منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   رأيت رام الله للشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=4073)

ليمار 10 - 2 - 2010 02:53 AM

رأيت رام الله للشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي
 
http://abuwabdallh900.googlepages.com/mourid2.jpg


انطلقت قبل عدة أيام حملة أدب القضية الفلسطينية في منتدى مكتبة الإقلاع, احتفالاً بالقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 ، كجهدٍ يسعى لدفع القضية الفلسطينية لتحتل الأولولية في وعي القارئ، وتنفض غبار الاعتياد الذي رُوِضت مشاعره عليه.

نشرت قبل سنتين في منتدى مكتبة الاقلاع قراءة عن كتاب الشاعر الفلسطيني الرائع مريد البرغوثي: رأيت رام الله. وها أنا أنشره من جديد مع انطلاق هذه المبادرة الأدبية احتفالاً بالقدس عاصمة للثقافة العربية.

رأيت رام الله للشاعر الفلسطيني مُريد البرغوثي. حاز الكتاب على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي عام 1997م. إختلفت الأراء حول مضمون هذا الكتاب, وصيغته الأدبية. هل هو نص روائي؟ أم نص شعري؟ أم مذكرات شخصية؟ ظهرت سبع طبعات عربية من هذا الكتاب ومثلها باللغات الأجنبية. وكل ناشر وضع على غلاف الكتاب تصنيف يختلف عن الآخر: رواية، مذكرات، تاريخ، الشرق الأوسط، فلسفة، شعر, الأمر محسوم لدى مؤلف الكتاب. فهو قد عبر عن ماسطره في كتابه بأنها مُذكرات شخصيةعمرها ثلاثين عاماً, تعطلت خلالها إرادته وحرمته من العودة إلى الوطن.

كتب مريد هذه التجربة والغربة بأسلوب أدبي جميل, يجمع بين سيرة شاعر مغترب وسيرة وطن, وسيرة اللاجئين المنفيين خارج الأرض. ومزيج من التفاصيل الصغيرة وتجارب الأصدقاء, وروح الفلكلور وحقول الزيتون وكبرياء الشهداء, وذكريات الطفولة والأجداد، ووجوه الذين بقوا والذين هاجروا، والذين اختفوا كالأب والأخ الكبير، وزملاء الغربة، ووجوه الأحياء مثل رضوى الزوجة المصرية وتميم الابن الذي سيرى رام الله يوم يحصل على تصريح لمّ الشمل. وينسج من ذلك لوحة كلية تعكس خصائص الذات الفلسطينية بكل مفردات ثقافتها وهويتها.

الجسر, بوابة العبور الأولى إلى وطن طال انتظاره منذ أكثر من ثلاثين سنة. له أكثر من اسم . والشعور الذي يرزح تحته العابر إليه بعد غياب سيكون متناقضاً بالتأكيد, بل مثير كل الإثارة :

” كيف استطاعت هذه القطعة الخشبية الداكنة أن تقصي أمه بكاملها عن أحلامها؟ أن تمنع أجيالاً بأكملها من تناول قهوتها في بيتها؟ هاأنا أسير نحو أرض القصيدة. زائراً؟ عائداً؟ لاجئاً؟ مواطناً؟ ضيفاً؟ لاأدري! بوابة الأبواب, لا مفتاح في يَدِنا. ولكنا دخلنا, لاجئين إلى ولادتنا من الموت الغريب, ولاجئين إلى منازلنا التي كانت منازِلنا, وجِئنا في مباهي خُدوش لايراها الدمع إلا وهو يوشِكُ أن يهيلا “

عنوان الكتاب مثير كذلك , إذ بدأ برأيت التي تحمل أكثر من معنى وروح واتجاه. من جهة هي سرور وفروح للقاء, وهم حزن نتيجة للأمر الواقع من جهة آخرى. لم تكن مجرد رؤية بسيطة بالعين المجردة، بل هي حياة كاملة أعمق من الرؤية الخارجية وأكبر من أن تكون اسما لمدينة، بل هي الناس وحياتهم الكاملة في تلك المدينة. حين يدور الحديث عن القدس في الصحف أو وسائل الإعلام لايُرى في الأفق إلا القدس كرمز لمدينة مقدسة, المشهور فيها قبة الصخرة بينما يتم إهمال الجانب الإنساني في المدينة ذاتها. القدس التي رآها مريد البرغوثي وتحدث عنها حين عاشها في كتابه تختلف عن رؤية المحللين والكتاب للقدس من منظار بعيد :

” العالم ليس معنياً بقدسنا، قدس الناس، قدس البيوت والشوارع المبلطة والأسواق الشعبية حيث التوابل والمخللات، قدس العتالين ومترجمي السياح الذين يعرفون من كل لغة ما يكفل لهم ثلاث وجبات معقولة في اليوم، خان الزيت وباعة التحف والصدف والكعك بالسمسم، المكتبة والطبيب وفساتين العرائس الغاليات المهور، قدس الجبنة البيضاء والزيت والزيتون والزعتر وسلال التين والقلائد والجلود وشارع صلاح الدين. هي القدس التي نسير فيها غافلين عن قداستها لأننا فيها، لأنها نحن، هذه القدس العادية، قدس أوقاتنا الصغيرة التي ننساها بسرعة لأننالا نحتاج إلى تذكرها، ولأنها عادية. كل الصراعات تفضل الرموز، القدس الآن هي قدس اللاهوت! العالم معني بوضع القدس، بفكرتها وأسطورتها، أما حياتنا وقدس حياتنا فلا تعنيه، إن قدس السماء ستحيا دائماً، أما حياتنا فيها فمهددة بالزوال



http://abuwabdallh900.googlepages.com/najialali.JPG

” أطل من النافذة على مسعى العمر الوحيد الذي منحتة لي أمي ومسعى الذين غابوا إلى أقصى درجات الغياب وإلى عزاء النفس بولاتحسبن. لماذا في نافذة البهجة تداهمني ذاكرةُ المراثي ؟ “

هذه السطور من كتاب رأيت رام الله هي التي كنت انتظرها من مريد البرغوثي. ذكره وتبجيله لأخيه منيف المغدور به في ضواحي باريس عند سكة القطار موجودة في كل صفحة وكل سطر من سطور الكتاب. لاشك أن مشهد قتله كما صورة مُريد وطريقة تلقي الخبر من قبل والدته ترسم صورة قاتمة لمستقبل اللاجئين الفلسطينين في كل بلد, وكل قارة من قارات العالم. ذاكرة المراثي التي داهمت مُريد وهو في أقصى حالات الفرح تطفح في فصل عمو بابا بكثرة لدرجة يجب أن يطلق على هذا الفصل فصل الإغتيالات, فهو لم ينسى مقاتل سلاحه ريشة رسام: ناجي العلي, رفيق حنظلة, رسام الكاريكاتير المتهم بالإنحياز, وهي تهمة لاينفيها ,هو ليس محايداً , بل منحاز لمن هم تحت , والذين يرزحون تحت نير الأكاذيب وأطنان التضليلات وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات . منحاز لمن ينامون في لبنان بين قبور الموتى ولمن يقضون لياليهم شحذاً للسلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح القادم من مخبئها, ولمن يقرأون كتاب الوطن في المخيمات.

يدخل ناجي العلي قادماً من موته القديم. من موته الطازج. هذه ضحكة عينية وهذا قوامه النحيل. أُصغي إلى صرختي التي, فجأة, انفلتت من صدري وأنا أقف أمام قبره في ضاحية من ضواحي لندن. همستُ وأنا أنظر إلى قوس التراب بكلمة واحدة هي: لا

قلتها إلى الداخل. لنفسي. لم يكد يسمعها أحد, حتى أسامة ذو السنوات التسع الذي كنت أقف خلفة وأحيط كتفيه بذراعي, ونحدق معاً في قبر أبيه. لكنني لم أستطع أن أسترد السكوت بعد ذلك. تلك الـ لا رفضت أن تنتهي. كبرت. ارتفعت. إنني أصرخ صرخة متصلة ممتدة. أعجز عن استردادها من الهواء . كأنها علقت هناك, في ذلك الرذاذ الذي كان يبللنا معاً, أنا وأسامة وجودي وليال . كأنها تنوي أن تظل معلقة بالسماء إلى يوم القيامة. تلك السماء البعيدة, تلك السماء التي لم تكن بيضاء, ولم تكن زرقاء, ولم تكن تعرفنا, ولم .. تكن .. ! سمعت شقيق وداد يقول لي محاولاً تهدئتي وهو يحتضن كتفي : من شان الله يامريد . إهدأ ياخوي إهدا من شان نقدر نظل واقفين على رجولنا.

وجدتني أسترد نفسي من الصرخة التي تحولت إلى مايشبه الإغماءه. أغلقت فمي بيدي وبعد قليل وجدتني أقول له بصوت متهدج وضعيف : هو الي واقف .. مش إحنا

كتاب روعه نقلت ملخص عنه للإفاده


سما 10 - 2 - 2010 10:26 PM

آقل ما يقآل عن موضوعك ..
روووووووووووووووووووووووووووعة : )
مآ شآء الله عليك ,,

ليمار 21 - 2 - 2010 06:35 PM

الروعه حضورك غاليتي سما
شكرا لك ولحضورك الرائع
محبتي لك
ليمار


الساعة الآن 04:49 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى