منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   فلسفة وعلم نفس
علم ما وراء الطبيعه والقوى الخارقه
(http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=75)
-   -   الفوضى...مرض أم كسل؟ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2940)

صائد الأفكار 28 - 12 - 2009 12:19 AM

الفوضى...مرض أم كسل؟
 
الفوضى...مرض أم كسل؟


ثمة نماذج كثيرة من الأشخاص الفوضويين. يعتبرهم البعض كسولين ويراهم البعض الآخر مبدعين. هل المهووسون بالنظافة والترتيب أفضل حالاً؟ من هم الفوضويون حقاً؟ لنكتشف ذلك.
يرمي الفوضوي الأغراض التي لم يعد بحاجة إليها جانباً، وكأنّ أحداً آخر سيرتّب المكان بدلاً عنه. هذا هو الوضع في غالبية الحالات إذا كان المرء لا يعيش وحده، فتتكفّل الزوجة أو الزوج أو مدبّرة المنزل بدور الأم. لا يجيد هذا الشخص الاتكال على نفسه. صحيح أنه يشعر بالكآبة لدى رؤية أوراق العمل متكدّسة في جواره، لكنه لا يحرّك ساكناً لترتيبها إلا إذا اضطرّ لذلك. قد يواجه مواقف خطيرة مثل التخلّف عن دفع الضرائب التي تتراكم وتطرح مشكلة كبيرة له. باختصار، يقع هذا الشخص في مشاكل هائلة إذا لم يجد من يصحّح هفواته ويقوم بالأعمال مكانه. لا ينمّ هذا الوضع عن كسل فحسب، بل عن افتقار إلى حسّ النضوج والاتكال على الذات. الشخص الفوضوي هو إنسان يفتقر إلى الشعور بالأمان ويحتاج دائماً إلى من يعتني به ويطمئنه ويبقى إلى جانبه حتى لو كان طبعه أقرب إلى المراهقين الطائشين.
هوس
كثيراً ما ننتقد الأشخاص الفوضويين وننعتهم بالكسالى. إنه حكم أخلاقي لم يعد ينطبق على الحياة العصرية. يعود هذا التفكير إلى القرن التاسع عشر حين كانت واجبات المرأة تحديداً تقتصر على الاهتمام بنظافة المنزل وترتيبه. لكنّ هذه الفكرة لا تزال شائعة حتى اليوم. يرى الخبراء أنّ المهووس بالترتيب هو كسول بقدر الفوضوي. حين ينظّف المهووس بالترتيب جميع أنحاء المنزل، يقوم بذلك لعدم الاضطرار إلى فعل ذلك مجدداً. يريد هذا الأخير العيش في بيئة نظيفة ويرفض أن يأتي أحد من الخارج لتلويثها. لذلك يفضّل رؤية أصدقائه في الخارج أو يطلب منهم نزع أحذيتهم إذا جاؤوا إلى منزله، ويمضي الأمسية منزعجاً بسبب تكدّس الأوساخ والبقع على المفروشات. كابوسه الفعلي هو تنظيف المنزل مجدداً.
تأثير نظرة الآخرين
المهووس بالترتيب مهووس أيضاً بنظرة الآخرين إليه، لذا يسعى إلى إعطاء صورة إيجابية عن نفسه أمامهم. يريد إثبات كم هو شخص مثالي لأمّه التي يراها في كل شخص يزوره. لا يثق بنفسه وأكثر ما يريده بلوغ الكمال، وهذا أمر مستحيل! على العكس من ذلك، يرغب الشخص الفوضوي في التعبير أمام العالم أجمع عن رفضه واستهزائه بالقواعد السائدة. تنجم ردة الفعل هذه غالباً عن تربية قاسية منعته من التعبير عن نفسه، فيتمرّد في سن الرشد. بعد أن اعتاد على الانصياع للأوامر، سرعان ما يرفض العيش وفقاً لنظام معيّن حين يكبر ويعارض جميع الأمور {الإلزامية}. هكذا يحمي نفسه من الأشخاص الذين يرفضونه عبر فرض نمط حياته على الآخرين. بالتالي، لا مجال للجمع بين شخص فوضوي وآخر مهووس بالترتيب تحت سقف واحد.
انعزال عن العالم
يقول الشخص الفوضوي غالباً إنه يشعر براحة تامّة في بيئته الفوضوية. صحيح! يطوّر هذا الشخص ذاكرة وغريزة مدهشتين حين يُطلب منه إيجاد غرض معيّن وسط الفوضى في حين لا ينجح الآخرون في إيجاد هذا الغرض مطلقاً. إنه أحد أشكال النرجسية. على صعيد آخر، لا يترك الفوضوي أي مساحة للآخرين فيبادر أصدقاءه بالقول: 'لا، لا تأتوا إلى منزلي. إنها فوضى عارمة!'. يهدف تكديس الفوضى أيضاً إلى إبعاد الآخرين وإثباط عزيمتهم ومنعهم من التدخّل في الأمور الشخصية. كذلك يحب الفوضوي التنعّم بالهدوء، فيحمي نفسه وراء جبال من الأغراض المتراكمة. لا أحد يتحلّى بالشجاعة الكافية لمساعدته أو حتى زيارته. إنه نظام حياة لا يحبّذ المشاركة! أخيراً، تجدر الإشارة إلى أنّ الفوضى والهوس بالترتيب وجهان لعملة واحدة.
هدف مستحيل
كم يصعب العيش وسط الفوضى! يؤثر هذا الوضع على نظام الحياة ككلّ وإدارة الأعمال والالتزام بالمواعيد وشراء الطعام وغيرها من أبسط الأمور. لذلك، يشعر المرء بالهلع والانزعاج وسرعان ما تبدأ المعاناة... في المقابل، لا يعطي الهوس بالترتيب أي راحة أيضاً، إذ يبقى المرء في هذه الحالة متمسكاً بنظرة الآخرين إليه، ويمضي حياته في التأكد من نظافة كلّ ما حوله وترتيبه، فيعمد إلى التنظيف المستمرّ وكأنه يريد بذلك غسل أخطائه والتكفير عن ذنوبه. حين يبدأ الشخص بالسعي إلى الكمال، تندرج حالته تحت فئة المرض النفسي. لا داعي للقلق إذا كان في الثلاثين من عمره يعاني من قلّة التنظيم. لا خطر في عيش مرحلة من الإرباك، إذ قد يمرّ المرء بتوتر عاطفي أو مهني ويسعى إلى إيجاد نفسه. قد يبدي البعض ردة فعل معاكسة تتمثّل بتنظيم المنزل والمواعيد، في حين يتصارع البعض الآخر مع كومة الغسيل المتكدّسة والثلاجة الفارغة. من الضروري تقبّل استحالة بلوغ الكمال والتمتع بالعيش عبر تنظيم الأمسيات اللطيفة من دون الانزعاج من التدخين أو الجوّ الاحتفالي، وتقبّل رؤية بعض الملابس في الأرض أحياناً، لكن من دون الوصول إلى حدّ الفوضى المطلقة. يساهم بعض الفوضى في تنمية حس الإبداع، فهي مرادفة للحرية. أما الجحيم الحقيقي، فيكمن في الفوضى العارمة والهوس بالترتيب في آن. وحده الاعتدال في الأمور يضمن حرية فعلية.
نصائح
حين نحبّ ديكور المنزل الذي نعيش فيه وتحيط بنا أغراض جميلة، نشعر بالتناغم في حياتنا. يمكن تصميم ديكور جميل من دون تقليد الديكورات الفاخرة الموجودة في المجلات! يجب التخطيط لمشاريع الغد من دون المبالغة في ذلك. في حال التحضير لعشاء في المنزل مثلاً، لا داعي للقيام بجميع أنواع الأعمال المنزلية بعد مغادرة الضيوف في ساعة متأخرة. يمكن ترك ذلك إلى الغد. لكن إذا مرّت ثمانية أيام على بقاء الفوضى في المنزل، نكون تخطينا حدود الفوضى الطبيعية. يكمن الحلّ في إيجاد توازن في الحياة. عموماً، تختفي هذه الفوضى المرضيّة مع التقدّم في السن، إذ يتعلّم المرء تدريجاً كيفية تقليص مساحات الفوضى وتنظيمها بشكل أفضل. يسهل فرض النظام عند بلوغ درجة معينة من الاستقرار العاطفي والمهني والمالي.
شهادة حيّة
ندى، 29 عاماً:
{طالما عشت في جوّ من الفوضى. لم أكن أرتّب غرفتي في صغري. لكني كنتُ أعرف دائماً مكان ألعابي. اليوم، لم يتغيّر الوضع كثيراً. ما زلت أكدّس الأوراق والملابس والكتيّبات... لكن حين أحتاج إلى أي غرض، أجده خلال ثلاث دقائق. تكمن مشكلتي في عدم قدرتي على الترتيب. في الواقع، لا قيمة للأشياء في نظري. حين أنهي شرب الشاي مثلاً، يختفي الكوب الذي كنت أحمله عن ناظريّ! سرعان ما أفقده في الغرفة! ينطبق الأمر نفسه على منشفة الحمام صباحاً وحذائي حين أعود إلى المنزل... وكلّ ما أستعمله! أعمل في المنزل، حين يعود زوجي من عمله، يكفي أن ينظر إلى الشقة ليعرف ما فعلته طوال اليوم. يشعر زوجي بالغضب من هذا الوضع في بعض الأيام. لكنّ الأمر أقوى مني. أعجز عن ترتيب الشقة ولا أقدر حتى على رمي الأغراض التي لا أحتاج إليها}.

جليسة الشاطئ 28 - 12 - 2009 11:40 PM


الغريب 1 - 5 - 2014 11:21 AM

رد: الفوضى...مرض أم كسل؟
 
شكرا لك على ما طرحت

بانتظارك وبانتظار باقة من مواضيعك المفيدة

لك منّي ارق تحية وأعذبها


أرب جمـال 2 - 5 - 2014 01:05 PM

رد: الفوضى...مرض أم كسل؟
 
سلمت يداك صائد
كل التقديري لك

شيماء يوسف 2 - 5 - 2014 03:46 PM

رد: الفوضى...مرض أم كسل؟
 
بصراحة لو حد روق عندى بتوه ومعرفش مكان الحاجة

انا منظمة جدا مش فوضوية بس محبش حد يروق مكان

هو كسل صراحة

ههههههههههههه
دمت على الموضوع

Miss Jordan 2 - 5 - 2014 07:57 PM

رد: الفوضى...مرض أم كسل؟
 
أحب النظام والترتيب وهذا لا يعني انني غير فوضوية بعض الأوقات اترك المكان بفوضويتهم لاستمتع بترتيبه
شكرًا صائد الأفكار

بنت الأردن 2 - 5 - 2014 08:25 PM

رد: الفوضى...مرض أم كسل؟
 
الفوضى عندي هوايه ههههه
يسلمو على الطرح

صائد الأفكار 2 - 5 - 2014 08:34 PM

رد: الفوضى...مرض أم كسل؟
 
ردود مميزه
شكرا لمروركم الجميل
شيماء ،،سعدت بردك وبنت الاردن ايضا

تحياتي
صائد

shreeata 2 - 5 - 2014 08:37 PM

رد: الفوضى...مرض أم كسل؟
 
سلمت الايادي على الموضوع
تحيات لك

ابو فداء 3 - 5 - 2014 01:39 AM

رد: الفوضى...مرض أم كسل؟
 
هههههههههه
انا بحب العمل الاداري المنظم لانه جزء من شخصيتي وجوهر عملي
كثير من الاوراق الخاصه بحب اجمعها بأماكن غير مرتبة
بجد زوجتي ترتبها بنجن لانها بتخربطلي كل شئ
رغم فوضويتها الا اجد ما اريد كيف شئت
بين البينين بكوون اجمل
تحياتي


الساعة الآن 09:36 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى