منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   الشّاعران : جرير والأخطل (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16240)

المُنـى 24 - 5 - 2011 01:51 AM

الشّاعران : جرير والأخطل
 
جَــريــر
28 - 110 هـ / 648 - 728 م
جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم.
أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفردق والأخطل.
كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.


حيــــــاتـــه:
هو جرير بن عطية، ينتهي نسبة إلى قبيلة"تميم" نشأ في اليمامة ومات ودفن فيها .

كان من أسرة عادية متواضعة.. وقف في الحرب الهجائية وحده أمام ثمانين شاعرًا، فحقق عليهم النصر الكبير،
ولم يثبت أمامه سوى الفرزدق والأخطل.

كان عفيفًا في غزله،متعففًا في حياته، معتدلا بعلاقاته وصداقاته..
كما كان أبيًا محافظًا على كرامته، لاينام على ضيم، هجاء من الطراز الأول،
يتتبع في هجائه مساوىء خصمه، وإذا لم يجد شيئًا يشفي غلته،
اخترع قصصًا شائنة وألصقها بخصمه، ثم عيره بها..

اتصل بالخلفاء الأمويين، ومدحهم ونال جوائزهم،..
سلك في شعره الهجاء والمديح والوصف والغزل..


عاش حوالي ثمانين سنة.
اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير، على أنه في الأغلب توفي سنة 733م/144ه وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يومًا، وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة.
المديح عند جرير

أكثر جرير من المديح ، وكانت نشأته الفقيرة، وطموح نفسه، وموهبته المواتية، وحاجة خلفاء بني أمية إلى شعراء يدعون لهم، ويؤيدون مذهبهم،
كان كل ذلك مما دفعه إلى الإكثار من المدح والبراعة فيه.
وكان أكثر مدائحه في خلفاء بني أمية وأبنائهم وولاتهم، وكان يفد عليهم من البادية كل سنة لينال جوائزهم وعطاياهم.


وكان مديحه لهم يشيد بمجدهم التليد ويروي مآثرهم ومكارمهم، ويطيل في الحديث عن شجاعتهم،
ويعرض بأعدائهم الثائرين عليهم، وبذلك كان يظهر اتجاهه السياسي في ثنايا مدحه لهم، وكان إذا مدح استقصى صفات الممدوح وأطال فيها،
وضرب على الوتر الذي يستثيره ولم يخلط مدائحه وبلغت غايتها من التأثير في النفس.
وفي الحق أنه ما كان لجرير من غاية غير التكسب وجمع المال، فلم يترفع عن مدح أي شخص أفاض عليه نوافله، حتى أنه مدح الموالي..
ذلك أن طمع جرير وجشعه وحبه للمال كانت أقوى من عصبيته القبلية، ولم يكن لرهطه من الشرف والرفعة مثل ما لرهط الفرزدق،
لهذا شغل الفرزدق بالفخر بآبائه وعشيرته، وقال أكثر مدائحه في قبيلته،
وحتى في مدائحه لبني أمية لم ينس الفخر بآبائه وأجداده.

فهو (جرير) إذا مدح الحجاج أو الأمويين بالغ في وصفهم بصفات الشرف وعلو المنزلة والسطوة وقوة البطش،
ويلح إلحاحا شديدا في وصفهم بالجود والسخاء ليهز أريحيتهم، وقد يسرف في الاستجداء وما يعانيه من الفاقة..
وتكثر في أماديحه لهم الألفاظ الإسلامية والاقتباسات القرآنية.. ولا يسعنا إلا الاعتراف بأن جريرًا كان موفقا كل التوفيق، حين صور منزلة الأمويين وجودهم بقوله:

ألستم خير من ركب المطاياوأندى العالمين بطون راح
جرير مفاخرًا هاجيًا
عاصر الشاعر "عبيد الراعي" الشاعرين جريرًا والفرزدق، فقيل إن الراعي الشاعر كان يسأل عن هذين الشاعرين فيقول:

- الفرزدق أكبر منهما وأشعرهما.

فمرة في الطريق رآه الشاعر جرير وطلب منه أن لا يدخل بينه وبين الفرزدق، فوعده بذلك..
ولكن الراعي هذا لم يلبث أن عاد إلى تفضيل الفرزدق على جرير، فحدث أن رآه ثانية،
فعاتبه فأخذ يعتذر إليه، وبينما هما على هذا الحديث، أقبل ابن الراعي وأبى أن يسمع اعتذار أبيه لجرير، حيث شتم ابن الراعي الشاعر جريرًا وأساء إليه..

وكان من الطبيعي أن يسوء ذلك جريرًا ويؤلمه، فقد أهين إهانة بالغة ، فذهب إلى بيته،
ولكنه لم يستطع النوم في تلك الليلة، وظل قلقا ساهرا ينظم قصيدة سنورد بعض أبياتها بهذه المناسبة، فلما أصبح الصباح ،
ألقاها الشاعر جرير في "المربد" على مسمع من الراعي والفرزدق والناس، فكانت القصيدة شؤما على بني نمير,
حتى صاروا إذا سئلوا عن نسبهم لا يذكرون نسبهم إلى "نمير" بل إلى جدهم عامر..
هذا وقد سمى جرير قصيدته هذه" الدامغة" لأنها أفحمت خصمه:


أعـد الله للشعــراء مـنـي صواعـق ... يخضعـــون لها الــــرقـــابـــــا
أنا البازي المطل على نميــــــــــــر ... أتيح من السماء لها انصبابا
فلا صلـى الإله علـى نميــــــــــــــر ... ولا سقيـت قبــورهُم السحابـا
ولــو وزنـت حلوم بني نميــــــــــــر ... على الميزان ما وزنت ذبابــا
فغـض الطـرف إنك من نميــــــــــر ... فـلا كعبـاً بلغـت ، ولا كـلابـا
إذا غضيـت عليـك بنو تميـــــــــــــم ... حسبــت النـاس كلهم غضابـا




معاني الابيات واضحة وسهلة، تتصف بهجاء الخصم وإلحاق العيوب والمساوىء به،
كما أنها تتصف أيضا بفخر الشاعر بنفسه، عدا عن أن الشاعر يتهكم بخصمه وبقومه، فيسخر من عقولهم الصغيرة كعقول الذباب،
ثم يطلب الشاعر من خصمه أن يتوارى عن الأنظار ويخجل من نفسه هو وقومه.
ويختتم القصيدة ببيت رائع شهير بالفخر.

فالفخر هو الوجه الآخر للهجاء، فالطرف الذي يتلقى الهجاء من الشاعر، يجده فخرًا بالنسبة لنفسه ولقومه..

فهنا يفاخر جرير بمجده ومجد قومه فخرًا جاهليًا، يعتز فيه ببطولتهم وأيامهم القديمة وما ورثوا من مجد،
فهو قد هيأ هجاءه لكل الشعراء الذين تحدثهم نفسهم بالتعرض بأنني سأقضي عليهم وأحطم عزهم..
أو يكف الشعراء بعد أن قلت كلمتي الفاضلة، أم يطمعون في التعرض لي،
ليقاسوا من هجائي نارًا تلفح وجوههم لفحًا؟
فالهجاء عند جرير شديد الصلة بالفخر، فهو إذا هجا افتخر، وجعل من الفخر وسيلة لإذلال خصمه.

أما موضوع فخره في نفسه وشاعريته، ثم قومه وإسلامه.

فإذا هجا الفرزدق اصطدم بأصل الفرزدق الذي هو أصله، فكلاهما من"تميم" ،
وإذا هجا الأخطل فخر بإسلامه ومضريته، وفي مضر النبوة والخلافة:
قال الاخطل:
إن الذي حرم المكارم تغلبا جعل الخلافة والنبوة فينـا


هذا وكان لجرير مقدرة عجيبة على الهجاء، فزاد في هجائه عن غيره طريقة اللذع والإيلام..
فيتتبع حياة مهجويه وتاريخ قبيلتهم، ويعدد نقائصهم مختلفا، مكررا، محقرا،
إلا أنه لم يستطع أن يجعل الفخر بآبائه موازيا لفخر الفرزدق.

شيء من غزل جرير

لم يكن غزل جرير فنا مستقلا في شعره، فقد مزج فيه أسلوب الغزل الجاهلي بأسلوب الغزل العذري.
فهو يصف المرأة ويتغزل بها، ثم يتنقل من ذلك إلى التعبير عن دواخل نفسه،
فيصور لنا لوعته وألمه وحرمانه، كما يحاول رصد لجات نفسه فيقول:

يا ام عمـرو جـزاك الله مغفـرة!ردي ... علـي فـــــؤادي مثلـــمـا كـــــانــا
لقد كتمت الهـوى حتـى تهيـمنـــــــي ... لا أستـطيـع لهـذا الحـب كتمانـا
إن العيون التي في طرفـــهـــا حـورٌ ... قتــلنــنـا، ثـم لـم يحييـن قتــلانــا
يصرعن ذا اللهيب حتى لا حراك به ... وهـن أضعــف خلـق الله إنسانــا


يتغزل الشاعر بامرأة تدعى"أم عمرو"، وسواء أكانت هذه المرأة حقيقية أم من خيال الشاعر،
كما جرت العادة لدى أكثر الشعراء الغزليين، فهو يطلب منها أن تعيد له قلبه الذي سرقته منه...
ثم يصف ألمه وحبه الذي أصيب به، حتى لم يستطع إخفاءه طويلا..
ثم يتغزل بجمال عيون محبوبته النجل. هذه العيون التي قضت عليه من شدة جمالها ولمعانها،
تلك العيون الفتاكه التي بواسطتها تسلط البارعات في الجمال سهاما قاتلة للمحبين، بالرغم من أنهن، كما يقال من الجنس الناعم والضعيف..

جرير ورثاء زوجته

الرثاء لدى جرير قسمان:
قسم خص به أهل بيته كامرأته وابنه،
وقسم خص به بعض رجالات الدولة من الشخصيات الهامة..

ولما كان جرير عاطفيا، شديد التأثر، كان رثاؤه، بشكل عام، رقيقا، صادقا، نابعا من القلب، ويؤثر في القلب..
فها نحن نراه في شعره يرثي زوجته بعد وفاتها فيقول:

لولا الحياء لها جني استعبار ... ولزرت قبرك والحبيب يـزار
ولهت قلبي إذ علتني كبـــــرة ... وذوو التمائم من بنيك صغار
صلى الملائكة الذين تخيـروا ... والطيبــون عليـك والأبــــرار
لا يلبث القرناء أن يتفــرقـوا ... الليــل يـكـر عليهـــم ونـهـــار


ففي هذه الأبيات نرى نفسه حزينة حين يرثي الشاعر زوجته المتوفاة.
ونراه فيها يقع بين صراع تفرضه عليه العادات والتقاليد، وبين آلامه وأحزانه ومحبته لزوجته..

إنه الآن قد فقد زوجته، أم أولاده، وقد أصبح متقدما في سنه، فقد كبر وكاد أن يتحطم، فهو بعد وفاة زوجته أصبح مسؤولا عن تربية أطفاله الصغار ورعايتهم بعد رحيل أمهم عنهم..
ثم ينتهي إلى التسليم بأمر الله ثم يدعو لها أن ترعاها الملائكة، لأنها كانت زوجة وفية صالحة..

إنه يكتم_ إن استطاع- أحزانه- وليس له إلا الصبر والإيمان فهذه هي الدنيا، ولا شيء يدوم،
وكل إنسان لا بد أن يرحل إن عاجلا وإن آجلا، فما دامت هنالك حياة، فهناك أيضا الموت.

رثاء خاص

هذا وقد رثى جرير نفسه حين رثى خصمه الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة في أواخر عمره، ومما قال:

لتبك عليه الإنس والجن إذ ثـوى فتى مضر، في كل غرب ومشرق
فتى عاش يبني المجد تسعين حجة وكان إلى الخير والمجـد يرتقـي


أسلوب جرير


أول ما يطالعنا في أسلوب جرير، سهولة ألفاظه ورقتها وبعدها عن الغرابة،
وهي ظاهرة نلاحظها في جميع شعره، وبها يختلف عن منافسيه الفرزدق والأخطل اللذين كانت ألفاظهما أميل إلى الغرابة والتوعر والخشونة.
وقد أوتي جرير موهبة شعرية ثرة، وحسا موسيقيا، ظهر أثرهما في هذه الموسيقى العذبة التي تشيع في شعره كله.
وكان له من طبعه الفياض خير معين للإتيان بالتراكيب السهلة التي لا تعقيد فيها ولا التوا.. فكأنك تقرأ نثرا لا شعرا.

ومن هنا نفهم ما أراده القدماء بقولهم: (جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر)،
وهذا القول يشير إلى ظاهرة أحرى في الشاعرين، وهي أن جريرا كان أكثر اعتمادا على الطبع من الفرزدق، وأن الفرزدق كان يلقى عناء شديدًا في صنع شعره.

وإن اعتماد جرير على الطبع وانسياقه مع فطرته الشعرية من الأمور التي أدت أيضا إلى سهولة شعره وسلاسة أسلوبه ورقة ألفاظه،
إذ كان لشعره موسيقى تطرب لها النفس، ويهتز لها حس العربي الذي يعجب بجمال الصيغة والشكل، ويؤخذ بأناقة التعبير وحلاوة الجرس أكثر مما يؤخذ بعمق الفكرة والغوص على المعاني.

ولهذا أبدع جرير في أبواب الشعر التي تلائمها الرقة والعذوبة، كالنسيب والرثاء..

على أن انسياق جرير مع الطبع وقلة عنايته بتهذيب شعره وإعادة النظر فيه، كل ذلك جعل من الابتكار والإبداع في المعاني قليلا،
لا يوازي حظ الفرزدق من ذلك، حتى أنك لتنظر في بعض أبياته فلا تجد فيها غير صور لفظية جميلة جذابة، لا يكمن وراءها معنى مبتكر ولا فكرة طريفة..

فاقرأ مثلا أبياته الغزلية في هذا المجال، تجد أنها معان مكررة، لا جدة فيها ولا طرافة،
قد وضعت في قالب لفظي جديد وعرضت عرضا جديدا..ففي هذه الصور والقوالب تظهر براعة جرير وافتنانه،
أما سعة الخيال وتوليد المعاني وطرافة الأفكار، فحظ جرير منها دون حظ الفرزدق، وإلى هذا الأمر أشار" البحتري"
حين فضل الفرزدق على جرير لتوليده المعاني، مع أن البحتري كان في طريقته تلميذا لجرير،
ينحو نحوه في رقة الألفاظ وسلاسة الأسلوب.

وكان لحياة جرير البدوية أثرها الكبير في شعره، كما كان لها أثرها في نفسه..
فتأثير النشأة البدوية واضح من جزالة ألفاظه ورقتها وسهولتها، وبداوة صوره وأخيلته..

إلا أن شعر جرير لم يخلص لأثر البادية وحدها، فقد كان للقرآن الكريم أثره في شعره،
إذ لطف فيه من طابع البداوة، وكان له أثره في رقة ألفاظه وسهولة أسلوبه،
كما كان له أثر في معانيه وأفكاره.

ولا نرى جريرا يكثر من الصور البيانية في قصيدته هذه أو تلك..
ففي شعره يظهر الأسلوب البدوي، فهو قريب التناول جميل التعبير.


خصائص أشعار جرير


يمكننا من دراستنا لشعر جرير من خلال نصوصه الشعرية أن نتبين ملامح فنه وخصائصه فيما يلي:

1- كان جرير يجول في شعره في ساحات واسعة الأرجاء ، متعددة الجوانب ،
فقد طرق أكثر الأغراض الشعرية المعروفة وأجاد فيها، وأعانته على ذلك طبيعته الخاصة المواتية.

2- كانت معاني الشاعر جرير في شعره فطرية، ليس فيها غور ولا تعمق فلسفي.
ولكنها قريبة الحضور بالبال، ومع هذا القرب، كان يعرضها في ثوب أنيق من اللفظ، تبدو به جذابة، شديدة التأثير.

3- إن الصور والأخيلة جاءت متصلة بالبادية التي ارتبطت بها حياته أشد الارتباط،
ولكنه مع هذا قد تأثر تأثرا واضحا بالروح الإسلامي والثقافة الإسلامية، ولذلك يمثل شعره الحياة البدوية تمثيلا صادقا.

4- كانت تشيع في شعره، ولاسيما في الهجاء،روح التهكم والسخرية التي قربته إلى قلوب العامة من الناس، وهيات له الظفر بخصمه.

5- لجرير بعد ذلك قدرته على انتقاء اللفظ الجزل، ومتانة النسج، وحلاوة العبارة،
والجرس الموسيقي المؤثر...
وخاصة في غزله حيث العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق لين.

فنية جرير الشعرية

الشاعر جرير من النفوس ذات المزاج العصبي وذات الطبع الناعم الرقيق،
ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة، لقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء.

فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير، وهي عنده تطغى على العقل والخيال،
ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه، فجرى على توثب إحساسه الذي يثيره أقل تهويش، وتستفزه المؤثرات العاطفية.

وقد اجتمعت العاطفة عند جرير إلى قريحة فياضة، فكان شعره ينسكب عن طبع غني .
وكأن الشاعر فعلا يغرف من بحر. فلا يجهد بشعره، ولا يعمد إلى التفاف وتنقيح ونحت كالفرزدق،
بل يسيل شعره سيلانا في سهولة، تمتد بامتداد قصائده الطويلة، وفي خفة ولباقة تعبير، وموسيقى لفظية أخاذة، بجانب الوضوح ولآسر.

وجرير، وإن كان شاعر الطبع والعاطفة المتدفقة، لم يسلم أحيانا من الصنعة وتطلب التأثير بألوان من الأساليب الفنية اللفظية.

وهكذا كان جرير أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام وأشد فتنة،
وأغنى قريحة وأرق عاطفة ولفظا، وأوضح كلاما وأوفر انسجاما ونغما موسيقيا، إلا أنه دون الأخطل والفرزدق خيالا وتفكيرا وجزالة.

الأخطل

(نحو 20-92هـ/640-710م)



أبو مالك غياث بن غوث بن الصلت، شاعر أموي فحل، وأحد شعراء النقائض البارزين، ينتمي إلى قبيلة تغلب، وهي قبيلة كثيرة العدد، منيعة الجانب كانت تنزل أراضي الجزيرة بين دجلة والفرات، ويدين أكثر أبنائها، ومنهم الأخطل، بالمسيحية. وقد غلب على الشاعر لقب «الأخطل» لسفاهته وسلاطة لسانه. ويقال إن أمه لقبته في صغره بدوبل، وهو الخنزير الصغير، وقد عيره جرير بهذا اللقب.

ولد الأخطل في ديار قومه بالجزيرة ، ونشأ فيها نشأة بدوية خالصة، وظهر ميله إلى قول الشعر، ولاسيما الهجاء. ثم اتصل ببعض أشراف قبيلة ربيعة في العراق ومدحهم. غير أن صيته لم يذع إلا بعد اتصاله بالبيت الأموي في دمشق. وقد استعان به يزيد بن معاوية في هجاء الأنصار، ليرد على تشبيب عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري برملة بنت معاوية أخت يزيد، فهجاهم بأبيات هجاء موجعاً ومنها قوله:

ذهبــــت قريش بالمكـــــارم والعلا


واللـــؤم تحت عمائـــم الأنصـــــار

وثار الأنصار لهجاء الأخطل إياهم وشكاه سيدهم النعمان بن بشير إلى معاوية، فوعدهم بقطع لسانه، ولكن يزيد حال دون ذلك، وأصبح الأخطل بعدئذ نديماً ليزيد، يحضر مجالس لهوه وشرابه وينشده أماديحه. ولما مات يزيد رثاه الأخطل بقصيدة هي المرثية الوحيدة في ديوانه. وبعد وفاة يزيد واعتزال ابنه معاوية الثاني الحكم اضطرب أمر الأمويين، ونازعهم عبد الله بن الزبير الأمر، ووقفت قبيلة قيس إلى جانبه، في حين ناصرت اليمانية وأهل الشام بني أمية وبايعوا مروان بن الحكم. ونشبت بين الفريقين موقعة «مرج راهط» التي انتصر فيها بنو أمية واليمانية، فلجأت قيس مع زعيمها زفر بن الحارث إلى الشمال واستقرت قرب الخابور مجاورة لبني تغلب. وقد استقبل التغالبة القيسيين استقبالاً حسناً في بادئ الأمر، ولكن لما تحرش القيسية ببني تغلب، وكثرت غاراتهم عليهم ناصبتهم تغلب العداوة ووقعت بين القبيلتين وقائع كثيرة، تركت صداها في شعر شعراء القبيلتين.
وقد اشترك الأخطل في إحدى هذه الوقائع، وقتل أبوه، أو ابنه فيها، كما أسر الأخطل نفسه، ثم أطلق سراحه لأنهم ظنوه عبداً. وقد استطاع عبد الملك، آخر الأمر، أن يصلح ما بينهما، واحتمل ديات القتلى. وقد وقف جرير في جانب القيسية بعد أن وقعت العداوة بينه وبين الأخطل.

قرّب عبد الملك الأخطل، وأفاض عليه عطاياه لجودة مدائحه فيه وفي بني أمية. وانقطع الأخطل إلى بني أمية، وقال فيهم أجود مدائحه، وهجا أعداءهم، فمدح من خلفائهم، غير يزيد ابن معاوية، عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك، ومدح من ولاتهم وأشرافهم بشر بن مروان وعبد الله بن أسيد، وكان مديحه لبني أمية من أجود ما قيل من الشعر السياسي في العصر الأموي. ومن أجود مدائحه فيهم رائيته «خف القطين» التي يقول فيها:

حُشْدٌ على الحق عيّافو الخنى أُنُفٌ



إذا ألمــت بهم مكروهــة صبــروا

شُمْــس العداوة حتى يســـتقاد لهـــم



وأعظــم الناس أحلامــاً إذا قــدروا


ولم يكتف الأخطل بمدح بني أمية، بل هجا أعداءهم حتى قويت دالته على الخليفة، وكان يستغل مدائحه في نصرة قومه بني تغلب، وتحريض بني أمية على القيسية أعداء قومه، وقال في ذلك شعراً كثيراً، منه قوله:

بـــني أميــــة إنــي نــــاصح لكـــم



فــــلا يبتــــنّ فيكـــــم آمنـــاً زفــــرُ


وفي عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بقي الأخطل مناصراً للأمويين مادحاً للخليفة، ولكن خصوم الشاعر استطاعوا أن ينالوا منه لدى الخليفة الذي كان أكثر تديناً من أبيه واتصافاً بالتقوى وأقل رغبة في الشعر والأدب، وغدا نفوذ الأخطل ضئيلاً وكلامه غير مسموع مما اضطره إلى الابتعاد عن البلاط خوفاً من دسائس الوشاة.

توفي الأخطل في السنة الخامسة من خلافة الوليد بن عبد الملك، وقد بلغ السبعين، ولا تتوافر معلومات موثقة عن مكان وفاته، والأرجح أنه مات بين قومه في الجزيرة. وقد مات على دينه، ويظهر أن عبد الملك حاول ترغيب الشاعر في اعتناق الإسلام، إلا أن الأخطل كان يعتذر ويتخلص بلباقة. وظلَّ وفياً لدينه، وتحمّل في آخر حياته - من خشية الموت - رياضات الزهد والتوبة والندم، ولا يوجد لعقيدته الدينية في ديوانه إلا أثر ضئيل.

كان الأخطل مسرفاً في الشراب، وكان مرحاً، بارعاً في التهكم والهجاء، ولكنه كان عفيفاً يبتعد عن التبذل في القول،ويحافظ على عفة اللسان مع سلاطته.

وكان يتخلق بأخلاق البدو ويلبس أزياءهم، حتى في البلاط الأموي، وينفر من المدينة ويحن إلى الصحراء. وكان متعلقاً بأسرته، والراجح أنه تزوج في الجزيرة بامرأة من قومه هي أم مالك رزق منها أبناء كثيرين، ثم طلقها بعد أن اختلف معها وتزوج أخرى، ثم حن إليها، وكانت بعض الاجتهادات المسيحية تجيز الطلاق.

جمع الأخطل في شخصه صفات متفاوتة، فقد قرن الإقدام والجرأة إلى الدهاء والاطلاع الواسع، وكان قومه يأخذون برأيه، وكثيراً ما شفع لأفراد منهم لدى الخليفة، وكان إلى هذا يخضع للرؤساء الروحيين لدينه خضوع الطفل، كما خضع للأمويين، ولم يكن يعبأ بما يلقاه من سخط الناقمين عليه.

تناول الأخطل جميع الأغراض الشعرية المعروفة، وكان ينظم شعره في الإطار التقليدي للشعر العربي الخالص المتوارث عن الجاهليين، وقد تفوق في المديح، وارتقى به من المديح الفردي الذي عرف في الجاهلية، إلى الشعر السياسي الذي سخره لخدمة الخلافة الأموية وتأييدها والتنديد بخصومها.

وقد ساقه موقفه من بني أمية إلى هجاء خصومهم، وكان هجاؤه مزدوج الغاية يرمي به إلى الدفاع عن بني أمية، كما يرمي به إلى الدفاع عن نفسه وقومه.

وكان الأخطل قد دخل معركة النقائض بعد أن بلغ قمة شهرته، وانحاز إلى الفرزدق، فاتصل الهجاء بينه وبين جرير، ونكاية بالأخطل أخذ جرير يمدح قيس عيلان، فيرد عليه الأخطل بهجائه وهجاء قيس. وكان هجاء الأخطل هجومياً وموجعاً من غير فحش، يطعن بالقبيلة أكثر مما يطعن بالفرد المهجو.

وقد تفوق الأخطل بالموضوعات الخمرية، كما برع في وصف الطبيعة التي أحبها فوصف الفرات والفلوات والحمر الوحشية والأراقم، أما الفن الذي قصر فيه فهو الرثاء.

امتاز شعر الأخطل بالجزالة وطول النفس وسلامة التعبير وحسن السبك، وكان يحرص على تهذيب شعره وتنقيحه، ويروى أنه أقام سنة في نظم قصيدته «خفّ القطين»، وقد أجمع القدامى على أنه أحد الثلاثة المتفوقين في فنون الشعر في العصر الأموي، أما الآخرين فهما جرير والفرزدق، وكان يجري في شعره على سنن الشعراء الجاهليين.

للأخطل منزلة تاريخية إضافة إلى منزلته الأدبية، فقد كان، بسبب اتصاله بالبلاط الأموي وانقطاعه إلى الأمراء والخلفاء واشتراكه الفعلي في الأيام والمعارك التي خاضتها قبيلته، يمثل الواقع السياسي للحكم الأموي وتناحر الأحزاب واشتداد العصبية القبلية، حتى عُدّ شعره سجلاً حياً للعصر الأموي. ترك الأخطل كثيراً من القصائد، جمعها قديماً أبو سعيد السكري وضبطها ودونها في ديوان. وطبع الديوان في العصر الحديث عدة طبعات.

الفرزدق يهجو جريراً وجواب جرير عليه
لمّا هجا الفرزدق قيساً فيما يخصّ قتيبة بن مسلم الباهليّ، قال:
أتاني وأهلي بالمدينة وقعةٌ ... لآل تميم أقعدت كلّ قائم
كأن رؤوس النّاس إذا سمعوا بها ... مشدّخةٌ هاماتها بالأمائم
وما بين من لم يعط سمعاً وطاعةً ... وبين تميم غير حرّ الحلاقم
أتغضب عن أذنا قتيبة حزّنا ... جهاراً ولم تغضب لقتل ابن خازم
وما منهما غلا نقلنا دماغه ... إلى الشّام فوق الشّاحجات الرّواسم
تذبذب في المخلاة تحت بطونها ... محذّفة الأذناب جلح المقادم
وما أنت من قيس فتنبح دونها ... ولا من تميم في الرؤوس الأعاظم
تخوّفنا أيام قيسٍ ولم تدع ... لعيلان أنفا مستقيم الخياشم
لقد شهدت قيسٌ فما كان نصرها ... قتيبة إلاّ عضّها بالأباهم
وقال جرير يجيبه:
أباهل ما أحببت قتل ابن مسلم ... ولا أن تروعوا قومكم بالمظالم
ثم قال يخوّف الفرزدق:
تحضّض يا ابن القين قيساً ليجعلوا ... لقومك يوماً مثل يوم الأراقم
كأنك لم تشهد لقيطاً وحاجباً ... وعمرو بن عمروٍ إذ دعوا ياآل دارم
ولم تشهد الجونين والشّعث ذا الصّفا ... وشدّات قيس يوم دير الجماجم
فيوم الصّفا كنتم عبيداً لعامر ... وبالحنو أصبحتم عبيد اللّهازم
إذا عدّت الأيام أخزين دراماً ... وتخزيك يا ابن القين أيام دارم
وكان من قوم الفرزدق امرؤ يدعى معبد بن زرارة (كلاهما كانا من بني دارم) حيث أنّ قيساً أسرته يوم رحرحان، فساروا به إلى الحجاز فأتى لقيطٌ في بعض الأشهر الحرم ليفيه، فطلبوا منه ألف بعير فقال لقيط: إنّ أبانا أمرنا أن لانزيد على المائتين، فتطمع فينا ذؤبان العرب، فقال معبد: يا أخي، افدني بمالي فإني ميتٌ. فأبى لقيطٌ، وأبى معبد أن يأكل أو يشرب، فكانوا يشحون فاه، ويصبّون فيه الطعام والشراب لئلا يهلك فيذهب فداؤه، فلم يزل كذلك حتى مات، فقال جرير يعيّر الفرزدق وقومه بذلك:
تركتم بوادي رحرحان نساءكم ... ويم الصّفا لاقيتم الشعب أوعرا
سمعتم بني مجدٍ دعوا يا آل عامر ... فكنتم نعاماً عند ذاك منقّرا
وأسلمت القلحاء في الغل معبداً ... ولاقى لقيط حتفه فتقطّرا
وقال في ذلك أيضاً:
وليلة وادي رحرحان رفعتم ... فراراً ولم تلووا رفيق النعائم
تركتم أبا القعقاع في الغل معبداً ... وأي أخ لم تسلموا للأداهم

جرير والفرزدق والأخطل
سئل خالد بن صفوان - وهو علاّمة بليغ فصيح- عن الفرزدق وجرير و الاخطل .. فقال : اما افخرهم فخرا واوزنهم شعرا واركبهم وعرا, واشردهم مثلا واحسنهم ملامة, السامي اذا افتخر والطامي اذا زخر فالفرزدق ...
اما اغزلهم بيتا واقلّهم قوتا , والقريب المأخذ والماجد الخضرم , والذي اذا مدح رفع واذا هجا وضع فالاخطل ...
واما ارقهم شعرا واغزرهم بحرا واهتكهم سترا , واشدهم اذى , واحسنهم عتابا فجرير ...

الاخطل هو اقدمهم في الشعر , وهو شاعر بني تغلب في وقته , وكان شاعر بني تغلب قبله كعب بن جعل , فلما حضرته الوفاة قال : يعزّ عليّ يا بني تغلب ان اموت وليس فيكم شاعر يذبّ عنكم بعدي ... فقالوا له قومه : هناك غلام نصراني منّا قد أنجب في الشعر . قال : اّتوني به ... فأتوه بالاخطل . فلما راّه قال : ان كنت تحسن الشعر فاهجني ... فاخذ كل واحد منهما يهجو الاخر الى ان قال الاخطل ابياته المشهورة والتي عدها العرب من اعظم ما قيل في الهجاء ... حيث قال :

وسميت كعبا بشر العظام *** وكان أبوك يسمّى الجعل
وأشبهت أمّك لم تعدها *** وفي ذاك عار لمن قد عقل
وأصبحت تحتل من وائل *** محل القراد من است الجمل
فقال له كعب : عليه لعنة الله , وعلى من جاء به , هذا شاعركم من بعدي ...


اما الفرزدق فكان جدّه سيدا في قومه , وكان من استجار بقبره لم يعد عليه احد , وفي ذلك قال الصلتان العبدي -شاعر- :
ويرفع من شعر الفرزدق انه *** ينوء بقوم للخسيسة رافع

وقد طلب من الصلتان ان يحكم بين جرير والفرزدق , ففضل الفرزدق بقومه وجرير بشعره , فرضي الفرزدق بحكم الصلتان وقال :
انما الشعر مروءة من لا مروءة *** له وهو أحسن حظّ الشريف
اما جرير فغضب من الحكم وقال :
بكيت , ولم أملك سوابق عبرة *** متى كان حكم الله في كرب النخل

قال التنوخي : ان شعر الفرزدق أصلب من شعر جرير , وجرير أرق شعرا و أغزر بحرا .. و مما قيل فيهما : ان الفرزدق ينحت من صخر ... وجرير يغرف من بحر. وفي هذه حكاية , وهي ان الفرزدق قدم المدينة فنزل على الاحوص الانصاري -شاعر اموي- وطلب الفرزدق غناءا ... فأخرج الاحوص جاريته فأخذت تتغنى وتقول :
ألا حيّ الديار بسعد اني *** أحب لحبّ فاطمة الديارا
اذا ما حلّ أهلي يا سليمى *** بدارة صلصل شحطوا المزارا
يحن فؤاده والعين تلقى *** من العبرات جولا و انحدارا
فقال الفرزدق : يا أهل القرية , ما أرق شعركم , وأظرف كلامكم . قالوا : أتدري لمن هذا الشعر ؟! فقال : لا . قالوا : انه لجرير ... قال : قاتله الله , ما أحوجه من عفته الى فحولة شعري ... و أحوجني الى رقة شعره مع غزلي .

ومن غرائبهما انهما سبق ان قالا ابيات لبعضهما دون ان يعلما ... فقد سبق ان قال الفرزدق ابيات عندما كان عند سليمان بن عبدالملك وسقط سيفه عندما امره سليمان ان يقتل الاسير وبلغت القصة الى جرير وهو في اليمامة فقال كأني بالفرزدق سيقول هذه الابيات ولما وصل راوية جرير الى الشام كان الفرزدق قد قال مثل ما قال جرير ... فبلغ ذلك سليمان بن عبدالملك فضحك وقال : والله لا أحسب شيطانهما الا واحد .... :

وكان جرير والفرزدق مع تساببهما قد تعاهدا على ألاّ يهجو أحدهما الاّخر اذا مات صاحبه , فمات الفرزدق أولا , فقال جرير :
مات الفرزدق بعد ما جدّعته *** ليت الفرزدق كان عاش قليلا
ثم قال والله لا أزيد على هذا البيت شيئا البتة , ثم أخذ يرثيه وقال : والله انه ما تصاول فحلان فمات أحدهما الاّ كان الاّخر سريع اللحاق به . وفعلا لم يلبث جرير الا قليلا ولحق بصاحبه .. وهذه ابيات جرير في رثاء الفرزدق وامعن في البيت الاخير :

لعمرِي لقد أشجي تميما وهـداها *** على نكبات الدهرِ موت الفرزدق
عشـية راحـوا للفـراق بنعشـه *** إلى جدث في هوّة الأرض معمق
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي *** إِلىكلّ نجم في سماء محـلق
ثوى حامل الأثقال عن كلّ مغـرم *** ودامغ شيطان الغشوم السمـلق
عمـاد تمـيم كلها ولسانـها *** وناطقها البذاخ في كل منـطق
فمن لذوِي الأَرحامِ بعد ابن غالب *** لجار وعان في السّلاسل مـوثق
ومن ليتـيم بعد مـوت ابن غالب *** وأمّ عيـال سـاغبِيـن ودردق
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما *** يداه ويشفي صدرحران محنق
وكـم من دم غال تحـمّل ثقـله *** وكان حمولا في وفاء ومصدق
وكم حصن جبّارِ همـام وسوقة *** إِذا مـا أتـى أبـوابه لم تغـلّق
تفـتّح أبـواب المـلوك لوجـهِه *** بغيـرِ حجاب دونـه أو تمـلّق
لتـبك عليه الانس والجـنّ إذ ثوى *** فتى مضرٍ في كلّ غرب ومشرق
فتى عاش يبني المجد تسعين حجّه *** وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
فمـا مات حتى لم يخـلّف وراءه *** بحـية واد صـولة غير مصـعق
منقول

ناجي أبوشعيب 24 - 5 - 2011 02:20 AM

الغالية منى
بورك فيك اختاه
طرح مميّز و مفيد جدّا
احتراماتي
أخوك ناجي

hakimnexen 24 - 5 - 2011 10:40 AM

يعطيڪَ العافيه..

موفق بإختيارڪَ..

تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..

تراتيل المطر 25 - 5 - 2011 01:51 PM

مشكورة يا المنى على الطرح
يعطيكي العافية

الآماكن 21 - 4 - 2013 01:32 AM

رد: الشّاعران : جرير والأخطل
 
مشكورة على النقل الهادف
تحياتي اخيتي

ابو فداء 21 - 4 - 2013 03:17 AM

رد: الشّاعران : جرير والأخطل
 
سلمتي وسلم عطاؤك
مووودتي

shreeata 21 - 4 - 2013 09:34 AM

رد: الشّاعران : جرير والأخطل
 
بارك الله فيك على هذه البطاقة التعريفية
فعلا موضوع يستحق المتابعة
سلمت الايادي
تحيات لك

الآماكن 22 - 4 - 2013 09:46 PM

رد: الشّاعران : جرير والأخطل
 
شكرا لك على ما طرحت


بانتظارك وبانتظار باقة من مواضيعك المفيدة


لك منّي ارق تحية وأعذبها

عشتار 23 - 4 - 2013 09:45 PM

رد: الشّاعران : جرير والأخطل
 
يعطيڪَ العافيه..

إختيارڪَ موفق جدا..

تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..

أوراق الزمن 6 - 5 - 2013 10:07 PM

رد: الشّاعران : جرير والأخطل
 
يسلموو ع الطرح الرآآئع
بنتظــــآآر جديدكـِ
دمت بخير


الساعة الآن 04:59 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى