قديما كان هناك حكاية أطلقوا عليها اسم " الفراشات المفلفلة " http://www.harunyahya.com/arabic/boo...butterfly1.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/boo...m/industry.jpg صور الفراشات المفلفلة الموجودة على قشور الاشجار و التي نشرت في كتب علم الاحياء الدراسية لعشرات السنوات هي صور لفراشات ميتة ألصقها كتلويل بالصمغ أو شبكها بأى شيء على هذه الاشجار. يعتبر بيستون بيتولاريا Biston Betularia واحداً من اشهر الانواع ربما في كل عالم الحيوان. و ترجع شهرة هذا النوع من الفراشات المرتبطة بعائلة الأرفية، إلى كونه من اهم النماذج المزعومة التي ساقتها نظرية داروين " و لم يخضع للمراقبة " . و هناك شكلان مختلفان لهذا النوع. فمنه النوع الملون الذي يطلق عليه اسم Biston Betularia Typica و له لون كريمي تغطية بقع صغيرة غامقة اللون. و يعرف هذا النوع من الفراشات بين الناس باسم " الفراشة المفلفلة ". الا انه و مع اواسط القرن التاسع عشر بدا يظهر و ينتشر نوع آخر من الفراشات و يلفت الانظار اليه. و هذا النوع له لون غامق يغطي و بسبب هذا اللون الذي يقترب إلى اللون الاسود اطلق عليها اسم Biston Betularia الفحمي نسبة إلى الفحم. و يشير اليه البعض بكلمة " الاسود " التي تعبر عن لونه الغامق تماماً. لقد بدأ هذا اللون الغامق ينتشر تدريجيا في انجلترا في القرن التاسع عشر. و اطلق على هذا اللون اسم " السفع ". و بناءا على هذا كتب انصار نظرية التطور قصة ظلوا يتداو لونها فيما بينهم بحماس كبير طيلة ذلك القرن. لقد سجلت هذه القصة على اعتبار انها اشهر " دليل على التطور " في كل العصور. و اخذت كل كتب الاحياء المختلفة تقريباً و المراجع الموسوعية و وسائل الاعلام الخاصة بنظرية داروين و المتاحف و الافلام الوثائقية أيضاً أخذت جميعها تتناقل هذه القصة و ترويها. و تُروي هذه القصة باختصار على النحو التالي: مع بدايات عصر النهضة في انجلترا، كانت الفراشات الموجودة على الاشجار في المناطق المتاخمة للتجمعات الصناعية مثل مانشستر و غيرها لها لون فاتح. و لهذا السبب كان من السهل للغاية تمييز الفراشات " قاتمة اللون " ذات الالوان الغامقة التي تقف على الاشجار، عن العصافير التي تأكل معها و هو ما جعل الأماكن التي تعيش فيها قليلة جداً. الا انه و بعد مرور خمسين عاما و بموت حزاز الصخر ( نوع من الطحالب ) ذات اللون الفاتح و الذي كان موجود على الاشجار و بتلون الاشجار باللون الاسود نتيجة للتلوث الصناعي استطاعوا ان يصطادوا العصافير فاتحة اللون بسهولة من على الاشجار . و في النهاية بينما اخذت أعداد الفراشات ذات اللون الفاتح تتضاءل، أخذت الفراشات القاتمة اللون تتزايد في الوقت لأنهم لم يستطيعوا تميزها و اصطيادها من على الاشجار التي تحولت هي الاخري إلى لون قاتم. أما انصار التطور، فأخذوا يتوهمون من خلال هذه السلسلة من الاحداث التي أصبحت دليل مهم على نظرياتهم، أن الفراشات ذات الالوان الفاتحة تطورت و تحولت بمرور الوقت إلى فراشات ذات الوان غامقة. و بناءاً على القصة الكلاسيكية التي تروي في المصادر الدارونية فإن هذه القصة تأتى في مقدمة " حكايات التطور " جمعاء. بيد أن هذه القصة الدارونية الكلاسيكية ، تحطمت اليوم، مثلها في ذلك مثل باقي الحكايات المزعومة الاخري التي انهارت و تهاوت هي الاخري. و لكي نري هذا بشكل أكثر وضوحا فإنه من الضروري ان نتطلع إلى تطور الحكاية كلها. صور فراشات(كيتليويل Kettlewell) اللاصقة: إن تلك الأطروحة التي كثرت، وظهرت فيها بسبب الثورة الصناعية الموجودة في إنجلترا تلك الصور ذات اللون الداكن التي تخص الفراشات المفلفلة، كان قد بدأ الحديث عنها و(دارون) كان لا يزال على قيد الحياة. فهذه الحكاية قد ظلت في جدول الأعمال وظهرت على سطح الأحداث كتعليق وتأويل ليس إلا وكان ذلك في النصف الثاني من القرن العشرين. وذلك لأنه لم يكن هناك على الساحة أي تجارب أو ملاحظات علمية من شأنها تصويب وتصحيح هذه الحكاية البادية على السطح. ومن ثم فإن (H.B.D كيتليويل) عالم الأحياء المحترف، وأحد الأطباء ممن يتبعون(دارون)، قد عقد العزم على إجراء سلسلة من التجارب في عام 1953 حتى يتسنى له أن يذهب بهذا الفراغ. فخرج إلى سهوب إنجلترا، وأجري تجاربه، وملاحظاته في تلك البيئات التي تعيش فيها تلك الفراشات المفلفلة. فلاحظ(كيتليويل) أن كلا من الفراشات ذات اللون الفاتح، والأخرى ذات اللون الداكن تهجم بأعداد متساوية على المناطق كثيفة الأشجار، ولا حظ كذلك أيا منهما يتم اصطياده من قبل الطيور بشكل أكبر. وأثبت أن ذوات اللون الداكن من تلك الفراشات يتم اصطيادها بشكل أكبر وهي على تلك الأشجار التي توجد عليها الأُشُن Liken ذات اللون الفاتح. ولقد أعلن (كيتليويل) هذه الحكاية لكل العالم بإحدى المقالات التي تحمل عنوان(دليل دارون المفقود)، والتي نُشرت في عام 1959م في المجلة الأمريكية المتطرفة للعلوم الدارونية. وكان لتلك المقالة الأثر الأكبر في خلق حالة من الهياج والانفعال، ورد فعل كبير في العالم الداروني. وقام علماء الأحياء أتباع (دارون) بمباركة (كيتليويل) وتهنئته لأنه يزعم أنه أثبت صحة نظرية التطور التي تأتي في مقدمة الأعمال. ونُشرت في شتي الأنحاء تلك الصور التي تعرض فراشات(كيتليويل) وهي على جذوع الأشجار. وفي فترة الستينيات احتلت حكاية(كيتليويل) هذه مكانا لها في كل الكتب الدراسية، وستظل طوال أربعة عشر عاما ذا تأثير على أذهان الطلاب الذين يدرسون الأحياء.142 وإن ملاحظة أول تلك الغرائب التي تكتنف تلك الحكاية الشهيرة إنما كانت في عام 1985م. حيث إن هناك مدرس أحياء أمريكي شاب يدعي (كراج هولدرجه) قد قرر أن يدرس بعض الشيء حكاية الفراشات المفلفلة التي كان يعلمها لطلابه منذ سنوات. وأثناء دراسته وأبحاثه صادف تعبيرا مثيرا في ملاحظات(سير سيريل كلارك) الذي يعد من الأصدقاء المقربين لـ(كيتليويل)، ومن المشاركين في تجاربه. حيث كان (كلارك) يقول ما يلي: " إن الشيء الوحيد الذي راقبناه وشاهدناه إنما هو أين تقضي الفراشات يومها. فاستطعنا أن نجد اثنين من (Betularia) على جذوع الأشجار، وفي المصايد والشراك التي نصبناها."143 فلقد كان هذا اعتراف ملفت للنظر بحق. وإن الصحفي الأمريكي(جوديث هوبير) الذي يكتب في العديد من المجلات مثل Atlantic Monthly, New York Times Book Review ) قد أخذ يميط اللثام على النحو التالي عن رد فعل(هولدرجه) في كتابه الموسوم بـ(الفراشات والبشر: الحكاية التي لم تُحكي للفراشات المفلفلة والعلم Moths and Men: The Untold Story of Science and The Peppered Moth) طبعة عام 2002 وهو الكتاب الذي اتخذ من أسطورة الفراشات المفلفلة موضوعا له، ورد الفعل هذا كان على النحو الأتي: ه. ب. د. كيتِّلويل H. B. D. Kettlewell كتاب Judith Hooper الشهير لقد سأل (هولدرجه) نفسه قائلا " ماذا يدور من أشياء هنا". وكان يحكي أنه منذ سنوات وهو يعرض على أنظار طلابه تلك الصور التي تعرض الفراشات التي تحط على جذوع الأشجار، وأن الطيور تختار الأوضح من تلك الفراشات لتصطاده...." لكن الآن إذا بنا نجد أحد هؤلاء الذين درسوا هذه الفراشة لمدة خمسة وعشرين عاما يخبر بأنه قد رأي اثنين فقط من تلك الفراشات وهي تحط على جذع الشجرة." فماذا حدث للأُشُن، والطيور، والتمويه؟ وماذا حدث للحكاية الكبيرة لسّفع الصناعة ؟ فهل كانت هذه الحكاية تقوم على أساس حكي أن الفراشات تحط على جذوع كافة الأشجار؟144 فهذه الغرابة التي كان (هولدرجه) أول من لاحظها، وأماط اللثام عنها، قد أظهرت في غضون فترة وجيزة الوجه الخفي لتلك الفراشات المفلفلة. وعلي حد قول (جوديث هوبير) "فإن (هولدرجه) لم يكن هو الشخص الوحيد الذي ظهر ولاحظ الصدوع والشقوق الكائنة بحكاية الفراشات الصناعية. فلم يمضي الكثير حتى أشعلت هذه الفراشات المفلفلة المناقشات العلمية الحارة." حسنا، ما هي هذه الحقائق التي كانت تظهر في تلك المناقشات العلمية؟ فهناك كاتب أمريكي أخر قد أماط اللثام عن هذا الموضوع بشكل مفصل، وهذا الكاتب إنما هو عالم الأحياء(جوناتهان ويلز). فلقد خصص مكانا لتلك الحكاية في كتابه الموسوم بـ(Icons of Evolution أو أيقونات التطور). وفي هذا الكتاب وصف ذلك العمل الذي عُرف بأنه دليل عملي على هذه الحكاية، والذي قام به (برنارد كيتليويل)، بأنه في حقيقة الأمر فضيحة علمية. وأستطاع أن يرتب على النحو الأتي عناصر هذه الفضيحة: إن العديد من الدراسات والأبحاث التي أُجريت بعد تجارب (كيتليويل) أثبتت أن نوعا واحدا فقط من تلك الفراشات مثار الجدل هو الذي يحط على جذوع الأشجار، بينما تفضل كافة الأنواع الأخرى الأجزاء السفلية من الأفرع الأفقية. وإن الجميع يقرون بأن الفراشات بدء من الثمانينيات قد بدأت تحط على جذوع الأشجار لكن بشكل نادر جدا. وإن العديد من رجالات العلم ممن قاموا بأعمال في هذا الموضوع بلغ عمرها خمسة وعشرين عاما أمثال سيريل كلارك، وروري هوليت، وميشيل ماجروس، وتوني ليبرت، وباول براك فيلد، قد أفادوا: " بأن عالم الأحياء(كيتليويل) قد أجبر الفراشات في تجاربه على التصرف على غير تصرفاتها الطبيعية، ومن ثم فإنه لن يكون من الممكن علميا قبول نتائج هذه التجربة" وإن رجال البحث الذين قاموا بدراسة تجربة(كيتليويل) قد واجهوا نتيجة أكثر إثارة ولفتا للانتباه وهي تتمثل في أن نسبة ذوات اللون الداكن من تلك الفراشات كانت تمثل أربعة أضعاف ذوات اللون الفاتح منها، في حين أنه من المنتظر أن تكون الفراشات ذات اللون الفاتح أكثر من ذلك في مناطق إنجلترا التي لم تتدنس وتلوث. أي أنه لا توجد ثمة علاقة بين قشور الأشجار، وبين النسبة في أعداد الفراشات وذلك مثلما يدعي(كيتليويل)، ومثلما يكرر كل واحد من أتباع نظرية التطور في كل مصدر من المصادر تقريبا. وإنه كلما بُحث أصل هذا العمل، كلما كبرت أبعاد الفضيحة: ففراشات العثة الكائنة على قشور الأشجار والتي التقط(كيتليويل) صورا لها، كانت في حقيقة الأمر فراشات ميتة. فلقد ألصق (كيتليويل) هذه الأحياء الميتة بالشجرة بواسطة إبر، وغراء، والتقط لها صورا وهي على هذا الشكل. ولما كانوا قد وضعوا في حقيقة الأمر الفراشات على الأجزاء السفلية من الأفرع، وليس على الجذوع، فإنه لم يكن من قبيل الإمكان على الإطلاق الحصول على صورة هكذا.145 ولقد تمكن لدنيا العلم من معرفة وإدراك هذه الحقائق في نهاية التسعينات. وإن انهيار أسطورة الفراشات الصناعية بهذا الشكل قد خلق شعورا كبيرا بخيبة الأمل بين ظهراني أصحاب نظرية التطور، وذلك لأن هذه الفراشات كانت تعد من أكبر أدوات نظرية التطور التي كان يتم استخدامها لعشر سنوات في دروس الأحياء. ومن هؤلاء(جيري كويون) الذي أعرب عن أنه شعر بحزن كبير جدا لما علم بذلك الزيف الذي يكتنف مسألة الفراشات المنقطة. 146 ـ ارتفاع الأسطورة وانهيارها: حسنا، كيف تم تلفيق هذه الحكاية؟ إن(جوديث هوبير) يوضح على النحو التالي كيف أن(كيتليويل) وغيره من أنصار(دارون) الذين ألفوا معه حكاية الفراشات المفلفلة التطورية، قد شوهوا الأدلة من أجل البحث عن دليل لتلك النظرية الدارونية، وأن يُصبحوا من المشاهير، ووضح كذلك كيف أنهم أخذوا يخدعون أنفسهم بأنفسهم: لقد تخيلوا الأدلة التي من الممكن أن تكون مثار جدال ونقاش فكري وعلمي، لكن كانت تتمركز في كل هذه الأشياء فكرة العلم الملفق، والأصولية الغير موثوق بها، والأحكام المسبقة التي تتسم بالانحياز. وتجمعت حول تلك الفراشات كومة مليئة بالميول الإنسانية لأشهر علماء أحياء عصرنا التطوريين(أي من أتباع وأنصار نظرية التطور)، وبغشهم وخداعهم لأنفسهم.147 ومن أهم العوامل التي ساعدت على انهيار الحكاية هو تلك التجارب التي أجراها العديد من العلماء الآخرين على نفس الموضوع بعد أن أُدرك أن (كيتليويل) قد شوه التجارب وحرفها. وكان(بروس جرانت) من جامعة(College of William and Mary) واحدا من علماء الأحياء التطوريين الذين درسوا حكاية الفراشات المفلفلة، وأقروا بعدم صلاحيتها. وينقل لنا(جوديث هوبير) على النحو التالي تحليله بشأن تلك النتيجة التي توصل إليها رجال العلم الذين أعادوا تجارب كل من (جرانت)، و(كيتليويل): http://www.harunyahya.com/arabic/boo...rbutterfly.jpg وكان(بروس جرانت) يقول بشأن أعمال(كيتليويل) السائدة (أي بحق الفراشات):" لم يتحقق أي شيء هكذا على الإطلاق. " فلقد أجريت التجربة من قبل كل من (ديفيد ويست)، و(سيريل كلارك)، وأنا أيضا أجريت تلك التجربة. وأجراها أيضا الجميع. ولم يحصل في النهاية أي شخص على أي نتيجة على الإطلاق." أما بشأن توافق الخلفية التي علي(جذوع الأشجار)، فإنهم أعادو تجارب كل من (ميقولا)، و(جرانت)، و(سارجينت كيتليويل)، ووصلوا إلى نتائج مغايرة تماما لما وصلت إليه نتائجهم. وكان (بروس جرانت) يقول " إنني أتوخى الحذر من أن أصف(كيتليويل) بأنه رجل غشاش أو مزيف" " لكنه كان بمثابة رجل علم غير دقيق على الإطلاق" 148 أما الدليل الأخر الذي أثبت خطأ حكاية التطور تماما تلك الحكاية التي بشأن الفراشات المفلفلة، إنما هو (Biston Betularia) بأمريكا الشمالية. فإن الأطروحة التطورية كانت من أجل أن توضح أن تلوث الهواء الناجم عن الثورة الصناعية هو الذي كثف تلوث الفراشات. وإن تجارب(كيتليويل) وملاحظاته بانجلترا قد تم تحليلها وكأنها دليلا على هذا. حيث إن نفس الفراشات تعيش في أمريكا الشمالية وبالرغم من أن تلوث الهواء موجود هنالك أيضا فإنه لم يُشاهد هنالك أي سّفع على الإطلاق. ويوضح لنا(جوديث هوبير) فيما يلي هذا الأمر منوها بالاستنتاجات العلمية للعالم الأمريكي(سيدور ديفيد): Natural HistoryMuseum, London إن التطوريين قد أغمضوا أعينهم، وضربوا صفحا عن أمور ومسائل قارة أمريكا الشمالية التي تكون وتشكل مشكلات حرية بالتسجيل والتدوين ضد تلك الحكاية الكلاسيكية التي قيلت بشأن جذوع الشجار ذات اللون الداكن، وتلوث الهواء، وغيرها من الموضوعات الأخرى. وإن هذه الصور الداكنة المنتشرة في كل من ولاية(مين Maie)، وفي جنوب كندا، وفي(بيتيسبرجPittsburgh)، وفي ضواحي نيويورك... وعلي حد رأي(سارجينت) فإن هذه الحالة الموجودة بأمريكا الشمالية من شأنها أن تفند فرضية سّفع الصناعة الكلاسيكية. فهذه الفرضية تفترض أن هناك علاقة مباشرة وقوية بين الصناعة(تلوث الهواء، والمساحات التي صارت داكنة) وبين كثرة السّفع. لكن(سارجينت) يقول"إن هذا بغير صحيح"، " لا يتسنى لـ(دانيس أوين) في دراساته الأصيلة، ولا لغيره منذ زمن وحتى الآن أن يجد علاقة كهذه على الإطلاق."149 وإنه مع ظهور كل هذه الحقائق، يتضح لنا أن حكاية الفراشات المفلفلة التي كان يتم النظر إليها على أنها " دليل دارون المفقود "، بمثابة عمل تمويهي ومخادع عملاق. فمنذ عشر سنوات وكان مئات الملايين من الناس في شتي أنحاء المعمورة يُزودون بمعلومات خاطئة مضللة بتلك الحكاية العتيقة القديمة التي كانت تُكرر باستمرار، وكذلك بتلك الصور التي تعرض على أنظارهم عددا من الفراشات الميتة التي قد ثُبتت بإبر على قشور ولحاء الأشجار. ولا جرم أن الأدلة التي تحتاج إليها النظرية الدارونية لا تزال مفقودة، وذلك لأنه لا يوجد دليل هكذا. وإن إحدى المقالات التي نُشرت في عام 1999 م في جريدة (The Daily Telegraph) التي تصدر في لندن توضح على النحو التالي كيف كانت نهاية أسطورة الفراشات المفلفلة: إن خبراء نظرية التطور يعترفون في صمت مطبق بأن نماذجهم بشأن نظرية (شارل دارون)، وارتفاع وانهيار أسطورة الفراشات المفلفلة كلها أمور تعتمد على سلسة متتالية من الأكاذيب المضللة. وإنه يتم التفكير في أن تلك التجارب التي أُجريت على تلك الفراشات في الخمسينات والتي كان يُهدف بها منذ زمن إثبات حقيقة الاصطفاء الطبيعي، قد أصبحت شيئا لا قيمة له إذن، وذلك لأنه كان هناك اعتقاد بأن هذه التجارب لم يُخطط لها وتصمم إلا من أجل أن تأتي بالجواب (المطلوب) ألا وهو جواب " صح ". وإن العلماء يعترفون بأنهم لا يعرفون على الأقل الآن الشرح الحقيقي لنبذة (Biston Betularia) المذكورة في الكتب الدراسية بشأن نظرية التطور.150 وحمادي القول أن أسطورة(سّفع الصناعة) التي طالما دافع عنها التطوريون بحرارة، أو بقول أخر ما كان يعتقدون فيها أنها أدلة نظرية التطور، قد أصبحت فاسدة ولا قيمة لها. http://www.harunyahya.com/arabic/boo...utterfly11.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/boo...butterfly3.jpg لا زال الفراش الزائف، موجود في متحف تاريخ الطبية. علي الرغم من اكتشاف ان قصة كتلويل الخاصة ب" تطور الفراش المفلفل " ليس لها أدني صلة بالحقيقة، فلا زال هناك أشخاص يؤمنون بهذه الاكذوبة المستمدة من نظرية داروين و كأنها حقيقة علمية مسلم بها. و لا زالت تلك الصور التي تم رفعها من متحف تاريخ الطبيعة الموجود في لندن في اكتوبر عام 2003، لا زالت تعرض قصة " الفراش المفلفل في " قاعة داروين " الموجودة في المتحف. لندن، متحف تاريخ الطبيعة في بعض الأوقات كان من الممكن أن تنخدع دنيا العلم بالأساطير مثل أسطورة تطور الفراشات المفلفلة، وذلك بالطبع ناتج عن النقص العلمي، والعصبية. لكن الآن انهارت كل الأساطير الدارونية التي على شاكلة هذه الأسطورة. |
حتى أزمان قريبة كانت توجد أساطير الطائر الديناصور: أكذوبة " طائر الدينو " التي تداولتها وسائل الاعلام ليس لها أى اساس علمي. ( امريكا العلمية، آذار 2003 إن الديناصورات التي كانت تمتلك ريشا مثل ريش الطير، أو التي كانت تُعرف باسم(الطيور الديناصورات) الخيالية، كانت تمثل خلال العشر سنوات التي تجاوزناها أحد أهم الأدوات التي كان يستخدمها أتباع(دارون) في الدعاية. وإن الأخبار الرئيسية بالصحف المتعلقة بـ(الطائر الديناصور)، والرسومات التي كان يتم رسمها، والتصريحات المزعومة التي كان يدلي بها خبراء نظرية التطور، كل هذه الأشياء كان من شأنها إقناع طائفة من الناس بأنه كانت توجد في فترة من الفترات الكائنات الحية(الطيور الديناصورات) وهي التي نصفها طائر والنصف الأخر منها ديناصور. وإن أكثر الدفاعات عن تلك النظرية تفصيلا، وأخرها ظهورا، إنما هي تلك التي ظهرت في إحدى المقالات التي تحمل عنوان(هل هو ريش طائر أم هو طائر؟ وأيهما ظهر أولا؟) والذي كتبه كل من(ريتشارد أو بروم)، و(آلن بروش) وهما من علماء الطيور المشاهير، ولقد نُشرت هذه المقالة في عدد مارس من عام 2003 من مجلة(Scientific American). فكلا العالمين أي(بروم)، و(بروش) كانا يفكران بأنه قد أن الأوان بعد لإنهاء ذلك الجدل الذي طال كثيرا بين التطوريين بشأن أصل الطيور، ويزعمان أيضا أن الاستنتاجات العلمية قد خرجت بنتيجة مذهلة وملفتة للانتباه. ووفق هذا "فإن ريش الطير، قد تطور في (الطائر الديناصور) قبل ظهور الطيور. ويزعمان أيضا أن ريش الطير ليس من أجل الطيران، وأن هذا الريش قد تطور من أجل عدة أهداف مثل" العزل، ومنع وصول الماء، وجذب الجنس الأخر، والتمويه، والدفاع"، ويزعمان كذلك أن ذلك الريش يُستخدم للطيران كأخر شيء. عارض عالم الطيور الشهير فيدوكيا Feduccia أسطورة " طائر الدينو ". ويعد عالم الأحياء البروفسور(آلن فيدوكسياAlan Feduccia) من قسم الأحياء بجامعة(كارولينا) الشمالية هو أحد من يمكن الرجوع إلى أرائهم في هذا الموضوع. فالبروفسور(آلن فيدوكسيا) هذا هو أحد المتبحرين ممن لهم شهرة عالمية في موضوع أصل الطيور. والبروفسور(فيدوكسيا) يقبل بنظرية التطور، ويؤمن بأن الطيور قد ظهرت من خلال التطور. لكن الجانب الذي يجعله مختلفا عن مؤيدي نظرية(الطائر الديناصور) أمثال كل من(بروم)، و(بوش)، إنما هو إقراره بالغموض الذي يكتنف موضوع نظرية التطور، وعدم اكتراثه واهتمامه بذلك التوجه المبالغ فيه الخاص بمسألة(الطائر الديناصور) التي يتم ادعائها عن تعمد وهي في حقيقة الأمر لا تستند على أي شيء على الإطلاق. ولقد قُدمت معلومات شديدة الأهمية في تلك المقالة التي تحمل عنوان(الطيور ديناصورات، جواب سهل لمشكلة معقدة) والتي تحمل تاريخ أكتوبر من عام 2002م، والتي كتبها البروفسور(ألن فيدوكسيا) من أجل مجلة(The Auk) التي ينشرها اتحاد علماء الطيور، والتي تعد أيضا المكان الذي يشهد أدق المناقشات العلمية الخاصة بعلم الطيور. وفي السبعينات من القرن الماضي أتي كل من البروفسور(فيدوكسيا)، و(جون أوستروم) بنظرية تطور الطيور من الديناصورات إلى جدول الأعمال، تلك النظرية التي طالما تم الدفاع عنها ومناصرتها بشدة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، وأوضحا بالتفصيل أنه لا يمكن للطيور أن تتطور من الديناصورات، وأن هذه النظرية تفتقر إلى الأدلة العلمية التي تثبتها، وقالا كذلك إنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون هناك تطور بهذا الشكل. ولقد أوضح البروفسور(فيدوكسيا) حقيقة مهمة جدا بشأن(الطيور الديناصورات) التي يُزعم أنها موجودة في الصين. إن الريش الموجود على الحفريات الزاحفة التي يُزعم أنها ديناصور ذو ريش، من غير الواضح كونه ريش طائر حتى ولو كانت بدائية. بل على العكس من ذلك، هناك طائفة من الأدلة التي توضح بأن أثار هذا الاكتشاف الحفري الذي يُسمي(dino- fuzz) لا توجد لها أي علاقة على الإطلاق بريش الطيور. ولقد كتب(فيدوكسيا) على النحو التالي: لقد اشتغلت أنا، والعديد من الخبراء الآخرين على معظم الحفريات المزعوم أنها تمتلك ريش طيور بدائية، ونحن لم نشاهد دليلا مقنعا على أن هذا الأشياء ريش طيور بدائية. وإن كل واحد من معظم الاكتشافات الحفرية الصينية يكون صاحب هالة غريبة تُسمي باستمرار(dinofuzz)، لكننا إذا اعتبرنا هذه الأشياء ريش طيور أو ما شابهه، فإن النقاش والجدل في هذا الاتجاه لبعيد كل البعد عن الإقناع.151 ويوضح((فيدوكسيا) فيما يلي أن (بروم) كاتب المقالة التي نُشرت في(Scientific American) قد تصرف في هذا الموضوع بتحيز، وأطلق أحكاما مسبقة: إن وجهة نظر(بروم) قد شاركه فيها العديد من الحفريين. فالطيور ديناصورات، ومن ثم فإن أي بُنية شبيهة بالخيط حُفظت على الديناصورات الـ((theropod فهي بالتأكيد ريش طير بدائي.152 ويري (فيدوكسيا) أن مصادفة ومشاهدة أثار(dino – fuzz) مثار الجدل على تلك الحفريات التي ليست لها أي علاقة بالطيور، ليعد أحد تلك الأسباب التي تفند هذا الحكم المسبق المتحيز وتدحضه. ويقول (فيدوكسيا) في نفس المقالة ما يأتي: الأهم في ذلك هو أن(dino-fuzz) لا يزال يُكتشف في العديد من التصنيفات. البعض منها لم يُنشر بعد. لكن أكثر شيء يبعث على الحيرة والدهشة، هو وجود الرقائق الليفية للجلد التي تشبه كثيرا(dino-fuzz) على الإكصورات(جمع إكصور وهي زحافة بحرية منقرضة سميكة الشكل) التي تعود إلى العصر الجوراسي، وتعريفها بشكل مفصل. والإكصورات هي زواحف بحرية انقرض نوعها. وإن بعض الرقائق الليفية المتشعبة على هذه الكائنات الحية مثار الحديث، تشبه كثيرا من حيث علم الشكل الخارجي تلك المواد التي تُعرف بـ(protofeather) "ريش طيور بدائية"، والتي حددها عالم الحفريات الصيني(Xu). وكأن امتلاك ريش الطيور البدائية لانتشار واسع هكذا على الزواحف التي تعود إلى العصر اليوسيطي، يعد دليلا يوضح بمفرده أنه لا توجد أي علاقة لهذه الأشياء بريش الطيور على الإطلاق.153 ونبه(فيدوكسيا) إلى أنه قد وجدت بعض المواد حول الحفريات في الماضي، وأُعلن فيما بعد أن هذه المواد التي كان يُعتقد أنها تخص الحفريات ليست مواد عضوية: يتبادر إلى ذهن الإنسان تلك الآثار الشبيهة بالعيدان التي وجدت على حفريات(Solnhofen)، والتي تُعرف باسم الشجرانية (صورة متشعبة شجرية الشكل منطبعة على الصخر) فعلي الرغم من أشكالها التي تشبه النبات إلا أنه من المعروف أن تلك المواد في واقع الأمر مواد غير عضوية تكونت في مراقد تلك الحفريات بتأثير محلول المنجنيز الذي تسرب متأكسدا منكل من الفلوق والشقوق، وعظام تلك الحفريات.154 أما النقطة المثيرة والملفتة للانتباه في هذا الموضوع، إنما هي ما قيل من أن كل الحفريات التي ظهرت على سطح الأحداث كديناصور ذي ريش، قد ظهرت ووجدت في الصين فحسب. رحماك يا ربي ! فيا تري لماذا ظهرت هذه الحفريات في الصين فقط ولم تظهر في أي مكان أخر في العالم؟ كما أن مهود حفريات الموجود بالصين تمتلك بناء يمكنه أن يقوم وبشكل جيد بمواراة وتخبئة ريش الطيور، وليس بناء غير معروف مثل(dino-fuzz). وإن (فيدوكسيا) يشير إلى نفس الغرابة: وفي نفس الوقت فإنه لابد من توضيح مسألة ألا وهي لماذا لا تمتلك الـ(Teropodlar) الأخرى الموجودة في مجاري ومهود أخرى يمكن أن يختبئ فيها السطح الخارجي للجسم، والديناصورات الأخرى أي(dino-fuzz) على الإطلاق، ولماذا تمتلك جلد زواحف حقيقية يفتقر تماما إلى بنية تشبه أي ريش طيور. ولماذا لا تقوم حفريات(dromaeosaur) الصينية التي تمتلك(dino-fuzz) بعرض ساق ريش الطيور بالشكل الطبيعي المنتظر – فلو كانت هذه الأشياء موجودة حقيقة، فإنه كان من الممكن بمكان حمايتها؟ 155 حسنا، ما هي كل (الديناصورات ذوات الريش) الموجودة بالصين؟ وما هي الهوية الحقيقية لهذه الأحياء التي تُعرض وكأنها صور انتقالية بين كل من الزواحف، والطيور؟ ويوضح لنا (فيدوكسيا) فيما يأتي أن جزء من الأحياء التي تُعرض كديناصورات، ما هو إلا زواحف قد انقرض نوعها تمتلك(dino-fuzz)، وأن البعض الأخر منها بمثابة طيور حقيقية. من الواضح أن هناك ظاهرتين حفريتين مختلفتين في مجاري البحيرة التي تعود إلى العصر الطباشيري، والموجودة بمنطقتي (Yixian)، و(Jiufotang) الصينيتين؛ إحداهما مجموعة تعرض بقايا(dino-fuzz)، أما الأخرى فهي تلك التي تمتلك ريش طيور حقيقية. وإن ما عُرض على غلاف مجلة(الطبيعة-Nature)، وقُدم على أنه ديناصورات ذوات ريش، إنما هو مثل تلك الحفريات التي اتضح أنها طيور عادية تافهة لا أطراف لها. 156 أي أن الحفريات التي عُرضت على العالم بأسره على أنها (ديناصورات ذوات ريش) أو(الطائر- الديناصور)، إما أنها تخص بعض الطيور التي لا تطير مثل الدجاج، وإما أنها تخص زواحف ذات بناء عضوي يُسمى(dino-fuzz)، ولا توجد له أية علاقة على الإطلاق بريش الطيور. وإنه لا توجد حتى ولو حفرية واحدة يمكنها أن تشكل (صورة بينية) بين كل من الطيور المعروفة، والزواحف. ومن ثم فإن ذلك الادعاء الذي استدلت عليه بتلك الحفريات أطروحة( الطيور ديناصورات)، والذي زعمه كل من (ريتشارد أو. بروم)، و(ألن بروش) في مقالتهم المنشورة في مجلة(Scientific American)، إنما هو ادعاء يتنافى تماما ونهائيا مع كل الحقائق. وهناك أمران يريد التطوريون اخفائهما ألا وهما مسألة العمر، ووهم(Cladistics). وثمة حقيقة مستورة، ويُغض عنها الطرف بإصرار شديد سواء في مقالات كل من (ريتشارد أو. بروم)، و(ألن بروش) المنشورة في مجلة(Scientific American)، وفي مصادر كل تطوري (مناصر لنظرية التطور) يزود من ذلك التوجه المبالغ فيه بشأن مسألة(الطائر- الديناصور): وإن أعمار تلك الحفريات التي قالوا عنها بشكل مضلل إنها (طيور ديناصورات) أو(ديناصورات ذوات ريش)، لا ترجع إلى ما قبل130 مليون عاما. ولا جرم أن هناك طائر حقيقي أكثر عمرا بعشرين مليون عاما على الأقل من هذه الكائنات الحية التي يريدون إظهارها كأنصاف طيور: ألا وهو الطائر الأولي(طائر بدائي منقرض شبيه بالزحفات). فطائر الأولي هذا طائر حقيقي يمتلك عضلات طيران لا يشوبها أي نقص، ويمتلك كذلك ريش للطيران، ناهيكم عن أنه يمتلك في ذات الوقت هيكلا عظميا لطائر حقيقي. وكان يطير قبل مائة وخمسين مليون عاما في سماوات الدنيا بشكل ناجح وموفق. وعلي حين الأمر هكذا فإنه يكون من قبيل الهراء، والأباطيل عرض وكائنات حية عاشت في التاريخ بعد الطائر الأولي بكثير، على أنها جدود بدائية للطيور. حسنا، كيف يمكن للتطوريين أن يدافعوا عن مثل هذه السفسطة والجدل؟ لقد اتخذ هؤلاء التطوريين منهجا لهم حتى يتسنى لهم الدفاع عن هذا. واسم هذا المنهج هو(Cladistics). وإن هذا المصطلح يُعد بمثابة منهاج لتأويل حفرية جديدة اُستُخدمت بشكل مكثف في عالم الحفريات منذ أخر عشرين أو ثلاثين عاما. وإن من يدافعون عن منهج(Cladis-tics) هذا، يدعون إلى غض الطرف تماما ونهائيا عن أعمار هذه الحفريات الموجودة، ويدعون كذلك إلى مقارنة السمات المميزة لهذه الحفريات ببعضها البعض، ثم وضع سلاسل الأنساب التطورية وفقا لأوجه الشبه التي ستتمخض عن عملية المقارنة هذه. يعتمد سيناريو مؤيدي نظرية التطور المناقض تماماً للحقيقة و الخاص بطائر الدينو على ان ديناصور ثروبود Theropod الذي أعتبر حصاناً طائراً، أحدث عهداً بكثير من الطائر الاولي الذي عرف باعتباره أقدم طائر معروف. و بعبارة أخري، حينما ظهرت دينصورات ثروبود التي يزعمون انها كانت جياد طائرة، كانت الطيور موجودة بالفعل. يظهر في الصور حفرية الطائر الاولي و شكله الجديد. وإن عَالِم التطور الذي دافع عن وجهة النظر هذه أخذ يوضح فيما يأتي في أحد المواقع على شبكة الإنترنت لماذا يعد من المنطق بمكان اعتبار (Velociraptor) الذي هو أكثر شبابا من الطائر الأولي جدا له أي لطائر الأولي والآن يمكننا أن نسأل ما يلي: كيف يكون لـ(Velociraptor) أن يصبح جدا لطائر الأولي بالرغم من أنه جاء من بعده بكثير جدا؟ وذلك لأنه بسبب الفراغات الموجودة في تسجيلات الحفرية، فإن الحفريات لا يمكن لها أن تخرج في وقتها بالضبط. فعلي سبيل المثال هناك حفرية جديدة تُسمي(Rahonavis) ترجع إلى عصر(Kratase) المتأخر والتي عُثر عليها حديثا في مدغشقر، هذه الحفرية تقف كمرحلة وسيطة بين كل من الطيور، و(Velociraptor)، لكنها متأخرة بستين مليون عاما. لكن لا يوجد أي أحد على الإطلاق يقول إن هذا يشكل عائقا يحول دون أن يكون هذا بمثابة الحلقة المفقودة لظهوره المتأخر، وذلك لأنه من الممكن أن يكون قد عاش مدة طويلة جدا. فإن مثل هذه النماذج يمكن تسميتها بـ(الوصلات الخيالية)؛ فنحن نفترض أن هذه الحيوانات كانت موجودة من ذي قبل، وذلك في حال امتلاكنا لجدود محتملين لهم، ولأحفاد محتملين لهم أيضا. 157 وإن هذا التوضيح الذي يُعد مُلخصا لمنهج (Cladistics)، يوضح مدي فداحة التحريف الذي يكتنف هذا المنهج. وقبل كل شيء لزام علينا أن نقوم بتوضيح ما يأتي: إن(Velociraptor) الذي ذُكر في الاقتباس السابق، هو أحد الحفريات التي قُدمت كأشكال وصور انتقالية وذلك في أسطورة الطيور التي تطورت من الديناصورات. إلا أن هذه الحفرية ليست إلا أحد التأويلات الغير منصفة لأصحاب نظرية التطور، مثلها في ذلك مثل كافة الحفريات الأخرى. وإن الريش الذي يبدو في أشكال، ورسومات(Velociraptor) الخيالية، يعكس تماما خيال أصحاب نظرية التطور(التطوريين)، ولا جرم أنه لا يوجد أي دليل على الإطلاق حول كون هذا الريش ريشا لكائن حي. وكما شاهدتم في الاقتباس السالف ذكره أنفا، فإن التطوريين(أصحاب نظرية التطور) يحرفون في تسجيلات الحفرية بكل وضوح، وذلك حسب مقتضيات نظرياتهم هم. ومن ثم فإن افتراض كون أحد الأنواع الذي يمتلك حفرية يبلغ عمرها سبعون مليون عاما، قد عاش قبل مائة وسبعين عاما، ما هو إلا أشياء مشابهة لمثل هذه الأمور التي يتبناها التطوريون. ولا يوجد هناك داع، ومعني لإقامة علاقة بينهما سوي تحريف الحقائق وتزييفها. ولا جرم أن منهج(Cladistics) بمثابة اعتراف خفي لهزيمة نظرية التطور النكراء أمام التسجيلات الحفرية، وبُعد جديد لها كذلك. وهذا ما يمكن إيجازه على النحو الأتي ذكره: 1ـ إن(دارون) لما درس وفحص تسجيلات الحفرية بشكل مفصل، قد ادعي وزعم أنه ستكون هنالك أشكال وسيطة ستسد المسافة بين كل الأنواع التي عرفناها. فهذا هو كل تطلعات، وطموحات نظرية التطور. 2ـ إن مساعي ومجهودات علم الحفريات التي يبلغ عمرها 150عاما لم تأتي بالأشكال والصور الانتقالية، ولم تستطع أن تقتفي أثر تلك الكائنات الحية، وهذا يعد بحق هزيمة نكراء بحق نظرية التطور. حفرية Velociraptor التي يقدر عمرها بثمانين مليون عام و على الجانب الآخر صورة Velociraptor المتخيلة. يعد Velociraptor احدي الحفريات التي تقدم باعتبارها صورة انتقالية على حسب زعمهم هم في اسطورة تطور الديناصورات. الا انه اتضح ان الآراء التي اثيرت بخصوص هذه الحفرية لم تكن سوي آراء متحيزة ألقي بها مؤيدو نظرية التطور. و يعكس الريش الذي الظاهر في الصورة الخيال الواضح لمؤيدي تلك النظرية. فلا يوجد في الحقيقة أى دليل يشير إلى وجود لأى ريش عند هذا الكائن الحي. 3ـ وكما أنه كان من المتعذر العثور على الأشكال الوسيطة، فإن تلك الكائنات الحية التي سيتمكن التطوريون من إعلان أنها بمثابة جدود لبعضها البعض وذلك بسبب أوجه الشبه فيما بينها، وتطابقها، كانت أعمارها متضاربة. فلقد كان هناك كائن حي يبدو وكأنه بدائي جدا يظهر متأخرا بكثير عن كائن حي أخر كان يبدو مكتمل النضوج. وها هي ذا النقطة الأخيرة هي التي قد اضطرت التطوريين إلى تطوير هذا المنهج المتناقض الذي يسمي(cladistics). ومن خلال منهج(Cladisticsle) هذا فقد فقدت نظرية التطور بكل وضوح ميزة " كونها نظرية تعتمد على الاستنتاجات العلمية، وتنطلق من هذا المنطلق"، وأصبحت على العكس من ذلك تماما، حيث أصبحت بمثابة مذهب يحرف ويشوه الاستنتاجات العلمية، ويغير هذه الاستنتاجات إلى أشياء تتوافق مع فرضياته هو فحسب. مثلها في ذلك مثل نظرية(Lysenko-izm) تلك النظرية التي تعد بمثابة سفسطة ومغالطة وكان معمولا بها لفترة من الفترات في الاتحاد السوفيتي، والتي طورها (Trofim Lysenko) الذي لم يعترف بالقوانين الوراثية، وقد بقت كمبدأ علمي للـ( SSCB) في عهد (ستالينStalin). وبذلك يتضح لنا أن النظرية الدارونية بعيدة كل البعد عن المبادئ العلمية مثلها في ذلك مثل نظرية(Lysenkoizm). ـ فروق لا يمكن إغفالها بين الطيور والديناصورات: ليست أُطروحة كل من (بروم)، و(بروش) وحدها هي الشيء الداحض الفاسد، وإنما كذلك كل فرضية من فرضيات نظرية(الطيور ديناصورات) لا بد وأن تُعامل بنفس الشيء. وذلك لوجود "فرق تصميمي" أو "فرق في التصميم" بين كل من الطيور والديناصورات، وهذا الفرق لا يمكن إغفاله بأي شكل من الأشكال بوتيرة نظرية التطور. ولزام علينا أن نلخص بشكل مقتضب بعضا من هذه الفروق التي بحثناها بشكل مفصل في بعض كتبنا: 1ـ إن بناء رئة الطيور، على هيئة يختلف بها عن الزواحف، وعن كل الحيوانات الفقرية السوداء الأخرى. فعند الطيور نجد أن الهواء يتحرك في اتجاه واحد فقط داخل الرئة، وذلك على عكس الحيوانات الفقرية السوداء. وهكذا نري أن الطائر يمكنه أن يستنشق باستمرار الأكسجين، ويطرد ثاني أوكسيد الكربون. وليس من الممكن بمكان أن يكون هذا البناء الخاص بالطيور قد تطور عن رئة الحيوانات الفقرية السوداء النمطية؛ وذلك لأنه من المتعذر على كائن حي في بناء وسطي أن يتنفس، ويبقي على حياته.158 2ـ إن المقارنات التي قام بها كل من(ألن فيدوكسيا)، و(جولي نوويكيJulie Nowicki) في عام2002 الذي مضي، بين مُضغ الطيور، والزواحف، دللت على أن بنية الأقدام لدي كلا المجموعتين يُظهر فروقا كبيرة، وأنه ليس من الممكن إنشاء علاقة تطورية فيما بينهما.159 3ـ وإن أخر مقارنات عُقدت بين جماجم المجموعتين أظهرت نفس النتائج أيضا. وإن(أندريه إلزانويسكيAndre Elzanowski) قد توصل في تلك الدراسة التي قام بها في عام 1999إلي نتيجة مؤداها" أنه لا يوجد على الإطلاق أي وجه شبه للطيور النوعية في فكوك الـ(dromaeosaurid)، وفي فكوكها العلوية.160 http://www.harunyahya.com/arabic/boo.../birdplume.jpghttp://www.harunyahya.com/arabic/boo...m/birdbone.jpgينظر العلماء إلى الريش الذي يغطي اجسام الطيور على انه أحد الاعضاء التي تضع حداً فاصلاً بين الزواحف و بين هذه الكائنات. فلا يمكن أن يظهر من بين الحراشيف الزواحف ريش الطيور المختلف تماما في بناءه عن تلك الحراشيف. 4ـ وتُعتبر الأسنان أحد الفروق والاختلافات التي تميز الطيور والزواحف عن بعضهم البعض. من المعروف أنه كانت هناك أسنان في مناقير الطيور التي عاشت في الماضي. لكن هذا الأمر الذي ظل يُعرض مدة طويلة من الزمن على أنه دليل لنظرية التطور، لم يكن هكذا أيضا؛ وذلك لأنه اتضح مع الوقت أن أسنان الطيور أصلية. ولقد كتب(فيدوكسيا) في هذا الموضوع على النحو الأتي: ربما أن أكثر وجوه الشبه لفتا للانتباه بين الـ(theropodlar)، وبين الطيور، وهو بناء الأسنان، وطبيعية ظهورها. وإنه لمن المحير والمدهش إلى حد ما عدم الانتباه إلى الاختلافات الدرامية الكائنة بين الطيور،و(theropodlar)؛ لاسيما إذا ما تذكرنا أن علم حفريات الثدييات له علاقة بعلم تشكيل الأسنان بشكل كبير. ومن الممكن القول باختصار: إن أسنان الطيور تشبه بعضها البعض بشكل ملفت للانتباه(وذلك كما شوهد في الطيور من عصور مختلفة مثل عصر الأكثور، وعصر طائر الأولي(طائر بدائي منقرض شبيه بالزاحفات)،والعصر الذي يسمي بعصر(Mesozoic)، وكذلك عصر(Cathayornis)، وعصر(Parahesperornis)، وعصر(Hesperornis)، وغيرها من العصور الأخرى، وإنها لتختلف بشكل واضح عن تلك الأسنان الموجودة لدي(theropodlar)... فإنه لا يوجد على الإطلاق أي وجه شبه أو عامل مشترك بين أسنان الطيور، و(theropodlar) من حيث الشكل، والنمو، والتجدد. 161 5ـ إن الطيور كائنات حية وليفة مستأنسه، أم الزواحف فكائنات حية باردة. وهذا يعني أن هناك ضربان من التغيرات الكيميائية المتباينة، وليس من الممكن أن يتم التحول بتغيرات فجائية. أما الأطروحة التي تقول بأن الديناصورات حيوانات أليفة ومستأنسة، لم تأتي إلا من أجل أن تذهب بهذه المشكلة. غير أنه هناك العديد من الأدلة التي توضح وتبين عدم صلاحية هذه الأطروحة التي لا تعتمد على أية أدلة على الإطلاق.162 وإن كل هذه الأمور لتوضح وتبين بما لا يدع مجالا للشك أن أطروحة علماء التطور المتعلقة بأصل الطيور، ليس لها أي سند علمي على الإطلاق. وإن الإعلام المناصر لنظرية(دارون) من الممكن له أن يبقي بعض الشيء على ادعاء(الطائر الديناصور) المبالغ فيه، لكن قد اتضح بجلاء أن كل هذا عبارة عن حملة دعائية لا علاقة لها بالعلم على الإطلاق. وإن كل من ينظر بعين بعيدة كل البعد عن عقيدة المادية إلى أصل كل من الطيور، وكل الكائنات الحية الموجودة في الطبيعة، فإنه سيري حقيقة واحدة واضحة وضوح الشمس، ألا وهي: أن الكائنات الحية تمتلك خصائص معقدة لأقصي درجة حتى إنه لا يمكن فك شفرتها، وتوضيحها لا في ظل العوامل الطبيعية، ولا في ظل المصادفات. وإن التوضيح، والبيان الوحيد لذلك إنما هو حقيقة الخلق. فالله سبحانه وتعالي الذي يعرف كافة أشكال الخلق، والذي لديه علم قدير، هو الذي خلق كافة المخلوقات والكائنات الحية في لحظة واحدة بشكل لا يشوبه أي نقص. وهذا ما أخبرنا به المولي عز وجل في كتابه العزيز القرآن الكريم: " أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين. وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم. قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم." الآيات (77-79 من سورة يس). |
|
بارك الله بك الغراب الاسود على انتقاء هذا الموضوع وطرحه لنا
تحياتي العميقة لك |
مشكور اخ الاماكن على الحضور والاهتمام بالموضوع
ودي وتحياتي لك |
مشكور اخي الكريم الغراب الاسود
على روعة الادراج تحيات لك سلمت لنا |
حقائق علمية لا خيال أبهرني ما سردت دمت أخ |
اشكرك اخي الغراب الاسود على اثرائنا بهذا الموضوع
لي عوة للاستزادة من المعلومات تقديري لك |
يسلمو على الموضوع
|
الساعة الآن 08:21 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |