الشهد المر

دعها تمُرُّ..

فلا حسرةً عليها

لا ترْجُ منها رغبةَ البقاءِ

تكَسَّرَ معها جدارُ الأُفقِ

ورحلَ قوسُ قزحٍ على قاربٍ بلا ألوان

تاركًا ظلَهُ الرماديَّ يتساقطُ على نافذةِ الألمِ

ينازعُ بتلاتِ الأملِ

يهزمُها تارةً

وتهزمهُ أخرى ...

****

دعها تغيبُ مع شمسٍ

نثرتْ دفئَها على أتونِ ليالٍ حمراءَ

وأشاحتْ بوجهها عن غريب ٍ يرتشفُ زمهريرَ الوجعِ

على مفرقِ اللا عودة...

****

دعها فكم جارتْ على عزيزٍ

نازعتْهُ صهوةً أُسرِجتْ في هجوعِ الليلِ

وحلمَ القمرِ بالسفرِ على أجنحةِ السحابِ

وتماهتْ مع عاشقِ الموبقاتِ ...

فعبَّدتْ سراديبَ الظلامِ ...

واختلستْ له من الشمسِ سراجًا

نأتْ بهِ عن هموم كانت للحائرينَ مدارًا

تطوّعُ لهُ كلَّ عنيدٍ ...

وتلدهُ كلَّ يومٍ بوجهٍ جديد

****

دعها تتلو أنشودةَ اللا رجوع

فكم قارعتْ مداراتٍ أفِلتْ أقمارُها

أطفأ الوهنُ نجومَها ....

وتاهتْ فيها غيمةٌ تناجي الوعدَ كي تسكب أمطارَها

****

دعها فلنا معها صولاتٌ وجولات

عصفت رياحها بقمح جمعناه واستبدلت ماء فراتِ بالزعاقِ

فرطتْ غزْلاً أرهقنا اكتمالا

جرّعتنا كؤوسًا مُلِئَت بشهدِ المر ...

وعُطـِّرتْ بعبقِ الصبّارِ ...

وطن في الذاكرة