماكيافيللي في "الأمير" : " لا يخلق بالأمير أن يشغل نفسه إلا بالتخطيط للحرب والتفكير بها ، ودراسة فنونها وأنظمتها ، فتلك في الحقيقة هي الحرفة الوحيدة التي تليق بالأمير ، وإنها لأمر لا تقتصر أهميته على تخليد الأمراء ، وإنما يعلي الرجال من ذوي الظروف الخاصة حتى تلك المرتبة النبيلة .. والأمر الرئيسي الذي يمكن المرء من كسب السلطة أو خسرانها هو احتراف فن الحرب أو إهماله .وهكذا فليس للأمير أن يصرف ذهنه عن دراسة فن الحرب حتى في أوقات السلم بل الواقع انه يجب أن يعمل فكره فيها ان السلم بجدية اكبر من جدية زمن الحرب ".

كان أبو جهاد رجل حرب ، ولا يجب ان يخالجنا أي شك في ذلك ، كما يجب ألا يخجلنا ذلك نفسه أبدا ، فهكذا كان شأن اغلب القادة التاريخيين العظام في العالم كله .. رجالات حرب .. وقيادات مقاتلة.
وليس هناك من تحفظ نسوقه هنا سوى التأكيد على ان الوجه الرئيسي لابو جهاد كرجل حرب لم يكن هو الوجه الوحيد له ، فتجربة أبو جهاد لها من السعة والشمولية ما يسمح له بالتعلم من تجربته التنظيمية المهمة ، وهي في ما نعتقد تجربة ريادية غير مسبوقة ، وخاصة في مجال التنظيم في ظروف الاحتلال الاستيطاني الاحلالي ، ولا شك في ان أبو جهاد ارتقى بمسائل التنظيم في هذا المجال إلى ذرى عالية وآفاق طموحة ، وهي تشكل إضافة نوعية مهمة إلى علم وفن التنظيم.

كما ان رجل الحرب في أبو جهاد لا يلغي وجهه السياسي وتجربته في هذا المضمار ، وأكثر ما تطرحه علينا تجربته في هذا المجال هو ضرورة إعادة النظر بشكل نقدي في جعبة المعايير التي اعتمدها الخطاب السياسي العربي للتصنيف والتوصيف ، بما درجت عليه العادة لحر الناس وفق هذه المعايير بعضهم في خانة اليمين ، والبعض في خانة اليسار بشكل لا علمي متعسف.
ولا يجب ان يتناهى إلى ظن البعض ان هذه الدعوة تسعى لنقل أبو جهاد المصنف في خانة بعينها إلى الخانة المقابلة لها ، فهذا العمل الأخرق لا ينصف أبو جهاد بقدر ما يسيء له.
وإنما أردنا فقط من حالة مشخصة بأفضل ما يكون ، ان نطرح ضرورة إعادة النظر في المعايير من حيث هي معايير فحسب وهي خطوة لا بديل عنها لاستقامة الفكر وتصالحه مع المنطق والمنهج العلمي.
أبو جهاد إذن بوجهه الرئيسي رجل حرب ، وقد اعتمد العنف المسلح بشكل أساسي في تجربته كقاعدة لا بديل عنها في الصراع الطويل مع العدو.


http://up4.m5zn.com/photos/00006/5UJ6D2USNX53.jpg



وأبو جهاد في ذلك لم يكن رجل العسكرية الفلسطينية بل هو في تقديرنا جنرال العسكرية العربية ، وتجربته في هذا الصدد تصلح لان تكون اللبنة الأساسية في تأسيس محور مركزي لنظرية عربية خاصة للصراع مع العدو.
وليس هناك من يزعم ان تجربة أبو جهاد لا تحتاج بشكل ضروري إلى عملية دائما من الملاءمة والتجديد ، ليس فقط لان هذه هي الحقيقة ولكن أيضا لان هذه هي السمة الرئيسية لمنهج أبو جهاد نفسه.


http://up4.m5zn.com/photos/00006/XMB0GJK1V3NC.jpg



وليس من الضروري ان نبحث بشكل أخلاقي عن المبررات التي دعت أبو جهاد لتبني منهج العنف واستراتيجية الكفاح المسلح ، ربما كان من المفيد في هذا المجال الإحالة إلى مرافعة المناضل المفكر " فرانز فانون " عن ضرورة العنف في مؤلفه "معذبو الأرض" وكذا المقدمة التي أنجزها جان بول سارتر لهذا الكتاب ، فضلا عن كتب أخرى عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر "السلام والحرب" للبروفسور ريمون ارون ، و "في الحرب" لكلاوزفيتز وغيرها من الكتب والدراسات المعنية بدراسة مسألة العنف وقضاياه.
نحن نعتقد ان أبو جهاد لم يشغله كثيرا التوقف للبحث عن مبرر للعنف الثوري كضرورة لا يمكن المساومة عليها أو استبدالها والتنازل عنها لان استمرار الاحتلال باعتباره عنفا قمعيا قائما ومستمرا يكفي وحده لمشروعية الكفاح المسلح ومواجهة هذا الاحتلال حتى نفيه والقضاء عليه.وتشكل تجربة أبو جهاد في هذا المجال رصيدا مهما للبحث والتحليل والتقويم ، والمساهمة الأولية في هذا السياق تبدأ بطرح الأسس التالية:
1- ان الصراع العربي – الإسرائيلي بطبيعته موسوم بالعنف ، والظاهرة الإسرائيلية هي في جوهرها استمرار في فرض العنف القمعي على الفلسطينيين والأمة العربية كلها.
2 – ان للعنف والكفاح المسلح حسب أبو جهاد وظيفة سوسيولوجية تتعلق بإعادة بنية المواطن وتفوقه المعنوي ، وقدرته على تشكيل منظومة قيمه ومبادئه في الحياة.
3 – انه لا يمكن مواجهة نظرية العنف الصهيوني إلا بنظرية عنف عربية تكون متقدمة عليها وأرقى منها حضاريا.
4 – انه لا يوجد للصراع العربي – الإسرائيلي حل "وسط تاريخي" لان إسرائيل ، ظاهرة لا تاريخية في الأساس ، ولان كل حل وسط هو في جوهره مؤقت ولا تاريخي.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:43 AM

ان التجربة العسكرية لابو جهاد اتسمت بالخصائص الاستراتيجية التالية :

1- اعتمدت مبدأ توازن الإرادات وليس توازن القوى أو توازن المصالح.
2- إدامة حالة الاشتباك والوضع القتالي وتحويل الاستنزاف من مجال التكتيك إلى مجال الاستراتيجية.
3 - الحفاظ على التماس المباشر مع العدو وعدم السماح له بقطع خط التماس .
4 - مهاجمة استراتيجية الخصم والتركيز على نقل المعركة إلى قلب العدو .
5 - إخضاع كل قضايا العمل العسكري لمتطلبات العمل السياسي واستراتيجيته العليا.
6 - الحفاظ على البندقية الفلسطينية في اتجاه العدو وتحريم وتجريم أي اقتتال داخلي أو الاحتكام للسلاح لحل التعارضات في الرأي والرؤية.
7 - المزاوجة والتبادل بين كافة أشكال العنف الموجه ضد العدو.
8 - خلق وتنمية قدرة مناسبة للرد و"الردع".
9 - المزاوجة بين العمل العسكري النظامي وشبه النظامي والعصابي بأشكاله ومستوياته المتعددة.
10 - التركيز على البعد النفسي المعنوي للعمليات العسكرية .

هذه العناوين العامة تفتح المجال أمام دراسات تحليلية معمقة لتجربة ابوجهاد العسكرية التي مانزال نعتقد أنها الأساس الأكثر معقولية لصياغة نظرية عربية حول استراتيجية للصراع مع العدو الصهيوني.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:44 AM

العمليات التي خطط لها أبو جهاد

http://up4.m5zn.com/photos/00006/GS2SRXDBX3K6.jpg

- عملية نسف خزان زوهر عام 1955 .

- محاولة نسف خط أنابيب المياه القطري عام 1965 .

- عملية فندق "سافوي" في تل أبيب التي قتل فيها عشرة إسرائيليين عام 1975.

- عملية انفجار الثلاجة المفخخة في القدس عام 1975 .

- عملية قتل البرت ليفي كبير خبراء المتفجرات ومساعده في نابلس عام 1976 .

- عملية " دلال المغربي " التي قتل فيها 37 إسرائيليا عام 1978 .

- محاولة قصف ميناء إيلات براجمات صواريخ ثقيلة محملة على ظهر سفينة تجارية عام 1979 .

- عملية " الدبويا" التي أدت إلى سقوط 6 قتلى ، و16 جريحا عام 1980 في منطقة الخليل .

- قصف المستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة بصواريخ كاتيوشا في عام 1981.

- عمليات أسر جنود إسرائيليين احتفظ بجثثهم لسنوات طويلة حتى بادلهم بأسرى فلسطينيين من سجون ومعتقلات الاحتلال عام 1982.

- عملية أسر ثمانية من جنود الجيش الإسرائيلي أيام غزو لبنان في منطقة بحمدون في 4-9-1982 والاحتفاظ بهم ومبادلتهم في طرابلس بتاريخ 23-8-1983 حيث تم إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين واللبنانيين الخمسة آلاف من معتقل أنصار بالإضافة إلى نحو مائة من معتقلي الأرض المحتلة.


http://up4.m5zn.com/photos/00006/QNS7WOBC65DY.jpg


- عملية اقتحام وتفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور يوم 10-11-1982 التي أودت بحياة 76ضابطا وجنديا من قوات الجيش لإسرائيلي كان بينهم 12 ضابطا ممن يحملون رتبا عسكرية رفيعة.

- توجيه وإدارة حرب الاستنزاف والعمليات الفلسطينية – اللبنانية المشتركة ضد قوات الغزو الإسرائيلية من عام 1982 وحتى عام 1984 .

- عملية صمود طرابلس ، حيث انطلقت سفينة شحن تجارية كبيرة من الجزائر في 21-4-1985 تحمل في جوفها عشرين فدائيا انتحاريا بالإضافة إلى ثمانية من طاقم قيادة السفينة التي كان هدفها إنزالهم أمام شواطئ تل أبيب في منطقة " بيت يام" للتوجه من هناك إلى قلب تل أبيب حيث مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في منطقة " الهاكرياه" والعمل على أسر أكبر عدد من كبار الضباط والعاملين في الوزارة. وقد صدرت بعد العملية عدة تقارير إسرائيلية أشار بعضها إلى أن العملية استهدفت أيضا أسر " رابين" أو الإطاحة برأسه ، وإن كان ذلك بحد ذاته قد اعتبر وقتها خرقا خطيرا بقواعد اللعبة الوحشية المميتة في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني التي تنص على تحاشي المس بالقادة من الصف الأول.


http://up4.m5zn.com/photos/00006/9E4T5XRN82F0.jpg


- عملية تفجير مفاعل ديمونا عام 1988.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:44 AM

تفجير خزان زوهر .. والمسار المرسوم للقضية الفلسطينية

http://up4.m5zn.com/photos/00006/K92TJY4QRQQ2.jpg

قام خليل الوزير ومجموعته بإعداد مجموعة من العبوات الناسفة التي تليق بهدف كبير مثل "خزان زوهر" للمياه الذي كان إحدى ركائز مشروع المياه القطري الإسرائيلي.
يقول أبو جهاد عن هذه العملية:"بتاريخ 25-2-1955 نجحت عمليتنا هذه بشكل باهر ،إذ حين انفجر الخزان انطلقت منه المياه بشكل هائل، وأذكر أنني كنت في طريقي إلى "بيت حانون" وحين أشرفت الوادي وجدته ممتلئاً بمياه الخزان التي خرجت فيما بعد لتغطي مساحات هائلة من الأرض المزروعة بالذرة، واستمرت المياه بالتدفق إلى أن وصلت "بيت لاهيا" لتصب في البحر الأبيض المتوسط".
لم يكن لهذه العملية غير مدلول واحد يعني أن ساعة التغيير قد أزفت ، يقول أبو جهاد:" كانت ردة الفعل الإسرائيلية على هذه العملية أن قام دافيد بن غوريون وزير الدفاع في حكومة موشي شاريت بعملية ردة فعل مباشر، فأرسل قواته إلى "بئر الصفا" لتهاجم الحامية المصرية هناك وكانت تشكل فصيلا، فقامت القوات الإسرائيلية بنسف الخزان الذي يزود غزة بالمياه وجرح ما يقرب من 12 شخصاً من المدنيين وجنود الحماية المصرية.
وفي ذلك الوقت كان هناك تشكيلاً عسكرياً فلسطينياً يشكل كتيبة تابعة للجيش المصري، وكان مكان تواجدها في رفح، فما كان من قائد هذه الكتيبة إلا أن أرسلها إلى "بئر الصفا" لتدافع عن المنطقة، وفي الطريق بالضبط عند " وادي غزة" وقعت السيارة التي تحمل الكتيبة في كمين إسرائيلي حيث فتحت عليهم النيران فقتل منهم 28 عسكرياً.
وكانت عملية الغدر هذه قد تمت في الليل، وحين علمنا بما حدث في صباح اليوم التالي، قمنا بإغراق المناديل بالدماء وانطلقنا بمظاهرة عارمة في مدرسة فلسطين الثانوية باتجاه البلد، وفي الطريق كانت الجماهير تتوافد لتنضم إلى المتظاهرين، كي تشهد غزة مظاهرة لم تشهدها في تاريخها، وكانت الشعارات الرئيسية التي أطلقناها في تلك المظاهرة: " جندونا تنقذونا" "دربونا تسعفونا " سلحونا تنجدونا " وذلك إلى جانب شعارات رفض التوطين و " فلسطين عربية" .

وبات واضحاً أن انفجارا جماهيرياً أخذ يشمل غزة بحيث يكون من الصعب فيما بعد ضبط الوضع هناك حين ذاك تحركت الإدارة المصرية فقامت باعتقال عدد من المواطنين ".

ويلتقط الأستاذ احمد حمروش الخيط من أبو جهاد ليروي في كتابه"خريف عبد الناصر" ماحدث من تفاعلات لهذه العملية الفدائية ورد الفعل الانتقامي الإسرائيلي عليها.
يقول حمروش :" إن الغارة وضعت جمال عبد الناصر في وضع حرج أمام الجنود وأمام الشعب ، ويقول المقربون من جمال عبد الناصر في هذه الفترة أنه ظل عدة ليال ساهرا لايكاد يغفو يفكر في حل يواجه به هذا الموقف الجديد".
ويستطرد قائلا:"نسفت هذه الغارة محاولات السلام وحالة الهدوء وفرضت على جمال عبد الناصر اتخاذ عدة قرارات .. أولا: ضرورة شراء الأسلحة من أي دولة لمواجهة التهديدات والعدوان الإسرائيلي حماية للمواطن وكرامة الجيش، ثانيا : السماح للفدائيين بالانطلاق من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل ولكن تحت القيادة المصرية وتوجيهاتها.
وينقل حمروش على لسان عبد الناصر قوله :"كان هذا الاعتداء هو ناقوس الخطر الذي جعلنا نبحث وندقق في تعريف السلام ومعنى السلام وتوازن القوى في المنطقة" ثم كان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي انتهى بانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة في 6-3-1957 ، بمثابة التدشين الرسمي لهذا المسار الجديد الذي ساهم خليل الوزير بحفر مجراه الكبير بعبواته الناسفةالصغيرة..وإرادته الوطنية الكبيرة.


المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:45 AM

عملية عيلبون 28/12/64 – 31/12/64


قامت مجموعات العاصفة الفتحاوية بتفجير نفق عيلبون بعد اكتفاء الأنظمة العربية بشجب مشروع سرقة المياه العربية من نهر الأردن بتحويل خزان مياه طبريا إلى النقب لإحضار وتوطين اليهود في الصحراء ، شارك بالعملية الأخوة أبو عمار وأبو جهاد وأبو اياد واستشهد بطريق العودة احمد موسى سلامة على يد دورية أردنية فكانت هي عملية الانطلاقة في 1/1/65


http://up4.m5zn.com/photos/00006/4JKDG158VGPF.jpg

http://www.alwatanvoice.com/images/t...1760824138.jpg

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:46 AM

عملية دلال المغربي

http://up4.m5zn.com/photos/00006/5KSJE4K6CFPC.jpg



وضع خطة العملية أبو جهاد .. وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطىء الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست الإسرائيلي .. وكانت العملية انتحارية ومع ذلك تسابق الشباب الفلسطيني على الاشتراك بها وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعاً وفعلاً تم اختيارها كرئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين بالإضاف إلى البطلة الفلسطينية دلال المغربي ..


http://up4.m5zn.com/photos/00006/OXR689M59BCE.jpg



عرفت العملية باسم كمال عدوان وهو القائد الفلسطيني الذي قتل مع كمال ناصر والنجار في بيروت وكان باراك رئيساً للفرقة التي تسللت آنذاك إلى بيروت وقتلتهم في بيوتهم في شارع السادات في قلب بيروت وعرفت الفرقة التي قادتها دلال المغربي باسم فرقة دير ياسين ..


http://up4.m5zn.com/photos/00006/VXTDD3ZVNQ5G.jpg

http://up4.m5zn.com/photos/00006/D42IVESTLOH8.jpg

http://up4.m5zn.com/photos/00006/5YJKWWZK2U98.jpg

http://www.oudnad.info/13/images/abu_knaser.jpg
الشهيد كمال ناصر



في صباح يوم 11 آذار نيسان 1978 نزلت دلال مع فرقتها الانتحارية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلهم إلى الشاطىء في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطىء ولم يكتشفها الإسرائيليون بخاصة وأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينين للقيام بإنزال على الشاطىء على هذا النحو ..

نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود وكان هذا الباص متجهاً إلى تل أبيب حيث أخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق النيران خلال الرحلة مع فرقتها على جميع السيارات الإسرائيلية التي تمر بالقرب من الباص الذي سيطرت عليه مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال بخاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات الصهيونية في الضواحي إلى العاصمة تل ابيب ..

بعد ساعتين من النزول على الشاطىء وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الاحتلال وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل ابيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقتل أو اعتقال ركابها من الفدائيين ..

قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم توقيفه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا ..

هناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال وقوات الاحتلال الإسرائيلي حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية عشرات الجنود من الاحتلال ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم على الفور ..

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:47 AM

تفاصيل جديدة عن محاولة ابو جهاد استهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية


تاريخ النشر : 2008-04-24

استعدت صحيفة معاريف العبرية، جيدا لذكرى اغتيال خليل الوزير العشرين، ونشرت في أوائل شهر نيسان ( الجاري ) ملخصا لتقرير نشرته كاملا لاحقا، عن المحاولات الإسرائيلية لاغتيال الوزير ( أبو جهاد ). وتطرق التقرير إلى عملية خطط أبو جهاد لتنفيذها في قلب تل أبيب، تستهدف وزارة الحرب الإسرائيلية نفسها. وأشار معد التحقيق عمير ريبروت إلى ما وصفها تفاصيل يتم الكشف عنها لأول مرة عن تلك العملية، التي أحبطتها إسرائيل في شهر ايار / مايو 1985، وكانت السبب، على الأرجح الذي جعل إسرائيل تخطط لاغتيال أبو جهاد، والذي تم بعد ثلاثة أعوام في تونس العاصمة، اثر ثلاث محاولات اغتيال فاشلة وفقا لمعاريف.

وعن هذا الموضوع تحدث لـ ايلاف، العميد يوسف الشرقاوي، أحد الذين شاركوا في الإعداد للعملية، التي لو نجحت، لشكلت اختراقا فلسطينيا هو الأكبر، في الصراع الطويل مع إسرائيل. وكذب الشرقاوي ما نشرته معاريف عن خرق استخباري إسرائيلي في ما يخص العملية المذكورة، مقدما رواية مختلفة تماما.

وما كشف عنه الشرقاوي يختلف في تفاصيل كثيرة، عن ما ذكرته معاريف، وهي تفاصيل تنشر لأول مرة، ومن مصدر معروف، بخلاف تقرير الصحيفة الإسرائيلية، الذي اسند إلى مصادر فلسطينية وإسرائيلية مجهولة.

رجل يهجس بالبحر

ويقول الشرقاوي ان أبا جهاد كان يولي أهمية كبيرة لعمليات تنفذ داخل إسرائيل، من خلال البحر، مثلما فعل في عملية فندق سافوي في تل أبيب عام 1975، وعملية الشهيد كمال عدوان، المعروفة إعلاميا باسم عملية الشهيدة دلال المغربي في عام 1987، والتي تمكن خلالها مجموعة من الفدائيين السيطرة على حافلة اسرائيلية بعد وصولهم الى تل ابيب عبر البحر الابيض المتوسط من لبنان.

ويشير إلى أن أبا جهاد، كان خبر شاطئ يافا في صغره، وخطط لإرسال مجموعات فدائية في منطقة كان يسبح فيها، على شاطئ يافا، يسهل التسلل منها إلى تل ابيب، وهو ما حققه من خلال عملية دلال المغربي. ويقول الشرقاوي، ان أبا جهاد كان رجلا هاجسه البحر، فهو الرجل الأول المسيطر على قوات البحرية الفلسطينية، و بعد أن قتل، يروي الشرقاوي بأنه زار منزله في تونس، ورأى على الحائط صورة تجمع بين أبو جهاد والمناضل الاممي جيفارا، وعندما استفسر علم، بان الاثنين اجتازا دورة ضبط بحري في كلية تشرشال في الجزائر، وكان ذلك قبل عام 1964.

وخلال حصار طرابلس في عام 1983، فكر أبو جهاد بتنفيذ عملية في قلب تل أبيب، الهدف منها إرسال رسالة قوية إلى العالم والى اسرائيل وللشعب الفلسطيني ايضا، بان منظمة التحرير التي تعرضت آنذاك إلى الحصار، ما زالت موجودة وقوية ومستمرة في الكفاح. وحسب الشرقاوي، فان أبا جهاد ابلغ اثنين بالعملية، أحدهما الشرقاوي نفسه بالإضافة إلى نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني حاليا، كان يتولى مسؤوليات فيما يسمى القطاع الغربي داخل حركة فتح، وهو القسم الخاص بالارض المحتلة.

ويقول الشرقاوي 'كانت الخطة، انه في أثناء خروجنا من طرابلس، بالسفن، برعاية فرنسية أن تجنح إحداها عن الخط المرسوم لها، وتقصد شواطئ الأراضي المحتلة، وتنفذ عملية يكون لها صخب إعلامي، وتبث الروح المعنوية في شعبنا، الحزين لمرأى مقاتليه وهم يغادرون طرابلس'. وكان أبو جهاد متحمسا لهذه الخطة، لان الشواطئ الفلسطينية لا تبعد عن طرابلس سوى 80 ميلا، وهو ما يسهل العملية إلى حد كبير.

ويضيف الشرقاوي 'مسالة تنفيذ عملية ضد الاحتلال، في ظل ظروف صعبة، ليست جديدة على حركة المقاومة الفلسطينية، ومثلا خلال حصار الفدائيين، في أحراش جرش وعجلون في الاردن عام 1971، خطط القائد المحاصر أبو علي اياد لتنفيذ عملية في الأراضي المحتلة، وهو ما تم بقصف منطقة بيتح تكفا بصواريخ جراد من جبال طمون'. ولكن خطة أبو جهاد لم تر النور، والسبب كما يقول الشرقاوي 'تمكن الإسرائيليون من اعتراض باخرة فلسطينية محملة بالدبابات والمدافع كانت متجهة إلى اليمن، والاستيلاء عليها، مما جعل أبو جهاد يغض النظر عن الخطة ويؤجلها إلى ظروف مواتية'.

تدريب في بحر الجزائر

ووصل المحاصرون الذين خرجوا من طرابلس، راكبين البحر، إلى الجزائر، وكانت خطة أبو جهاد ما زالت طازجة بالنسبة له رغم إدراكه، أنها تشكل تجاوزا للخطوط الحمراء، في الصراع مع اسرائيل. ومسار الخطة هو الوصول الى الشاطئ الفلسطيني، ثم السيطرة على حافلة واقتحام مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية، واخذ رهائن لمبادلتهم باسرى فلسطينيين وعرب يتم اطلاق سراحهم في الجزائر. وتم اختيار 28 شابا فلسطينيا، تتراوح أعمارهم ما بين 20-30 عاما، وهم من أفراد النخبة المسماة الخدمة الخاصة، لينفذوا العملية التي خطط لها أبو جهاد، ويقول الشرقاوي 'كلفني أبو جهاد بمهمة تدريب الشبان، وهو التدريب الذي استمر 14 شهرا'.

ولكن على ماذا تدرب هؤلاء الشبان وأين؟

أجاب الشرقاوي على أسئلة ايلاف، وهو ما يكشف عنه لأول مرة 'أقمنا معسكرنا التدريبي على شاطئ البحر في وهران، وكان الهدف ان يتعود المتدربون على التعايش مع البحر. كانوا ينزلون إلى البحر خمس مرات في الأسبوع ويمكثون في وسطه لفترات طويلة'. وكشف انه خلال التدرب توفى اثنان من المتدربين، عندما كان الجميع في البحر، وفجأة ساءت الأحوال الجوية، وارتفع الموج، وحاول الاثنان أن يمسكا بالزوارق دون جدوى، ونجا 26 من المتدربين بينما فقد الطاقم اثنين وهما حسب الشرقاوي: أبو فايز، وشحادة، وبعد ثلاثة أيام عثر على جثتيهما على بعد نحو 60 ميلا من مكان التدريب.

وحسب الشرقاوي، فان وفاة اثنين من الطاقم ألقى بظلاله على المعسكر، خصوصا وان احدهما وهو شحادة، كانت موكلا له مهمة أن يكون الدليل في تل أبيب، لانه يعرف هذه المدينة جيدا وكان سبق له أن عمل فيها. وبالإضافة إلى التدريب في البحر، فان الطاقم تلقى تدريبا يصفه الشرقاوي بالقاس، وهو خاص باقتحام المدن.وعن ذلك يشرح الشرقاوي 'الإنزال البحري، تكون من ثلاثة مراحل، الأولى الإبحار، والثانية النزول من البواخر، والثالثة ركوب في الزوارق الازوديك، وهي نفس تلك التي كان يستخدمها الإسرائيليون، ولدى الاقتراب من الشاطئ، يأخذون بالتجديف، ولدى وصولهم كان عليهم تخريب الزوارق ودفنها حتى لا يتم كشفها، والاستعداد لخوض أية معركة محتملة في المدينة'.

ويقول الشرقاوي 'القتال في المدن من اصعب أنواع القتال، بعد قتال الصحراء، لانه يعتمد على احتلال موطيء قدم، ثم التصعيد خطوة خطوة، وخلال تدريب المجموعة، تعلموا إطلاق النار بكثافة، وكنا نعرضهم إلى إطلاق نار من جانب مجموعة أخرى، وتعلموا أيضا إطلاق اكثر من 10 قذائف ار بي جي مرة واحدة، وكنت افتح قنبلة وارميها عليهم، وكان يتوجب على أي منهم إمساكها باليد وردها'.

وتدربت المجموعة على اقتحام منطقة تحاكي مستوطنة إسرائيلية، وتم ذلك في منطقة في الجزائر، رفض الشرقاوي الكشف عن اسمها. وتدربت المجموعة أيضا على السير لمسافات طويلة، وحسب الشرقاوي فانهم ساروا في احدى المرات 27 ساعة متواصلة قطعوا فيها 94 كيلو مترا، وكان الهدف من هذا التدريب، هو إمكانية سيرهم على الأقدام من الشاطئ الفلسطيني إلى الأردن، في حالة اي طارئ.

وخلال التدريب كان الجزائريون يراقبون من بعيد، ولكنهم وكما يقول الشرقاوي لم يكونوا يعلمون الهدف الذي يتم من اجله التدريب. وخلال التدريب زارهم أبو جهاد 4-5 مرات، وكان يقدم لهم تعبئة فكرية، واطلق على العملية اسم (فتح مرت من هنا)، وقال لهم إذا وقع أي منكم في الآسر فليقل لرابين بان أبا جهاد هو من بعثنا وسيبعث غيرنا.

وعلق الشرقاوي مفسرا 'كان في ذهن أبو جهاد ما حدث مع الفدائي حسين فياض الذي اسر خلال عملية دلال، وقابله ديان مرتين، لذا فان أبا جهاد كان يتوقع أن يلتقي أي من القادة الإسرائيليين بأفراد من المجموعة في حالة اسرهم، وكان معنيا بتوجيه رسالة قوية للإسرائيليين، بأنه لا يخاف منهم'.

9 أيام في عنابة

في وقت ما قبل التدريب أو في أثنائه، وبينما كان الشرقاوي وفريقه يجابهون البحر، لمدة 14 شهرا في تدريب قاس منقطعين عن العالم، فان أبا جهاد ابتاع سفينتين واطلق عليهما اسمي (ايتبريوس) و(مون لايت)، وكانت تجوبان البحر، ما بين الجزائر، ومصر، ولبنان، وقبرص، لتعويد سلاح البحرية الإسرائيلية على الأمر. وبعد أن تم انتهاء التدريب، انتقل الشرقاوي وفريقه إلى عنابة إلى ظهر السفينة، ومكثوا هناك في عمليات استعدادية نحو 9 أيام، لتجهيز الطاقم والسلاح، بوجود أبو جهاد، الذي اشرف على الخطوط الأخيرة للعملية، وبقي معهم طوال تلك الفترة.

واعطى أبو جهاد، المجموعة الأوامر الأخيرة، وتدارس معهم كيفية اقتحام وزارة الدفاع الاسرائيلية، من خلال الشرح على مجسم لها تم إعداده، من خلال صور جوية، والطلب منهم العمل على اسر اكبر عدد من الضباط. يقول الشرقاوي 'كان أبو جهاد واثقا من نجاح العملية بنسبة 90%، وبالنسبة لنا فان أهم مسالة هي النزول إلى الشاطئ، والباقي تفاصيل، حتى لو استبكوا مع العدو بعد نزولهم'.

وحدد أبو جهاد للمجموعة التي عين الشيخ نبيل الهرش (30 عاما) قائدا لها، مكان النزول في جنوب يافا، في مكان كان يسبح فيه وهو صغير، كما اخبرهم، ويتميز بالهدوء، وهو نفس المكان الذي تسللت منه مجموعة دلال. وكان أبو جهاد يريد استخلاص العبر من عملية دلال، فالمشاركين فيها، نزلوا من الباخرة على بعد 80 ميلا عن الشاطئ الفلسطيني، ومكثوا في البحر ثلاثة أيام، قبل أن يصلوا إلى الشاطئ أخيرا، وناموا من التعب لمدة سبع ساعات دون أن يكتشف أمرهم.

وتحركت السفينة في منتصف شهر نيسان (أبريل) عام 1985، بقيادة القبطان واسمه الأول عبد الناصر وهو من القدس، ونادر شديد الذي يصفه الشرقاوي بـ 'خيرة ضباط البحرية الفلسطينية'، وكانت الباخرة على اتصال قليل مع ابي جهاد فقط، وحسب تقديرات الشرقاوي واستخلاصاته فيما بعد، فإنها وصلت على بعد 30 ميل من الشواطئ الفلسطينية، عندما تنبه سلاح البحرية الإسرائيلية، وطلب التعريف بها وبطاقمها، فرد هؤلاء بإطلاق النار، فما كان من الإسرائيليين إلا إطلاق 42 قذيفة أدت إلى إغراقها، ونجاة خمسة وقعوا أسرى هم: أبو العبد عفانة الذي مات مؤخرا في ظروف يصفها الشرقاوي بالغامضة في الأردن في حادث سير، وضرار، وحسام، وأبو حفيظ، وضياء.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:48 AM

ديمونا في مكتب أبو جهاد

http://up4.m5zn.com/photos/00007/IEVEIA743IVE.jpg

عندما شاع خبر اكتشاف مفاعل ديمونا النووي في منطقة النقب كان على " أبوجهاد" أيامها أن يعيد مرة أخرى قراءة المعلومات التي تجمعت لديه من طلائع تنظيمه في منطقة بئر السبع والنقب.
كان "أبوجهاد" عادة مايكلف كل عضو جديد في التنظيم بعدة مهام بما في ذلك جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة عن الأهداف الإسرائيلية في المحيط الذي يعيش فيه.
كانت المعلومات التي تجمعت لديه تقول أن مدينة صهيونية جديدة أقيمت في عام 1955 في قضاء بئر السبع على أراضي قبيلة " العزازمة" في النقب الأوسط ،وقد أطلق على هذه المدينة اسم "ديمونا" وهو اسم توراتي قديم ، وان عدد سكانها لم يتجاوز في البداية 1200 نسمة كان 60% منهم من يهود شمال افريقيا ، كما كان بينهم عدد من الأسر اليهودية من السود العبرانيين المهاجرين من أمريكا.
لكن ما أثار فضول وارتياب واهتمام "أبوجهاد" وقتها المعلومات التي تقول أن المنطقة بأسرها كانت مغلقة أمنيا في وجه أي زائر غريب فلسطينيا كان أم يهوديا إلى درجة أن أعضاء الكنيست(برلمان إسرائيل) لم يكن مسموحا لهم بزيارة "ديمونا" هذه.
كان "أبوجهاد" يعرف أن هذه المنطقة غنية بمناجم الفوسفات والنحاس والغاز الطبيعي ، لكن ذلك كله ليس مبررا كافيا لإغلاق هذه المنطقة في وجه الجميع بما في ذلك صفوة الصفوة الإسرائيلية.


http://up4.m5zn.com/photos/00007/28OGR4X89CFT.jpg


لكن بعد أن أشيعت أخبار الكشف عن مفاعل "ديمونا" النووي قرر أبوجهاد من أيامها أن يعيد ترتيب المعلومات التي بحوزته ، وأن يفتح لديمونا ملفا خاصا لم يفارق أبدا مكتبه.
في عام 1965 عندما كان "أبوجهاد" منهمكا بكل حواسه وقواه في الإعداد المكثف لإطلاق الرصاصة الأولى للثورة الفلسطينية سأله أحد إخوانه من تشكيل اللجنة المركزية الأولى لحركة "فتح" ممن كانوا يعارضون البدء بالكفاح المسلح في هذه المرحلة.
"ماذا ستفعل رصاصاتك هذه يا "أبو جهاد" في مواجهة الجيش الإسرائيلي وما يقال عن نجاحه في إنتاج قنبلة ذرية ؟".
كان السؤال قاسيا وجارحا ومحرجا ومع ذلك أجاب "أبو جهاد" بحماسته وتفاؤله المعهودين :"لأن العدو يملك كل هذا الجيش يا أخي ، ولأنه ربما نجح في صنع قنبلته النووية الأولى في "ديمونا" فإننا لانملك إلا أن نواجهه برصاصاتنا هذه الصغيرة..وإرادتنا الكبيرة".
كان مشروع"ديمونا" يكبر ،ويكبر ملفه أيضا على مكتب "أبوجهاد".


http://up4.m5zn.com/photos/00007/P9AF1B3P9B05.jpg


كان ملف "ديمونا" على مكتب "أبوجهاد" يتضمن أوراقا مثيرة عن فترة عام 1967.
قبل الحرب كان الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر قد هدد بأن مصر قد تقدم على شن حرب وقائية ضد إسرائيل إذا ماثبت أن "ديمونا" ستتحول لإنتاج القنابل النووية.
وفي عشية هزيمة 1967 العسكرية انطلقت من مصر إشاعة قوية تقول أن ضابطا مصريا كبيرا حاصر بقواته مفاعل "ديمونا" في النقب، وأن القوات الإسرائيلية غير قادرة على تصفيته أو التعامل معه لأنه سلط فوهات مدافعه على مفاعل "ديمونا" !!

بحث "أبو جهاد" طويلا عن صحة هذه الإشاعة ومصدرها.
وبعد البحث والتقصي الطويل ثبت بشكل قاطع أن القوات المصرية لم تخترق الحدود الدولية في أي قطاع من قواطع العمليات العسكرية، وهي بالتالي لم تصل لا إلى"ديمونا" ولا لغيرها ، ومع ذلك اكتشف "أبوجهاد" أن إحدى الخطط الهجومية التي كانت معدة قبل حرب 1967، كان هدفها يفترض أن يكون عزل منطقة النقب الجنوبي وميناء إيلات وكان "فجر" هو الاسم الرمزي الذي أطلق على هذه الخطة.
وكانت مصر قد حشدت قوات كبيرة لتنفيذ هذه الخطة قوامها فرقة مشاة، ولواء مشاة آخر مستقل ، ولواء مدفعية ، ولواء مدرع ،ولواء مدفعية ميدان ،وكتيبة هاون ،وكتيبة مضادة للطائرات ،وكتيبة مضادة للدبابات ، وسرية مهندسين ،وسرب من قاذفات اللهب ،وسرية كيميائية،وقوات جوية مساندة تقدر بقوة 9 طلعات سرب مقاتل قاذف،وطلعة سرب قاذف خفيف يوميا وتستمر لمدة3أيام.
ولم تنس الخطة "فجر" القوات البحرية التي كان يفترض أن تقوم بقصف ساحل إيلات بلنشات الصواريخ وتدمير مدفعية العدو الساحلية،وقصف مستودعات الوقود ومنشآت الميناء.
وكان "أبوجهاد" قد سجل في ملف "ديمونا" أيامها "أن خطة فجر هذه لم يكتب لها أبدا أن ترى النور ، وأنها بقيت كما هي مجرد حبر على ورق".
وقد تأكد "أبوجهاد" بطرقه الخاصة من أنه لم يأت لا في هذه الخطة ولا في أي خطة أخرى أي ذكر لموضوع "ديمونا" باعتبارها هدفا يمكن الوصول إليه أو التعامل معه.
وبعد هزيمة 1967 بعدة سنوات تأكد "أبوجهاد" أن السجلات العسكرية المصرية لحرب عام 1967 لم يرد بها أي ذكر لمفاعل "ديمونا" النووي ، وإنما وردت الإشارة إلى مطار "ديمونا" العسكري فقط باعتباره أحد المطارات المستهدفة في النقب ويبدو أن القيادة المصرية لم تكن أيامها متأكدة مما إذا كانت المباني المقامة في "ديمونا" هي لمفاعل نووي حقيقي كما تؤكد كافة التقارير الموثوقة أم أنها مجرد مصنع عادي للنسيج كما كان يزعم العجوز "بن جوريون".


http://www.pbs.org/wgbh/nova/spiesfl...000_dimona.jpg


كان ملف "ديمونا" على مكتب "أبوجهاد" مكتظا بعشرات أخرى من الأوراق والتقارير والتواريخ والأحاديث والتصريحات لكن اخطر الأوراق التي حواها هذا الملف الكبير كانت تتعلق بسؤال خطير .. وخطير جدا.


المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:49 AM

"ديمونا" واستراتيجية العرب


http://www.aljazeera.net/mritems/ima...85123_1_17.jpg


أغلب التقارير الموجودة في ملف"ديمونا" تشير إلى القناعة التي توصلت إليها القيادات العربية بوجود قنابل نووية في "قبو" ديمونا ، ويبدو أن هذه القناعة قد أثرت على الاستراتيجية العربية في الصراع مع إسرائيل.
هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه من عدة تقارير ، كان أحدها قد نقل حوارا جرى بين الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" وبين العقيد معمر القذافي في عام 1969.
وأعرب عبد الناصر في هذا الحوار عن تراجعه عن فكرة الحرب الشاملة مع إسرائيل لأنها غير ممكنة ولأنها ستؤدي حسب رأيه ، إلى كارثة ذرية.
وبناء عليه تبنى عبدالناصر استراتيجية حرب الاستنزاف كمرحلة أولى ينتقل بعدها إلى حرب محدودة فحسب مع إسرائيل.
وكان الرئيس الراحل أنور السادات قد تبنى حربا أكثر محدودية من تلك التي خطط لها عبد الناصر قبل وفاته ربما كان كما قال الصحفي محمد حسنين هيكل بسبب شكوكه في أي ضمانة ذرية سوفييتية يمكن أن تعمل كغطاء لحرب شاملة مع إسرائيل.
وتشير تقارير أخرى أن تأثير "ديمونا" قد امتد إلى جبهات القتال نفسها في حرب عام 1973 وتعلل بعض هذه التقارير ما حدث من توقف على الجبهة المصرية بعد العبور العظيم ، بالمعلومات التي سربت عن إخراج إسرائيل لثلاثة عشر رأسا نووية من أقبية ديمونا ، وتحميلها على صواريخ بعيدة المدى كانت جاهزة للعمل فيما إذا تطور الهجوم المصري باتجاه الممرات والحدود الدولية.
وبالمقابل هناك تقارير أخرى تساءلت عن مبرر توقف الدبابات السورية المتفوقة وهي على مشارف جسر "بنات يعقوب" على رمية حجر من قلب إسرائيل ومن ثم استدارتها فجأة وانسحابها للخلف في الوقت الذي كان فيه اللواء السابع المدرع الإسرائيلي على وشك الانهيار الكامل بعد أن بقيت لديه سبعة دبابات فقط من أصل مائة دبابة ، كما اعترف بذلك "حاييم هرتزوج" رئيس دولة إسرائيل آنذاك .فهل كان السبب في ذلك أيضا عائد للتخوف من الكارثة التي كانت نائمة في قبو "ديمونا"،وحركتها الأوضاع العسكرية الإسرائيلية المتردية على الجبهتين المصرية..والسورية؟
وأيا كانت الإجابة فإنه لا يمكن بحال تجاهل تأثير ما في قبو "ديمونا" حتى ولو كان وهما كبيرا أو كذبة ضخمة على ما حدث من تحول في الاتجاهات العربية بشأن استراتيجية الصراع مع إسرائيل.




قنابل نووية من ورق



حتى الآن لم يتبلور رد عربي واحد موحد على الخيار النووي الإسرائيلي ، ومع ذلك لايملك احد أن ينكر تزايد تأثيرات "ديمونا"على القرار العربي في الصراع مع إسرائيل، حتى الآن هناك خمسة توجهات عربية مبعثرة ، وغير مبلورة ولا يوجد إجماع عليها.

- هناك "أولا" توجه لممارسة ضغوطات دبلوماسية وإعلامية وسياسية لدفع إسرائيل للتوقيع على معاهدة منع انتشار السلاح النووي ، وبالتالي الموافقة على الإشراف الدولي للتفتيش على المفاعلات النووية الإسرائيلية .. وعلى ديمونا بشكل خاص.
- وهناك "ثانيا" اتجاه يدعو لاستعارة ضمان نووي من الاتحاد السوفييتي.
- وهناك "ثالثا" اتجاه يدعو لبناء خيار عربي نووي مستقل بذاته.
- وهنا "رابعا" اتجاه يدعو لاستعارة ضمان نووي من دولة إسلامية.
- وهناك أخيرا و"خامسا" من يدعو إلى تطوير بدائل من الأسلحة الكيمائية والبيولوجية الرخيصة الكلفة وسهلة التجهيز والعالية التأثير حتى أن البعض أطلق عليها اسم "قنبلة الفقراء النووية".


http://up4.m5zn.com/photos/00007/KPOZN951F4L4.jpg


وحده خليل الوزير الملقب بـ "أبوجهاد" كان يعتقد أنه يمكن تحويل مافي قبو "ديمونا" سواء أكان قنابل نووية حقيقية أو كان مجرد أكاذيب صهيونية كبيرة إلى قنبلة نووية من ورق.
كان "أبوجهاد" قد كتب في هوامش ملف "ديمونا" الموجود على مكتبه عبارات بسيطة جدا ، ولكن بليغة للغاية. نعم يمكننا أن نحول مافي قبو "ديمونا" إلى قنبلة نووية من ورق، إذا تمكنا من الوصول إلى داخل هذا القبو قبل أن يصل إليه خصومنا ، أو إذا تمكنا من نقل الحرب مع إسرائيل إلى قلب شوارع تل أبيب وميادين القدس ، وحواري حيفا ويافا واللد والرملة ، عندئذ تصبح كل القنابل الموجودة في قبو "ديمونا" مجرد قنبلة نووية من ورق.



ديمونا والانتفاضة

بعد مخاض عسير ومؤلم وطويل اندلعت أخيرا الانتفاضة الفلسطينية ، وانتقلت الحرب للمرة الأولى في كل تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي إلى أرض العدو ،وقررت الجماهير الفلسطينية منذ البداية أن تستخدم أسلحتها البدائية البسيطة في المواجهة والمقاومة اليومية مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كان استمرار الانتفاضة يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر يؤدي إلى تصعيد المواجهة اليومية ، ومضاعفة أعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين ، ومع ذلك لم تلق الجماهير الفلسطينية سلاحها البسيط .. ولم تغيره.
لأن الحجارة على صغرها تمكنت من كسب قطاعات كبيرة جدا من الرأي العام العالمي ، ولأنها كانت قادرة حتى الآن على تحييد القسم الأكبر من جسم الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة ، بما في ذلك ترسانتها النووية التي أصبحت "ديمونا" رمزا وعنونا بارزا لها.
ورغم هذه النجاحات البارزة إلا أن "أبوجهاد" كان مشغولا بالبحث عن صياغة جديدة لنظرية فلسطينية متلائمة مع تطورات الوضع في الانتفاضة.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:51 AM

هذه الصياغة كانت تعتمد على استخدام ثلاثة أشكال من المقاومة:

الشكل الأول :هو توسيع دائرة المقاومة الشعبية العفوية التي يستخدم فيها المواطنون كل ما يقع تحت أيديهم من وسائل تصلح للمقاومة من حجارة وزجاجات فارغة ،و زجاجات مولوتوف ، وزيوت وشحوم، وكرات حديدية ،ومسامير مثلثة ،ومقاليع وسهام وسكاكين ومدى وخناجر.
الشكل الثاني :يعتمد على المفارز المتقدمة من الشبان الأكثر جرأة وبسالة ، والأقدر على المواجهة والتضحية.هؤلاء الذين شكلوا ما يسمى بالقوات الضاربة للانتفاضة،وكان "أبوجهاد" يعول عليهم كثيرا في تشكيل نواة الجسم العسكري الذاتي للانتفاضة الذي يكتسب علومه ومعارفه الحربية في أتون المواجهة اليومية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الشكل الثالث : كان يعتمد على تطوير الدوريات الفدائية لتعمل ضد الأهداف العسكرية الإسرائيلية التي تقع جغرافيا خارج مناطق الانتفاضة وتكون أهدافها عسكرية نوعية منتخبة ومنتقاة وتسعى إلى تحطيم معنويات العدو وكسر جبروته وضعضعة كبريائه وبالمقابل تعمل على تعزيز قدرات الصمود والمواجهة والاستمرار للانتفاضة نفسها.

وعندما استقر رأي "أبوجهاد" على هذه الصيغة بدأ على الفور في اعتمادها وتعميمها.كانت الانتفاضة أيامها تكاد تختتم شهرها الثاني.
ومن بين قائمة طويلة من الأهداف ،ومن بين ألفي ملف يحتويها أرشيف معلومات "أبوجهاد التقط "ملف ديمونا" و وضعها أمامه على مكتبه.
ومن بين عشرات الفدائيين والشبيبة والكوادر الذين يعملون معه،انتقى "أبوجهاد" "شرف الطيبي" ليعهد إليه بملف "ديمونا" .. ويكلفه بمهمتها.

عندما سلم "أبوجهاد" ديمونا لـ "شرف الطيبي" كان يعني ذلك أن "ديمونا" تحولت من ملف إلى هدف ، ومن معلومات وبيانات نظرية للاطلاع والقراءة إلى خطة عملية عسكرية جاهزة للتطبيق والتنفيذ.
إن قرار "أبوجهاد" خطير للغاية فـ "ديمونا" ليست مجرد هدف عسكري ، ولاهي مجرد مفاعل نووي ، بقدر ما هي سر أسرار الدولة العبرية ، وخطها الأحمر ، ورمز حصنها الحصين الذي لم يخترق من قبل ، والدرة التي يزهو بها تاج مملكة صهيون الجديدة.
ديمونا هي ذلك كله وأكثر لهذا كان قرار أبوجهاد خطيرا للغاية وصعبا إلى حد الاستحالة ، لأنه لم يكن مسموحا حتى للعصافير باختراق هواء "ديمونا" المحروسة بشبكات الإنذار الالكترونية ومنصات صواريخ "هوك" المعدلة ،ورجال الأمن والمخابرات المنثورين كالرمل حولها ، والمزروعين خارجها وفي أرجائها.

كان قرار "أبوجهاد" خطيرا للغابة صعبا ‘إلى حدود الاستحالة لكن "شرف الطيبي" ورجاله الثلاثة كانوا في النهاية .. لها.


ثلاثة يحفرون اسم أبو جهاد على جبين ديمونا


في يوم 8/2/1988 كانت الانتفاضة تتأهب لتجاوز عتبة اليوم الستين من عمرها,شهران من الانتفاضة الفلسطينية المتواصلة,"مائة وسعة وثلاثين شهيداً,سبعة آلاف معتقل ,1500جريح" الحصيلة الأولى لستين يوماً من الانتفاضة.
في اليوم الستين بالذات سجل تطور جديد,المستوطنون اليهود يدخلون الحرب إلى جانب قوات الجيش الإسرائيلي في عمليات اقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية في هذا اليوم سجلت محاولة اقتحام في احد عشر مخيما فلسطينيا دفعة واحدة.
*كانت "ديمونا" ما تزال ترقد بين ملفات القائد الفلسطيني "أبو جهاد"لكنه قرر أخيرا, وفي هذا اليوم بالذات أن يلتقطها ليضعها أمامه على مكتبه.
"ديمونا"هي الهدف,قالها "أبو جهاد" بحزم وهو يدفع ملفها الكبير إلى يدي "شرف الطيبي".
*كان "أبو جهاد" يرى في "شرف الطيبي" جوانب كثيرة من مرحلة شبابه,حماسه المتفجر,روحه العملية التي تتملكه ,والصلابة التي نحتتها سنوات الاعتقال والمطاردات على ملامح وجهه.
كان "شرف الطيبي" عادة ما يمشي وهو يقفز على أطراف أصابعه كراقص الباليه, وكأنما يتحفز دائما للانقضاض على شيء ما .
كانت تجتمع في "شرف" بساطة البداوة وشراسة البادية لكنه في الحقيقة كان أميل إلى الشراسة منه إلى الألفة والبساطة.
هاهو الآن وجها لوجه أمام الهدف الكبير والمهمة الصعبة..."شرف الطيبي"في مواجهة ديمونا.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:52 AM

العصفور المغربي الذي طار من ديمونا

http://www.silviacattori.net/IMG/jpg/Vanunu_texte.jpg


كانت مهمة " شرف الطيبي " صعبة إلى حد الاستحالة ، ومبهمة إلى حد اليأس ، لم يكن هناك من ذهب من قبل إلى هذه المهمة .
كانت " ديمونا " محرمة على الجميع بما في ذلك أمراء الجيش الإسرائيلي ، وملوك السياسة ، وأباطرة الحاخامية اليهودية الذين كانت تتفتح أمامهم الأبواب ، إلا بوابات " ديمونا " الموصدة أمام كل الوجوه .
لم يكن " شرف الطيبي " معنيا كثيرا بمطالعة المعلومات العلمية التي احتواها ملف " ديمونا " ولم يكن مهتما بالفرق بين البلوتونيوم واليورانيوم ، وما إذا كانت القنابل التي في قبو " ديمونا " ذرية أم هيدروجينية ، وما إذا كان عددها 200 قنبلة أم اقل أو أكثر .
كان " شرف " يفتش بين مئات الأوراق عن " مفتاح " لديمونا وعن معلومات وصور وخرائط , وفجأة وقعة عيناه على قصة العصفور المغربي الذي طار من " ديمونا " وتوسم أن تكون هذه القصة هي مفتاح مهمته فتابعها وتتبعها منذ بدايتها .
*بطل القصة شاب يهودي من أصل مغربي اسمه " مردخاي فعنونو " كان قد نزح مع أسرته من مراكش إلى " ارض الميعاد " بينما ترك خلفه السيدان " دافيد عمار " و" روبرت اسراف " رئيس الطائفة اليهودية المغربية وسكرتيرها للاهتمام بأمور هذه الطائفة .. وترتيب أوضاعها والاشتغال بأمور أخرى . لم يكن " فعنونو " المغاربي الوحيد في " ديمونا " فهناك 60 % من سكان مدينة ديمونا من أصل عربي من يهود بلاد المغرب العربي الكبير .
كما لم يكن " فعنونو " هو الوحيد الذي يتحدث العربية في أقبية مفاعل ديمونا النووي ، كان هناك خبراء وتقنيون يهود من أصل تونسي ومغربي وخلافه .

***
ويبدو أن " فعنونو " رغم حيازته للجنسية الإسرائيلية ، وحصوله على امتياز العمل في مفاعل ديمونا بالذات , لم يكن قد انخرط كليا في واقعه الجديد ، كانت هناك جذوة ما تزال في جوفه وتلسعه وتكويه .
كان " فعنونو " ما يزال يطرب لاغاني والحان " ناس الغيوان " ويحن لمذاق " الكسكسي ورشفة الشاي الأخضر ، وطعم التمر واللبن ، ويرتاح لنسق الحياة الفضفاض مثل عباءات مراكش .
ولأنه اشتغل بعلم الذرة ، وانشطارها وانفجارها ، كان أكثر ميلا لدراسة المجرد ، والبحث في الماهيات وفي الجدل والمطلق ، فاختار الفلسفة فرعا آخر للدراسة ربما تهربا من مسؤوليته في المشاركة في صناعة قنابل الموت النووية ، أو تقربا من جذوره العربية التي لم تكن قد ماتت تماما بعد .
كان " فعنونو " يشعر بالغربة وسط اليهود النازحين من أوروبا ، لم يكن هناك سوى القليل من القواسم المشتركة التي تجمعه بهم , لم يكن مثلهم يعاني من أي عقد بالاضطهاد ، أو شعور بالتمايز العنصري ، أو إحساس بالعظمة القومية والتفرد . لذلك كان يكثر من تردده على " بئر السبع " حيث الجامعة ، والطلاب الفلسطينيون الذين زاملهم واقترب منهم وتوطدت مع عدد منهم علاقات صداقة حميمة .
في ملف " ديمونا " المفتوح أمام " اشرف الطيبي " على مكتب " أبو جهاد " كان هناك ما يشير إلى بدايات علاقة ذات طابع سياسي بين " فعنونو " وبعض نشطاء الطلبة الفلسطينيين الوطنيين من جامعة " بئر السبع " وكان واضحا أن " أبو جهاد " معني ومهتم للغاية بتنمية هذه العلاقة وتطويرها ولكن بشكل هادئ وحذر .
كانت الأمور تتطور ببطىء شديد جدا في هذا المجال وفجأة طار العصفور المغربي من قفصه الذهبي في ديمونا .
ويبدو أن الشكوك المتراكمة لدى السلطات الإسرائيلية الأمنية حول آراء " فعنونو " وعلاقاته قد أدت إلى إخراجه من عمله في المفاعل النووي بديمونا في نوفمبر 1985 , وانقطع الخيط مع العصفور الذي طار في هذه المرة إلى آخر الدنيا , حيث اختار استراليا وطنا جديدا له .
وبعد اقل من عام واحد , وبالتحديد في 5 أكتوبر 1986 انفجر موضوع " فعنونو " و " ديمونا " من على صفحات جريدة " صاندي تايمز " احتل " فعنونو " صدارة الصحف والأخبار بعدما أدلى بشهادته المثيرة عن مفاعل ديمونا , ودعم شهادته بحوالي 60 صورة كان قد التقطها بشكل سري للمفاعل ولطوابقه الستة الكبرى التي تختبئ تحت الأرض .
أثارت قضية " فعنونو " الكثير من الجدل حولها ، خاصة بعد أن تواصل عدد من كبار علماء الذرة إلى أن أقوال " فعنونو " " مقنعة جدا " ، والتهبت القضية عندما أقدمت أجهزة الموساد الإسرائيلية على اختطاف " فعنونو " وأعادته في هذه المرة إلى السجن .
كانت الآراء قد انقسمت حول " فعنونو " وقضيته ، وهل ما أقدم عليه كان بملء إرادته وقناعته الذاتية أم أن ذلك أملى عليه ولم يكن سوى خدعة مخابراتية محبوكة من أجهزة الأمن بهدف تضخيم صورة الردع النووي الإسرائيلي في عيون العرب .
وبعيدا عن الاجتهادات والإجابات التي ستحسم قضية " فعنونو " فان الثابت لدينا أن " شرف الطيبي " تمكن من التقاط خيط مهم للغاية عندما قرأ بطريقته الخاصة , وبعينيه الخبيرتين ما بين سطور رواية العصفور المغربي الذي طار من قفصه الذهبي في ديمونا وأعيد بعدها إلى قفص السجن ... والاتهام .
عندما كان " شرف الطيبي " يسجل المعلومات التي انتقاها بدقة في ملف " ديمونا " التمعت فجأة في ذهنه فكرة وارتسمت في مخيلته صورة .
*الخيط الذي التقطناه من العصفور المغربي لا يمكن لأحد أن يتابعه سوى " حمد " , نعم " حمد العزازمة " هذا البدوي الأسمر النحيف اليابس فارع الطول ذو الصوت الأجش ، الذي كان يفاخر الجميع بأصله البدوي العربي وبسرعته الفائقة في المشي والعدو .
ولد " حمد " في قرية صغيرة اسمها " كرنب " في مضارب قبيلة العزازمة في النقب ، وفي عام 1955 اضطر للنزوح مع أسرته من " كرنب " بعدما اجتاحتها الجرافات الإسرائيلية الضخمة ودهمت كل شيء في طريقها وهي تمهد الأرض والتلال لإقامة مدينة ديمونا ارتحل " حمد " مع أسرته إلى " بئر السبع " حيث نال قسطا يسيرا من التعليم ثم هجره . تعرف " حمد " إلى " شرف الطيبي " مصادفة في قطاع غزة .
ومن ثم توطدت بينهما أواصر صداقة حميمة ، في ليالي الصيف عادة ما كان يسهر " حمد " لدى صديقه " شرف " في غزة ، وفجأة كان ينتصب ويضرب الأرض بخيزرانته هاتفا " يا الله " وكان ذلك يعني انه قرر بشكل حاسم أن يعود ماشيا إلى " بئر السبع " التي كان يصلها بعد مسير ليلة واحدة فحسب ، كانت متعته الأساسية المشي ، ولا شيء آخر غيره .
كثيرا ما كانت قدماه تقودانه إلى أشجار اللوز والزيتون المبعثرة في فوضى على التلال المشرفة على قريتهم القديمة حيث كانت تلتمع من هناك الأضواء الخافتة لمدينة ديمونا الحجرية .
لم يكن هناك من ينافس " حمد العزازمة " في الطرق والمسارب والأودية والمدقات والشعاب , وليس هناك بالطلع من يجاريه في المشي والهرولة والعدو .
بعد عام 1967 انساحت جنوب فلسطين على سيناء فوسع " حمد " خارطة تحركه ومخال هوايته , واعتزل مهنة الرعي تحت إغراءات صناعة التهريب .
وفي مرة قلب له " شرف الطيبي " لكن هذا العمل " يا حمد " خطر .. وغبر مشروع .
فانتصب " حمد العزازمة " مشيحا بظهره للحضور ميمما وجهه صوب الشرق ، وأشار بعصاه الخيزرانية باتجاه النقب ، وصرخ كمن ينزف من جرح طري : " أنا عملي غير مشروع ؟ , ومن أعطى اليهودي ابن ال .. شرعية أن يجرف بيتي ويحرمني من فيء الزيتونة ساعة الظهيرة " .
وكانت تلك فاتحة العلاقة السياسية بين " شرف الطيبي " و" حمد العزازمة " .
نعم ليس هناك من هو أفضل من "حمد" لمتابعة الخيط الذي التقطناه من العصفور المغربي ، وبعد أيام قليلة كان الرسول قد وصل إلى "حمد العزازمة" وأبلغه تحيات صديقه "شرف الطيبي" وأسر إليه بكلمتين فقط "الهدف ديمونا".

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:53 AM

الطريق إلى ديمونا

http://up4.m5zn.com/photos/00007/8252RN14DODG.jpg


الطريق إلى ديمونا شاق ووعر وشائك جداً وكل الذين راودتهم فكرة ارتياد هذا الطريق إما أنهم أحبطوا منذ البداية وتراجعوا عن مهمتهم عندما علموا بمشاق الطريق، وعرفوا أهواله ومخاطره،أو أنهم سقطوا في الأمتار الخمسة الأولى قبل أن يجتازوا الحاجز الأول على هذا الطريق الطويل.
لذلك بقي الطريق إلى ديمونا عذرياً ومجهولاً إلى أن أُتخذ قرار اكتشافه ...واقتحامه.

*كل الطرق التي تؤدي إلى ديمونا وفي محيط دائرة قطرها 50كم توجد عليها حواجز عسكرية ثابتة ومتحركة، وكلما اقتربنا من حدود ديمونا نفسها ازدادت إجراءات الأمن والحماية تحسباً من أي نوع من أنواع الاختراقات المعادية.المفاعل النووي نفسه مستقل بذاته.محصن بنائياً بالبيتون المسلح ضد القصف الجوي ، وجميع الأقسام الحيوية في المفاعل مغمورة تحت الأرض ولمسافة ستة طوابق كاملة.
سماء"ديمونا" محروسة بشكل دائم بشبكة محكمة من الرادارات الحديثة والدفاعات الأرضية الصاروخية والمدفعية هناك منصات صواريخ هوك المعدل، والمدافع المضادة للطائرات المقطورة طراز"بوفورز ل-70"عيار 40ملم ومدافع "الاوركيون عيار 30ملم"، فضلاً عن أسراب الطائرات الاعتراضية الجاهزة دائما للعمل انطلاقاً من مطار ديمونا المشرف على المفاعل، بالإضافة إلى الحماية الجوية التي يمكن أن تتدخل بسرعة لحسم أي معركة انطلاقاً من أي المطارات الثلاث الأحدث التي بنتها الولايات المتحدة لإسرائيل في الصحراء النقب تعويضاً لها عن الانسحاب من سيناء ، وإخلاء المستوطنات الصهيونية منها.
كما أن "ديمونا" تدخل ضمن النقاط الأكثر حيوية التي تتوفر لها إمكانيات الإنذار المبكر بعيد المدى بواسطة الطائرات الرادارية المحلقة من طراز"أي-2 هوكاي"التي تطير في السماء لمدة أربع ساعات كاملة ,ويصل مدى كشف رادارها إلى حوالي 360كلم في مختلف الاتجاهات، وعلى كل الارتفاعات.
هذا في السماء أما في الأرض فهناك نظام آخر من شبكات الحواجز الالكترونية المعقدة والحساسة، وهذه الشبكات تضم منظومة من الرادارات التي تكشف حركة الأفراد والآليات، وهي موزعة على نقاط ثابتة وأخرى متحركة لتغلق كل الدائرة المحيطة "بديمونا"، وتكشف حركة الأفراد والآليات المهاجمة.
وهناك أيضا أجهزة"الجيوفون" التي تعمل على التقاط الذبذبات الأرضية الناشئة عن سير الأفراد والآليات، إلى جانب أجهزة الشم التي تسحب كمية كبيرة من الهواء الجوي المحيط بالمفاعل النووي وتقوم بتحليلها كيماوياً بصورة مستمرة بهدف الكشف عن الروائح والإفرازات العضوية لجسم الإنسان.
ويضاف إلى كل ذلك أجهزة الإنذار التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء وتلتقط التغييرات الحرارية م حول منطقة مفاعل "ديمونا"، إلى درجة إمكانية التقاط الطاقة الحرارية المنبعثة من جسم الإنسان أو من محركات السيارات كما يوجد حول المفاعل دائرة مغلقة من أجهزة الإنذار المغناطيسية التي توضح لغرفة المراقبة المركزية في المفاعل في المفاعل وجود الأسلحة والمعدات المعدنية الأخرى أو تنقلها.وهناك أخيرا شبكة الأسلاك الالكترونية الدقيقة جدا التي تنتجها شركة التا الإسرائيلية، والتي تقل سماكة الواحدة منها عن سماكة شعر الإنسان، ويسري التيار الكهربائي فيها,ويؤدي قطع أي شعرة منها إلى وقف التيار الكهربائي ودق ناقوس الخطر في أجهزة الإنذار المبكر وكل هذه الشبكات المعقدة مرتبطة بغرفة مركزية للتحكم والمراقبة والتحليل والإنذار.
كان هذا هو باختصار "الطريق إلى ديمونا"، كان الأمر أكثر تعقيداً مما تصوره "شرف الطيبي" الذي كلفه "أبو جهاد" بعملية ديمونا دون أن يعطيه لا صواريخ بعيدة المدى، ولا طائرات قاذفة ، ولا إجراءات الكترونية مضادة لشبكات الدفاع الالكترونية المزروعة حول "ديمونا" ولا شيئا آخر سوى فكرة بسيطة، وثلاثة من الفرسان الأحياء ، وثلاثة آخرين...شهداء.


المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:53 AM

فرسان ديمونا الثلاثة


صادق "أبو جهاد" على خطة ديمونا ، وأعطى تعليماته الأخيرة بالتنفيذ ، وبدأ "شرف الطيبي" عملية العد العكسي للانطلاق بالعملية. الخطة الأولى للعملية أجريت عليها تعديلات أساسية غيرت كثيرا من تفاصيلها ، خاصة عندما عثر البدوي "حمد العزازمة" على حصان طروادة الذي سيدخل به الفرسان الثلاثة إلى قلب ديمونا دون أن تكون كل الإجراءات الأمنية والالكترونية الإسرائيلية قادرة على إيقاف هذا الحصان الجامح وهو يتخطى كل الحواجز في طريقه إلى الهدف .. ديمونا.
لم يكن هذا الحصان سوى الأتوبيس "الفولفو" الأزرق اللون الذي يحمل على متنه كل صباح الخبراء والفنيين العاملين في المفاعل في رحلتهم اليومية من "بئر السبع" إلى ديمونا.
كان على ضابط أمن كل أتوبيس أن يتأكد يوميا من ركابه، وكان على السائق ألا يتحرك إلا في مواكبة سيارة جيب عسكرية تفتح الطريق أمامه،وتحمي أغلى ثروة تملكها إسرائيل بداخله.

- "حمد العزازمة" كان قد أمضى أسبوعا كاملا ، وهو ينتظر كل صباح هذا الحصان الأزرق الكبير ، تابعه وهو يشق صحراء النقب في مواعيد ثابتة لا تتأخر ولا تتقدم لحظة واحدة حتى حفظ عن ظهر قلب كل شيء عن هذا الحصان الأزرق الكبير.
كانت الخطة التي صادق عليها "أبوجهاد" بسيطة للغاية ،مجموعة فدائية خاصة من ثلاثة مقاتلين ،ودليل واحد خبير يقوم بتأمينهم إلى أقرب نقطة يمكن منها السيطرة على أتوبيس المفاعل النووي.
كانت التعليمات صريحة بضرورة السيطرة على الأتوبيس وهو في حالة صالحة للحركة، والانطلاق به بالسرعة القصوى إلى قلب ديمونا.
مباني المفاعل النووي كانت تنقسم إلى قسمين ، القسم الأول:ويضم الأقسام الفنية في المفاعل وهي تتألف من ستة طوابق مبنية تحت الأرض ، أما القسم الآخر فهو مكون من عدة مبان على سطح الأرض وتضم مكاتب شؤون العاملين ، ومطعما ومكتبة وقاعة دراسة ومحاضرات وموقفا خاصا بسيارات الأتوبيس التي يترجل منها الخبراء والفنيون كل صباح ليتجمعوا هناك بانتظار سيارات أخرى صغيرة تقود كل أربعة منهم إلى داخل الأقسام الفنية الخاصة بهم ، وهي تمر عادة على عدد آخر من حواجز الأمن والتفتيش ويصل عددها إلى ستة حواجز كان على الفدائيين الثلاثة الوصول بالأتوبيس إلى منطقة موقف الأتوبيسات داخل المفاعل ، حيث تبدأ هناك على الفور عملية طلب مندوبي الصليب الأحمر لتأمين الإفراج عن تسعة آلاف معتقل فلسطيني ، اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الانتفاضة.
كانت الخطة على بساطتها محفوفة بمخاطر عديدة ، لكنها مع ذلك كانت الطريقة الوحيدة تقريبا لتناول "قهوة الصباح الساخنة" في قلب ديمونا دون دعوة سابقة لأشخاص ممنوعين أصلا من تخطي عتبة الوطن.
عندما كان " شرف الطيبي " يواصل عملية العد العكسي لإطلاق العملية حدثت المفاجأة الأولى التي كادت أن تلغي العملية كلها.


***


أحد الفرسان الثلاثة الذين وقع الاختيار عليهم لتنفيذ العملية توتر فجأة ،وخذلته أعصابه ، فعجز عن النوم لليال ثلاثة كاملة ، فقد بعدها القدرة على التركيز والعمل ، قاوم كثيرا وكابد وعاند لكن ذلك كله كان يزيده انفعالا وتوترا ، وهكذا أوقف العد العكسي لمدة يومين فقط تم فيهما معالجة هذه المفاجأة ، بمفاجأة أخرى.
هاهو مدرب المجموعة والمشرف عليها يتقدم كفارس عربي أصيل ليحل محل الفارس الذي ترجل، ويقود بنفسه العملية كلها.


http://up4.m5zn.com/photos/00007/MS06SI46GG9N.jpg


انه ( عبدالله عبدالمجيد محمد كلاب) قائد مجموعة ديمونا ، أسرته كانت تعيش في قرية "بشيت" قضاء الرملة بفلسطين المحتلة وبعد هزيمة 67 نزح وأسرته إلى مخيم رفح ، هو من مواليد 13-12-1967 ، عايش حياة اللجوء في المخيم فتمرد عليها ، وتحول بالفطرة من حامل "كارت الإعاشة" الذي ينتظر معونة الأونروا إلى ثائر فلسطيني من جيل الانتفاضة.
تلقى عبدالله تعليمه حتى الثانوية العامة قسم أدبي ، ورغم تفوقه إلا أن ظروفه العائلية القاسية حالت بينه وبين الالتحاق بالجامعة ،والده توفي وخلف لامه "مريم" عشرة من الأبناء ، "قنبلة ديموغرافية متفجرة" ، خمسة من الإناث ، وخمسة من الذكور ، كان "عبدالله" الثاني بين الذكور ، والسادس في الترتيب العام بين أخوته ، لكنه الأول بين جميع أخوته وأقرانه في الوعي والحماسة والجرأة.
لما توفي والده ، تزوج أخوه الأكبر "نعيم" في سن مبكرة وانفصل عن الأسرة فخلفه "عبدالله" على الفور في تحمل مسئوليات الأخ الأكبر ولم يكن قد جاوز بعد سن الثانية عشرة.
لا احد يمنح القائد صفاته، إنها تولد معه كهبة ، لكنها تكبر فيه ، أو تموت داخله بإرادته هو .. وباختياره الحر . هكذا كان "عبدالله" ولد وهو يحمل صفات القائد :شخصية قوية آسرة ، محبوب لكنه مرهوب ، تأمنه لكن كسيف في غمده ، هو من صنف هؤلاء الذين يقولون للآخرين اتبعوني ويمضي بكل ثقة للأمام.
لم يدعه احد إلى الثورة ، إذ لا يحتاج المرء عادة إلى دعوة لدخول بيته ، أو فلاحة أرضه.
هذا هو "عبدالله عبدالمجيد" الأسمر النحيل ذو الأكتاف العريضة وكأنها خلقت هكذا خصيصا لتحمل المسؤوليات الكبيرة التي تقدم لحملها صبيا وشابا وثائرا.
كان"عبدالله" هو الوحيد بين المجموعة، الذي سافر إلى قطر عربي ، حيث التقى "شرف الطيبي" ، وتلقى هناك دورة مكثفة أهلته ليكون مدربا عسكريا.
لمرة واحدة فقط التقى "أبوجهاد" فانطبعت صورته كالوشم في الذاكرة.


http://up4.m5zn.com/photos/00007/O3GL5DJ6CRK2.jpg


* ثاني الثلاثة هو "محمد عبد القادر محمد عيسى" من مواليد 26/10/1966, فلاح فلسطيني آخر ولد في قرية "حتا" بالقرب من "الفالوجا" التي كثيراً ما سمع من أبيه حكايات الحروب الطاحنة التي دارت رحاها بين المصريين واليهود في عام 1947.
أحب محمد "الفالوجا" التي لم يرها ...وحلم طويلاً بالعودة إليها، بعد أن نزح مع أسرته إلى مخيم "رفح"بعد هزيمة 1967.كان لمحمد أسرة كبيرة "قنبلة ديموغرافية أخرى":الأبوان والثلاثة عشر من الأبناء،سبعة من الإناث,وستة من الذكور,كان محمد الثاني بعد أخيه "راسم"في الذكور،والخامس في الترتيب بين جميع إخوته، حصل على شهادة الثانوية العامة ولم تتح له فرصة إكمال تعليمه، فثمة طابور طويل من الأبناء الآخرين ينبغي لهم أن يقتسموا كل شيء معا من رغيف الخبز، وحجرة النوم إلى فرص التعليم.
لم يكن يميز محمد عن الآخرين إلا صمته,ووجهه المكتمل الاستدارة، وشغفه البالغ بالملاحظة والتدقيق والمتابعة كان بفطرته مشروع "رجل امن" رائع.
كان مولعا بتعقب هؤلاء الذين زلت أقدامهم في التعامل مع قوات الاحتلال وأجهزته ومخابراته، في إحدى المرات طعن احدهم "بشبرية"وكاد أن يقتله، وفي مرة ثانية أضرم النار في سيارة عميل آخر.
كان الساعد الأيمن "لعبد الله" في تنفيذ المهمات الخاصة ، وتخزين السلاح، وعندما ابلغ عن العملية كان من المتقدمين لها ، رشحه "عبد الله "لقيادة العملية قبل ترجل ثالث الفرسان فجأة لما توترت أعصابه.
حاول "محمد" جهده أن يثني من عزم رفيق عمره، وتوأم روحه "عبد الله"عن الانضمام للمجموعة الفدائية.أحب أن يوفره للمستقبل ,فقال له"ابق أنت للزراعة ودعنا نحن للحصاد".
ولكن عندما تقرر أخيرا أن ينطلق ثلاثتهم لتنفيذ عملية "ديمونا"غمرته مشاعر الفرحة كعريس في ليلة الحناء محفوف بأخوته.


http://up4.m5zn.com/photos/00007/L14T093ZV0SO.jpg


* ثالث الفرسان الفدائيين هو أصغرهم سناً "محمد خليل صالح الحنفي"، أو"محمد حنفي"شاعر المدرسة والمخيم كما كان يحلو لأقرانه أن يلقبوه.
هو ابن أسرة فلسطينية بسيطة عاشت في "أسدود"على ساحل البحر المتوسط حتى عام 1967ثم اضطرت للنزوح إلى مخيم "رفح" توفي والده وترك خلفه أما وسبعة أبناء كان "محمد"أصغرهم. هو الرابع في الترتيب بينهم، حصل على شهادة الثانوية العامة ثم هجر الدراسة واحترف الثورة.
كان لـ "محمد"كما لكل الشعراء الشبان قدوة، وكان "أبو الطيب عبد الرحيم محمود" شاعر الثورة الفلسطينية وشهيدها المقاتل في ثورة عام 1936هو قدوة "محمد الحنفي" ومالك روحه,ومثله الأعلى. كان "محمد الحنفي"على حداثة سنه خزانة ثقافية متحركة ، وطاقة متفجرة للدعاية والتحريض والتعبئة.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:54 AM

الشاعر عبد الرحيم محمود


كبت الشعر في قرارة روحه عندما قرر أن الكلمة وحدها لا تقاتل فاستبدل القلم ببندقية لينظم قصيدته الأخيرة الخالدة.
هاهم يكملون تدريبهم ، واستعدادهم في مطلع شهر الربيع ، بانتظار ساعة الصفر.
كل شيء كان معداً للانطلاق ، الأسلحة,والدليل الخبير والفدائيون الثلاث "العبد لله عبد المجيد",و"محمد عبد القادر" ، و"محمد الحنفي"الذين توحدوا في الفكرة على قلب رجل واحد.
وأخيرا أعطى "أبو جهاد" الأمر بانطلاق عملية "ديمونا".
وفي يوم 2/3/1988 وصل الرسول إلى نقطة انطلاق العملية وابلغ الجميع تحيات أخيهم"شرف الطيبي"وتحيات قائدهم "أبو جهاد".
ساعة الصفر كانت منتصف الليلة تماماً3/3/1988عندما هبت العاصفة ، وانطلق الحصادون إلى مروج الوطن .كان على الفرسان الثلاث"عبد الله و المحمدين" أن يقتفوا اثر الدليل الخبير"حمد العزازمة".
كانت المجموعة مسلحة بثلاث بنادق رشاشة ،واحدة من نوع "كارل غوستاف" مصرية الصنع والأخريان من نوع "الكلاشنكوف" و30 قنبلة يدوية،وأربعة مخازن إضافية لبندقية كل فدائي بالإضافة إلى حقيبة طلقات رصاص تحتوي على 450 طلقة,وأغنيات صامتة تصدح في القلب وأمنيات ثلاث:الحج إلى الرملة ، والصلاة في"حتا" ، وإقامة العرس في "أسدود"بعد انقضاء المهمة في ديمونا.
كان من الصعب على المجموعة الفدائية أن تلحق بدليلها حمد "العزازمة" الذي ابتلعه ظلام الصحراء بعدما انفصل عن المجموعة بفعل الفارق الكبير بين السرعة العادية للبشر وهبوب الزوبعة الصحراوية التي كان ينطلق بها "حمد".
رجاه "عبد الله" أن يتمهل قليلاً ،فاستجاب وأبطأ كثيراً حتى يضبط وقع أقدامه على إيقاع خطو الفرسان الثلاث.
قطعت المجموعة الحدود الدولية ، والتفت على عشرات الحواجز الثابتة ، وتفادت الاصطدام بسيارات الدورية الإسرائيلية رغم حالة التأهب والاستنفار والانتشار التي أعلنها الجيش الإسرائيلي وأجهزة الشرطة والاستخبارات لمواجهة الانتفاضة.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:55 AM

تفاصيــــــل الرحلة إلى ديمــــونا

سلام على نفحة

بعد مغيب الشمس في يوم 6-3-1988 وصلت المجموعة إلى "نفحة" فحطت رحالها استعدادا للوثبة الأولى المقررة في خطة العملية.
كان على المجموعة الفدائية أن تبقى في منطقة "نفحة" من مغيب الشمس وحتى مطلع الفجر.
فجأة وقف "عبدالله" قائد المجموعة وألقى على نفحة السلام ، وروى كالحكواتي العجوز قصة نفحة.
في 2 مايو 1980 كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دشنت سجنا جديدا في صحراء النقب ، كان سجن نفحة الصحراوي بوابة جديدة للجحيم الذي يعيشه الأسير الفلسطيني في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
في البداية نقلوا 80 سجينا فلسطينيا إلى "نفحة" ممن كانت سلطات الاحتلال تعتبرهم من القيادات المحرضة في السجون ، وأرادت منذ افتتاح بوابة جحيم "نفحة" أن تكسر إرادة هؤلاء المعتقلين وتسحق روحهم ، فضاعفت من أساليب القمع والبطش والتنكيل في هذا السجن النائي المنعزل البعيد ، وكان عليهم بالمقابل أن يعززوا إرادتهم ومقاومتهم ليواجهوا ، ولوحدهم،هذه المؤامرة الجديدة.
في يوم 14-7-1980 أعلن 74 سجينا فلسطينيا في سجن نفحة الصحراوي الإضراب المفتوح عن الطعام رافعين شعار "ليس من أجل الجوع وإنما ضد الركوع".
وتواصل هذا الإضراب البطولي حتى 14-8-1980 وعندما علمت السجون الثمانية عشر الأخرى بالإضراب ، أعلنت هي الأخرى الإضراب المفتوح عن الطعام تضامنا مع أبطال "نفحة" ونجح الإضراب البطولي ولم تنكسر إرادة المعتقلين رغم خسارتهم لشهيدين بطلين هما الشهيد "علي محمد الجعفري" ، و" راسم حلاوة".
واعتبر يوم استشهادهما في 22-7-1980 يوما لشهيد المعتقلات.

- واليوم وبعد ثلاثة أشهر من الانتفاضة هاهو سجن "نفحة" على بعد ثلاثة كيلومترا فقط منا يعج بمئات جدد من المعتقلين والأسرى الفلسطينيين.
وختم "عبدالله" : "تسعة آلاف معتقل سنعمل على إطلاق سراحهم بإذن الله ".
كان صوت النباح يقطع سكون الليل ، وصفير الرياح المحملة بالأتربة الناعمة لاينقطع ، و"عبدالله" يرنو بنظره تجاه السجن الصحراوي العتيد ويتمتم بما يشبه الترتيل : السلام عليكم " يا علي الجعفري" و"يا راسم حلاوة" السلام عليكم يا سجناء نفحة الشهداء والأحياء.

http://www.palestinebehindbars.org/a...0SJOON/A10.jpg

http://www.palestinebehindbars.org/a...0SJOON/A39.jpg

من خلف التلة التي أقيم عليها سجن "نفحة" بدأ قرص الشمس يبزغ خجولا في البداية وهو يبدد عتمة الليل الصحراوي الموحشة . عند الفجر تجمعت المجموعة كحزمة الحطب وقرأت فاتحة القرآن ، وراجعت تفاصيل الخطة ، ثم استعدوا للوثبة الأولى بعدا تعاهدوا ثلاثتهم على النصر .. أو الشهادة.
كانت الساعة تمام السادسة والدقيقة الخامسة والأربعين من صبيحة يوم الاثنين 7-3-1988 ، عندما قفز "حمد العزازمة" كالجني إلى الطريق الإسفلتي ، فيما كمن الفدائيون الثلاثة على الجانب الأيمن للطريق.
عندما رفع "حمد" عصاه الخيزرانية ، ألقيت على الفور قنبلة يدوية أمام سيارة (رينو-4)عسكرية ، انسل "حمد العزازمة" فجأة كما ظهر قبل برهة واحدة ، وابتلعته تلال الرمال في جوفها . بينما سيطر الفدائيون الثلاثة على السيارة في لحظات.
قال "عبدالله" وهو يجلس خلف المقود ، بصوت واثق : موعدنا في "عرعر" يا حمد بإذن الله.
تأكد فيما بعد أن ركاب السيارة الأربعة كانوا من الضباط العاملين في خدمة جيش الاحتلال الإسرائيلي. لكن مصيرهم نفسه لم يتأكد بسبب الروايات المتضاربة التي أطلقت حولهم.

- وكالة "يونايتد برس" للأنباء: قالت في ورايتها عن العملية أن الفدائيين لم يطلقوا النار على الضباط الفارين من السيارة لأنهم كانوا يرتدون الملابس المدنية ، بل تركوهم وشأنهم كبادرة تؤكد أن الفدائيين الثلاثة لم يكن في نيتهم التعرض للمدنيين بأي أذى.
- الإذاعة الإسرائيلية : قالت في صباح يوم 7-3-1988 " أن المسلحين الثلاثة سيطروا على سيارة عسكرية من نوع "رينو-4" وبداخلها ثلاثة ضباط عسكريين إسرائيليين" ، وقالت الإذاعة نفسها :"أن احد الضباط قد قتل" لكنها عادت ونفت ذلك ولم تف بأي معلومات جديدة حول مصير الضباط الثلاثة.
- صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشرت مقالات تحت عنوان "تحليلات عسكرية: علامات استفهام على هامش قضية سيارة الباص" ،طرحت في المقال عدة أسئلة منها : كيف حصل أن أربعة من ضباط الجيش الإسرائيلي يستقلون سيارة عسكرية في مهمة بإطار عسكري في منطقة النقب دون أن يكون بحوزتهم أسلحة".
- صحيفة "دافار" من جهتها ادعت "أن الضباط الأربعة الذين فروا من سيارة الرينو سوف يقدمون للمحاكمة العسكرية" ، وقالت المراسلة العسكرية للصحيفة أن أمر الضباط الأربعة أثار الغضب والحنق الشديدين في أوساط القيادة العسكرية الإسرائيلية.
- أما صحيفة "يديعوت احرنوت" فقالت على لسان محررها العسكري "رون بن يشاي" :" أن الضباط الأربعة لم يأخذوا مفاتيح السيارة معهم عندما فروا منها".

• وفي ليلة الأربعاء 9-3-1988 أذاع صوت إسرائيل لمرة واحدة فقط خبرا يقول " أن قاضي الشرطة العسكرية لم يوص بإيقاع أي عقاب على الضباط الثلاثة(وليس الأربعة كما ورد في اغلب الروايات الأخرى) الذين كانوا يستقلون سيارة الرينو يوم أمس بدون سلاح على الرغم من أن كونهم بدون سلاح هو نوع من الإهمال ولم ينسب إليهم أي النوع من التقصير بصدد العملية"!!
رغم أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية كانت هي المصدر الوحيد لتسريب الأخبار عن العملية إلا أن الجميع قد لاحظ التناقض الحاد في رواية " الضباط الأربعة" ركاب الرينو العسكرية .. وهناك ما يؤكد أن احدهم على الأقل قد قتل أثناء نجاح المجموعة الفدائية في السيطرة على هذه السيارة العسكرية في وثبتها الأولى تجاه الهدف .. ديمونا.

جلس "عبدالله" خلف مقود السيارة الرينو العسكرية وإلى يمينه "محمد عبدالقادر" وفي المقعد الخلفي جلس "محمد الحنفي" وكان على المجموعة أن تسرع قدر الإمكان لتصل إلى مفترق الطرق عند مثلث عرعر –ديمونا في الوقت المحدد لها.
آخر حاجز للشرطة الإسرائيلية كان موجودا عند هذا المثلث ، وكل المعلومات كانت تؤكد أن سيارة الأتوبيس الفولفو الزرقاء التي تنقل الخبراء والفنيين العاملين في مفاعل ديمونا النووي ، تتمهل قليلا عند هذا الحاجز عندما تصله في تمام الساعة السابعة والنصف من كل صباح ، ربما بسبب حركة السير البطيئة في الاتجاهين عند هذا الحاجز.
"حمد العزازمة" كان قد هبط الوادي عند نفحة وأطلق ساقيه للريح ليصل إلى نفس المنطقة عبر مسالك الوديان في نفس الوقت الذي يصل فيه أتوبيس ديمونا ، وسيارة الفدائيين الثلاثة عند مثلث عرعر-ديمونا.


المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:56 AM

وسلام آخر على بئر رحمة

دخل "عبدالله" ومجموعته الفدائية بسيارتهم الرينو العسكرية في سباق مع الزمن ، وحتى يصلوا إلى مثلث عرعر-ديمونا في الوقت المحدد كان عليهم أن يخترقوا حاجزا للشرطة والجيش الإسرائيلي عند منطقة أطلق عليها اسم "يروحام" تقع إلى الجنوب على بعد حوالي 25 كيلومترا من مدينة بئر السبع.
كانت هذه المدينة الصهيونية قد أقيمت في عام 1951 على أنقاض قرية فلسطينية اسمها "تل رحمة" بعد أن غزتها أفواج المستوطنين اليهود القادمين من رومانيا.
تذكر "عبدالله" وهو يقترب من حاجز الشرطة الإسرائيلي عند "يروحام" أن بالبلدة القديمة بئر يدعى "بئر رحمة" وكان للفلسطينيين عادة أن يعرجوا على "تل رحمة" ليشربوا من ماء "بئر رحمة" أحيانا للشرب بحد ذاته ، وفي اغلب الأحيان حبا بالبئر ومائه والذين شربوا منه في غابر الأجيال.
وكما فعل "عبدالله" عندما اقترب من سجن نفحة الصحراوي ، قرأ هنا أيضا السلام على بئر رحمة الذي لم يعد بمقدور الفلسطينيين أن يزوروه .. أو يرتووا منه.
عندما فرغ عبدالله من قراءة السلام ، أعطى الأمر بإطلاق الرصاص والقنابل اليدوية فور الاقتراب من عناصر الحاجز العسكري عند "يروحام" ، واخترق الحاجز بالسرعة القصوى مخلفا وراءه الهلع والارتباك .. والدهشة. من بقي على قيد الحياة من جنود حاجز "يروحام" أبلغ قياداته بموكب الرعب الذي اخترقهم ، فانطلقت سيارة شرطة في محاولة مرتبكة لمتابعة سيارة الفدائيين الثلاثة بينما دقت أجراس الإنذار في منازل ومكاتب كل القيادات العسكرية الإسرائيلية ، وأعطيت الأوامر الفورية برفع درجة الاستنفار القصوى في القوات العاملة في المنطقة الجنوبية. عندما شعر "عبدالله" بمتابعة سيارة الشرطة خلفه ، أمر "محمد الحنفي" بإلقاء قنبلة يدوية من النافذة الخلفية باتجاه سيارة الشرطة التي لجم الخوف سرعتها فأبطأت واتسعت المسافة الفاصلة بينها وبين سيارة الفدائيين الثلاثة.


كانت الساعة تقترب من السابعة والنصف ، الشمس تحاول أن تغمر الأرض بوهجها الذهبي لكن السماء المحملة بسحب ثقيلة داكنة كانت تحجز الشمس خلفها وتحجبها . اقتربت السيارة أخيرا من مفترق الطرق عند مثلث عرعر –ديمونا ، ومن بين عشرات السيارات المتزاحمة لاحت أخيرا المهرة الزرقاء أتوبيس الفولفو الذي يقل الخبراء والتقنيين العاملين في مفاعل ديمونا النووي.

اقتحم الفدائيون الثلاثة حاجز عرعر وأطلقوا النار بغزارة على عناصره ، وباغتوا الجميع بترجلهم من السيارة واندفاعهم إلى جانبي الطريق بانتظار اللحظة الحاسمة لمرور المهرة الزرقاء الجامحة.
في لحظة خروج الفدائيين الثلاثة إلى عرض الطريق لملاقاة أتوبيس ديمونا ظهرت فجأة شاحنة إسرائيلية حجبت خلفها الأتوبيس الأزرق ، وحاول سائقها دهس الفدائيين الثلاثة بشاحنته إلا أن "عبدالله" عالجه على الفور بصلية غزيرة من بندقيته مما اضطره على الفور للوقوف حاجزا حركة المرور وسيارة الأتوبيس الأزرق خلفه وفي لحظات تمكن الفدائيون الثلاثة من السيطرة على جماح المهرة الزرقاء ، وامتطوا صهوة الأتوبيس الأزرق الثمين ، وسمع "عبدالله" وسط صريخ الركاب وعويلهم صوت "أبوجهاد" الهادئ القاطع كحد السيف البتار وهو يقول له :"الهدف .. ديمونا".

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:58 AM

الكيلومترات السبعة الاخيرة

http://up4.m5zn.com/photos/00008/JB9IRFYSY6PY.jpg


كان الطريق قد ازدحم بالسيارات وغص بالفوضى، فاضطرت المجموعة الفدائية لإطلاق عدد من القنابل اليدوية وزخات من الرصاص لتفتح الطريق أمام الأتوبيس الذي شق طريقه باتجاه المفاعل النووي ديمونا.
كان "حمد العزازمة" قد وصل لتوه إلى التلة المشرفة على مسرح العملية تأخر قليلاً فلوح بعصاه الخيزرانية للأتوبيس الأزرق الذي كان قد ابتعد آخذاً في التلاشي شيئاً فشيئاً كأنما ابتلعه هذا التنين الإسفلتي الأسود المتعرج والمنحدر باتجاه بطن المنطقة الصحراوية المحرمة في ديمونا.
عندما اختفى الأتوبيس عن الأنظار المبهوتة التي كانت تتابعه عند مفترق عرعر ، ظهرت على الفور الطائرات المروحية في السماء ، واخلي الطريق بسرعة لأفواج متلاحقة من سيارات الجيش والشرطة وحرس الحدود وعربات الإسعاف التي كانت تتراكض جميعاً كالخنازير البرية الهائجة خلف الأتوبيس الأزرق الذي لم يكن يفصله عن الهدف ديمونا سوى اقل قليلاً من سبعة كيلومترات فقط ،عندها أطلق الجنود الذين انزلوا بواسطة الهيلوكبترات رصاصهم الغزير على إطارات الأوتوبيس فمزقوه قبل أن تقطع هذه السبع كيلومترات الأخيرة.
هاهي المهرة الزرقاء الجامحة ترقد الآن كفريسة كسيحة,تتحلق حولها قطعان الذئاب الشرسة ، وتحوم فوقها الطائرات المروحية كطيور الغربان الكبيرة الناعقة في سماء النقب الصامت وفراغ الصحراء المترامية.سبعة كيلومترات فحسب كانت تفصلنا عن المشهد الكبير، مشهد القيامة في ساحة ديمونا ،لكن لا باس لتكن المعركة التي فرضت علينا في هذه النقطة النائية المعزولة.
الأمور كانت تسير نحو ذروتها، والتصعيد يتسيد الموقف ، ونعيق المروحيات يصم الآذان بهذا الطنين الذي لا ينقطع .الرواية الإسرائيلية الوحيدة التي سمح الرقيب العسكري بنشرها قالت أن الفدائيين الثلاثة عندما سيطروا على الأوتوبيس كان بداخله تسعة من الخبراء التقنيين العاملين بمفاعل ديمونا النووي لكن الدكتور "روبين"مدير مستشفى سوروكا في بئر السبع قال:"أن ثمانية إسرائيليين أصيبوا بجراح ودخلوا المستشفى وأشار إلى أن ستة آخرين تمت معالجتهم من جروح طفيفة وانه تم إخلاء سبيلهم" ، وأضاف:"أن الناس في حالة هلع وفزع" ، وأضاف :"أن ما قاله هو ما سمحت به الرقابة العسكرية الإسرائيلية فقط، وغير مسموح له بالتصريح بغير ذلك".
في حين تأكد أن ثلاثة من الخبراء التقنيين من بين ركاب الأوتوبيس ،قد قتلوا، ولا يمكن في هذه الحالة أن يكون عدد الركاب تسعة فقط.
حسب الخطة كان من المفروض أن يتم تقسيم جميع ركاب الأوتوبيس إلى ثلاثة مجموعات ، واحدة في المقدمة يسيطر عليها "عبد الله عبد المجيد"قائد العملية ، والأخرى في الوسط مع "محمد عبد القادر",والمجموعة الثالثة في المؤخرة تحت سيطرة "محمد الحنفي".
واحدة من الجرحى من ركاب الأوتوبيس قالت بعد العملية:"كان الفدائيون صغاراً في السن ووجوههم لم تكن مغطاة، وكان لأحدهم شارب ، تمركز واحد منهم في الشباك الخلفي ، حاولنا أن ننسق الأمر بيننا ، وطلبنا من الله أن يخلصنا، كانت هناك شابتان تتحدثان العربية لقد خفنا خوفاً كبيراً، في البداية كانوا هادئين، وطلبوا الصليب الأحمر واستخدموا جهاز سماعة كان معنا في السيارة، كان احد الفدائيين هادئ الأعصاب ويعطي الأوامر بينما كان الآخران في حالة عصبية، سمعناهم في الخارج يتحدثون معهم فزادت عصبيتهم لأنهم لم يسمعوهم بشكل جيد".
فتاة أخرى من ركاب الأوتوبيس من العاملات في مفاعل ديمونا النووي اسمها "ستيلا داكار"قالت:"أن الفدائي قال بوضوح استلقوا على الأرض ولن يحدث شيء" .
وقالت:"أن الفدائيين طلبوا التحدث مع الصليب الأحمر بعد أن أحاط الجنود بالباص".
*لم تنقطع حركة التعزيزات العسكرية من حول الأوتوبيس الكسيح، الطائرات المروحية تزايد عددها وهي تحط على الأرض واحدة تلو الأخرى تفرغ من مؤخرتها جنودا وضباطا جدداً، المئات منهم حول الأوتوبيس في حالة استعداد قصوى للقنص والرمي المباشر، بينما اخذ قائد القوة في المماطلة والتسويف كسباً للوقت بغية التأثير على عزائم الشباب وإرادتهم.
خمس وأربعون دقيقة ثقيلة من المفاوضات المتعثرة ، وضبط النفس إلى أن وصل وزير الدفاع الإسرائيلي "اسحق رابين" ورئيس هيئة الأركان"دان شومرون" وقائد المنطقة الجنوبية "يتسحاق مردخاي".
وزير الدفاع "رابين" كان قد صرح في اليوم التالي للعملية في جلسة خاصة عقدها الكنيست:"أن الفدائيين عرفوا على أنفسهم بأنهم من حركة فتح وتابعون لابو جهاد"، وأضاف"أن هدفهم اخذ رهائن والمساومة عليهم".
لم يكن صوت قائد العملية"عبد الله عبد المجيد"مسموعا من داخل الأوتوبيس بسبب ضعف مكبر الصوت الخاص بالأوتوبيس ، وبسبب ضجيج الهيلوكبترات والتي لم تكف للحظة واحدة عن التحليق القريب فوق سطح الأوتوبيس.
"نريد أن نفاوض مندوب الصليب الأحمر,ومطالبنا هي الإفراج الفوري عن كل المعتقلين التسعة آلاف من أول الانتفاضة وحتى الآن".
قائد الشرطة الإسرائيلية حاول المراوغة مجدداً والتعلل برداءة الطقس والمطر المتهاطل، وصعوبة جلب مندوب الصليب الأحمر من القدس إلى النقب.
كان اتجاه المماطلة واضحاً فقرر"عبد الله" أن يحسم الأمر:"نحن لا نرغب في إهدار دم احد لا منا... ولا منكم ، ابعدوا الجنود إلى الخلف بعيدا عن الأوتوبيس ، واحضروا مندوب الصليب الأحمر بواحدة من هذه الهيلوكبترات ، وإلا سنضطر إلى تصفية احد الركاب كل نصف ساعة، نحن جادون تماماً في ما نقول ".
كانت التعليمات عند "عبد الله"صريحة وقاطعة، "ضبط النفس، ولكن لا تتهاون".
قبل أن تنتهي المهلة انهمر رصاص القنص من خارج الأوتوبيس من كل اتجاه، وانفجرت المعركة غير المتكافئة في هذه النقطة النائية المعزولة على بعد سبعة كيلومترات فقط من الهدف ...ديمونا.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:58 AM

الدفن في "الطاليت" .. والرد في تونس

http://up4.m5zn.com/photos/00008/7NEIFVJIJMJR.jpg

فرضت السلطات العسكرية الإسرائيلية ستارا كثيفا من التكتيم والتعتيم على أخبار وتفاصيل عملية ديمونا.
وفرضت على الصحافة المحلية والعالمية التقيد بما يصدر فقط عن الناطق العسكري الإسرائيلي ، وبما تفرضه الرقابة الإسرائيلية العسكرية من تعليمات.
وحسب كل المصادر تأكد أن هناك ثلاث قتلى إسرائيليين من الخبراء والتقنيين العاملين في المفاعل النووي في ديمونا .وكان هؤلاء هم :

- "فيكتور رام" 39 عاما ، مهندس متخصص في أشعة الليزر ، حاصل على شهادة الدكتوراه في مجال تخصصه ، يعمل في ديمونا منذ عدة سنوات ، حاصل على شهاداته من جامعة بن غوريون ومن جامعة فرنسية.
- "برنيا شراتسكي " 30 عاما ، تعمل كسكرتيرة فنية في مركز البحوث الذرية بديمونا وزوجها يعمل أيضا كخبير في ديمونا.
- "مريم بن يئير" 45 عاما ، تعمل كسكرتيرة فنية في مركز البحوث الذرية منذ 28عاما ، وتعد من أولى العاملين في ديمونا ، وهي يهودية من أصل تونسي.

في صباح يوم الأربعاء جلبت جثث القتلى الثلاث إلى مدافن اليهود الواقعة على التخوم الخارجية لمدينة بئر السبع ، وبعد أن أقيمت لهم مراسم جنازة عسكرية رسمية حضرها كبار قادة إسرائيل ، أخذت جثث القتلى الثلاثة بنفس ملابسهم الملطخة بالدم بعد أن تم لف كل واحد منهم "بالطاليت" الخاص به الذي كان يضعه فوق رأسه أثناء الصلاة ، وهو يشبه الشال الكبير وهو محلى في كل زاوية من زواياه الأربعة بثمانية خيوط تمثل لون العلم الإسرائيلي ، أربعة بيضاء وأربعة زرقاء. وهكذا دفن القتلى الثلاثة حسب عادة الطقوس اليهودية ، وأغلق عليهم نهائيا "بيت الأحياء" أو "بيت الأزلية" حسب التعبير اليهودي الذي يطلق عادة على المقابر.
عندما انتهت مراسم الدفن في مقبرة اليهود على أطراف مدينة بئر السبع بالنقب الفلسطيني المحتل ، كانت الانتفاضة تختم يومها التسعين وهي تزداد التهابا واشتعالا ، وتخطو بقوة إلى شهرها الرابع ، بينما قال "شامير" : إن الذين يقفون وراء عملية ديمونا هم الجهة نفسها التي تثير التحريض في المناطق.
وقال " شمعون بيرس" : إننا نواجه عدوا لم يعد يفرق في الوسائل المتبعة ، وهو مستعد لأن يصيب كل هدف إسرائيلي.
كانت القراءة الأولية للعملية تؤكد أن الدلالات السياسية لديمونا أكبر بكثير من نتائجها العسكرية ، لذلك عندما انتهت مراسم الدفن في مقبرة اليهود في بئر السبع ، كانت قد بدأت للتو عملية التحضير للرد في تونس.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 11:59 AM

دســتورالانتفــاضــة


http://up4.m5zn.com/photos/00008/19WMN220WNJ9.jpg


إلى كل شعبنا العظيم في فلسطيننا المحتلة إلى كل أهلنا وجماهيرنا الثائرة في الوطن والمحتل المحرر إلى كل إخوتنا في القيادة الوطنية الموحدة وفي التنظيم وفي حركة الشبيبة وفي القوات الضاربة، واللجان الشعبية وفي اللجان الوطنية وفي كل ما أبدعتموه من أطر ولجان وهيئات وهياكل تقودون بها الانتفاضة المتجددة والمتوهجة في الوطن المحتل – المحرر بسواعدنا العملاقة وإرادتنا الفلسطينية، بوعينا السياسي الثاقب وبقدرتنا الهائلة على تلمس النبض الثوري لجماهيرنا، وبإصرارنا على تصدر المسيرة الهادرة لشعبنا بمزيد من الجرأة والبسالة وبجسارة البذل والعطاء, وبسخاء التضحية والفداء وبالاندفاع الجسور في المواجهة، وبحماية الشعب حتى الاستشهاد، وتوسم شرف الشهادة.
يا كل شعبنا، يا أهلنا، يا إخوتنا يا أشبالنا وزهراتنا وكل أبنائنا، ها نحن نطلقها معاً صرخة مدوية واحدة وموحدة: لا للتهدئة، لا تتهادن أو التهاون، لا للمذلة ولا للتعايش مع الاحتلال. المجد كل المجد للانتفاضة، ولنستمر في الهجوم .
لنستمر في الهجوم فالله معنا والشعب معنا والعالم كله معنا
لنستمر في الهجوم فقد وضعت الانتفاضة عدونا في المواجهة الأخيرة مع أزمته فإما التنازل وإما التشدد، وفي الخيارين معاً فناؤه ومقتله . فإذا تراجع نشد عليه وإذا تشدد نقاتله ونقاومه ونستمر في الهجوم حتى نحرق الأرض من تحت أقدامه حتى يتنازل ويخضع... ويرحل

*لنستمر في الهجوم حتى نعري عدونا، ونسقط الورقة الأخيرة التي تستر عورته فيغد
عاراً على أصدقائها، وعبئا ثقيلا على حلفائه.

*لنستمر في الهجوم فالعالم كله يعرف الآن أن قطعان المستوطنين اليهود الصهاينة تجفل من الهجرة من حظائرها البعيدة إلى أرضنا المشتعلة بالانتفاضة الملتهبة بالثورة.

لنستمر في الهجوم حتى لا نسمح لأحد بالالتفاف على انتفاضتنا أو تطويقها ولا يمكن لنا نكرر اخفاقات الماضي ولن نسمح لاحد أن يكرر تاريخ النداء المشؤوم الذي وجهه حكام العرب لشعبنا في ثورة 1936 لإنهاء الانتفاضة والإضراب العام.

*لنستمر في الهجوم حتى لا تسقط ثمار الانتفاضة المظفرة في الأيادي المرتعشة للسماسرة وتجار المساومات ودعاة المهادنة والتعايش المذل مع الاحتلال وقبول السلام المذل المهين.

* لنستمر في الهجوم لأن تصعيد الانتفاضة سيزهق روح الباطل الذي ما يزال يحلم بإعادة الوصاية على شعبنا بالتقاسم الوظيفي المشؤوم وبعملاء التنمية وبوثيقة الخزي والعار في لندن.

*لنستمر في الهجوم حتى نساهم في إنضاج شروط عملية استنهاض الوضع الجماهيري العربي فقضيتنا دخلت مع الانتفاضة إلى كل بيت في أمتنا العربية، والجماهير عربية هي في النهاية رصيدنا، وعمقنا، وحليفنا الإستراتيجي، وعندما تخرج الجماهير إلى الشارع العربي يتعزز موقفنا وتقوى جبهتنا وتقترب ساعة انتصارنا الأكيدة.

* لنستمر في الهجوم حتى نحول كل تعاطف كسبناه حتى الآن في أوساط الرأي العام العالمي إلى مواقف عملية ضاغطة على الحكومات والبرلمانات والأحزاب الحاكمة.

*لنستمر في الهجوم حتى نجبر الإدارة الأمريكية على الكف عن المراوغة والتسويف والمماطلة، والرضوخ لمطالبنا علنيا والاعتراف بحقوقنا عمليا، ولننقل المعركة إلى قلب عدونا.
*ولنستمر في الهجوم حتى نشل فعالية ودور اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا وأوروبا.

* لنستمر في الهجوم حتى نصلب مواقف أصدقائنا وحلفائنا ونغلب المبدئي في هذه المواقف على الأمني والمصلحي منها، ولنستمر في الهجوم حتى نمنع الصفقات التي يمكن أن تتم على حسابنا وضد إرادتنا.

* لنستمر في الهجوم فها هي ثمرة 90 يوماً من الانتفاضة البطولية المتواصلة والمتصاعدة تكاد تهدم كل ما توهم العدو أنه بناه وشيده في 40 عاما من الاغتصاب والاحتلال.

إن ما أنجزته انتفاضتنا الوطنية الكبرى هو حتى الآن كبير بكل المقاييس، وعظيم بكل الحسابات وبطولي ومشرف بكل القيم والمعايير، لكن المعركة ما تزال في عنفوانها والنصر، كما يقول مجاهدو العرب، أن هو إلا ساعة صبر. لنصبر ولا تراجع ولا تهاون ولا تعايش مع الاحتلال، وليس أمامنا إلا تصعيد الانتفاضة والاستمرار في الهجوم، فلنستمر في الهجوم فالله معنا والشعب معنا والعالم كله معنا.

* استمرارنا في الهجوم يعني تكريس الإنجازات التي تحققت منذ اندلاع الانتفاضة وحتى اليوم، تعني أولا المحافظة على كل الأطر واللجان التي تشكلت في كل مخيم وفي كفل حي وقرية ومدينة، استمرارنا في الهجوم يعني أننا نواجه عدونا بشعب موحد ومتفوق من الناحية المعنوية، فالجماهير هي قواتنا وجيشنا ويجب أن نحافظ على روحها الهجومية الوثابة، أن نستمر في الهجوم يعني أن نحافظ على روحية اليقظة والتأهب والاستنفار. أن نستمر في الهجوم يعني أن نضرب نحن المثل قبل الآخرين في الإقدام والعطاء والتضحية، فروح الهجوم تذكيها دائما نار التضحية، وشعلة العطاء المتوهجة.

أن نستمر في الهجوم يعني أن نحافظ على وحدة الهدف السياسي للانتفاضة وللثورة. مطالبنا في أيدينا لا تخدعنا مبادرة من هنا أو مشروع من هناك، لا ننقسم حول تصريح، ولا نختلف على الكلمات بل نبقى موحدين أبداً خلف مطالبنا وأهدافنا لنضع برنامج الانتفاضة في يد كل مواطن وعلى لسان الجميع حتى نحافظ على وحدة الرؤية والهدف
أن نستمر في الهجوم يعني تأمين التنسيق والتكافل والتكامل بين كل المواقع والمدن والقرى والمخيمات.

أن نستمر في الهجوم يعني أن ننمي قدراتنا وقوانا الذاتية بضم أفضل العناصر التي برزت في المواجه إلى صفوفنا، فزمن المواجهة هو زمن التنظيم أيضا.

أن نستمر في الهجوم يعني توسيع نطاق المظاهرات والمواجهات باستمرار، وأن لا نسمح بعد اليوم بالإهانة أو بالمذلة، وأن ندخل في مواجهات تكتيكية صغيرة محسوبة مع سلطات الاحتلال دفاعا عن أي كرامة تهان أو عرض يمس، وأن ننمي الإحساس بالعزة والكرامة الوطنية بالقول والممارسة معاً.

* أن نستمر في الهجوم يعني أن نكثف عمليات التخريب المادي والمعنوي في مؤسسات العدو، لنجعل النار تأكل معاملة وتحرق أعصابه فليس غير لهيب النار المشتعلة ما يبعد الذئاب عن بيوتنا وديارنا، فالي تشكيل فرقة الحريق ووحدات النار المقدسة والمقلاع الذي يرمي الحجر يمكن أن يرمي كرات اللهب أيضاً، وهناك عشرات الطرق والوسائل والأساليب التي يبدعها الشعب دائما وهو يواجه ويهاجم ويشغل الأرض تحت أقدام الاحتلال.

* أن نستمر في الهجوم يعني أن نمنع الحركة على الطرقات أو تعيقها وتربكها بأي وسيلة وبكل وسيلة، لنجعل الحركة على الطرقات والشوارع جحيماً لا يطاق حتى نقطع أوصال عدونا، ونعطل دورة الحياة في جسده، فنرهفه، وندمي أعصابه وندفعه إلى المزيد من الارتباك والحيرة والتخبط.

* أن نستمر في لهجوم يعني أن نقسم المجموعات الضاربة إلى فرق عمل ليلية وأخرى نهارية، لنستفيد من الليل فهو صديق شعبنا ورفيق كل الفدائيين.

*أن نستمر في الهجوم يعني أن نسخر حتى هواء بلادنا ضد العدو، وأن نستفيد من طاقة الشعب التي فجرتها الانتفاضة بحيث يشترك الشعب كله في المعركة مع الاحتلال.

*أن نستمر في الهجوم يعني أن نجد مهمة وموقعها لكل مواطن، رجلا كان أم امرأة، شاباً أو شيخاً، طفلا أو صبياً، الكل في المعركة، والكل في الهجوم المستمر والمتصاعد بحيث نستنزف موارد العدو، ومعنوياته، وندفعه للخروج من الصراع تحت وطأة شعوره بفداحة الثمن المادي والمعنوي الذي يتحمله بالقياس لحجم المكسب السياسي الذي يحصل عليه من استمرار الاحتلال.

* لنستمر في الهجوم موعدنا النصر القادم بإذن الله وبإرادة الشعب والجماهير وأنها لثورة حتى النصر.

المجد للانتفاضة، والخلود للشهداء الأبرار



أخوكم أبو جهاد
27/3/1988

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:00 PM

ازمة 1966 والموت الذي طارد أبوجهاد

كل عام كان يمر في حياة أبو جهاد وحركة فتح كنا نعتبره مكسبا كبيرا ، لأن مجرد "البقاء" على قيد الحياة هو في حد ذاته تحديا حقيقيا لعدو له قوة وغطرسة العدو الإسرائيلي.لذلك كان كل عام يمر يحمل معه المزيد من المتاعب والمصاعب والمخاطر لأن المسؤولية كانت تكبر والتحدي كان يتضاعف ، فأبو جهاد لم يكن قد نجح فحسب في الحفاظ على بقائه ، وإنما بدأ أيضا يعمل على تهديد بقاء خصمه وعدوه.ومن بين الأعوام الخمسة والثلاثين الأخيرة في عمر أبو جهاد كان عام 1966 عاما متميزا بكل ما حفل به من مشاق ومأس ومخاطر ، ففي هذا العام بالذات فقد أبو جهاد ابنه نضال وهو لم يزل في عمر البراعم المتفتحة ، وتعرض هو شخصيا للاعتقال للمرة الثانية في حياته ، واشرف على الموت المحقق لمرتين في عام واحد ، بينما تعرضت حركة فتح نفسها ، وفي العام 1966 ذاته لواحدة من اخطر المشاكل واعقد الأزمات التي استهدفتها وكادت أن تعصف بها.

كانت سورية هي المسرح الذي شهد فصول كل هذه الأحداث الصاخبة التي مرت بأبو جهاد والثورة الفلسطينية على مدار عام 1966 وخاصة بعد أن انتقلت اغلب قيادة حركة فتح وكوادرها الأساسية إلى سورية منذ نهاية عام 1964 للإعداد لتفجير الثورة الفلسطينية المسلحة التي انطلقت في 1/1/1965.
كانت قيادة فتح منذ تأسيسها مشغولة شأنها في ذلك شأن أي ثورة وكل ثورة في السعي لتأمين قاعدة ارتكازية لانطلاقة عملها العسكري ونضالها المسلح ، وكان لابد من توافر عدد من الشروط الضرورية في هذه القاعدة ، كأن تكون أولا من الناحية المعنوية قاعدة حليفة أو صديقة ، وكأن تكون ثانيا من الناحية الجغرافية في تماس مباشر ومشترك مع حدود العدو ، وأن تكون ثالثا من الناحية العسكرية قادرة على تأمين متطلبات العمل الفدائي ومستلزماته ، وقادرة في الوقت ذاته على حماية نفسها وتحمل ردود فعل العدو العدوانية والانتقامية تجاهها.
وان تكون رابعا من الناحية السياسية منسجمة فعلا مع الشعارات القومية التي ترفعها ، وان تحترم استقلالية العمل الفلسطيني وتلتزم بعدم التدخل في شؤونه الداخلية.وكان صعبا منذ البداية ، ولا يزال صعبا حتى يومنا هذا تأمين مثل هذه القاعدة الارتكازية وتكون لها كل هذه المواصفات أو الحد الأدنى منها.
من الناحية النظرية هناك أربعة أقطار عربية مرشحة لان تلعب دور هذه القاعدة الارتكازية وهي مصر وسورية والأردن ولبنان.
في عام 1964 لم يكن هذا الخيار متاحا إلا في سورية وحدها ، كانت القيادة الجديدة هناك حريصة على التمايز مع نظام عبد الناصر في مصر بل والدخول معه في تنافس متصاعد وصل إلى حد إحراجه والبعض يقول "توريطه".
كما لعب التنافس الداخلي ما بين أجنحة القيادة السورية نفسها دورا مهما في إتاحة الفرصة أمام حركة فتح أن تبدأ انطلاقتها الأولى من الأراضي السورية بالذات.
وهكذا بدأت العمليات العسكرية الأولى لحركة فتح بموافقة ضمنية سورية بينما لم تتمتع العمليات التي انطلقت من الأردن ولبنان في الفترة نفسها بأي موافقة لا علنية ولا ضمنية.
ورغم هذا الهامش الواسع من التسهيلات التي قدمها النظام في سورية للعمل الفدائي الفلسطيني في بداياته ، والذي لم ينكره أبو جهاد أبدا ولم يتنكر له. إلا أن حركة أبو جهاد وحركة قيادة فتح على الساحة السورية كانت تشبه إلى حد كبير المشي ليلا في حقل كبير من الألغام الموقوتة .. والمتفجرة.
كان ياسر عرفات قد انتقل من الكويت إلى سورية على رأس مجموعة من قيادات وكوادر حركة فتح ، وكان أبو جهاد بدوره قد انتقل على رأس مجموعة أخرى من قيادات وكوادر فتح من الجزائر إلى سورية ، وكان طبيعيا أن ينتقل مركز ثقل الفعل والعمل والقيادة إلى حيث كان ياسر عرفات وخليل الوزير.
وقد انشغلت هذه القيادة في تلك الأيام بتصعيد العمل العسكري انطلاقا من سورية ، وبناء قواعد ارتكازية سرية أخرى خارج سورية وخاصة في الأردن ولبنان.
وداخل قطاع غزة والضفة الفلسطينية ، وبدأت كل هذه المواقع تجتذب المزيد من كوادر وأعضاء حركة فتح من جميع الساحات الأخرى العربية .. والأوروبية.
وبصدد بدايات العلاقة مع سورية يذكر أبو جهاد انه بصعود حزب البعث إلى السلطة هناك عملت قيادة فتح على إقامة صلة وعلاقة مع مجموعة من الضباط السوريين ذوي الميول القومية والتوجهات العروبية الذين كان لهم دور كبير في تسيير الأحداث هناك.
ويقول أبو جهاد "أن الصلات بيننا وبينهم تعمقت لدرجة أننا كنا على اطلاع مستمر وتفصيلي بكل ما يحدث في سورية وكانوا بدورهم على اطلاع بأننا نقوم بتشكيل الحركة”. ويضيف أبو جهاد "عندما قام الانقلاب العسكري على الانفصال في عامي 1963 و 1964 عززنا علاقتنا مع الضباط الذين وصلوا هناك إلى السلطة ، وعملنا على ترتيب استقبال السلاح القادم لنا من الجزائر ، وكان زياد الحريري حينذاك رئيسا للأركان ، وتم الاتفاق بينه وبين الرئيس بن بيلا على إرسال السلاح إلى حركة فتح ، ولكن حدث وهو في طريق العودة أن منعت طائرته من الهبوط في مطار دمشق إذ أن انقلابا كان قد حدث ضد الحكم القائم أيامها".
ثم عاود أبو جهاد مجددا اتصاله بالقيادة الجزائرية وحثها من جديد على الاتصال بالقيادتين القومية والقطرية لحزب البعث في سورية ، ونجحت حركة فتح في عام 1965 في استقبال أول شحنة أسلحة قدمت إلى سورية من الجزائر.
وتحتشد في ذاكرة أبو جهاد قائمة طويلة من أسماء القيادة السورية التي عايشت هذه الفترة وعرفها وعرفته ومنها : نور الدين الاتاسي وإبراهيم ماخوس اللذان عملا كطبيبين في الجزائر مع قوات الثورة هناك قبل أن يصعدا إلى سدة القيادة والحكم في سورية، والرئيس حافظ الأسد الذي كان رئيسا لهيئة الأركان السورية واحمد السويداني الذي خلفه في رئاسة الأركان ، ومصطفي طلاس وزير الدفاع السوري الحالي الذي كان قائدا للمنطقة العسكرية الوسطى.ومنيب المجذوب قائد الشرطة العسكرية وحكمت الشهابي وناجي جميل الذي كان قائدا لقاعدة الضمير الجوية ، والمحامي منير العبدلله .. وعشرات أخرى من الأسماء التي لمع بعضها في سماء السياسة السورية بينما هوى بعضها الآخر بفعل قانون الجاذبية الأرضية وبحكم غيره من القوانين.
ورغم ركام السنين فإن أبو جهاد احتفظ في ذاكرته وفي مكان بارز منها بأسماء اثنين من الذين عرفهم وعرفوه في سورية في تلك الفترة : "أبو ندى" أو محمد إبراهيم العلي كان اسم الرجل الأول الذي كان قائدا للحرس القومي في سورية ، وحدثنا عنه أبو جهاد وبشكل مسهب وعن الدور الذي لعبه بكل إخلاص في تقديم العديد من التسهيلات في مجالات العمل العسكري وخاصة في مجالي التسليح والتدريب ، وكان المساعد "أبو المجد" أو محمد عبد ربه هو الساعد الأيمن لابو ندى الذي أسهم عمليا وبكل الجدية والإخلاص في تقديم كل عون ممكن للعمل الفدائي الفلسطيني على الأراضي السورية.
كان أبو جهاد في عام 1965 قد وضع أسرته الصغيرة في بيروت بينما كان يعيش هو بشكل دائم في سورية ، ويتردد كل أسبوعين على بيروت لزيارة أسرته حاملا معه بعض الحلوى لولديه جهاد ونضال وما تيسر حمله من الأسلحة والمتفجرات والبيانات والمنشورات إلى الفدائيين في جنوب لبنان.


http://up4.m5zn.com/photos/00008/DUK78VLNB4CK.jpg

http://up4.m5zn.com/photos/00008/PE8P08U1KI00.jpg


وقبل نهاية عام 1965 غادر أبو جهاد بيروت في مهمة طويلة بدأها بزيارة الجزائر للالتقاء بالرئيس هواري بومدين ، ثم انتقل من هناك إلى أوروبا للإشراف على وضع التنظيم السري لحركة فتح هناك ، وتنقل أبو جهاد بين النمسا وألمانيا الغربية ويوغسلافيا والبرتغال قبل أن يعود من جديد إلى بيروت ليفاجأ بقرار ياسر عرفات بنقل أم جهاد وولديه إلى دمشق في أعقاب اعتقال الشهيد احمد الأطرش في بيروت ، وهكذا انتقل أبو جهاد وأسرته إلى دمشق ، وتحديدا إلى المنزل الكائن في منطقة ركن الدين ، الذي تشهد حجارته إن نطقت على أهم الأحداث التاريخية التي عاشها أبو جهاد ، وكل قيادات حركة فتح في تلك الفترة العصيبة والصعبة من عمر الثورة الفلسطينية.


http://up4.m5zn.com/photos/00008/2FB4ATAHNX6Q.jpg

بيت الحركة ومقرها الدائم

http://up4.m5zn.com/photos/00008/TZ8DG44NP33T.jpg


في كل مكان كان أبو جهاد يقيم فيه كان منزله يتحول على الفور إلى بيت لحركة فتح ومقر رئيسي لإقامة القيادة وعملها.حدث ذلك في الكويت ثم الجزائر وبيروت قبل أن تنتقل أسرة أبو جهاد إلى دمشق في أواخر عام 1965.
لم تكن هناك مكاتب أو مقرات علنية لحركة فتح في تلك الأيام ، وكانت كل منازل أعضاء الحركة بمثابة مكاتب ومقرات لها ، وكان أهم مركزين للقيادة في دمشق هما المسكن الذي كان يقيم فيه ياسر عرفات والشهيد أبو صبري في منطقة المزرعة في قلب دمشق ، وكان المركز الثاني هو المسكن الذي أقام فيه الأخ الشهيد أبو علي مع موسى عرفات ووليد أبو شعبان في منطقة حي زقاق الصقر ، وكان هذا المسكن عبارة عن قبو يستخدم بشكل خاص كمخزن للأسلحة والذخائر ونقطة للتوزيع إلى الخلايا الفدائية السرية لحركة فتح.
وعندما انتقلت أسرة أبو جهاد إلى منزلهما الكائن بمنطقة ركن الدين تحول هذا المنزل بدوره إلى بيت للحركة ومركز جديد للقيادة.


http://up4.m5zn.com/photos/00008/YB1MZSBO4UZN.jpg

http://up4.m5zn.com/photos/00008/BZMRJA1AZP1C.jpg

http://upload.wikimedia.org/wikipedi...موسى_عرفات.jpg
الشهيد موسى عرفات


واستقبل هذا المنزل بالذات الجزء الأكبر من أول شحنة أسلحة قدمت للثورة الفلسطينية من الجزائر ، وانتقلت صناديق الرشاشات والذخيرة إلى مستودع كبير للأسلحة .
لطالما حدثنا أبو جهاد بحميمية وحرارة لا يمكن وصفها الآن عن تلك الأيام الأولى وعن لحمة العلاقة الأخوية والتكافل والتكامل التي سادت تلك العلاقات فجعلت من فتح كلها أسرة واحدة كبيرة تستظل بذلك القانون الذي أحب أبو جهاد دائما أن يطلق عليه اسم قانون المحبة.
كان بيت أبو جهاد بهذا المعنى فهو بيت الحركة ومركز اللقاء ونقطة التجمع ولم يكن غريبا أن يلتئم في هذا البيت بالذات أول مؤتمر عام لحكة فتح والذي هو أعلى سلطة في هذه الحركة وحضره أيامها حوالي ثلاثين عضوا قياديا فحسب توافدوا إلى هذا المؤتمر من اغلب الأقطار التي كانت فتح قد أقامت فيها تنظيما سريا لها.
وفي عبارة موجزة يمكن القول بان بيت أبو جهاد كان تجسيدا للبيت الفتحاوي الواحد الكبير الذي تربت داخله أجيال متعاقبة تحت سقف قانون المحبة وعلى أرضية الأسس والمبادئ والمنطلقات نفسها التي حافظت على جوهرها .. وأصالتها.



المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:02 PM

الموت الذي طارد أبو جهاد

http://www.s2s.cc/upfiles/wrz65006.jpg

عندما بلغ نبأ استشهاد أبو جهاد لوالده الشيخ إبراهيم الوزير الذي ما زال يقيم في المنزل نفسه الكائن بدمشق في محله ركن الدين قال هذا الشيخ الجليل "كنت انتظر هذا اليوم منذ 25 عاما"
وكان أبو جهاد نفسه كثيرا ما يداعب أم جهاد بقوله "هل كنت تعتقدين أنني سأعيش معكم كل هذا العمر" وكأنما كان يستكثر على نفسه تلك الاثنتين والخمسون سنة التي عاشها بيننا.
لم يكن أبو جهاد مستخفا بالموت لكنه لم يكن خائفا منه ، بل كان دائما مستعدا دائما للقائه دونما تردد أو جزع أو وجل.
لقد عرفناه مشروعا دائما للشهادة يحرص على الوقوف في الموقع الأمامي ليضفي على مقاتليه هدوءه وحنكته ورباطة جأشه ، وكم من مرة في معركة بيروت الخالدة حاول المقاتلون رده عن مواقعهم الأمامية فأبى إلا أن يكون بينهم في اللحظات التي بلغ الخطر الداهم فيها ذروته.
في 1/8/1982 وصل أبو جهاد مع اثنين فقط من مرافقيه في تلة "الكوكودي” حيث لم يكن يفصله عن موقع القوات الإسرائيلية المهاجمة سوى بضعه أمتار فقط، وفي يوم 4/8/1982 وصل أبو جهاد إلى سور ميدان سباق الخيل ليشرف من هناك على المعركة البطولية التي قادها المقاتل الفلسطيني البطل المقدم عطية عوض مع الفدائيين الفلسطينيين ويصد تلك المحاولات الإسرائيلية الكثيفة لاختراق محور بوابة المتحف وأمام شراسة هذه المعركة اضطر العدو الإسرائيلي لأول مرة في كل تاريخه لأن يذيع بيانا عسكريا يقول فيه بالحرف الواحد : "نجحت القوات الإسرائيلية في التقدم على محور بوابة المتحف مسافة عشرة أمتار".
ويذكر الجميع انه مع اشتداد المعارك وتضارب المعلومات حول نتائجها جاء صوت أبو جهاد الذي تحفظه أذان كل المقاتلين ليحسم صورة الموقف العسكري لمعركة المتحف ومن قلب المعركة نفسها.
كم من مرة طارد الموت أبو جهاد بل كم من مرة طارد أبو الجهاد الموت وكان في الحالتين يبدو مشرقا كعريس متهلل في ليلة حنائه.
في كل عام كان يمكن لنا أن نحصي عدد المرات التي اشرف فيها أبو جهاد على الموت المحقق ولم تجزع نفسه ولا ترجل من على صهوة جواد الخطر الذي اعتلاه كفارس عربي أصيل ونبيل.
في عام 1966 طارده الموت مرتين قال أبو جهاد عن الأولى منها : "كان التدريب على السلاح احد الشروط الأساسية للعضوية في حركة فتح ولم يكن هناك من يستثنى من هذا الشرط ، وفي مطلع عام 1966 ، وردت إلى الثورة الفلسطينية شحنة جديدة من القنابل اليدوية فقرر أبو جهاد أن يصطحب معه الشهيد أبو صبري والمختار بعباع للتدريب على استخدام هذا النوع الجديد من القنابل . وكان على الثلاثة أن يقذفوا على التوالي بهذه القنبلة الجديدة من داخل حفرة خاصة أعدت في احد حقول الرماية العسكرية وكان المساعد "أبو المجد" يشرف على هذه الحصة التدريبية.
وعندما جاء دور الشهيد أبو صبري لإلقاء القنبلة تصادف أن زلت قدمه فاختل توازنه وسقطت القنبلة من يده داخل الحفرة نفسها بعد أن جذب أمانها.حكى لنا أبو جهاد عن تلك الثواني العصيبة التي كان ينتظر كل واحد فيها أن يمزق دوي انفجار القنبلة جسده وهذا الصمت الثقيل الذي أطبق على المكان.لكن إرادة الله شاءت يومها أن تنحشر القنبلة بين حجرين فتعطل انفجارها لعدة لحظات كانت كافية لخروج الثلاثة من الحفرة ونجاتهم من الموت قبل أن تنفجر القنبلة وتتناثر شظاياها القاتلة في محيط حفرة التدريب ".
وضحك أبو جهاد طويلا وهو يروي لنا الحادثة الثانية التي أشرف فيها للمرة الثانية على الموت المحقق في عام 1966 نفسه فقد كان مصحوبا في هذه المرة أيضا بالشهيد أبو صبري وقد خرجا معا من دمشق في سيارة صغيرة من طراز "فولكس واجن" لنقل كمية من الأسلحة والذخائر والمتفجرات والألغام إلى المستودعات السرية لحركة فتح في محافظة درعا ، كانت السيارة الصغيرة تنوء بهذا الحمل الكبير ، وحدث وان انقلبت السيارة بالفعل على جسر في منطقة تدعى الشيخ مسكين ، وأطل من جديد شبح الموت ، وتدخلت إرادة الله مرة أخرى لتعطل بأعجوبة انفجار شحنة الأسلحة في السيارة المقلوبة واقتصر الأمر يومها على شج طويل وعميق في رأس أبو جهاد واضطر معه الطبيب الذي عالجه لإجراء سبعة قطب في رأسه للئم الجرح ووقف النزيف.
لكن الموت الذي طارد أبو جهاد وافلت منه مرتين نجح في المرة الثالثة وفي عام 1966 نفسه في اقتناص ابنه نضال وبعد ثلاث سنوات أخرى في اقتناص الشهيد القائد أبو صبري بعد أن أعطى الثورة زهرة شبابه ورحيق عمره وكل جهده وفكره وعقله ، وكان قائدا تاريخيا من قيادات فتح وقوات العاصفة.


الطريق إلى الأزمة العاصفة

http://www.s2s.cc/upfiles/W1v64862.jpg


شهد عام 1966 واحدة من اخطر الأزمات التي كادت أن تعصف بحركة فتح وتفتك بقوات العاصفة ، وفي تقديرنا أن الوقت لم يحن بعد للكشف عن كافة أسرار ودقائق أزمة 9/5/1966 ورغم تشابك وتعقيدات هذه الأزمة فإن جذورها الحقيقة تكمن في الصراع ما بين الخط الوطني المستقل وبين القوى الأخرى التي لا تقبل بالتعايش مع هذا الخط.
كانت مصالح وأهداف حركة فتح قد تقاطعت مع القيادة الجديدة لحزب البعث في الفترة ما بين عامي 65 - 1967 وقد أدت حالة التقاطع هذه إلى دخول عدد من الكوادر ذات الانتماء البعثي إلى جسم فتح إلى داخل هيكلها السياسي وجناحها العسكري كان البعض منها مدفوعا بمشاعره الفلسطينية الوطنية المخلصة ، بينما كان البعض الآخر منها مدفوعا من قبل الأجهزة والأجنحة البعثية التي لم تكن تقبل التعايش مع فكرة استقلالية العمل الوطني الفلسطيني.
كانت المعلومات الضافية التي تضمنها كتاب "مشاعل الثورة على دروب العودة" عن حصاد النضال الفلسطيني في عام 1965 تؤكد أن قوات العاصفة قد نفذت في عام 1965 ، 146 عملية فدائية وكانت تباشير عام 1966 تنبأ بتضاعف هذه العمليات وتصاعدها وتطورها كميا ونوعيا.
وكان ذلك من ابرز الأسباب التي حركت دوافع أزمة 9/5/1966.
على صعيد آخر شهد العمل التنظيمي لحركة فتح تطورا مهما بعد أن ترأس أبو جهاد أول لجنة تنظيمية لحركة فتح في إقليم سورية، وكانت تضم في مطلع عام 1966 الأخوة : الشهيد أبو صبري ، وعبد الكريم العكلوك ، وجهاد القراشولي ، وعلى الكردي ، وعدنان أبو عمشه ، وزكريا عبد الرحيم ، وصلاح الزواوي ، فضلا عن الأخوة محمود الخالدي ومحمود فلاحة وحسام الخطيب الذين كانوا أعضاء في تشكيل اللجنة المركزية لحركة فتح في تلك الفترة وحتى أزمة 9/5/1966.
كان الجهد السياسي والتنظيمي الذي بذله أبو جهاد وكوادر هذه اللجنة قد أحرز العديد من النجاحات الباهرة في صفوف الجماهير الفلسطينية في مخيمات سورية ، كما اكتسب العديد من المناصرين والأصدقاء لحركة فتح من بين صفوف حزب البعث الحاكم نفسه ، وكان ذلك سببا آخر في تحريك دوافع الأزمة. وهكذا أدى تصاعد العمل الفدائي الفلسطيني واتساعه إلى دود فعل عدوانية انتقامية متصاعدة من قبل العدو الإسرائيلي على سورية ، وأدى اتساع العمل السياسي والتنظيمي إلى تثبيت ركائز حركة فتح جماهيريا وبدا أن مركز ثقل الحركة وقيادتها بصدد الانتقال إلى قيادة حركة فتح على الساحة السورية.
وحدث في تلك الفترة أن تقاطعت في مواجهه ذلك كله بعض النيات الوطنية الفلسطينية الحسنة مع دوافع ومصالح بعض الأجنحة البعثية في سورية لتلقي مزيدا من الحطب تحت مرجل الأزمة فيتأجج جمرها وتسخن حرارتها.
كان النمو المتصاعد لحركة فتح عسكريا وتنظيميا وسياسيا قد دفع بعض الأجهزة في سورية لتشكيل تنظيم فلسطيني خرج من عباءتها على يد عدد من الضباط الفلسطينيين في الجيش السوري كان من أبرزهم احمد جبريل وجرى دفع الأمور باتجاه توحيد هذه الجبهة التي أطلق عليها أيامها اسم جبهة التحرير الشعبية مع حركة فتح بهدف احتوائها أو اختراقها.
وتشكلت لبحث مسائل هذه الوحدة ثلاث لجان : عسكرية وتنظيمية وسياسية ، وتمخض الأمر في النهاية عن اتفاق جرى بمقتضاه ضم كل من الضابط احمد جبريل وعلي بوشناق إلى قيادة حركة فتح غير أن هذا الاتفاق لم يصمد طويلا وجرى تفكيك هذه الوحدة الهشة في شهر ابريل (نيسان) من عام 1966.
لكن الضغوط لم تكن قد انتهت ووصل الأمر إلى حد إقدام مجموعات من جبهة احمد جبريل وبدعم من أجنحة في المخابرات السورية على اعتقال الفدائيين الفلسطينيين أثناء عودتهم من العمليات العسكرية التي ينفذونها ضد أهداف العدو الإسرائيلي داخل فلسطين المحتلة.
وفي يوم 11/4/1966 أقدمت هذه الجماعات على اختطاف الشهيد محمد حشمة "أبو القاسم” وهو عائد على رأس مجموعته الفدائية من تنفيذ عملية عسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية في منطقة الحمة الفلسطينية المحتلة ولم يشفع له عند خاطفيه انه كان مجروحا في ساقه برصاص العدو الإسرائيلي.
وأجرى أبو جهاد والقيادة الفلسطينية اتصالات مكثفة للإفراج فورا عن الشهيد محمد حشمة ، وأفلحت هذه المساعي أخيرا وأفرج عنه وهو يحمل في جسده أثار الضرب من تعذيب "الأخوة" وآلام الجرح من رصاص الأعداء.
وشهدت الفترة نفسها محاولة أخرى لتوحيد الجبهة الثورية لتحرير فلسطين مع حركة فتح وبنتيجة الحوارات عين النقيب يوسف عرابي وهو ضابط فلسطيني في الجيش السوري في المكتب العسكري الموحد لفتح وهذه الجبهة وعين محمد زهدي النشاشيبي في القيادة السياسية.
لكن الأمور مع ذلك لم تهدأ فقد كانت هناك أطراف عديدة تعمل جاهدة على تسخين حرارة الأزمة ودفع الأمور بشكل متسارع باتجاه التفجير والانفجار ، وهكذا وصلت الأزمة ذروتها ودخلت المؤامرة إلى اخطر مراحلها.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:03 PM

أبو جهاد بين حب الكتابة .. وعشق السلاح

http://up4.m5zn.com/photos/00008/KFZEJ57BNDDZ.jpg

أوراق أبو جهاد الخاصة التي كتبها بنفسه .. ولنفسه تلقي مزيد من الضوء على علاقته الحميمة بالكتابة التي لازمته منذ كان صبيا في الثانية عشرة من عمره يوم كانت آلة التصوير هي أول الأشياء التي أحب اقتنائها رغم أن وضعه الأسري والاقتصادي لم يكن يسمح له في تلك الفترة بهذا النوع من "الترف" لكنه اقتصد من قروشه القليلة ليقتني هذه الكاميرا ، ربما ليشبع هوايته في التسجيل التي لازمته طوال حياته ، وان تعددت الوسائل والأدوات التي استخدمها لاحقا في عملية التسجيل هذه. ومن حسن الحظ أنه احتفظ في أوراقه الخاصة بالصور الأولى التي التقطها بكاميرته ، وهي تكشف اهتمامه المبكر بقضية شعبه ، فقد حمل آلة التصوير إلى المخيمات والتقط صورا لحالة اللاجئين البائسة ، وعندما حصل على شهادة الإعدادية وانتقل أولا إلى مدرسة الإمام الشافعي ومنها إلى مدرسة فلسطين الثانوية استخدم الصور التي كان يلتقطها مع المقال السياسي في تحرير مجلات الحائط المدرسة التي كانت تحمل في مطلع عام 1953 أفكاره الحماسية الأولى عن مأساة شعبه وعن عدالة قضيته التي نذر نفسه من أجل انتصارها.


http://up4.m5zn.com/photos/00008/PQEYMROZ2Q7V.jpg


ومع بروز شخصيته القيادية جرى انتخابه كرئيس لاتحاد طلبة مدرسة فلسطين الثانوية في قطاع غزة واستخدم هذا الموقع الجديد في توسيع شبكة علاقاته داخل إطار المدرسة وخارجها ولم ينقطع عن تحرير المقالات السياسية لمجلات الحائط والتقاط الصور التذكارية للأحداث الهامة التي شهدتها غزة في هذه الفترة.
ويذكر أبوجهاد حادثة رفع الأعلام الفلسطينية فوق سارية مدرسة فلسطين الثانوية وسائر مدارس قطاع غزة ويذكر أيضا أن الأستاذ فتحي البلعاوي كان قد لعب دورا وطنيا بارزا في هذه المرحلة ، وخاصة في اليوم الوطني الذي رفعت فيه الأعلام الفلسطينية فوق المدارس ، ولم يفت أبوجهاد أن يلتقط صورا تذكارية لهذا المشهد الوطني التاريخي.
ومن المفارقات الغريبة في شخصية أبوجهاد أن هذا العمل الإعلامي والنشاط النقابي والسياسي العلني الذي أظهره منذ صباه كان قد اقترن في الوقت نفسه بقدرة فذة على إتقان العمل السري واحتراف العمل التنظيمي في ظروف السرية.
وعندما تلقى أبوجهاد تدريباته العسكرية الأولى بشكل سري وهو في سن مبكرة جدا بدأ عشقه الجديد للسلاح والرصاص وغالب حبه القديم للقلم والكاميرا ولم يستمر هذا الصراع طويلا فكانت الغلبة أخيرا للرصاص على القلم ، وللغة الدم على الكتابة بالحبر.
ويذكر أبوجهاد أنه تصادف في هذه المرحلة أن أرسلت السلطات المصرية إلى مدرسة فلسطين الثانوية عددا من المدرسين من بينهم الأستاذ "صلاح البنا" الذي شارك كمتطوع في حرب 1948 والأستاذ "محمد فودة" الذي كان هو الأخر خبرة عسكرية في القتال وأعمال المقاومة المسلحة ، وقد أسرع ابوجهاد بتوطيد العلاقة معهما ، واستفاد كثيرا من المعلومات العسكرية التي تلقاها منهما في تلك الأيام.
وكم كان أبو جهاد وفيا كعادته لذكرى هؤلاء الذين ساعدوه في بداياته الأولى ولم يبخلوا عليه بخبرتهم العسكرية والعملية ففي عام 1985 كان ابوجهاد مارا بالقاهرة وكان من بين مستقبليه عددا من كبار رجالات الدولة المصرية ، وانفتح ملف الذكريات فسأل أبوجهاد بحرارة عن أستاذيه "صلاح البنا" و "محمد فودة" وذكرهما بكل خير. ورغم تراجع العمل الإعلامي العلني لأبوجهاد لصالح العمل التنظيمي العسكري السري ، إلا أنه لم يهجر أبدا حبه للكتابة لا في تلك الأيام ولا في أي مرحلة لاحقه من مراحل عمره.
ورغم هذا الحب الجارف للكتابة فإنه أبدا لم يدع احترافه لها ولم يصنف نفسه ككاتب أو مؤرخ محترف أو منظر سياسي.
لكنه حافظ مع ذلك على خصوصية علاقته بالكتابة التي لم ينقطع عنها وظل يحوم حولها كالعاشقين ويختلسها من حين لآخر كالقبلات المحرمة ويبثها في هدئة الليل وسكونه وانفعالاته وشجونه التي قمعها واختزنها داخله طوال يومه ليمنح الآخرين الثقة والتفاؤل والأمل الذي كان يفيض منه.
ولم تقتصر علاقة أبوجهاد على حب الكتابة بل تجاوزها بروحه المعطاءة غير الأنانية ، إلى حب الكتاب والأدباء والمثقفين واحتضانهم وتشجيعهم ورعايتهم.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:04 PM

ورغم انحياز أبوجهاد،بحكم مهماته التاريخية إلى الأدب السياسي والثوري إلا أنه كان أيضا راعيا لعشرات المشاريع الثقافية والفنية والأدبية التي لم يكن يلزمها أبدا بأي قيد أو يفرض عليها أي شرط سوى حريتها في الاختيار والإبداع والتألق.
على صعيده الشخصي كان أبوجهاد قد بدأ مساهماته في الكتابة بمجلات الحائط المدرسية في الفترة مابين 1953-1955 وتطور الأمر إلى كتابة المنشورات السياسية السرية وتوزيعها في قطاع غزة ، ومن ثم ساهم بشكل فعال مع إخوانه في صياغة المنطلقات الأساسية والأدبيات السياسية الأولى لحركة فتح بدءا من عام 1957 ، وبلغت مساهمتاه الذروة في أكتوبر(تشرين الأول من عام 1959 عندما أسهم في تأسيس مجلة فلسطيننا-نداء الحياة" التي كانت تصدر من بيروت شهريا ويشرف عليها الأستاذ "توفيق حوري" وكانت افتتاحيتها تعبر في هذه الفترة عن موقف حركة فتح قبل الانطلاقة في 1/1/1965 وقد لعبت هذه المجلة دورا مميزا كداعية ومحرض ومنظم رئيسي لحركة فتح وسنرى كيف أن أبو جهاد اعتبر هذه المجلة بمثابة احد ركيزتين أساسيتين كان لهما دور بارز في تأسيس وانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح وفي تثقيف أعداد كبيرة من شباب هذه المرحلة.
وعندما أصبح أبو جهاد أول محترف ثوري فلسطيني في التاريخ المعاصر بتوليه مسؤولية قيادة مكتب فلسطين في الجزائر منذ عام 1963 وحتى عام 1965 كان من بين المهام الأولى التي اعتنى بها هناك ، إصدار عدد من النشرات السياسية حملت واحدة منها اسم "صرخة فلسطيننا" والأخرى "أخبار فلسطيننا" فضلا عن كتابته لعدد من المحاضرات والبيانات والبرامج السياسية.
وواصل أبو جهاد بعدها علاقته بالكتابة ، وتأسيس الدوريات والمجلات والنشريات والكتب ، وفي عام 1965 كان وراء انجاز مشروع أول كتاب لحركة فتح صدر في نهاية هذا العام وهو يحمل اسم "مشاعل الثورة على دروب العودة".
ثم أسهم في تأسيس "نشرة صوت العاصفة" التي كانت تنطق باسم القيادة العامة لقوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح ، ثم أسس مجلة "فلسطين المحتلة" التي كانت المصدر الإعلامي الأساسي لمتابعة الأوضاع داخل المحتلة ، ثم أسس أول مجلة عسكرية متخصصة حملت اسم "المعركة" وأصر أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 على إطلاق اسم المعركة على الجريدة اليومية التي كانت تصدر في بيروت تحت الحصار.
وكان قد أسس قبلها أول قسم خاص بالمعلومات عن العدو الإسرائيلي وكان يصدر نشرة دورة باسم "تقرير الدراسات الشهري" كما احتضن عشرات المشاريع ومنها مشروع "دار الجليل للدارسات والنشر" و "دار الكلمة" ومجلة "الفهرست" و "الملف" و الكتاب الشهري للأرض المحتلة و "وقائع وأحداث".
وعشرات أخرى من مراكز الدراسات والمجلات والدوريات والنشرات.
كما قدم دعمه لعشرات النشرات الخاصة بحركات التحرر التي صدرت بلغاتها الخاصة واحتضن المجموعات المستقلة من السياسيين والمفكرين والأدباء العرب.


http://up3.m5zn.com/get-4-2008-6wfiydzbngt.jpg

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-1olti5aae35.jpg

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-naibhpkd2pa.jpg

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-h89v8kindjc.jpg


وعلى صعيد آخر ، كانت القيادة الإسرائيلية وعدد من الخبراء والمحللين الإسرائيليين قد اتهموا أبو جهاد بإشرافه المباشر على مؤسسات الصحافة الوطنية الفلسطينية في الأرض المحتلة وعلى مراكز الدراسات ومكاتب الخدمات الصحافية هناك.وقد أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق عدد كبير منها بدعوة اتصالها بابو جهاد وعلاقتها بحركة فتح وبالثورة الفلسطينية.
وما تزال القائمة طويلة ولا يمكن الإحاطة بكل مساهمات أبو جهاد في هذا المجال .
كل ما يمكن قوله أخيرا هنا هو أن أبو جهاد تعامل مع فعل الكتابة نفسه بتقدير كبيرة وبحب شديد يليق بقداسة الكلمة نفسها وبقائد تاريخي له هذه النظرية الكلية الشاملة.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:05 PM

الوطني .. والديني في تجربة أبوجهاد الأولى

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-kl8z39yokq4.jpg

لم يتحدث أبوجهاد كثيرا عن بدايات تجربته السياسية وتصرف كمن أراد أن يغلق جرحا قديما اندمل في ذاكرته . لكنه ليس بمقدور أحد أن يهرب من تاريخه حتى ولو كان هذا التاريخ مجرد مرحلة عابرة أو محطة قصيرة تخطتها الأيام .. ولفها النسيان.
ما لم يذكره أبوجهاد أن بداية تجربة الفتى خليل الوزير ارتبطت بحركة الأخوان المسلمين في غزة ، شانه في ذلك شأن الأغلبية من أبناء جيله التي تفتح وعيها على الدور الذي لعبه المتطوعون من الإخوان المسلمين في الجبهة الجنوبية.
وكانت صورة الفدائي التي ارتبطت بهؤلاء المتطوعين تلهب حماس الشبيبة الطالعة وتشكل القدوة والمثل الأعلى الذي يتوق له كل الفتية في هذه المرحلة العمرية بالذات.
وكان انتساب الشباب لحركة الأخوان المسلمين في غزة في تلك الفترة يتراوح في دوافعه بين العامل الديني العقيدي ، وبين العامل الوطني السياسي ، والبعض انتسب إلى هذه الحركة بمزيج من الدافعين معا.
- كانت حركة الأخوان المسلمين في غزة فضلا عن رصيدها الوطني الذي استثمرته من دور الفدائيين في حرب 1948 قد اكتسبت مزيدا من التعاطف والتأييد الشعبي بعد قرار السلطة في مصر بحل جماعة الأخوان الذي صدر في عام 1949 ، وكانت هذه الحركة تلتقي من حيث تاريخها وموقفها السياسي المعلن من القضية الفلسطينية مع طموحات الأغلبية الفلسطينية في غزة وخاصة الشباب منهم ، في مواجهة الحركة الشيوعية في غزة التي ارتبطت مواقفها السياسية منذ البداية بتأييد قرار تقسيم فلسطين ومعارضة فكرة المقاومة والكفاح المسلح ، وإغفال الحديث عن حق العودة.
وكان الإغراء الأكبر بالنسبة لخليل الوزير وجيله من الشباب يتمثل في منهج التربية الذي تميزت به هذه الحركة ، وبشكل خلص التدريبات على أعمال الكشافة .. والفتوة .. والتدريب العسكري على السلاح.
- وفي مقابلة خاصة مع واحد من الذين عاشوا تجربة أبوجهاد الأولى قال :" إن انتمائنا إلى حركة الأخوان المسلمين في هذه المرحلة كان على أساس الأولويات التي حددتها توجهات هذه الحركة والذي كان يقول فلسطين أولا".
واستطرد قائلا:"عندما دعاني خليل الوزير للانضمام معه إلى الأخوان قال لي نحن نتدرب عندهم على السلاح وهم يقولون أن فلسطين هي قضيتهم الأولى .. وهكذا فهمت على الفور أن فلسطين هي البوصلة التي تحدد توجهنا وموقفنا .. وانتمائنا".
ولم يتنكر أبوجهاد أبدا للفائدة الكبيرة التي جناها من الفترة القصيرة التي خاض فيها تجربته الأولى .. والأخيرة للعمل الحزبي ، وخاصة في مجال الخبرة التنظيمية والتدريب العسكري على السلاح.كانت قيادة الحركة في غزة في هذه الفترة قد توسمت في خليل الوزير صفات القائد مما جعلها تضاعف من اهتمامها وعنايتها الخاصة به وأتاح له ذلك فرصة متميزة لتلقي تدريبات متقدمة على السلاح والمتفجرات وفنون القتال والعمل العسكري.
وكانت الحركة في هذه المرحلة تنظر إلى الفتى خليل الوزير باعتباره أحد قادتها في المستقبل المنظور ، وبدا وكأن خليل الوزير يؤهل نفسه فعلا لتسلم هذه المهمة.
لكن ما لم تكن تعلمه حركة الأخوان في غزة أيامها أن خليل الوزير كان ناشطا في تأسيس تنظيمه السري الأول داخل الحركة وبدون علمها وأنه كتم عن الجميع أسرار هذا التنظيم الصغير حتى على أقرب الناس إليه.
لكن الأمور تطورت بسرعة متلاحقة خلال عام واحد فقط في الاتجاه نحو القطيعة ما بين مجموعات كبيرة من الشباب وعلى رأسهم خليل الوزير ، وبين حركة الأخوان المسلمين في غزة.
كانت هذه الحركة امتدادا لتنظيم الأخوان في مصر ،وكان مايحدث هناك يجد انعكاسه،وصداه السريع في غزة.
لذلك عندما تبدل موقف النظام المصري من حركة الأخوان هناك في أعقاب ما عرف باسم محاولة اغتيال جمال عبد الناصر التي جرت في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954 ، سرعان ما انعكس ذلك على الموقف السياسي لفرع الحركة في غزة ، خاصة بعد أن أعادت هذه الحركة في مصر ترتيب أولوياتها بحيث تراجعت فلسطين عن موقع الصدارة في هذه الأولويات وحل محلها الصراع بين الأخوان والسلطة في مصر.
وهكذا وضع هذا التنظيم بنفسه حدا نهائيا لإمكانية استمرار مجموعات كبيرة من الشباب في عضويته ولم يتردد خليل الوزير بحسم قراره بالخروج لأنه كان يؤمن دائما بان فلسطين يجب أن تبقى أولا .. ثم أولا.
- لعب الشيخ هاشم الخزندار دورا بارزا في الحياة السياسية لقطاع غزة في فترة الخمسينات ، وبالرغم من كونه رجل دين معمم إلا أنه بحكم طباعه وتركيبة شخصيته كان أقرب إلى المحرض السياسي الذي يتزعم المظاهرات ويعتلي الأكتاف ،ويردد الهتافات والشعارات.


http://up3.m5zn.com/get-4-2008-8gzb7g7vici.jpg



- كانت قيادة الشارع الوطني في غزة في الخمسينات معقودة للأستاذ فتحي البلعاوي وللمرحوم الشاعر معين بسيسو وكان الشيخ الخزندار يساهم بدوره في هذا النشاط الوطني العلني ، ويبدو قريبا من جيل الشباب رغم أن عمره وقتها كان ضعفي عمر خليل الوزير وربما اكر من ذلك بكثير.
وكان الشيخ هاشم سباقا لاحتضان جيل الشباب الوطني ، دون أن يحاول فرض وصايته الأبوية عليهم ، وقدم من ماله دعما ملموسا لهم وخاصة للمجموعات الفدائية السرية التي كان يقودها خليل الوزير ، دون أن يقحم نفسه في تفاصيل العمل أو تنفيذ العمليات.
- وعندما نشب الخلاف في عام 1954 بين خليل الوزير و مجموعات الشباب من جهة ، وبين قيادة حركة الأخوان في غزة من الجهة الأخرى ، لم يتردد الشيخ هاشم في الوقوف بحزم إلى جانب صف الشباب ، والتزم معهم بالشعار الذي رفعوه فلسطين أولا.
وترجم الشيخ هاشم موقفه هذا بصورة عملية عندما قرر أن يسلم السلاح الذي كان يخبئه في معمل البلاط الذي كان يملكه في غزة لخليل الوزير ومجموعته ، كما سلمهم وقتها مبلغ ثمانية عشر جنيها كانت بعهدته وهو مبلغ لا يستهان به في تلك الفترة أسهم في شراء السلاح والمتفجرات التي نفذت بها مجموعات خليل الوزير الأولى عملياتها الفدائية في الفترة ما بين عامي1954-1955.
وبعد حوالي ربع قرن كامل اغتيل الشيخ هاشم في غزة ومضى وقتها دون أن يتذكر احد دوره الوطني القديم.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:05 PM

حكاية خليل الوزير .. و علال محمد

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-nvlemp2e3ga.jpg

في فترة وجود خليل الوزير على رأس العمل في الجزائر ، كان من الوجهة النظرية لايزال يعمل بالتدريس في الكويت. وربما كان ذلك احد الأسباب إلى جانب أسباب أخرى ، التي دفعته أيامها للعمل في الجزائر تحت أسماء أخرى كان أولها اسم "علال محمد" ثم أصبح فيما بعد "محمد خليل" ، ولكن ما إن وضعت انتصار الوزير ابنهما البكر جهاد في غزة حتى حمل خليل الوزير لقب "أبوجهاد".
في الفترة الأولى لوجوده في الجزائر حرص خليل الوزير على أن يتحرك باسم علال محمد ، وتصادف أن التقاه أحد الشباب القادمين من غزة للعمل في الجزائر ، وتعرف عليه ، ولما لم يكن أبوجهاد يعرف الشاب أصر أمامه على أنه علال محمد وليس خليل الوزير ، فأرسل هذا الشاب مكتوبا إلى أهله في قطاع غزة وأعلمهم فيه أن خليل الوزير موجود في الجزائر وأنه أنكر نفسه وتحول هناك إلى شخص جزائري يحمل اسم علال محمد!!
ولما واجهت أسرته في غزة انتصار الوزير بما جاء في رسالة ابنهم ضحكت كثيرا في قلبها لكنها أنكرت ذلك وأصرت على أن زوجها خليل الوزير لايزال يعمل بالتدريس في الكويت وأن لاعلاقة له البتة بالشخص المدعو علال محمد.
وما إن وصلت انتصار الوزير إلى الجزائر عن طريق القاهرة مع وليدها "جهاد" حتى وضعت حدا لهذه الازدواجية واستقر اسم خليل الوزير منذ ذلك التاريخ على لقب "أبوجهاد" الذي كان متطابقا مع دوره وصفاته التي عرف بها كأب حقيقي للجهاد.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:06 PM

شريكة النضال .. أم جهاد


http://up3.m5zn.com/get-4-2008-bipvrt11isa.jpg


كانت الطالبة انتصار الوزير قد انتمت إلى حركة فتح قبل أن تقترن بابن عمها خليل الوزير ، ولم يكن هو الذي دعاها للانتظام بالحركة رغم أنه ابن عمها والأخ الأكبر لشقيقه غالب الذي اقترن بأختها.كان احد مدرسيها في غزة هو الذي فاتحها في الحديث عن حركة فتح بعد أن أعطاها أحد أعداد مجلة "فلسطيننا" وكان قد لاحظ حماسها واندفاعها الوطني رغم حداثة سنها ، وفي احد الأيام رتب لها هذا المدرس لقاء مع احد قادة حركة فتح القادمين من خارج قطاع غزة.
وكانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لها أن هذا القائد لم يكن سوى خليل الوزير نفسه ، وانتابتها في هذه اللحظة مشاعر فياضة هي مزيج من الفرحة العارمة والعتب الرقيق على ابن عمها الذي أخفى عنها حتى تلك اللحظة علاقته بحركة فتح.
كان خليل الوزير مشهورا بين زملائه بعزوفه عن الزواج حتى أن صديقه أبو هشام الملقب بفتى الثورة كان قد خلع عليه لقب "أمير العزاب" لكن خليل الوزير سرعان ما فقد هذه الإمارة وفضل عليها الوقوع في أسر القفص الذهبي شريكا لانتصار الوزير التي لعبت دورا أساسيا في حياته ومسيرته بل وفي مسيرة حركة فتح نفسها.
كانت انتصار قد رافقته إلى الكويت أولا ، وكان بيتهما هناك هو "المقر" الأول غير الرسمي لحركة فتح ، وعندما تقرر أن يتفرغ خليل الوزير لقيادة العمل في الجزائر سافرت هي إلى غزة حيث وضعت مولودها الأول جهاد ، وما لبثت أن قررت الالتحاق مجددا بأبوجهاد في الجزائر.


http://up3.m5zn.com/get-4-2008-9ln1trmmaam.jpg


كانت الحياة هناك أكثر من شاقة ، إذ لم تكن هناك أية موارد خارجية سوى الدخل المتواضع لأم جهاد نفسها الذي كانت تتقاضاه من عملها في التدريس.وكان عدد من قيادات حركة فتح في هذه الفترة دون عمل ، ولم يكن بينهم من يملك أي دخل خاص يعين على تحمل النفقات المتزايدة لعمل المكتب ونشاطه الذي تطلب تفرغ عدد من الشباب للقيام به. وكانت الأغلبية من الشباب في هذه الفترة لا تفتقد إلى المال فحسب وإنما أيضا للحياة الأسرية والاجتماعية، وهكذا لعبت أسرة أبو جهاد الصغيرة ، وأم جهاد على وجه خاص دورا مشهودا في الحياة السياسية والاجتماعية لحركة فتح في الجزائر في تلك الفترة.
كان الوضع هناك قد تجاوز التقشف إلى حدود الكفاف حتى أن البعض من الكوادر كان لا يغادر غرفته في الصباح في الفنادق الصغيرة التي يعيشون بها حتى لايكون مضطرا لتناول وجبة الإفطار وكانت الغالبية من الشباب تكتفي بوجبة واحدة متواضعة جدا في مطعم "الجمال" الذي كان يديره شخص جزائري من القبائل طيب المعشر توطدت العلاقة بينه وبين "سي خليل الوزير" وأغلب كوادر فتح في تلك الفترة نتيجة ترددهم الطويل عليه والتسهيلات التي كان يوفرها لهم في دفع الحساب.
وكانت الوجبات الفلسطينية الساخنة التي تعدها أم جهاد بنفسها للشباب بين وقت وآخر بمثابة امتياز حقيقي يقابل بالاحتفاء والاحتفال باعتباره غذاء معنويا أكثر منه غذاء مادي.كانت أم جهاد تعمل في المدرسة وفي المنزل وفي المكتب، وكان عليها أن تقوم بالطباعة على الآلة الكاتبة، وإعداد "حريرة" الطباعة وكثيرا ما قامت بعملية السحب على ماكينات "الرينو" البدائية.
وستبقى الرواية الإنسانية لهذه الفترة أحد الملاحم الحقيقية التي تشهد للروح الجماعية الخلاقة التي أبدعها النضال الإنساني لهذا الجيل وهو يتحلى بنكران الذات والتواضع والتضحية من أجل الوطن وكل المثل التي يعليها الإنسان.
وليس هناك من هو أفضل وأحق من انتصار الوزير نفسها لكي تضع هذه الملحمة الإنسانية في عهدة الأجيال الجديدة الطالعة ، باعتبارها زادا لا ينفذ من التجربة الثورية والإنسانية لجيل القيادة التاريخية الأول للثورة الفلسطينية ولحركة فتح .
كان أبو جهاد قد أعطى وصفا موجزا لهذه المرحلة عندما قال:"دون أية مبالغة أقول أننا جميعا أعضاء فتح في الجزائر كنا نعيش عيش الكفاف ، فكنت مثلا أقيم مع أم جهاد وجهاد في غرفة على سطح مكتبنا ، وأقل ما يقال بشأن هذه الغرفة أنها فعلا لم تكن صالحة للسكن ، وقد ولدت أم جهاد ابننا نضال ونحن في هذه الغرفة ، فأصبحنا أربعة أشخاص في غرفة واحدة.
كانت أم جهاد تخرج إلى مدرستها في الخامسة صباحا فتستخدم ثلاث مواصلات كي تصل إلى مكان عملها وتفعل الأمر نفسه بالعودة. وكان راتبها هو مصروفنا الشهري ، وهو لم يكن يصرف علينا فقط بل ربما على 12 شخصا آخر ، فقد كان هناك الشهيد أبوصبري ، والشهيد أبوعلي إياد، والأخ عبد الكريم العكلوك واحمد عقل ، ووجيه حسن واحمد وافي وغيرهم ، وعند الظهر يتعاون الجميع في إطار جماعي تضامني متقشف إلى أبعد الحدود. كنا مزدحمين بالعمل وبالحوافز على النشاط في كل اتجاه من اجل تعبيد الطريق الصعب والمرير إلى فلسطين.


المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:10 PM

آخر حديث صحفي للقائد أبو جهــــــــــاد

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-u6f028kjgc9.jpg


أجرت صحيفة الأنباء الكويتية حديثاً مع الأخ أبو جهاد قبل استشهاده بأيام وقد نشرته الصحيفة يوم 17/04/1988 بعد يوم واحد من اغتيال القائد الرمز أبو جهاد.

الأنباء: مع تصاعد الانتفاضة واستمرارها البطولي، هناك تساؤل حول علاقة منظمة التحرير الفلسطينية مع الحركة الإسلامية في الأرض المحتلة، خاصة في غزة، ما مدى هذه العلاقات؟
أبو جهاد: يجب التأكيد أولاً أن الانتفاضة الوطنية الكبرى في الأرضي المحتلة هي انتفاضة كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته العمرية وبكل شرائحه الاجتماعية وقواه واتجاهاته السياسية، إذ لا يوجد بيت واحد في فلسطين المحتلة لم يقدم شهيداً أو جريحاً أو أسيراً أو معتقلاً، ورصاص جيش الاحتلال يوجه إلى صدور الجميع بلا استثناء ولا تفرقة وتمييز. ومن الطبيعي أن تشارك كل القوى في هذه الانتفاضة الكبرى.
والتيار الديني هو بالتأكيد اتجاه أصيل في شعبنا الذي حفظ له التاريخ عدم سقوطه في التعصب أو لمذهبية، والثورة الفلسطينية هي بالأساس حركة جهادية مناضلة، وثورة مستمرة على الاحتلال الذي هو الباطل نفسه، والثورة هي بهذا المعنى المسئولة عن كل الوضع في الأرض المحتلة.
وقد حاولت سلطات الاحتلال في بداية الانتفاضة أن تثير تناقضاً بين قوى شعبنا بجانب المحاولة المكشوفة للطعن في شمولية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لشعبنا وقيادتها لانتفاضته الكبرى، كما سعت سلطات الاحتلال إلى محاولة استدعاء الرأي العام الغربي علىالإنتفاضة انطلاقا من إثارة موجة التعصب الديني، أو بالربط المزعوم بين الاتجاهات الإسلامية وبني ما يسمى بالحركات الإرهابية.
لكن هذه المزاعم لم تصمد طويلاً وانهارت تماماً، إذ اكتشف العالم كله مع استمرار الانتفاضة وتصاعدها أن الشعب الفلسطيني كله يناضل تحت العلم الفلسطيني وراية منظمة التحرير الفلسطينية.
لماذا لا نفاوض ونحن نقاتل؟؟؟
الأنباء: قال إنه حتى الآن لم يتم استغلال الانتفاضة الفلسطينية على الوجه الأكمل لا فلسطينياً ولا عربياً رغم قافلة الشهداء التي تزداد يوماً بعد يوم، فما هي خطط القيادة الفلسطينية في هذا الشأن؟
أبو جهاد: الانتفاضة الفلسطينية تدخل شهرها الخامس وهي لا تزال بكامل عافيتها وفي أوج عطائها وعنفوانها وشعبنا لم يكل ولم يتعب، وهو يعرف أكثر من غيره تعقيدات القضية الفلسطينية وتشابكها وتداخلها مع الوضع الإقليمي والدولي، ويعرف أيضاً أن كل يوم جديد من أيام الانتفاضة يزيد من شراسة العدو لكنه في الوقت نفسه يستنزفه، ويحرق أعصابه ويربك سياسته وتفكيره.
لقد خلقت الانتفاضة واقعاً جديداً فرضته على الخريطة السياسية للصراع في المنطقة، ومن واجب أمتنا العربية أن تستثمر هذا الواقع الإيجابي الذي أفرزته تضحيات قافلة الشهداء والجرحى والمعتقلين.
نحن هنا لا نتحدث عن استثمار سياسي مستعجل، ولكن نقصد التفاعل مع الانتفاضة بثورة جديدة في التفكير وفي المنهج وفي الرؤية العربية.
ومن حق أمتنا اليوم أن تسأل إلى متى تهدر الإمكانات الهائلة للمواجهة مع العدو؟

إلى متى تبقى أمتنا دون خيار عسكري عربي؟
لماذا تتحدث فقط أمتنا العربية عن التفاوض، ولماذا لا تفاوض ونحن نقاتل؟
ألم تسقط الانتفاضة الفلسطينية كثيراً من النظريات التخاذلية؟
ألم تسقط الانتفاضة أيضاً أوهام البعض ورهانهم على أوراق بيريز-رابين؟
المطلوب الآن أن نكون بمستوى الانتفاضة أو لا نكون.
نحن بالطبع لن نهدر أي فرصة مواتية للتخفيف من آلام شعبنا الفلسطيني، وإزاحة وطأة الاحتلال الهمجي من على كاهله، باعتبارها خطوة مرتبطة بالتصفية الكاملة للاحتلال كله، ولذلك لا نرهن هذا الهدف المرحلي بأهدافنا الإستراتيجية البعيدة، فكل مكسب ينتزع من سلطات الاحتلال هو مسمار جديد في نعشه، وهو خطوة جديدة نحو التحرير والحرية.
نحن مع شعبنا نناضل من أجل إنزال وتحقيق برنامج الانتفاضة المرحلي الذي يُجسّد يوماً بعد يوم ولادة ونمو السلطة الوطنية الفلسطينية التي تترسّخ على أنقاض سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه نعمل على تركيب معادلة فلسطينية – عربية – دولية لانتزاع شروط أفضل لشعبنا ليواصل في ظلها انتفاضته ونضاله حتى يزعم الاحتلال الإسرائيلي على السير في الطريق المحتوم لهزيمته ورحيله النهائي عن بلادنا. بنيتنا العسكرية عادت إلى وضعها قبل عام 1982
الأنباء: ما هو نوع الضغوط التي تتعرّض لها منظمة التحرير في هذه المرحلة خاصة في ما يتعلق بالتحركات السياسية الأمريكية في المنطقة؟
أبو جهاد: الضغوطات التي نتعرّض لها ليست جديدة علينا، لقد واجهنا مع شعبنا كل أنواع الضغوطات من أول محاولات الاغتيال والتصفية الجسدية إلى المؤامرة الأمريكية – الإسرائيلية التي استهدفت إبادة المنظمة وتصفيتها عسكرياً في لبنان إضافة إلى حملات البطش ضد شعبنا في الوطن المحتل.
وها هو وزير حرب العدو "رابين" يضطر للاعتراف بأن البنية العسكرية – السياسية لمنظمة التحرير تكاد تكون قد عادت إلى ما كانت عليه قبل حرب عام 1982.
وواجهنا مؤامرة التصفية السياسية، ولم تنجح كل الخطط التي حاولت خلق بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية، أو اختلاق أطر موازية لها، لا داخل الأرض المحتلة ولا خارجها ولم يجد "شولتز" في كل الأرض المحتلة من هو مستعد للخروج عن الإجماع الوطني الشامل لشعبنا في التمسك بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية.
تحركات أمريكية لإجهاض الانتفاضة نحن ندرك أن التحركات الأمريكية تسعى الآن لإجهاض الانتفاضة، وهي تأمل في خلق انقسام في الموقف السياسي الموحّد لشعبنا خلف منظمة التحرير.
ونحن هنا نقول للجميع أننا لم نكن موحّدين في الرأي والموقف والتوجه مثلما نحن عليه جميعاً في منظمة التحرير ومعنا كل شعبنا داخل وخارج الأرض المحتلة.
ولذا لا نستبعد أن تمارس الإدارة الأمريكية مزيداً من الضغوطات بما في ذلك تحريضها ومساعدتها للعدو الصهيوني، على الاستمرار في نهج البطش والقمع الوحشي، للتأثير على معنويات الجماهير ومحاولة وقف امتداد وتأثيرات الانتفاضة على المنطقة.
الموقف السوفياتي واضح رغم حملة التشكيك فيه


الأنباء: تحدثت الأخبار مؤخراً عن صفقة سوفياتية – أردنية تتعهّد بموجبها موسكو بالضغط على المنظمة من أجل القبول بالوفد المشترك للمفاوضات مقابل وساطة الأردن مع باكستان بخصوص القضية الأفغانية، ما هي صحة هذه الأخبار؟
أبو جهاد: حملة التشكيك في الموقف السوفياتي هي أيضاً جزء من المخطط الذي يستهدف إجهاض الانتفاضة بوضع ظهرها للحائط ومحاولة دفعها إلى طريق مسدود في كل الاتجاهات.
من جهتنا نحن نعرف أن الخلاف السوفياتي – الأمريكي ليس قائماً فقط على مسألة التمثيل الفلسطيني في المؤتمر الدولي وإنما هو قائم بالأساس حول فهم كل منهما للمؤتمر الدولي نفسه، وحتى الآن ليس هناك ما يشير إلى وجود قواسم مشتركة في الموقفين السوفياتي والأمريكي حول طبيعة وصلاحيات المؤتمر الدولي.
الموقف السوفياتي الرسمي والمعلن يطالب مؤتمر دولي كامل الصلاحيات وباشتراك منظمة التحرير مع جميع الأطراف المعنية بالصراع باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
كما تؤكد معلوماتنا أن الإجـماع الأخير بين شولتز وشيفارنادزة لم يسفر عن أي اتفاق في وجهات النظر حول موضوع المؤتمر الدولي، ومعروف أن الاتحاد السوفياتي قد أعلن معارضته لمشروع شولتز وجدد تأييده لفكرة عقد مؤتمر دولي ذي صلاحيات كاملة خلافاً لذلك هناك العديد من التقارير والأخبار والمعلومات ونحن في منظمة التحرير لا نرسم سياستنا على معلومات التقارير الصحفية، ونعرف بدقة ما يدور تماماً حولنا وفي كل اتجاه ونضع الأمور في نصابها، وفي حجمها الطبيعي.
في الوقت نفسه لا نقبل الضغط ولا الوصاية ولا المشاركة أو الإنابة ونتمسّك بحقنا في التمثيل الكامل والمستقل لشعبنا في أي إطار يبحث القضية الفلسطينية.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:11 PM

تحريات خاصة حول جريمة العصر

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-kvyo4es1ech.jpg

بعد انقضاء ثلاثة اشهر كاملة على جريمة العصر,اغتيال القائد الفلسطيني الكبير "خليل الوزير",أبو جهاد,يبدو أن التحقيقات التي أجرتها الهيئات المعنية لم تسفر عن شئ يذكر,أو أنها ارتطمت بنهايات الطرق المسدودة التي لا يسمح عادة في قضايا الاغتيال السياسي باجتياز حدودها وهكذا بدا وكأن التحقيق قد اغلق نهائياً,أو أرجأ إلى اجل غير مسمى,بعد أن عجز عن حل كثير من الألغاز التي أحاطت بعملية اغتيال "أبو جهاد" في منزله في ضاحية "سيدي أبو سعيد"في تونس ليلة 16/4/1988 .
والحقيقة أن التحقيق في هذه القضية بالذات لا يمكن له أن يغلق,بل انه على الأرجح سيبقى مفتوح كالجرح النازف في الصدور إلى أن يعاقب القتلة على جريمتهم...أو تعاقب بعض الأنفس على التقصير.واذا كان من الصعب الاختيار بين واحد من هذين الاحتمالين, فأن الاصعب منهما معاً هو أن يجرؤ احد على متابعة التحقيق نفسه في هذه القضية الخطيرة والشائكة ,نظراً لطابعها السياسي المعقد,وفي ظروف تكاد تجمع فيها اطراف عديدة على ضرورة اغلاق ملفات هذا التحقيق...وليس اعادة فتحه.ويزداد الامر صعوبة نظراً للتشابك والتداخل ما بين الجانب الامني والجانب السياسي لقضية اغتيال القائد"أبو جهاد" واستحالة الفصل ما بين الجانبين في أي محاولة جديدة للتوصل إلى نتائج,أو على الاقل لإبقاء التحقيق حياً ...ومفتوحاً.
*كان لابد في البداية من التقاط خيط بارز من بين عشرات الخيوط التي نسجت شبكة عنكبوتية معقدة من الالغاز والطلاسم.
لم يكن الامر سهلا في بدايته لان اطرافاً كثيرة عملت على الفور على بث موجات متتابعة من الاشاعات المثيرة لتعويم المعلومات القليلة الصحيحة في محيط متلاطم من الاشاعات المغرضة,وبالتالي اغراق هذه المعلومات في القاع السحيق لهذا المحيط الذي لا تطفو على سطحه سوى الاشاعات المثيرة ...والمغرية بالتتبع. كان علينا أن نبتلع الطعم كالاسماك الصغيرة قليلة الخبرة,ونحن نهم بالتقاط الخيط الذي يبدأ طرفه باكثر الاشاعات اثارة وتشويقاً .
فبعد ساعات قليلة فقط من استشهاد القائد الفلسطيني الكبير"أبو جهاد" انتشرت فجأة اشاعة قوية عن فتاة حسناء قيل أنها شاركت مع مجموعة الكوماندس الاسرائيلي في جريمة الاغتيال .
كان لهذه الاشاعة المثيرة قوة جارفة حتى أن احد لم يعد يسأل عن اصل الاشاعة وصحتها,بل أن الكثيرين بدأوا على الفور في الادلاء "بمعلومات"مجانية وتفصيلات مذهلة عن الفتاة وملامحها واوصافها وصفاتها ولون ملابسها,نبرات صوتها,لهجتها في الحديث...وتفاصيل اخرى مذهلة ودقيقة ومدهشة.ورغم الاسهاب في هذه التفاصيل فأن احدا من كل الذين تحدثوا عن الفتاة لكنها سكتت عن ذكر اسمها,فهل كان اسم الفتاة"ديمونا"...ام أن لها اسماً آخر أو اسماء اخرى؟؟؟
الاشاعة التي نتتبعها قالت في البداية:أن الفتاة كانت معروفة جيداً لـِ"أبو جهاد"!!!
*و"اكد"اخرون هذه الفتاة دخلت إلى منزل "أبو جهاد من قبل بدعوى أنها صحفية أو أنها مراسلة لشبكة تليفزيونية اجنبية,لكن احداً مع ذلك لم يذكر اسمها .
*وفي تطور لاحق زاد اللغز تعقيداً عندما اعطى البعض "معلومات" اخرى عن علاقة الفتاة نفسها "بمصطفى" احد مرافقي الشهيد القائد"أبو جهاد"الذي جرى اغتياله على عتبة باب المنزل الخارجي قبل أن تقتحمه مجموعة الموساد الاسرائيلي ليلة الجريمة المروعة.
*"وقيل"ايامها أن الفتاة بلجيكية الجنسية,أو أنها ادعت ذلك للتمويه على اصلها الاسرائيلي,وانها كانت تقيم في تونس منذ قترة,وانها تمتلك سيارة حديثة تبرع البعض باعطاء اوصافها...و"قيل"ايضاً أن هذه الفتاة قد ذابت أو تبخرت وانها اختفت تماماً غداة عملية الاغتيال.
لكن لغز الحسناء القاتلة منحى جديدا عندما سربت اجهزة"الموساد"الاسرائيلي معلومات صحفية عن حسناء اخرى ,وقاتلة اخرى كانت قد شاركت في عملية فردان عام1972 التي نفذتها مجموعة للموساد في بيروت وقتها وجرى خلالها اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة"كمال عدوان",و"كمال ناصر" ,و"أبو يوسف النجار".


المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:12 PM

مسلسل الألغاز


**نحن اذن اما مسلسل لا ينقطع من الألغاز المثيرة ,والاثارة هنا مضاعفة لأن الامر لا يتعلق بفتاة تجمع كل الاشاعات على أنها :
- فهل كانت الفتاة مجرد مجندة اسرائيلية في وحدات "الموساد"شاركت في العملية وانسحبت مع المجموعة كأي قاتل محترف؟
- أم أنها صحفية اجنبية عميلة لأجهزة الموساد الاسرائيلي ,التي ارسلتها في مهمة سابقة لاستطلاع الهدف ,وشاركت في العملية كدليل للمجموعة التي نفذت جريمة الاغتيال ؟أو ربما هي تلك الفتاة البلجيكية التي قيل أنها اقامت علاقة مع احد مرافقي "أبو جهاد" بهدف جمع المعلومات الدقيقة عنه من شخص قريب منه,وانها ربما تقدمت المجموعة حتى لا تثير شكوك "مصطفى"الذي كان يحرس البوابة الخارجية لمنزل "أبو جهاد"في تلك الليلة المشؤومة؟
ام انه لا توجد فتاة اصلاً في القصة كلها وان الجنرال "يهودا براك" هو الذي قاد الهجوم بنفسه وهو يتقمص شخصية فتاة ليضفي على العملية الهالة الاستعراضية التي تحرص اسرائيل على ابرازها في مثل هذه العمليات؟
أو ربما كانت هي تلك اليهودية التونسية التي قيل أن جثتها وجدت مع رفيقيها بجوار السيارات المستأجرة والتي استخدمتها مجموعة الموساد في تنفيذ الجريمة و تركتها في الغابة التي تطل على ساحل البحر في منطقة ليست بعيدة كثيراً عن مسرح الجريمة نفسها.
الاوصاف التي اعطيت للفتاة كانت متضاربة ومثيرة هي الاخرى.
ورغم تضارب هذه الاوصاف التي قدمها كل راو م وجهة نظره "ومعلوماته" الخاصة الا أن كل الروايات كانت قد اجتمعت على أن الفتاة تتمتع بقدر عال من الحسن والجمال فهي في مرة حنطية بلون الخبز ,وعيناها عسليتان,وانفها ينحدر من اسفل الحاجبين في استقامة لكنه يتقوس فجأة عندما يكاد يصل إلى نهايته فوق الشفة العليا المكتنزة قليلاً , ولعل ابرز ما يميزها في هذه الرواية هو شعرها الاسود الفاحم المسدل على كتفيها في فوضى غجرية جامحة.
وهي في رواية اخرى شقراء ,وجنتاها تميلان الاحمرار,وعيناها زرقاوان, وشعرها قصير إلى ما فوق الاذن,ولونه اصفر مشرب بحمرة اقرب للون قشرة البرتقال اليافاوي الذي يباع في الاسواق الاوروبية وهو يحمل علامة الانتاج الاسرائيلية...
وهي في رواية ثالثة ممشوقة,بنيتها رياضية,اكتافها عريضة قامتها طويلة ,وقيل أن فمها كان رقيقا إلى درجة لا تشعر فيها بوجوده اصلا ولا بوجود انفها تحت حفرة عينيها الصقراوين اللتين يمكن تميزهها من بين الف عين وعين.
وهناك اوصاف اخرى...واخرى للفتاة نفسها التي تبدو وكأن لها الف وجه ...ووجه.
*هكذا اذن وجدنا انفسنا في النهاية ونحن نكاد مع الاخرين في بحر الاشاعات المتلاطم ,وهاهو الخيط الذي اعتقدنا اننا التقطنا طرفه 6يكاد يفلت من بين ايدينا,وسط عاصفة من الشكوك وعدم اليقين من كل المعلومات التي تم بثها...ولم يكن في مقدور احد أن ينفيها بشكل قاطع أو يؤكدها بشكل حاسم.
ومع ذلك لم يكن امامنا الا أن نتابع التحري حول نفس الموضوع لأن هاجسا قويا ليس له من مسند سوى الحدس وحده كان يلح على ضرورة متابعة طرف الخيط هذا.
وحتى نهايته مهما كانت العقبات والعواقب.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:14 PM

الفتاة يهودا براك


والمفاجأة التي اعلن عنها"الموساد" في هذه المعلومات الصحفية المسربة هي أن هذه الفتاة الحسناء القاتلة لم تكن سوى الجنرال الاسرائيلي "يهودا براك" مساعد رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي الحالي الذي كان قد تخفى ايامها في زي امرأة واخفى ملامح وجهه تحت طلاء المكياج الذي تستخدمه النساء.
وقد اجتذبت هذه المعلومات المسربة قطاعات واسعة من الجمهور,ربما من المحققين و رجال الامن الذين يتابعون مسلسل لغز الحسناء القاتلة .
وهكذا عدل الكثيرون رأيهم و"اكد" أن الفتاة الحسناء القاتلة لم تكن سوى الجنرال الاسرائيلي "يهودا براك" ولم يكن اسم الفتاة اذا هو"ديمونا"بل كان اسمها,حسب هذه الرواية هو "يهودا براك".
لكن المسلسل لم يكن قد انتهى بعد ففي فصل جديد عاد لغز الفتاة ليزداد تعقيداً,اذ انطلقت في تونس اشاعة جديدة جارفة تقول أن السلطات هناك اكتشفت ثلاث جثث لشابين وفتاة وانهم على علاقة"مؤكدة"بعملية اغتيال القائد"أبو جهاد".
*وفي ملحق اضافي للاشاعة قيل أن الجثث لثلاثة من اليهود التونسيين ,وقيل وقتها في تفسير هذا اللغز,أن مجموعة الكوماندس الاسرائيلية الذي نفذت جريمة اغتيال"أبو جهاد",كانت بعدما استعانت بالخدمات "الجليلة"للشابين والفتاة في تنفيذ الجريمة ,قد قررت التخلي عن هؤلاء العملاء و تصفيتهم بما في ذلك الفتاة لإغلاق دائرة الصمت وفرض ستار كثيف من الغموض والاوهام على العملية كلها .
ورغم التفاصيل الدقيقة التي اعطاها البعض عن هذه الرواية الا أن احداً لم يذكر لا اسم الشابين ولا اسم الفتاة.





الرواية الحقيقية


*كيف يمكن للمرء بعد الاستماع إلى كل هذه "المعلومات"المتضاربة أن يتمكن في النهاية من اقتناص الرواية الحقيقية؟كأن الامر يشبه إلى حد بعيد البحث عن ابرة صغيرة في كومة هائلة من القش والتبن ,وع ذلك تمكنا ,بقدر قليل من الذكاء ,وبقدر كبير من الجهود والاصرار عن اقتناص ما نعتقد انه الرواية الحقيقية ,الاشخاص الذين يمكن أن يكونوا قد رأوا الفتاة بأم اعينهم كما يقال كانوا ضمن قائمة الاسماء التالية:
**"مصطفى"مرافق الشهيد القائد "أبو جهاد"الذي اغتالته مجموعة الاقتحام في اللحظة الاولى للعملية كلها ,ولم يعد من الممكن سماع شهادته عن موضوع الفتاة,أو اعادة استنطاقه مرة اخرى لأنه في النهاية اخذ سره معه حيث دفن في مقابر الشهداء في مخيم الرشيدية جنوب لبنان.
**و"حبيب"البستاني التونسي,كان الضحية الثانية بعد مصطفى مباشرة ,وقد وجد الشهيد في حديقة المنزل على بعد 15 مترا فقط من البوابة الخارجية.
**الشهيد الثالث كان "أبو سليمان"الذي اغتالته مجموعة الكوماندوس في قبو المنزل, حيث كان راقد بانتظار نوبة حراسته ,واغلب الظن انه فتح عينه لأقل من لحظة واحدة لم ير فيها ملامح القتلة الذين اطلقوا عليه الزخات الغزيرة من رصاص بنادق ألعوزي الإسرائيلية ,إلى درجة أن صوت الطلقات كان واضحاً ويمكن تميزه من المنازل المجاورة لمنزل الشهيد"أبو جهاد"

بعد اغتيال "مصطفى" على البوابة الخارجية اندفعت واحدة من مجموعتي الاقتحام إلى الباب الداخلي , ووضعت عتلة حديدية في الباب الخشبي ورفسته بأقدامها الغليظة فانفتح الباب محدثا هذا الصرير المدغوم الذي تناهى صوته إلى أذني القائد الفلسطيني "أبو جهاد" حيث كان في هذه اللحظة بالذات يجري محادثات هاتفية مع احد مكاتبه في احد العواصم الأوربية .
كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة وعشر دقائق , ربما تجاوزتها بثواني قليلة كانت ثقيلة كالدهر , ومشحونة بالقلق الكامن والتوتر المكبوت .
على مكتب " أبو جهاد " كانت هناك رسالة يهم بتسطيرها للقيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة , كان قد كتب منها اربعة واربعين كلمة فقط احتوتها جميعا ستة اسطر فحسب
ولم يكمل " أبو جهاد " الرسالة , وكأنما ليترك فيها وصيته الأخيرة : " اكملوا رسالتي من بعدي " .
على الهاتف جرى الحوار التالي بين " أبو جهاد " ومحادثته على الخط الآخر في هذه العاصمة الأوربية .

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:15 PM

- " مرحبا " .. قالها أبو جهاد كعادته وهو يفتتح محادثته مع الآخرين.. " آسفين على الازعاج , اتصلوا بي من روما وابلغوني أن " فايز أبو رحمة " قد اعتقل , ممكن بالله نتأكد من هذا الخبر" .
- الساعة الآن تشير إلى الواحدة وعشر دقائق بعد منتصف الليل في غزة , مما كان من الصعب سؤال احد الآن عن صحة هذا الخبر .. في الصباح يمكن أن نتأكد " .
- هذا كل ما قاله محادث " أبو جهاد " على الخط الآخر وهنا بالذات انهى " أبو جهاد " محادثته , لم يكن مرتبكا رغم انه لحظتها كان قد سمع صوت خلع الباب فعلى مدى 35 عاما من العمل والنضال لم يشعر " أبو جهاد " احدا بالقلق أو الارتباك , بل كان على العكس يضفي على الآخرين في احلك الساعات وأكثرها خطرا , هذا القدر العجيب من الطمأنينة والأمل اللتين كان يتميز بهما على الدوام لم يتردد " أبو جهاد " في حسم موقفه كعادته , ادرك على الفور أن الأمر جلل , فاستل مسدسه الذي يضعه فوق الخزانة المجاورة , ويصر على تغطيته بطاقية صغيرة بيضاء , ولم ينتظر أن تفاجئه المعركة التي سمع هديرها في انخلاع الباب , ووطأت البسا طير العسكرية الغليظة لمجموعة الاغتيال وهي تنهب الدرج الداخلي للمنزل وتصعده بسرعة فائقة حيث كان أبو جهاد .
- لم يتراجع ولم يختبئ بل خرج فورا للمواجهة قابضا على مسدسه ليبادر كعادته باطلاق الرصاصة الأولى على اعدائه .
- كان القتلة اربعة , اطلق أبو جهاد الرصاصة الأولى فأصاب احدهم لكن سرعان ما ادلق الآخرون زخات كثيفة من الرصاص " الخاص " الذي انهمر بشكل غزير على كفه فانفجر المسدس في يمينه , ومن ثم تناوب القتلة على الضحية , اربعة وسبعون طلقة اخترقت رأسه وجسده الطاهر , ظهره كان للحائط وكأنما كان عليه وهو في لحظة استشهاده أن يلخص كل مأساة الفلسطيني المعاصر الذي يقاتل وظهره للحائط .
- لم يكمل " أبو جهاد " رسالته الأخيرة للقيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة , ولم ينطق بكلمة واحدة غير انه تمتم بالشهادة وهو يضغط بسبابته على زناد مسدسه ولم نعرف أن كان قد لمح فتاة بين القتلة ام لا ؟
- لا , لم يكن هناك لا حسناء ولا دميمة بين المجموعة التي صعدت الدرج واغتالت "أبو جهاد " , نحن نجزم بالنفي لأن الثلاثة الذين رأوا القتلة الأربعة تطابقت أقوالهم , وأكدوا ثلاثتهم انه لم يكن هناك من امرأة بين مجموعة الاغتيال التي نفذت الجريمة .
- ومع ذلك ما زلنا نصر على وجود امرأة وربما اكثر , في العملية كلها وليس في الأمر من لغز جديد على الاطلاق .
*" ام جهاد " – انتصار الوزير , ابنة عم " أبو جهاد " ورفيقة عمره , واخته في نضاله وزوجته وام ابنائه الخمسة كانت قد أوت إلى فراشها قبل اقل من ساعة , وفي كنفها كان "نضال " اصغر ابنائها ينام في أمان .
كانت " ام جهاد " أول من تنبه إلى حركة أبو جهاد وهو يخرج لمواجهة خصومه , ازاحها برفق إلى الطرف الآخر لباب غرفتهم .
احد القتلة وضع فوهة رشاشة على رأسها , ومنعها من الحركة , ورغم الدخان الكثيف الذي ملأ هذه المساحة الصغيرة برائحة البارود النفاذ , الا أن " أم جهاد " كانت قد ميزت ملامح هذا القاتل الذي كان يضع كالآخرين كمامة على انفه وفمه فقط رأسه كان كبيرا , ومستديرا وشعره اشقر وملامحه اجنبية وعيناه زرقاوان . " ولم يكن هناك امرأة " هذا ما أكدته ام جهاد بشكل قاطع .
*و" حنان " أقرب ابناء أبو جهاد إلى قلبه كانت هي الأخرى نائمة في غرفتها الداخلية في الطابق نفسه , سمعت صوت ازيز الرصاص , لكنها اعتقدت أن كابوسا ما اخترق احلامها , ثم تنبهت وهرعت خارج غرفتها فاصطدمت على الفور بأحد القتلة . ربما كان قائد المجموعة , قصيرا وممتلئا اصلعا ورأسه كبير , قدرت حنان أن يكون قد تجاوز عقده الرابع , التجاعيد واضحة على طرفي عينه , يرتدي كالمجموعة نفس الزي الذي يرتديه رجال وحدة مكافحة الارهاب التونسية , يحمل في يده رشاشا عليه كاتم للصوت , ووسطه مزنر بحزام عريض مشكوك كله بطلقات الرصاص وعلى جانب خصره كان هناك مسدس آخر .
بشكل غريزي سألته حنان " شو في " ما الأمر ؟ كررتها حنان فدفعها هذا المجرم باتجاه موقع المجزرة وهو يقول " روحي هناك حد امك " .
لا يمكن أن يكون هذا القاتل امرأة , القتلة الثلاثة الآخرون رأتهم " حنان " من خلف الدخان الذي اطلقته حمم الرشاشات , كانوا ينسحبون لحظتها , و كان عليها هي في هذه اللحظة المستحيلة أن تملي عيناها المتفجرتان بالحيرة والدموع من ابيها وصديقها وقائدها " أبو جهاد " .
لم تنته قائمة شهودنا بعد هناك فتاة اخرى ربنا كانت هي مفتاح كل هذه القضية أو ربما كانت أحد الغازها الجديدة .
*اسمها " راضية " تعمل كمربية للصغير" نضال" الذي تعلق بها , وتقيم مع الأسرة بصورة شبه دائمة , يعاملونها كابنة لهم , سمراء نحيفة , تميل إلى القصر , أكثر ذكاء مما يمكن أن تتوقعه ينتهي رأسها الصغير بشعر اسود معقود في ضفيرة صغيرة تتأرجح خلفها كذيل ناقة الجمل .
- كانت " راضية " في هذه الليلة ترقد في الغرفة المجاورة لغرفة نوم " أبو جهاد " التي تطل نافذتها على البوابة الخارجية للمنزل المجاور.
- عندما سمعت راضية صوت الرصاصة الأولى التي اغتالت " مصطفى " على البوابة الخارجية تنبهت من نومها وكذا سمعت صوت الباب الخشبي وهو يخلع وصوت اقدام غرفتها في حذر فارعبها ما رأت وأوصدت الباب وبقيت خلفه .
- أحد القتلة من مجموعة الكوماندس دخل إلى غرفة نوم " أبو جهاد " حيث كان نضال ربما يبكي ويصرخ في لوعة , وهو لا يعي بعقله الصغير . هول ما يحدث على عتبة باب الغرفة , ربما كان قلبه قد ادرك المأساة فاطلق من صدره هذا البكاء الصارخ , وهذا الصراخ المبكي الحزين ويبدوان صراخ نضال قد افزع القتلة فأطلق احدهم زخات عصبية من رشاشه فوق رأس الصغير ليسكته .
- انسحب القتلة ولم يدخلوا غرفة " راضية " , ومن كوة نافذتها المطلة على البوابة الخارجية رأت وهي مفتوحة العينين تماما , وتحت ضوء الشارع , المفاجأة , امرأة , نعم امرأة شعرها اسود ينسدل حتى كتفها, ترتدي جاكيت صوف أحمر اللون من دون اكمام , تحته قميص اسود , فوق تنورة سوداء أو كحلية , لم تعط " راضية " اوصافها لوجه الفتاة , قالت أنها قصيرة بعض الشيء وأنها كانت تحمل ما يشبه الحقيبة أو شيئا آخر لم تميزه معلقا من عنقها ومدلى على صدرها .
- *نعم رأت " راضية " فتاة , بل وسمعتها ايضا وهي تقول بالفرنسية " ساييه " " ساييه " , أي " خلاص " وهي تشير للمجموعة بالانسحاب .
- لكن" راضية " التي يمكن أن تكون مفتاح القضية ,أو لغزا جديدا لها , لم تعرف اسم الفتاة التي رأتها وسمعتها , وقالت أنها لم ترها من قبل ولا تعرف أن كان اسمها " ديمونا " أو " يهودا براك " أو " عواطف علام " أو " عائشة السر يدي " أو أنها كانت تحمل اسماء أخرى .

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:15 PM

اقوال اخرى


التحريات الخاصة لم تنته بعد,نحن نقلب الصفحة الاولى فحسب,ولدينا اقوال اخرى في التحقيق الذي يجب أن يبقى مفتوحاً... ولو كان كالجرح النازف في الصدر.
نعم لدينا اقوال اخرى... خطيرة...
هناك دبلوماسي هولندي يسكن في الفيلا الملاصقة تماما لمنزل "أبو جهاد"كان ليلة الحادثة يقيم حفلاً في منزله,انفض الحفل وذهب آخر ضيوفه في حوالي الساعة الواحدة.
عندما كان يهم باغلاق انوار شرفة منزله واضواء الحديقة سمع صوت اطلاق الرصاص الغزير في منزل "أبو جهاد"ورأى المجموعة وهي تنسحب بعد الجريمة.
ويقول انهم عسكريون انسحبوا بنظام كل اثنين معاً وكان مع كل واحد منهم رشاش معلق على صدره وكانت معهم حقيبة رياضية,ويقدر عددهم بثمانية ولم يقل انه شاهد فتاة بينهم,ولم يخرج لا هو ولا زوجته عندما كانت "ام جهاد"و"حنان"تستغيثان طلباً للنجدة بعد انسحاب القتلة.
المثير في الامر ليس ما قاله الدبلوماسي الهولندي,ولكن ما سمعناه في اقوال زوجته "في شهر فبراير"شباط" أي قبل شهرين تقريبا من العملية ترددت على منزلنا فتاة حسناء بنيتها رياضية وان لم تكن طويلة,متوسطة القامة شعرها اسود تتحدث الفرنسية والانجليزية والالمانية فضلاً عن العربية ,عمرها ما بين الثامنة عشر والعشرين, ادعت أنها ابنة الجيران ,وانها تدرس في الجامعة الامريكية في المانيا الغربية.
حاولت بالحاح أن توطد علاقة من الصداقة في المرات الاربع التي ترددت فيها على المنزل,ادعت اكثر من مرة أن هاتف منزلها كان معطلاً,وأجرت مكالمة بلغة غير العربية أو الانجليزية أو الفرنسية,رغم أنها كانت تجري حوارها عادة بالفرنسية".
ثم اختفت الفتاة الحسناء التي لم تكن ابداً ابنة "أبو جهاد"
رغم المعلومات التي بحوزة اسرة هذا الهولندي الدبلوماسي فان احد غيرنا لم يسمع افادته ولم يحقق فيها,وهاهي الخارجية الهولندية بدورها تقرر أن تسحب هذا الدبلوماسي واسرته بالطبع ليأخذ كل اسراره معه بعيدا إلى حيث سيذهب.
نعم لدينا اقوال اخرى ,هناك ثلاثة آخرون من جيران "أبو جهاد" اكدوا أن هناك فتاة كانت قد ترددت قبل شهرين من حادثة الاغتيال على منازلهم ,وطلبت استخدام الهاتف بدعوى أن هاتف منزلها كان معطلاً,وادعت أنها ابنة "أبو جهاد" أو تعمل في منزله.
ولم تكن "حنان" ولا اية فتاة نم منزل "أبو جهاد"قد فعلت ذلك في أي وقت سابق.
نعم لدينا اقوال اخرى...واسئلة اخرى.
*ما الذي اسكن كل هذه الطمأنينة في قلب "أبو جهاد" وجعلته لا يأخذ الحد الادنى من الاحتياطات الامنية,رغم سيل المعلومات والانذارات التي لم تنقطع والتي كانت تؤكد أن المستهدف هو "أبو جهاد" بنفسه؟؟
*ما الذي اجل سفر "أبو جهاد" إلى تونس ثلاث مرات متتالية ,وعندما قرر السفر جرى اغتياله ليلة سفره؟
*من الذي قطع التيار الكهربائي عن منزل "أبو جهاد" الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليلة التي سبقت عملية الاغتيال ,وهل كانت العملية ستتم ليلة 15/4, وليس 16/4,كما حدث ولماذا تأجلت ,وما الذي جعل "أبو جهاد" يقول لحظة انقطاع التيار الكهربائي ((انه”test”انه اختبار)).
*من الذي اتصل "بأبو جهاد"من روما في هذه الساعة المتأخرة من الليل ليبلغه معلومات ملفقة عن اعتقال"فايز أبو رحمة",وهل كان الاتصال للتأكد من وجوده في المنزل قبل اقتحامه ؟
*لماذا أصرت مجموعة الكوماندس الاسرائيلية على تحطيم آلة الهاتف الموجودة في الطابق السفلي من المنزل , وأخذ الجزء الصغير الذي يعمل كذاكرة تخزن فيها عادة ارقام الهواتف التي يستخدمها صاحب الجهاز ؟
هل كان الهدف هو الحصول على هذا الجزء من الهاتف الذي لا قيمة سرية له , أو أن الهدف كان اكبر من ذلك , وهو استرجاع جزء آخر تم زرعه في الجهاز ويسميه رجال الامن والاستخبارات " باج " ويستخدم للتنصت على المكالمات الهاتفية ونقلها .
*هكذا اذن الاسئلة تفتح على اسئلة اخرى والاجابات تقود إلى اجابات , والتحقيق يجب أن يظل مفتوحا حتى نجد لكل سؤال جوابا ولكل لغز حلا , ولكل جريمة عقابا وقصاصا .
ها هو اخيرا لغز الفتاة الذي التقطناه في اول التحريات يكاد يفلت من ايادينا ويصل بنا الى عقدة كبيرة بدون حل .
اذا لم يعد الامر مقتصراً على فتاة واحدة ,هناك اكثر من فتاة شاركن في العملية بمراحلها المختلفة.
بعض الاوصاف التي توافرت عن كل فتاة ,لكن الاسماء بقيت حتى الان سراً مجهولاً,وحتى الفتاة التي استأجرت سيارة"الميكروباص" التي استخدمتها المجموعة,في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم 14/4/1988 من مكتب خاص لشراء السيارات لم يكن اسمها ابداً "عواطف علام"كما كان ذلك مكتوباً ومسجلاً في جواز السفر اللبناني الذي قدمته ,والذي تبين على الفور انه كان مزور ,تماماً مثل جواز سفر الفتاة الثانية التي استأجرت سيارة من طراز"بيجو305" التي استخدمتها المجموعة ,ولم يكن اسم هذه الفتاة "عائشة السريدي"ولم يكن اسمها "يهودا براك"ولم يكن اسمها اخيراً "ديمونا" رغم أن كل القرائن تؤكد أن "ديمونا" هذه بالذات كانت واحد من الاسباب المهمة التي دفعت مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر ليأخذ قراره باغتيال "أبو جهاد"وازاحته عن المسرح السياسي للصراع في الشرق الاوسط.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:16 PM

وقائع الجلسة 152 في الأمم المتحدة التي خصصت لاغتيال أمير الشهداء

General Assembly Distr.
GENERAL
A/AC.183/SR.152
28 April 1988

ENGLISH ORIGINAL: FRENCH

--------------------------------------------------------------------------------


COMMITTEE ON THE EXERCISE OF THE INALIENABLE RIGHTS
OF THE PALESTINIAN PEOPLE

SUMMARY RECORD OF THE 152nd MEETING

Held at Headquarters, New York,
on Thursday, 21 April 1988, at 3 p.m.


Chairman: Mr. SARRE (Senegal)



#######S


Adoption of the agenda

Consideration of recent developments affecting the inalienable rights of the Palestinian people





This record is subject to correction.

Corrections should be submitted in one of the working languages. They should be set forth in a memorandum and also incorporated in a copy of the record. They should be sent within one week of the date of this document to the Chief, Official Records Editing Section, Department of Conference Services, room DC2-0750, United Nations Plaza.

Any corrections to the record of this meeting and of other meetings will be issued in a corrigendum.


The meeting was called to order at 3.20 p.m.


ADOPTION OF THE AGENDA

1. The agenda was adopted.

CONSIDERATION OF RECENT DEVELOPMENTS AFFECTING THE INALIENABLE RIGHTS OF THE
PALESTINIAN PEOPLE

2. Mr. GHEZAL (Tunisia) noted that the Security Council was meeting that same day to consider the complaint submitted by Tunisia concerning the clear aggression perpetrated by Israel on 16 April 1988 against Tunisia's sovereignty and territorial integrity. The purpose of the terrorist operation, which had been planned and executed by the Mossad intelligence service with support from the Israeli air force, navy and one elite unit from the army, had been to assassinate Khalil al-Wazir, a prominent figure in the Palestinian resistance. Tunisia had given the Council ample proof that Israel was responsible for that outrage; other countries most probably also had proof, since the plane which had been used in the operation could not have passed undetected. In case any had wished to continue to doubt, the public statements made by several Israeli army officers, congratulating themselves on the operation, confirmed who was responsible for that abominable act which, it turned out, had been planned and decided on at the highest Government level.

3. That was the second aggression perpetrated by Israel against Tunisia. The Security Council had vigorously condemned the first, on 1 October 1985, had demanded that Israel put an end to such activities, which were flagrant violations of the Charter of the United Nations, and had urged Member States to take measures to prevent their recurrence. Tunisia was a peaceable country that believed in the principles of law, but it was determined not to permit any Government to behave like an outlaw without having the international community assume its responsibilities.

4. The history of independence struggles showed that such activities did not discourage resistance to oppression. Just as the repression carried out by South Africa had not checked the struggle of the peoples of South Africa and Namibia, so the assassination would merely galvanize the Palestinian people. Khalil al-Wazir had proudly performed his duty. Now that he had become a martyr, he would continue to serve the Palestinian cause. Nor could Israel bring Tunisia or the other countries that supported the noble struggle of the Palestinian people to fail in their duty to provide support and whole-hearted solidarity. Tunisia would continue to support the Palestinian cause because it believed in the law and in justice. It was clear that the Palestinians would continue to resist until the day of victory, until they were liberated, human dignity was restored and an independent Palestinian State was created in the land of Palestine.

5. Mr. AL-KIDWA (Alternate Permanent Observer for the Palestine Liberation Organization) said that the fact that the Security Council, too, was meeting at that very moment to consider, as the Committee was doing, the assassination of Khalil al-Wazir, demonstrated the importance of the assassination and its implications for international peace and security. That further act of terrorism perpetrated by Israel against Tunisia's sovereignty and territorial integrity alsoha d serious implications for the situation in the occupied territories and the efforts being made to restore peace in the Middle East. It also demonstrated that Israel was persisting in its policy and that it would continue to flatly refuse to recognize the legitimate rights of the Palestinian people, to repress that people ruthlessly and to take no account of international law, the Charter of the United Nations and the rules of civilized behaviour.

6. Khalil al-Wazir (Abu Jihad) had been not only a military leader but also a major figure in Palestinian history. He had been a source of inspiration and had shown the younger generations the road leading to the achievement of their right to return, to self-determination and to the creation of an independent State in their national territory. Israel had thought that by assassinating him it would be dealing a mortal blow to Palestinian resistance against which it had redoubled its violence by killing people and engaging in intensive deportation. However, these efforts would not succeed. The further act of terrorism which had just been committed would simply strengthen the resolve of the Palestinian people and would increase the solidarity of the countries which supported the Palestinians and all peace-loving forces. In that context, the Palestine Liberation Organization would always be grateful for the sacrifices made by the people and Government of Tunisia; they had always stood by its side.

7. Mr. MAKSOUD (Observer for the League of Arab States) said that the abominable terrorist attack committed by Israel on Khalil al-Wazir, also known as Abu Jihad, was a desperate act which was designed to put an end to the uprising of the Palestinian people by slaughtering their leaders. However, history had shown that the harsher the repression the more resistance was strengthened. Israel was mistaken if it thought that it would be able to stifle the Palestinians' legitimate aspirations thus, if it thought that by physically eliminating Abu Jihad, the historic symbol of Palestinian resistance, it could also eliminate all that he represented. His death had strengthened the Palestinian people in its fierce determination to put an end to the occupation and in its rejection of any compromise. The announcement of his assassination had immediately provoked further uprisings in the occupied territories. The resistance had lost a historic leader, but his death had revived the spirit of unity and reconciliation between the Palestinian and Syrian peoples, as had been demonstrated by the scenes during his funeral, in Damascus, which had been paralleled by similar scenes in Gaza, Nablus and Jerusalem. The unity of the Arab nation and its solidarity with the Palestinian people and with Tunisia had thus been vividly demonstrated.

8. Abu Jihad had been a major figure. A first-class strategist, he had seen the seed which he had sown bear fruit in the uprising of the Palestinian people in the occupied territories. A leader and a soldier, he had been able, despite his high-ranking position, to be the equal of all the other Palestinians. He had been a man of principle who had never sunk into obscurantism or dogmatism; he had combined strong beliefs with a spirit of conciliation, boldness with temperance; he had been a saint and had deeply marked all who had come into contact with him. He had been the embodiment of honour and humanity and had devoted his life to the liberation of Palestine and continued to serve that cause through his death.

9. The CHAIRMAN, speaking on behalf of the Government of Senegal and on his own behalf, expressed the most serious concern and indignation at the assassination of Khalil al-Wazir, known as Abu Jihad, Deputy Commander-in-Chief of the Palestinian armed forces. The attack, which it had been proved had been planned, financed and executed by Israel, was an act of State terrorism and should be condemned in no uncertain terms as a violation of the sovereignty and territorial integrity of Tunisia, perpetrated in total disregard of Israel's obligations under the Charter of the United Nations. Such activities were likely to be repeated unless the international community undertook to tackle the Palestinian problem. It was a tragedy that Israel refused to heed the growing appeal for a peaceful negotiated settlement of that problem and for recognition of the rights of the Palestinian people and that it was trying to achieve a military solution, which was impossible. Repression of the unrest in the occupied territories was intensifying. Many Palestinians, including women and children, had been killed and thousands had been wounded. People were being deported in defiance of Security Council resolution 607 (1988) and 608 (1988), there were prolonged curfews, thousands of people had been arrested without charge or trial, stringent curbs had been placed on freedom of movement, Palestinian organizations had been banned and links to the outside had been restricted or interrupted so as to prevent the world from knowing the extent of the human rights violations, which included acts of provocation committed by Israeli settlers.

10. But those measures of repression had failed. Violence and instability would continue to grow as long as Israel remained in occupation of Palestinian and other Arab territories and as long as it prevented the Palestinian people from exercising its inalienable rights in conformity with the resolutions of the United Nations. Public opinion, even in Israel, was becoming increasingly aware of the need to put an end to the occupation and to find a comprehensive, just and lasting solution to the question of Palestine in accordance with the United Nations resolutions. It was therefore necessary to work towards the convening of the International Peace Conference on the Middle East in accordance with General Assembly resolution 38/58 C, which remained the most comprehensive and most widely accepted proposal for advancing towards a settlement. Those who had not yet come around to the idea of such a conference were strongly urged to reconsider their position and to join with the majority of nations.

11. Mr. OUDOVENKO (Ukrainian Soviet Socialist Republic) strongly condemned the latest act of premeditated State terrorism which Israel had perpetrated against Tunisia and the Palestinian people. In so doing, Israel proved that it sought to annihilate the most active representatives of the Palestinian people and to disrupt efforts to settle the Palestinian question; however, such acts would simply strengthen the Palestinian people in its resolve to secure its inherent rights under the leadership of the PLO. The unrest which had prevailed in the occupied territories for months, despite Israel's brutal repression, was a clear indication of that fierce determination.

12. It was extremely unfortunate that, at the very moment Israel was celebrating its fortieth anniversary, its occupation forces were continuing to oppress the Palestinian people cruelly, losing sight of the fact that repression never succeeded in extinguishing a people's legitimate aspirations. By refusing to acknowledge that truism, Israel and its supporters were impeding the just settlement of the Palestinian problem, which was the crux of the Middle East problem. On the contrary, the strong popular Palestinian movement, which was thoroughly democratic and rejected extremism despite the occupier's provocations, was attracting an ever-wider international following and constituted a powerful force in the search for practical means of bringing about a comprehensive settlement.

13. During his recent meetings with Mr. Arafat, Mr. Gorbachev had observed that conditions were increasingly favourable for such a settlement, the essential prerequisite being, however, that Israel must withdraw from the territories occupied in 1967 and recognize the right of the Palestinian people to self-determination. The most effective way to reach a solution was to convene an international conference sponsored by the United Nations and based on the acceptance by all parties of Security Council resolutions 242 (1967) and 338 (1973) and of the legitimate rights of the Palestinian people, including its right to self-determination. Conference participants would include representatives of all parties to the conflict, including the Arab Palestinian people, and the permanent members of the Security Council, who would be responsible for creating an atmosphere conducive to negotiation and who might, collectively or individually, make proposals and recommendations to that end. Invitations to the Conference would be issued by the Secretary-General.

14. The Soviet Union was not opposed to interim measures or phases, so long as they were made within the framework of the conference in a manner consistent with the purposes of that meeting. His delegation's position was respectful of principles, yet realistic, taking into account the interests of all parties. The establishment of peace in the Middle East must be a top priority of all peace-loving forces. The attainment of the inalienable rights of the Palestinian people was an essential condition if that was to be accomplished.

15. Mr. SCHLICKE (German Democratic Republic) condemned the killing of Khalil al-Wazir, an eminent Palestinian who had devoted all his energy to attaining his people's inherent rights and who had been the victim of an act of State terrorism which was also a violation of Tunisia's territorial integrity. The German Democratic Republic reaffirmed its solidarity with the Palestinian people, which was struggling under the leadership of the PLO so that it could exercise its inalienable rights. His country would soon host the European regional seminar on the question of Palestine at Berlin; the seminar would afford another occasion to contribute towards the attainment of those rights.

16. Mr. ABOU-HADID (Syrian Arab Republic) said that his country was proud to receive the remains of Abu Jihad, who had recently joined so many other Palestinian martyrs who had been victims of Israeli terrorism. That vile murder and the second attack by Israel against Tunisia constituted one more proof of the Zionist racist régime's aggressiveness and its contempt for the principles of international law. Yet Israel must know that the principles which had inspired Abu Jihad would live on and that the murder of a leader could not break the resistance of a people struggling under the direction of its sole legitimate representative, the Palestine Liberation Organization, until its inalienable rights were attained.

17. Mr. BORG OLIVIER (Malta), Rapporteur, said that the Maltese Government and people shared the general feeling of consternation and indignation at the murder of Khalil al-Wazir. The Maltese Government condemned that odious act. Far from discouraging Palestinian resistance, that act would only strengthen it. Malta reaffirmed its readiness to assist the Palestinian people and expressed its solidarity to that people and to Tunisia.

18. Mr. PAIC (Yugoslavia) announced that his delegation would make a statement before the Security Council condemning the terrorist act constituted by Israel's act against Tunisia and the barbarous killing of Abu Jihad. The disappearance of the latter, a highly respected leader whose historic actions would continue to serve as a source of inspiration for all who were denied freedom, would only increase the determination of the Palestinian people, which had risen up to defend its inherent rights.

19. Mr. RIANOM (Indonesia) said he was outraged by the killing of Abu Jihad, one of the most valiant sons of the Palestinian people; he condemned that act of terrorism. Such an act was part of Israel's diabolical strategy to deprive the Palestinian people of its leaders, the better to defeat it. An earlier attack by Israel, condemned by the Security Council, had already been directed at the PLO headquarters in Tunis. However, neither such acts nor the relentless repression in the occupied territories, with the curfews, arrests, acts of brutality, deportations and all the Palestinian deaths it had entailed for four months, would not stop that uprising, which confirmed that the valiant Palestinian people could not be brought to its knees but would continue its legitimate struggle under the leadership of the PLO.

20. Mr. VELAZCO-SAN JOSE (Cuba) paid a tribute to Abu Jihad, freedom fighter. The Zionist leaders were wrong in believing that the murder of a Palestinian political leader would put an end to the struggle of the Palestinian people. On the contrary, such an act of State terrorism, which was also a violation of Tunisia's sovereignty and territorial integrity, would succeed in bringing the ranks of the PLO closer together, just as it would bring together those who supported its struggle, and would constitute a source of inspiration for the occupied Palestinian people.

21. Mr. RATH (India) said that, for the second time in three years, Israel had not respected its obligations under the Charter of the United Nations. India condemned the act of State terrorism represented by the killing of Abu Jihad, an important and respected leader of the Palestinian people, and the flagrant violation of Tunisian sovereignty. Far from weakening the determination of the Palestinian people, that attack would only incite it further to wage the revolution to its glorious end. Abu Jihad had departed, but a hundred others would rise up to take his place.

22. Mrs. CHOHAN (Pakistan) said that the murder which Israel had committed would work against it because that act would encourage the Palestinian people to intensify its fight to obtain its inalienable rights and produce many other militants who would carry on Abu Jihad's work.

23. Ms. MIAO Zaifang (China) paid a tribute to Abu Jihad, freedom fighter. The Chinese Government had already vehemently condemned the sinister Israeli attack, which constituted a violation of Tunisia's sovereignty; the Chinese Government reaffirmed its solidarity with the Palestine Liberation Organization and with Tunisia.

24. Mr. DOST (Afghanistan) paid a tribute to Abu Jihad, a freedom fighter who had met a martyr's death; the killing by Israel of one of the leaders of the struggle against Zionism would encourage the Palestinian people to fight the Zionist occupation with even greater determination until a Palestinian State was established. Neither acts of aggression against a defenceless population nor the deportation of heroic Palestinians, nor even State terrorism would weaken the determination of the Palestinian people to fight to the end.

25. Mr. RAEV (Bulgaria) paid a tribute to Abu Jihad, freedom fighter, whose name would always be linked to the historic struggle waged by the Palestinian people, under the leadership of the Palestine Liberation Organization, to be able to exercise its right to self-determination and constitute a State. His delegation condemned the act of terrorism perpetrated by Israel; that act had violated the territorial integrity of Tunisia in defiance of the United Nations Charter and international law.

26. Mr. FASEHUN (Nigeria) associated himself wholeheartedly with the words of the Chairman. He paid a tribute to Abu Jihad, freedom fighter, whose murder was indicative of Israel's discomfiture in the face of Palestinian resistance, which was now in a critical phase and would surely lead to freedom and the creation of a Palestinian State.

The meeting rose at 5 p.m.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:17 PM

خفايا جديدة عن مطاردة الموساد للزعيم الراحل خليل الوزير "أبو جهاد"

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-g5x8piw6j97.jpg

تاريخ النشر : 2008-04-03

غزة-دنيا الوطن
خليل الوزير او ابو جهاد الوزير نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية كان هدفا دائما على مدار ثلاث سنوات قبل اغتياله في تونس عام 1988 لعمليات التجسس الاسرائيلية التي تهدف الى جمع اكبر كمية ممكنة من المعلومات حول القيادي التاريخي.

وسبق عملية الاغتيال التي اودت بحياته في تونس وعلى وقع العمليات الاستخبارية التي بدات عام 1985 ثلاث محاولات اغتيال كان مصيرها الفشل ما جعل صحيفة "معاريف" التي ستنشر تقريرا مفصلا في ملحق نهاية الاسبوع الذي سيصدر غدا الجمعة بمناسبة مرورو عشرين عاما على اغتيال الوزير تطلق علية لقب "ابو جهاد صاحب الارواح الاربعة".

وجاء في ملخص للتقرير نشرته الصحيفة اليوم الخميس ان القيادة الامنية الاسرائيلية حددت ابو جهاد منذ نيسان 1985 هدفا لجمع المعلومات الاستخبارية وذلك بعد احباط عملية كبيرة خطط لتنفيذها في قلب تل ابيب حيث ارسل حينها عشرين مقاتلا فلسطينيا اجتازوا تدريبات مكثفة وطويلة في الجزائر الى شواطئ بات يام بهدف السيطرة على حافلة ركاب لينطلقوا بها الى مقر الحكومة الاسرائيلية واقتحامه علما ان ابو جهاد كان مسؤولا عن قوات منظمة التحرير وقوات العاصفة التابعة لفتح اضافة الى اشرافه على ساحة العمليات في الداخل المعروف باسم القطاع الغربي.

وحسب الصحيفة كان من المفترض بهؤلاء المقاتلين احتجاز رهائن داخل مقر الحكومة (المقصود بمقر الحكومة مقر قيادة الجيش المعرف باسم كرياه) ومن ضمنهم وزير "الدفاع" ولكن وبناء على معلومات استخبارية مؤكدة انطلقت وحدة كوماندوز اسرائيلية الى ميناء عنابة في الجزائر في عملية تعتبر الابعد من حيث المسافة في تاريخ قوات الكوماندوز الاسرائيلية " 2600كم " بهدف اغراق السفينه التي كان من المقرر لها ان تحمل المقاتلين الفلسطينيين الى هدفهم.

ولكن وبسبب حنكة ابو جهاد وقدرته على تضليل الخصم اغرق الكوماندوز الاسرائيلية سفينة "مونت لايت" بدلا عن سفينة بتريوس المخصصة والجاهز لنقل الكوماندوز الفلسطيني الى مقر قيادة الجيش الاسرائيلي لاقتحامه.

وفي نهاية المطاف نجحت البحرية الاسرائيلية في اغراق السفينة بتريوس على مسافة 185 كم من الشواطئ الاسرائيلية بينما كانت تحمل الفدائيين الى هدفهم ما افشل العملية التي وضعت الوزير على سلم اولويات الامن الاسرائيلي.

وكشف تقرير "معاريف" انه وفور اتخاذ الحكومة اسرائيلية قرارا بجمع العملومات عن الوزير بدأ الموساد الاسرائيلي ومحافل استخبارية اخرى بجمع معلومات دقيقة تناولت حياة ابو جهاد وعاداته اليومية, فيما اكد التقرير ان عمليات اغتيال الغيت في اخر لحظة بسبب عدم ظهور الوزير للمكان الذي توقعت الاستخبارات الاسرائيلية وجوده فيه.

ومن ناحية اخرى خرجت ثلاث عمليات اغتيال لحيز التنفيذ في الفترة التي تولا فيها اسحاق شامير رئاسة الحكومة وفي احداها كان الوزير يسافر لايام طويلة فيما وضعت الاستخبارات الاسرائيلية سيارة مفخخة في طريق كان يسلكها الا انها لم تنفجر.

وانتهى مسلسل مطادرة الوزير ليلة 16/4/1988 حين اغارت وحدة كوماندوز اسرائيلية من قوات النخبة المعروفه باسم "سيرت متكال" وبالتعاون مع الكوماندوز البحري على منزل ابو جهاد في العاصمة التونسية واطلقت عليه عشرات الطلقات النارية وذلك بعد اربعة اشهر من انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الاولى وتنفيذ عملية باص ديمونا قبل نحو شهر من اغتيال ابو جهاد الذي خطط واشرف على تنفيذها.


المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:18 PM

أبو جهاد سار في سيارته وهي مفخخة عدة أيام ولم تنفجر به

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-p3vgiax8ndc.JPG



تاريخ النشر : 2008-04-05

غزة-دنيا الوطن
كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في عددها أمس، ان القائد الفلسطيني الراحل خليل الوزير (أبو جهاد)، كان قد تعرض لثلاث محاولات اغتيال نظمها «الموساد»، ولكن هذه المحاولات فشلت. وفقط في 1988 نجحوا في اغتياله في بيته في تونس، بعملية انزال بحري.

وقالت الصحيفة، المعروف ان أبو جهاد قتل في تلك السنة، انتقاما منه على تنظيم وإدارة الانتفاضة الفلسطينية الشعبية الناجحة في 1987 – 1988، إلا ان هذه لم تكن سوى حجة تذرعوا بها. والحقيقة ان الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجية)، بدأ في جمع المعلومات عنه ومطاردته في السنوات 1985 – 1988. وخلال هذه السنوات جرت ثلاث محاولات لاغتياله، على النحو التالي:

في أبريل (نيسان) 1985، اكتشفت إسرائيل ان أبو جهاد يشرف على تنفيذ عملية تفجير ضخمة في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وأن فرقة من 20 مقاتلا فلسطينيا تتدرب على العملية في الجزائر، وحسب الخطة التي وضعها أبو جهاد، فقد كان ينوي إرسال المقاتلين المذكورين في قارب بحري من الجزائر إلى شاطئ بات يام (جنوب تل أبيب)، الذي يعتبر الأقل مراقبة من سلاح البحرية. وانزال القوة إلى الشاطئ واختطاف حافلة ركاب واقتحام مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب وأخذ رهائن منه، ربما وزير الدفاع نفسه (اسحق رابين، في حينه).

لكن تفاصيل العملية وصلت إلى إسرائيل فاستعدت لها وأجهضتها في بداية الطريق، حيث ارسلت قوة كوماندوز بحرية إلى ميناء عنابة في الجزائر (على بعد 2600 كيلومتر من إسرائيل)، ودمرت الزورق الحربي «مون لايت»، الذي أعد لنقل المقاتلين الفلسطينيين. ولكن تبين ان هذه القوة دمرت زورقا آخر بالخطأ، وأن الزورق الذي أعد للعملية هو «أتيبيريوس». وقد اكتشف ذلك أيضا في آخر لحظة، عندما كان الزورق قد انطلق لتنفيذ العملية. وقد أرسلت إسرائيل عدة سفن حربية لمجابهة «أتيبيريوس» في عرض البحر. وتمكنت من العثور عليه وهو على بعد 185 كيلومترا عن الشواطئ الإسرائيلية، فأغرقته في البحر على من فيه.

ولم يكتف الموساد بهذه العملية، وقرر اغتيال أبو جهاد، «حتى يتعلم غيره». وقد صادقت حكومة الوحدة القومية برئاسة اسحق شامير ونائبه شيمعون بيريس ووزير دفاعه اسحق رابين، على الخطة. وتم اعداد الكثير من الخطط، لكن في معظمها لم يكن أبو جهاد يصل إلى الهدف، فيعود الجنود الإسرائيليون خائبين. بيد ان ثلاث محاولات فعلية جرت لاغتياله في هذه الفترة، وفشلت. وتكشف الصحيفة الإسرائيلية عن احداها، فتقول ان المخابرات الإسرائيلية نجحت في وضع مواد متفجرة في السيارة الخاصة بأبو جهاد، وقد سافر بهذه السيارة وهي مفخخة، عدة أيام وبمسافات طويلة، لكنها لحسن حظه لم تنفجر. والمعروف انهم تمكنوا من اغتيال أبو جهاد، في النهاية، بواسطة عملية عسكرية في بيته في تونس يوم 16 أبريل (نيسان) 1988. ولم تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن العملية حتى اليوم، ولكن حسب المنشورات الخارجية، فقد أرسلت قوات كبيرة من الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي إلى تونس، وكان يقودها مباشرة موشيه يعلون، الذي أصبح رئيسا لأركان الجيش فيما بعد. واشرف عليها من البحر ايهود باراك، وزير الدفاع الحالي. وفي حينه داهمت القوة الإسرائيلية بيت أبو جهاد وهو نائم بعد منتصف الليل. وشعر أبو جهاد بها فاستل مسدسه ونزل إلى الطابق الأرض ليقاوم، ولكن أفراد القوة كانوا مستعدين لهذا السيناريو فاردوه. وحسب الروايات الإسرائيلية حول الموضوع، فإن قائد القوة، موشيه يعلون، كان قد دخل البيت بعدما أنهى جنوده المهمة. وقد شاهد أبو جهاد ممددا على أرضية بيته جثة هامدة، ومع ذلك فقد أطلق الرصاص عليه مجددا، ثم صعد إلى غرفة نومه راكضا بهستيريا، وراح يطلق الرصاص على سقف الغرفة وجدرانها، في حين كانت أم جهاد تحتضن ابنها الفتى جهاد (أصبح اليوم عميدا لصندوق النقد الفلسطيني). وقد سألت «الشرق الأوسط» يعلون، خلال مقابلة صحافية معه في سنة 2005 حول هذه القصة، فرفض إعطاء أي رد واكتفى بالقول: «لا جواب»، إزاء كل سؤال وجه إليه حول الموضوع.

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:20 PM

ليلة اغتيال الرجل الثاني في حركة فتح ومنظمة التحرير

http://up3.m5zn.com/get-4-2008-77fhq19uoiu.jpg



تاريخ النشر : 2008-04-16

غزة-دنيا الوطن
من أبرز عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل، كانت عملية اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد)، الرجل الثاني في حركة فتح ومنظمة التحرير، الذي وصلته كتيبة الموت الإسرائيلية إلى تونس في العام 1988، والانتفاضة الفلسطينية الكبرى في أوجها، في عملية جريئة كان تورّط إسرائيل فيها مؤكّدًا، على الرغم من أنها لم تعلن مسؤوليتها عنها حتى الان، رغم كل الإشارات والاتهامات الموجهة للموساد بتنفيذ تلك العملية التي كان لها صدى لم ينتهِ. وحطمت العملية ما تصوّره بعضهم بأنها خطوط حمراء متفق عليها، على الأقل ضمنيًا، بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعدم المساس بقيادات الصف الأول. وكانت تفاصيل ما حدث كما روته انتصار الوزير ( أم جهاد )، أرملة الشهيد أبو جهاد، وابنته حنان، معروفًا على نطاق واسع، ويتلخص بتمكّن فرقة الموت الاسرائيلية من الوصول إلى ذلك الحي المهم في العاصمة التونسية الذي يوجد فيه المنزل الذي يقيم به أبو جهاد، والدخول إلى المنزل وقتل أبي جهاد أمام ناظري عائلته.

وفي حين كتبت كتبٌ عن أبي جهاد وحرّرت مئات الأحاديث الصحافية والتقارير والأخبار عن عملية الاغتيال، إلا أن الصمت الإسرائيلي كان مطبقًا، على الرغم من أن كل الأصابع كانت تشير إلى جهة واحدة: إلى تل أبيب تحمّلها مسؤولية تلك العملية النوعية التي استهدفت الرجل الثاني في حركة فتح والخليفة المتوقع آنذاك لياسر عرفات. وانتظر العالم تسع سنوات حتى نطقت إسرائيل، ففي عام 1997 كشفت الصحف الإسرائيلية عن تفاصيل العملية الدقيقة والتي استخدمت فيها الطائرات والزوارق وقبل ذلك عملاء إسرائيل.

صحيفة معاريف العبرية في عددها الصادر بتاريخ 4 تموز (يوليو) 1977 كانت أول جهة إسرائيلية تشير صراحة و بالتفصيل لتورط إسرائيل في العملية التي أودت بحياة نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية آنذاك، وعادت معاريف لنفس الموضوع في هذه الأيام لتكشف المزيد والمزيد.
ونشر معاريف تفاصيل دقيقة للعملية يدعو للاعتقاد، أن الجهات الأمنية الإسرائيلية سرّبت تلك المعلومات للصحيفة. قالت معاريف، دون أن يكذبها أحد في تل أبيب، إن من نفّذ العملية وحدات كوماندوز خاصة تابعة لهيئة الأركان الإسرائيلية، وهي الأقوى في الجيش الإسرائيلي. في منزل أبو جهاد ليلة 15 - 16 نيسان (أبريل) 1988، وتم تنظيم العملية كعملية عسكرية واسعة النطاق.

وتم نقل المشاركين في الاغتيال على متن أربع سفن، من بينها اثنتان نقلت عليهما مروحيتين، لاستخدامهما في حالة الاضطرار لعملية إخلاء طارئة إذا حدث أي خلل أو طارئ غير متوقع. وكشفت الصحيفة أنه تم إعادة بناء فيلا أبو جهاد التي كان يقطن بها في تونس العاصمة بتفاصيلها الدقيقة في إسرائيل اعتمادًا على عملاء لجهاز الموساد، الذي ساعد رجاله في تدريب الوحدات العسكرية على العملية داخل الفيلا الشبيهة في إسرائيل. ونوّهت لدور عملاء الموساد الفلسطينيين والتونسيين في العملية، مشيرة إلى أن بعض العملاء التونسيين كانوا يعتقدون أنهم يعملون لجهاز مخابرات أوروبي لم تذكره الصحيفة.

ونشرت الصحيفة رسمًا للطابق الأرضي لفيلا أبو جهاد، لشرح كيف تمت العملية، حيث اقتحم أفراد وحدة الكوماندوز الباب الرئيسي وتم قتل أبو جهاد عند طرف الدرج المؤدّي إلى الطابق الأول. و قالت الصحيفة إن إيهود باراك (مساعد رئيس الأركان) وقت تنفيذ العملية، وزعيم حزب العمل عند نشر هذا التقرير في معاريف، هو الذي أعد للعملية وأشرف على عملية الاغتيال من البحر قبالة شواطئ تونس.

ولكنه لم يكن وحده، فمعاريف نشرت صور وأسماء القيادات الإسرائيلية التي خطّطت ونفّذت تلك العملية وأبرزهم: إسحاق شامير رئيس حكومة الاحتلال وقت ذاك الذي صادق على عملية الاغتيال و بعد تنفيذ العملية بنجاح أرسل برقية تهنئة لمنفّذيها، وكذلك إسحاق رابين و زير الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الإسرائيلية الذي أيّد تنفيذ العملية في جلسة المجلس الوزاري المصغر، وآمنون ليبكين شاحاك رئيس الاستخبارات العسكرية الذي وفّر معلومات لازمة لتنفيذ العملية بنجاح، وناحوم أدموني رئيس جهاز الموساد الذي قدّم أيضًا معلومات دقيقة لإنجاح العملية، وإيل رجونيس ضابط الاستخبارات في دورية هيئة الأركان والذي بدأ، كما تقول الصحيفة بجمع معلومات في نهاية عام 1987 بعد تسريحه من الجيش، ودان شومرون رئيس الأركان الذي صادق على عملية الاغتيال.

وأشارت معاريف إلى أنه بعد أن تقرّر اغتيال أبي جهاد، بدأ جهاز الاستخبارات العسكرية وجهاز الموساد بجمع معلومات شخصية عن أبي جهاد وعن المنزل الذي يعيش فيه، وتم توفير معلومات كثيرة في هذا المجال بمساعدة عملاء إسرائيل في تونس. ولم يكتفِ هؤلاء العملاء، بتوفير معلومات وصور منزل الشهيد من كافة الجهات، بل قدم هؤلاء العملاء مساعدات لوجستية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية التي نفّذت الاغتيال.

وكشفت الصحيفة أنه بعد انتقال القيادة الفلسطينية إلى تونس بعد عام 1982 فإن إسرائيل استطاعت إيجاد قاعدة قوية من العملاء هناك، وأن كثيرين من عملاء الموساد زاروا تونس كسياح أو كرجال أعمال أوروبيين، وأن هؤلاء زاروا تونس كثيرًا تحت هذا الغطاء وفي فترات متقاربة، وفتحوا فروعًا لشركات أوروبية في العاصمة التونسية كانت غطاء لنشاط الموساد. وأشارت الصحيفة إلى الرغبة الشديدة لدى إسرائيل بتجنيد عملاء تونسيين وتم رصد مبالغ كبيرة لذلك لإغراء هؤلاء، وتم النجاح في ذلك بجهود بذلت داخل وخارج تونس، وجنّد الموساد العديد منهم تحت غطاء أنهم يجمعون معلومات لأجهزة استخبارية أوروبية، إضافة إلى ما وصفته الصحيفة بمحاولة الموساد تجنيد عددٍ من أفراد الفصائل الفلسطينية المختلفة في تونس.

وأكّدت معاريف أنه بحلول منتصف الثمانينات من القرن العشرين كانت هناك شبكة من العملاء منتشرة في مختلف أنحاء تونس تزود إسرائيل بمعلومات دقيقة، وأن هذه الشبكة التي عملت على مدار سنوات في تونس، استأجرت العديد من المنازل لإخفاء الأسلحة والتنصت على المكالمات، وادعت الصحيفة أن الموساد كان يتنصت على الهاتف الذي كان يستخدمه الشهيد أبو جهاد، وأنه كان على علم بالاتصالات الهاتفية التي أجراها أبو جهاد، مع نشطاء وقيادات الانتفاضة، وكانت هذه الاتصالات تجري عبر بدالات دولية في عواصم أوروبية لإخفاء مصدر تلك المكالمات.

وكشفت الصحيفة، بأن إسرائيل استعانت بطائرة بوينغ 707 كانت تحلّق قرب الشواطئ التونسية لجمع معلومات وبثها والتنصت على الهواتف التي يستخدمها القادة الفلسطينيون. وأشارت الصحيفة إلى أنه في أثناء الاستعداد لتنفيذ عملية الاغتيال، تمكّنت دوريات بحرية إسرائيلية بمساعدة شبكة الموساد في تونس، من التسلل إلى الشواطئ التونسية لتحديد المكان الأكثر أمنًا لانطلاق وحدة الكوماندوز التي أوكل إليها مهمة تنفيذ الاغتيال. ولم يكن الرأي العام والمتابعين، بحاجة كثيرًا إلى المعلومات التي كشفتها الصحيفة الإسرائيلية لمعرفة مدى قوة العملية ودقّتها والتحضير المنظم لها، والإيحاء بأن جهاز الأمن الإسرائيلي كان وحده يعمل وباقي الأجهزة التي تتولى الأمن في تونس كانت تأخذ غفوة طويلة، وهو الأمر المستغرب، فهذه الأجهزة التي تعمل في تونس وغيرها من البلدان العربية تعرف عن "دبة النمل" عندما يتعلق الأمر بأمن الحكام، فأين كانت وعملاء الموساد يسرحون ويمرحون في تونس، وثم يدخلون إلى العاصمة وينفّذون الاغتيال ويخرجون بسلام.

ومن أهم ما نشرته الصحيفة تفاصيل اتخاذ القرار باغتيال أبو جهاد، وربما يساعد ذلك في فهم آلية اتخاذ قرارات من هذا النوع في إسرائيل. وقالت معاريف إنه في 8/3/1988، وبعد انتهاء عملية اختطاف الباص الذي كان يقلّ موظفي مركز الأبحاث النووية في ديمونا، التي خطط لها أبو جهاد، عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، وعلى رأس جدول الأعمال اقتراح قدّمه جهاز الموساد باغتيال أحد أفراد منظمة التحرير الفلسطينية ولكنه هذه المرة كان رأسا كبيرة هو: أبو جهاد.

ويبدو أنه ليس من الدقة أن يوصف ذلك الاجتماع بأنه اجتماع للمجلس الوزاري المصغر، لأن الحاضرين والمشاركين في النقاش كما تحدّدهم الصحيفة كان معظمهم أركان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي لها الدور الأكبر، في تحديد سياسة إسرائيل. قالت الصحيفة إن الذي شارك في النقاش في ذلك الاجتماع كانوا رئيس الوزراء: إسحاق شامير، وزير الدفاع: إسحاق رابين، وزير الخارجية: شمعون بيرس، ورئيس الأركان: دان شومرون ونائبه الجنرال إيهود باراك، ومستشار حكومة إسرائيل لمكافحة الإرهاب: الجنرال يغال برسلر، ورئيس الاستخبارات العسكرية: الجنرال آمنون ليبكين شاحاك، ورئيس الموساد ناحوم أدموني ونائبه شبتاي شبيط.


المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:20 PM

ولكن أين كان السياسيون؟

ما تذكره معاريف، يؤكد الدور الذي المؤثر والحاسم الذي تلعبه المؤسسة الأمنية في إسرائيل، فبعد خمسة أسابيع، من ذلك الاجتماع الذي يتضح أنه كان عمليًا لأركان المؤسسة الأمنية، وفي يوم الجمعة 15/4/1988، عندما كان الكوماندوز الإسرائيليين في السفن مع تجهيزاتهم وطائراتهم وقواربهم، في البحر في الطريق إلى تونس، عقد المجلس الوزاري المصغر الذي تصفه الصحيفة بـ "السياسي" اجتماعًا للمصادقة على العملية. ومن الطبيعي والحالة هذه ألا يستغرق الاجتماع الصوري، أكثر من نصف ساعة، وعلى العموم فإن أعضاء المجلس الوزاري المصغر السياسي الذين أتوا بهم للمصادقة على عملية كانت في طريقها للتنفيذ وافقوا على العملية باستثناء عيزر وايزمن، الذي، وكما تقول الصحيفة عارض العملية بشدة، لأنها حسب رأيه ستضر باحتمالات التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين، وتذكر الصحيفة أن شمعون بيرس لم يتحمّس للعملية، وأيّد العملية كل من إسحاق شامير رئيس الوزراء، ووزراء حكومة الوحدة الوطنية من الحزبين الكبيرين العمل والليكود: إسحاق رابين، وموشيه آرنس، ودافيد ليفي، وآرئيل شارون، وموسى قصاب، وحاييم بارليف، وإسحق نافون.

ولم يصادق في هذا الاجتماع على العملية فقط، بل اتخذ قرارًا، بألا تعلن إسرائيل عن أي مسؤولية لها عن العملية سواء نجحت أم فشلت، وهو ما حدث بالفعل، وبقي القرار ساريًا حتى الآن. ويمكن أن نضيف هنا معلومات أخرى تجاهلها تقرير معاريف، وتكشفت على مدار السنوات التي تلت الاغتيال، كشف عنها نافذون في الموساد وأجهزة الأمن الإسرائيلية لكثير من الصحافيين الأجانب، وكان الهدف منها الإبقاء على صورة الموساد "الأسطورية" في أعين الرأي العام، خصوصًا بعد تعرّض تلك الصورة للاهتزاز فيما بعد.

ومن هذه المعلومات أن عملاء الموساد راقبوا فيلا أبي جهاد في تونس العاصمة لمدة شهرين مراقبة متواصلة وشملت هذه المراقبة كل شيء يتعلق بالداخلين والخارجين من الفيلا وأفراد عائلته سواء كانوا داخل الفيلا أو خارجها، وزرعوا أجهزة تنصت في غرفة نوم أبو جهاد، إضافة إلى التنصت على هاتفه. وكما ذكرنا تدرّب فريق القتل في حيفا على فيلا شبيهة بالتي يسكنها أبو جهاد في تونس العاصمة، وكان القرار بألا تزيد عملية الاغتيال عن 22 ثانية فقط بعد دخول الفيلا.

ويسرد الصحافي الايرلندي غوردون طوماس في كتابه (انحطاط الموساد) ما جرى في تلك اللحظات الحرجة "في 16 نيسان 1988 صدر الأمر بالتنفيذ، في تلك الساعة أقلع عدد من طائرات بوينغ 707 التابعة لقوة الجو الإسرائيلية من قاعدة عسكرية تقع جنوبي تل أبيب، كانت واحدة تقلّ إسحاق رابين وعددًا من كبار الضباط الإسرائيليين، وكانت على اتصال دائم عبر لاسلكي سري بفريق الاغتيال الذي اتخذ أفراده مواقعهم بقيادة عميل اسمه الرمزي سورد، كانت الطائرة الأخرى مكدسة بأدوات المراقبة و التشويش، وكانت طائرتان أخريان تنقلان خزانات الوقود، وعلى ارتفاع شاهق فوق الفيلا حام أسطول الطائرات في الفضاء وهو يتابع كل حركة على الأرض عبر تردّد لاسلكي، وبعيد منتصف الليل في 16 نيسان سمع الضباط المحمولون جوًا أن أبا جهاد قد عاد إلى منزله بسيارة المارسيدس".

ويكمل طوماس "من موقع قرب الفيلا، أعلن سورد عبر ميكروفون يعمل بحركة الشفاه أنه يسمع أبا جهاد وهو يصعد السلالم ويذهب إلى غرفة نومه ويهمس شيئًا لزوجته ويمشي على أطراف أصابعه إلى الغرفة المجاورة لتقبيل ابنه النائم قبل أن يمضي إلى مكتبه في الطبقة الأرضية، كانت طائرة الحرب الإلكترونية، وهي النسخة الإسرائيلية لطائرة الرادار الأميركية إيواكس، تلتقط هذه التفاصيل وتحوّلها إلى رابين في طائرة القيادة، وعند الساعة 12:17 صباحًا صدر أمره بالتنفيذ".

وبعد قرار التنفيذ هذا كان على (سورد)، أن يأمر رجاله بالتنفيذ، فأجهز أحد رجاله على سائق أبو جهاد الذي كان نائماً في سيارة المارسيدس. ثم تحرّك (سورد) نفسه مع أحد رجاله وفجّرا بوابة الفيلا بمتفجرات بلاستيكية لا تحدث صوتًا، ثم قتلا حارسين فوجئا بالموقف على ما يبدو، ومن هناك اندفع سورد إلى مكتب أبي جهاد فوجده يشاهد شريط فيديو، وقبل أن ينهض أطلق النار عليه مرتين في صدره، ولم يكتف سورد بذلك، فأطلق رصاصتين إضافيتين على جبهته. وبعد كل هذه السنوات، لم يصدر أي تقرير رسمي فلسطيني او تونسي، يحقق في ما حدث في تلك الليلة المفزعة، التي وصل فيها الموساد الى قلب عاصمة عربية.


http://www.awraaaq.com/vb/alfatek_2_...ons/report.gif

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:22 PM




http://www.awraaaq.com/vb/alfatek_2_...ons/report.gif

المفتش كرمبو 25 - 4 - 2011 12:22 PM

أم جهاد تزور مخيم اليرموك في دمشق

غزة-دنيا الوطن
زارت انتصار الوزير(أم جهاد) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اليوم، مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك، وذلك مع اقتراب الذكرى السنوية العشرين لاستشهاد القائد خليل الوزير (أبو جهاد)، الذي اغتالته إسرائيل في تونس العاصمة في 16/4/1988، بعد أن اعتبرته المهندس الأول للانتفاضة الفلسطينية، التي اندلعت شرارتها في 8/12/1987.

ورافق أم جهاد في زيارتها الدكتور سمير الرفاعي أمين سر حركة فتح في سورية، مدير مؤسسة أسر الشهداء، إضافة إلى قيادة الساحة وقيادات من فصائل العمل الوطني الفلسطيني.

وكان في استقبال الوفد حشد من الجماهير الفلسطينية، والعشرات من كوادر الحركة الوطنية.

ووضعوا أكاليل الزهور على ضريح الفدائي المجهول وعلى قبر الشهيد أبو جهاد، وقرأوا الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية، ثم قاموا بجولة في المقبرة، وكتبت (أم جهاد) كلمة في سجل الخالدين وكبار الزوار تحدثت فيها عن مآثر الشهادة.


http://fotos.alwatanvoice.com/images...76854792/1.jpg

http://fotos.alwatanvoice.com/images...76854792/2.jpg

http://fotos.alwatanvoice.com/images...76854792/3.jpg


الساعة الآن 05:17 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى