منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   شخصيات اردنية (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=467)

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:27 PM

مفلح العدوان: عشت طفولتي بين ماءين.. سيل الزرقاء ونبع صويلح


''أشعر بالحزن عندما أقف عند كشك أبو علي في وسط عمان، ولا أرى مقهى العاصمة التي صادرتها الاستثمارات التجارية، فهدمتها، وكذا الحال في الزاوية الأخرى حيث مقهى الجامعة العربية، ومثلها إطلالة مقهى السنترال، لقد غابت، فغاب معها جزء من حميمية وسط البلد، من حميمية عمان التي أحب''.
هكذا يستعيد القاص مفلح العدوان ذاكرته العمانية، ورغم حبه لزيارة الأماكن وأكتشافها، الا انه دائم الحنين المتجدد إلى نبض بيته ودفئه.
ويكشف العدوان عن اماكن المواجهة الأولى ، وكأنها في هذه اللحظة؛بينه وبين مدخل منجم الحسا، مستعيدا الغبار، وحركة العمال.
وفي ليبيا توغل في جنوبها، حيث غدامس وتلك القرى والبوادي نحو الجنوب ، معاينا تلك الأماكن في ظروف صعبة، جعلته يتراجع عن تلك الأمنية في زيارتها لأنها أماكن قاسية بالفعل، ولا تحتمل، لكنها بالمقابل جعلته يحب إبراهيم الكوني أكثر.
الصدفة وحدها هي التي جعلته يزور جنوب أسبانيا، حيث تحقق حلما كان راوده طويلا ليرى ملامح الأندلس بمدنها وأماكنها التي قرأ عنها.
قبلها كان في فرنسا حيث أنجز مشروع تفرغي الإبداعي في شامبين جنوب باريس.
ثلاثة أماكن يتوق لزيارتها، لأسباب لها علاقة برابط وجداني، وحنين قداسي/أسطوري أولها القدس درة المدن ومنارتها، وهي منية المتمني، وكذلك الفاتيكان لارتباطها بقراءات لاهوتية كثيرة تجعله يرغب هذه الزيارة لهذا المكان، وكذلك الهند التي هي كنز الأسرار والأساطير والأديان التي تتماهى معها مع أماكن الكاتب الزميل مفلح العدوان لنا جولة مع الكلمة والصورة.

تتجدد في كل مرة!

عندما تسمع بعبارة '' أماكن لهـا في القلب أماكن'' ما هو المكان الذي يخطر ببالك؟

البتراء.. بكل تجلياتها في كل فصول السنة ومواقيت يومها، اكتشفتها نهارا، وتأملتها ليلا، وزرتها على مدار تقلبات السنة، وجدتها كل مرة تتجدد، ولها رسالة إنسانية تشعها نحو الكون.
وجوه تتماهى معها هل من ارتباط بين الأماكن والأشخاص..في الذاكرة؟ إن استعادتنا للأماكن هي حالة أنسنة لها، وفيها إضفاء ظلال لأرواح تعايشها.. إنها تسكننا، تعيش معنا، ولذا فالحبل السري الذي يربطنا بتلك الأماكن هو نبض قلب، وملامح وجوه تتماهى معها، ولذا فإنه لا يشترط في تلك الأماكن التي تسكن الذاكرة أن تكون محببة لقلوبنا دائما، فبعضها يكون منفرا، وطاردا، ولكنها، وبسبب ارتباطها بأشخاص معينين تترك أثرا في أذهاننا، وتسكننا، كالمقبرة مثلا، تلك التي واريت فيها جثمان أبي، فهي بقدر ما تحمل في قلبي ذاكرة قاتمة، حزينة، بقدر ما أحن إليها دائما، بسبب حنيني إلى الغالي الذي واريته فيها حين كان ذاك الوداع الأخير.
ولكن على صعيد آخر هناك نبض فرح انتابني، في مقبرة أخرى، ولكن الظرف والأشخاص فيها مختلفون، هذا عندما زرت مقبرة العظماء في باريس، كنت وأنا بين رفاة الموتى، أشعر بفرح يغمرني وأنا هناك، وبين فلاسفة، ومفكرين، وعظماء كان لهم أثر في فرنسا، في أوروبا، وفي العالم أجمع.
تلك مفارقة ارتباط الذاكرة بالأمكنة، وعلاقتنا معها من خلال الأشخاص الذين يبثون فيها المعنى، ومع الأشخاص يكون الأُقنوم الثالث في هذه المعادلة نحقق إضافة إلى الظرف والزمن لتعلق الأشخاص/وأنا واحد منهم، بتلك الأماكن، وانعكاسها بالتالي علي، وبقائها معي أنى ارتحلت.

هذا المكان الأسطوري

هناك أماكن تمر بها، فتشم بها رائحة ماضيك فكأنها تعيد الزمن إليك بطقوسه بسويعاته بذكرياته. ما هو هذا المكان؟

المنجم..هذا المكان الأسطوري..
وفي البداية لم أكن أتوقع يوما أنني سأتعايش معه، أو أكتب عنه.. هذا كان مطلع التسعينات الماضية، وكانت أولى زياراتي له من عمان، والمسافة إليه لا تبعد إلا مئة وخمسين كيلومترا جنوبا، لكن المواجهة الأولى أتذكرها، وكأنها في هذه اللحظة؛ الطريق الصحراوي، ومدخل المنجم، والغبار، وحركة العمال، وضجيج الآلات، كلها بقيت معي سنوات عديدة بعد تلك الزيارة، أستحضرها مرة كواحد من العاملين هناك، ومرات كثيرة كمستعيد لذاكرة السنتين التي قضيتها في منجم الحسا، لكنني كتبت قصصا ونصوصا عديدة من وحي تلك التجربة.
الآن وبعد سنوات، ها أنا كلما استعدت لحظة صفاء أعود إلى ذاكرة المنجم، برغم صعوبة الظرف هناك، لكنني في تلك الأيام تأملت كثيرا، وقرأت كثيرا، وكتبت أجمل قصصي في ذلك المكان، وبين الزملاء الطيبين، والعمال هناك..
المنجم بالنسبة لي كان تجربة فريدة، تعاملت معه بطقوس كاتب، وقد كنت مهندسا فاشلا لم أستطع أن أتفاعل معه في مضمار الهندسة، لكنني كنت فعلا فيه أتشكل إبداعيا، وكتابيا، وبقي ساكنا معي، حيث بدأت هناك كتابة مجموعة اسمها المنجم، ولم أكملها، رغم أنني كتبت في فضاءاته مجموعتي الأولى ''الرحى''، وجزءا من مجموعتي الثانية ''الدواج''، إلا أن تلك المجموعة، وأقصد المنجم، والتي أعطيتها ذات العنوان، وكتبت منها أربع قصص، لم تكتمل، ولهذا فهي الآن، وبعد أكثر من خمسة عشر سنة ستصدر تحت عنوان فرعي مخطوط المنجم ضمن مجموعة قصصية اسمها (شجرة تحت رأس)، هي خمسة مخطوطات قصصية لم تكتمل بحسب موضوعاتها، ومن ضمنها المنجم.

المسير نحو النبع

مكان الطفولة الأولى ما هو وكيف وظفته في إبداعك؟

طفولتي بين مائين: سيل الزرقاء، و نبع صويلح.
ولذا فتلك الأماكن التي أتذكر فيها الماء الأول مخلوطا بالتراب صيفا، و''مَدّة السيل'' شتاء، والمسير نحو النبع وقت العصر، والدرب القديم الضيق فوق النبع، كلها تلامس تلك الأيام.. كنت لم أدخل المدرسة آنذاك، وهي صور تمر بالمخيلة كأنها الحلم، لكنني أتذكر رحيلنا من هناك، وأقصد الزرقاء، ذات حرب/ فتنة في السبعينات، كان نزوحا باتجاه مناطق أقل خطرا، مرورا بشفا بدران، والوصول إلى صويلح بعد أن هدأت تلك العاصفة.. وبسبب هذا كنت أكبح جماح قلمي، من أن ينجرّ باتجاه ذاكرة الطفولة تلك، ربما أعترف لأول مرة أنني لم أستخدم الرقابة على قلمي إلا في تلك المساحة من الزمان/ المكان/ الظرف، واعتبرت حتى ما رسخ من ذاكرة عن تلك المرحلة هو وهم طفولة عندي كما هي عند من كانوا أسراها آنذاك، وحمدت الله أنني كنت طفلا، ولم أتلوث بها.

المدن التي أحببناها

بعض الأماكن قد تمر بها حاليا ولا تصدق انك كنت بها في يوم من الأيام ليس ببعيد، وتقول كأن ذلك المكان لم يحتضني يوما!! ماهو هذا المكان ولماذا؟

الحداثة بدأت تطغى على المدن التي أحببناها..
والعمران صار غولا يتهددها، ولذا فهناك انتقاص، وكأنه مقصود، وبسبق إصرار وترصد من الحجر والإسمنت والإسفلت، صار يضفي تجهما بليدا على كثير من الأماكن التي نعشقها، نحبها، مدنا، ودروبا، وصروحا عمرانيا..
أشعر بالحزن عندما أقف عند كشك أبو علي في وسط عمان، ولا أرى مقهى العاصمة التي صادرته الاستثمارات التجارية، فهدمتها، وكذا الحال في الزاوية الأخرى حيث مقهى الجامعة العربية، ومثلها إطلالة مقهى السنترال، لقد غابت، فغاب معها جزء من حميمية وسط البلد، من حميمية عمان التي أحب.

أسير في صحرائه

بعض الأماكن نسمع بها أو نقرأها ونتيم بها، وعندما نزورها لا نجدها كما هي في خيالنا، هل حدث معك هذا؟

حين كنت أقرأ إبراهيم الكوني، كانت رواياته تسحرني، تجعلني أسير في صحرائه الكبرى، فأشعر كأنني واحد من هؤلاء الذين يؤسطرهم، ويبني حولهم القصص والحكايات، فأتمنى أن أتحدث مع سَحَرته، ومجوسه، وأتوق لأن أشاهد تلك الصحراء التي كتب عنها، ولكنني في بداية التسعينات، حين زرت ليبيا، وتوغلت في جنوبها، حيث غدامس وتلك القرى والبوادي التي تنسحب نحو الجنوب والغرب، في رحلتي القصرية تلك الفترة والتي اضطرتني لأن أسير حتى تلك الأماكن، حيث الدرب المؤدي إلى جنوب الجزائر، فعاينت تلك الأماكن في ظروف صعبة، جعلتني أتراجع عن تلك الأمنية لأنها أماكن قاسية بالفعل، ولا تحتمل، لكنها بالمقابل جعلتني أحب أكثر إبراهيم الكوني، وما يكتب، مع عتبي على تلك الأماكن التي أرهقتني في تلك الرحلة..هناك جنوب ليبيا.

أماكن بقيت معي

أمـاكن لدينـا عنها انطباعـات، وإن لـم نزرهـا يومـاً ولم نقصـدها وثمة أمـاكن زرناها وتـركت فينا خصـوصية مختـلفة بعض الأماكن تحتل قصبتنا، الهوائية، نتنفس عشقها فتجتـاح مابين القصبة الهوائية والعالم ، ما هي أماكنك هذه؟

كانت الصدفة هي التي جعلتني أزور جنوب أسبانيا، حيث تحقق حلما كان يراودني طويلا في أن أرى ملامح الأندلس بمدنها وأماكنها التي قرأت عنها، وكان حنينا عميقا لزيارتها.
كنت قبل الذهاب إلى أسبانيا في فرنسا أنجز مشروع تفرغي الإبداعي في شامبين جنوب باريس، آنذاك كانت نهاية السنة، وقرب حلول احتفالات رأس السنة، وتم اقتراح فكرة من قبل القائمين على مشروع التفرغ في أن يمضي كل مبدع في القصر احتفالات رأس السنة في إحدى الدول الأوروبية المجاورة، والتي يختارها بحسب رغبته، فاخترت أسبانيا، وبقيت مشوقا لتلك الزيارة حتى وصلت غرناطة، وزرت ملقا، وقرطبة، واشبيلية، وكانت الزيارة عدة أيام، لكنها تركت أثرا في روحي، وبقيت معي، وصار دائما يتملكني حنين إلى هناك كلما تذكرت روعة تلك الأماكن وزخم التاريخ الذي لامسته فيها.

القريبة حدّ الروح..

ثمة مدن تسـتهوينا تناسـبنا تؤرقـنا.. ثمة مـدن وجهها خيـر وأخرى ... ما هي مدينتك الأكثر قربا ولماذا؟

دمشق.. القريبة حدّ الروح..
هناك يكون مذاق الأشياء مختلفاً، فيه فيض من راحة البال، وإحساس بألفة تثري من قيمة الأشياء حولك..
هناك في دمشق ألامس حقيقة زخم الثقافة، والنبض الإنساني، وأعاين بتلقائية إيقاع حياة تجمع بين الأصالة، والحداثة بسلاسة محببة.. دمشق هي قريبة، وشفافة تملأ من يزرها بالدفء والطمأنينة.

سأعود مهما ابتعدت

ثمـة أماكن نهـواها بالفطـرة وأخرى نهواها لأسـباب ربما لو كنا دقيقــين في بحـثنا عنها في دواخـلنا لوجـدناها. ''أماكـن في القلب'' ما هو مكانك الفطري؟

البساطة التي أجدها في القرى التي زرتها في الأردن تجعل الريف أيا كان قريبا مني، ولذا مثلما ارتحت عندما زرت الباقورة، والحميمة، وراكين في الأردن، شعرت بتلك الراحة الفطرية وأنا أمر من ريف أسبانيا، والمغرب، ورومانيا، ومصر، وروسيا، ولبنان، والتشيك، وغيرها من الدول التي زرتها..
هناك سحر يغلف القلب كلما مررت من تلك الأرياف التي تحمل في طياتها نسيما واحدا قريب من إنسانية القلب، ونقائه الأول.
ولو توغلت أكثر في العلاقة الفطرية بتلك الأرياف، سأعود مهما ابتعدت إلى نهر الأردن هذا القريب منا، المحتجب عنا، الذي له ذاكرة وتاريخ تجاوز الجغرافيا، وامتد بقداسته نحو أبعد الآفاق، هذا النهر أتيحت لي الفرصة أن أراه في أكثر من مكان ذي دلالة في مجراه بدءا من الباقورة شمالا وحتى المغطس جنوبا، وعايشته بكل مسمياته، وتحولاته..أعود إليه في الذاكرة، وعند كل زيارة إلى الغور، فأجد الشريعة في جزء منه تنتظرني، بذلك النقاء الأول، والمعاني الكبيرة التي تحملها، ويحملها النهر بكل مفاصله وقراه.

هوى فطري يجتاحني

أماكن لدينا عنها انطـباعات خاصـة جدا .. شخصية منها ما نقصده ونزوره، ومنها ما نهواه حتى قبل أن نزوره ما هو مكانك؟

هناك مهابة تتملكني نحو الأماكن المقدسة، وتجعل بيني وبينها رابطا أسطوريا، وحبلا سريا، وخليطا أحبه من الهوى والمهابة والتوق لمعرفتها، وسبر أغوارها. هذا ما كان عندما زرت النجف وكربلاء ومقام الجيلاني وأبو حنيفة والكاظم والخضر في العراق، وكذا عندما اتجهت إلى مكة والمدينة في الحجاز، والحال أيضا في كاتدرائية نوتردام في باريس، وعند الحسين والسيدة زينب في القاهرة.. تلك أماكن لها مهابة، وحضور، وهوى فطري كان يجتاحني ما إن أزرها، وهو ذات الشعور الذي يتملكني الآن حين أفكر في القدس، والتي أتمنى أن تتحقق زيارتي لها وهي محررة بكامل كرامتها.

بيتي الذي أحن إليه

ما المكان الذي تحبه في هذا العالم وله في قلبك مساحة أكبر؟؟.

بيتي الذي أحن إليه دائما، حتى وإن وصلت آخر أصقاع الدنيا، فيه حميمية، ودفء، وأنا مسكون فيه، ولذا فلم أفكر ولو لحظة في أن أستقر في أي مكان آخر غيره، أحب أن أزور أماكن أخرى، وأكتشفها، لكنني دائما هناك الحنين المتجدد إلى نبض بيتي ودفئه.

عمان شكلتني

اختر مكاناً اردنياً، مكاناً عربياً، مكاناً عالمياً ترك أثرا في قلبك/ روحك/ ابداعك؟

محليا أحب البتراء، ولكن عمان شكلتني وتركت أثرا كبيرا في روحي وإبداعي، أما عربيا فقد كان لبداية كتاباتي ارتباط وثيق بلبنان وسوريا، وعالميا كان لفرنسا التي كتبت فيها مجموعتي ''موت لا أعرف شعائره'' أثر واضح على إبداعي، وثقافتي أيضا.

روحي ترفرف فوقها

كيف تنظر لتجربتك في ''بوح القرى'' والتي قرأت من خلالها الريف الأردني؟

هذه التجربة أضافت لي الكثير، وهي مشروع تعايش، واكتشاف بواطن الأمكنة/أمكنتنا بقدر ما هي مشروع يوثق ويحفر في ذاكرة قرى، بعضها سمعنا بأسمائها فقط، وبعضا لم ترد في الخاطر أبدا، وبعضها لم يكتب عنها حرف سابقا. إن تجربة الريف، واكتشافه، هي ''بوح القرى''، وقد تحققت كتابا في جزء أول هو نواة موسوعة القرية الأردنية، فيه إعادة اعتبار ل''حديث القرايا'' الذي بقي مهملا سنوات عديدة، وهي قرى تآلفت معها، وأحسست روحي ترفرف فوقها قبل أن أكتبها، وكأن روحي صارت ''رَبة'' لها، تحنو عليها وتتفقدها، وتوثق ما أوشك على النسيان من تفاصيلها.

حنين أسطوري يتملكني

المكان الذي تحلم بزيارته ولم تزره بعد؟

ثلاثة أماكن أتوق لزيارتها، لأسباب لها علاقة برابط وجداني، وحنين قداسي/أسطوري يتملكني؛ قلت القدس، درة المدن ومنارتها، وهي منية المتمني، وكذلك الفاتيكان لارتباطي بقراءات لاهوتية كثيرة تجعلني أرغب هذه الزيارة لهذا المكان، وكذلك الهند التي هي كنز الأسرار والأساطير والأديان التي تتماهى معها.. أكون سعيدا لو تحققت إحدى الأمنيات الثلاث..


البتراء ليلا.. قيثارة أوتارها الأعمدة!!

ليلا .. دهشة البتراء !! والنور حولك، والنور فوقك، والصخر شاهد الحضور ..
إمش في السيق .. لست وحدك هنا..
شموع على طول الدرب يمينا ويسارا، وأنت بين لهب الغواية، ونار الذاكرة ، تسمع وترى، فتحدس إيماءات الأرواح حولك ..
تمشي، والصخر يقترب، حينا، حتى يكاد يضمك في معرض محاولاته عناق الشق الآخر منه، وتارة يبتعد ملوّحا بتشكيلاته، سلاما للوجه الثاني من السيق الذي أنت فيه!
ليلا ..
الأرواح تلمسها دافئة، مشوقة، وواثقة من حضورها السحري المهيب : (ها هو الحارث، وتلك شقيلة، وذاك عبادة، ورب إيل، وملكا، والنحات ماسك بن عويذا، وها هم الموسيقيون والشعراء، والراقصون، والكهنة ..) إزدحم السيق بأرواحهم، بينما كل منهم يحمل ذاكرته وذكراه، إرثه المتبقي مشيرا إليه، وأنت بينهم، وحدك المجسد بشرا في انسياب حلولهم، فهدّئ السير، لست سائحا أنت بل نبطيا، جاء مخالفا عرف زيارة البتراء، جاعلا الليل لباسه في ولوجه الحميمي باحثا عن روحه بين تلك الأرواح المرفرفة في فضاء السيق، وعلى صخوره!
تابع المسير ..
وتوقف عند كل شمعة، راصدا ضفيرة لهبها، متسلقا وإياه تجاعيد الصخر، سترى التشكيلات الجديدة، ستلمح رؤى، وتفاصيل أخرى : ( في القمة رأس أسد بلبدته وهيبته، لا صخرة صماء .. يقابله عجوز تتدلى لحيته حتى صدر السيق، وهو متكىء على الفراغ يراقب الماشين أسفل نظره .. ) تابع الّلهب، واكتشف من الظلال بتراء أخرى ..
من قال أن البتراء وردية فقط ؟! من قال أنها ملك الشمس وحدها ؟! بائس من لم ير البتراء ليلا ..
حقيقتها هناك، حيث صدق القراءة، ومعنى لثغات النقوش، ودفء الحياة روحا، لا حفرا على الحجر ..
ليلا ..
الأرواح تأخذك، خفيفا من طرف يدك ..
تسير بك من شعلة الشمع ووقار، بين البدر ونار الدهشة، حتى تجرّعك كؤوسها قصصا وحكايا ..أي نبيذ هذا ؟ قل سبحان رب الأنثى التي تقدمه لك أمام أرباب باركوا الحب، والحياة ..
راقب الشموع في ذي الشرى ..وهو ليس إلاها ناتئا، بل محفور في جوف الصخر، ساكن في محراب السيق، كأنه عاشق للمكان لا إلاها له هو منه، إليه .
يضيء الشمع ملامحك ..
لا شيء يتجزّأ هنا ؛ السماء، الأرض، التراب، الصخر، البدر، شقا السيق، شجرة التين، تجاعيد الحجر، الأنصاب، النقوش، الأنفاس، البدر، كل شيء واحد، وأنت جزء منه .. بل حتى وقوفك على آخر منعطف قبل دهشة الخزنة، هو بعض روح السيق، وجزء من دفء لهب الشمع وسحره ..
تامل بعمق ..
لن تدرك ذاتك الآن، فكل تمائمك لن تفيد، وتلبّسك رداء الكهانة لن يجدي، بل حتى تقمصك نبض ذاك الزمان لن يعطيك جرعة الصمود هنا .. أنت حتما سيصعقك المنظر، سيسخر مستسلما، مندهشا، لكنه سيقتادك من طرف بصرك كما بدوي ينساق أمام إله ..
يبهرك تجلي الرؤيا في الزاوية التي تتعبد منها الآن، أنت لا تنظر بل تتعبد ببصرك، قبل عشرين مترا من النهاية، تتكئ على صدر تحدب صخري، وتحت قدميك شمعة، وما تبقى من السيق أمامك ذيل أفعى مقدسة تشير نهايته إلى عدد سرمدي من الشموع ترتفع أيادي لهبها متوازية مع أجزاء أعمدة نصّبت ذاتها ملوكا أزليين بتلك الأعمدة التيجان الحقيقيّة، رغم كل زمان !! حلّق بنظرك ..
الموسيقى تسعى إليك قادمة مع النور، كأنما الخزنة قيثارة، أوتارها الأعمدة، ولا تبوح بجلال لحنها إلا ليلا، ولك، في تلك الزاوية المقدسة، حيث أنت فيها الآن، فابق جزءا من السيق، من غواية الأفعى المقدسة، ومن حقيقة الموسيقى ليلا حيث روح البتراء ومعناها !!

مقاطع من السيرة

أصدر الكاتب الزميل مفلح العدوان مؤخرا الجزء الأول من موسوعة القرية الاردنية ''بوح القرى'' عن مركز الرأي للدراسات في 553صفحة.
وكان باشر مهام عمله مؤخرا، رئيسا لوحدة الشؤون الثقافية في الديوان الملكي العامر.
والعدوان مولود في مدينة الزرقاء العام 1966، حصل على بكالوريوس هندسة كيميائية من الجامعة الأردنية 1990 ، عمل في شركة مناجم الفوسفات الأردنية من 1990 حتى 1995، ويعمل منذ العام 1995 في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا.
= صدر له في القصة: ''الرحى''، دار أزمنة للنشر والتوزيع، عمّان، 1994، ''الدواج''، اتحاد الكتّاب العرب، دمشق، 1996، ''موت عزرائيل''، المؤسسة العربية للنشر والدراسات، بيروت، 2000،''موت لا أعرف شعائره''، طبعتان؛ دار أزمنة للنشر والتوزيع، عَمّان، ودار ميريت للنشر، القاهرة، 2004.
وفي المسرح:''عشيات حلم''، دائرة الثقافة، الشارقة، 2001،''ظلال القرى وآدم وحيداً''، أمانة عمّان الكبرى، 2006.
وله في النصوص النثرية كتاب ''عمّان الذاكرة''، أمانة عمّان الكبرى، 1999.
= تناولت البولندية ماريا قاسينيكا في جامعة كراكو في بولندا أعماله في أطروحتها للماجستير (2002)، مترجمةً 15 قصة له إلى البولندية.
= حاز جوائز مهمة منها: جائزة محمود تيمور للقصة على مستوى مصر والوطن العربي من المجلس الأعلى للثقافة في مصر، المرتبة الأولى، عن مجموعته ''الرحى''، 1995.
الميدالية الفضية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن برامج المنوعات ''نقوش الليل''، 1997.
جائزة اليونسكو للكتابة الإبداعية، فرنسا، 2001.
جائزة الشارقة للإبداع في مجال المسرح، المرتبة الثالثة، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 2001.
=انتُخب عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين (1997-2001) و (2007-)، وهو أمين الثقافة والإعلام والنشر في الرابطة؛ وعضو مؤسس في اتحاد كتاب الإنترنت العرب، وعضو الهيئة الإدارية للاتحاد منذ العام 2005؛ وعضو مؤسس في ''بيت الأنباط'' - الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري، ونائب رئيس ''بيت الأنباط'' منذ العام 2005؛ وعضو هيئة تحرير مجلة ''فنون'' الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية.
وهو الى ذلك كاتب برنامج المنوعات '' نقوش الليل '' للقناة الأولى في التلفزيون الأردني في الفترة (1996 - 1998 )، و معد برنامج '' المقهى الثقافي '' للقناة الفضائية في التلفزيون الأردني ، كما أعد وكتب برامج ثقافية وعدة أفلام تسجيلية أخرى.
والكاتب العدوان الذي يعنى بالكتابة عن ذاكرة المكان وجمالياته في كتاباته، يتمتع بخصوصية تتمثل بالاسطورة ليس بوصفها مدونة تاريخية، وانما في كونها خريطة للعقل المثيولوجي الذي ينجلي عن اسئلة ما تزال حاضرة في الوجدان الجمعي





أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:28 PM


كليب الشريدة.. الشيخ الحكيم


في الكورة حيث تنقسم الأرض بين جبال شاهقة وأودية سحيقة غزيرة الغنى ، هناك على هام جبل يصافح السحاب ، ولد الشيخ كليب الشريدة في قرية تبنة سنة 1872 م منحدراً من بيت الزعامة ، ومفتتحاً من خلال سنوات عمره القادمة مرحلة مختلفة من الزعامة والحكم ، فكانت الدولة العثمانية تتراخى قواها في تلك البقعة التي زنرتها الجبال وسيجتها الأودية والغابات المتشابكة، وتوحد فيها الفلاحون والقرويون والعشيرة الحاكمة ، مشكلين مع قسوة التضاريس حكماً شبه ذاتي تقوم فيه المضافة التي توازي قوة وفعل السرايا بكل ما تقوم به مؤسسة الحكم المدني والشرعي ،فلقد أولى الشيخ كليب عناية فائقة في ترميم المضافة وتقوية نفوذها في ظل الفراغ الذي خلفه غياب الحكم المركزي، وتنامي قوى العشائر وإمارات الحكم المحلي. عانى كليب في طفولته من فقد والده الشيخ يوسف الشريدة حيث لم يتجاوز عمره ست سنوات عندما توفي والده ، فرافق والدته التي التحقت بأهلها في خربة الغزالة فعاش اغتراباً وألماً دفع به إلى نظرة أعمق واعتماداً على النفس صنع منه شيخاً صاحب زعامة، وحاكماً محلياً صاحب حكمة وبصيرة نافذة، وهو الذي حاربت به والدته موت ابنائها عندما جعلت من اسمه تعويذة خاصة وقد استعارت الاسم من الحيوانات ، لتوقف موت أولادها وهم صغار ، وهذا ما حدث. شكلت تبنة عاصمة ناحية الكورة ، واضطر الشريدة للدخول في صراعات وأحلاف مع القوى المحيطة بغية تقوية الحكم من جهة، وحماية مصالح وأهالي الكورة الذين يشكلون العمود الفقري لاستمرار شيخة كليب الشريدة الذي احبه الناس ودانوا له بالولاء والتقدير من ناحية أخرى.
خلق كليب الشريدة من المضافة مؤسسة حكم ذات هيبة، جعل لها خدماً وحرساً وطواقم عاملة، تستمر في تقديم الولائم للضيوف والمحتاجين ورواد المضافة ، وقد تم تأمين ميزانية كافية من خلال مساهمة الفلاحين بما يشبه الضرائب، مقابل حمايتهم وصون ممتلكاتهم وتقديم العون عند الحاجة ، وتأمين حل مشاكلهم وتحصيل حقوقهم بشكل عادل ، وهو شكل من الحكم الذاتي الحقيقي الذي أوجده كليب مستغلاً غياب سلطة الدولة العثمانية التي كانت تعاني ضعفاً عاماً ومصاعب في فرض سيطرتها على بعض المناطق الداخلية، وهي غير قادرة على مواجهة الزعامات المحلية المتنامية ، لكن قيام مديرية ناحية الكورة خلق نوعاً من الحكم المركزي الذي قبل به الشيخ كليب على مضض ، لكنه تمكن بفضل حكمته وقوة زعامته من الاحتفاظ بأهم صلاحياته ، ولم تجد المديرية من مناص سوى التعاون معه والقبول بتدخلاته واملاءاته المتواصلة في سبيل تجنب الصدام معه ومع الأهالي الذين يدينون له بالولاء والمحبة ، فلقد حدث في بداية تأسيس المديرية صداماً بين الشيخ كليب ورجال الدولة العثمانية وصل حد سجن الشيخ وابنه في الشام مركز ولاية سورية ، لكن الدولة تراجعت عن كل ذلك ، لأن استقرار العشائر والمناطق التابعة لها لا يكون إلا من خلال تعاون زعمائها.
كان كليب الشريدة حاضراً على ساحة الأحداث التي عصفت بالمنطقة خلال تلك الفترة ، فهو رمز لناحية الكورة وممثلاً لمكانتها في المحيط ، فهو شيخ عشيرة وقائد سياسي وحاكم مدني يقوم بعدد كبير من المهام ، وتعددت مشاركاته بين الرسمية والسياسية والشعبية ، وليس أدل على مكانته مشاركته في تتويج الملك فيصل على سوريا، والمساهمة الحقيقية في دعم عرش الملك فيصل من خلال تجهيز قوة مكونة من 200 جندي بقيادة ابنه عبد الله للمشاركة في محاربة الفرنسيين وإخراجهم من سوريا.
في غياب المملكة العربية في سوريا الكبرى، شهدت المنطقة فراغاً في الحكم، فشكلت حكومات محلية، قام خلالها الشيخ كليب بالمشاركة في تأسيس حكومة دير يوسف ، حيث رفض الانضمام إلى حكومة اربد التي ترأسها خلقي الشرايري ، وبادر كليب بالاعتراف بحكومة الأمير عبد الله بن الحسين بعيد وصولها إلى عمان، ودعم الحكومة المركزية فيها ، غير أن بعض الأخطاء الإدارية التي قام بها موظفون، على خلفية استمرار رفض الشريدة الانضمام إلى حكومة اربد، أحدثت مواجهات مؤسفة بين ناحية الكورة والحكومة خلال عامي 1921 م و 1922 م ، لكن هذه الأحداث لم تقوض علاقة كليب بالحكومة الفتية في عمان ، فسرعان ما عادت الأمور إلى مجاريها وتطورت لتصبح الأمثل، ونمت علاقة خاصة بين الأمير عبد الله والشيخ كليب ، وأصبح الشيخ احد المقربين من بلاط الأمير، ومرافقاً له في كثير من المناسبات والزيارات منها مرافقته للأمير خلال قيامه بالحج إلى الديار المقدسة ، وقد قام الأمير عبد الله بزيارة الكورة عدة مرات على ظهور الخيل لعدم توفر طريق مواصلات في تلك الفترة وتناول الطعام في المضافة واستقبل أهل المنطقة ، ومع الأيام صار للشيخ حظوة خاصة لدى الأمير ، وقد امتدت هذه الحظوة لتشمل عبد الله ولد كليب الذي أصبح ملازماً لبلاط الأمير.
كان الشيخ كليب الشريدة طيب النفس حسن الخلق ، تمتع بحب الناس ، واحترمه كل من عرفه ، وهو تقي وورع دائم العبادة ، و له من الأبناء اثنا عشر ولداً انخرطوا جميعاً في العمل والوظائف المتعددة ، ومنهم من كان في مجلس الوصاية على العرش ومن كان في القوات المسلحة ، ومارسوا دورهم في خدمة منطقتهم والوطن العزيز. وفي سنة 1941 م توفي الشيخ كليب الشريدة ودفن في قريته ومسقط رأسه تبنة وما زال الشيخ كليب يمثل رمزاً شعبياً ووطنياً كبيراً ، ويحتل مكانة واسعة من ذاكرتنا الوطنية الغنية.

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:28 PM


روكس بن زائد العزيزي
العلامة – الكاتب – الاديب – المؤرخ الاستاذ ( القاب معتمدة من الدولة ) المرحوم روكس بن زائد العزيزي –

من عشائر العزيزات الاردنية المسيحية ومن احفاد الغساسنة ---

سنديانة الوطن الباسقة تنحني لتعانق الثرى هذا ماقال عنه الادباء والمهتمون يوم رحيله ---

ولد روكس بن زائد العزيزي في مدينة مادبا الاردنية عام 1903 وتوفي بعد عطاء كبيرفي تاريخ الادب الاردني

بتاريخ 21-12- 2004 .

تعلم اللغات الانجليزية –الفرنسية – والعربية ثم اشتغل بالتدريس في العديد من المدن الاردنية وفلسطين القدس تحديدا

له اكثر من ثمانين كتابا – ومن مجموعاته الادبية قاموس العادات واللهجات والاوابد الذي اعتمد في جامعة ياس


البريطانية وجامعة يوت الامريكية –

وله ايضا سلسلة المنهل في تاريخ الادب العربي – وكتب عن العشائر الاردنية – وهو كاتب نمر بن عدوان المسلسل

المعروف—ومحاكم بلا سجون --- وسلسلة الزنابق وغيرها

عاصر وراسل احمد زكي باشا وابو شادي رائد جماعة ابولو الشعرية –

عمل كاول مراسل صحفي اردني لجريدة الاحوال اللبنانية – كان رئيس رابطة الكتاب الاردنين عام 1976

عضو مجمع اللغة العربية –ممثل الرابطة الدولية لحقوق الانسان منذ عام 1956 حتى وفاته ---

نال مجموعة من الاوسمة الاردنية –

رحم الله الاستاذ العلامة روكس العزيزي فقيد الادب الاردني –

نشات حداد

يمكن الرجوع الى شبكة الانترنيت – وجريدة الرأي الاردنية – وغيرها من الجرائد الاردنية و من اقلام الكتاب –
والى احفاده في حالة معرفة المزيد عن استاذنا الجليل ----

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:29 PM


عرار شاعر الاردن شخصية وطنيه
ولد مصطفى وهبي التل في مدينة اربد في 25/5/1899، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها. سافر إلى دمشق عام 1912، وواصل تعليمه في مدرسة عنبر. وخلال دراسته شارك زملاءه في الحركات التي كانوا يقومون بها ضد الأتراك، فنفي على إثر إحدى هذه الحركات إلى بيروت، ولكنه ما لبث أن عاد إلى دمشق مرة أخرى.
في صيف عام 1916 عاد مصطفى إلى اربد لقضاء العطلة الصيفية، وفي أثناء هذه الفترة نشبت بينه وبين والده خلافات حادة، مما جعل والده يحجم عن إعادته إلى مدرسة عنبر في دمشق، ويبقيه في اربد ليعمل في مدرسة خاصة كان قد افتتحها آنذاك وسماها (المدرسة الصالحية العثمانية).
بقي مصطفى في اربد. وعمل في مدرسة والده مضطراً، واستمرت خلافاتهما واشتدت فقرر أن يترك اربد، فغادرها صباح يوم 20/6/1917 بصحبة صديقة محمد صبحي أبي غنيمة قاصدين استنبول، ولكنهما لم يبلغاها، إذ استقر المقام بمصطفى في عربكير حيث كان عمه علي نيازي قائم مقام فيها.
في عربكير عمل مصطفى وكيل معلم ثان لمحلة اسكيشهر، إذ عين في هذه الوظيفة بتاريخ 3/10/1918. واستقال منها في 9/3/1919.
قضى مصطفى صيف عام 1919 في اربد، واستطاع خلال هذه الفترة بمساعدة بعض زملائه - إقناع والده بضرورة إرجاعه إلى مدرسة عنبر بدمشق. فسافر إليها في مطلع العام الدراسي 1919-1920. ولكن عودته صادفت قيام حركات طلابية شارك فيها، بل كان مع بعض أصدقائه على رأسها، مما جعل السلطات تقرر نفيه إلى حلب، وسمحت له بإكمال دراسته فيها، فسافر إليها في شباط 1920، ومكث فيها حتى الشهر السادس من عام 1920. حين غادرها بهد أن حصل على الشهادة الثانوية من المدرسة السلطانية. وفي أثناء دراسته هذه تعلم اللغة - التركية وهي اللغة الرسمية وقتذاك، كما عرف الفارسية، وفي أواخر العشرينات درس مصطفى القانون معتمداً على نفسه، وتقدم للفحص الذي كانت تجريه وزارة العدلية آنذاك فاجتازه، وحصل على إجازة المحاماة في 3/ شباط/ 1930.
عمل مصطفى في الفترة الواقعة بين 22/4/1922-1931 معلماً في مدرسة الكرك، وفي مناطق متفرقة من شرقي الأردن، وحاكماً إدارياً لثلاث نواحي شرقي الأردن، وهي وادي السير، والزرقاء، والشوبك. وعمل خلال الأعوام 1931-1942 معلماً في اربد ثم في سلك القضاء ابتداء من 1/1/1933، فتسلم مجموعة من الوظائف هي: مأمور إجراءات، ثم في عمان، ورئيس كتاب محكمة الاستئناف، ومدّعي عام السلط، ومساعد النائب العام. ثم عاد إلى وزارة المعارف فتسلم وظيفة المفتش الأول فيها. وحين تركها عين رئيس تشريفات في الديوان العالي، فمتصرفا للواء البلقاء (لسلط)، ومكث في منصبه هذا أقل من أربعة أشهر، إذ عزل، واقتيد إلى سجن المحطة في عمان حيث قضى نحو سبعين يوماً.
بعد خروجه من السجن في نهاية عام 1942 مارس مصطفى مهنة المحاماة في عمان حيث افتتح مكتباً خاصاً به، ومع المحاماة مارس الإدمان.
كان لمصطفى صلات واسعة مع كثير من الشعراء المعاصرين له أمثال: إبراهيم ناجي، أحمد الصافي النجفي، إبراهيم طوقان، عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، الشيخ فؤاد الخطيب، كما كانت صلته وثيقة ببلاط الملك عبد الله ابن الحسين، حيث كانت تجتمع نخبة من الشعراء والأدباء. وتدور بينهم مساجلات ومعارضات شعرية.
في صباح يوم الثلاثاء 24/5/1949 توفي مصطفى في المستشفى الحكومي بعمان، ونقل جثمانه إلى اربد مسقط رأسه، حيث دفن في تل إربد حسب وصيته.

مؤلفاته
- الشعر:
1- عشيّات وادي اليابس، تحقيق: زياد صالح الزعبي، مطابع المؤسّسة الصحفيّة الأردنية/ الرأي، عمّان، 1982. وصدر عن المؤسسة الجامعية للدراسات، بيروت، 1998.

- الدراسات:
1- بالرفاه والبنين/ بالاشتراك مع خليل نصر، مطبعة الأردن، عمّان، 1934.
2- الأئمة من قريش، د.ن، عمان، 1938.
- المقالات:
1- أوراق عرار السياسية - وثائق مصطفى وهبي التل. (جمعها: محمد كعوش)، د.ن، عمان، 1980.
- الترجمة:
1- رباعيّات عمر الخيّام (ترجمة)، عمان، 1973. تحقيق د. يوسف بكار، مكتبة الرائد العلمية، عمان، 1990.

من مراجع ترجمته:
1- يعقوب العودات (البدوي الملثم): عرار شاعر الأردن، المطبعة الوطنية، عمان، ط1، 1958.
2- محمود السمرة: عشيات وادي اليابس (محقق)، المؤسسة الصحفية الأردنية، عمان، ط2، 1973.
3- أحمد أبو مطر: عرار الشاعر اللامنتمي، أقلام الصحوة، الإسكندرية، ط1، 1977. دار صبراً للطباعة والنشر، دمشق - نيقوسيا، ط2، 1987.
4- يعقوب العودات (البدوري الملثم): عرار شاعر الأردن، دار القلم، بيروت، ط1، 1980.
5- زياد صالح الزعبي، (المقدمة)، جمع وتحقيق وتقديم، عشيات وادي اليابس، دائرة الثقافة والفنون، عمان، 1982.
6- محمد أبو صوفة: أعلام الأدب والفكر في الأردن، مكتبة الأقصى، عمان، ط1، 1983.
7- سليمان الموسى: أعلام من الأردن، مطابع دار الشعب، عمان، ط1، 1986.
8- يوسف بكار: رباعيات عمر الخيام من ترجمة مصطفى وهبي التل، دار الجيل ومكتبة الرائد العلمية، بيروت - عمان، ط1، 1990.
9- ناصر الدين الأسد: أديبان من الأردن، منشورات جامعة عمان الأهلية، ط1، 1993.
10- محمود المطلق: عشيات وادي اليابس (محقق)، شركة الطباعة الحديثة، عمان، ط1، 1994.
11- محمود عبيدات: سيرة الشاعر المناضل مصطفى وهبي التل (عرار) 1897-1949، بدعم من وزارة الثقافة، عمان، 1996.
12- عبد الله رضوان: عرار شاعر الأردن وعاشقه (مختارات)، منشورات أمانة عمان الكبرى، عمان، ط1، 1999.
13- كمال فحماوي: مصطفى وهبي التل، حياته وشعره، د.ن، عمان، د.ت.





عشيات وادي اليابس
تقدمة واحترام إلى فتاة وادي السير

إنّ الزمان ولا أقول زماني
وأحأل لذَّاتي وساوس حاسب
فانظر إلى النُّدمان كيف تفرّقوا
وإلى قريضي كيف أصبح تافهاً
وإلى أمانيَّ العِذابِ يسومُها


قانون "هوبر"]] حال بعضُ جريضهِ
فاستكتبوا "قعوار" نصَّ تميمةٍ
وتشدّ أزر هواجسٍ شعرّيةٍ
وتعيد ُأحلامَ الشباب ضحوكةً
يا أختَ وادٍ]]] قد دعوتُكِ باسمه
قومي وقومك في الصغار وجهلهم
وأنا وأنت على اختلافِ قبيلنا
فادني كؤوسك إنَّ بعضَ عزائنا
وبهذه الزفرات وقَّع لحنَها
يا أخت (سلمى)]]]]] في غناك عذوبةٌ
ما شمتُ وَمضَ اليأسِ في نبراتِها
ورأيتُ في مرآةِ بؤسك صورتي
وعرفتُ فيما أنت فيه من الأذى

بين الطوابع والرسوم رماني]
يهذي بضرب ثلاثةٍ بثماني
بعدي وكيف علا الغبارُ دِناني
وإلى بليغ القَوْلَ كيف عصاني
سوطُ الحساب مهانَة العُبدانِ


دون القريض ودون كلِّ بيانِ
غرّاءَ تذهب عقدةً بلساني
من كلِّ فاكهةٍ بها زوجانِ
كالزَّهر يبسمُ في سُهولِ "معانِ"
ولـه نسبتُ- تبُّركاً- ديواني
معنى الحمية كفَّتا ميزان
في عُرْفِ (بيك) وجيشِه سيّانِ
فيها وفي هذا القَوام الباني]]]]
صدري وصعَّدَها صداكِ أغاني
تُبكي ويُغْرِقُ دمعُها أحزاني
إلاّ استبنَتُ بِشَجْوِها ألحاني
وقرأتُ فوْقَ إطارها عنواني
ومن الصغارةِ والهوان هواني




أهلوكِ قد جعلوا جمالَكِ سِلْعَةً
وذووكِ قد منعوكِ كلَّ كرامةٍ
يا بِنْتُ في إسبالِ جَفْنِكِ (محملٌ)
وبأنَّ هذا القلب َعاث بأمنه
لا مدّعي عام اللواء أجارني
يا بنتُ! تحقيق العدالة رُكْنُهُ
وَلَعي بكأسٍ في ارتشاف رحيقِهِ
ويريك فقه الشيخ أقوالاً بها
فإذا جهنَّمُ جَنَّةٌ، وإذا الأسى
وإذا بعفو الله يفتحُ مُغْلَقاً
يا شَيْخُ! قولُكَ: "ما أشدَّ عقابَهُ"
لله قومي كيف عكَّرَ صفوَهُمْ
وتسوَّلُ المتزعِّمينَ حقوقَهم
وتظاهرُ المتصدّرينَ لبيعهم]]
يا ربّ إنْ بلفور أَنفَذَ وعدَهُ
وكيانُ مسجدِ قريتي مَنْ ذا الذي
وكنيسةُ العذراء أين مكانُها؟
هات اسقني قعوارُ ليس يُهمّني
فالكأسُ لولا اليأسُ ما هشَّت لهُ
والخَمْرُ لولا الشعرُ ما أنستْ به

تُشْرَى، وباعَ بنو أبي أوطاني
وأَنا كذلكَ حارسي سجَّاني
(للإشتباه) بأنَّ طَرْفَكِ (جاني)
عينانِ- واقلباهُ- سوداوانِ
من سحرهنّ ولا طلالُ حماني]
ولعُ القضاةِ براحةِ الوجدانِ
سُكْرٌ يحيلُ النائبات أماني
ما أنزل الرّحْمَنُ من سُلْطانِ
نُعْمَى، وإذ نوبُ الزَّمانِ أغاني
عَبُّودُ أوصدَهُ على الغفرانِ
غُمْزٌ بوصفِ الرّاحم ِالرَّحْمانِ
طَيْشُ الشُّيوخِ وخِفّةُ الشُّبَّانِ
من زُمْرَةِ (الأُذَّانِ) (والغلمانِ)
-لا عن تُقىً- بحمايةِ الأَدْيَانِ
كم مسلم يبقى وكم نصراني؟!
يُبْقي عَلَيْهِ إِذا أُزيْلَ كياني؟!
سيكونُ إنْ بعث اليهودُ مكاني؟
قول الوشاة: عرار (سكرانانِ)
كَبِدٌ ولا حَدَبتْ عَلَيْهِ يدانِ
شفةُ الأديبِ وريشةُ الفنَّان

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:29 PM


الأوائل في تاريخ الأردن الحديث
المعلومات التالية هي من كتاب الأوائل في تاريخ الأردن الحديث لمحمد ربيع الخزاعلة والصادر عن الدائرة الثقافية في أمانة عمان عام 2003

الأوائل في الحركة السياسية
- صدور أول دستور أردني في 16نيسان عام 1928.
- إنعام المفتي أول وزيرة أردنية عام 1979.
- توجان فيصل أول سيدة تفوز بعضوية مجلس النواب عام 1993.
- أول حزب للمعارضة كان باسم حزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأردني الوطني وقد تشكل 10 نيسان 1929.
- كايد المفلح العبيدات أول شهيد أردني في فلسطين عام1920 في منطقة بيسان.

أوائل في الجيش العربي الأردني
- أول قائد للجيش العربي الأردني اللواء راضي حسن عناب عام 1956 وبهذا تم تعريب قيادة الجيش بعد إعفاء الفريق كلوب باشا من قيادة الجيش.
- الشيخ عبد الله العزب أول مفتي للقوات المسلحة عام 1944.
- الطبيب سليمان النجار أول مدير للخدمات الطبية الملكية عام 1952.
- أول دائرة سير أسست عام 1926 وكانت تعتبر آنذاك احد فروع قيادة الجيش العربي، وفي 1949أصبحت دائرة مستقلة.

أوائل في الصحة والتعليم
- أقيمت أول مستشفى حكومي في شرقي الأردن عام 1922 في بيت استأجرته الحكومة لهذه الغاية وكان يدعى المستشفى البلدي.
- افتتحت وزارة الصحة أول بنك للدم في عمان عام 1957.
- أجريت أول عملية لزراعة القلب في 9 /8 /1985.
- أديبة جريس مسلم أول ممرضة أردنية عام 1937.

أوائل في الاقتصاد الوطني
- تأسست أول دائرة للجمارك عام 1922 حيث سميت مديرية المكوس والإحصاء العام.
- إنشاء أول شركة كهرباء عام 1947.
- العقبة أول منطقة حرة بعد إنشاء مؤسسة المناطق الحرة عام 1973.
- أول طابع بريد صدر في 27 /9/ 1927.
- أول نظام للهاتف صدر في 13 /3 /1927.
- أول من تولى منصب أمين العاصمة عبد الرحمن خليفة.
- أول جمعية لأصدقاء الأطفال تأسست عام 1965.
- سد السلطاني أول السدود المائية1962.

أوائل في الإعلام والثقافة
- صلاح أبو زيد أول وزير للثقافة عام 1964.
- محمد كمال أول مدير عام للتلفزيون الأردني 1968.
- محمد الخطيب أول مدير لوكالة الأنباء الأردنية بترا التي أنشأت عام1965.
- حسني فريز أول من طبع ديوان شعر عام 1938 وهو ديوان هياكل الحب .
- أول معرض فني جماعي عام 1951 في قاعة المنتدى العربي بعمان وشارك به عدد من الفنانين منهم رقيق اللحام ومهنا الدرة.
- عبد الرحيم عمر أول رئيس لرابطة الكتاب الأردنيين عام 1974.
- الدكتور مازن العرموطي أول مدير لمهرجان جرش.

أوائل في القضاء والشؤون الدينية
- الشيخ محمد خضر الشنقيطي أول قاضي قضاة عام 1921.
- تغريد مصفى حكمت أول سيدة برتبة قاض عام 1996.
- الشيخ عبد الحميد السائح أول وزير للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.

أوائل في الرياضة والشباب
- تشكيل أول فريق لكرة القدم عام باسم فريق الأردن 1928.
- حسين سراج أول من أدخل لعبة كرة السلة إلى الأردن عام 1938.
- جميل مصطفى الطاهر أول صحفي رياضي 1948.
- أول مشاركة للأردن في دورة أولمبية عام 1980 في الدورة رقم(22) في موسكو.
- سهاد حداد أول أردنية تفوز بميدالية ذهبية 1992.

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:29 PM

حابس باشا المجالي
كان حابس المجالي رمزا وطنيا ومناضلا كبيرا يشار اليه بالبنان.
والفقيد الراحل احد رجالات الرعيل الاول الذين تبوأوا مسؤوليات كبيرة
وكرس حياته جنديا مخلصا شجاعا مدافعا عن ثرى الاردن.و هو من خريجي
مدرسة السلط.
التحق الراحل المجالي المولود في معان عام 1910 بالخدمة العسكرية عام
1932 وتدرج فيها الى ان اصبح قائدا عاما للقوات المسلحة الاردنية في
السادس عشر من شهر ايلول عام 1970 ولغاية .1974
كما عين الفقيد كبيرا لامناء جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه ووزيرا
للبلاط في الديوان الملكي الهاشمي ووزيرا للدفاع وعضوا في مجلس
الاعيان.
ومنح الفقيد العديد من الاوسمة والشارات من ابرزها وسام النهضة المرصع
ووسام النهضة من الدرجة الاولى ووسام الخدمة العامة بفلسطين ووسام
الكوكب من الدرجة الاولى كما منح العديد من الاوسمة والشارات من عدة
دول شقيقة وصديقة.
واذ يغيب المشير المجالي فلن تغيب عن الاردنيين سيرة حفلت بالبطولة
والتضحية والفداء والرجولة والايثار وستبقى مناقب الفقيد الكبير وسيرته
الحافلة بالبذل والتضحية والعطاء على المدى علامة بارزة في تاريخ
الاردن والامة.
مواليد:1914
مدينة الولادة:الكرك الأردن
مجلس الأعيان :عضو مجلس الأعيان
لجنة الشؤون الخارجية :عضو لجنة الشؤون الخارجية

الوظائف السابقة
1932 1949 ضابط في الجيش العربي، مساعد شخصي للملك عبد الله (الأردن)
1949 1957 عضو مرافق للملك (الأردن)
1952 1958 مساعد مدير الامن العام (الأردن)
1958 1975 رئيس هيئة الاركان العامة (الأردن)
1967 1968 وزيرا للدفاع (الأردن)


من اشعاره:
وش علمك بالمراجيل يا ردي الجبل

وش علمك بالمراجيل والمشي بالليل

حنا ارجال حنا كراسيها

حنا ارماح القنا لا تعكزت فيها»


دنا القلم وابيض القرطاس وبخاطري ناضم بيتين
عاللي بهواها سليت الناس سبع سنين تواليني

لو الهجيني يجيب الزين لاضل اغني الهجينيه
واحلمت ان الولف جنبي واصبحت وان البلا بيه

خطيت فوق الورق سطرين شوقي وتحياتي للغالي
عللي اسمها بالورق حرفين الاول ميم والدالي

يا بنت وانا اسالك بالله سالتك بالله مين الغالي
قالتلي واحد صبي العين واحد من الروح خلقاني

يا عيال مين يريحني يطرد هوى البيض يومين
وانا هوى البيض سوسحني سم وقسط بين ضلعيني


القائد العام للجيش الأردني:

عمان في 24 أبريل / توفي في عمان القائد العام السابق للجيش الأردني
المشير الركن حابس المجالي. ويذكر أن المشير المجالي 90 عاما كان حتى
وفاته عضوا في مجلس الأعيان وعمل نحو نصف قرن في الجيش الأردني حتى بلغ
أعلى المناصب وهو القائد العام للقوات المسلحة الأردنية.
وشارك المجالي في الحروب العربية الإسرائيلية وخاض معارك عنيفة مع
الإسرائيليين عام 1948م أشهرها معركة اللطرون التي ألحق فيها هزيمة
ساحقة بالإسرائيليين وأسر عدداً كبيراً منهم بينهم رئيس وزراء إسرائيل
الحالي إرييل شارون.
كما شارك في المعارك التي دارت حول القدس وبعد إنشاء القيادة العربية
الموحدة في الستينات برئاسة اللواء علي عامر كان حابس المجالي من أبرز
أركانها حتى إحالته إلى التقاعد قبل حرب 1967م. وخلال الأحداث التي
شهدها الأردن عام 1970م والاشتباكات بين الجيش الأردني والمنظمات
الفلسطينية أعاد الملك الراحل حسين تعيينه حاكما عسكريا عاما وبقي في
هذا المنصب عدة سنوات، وبعدها عين مستشارا عسكريا للملك السابق حسين بن
طلال.
ويعتبر المجالي هو المسؤول العسكري الوحيد الذي صدر له نظام خاص سمي
نظام المشير أتاح له التمتع بجميع امتيازاته التي كان يتمتع بها وهو
على رأس عمله قائداً عاما للقوات المسلحة الأردنية بما فيها حرسه
الخاص.

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:30 PM


إبراهيم هاشم: صانع الدولة وشهيد الوحدة


هزاع البراري - ارتبطت سير رجالات الدولة الأردنية منذ نشأتها بسير الأحداث في البلاد العربية شرقي المتوسط ، والتي شكلت الوعي القومي الذي أخذ في التوضح مع انتصاف القرن التاسع عشر ، بعد انتهاج القوى السياسية العثمانية نهج التتريك العنصري ، وهو ارتباط يحمل دلالات البعد القومي الكبير للدولة الأردنية، التي قامت على مرتكزات النهضة العربية، حيث كانت الثورة العربية الوجه الأكثر إلتماعاً في تلك المرحلة، لذا فإن إبراهيم هاشم وضع بصمته على الحياة مع نهايات القرن التاسع عشر، قريباً من مرجل الأحداث التي عصفت بالعالم بعد ذلك ، فلقد ولد عام 1886 م في مدينة نابلس من عائلة عريقة النسب ، وكانت نابلس من المدن الناشطة بالحياة في تلك الفترة، وممتزجة بالحركات المؤسسة للوعي الجمعي ، فقد كانت متصرفية ذات شأن جنوب الشام ، تلقى إبراهيم هاشم دراسته الابتدائية والإعدادية فيها ، لكنه لم ينه دراسة الشريعة والفقه، بعد أن بدأها، لأنه كان يسعى لما هو أكثر اختلافاً مما هو سائد ،فارتحل إلى عاصمة الإمبراطورية ( الأستانة) اسطنبول ، باحثاً عن الاستزادة من الثقافة والعلم ، ففي العام 1906 التحق بجامعة اسطنبول ، ودرس في كلية الحقوق لمدة أربع سنوات ، وفي العام 1910 م حصل على الدرجة الجامعية في القانون وبتقدير ممتاز(محمد نعمان هاشم). خلال تواجده في اسطنبول انضم إلى الخلايا السرية التي أسسها الشباب العربي هناك لمناهضة العنصرية وإهمال العرب، في البلاد التي ما تزال تابعة للدولة العثمانية ، وكان بذلك يشترك مع شخصيات عربية مثل علي الركابي ، رضا الصلح،اسكندر عمون ، رشيد طليع ، وعلي خلقي الشرايري وغيرهم، عمل إبراهيم هاشم بعد ذلك في القضاء ، فقد أصبح مدعي عام مدينة بيروت ، لكنه في العام 1914 م انتقل إلى مدينة يافا في فلسطين للعمل في نفس المنصب ، في تلك الأثناء اندلعت الحرب العالمية الأولى ، وسعت الحكومة التركية إلى تجنيد الشباب بشكل إجباري، وإرسالهم إلى جبهات القتال البعيدة، بعد أن اختار حكام الأستانة الانضمام إلى دول المحور وعلى رأسها المانيا النازية ، وكان من بين هؤلاء الشباب إبراهيم هاشم، وعدد كبير من أقرانه أبناء الأمة العربية، لكنه لم يلبث أن تحين الفرصة للانفكاك من التجنيد الإجباري ، فعاد إلى المنطقة ليسهم في حملات التوعية، خاصة مع استفحال الأتراك في إعدام أحرار العرب، والتنكيل بالشعوب المغلوبة على أمرها ، وقد انضم هاشم لركاب الثورة العربية الكبرى انطلاقاً من الجمعية العربية الفتاة، التي تأسست لمواجهة حركات التتريك وقمع الحريات والمطالبة بالعدالة والاستقلال ، وقد حكم على إبراهيم هاشم بالإعدام من قبل الحاكم العسكري جمال باشا الملقب بالسفاح ، بعد أن اتهم بالخيانة العظمى للدولة العثمانية ، لكنه نجا من ذلك لعدم تمكنهم من القبض عليه، عندما انضم إلى كفاح جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش، حتى قيام الثورة العربية الكبرى، لقد كان لإبراهيم هاشم و الكثير من مثقفي الأمة دور في مبايعة الشريف الحسين بن علي لقيادة الثورة العربية الكبرى. بعد قيام الحكومة العربية في سوريا ، أصبح إبراهيم هاشم عضواً في لجنة انتخاب المأمورين، ثم مدعياً عاماً لمحكمة الاستئناف ، وليعين بعد ذلك رئيساً لمحكمة استئناف الجزاء في سوريا ، ولكن بعد المؤامرة الفرنسية البريطانية، وخسارة العرب لمعركة ميسلون وخروج الملك فيصل من سوريا ، انتقل إبراهيم هاشم إلى الأردن من اجل المساهمة في تأسيس الدولة الناشئة في شرق الأردن، مثله في ذلك مثل كثير من أحرار العرب، الذين وجدوا في الأردن حمى عربياً صغيراً، لكنه آمن وقادر على مساعدة حركة النضال العربية، وجمع المناضلين العرب على أرضه ، وقد عين إبراهيم هاشم لدى وصوله عمان مستشاراً للعدلية عام 1922 وعضو في مجلس المستشارين، في عهد حكومة علي الركابي الأولى. وفي الحكومة الثانية للركابي عين إبراهيم هاشم مستشارا قضائيا وشغل نفس المنصب في حكومة مظهر رسلان عام 1923 م ، ولعل حضور هاشم القوي في تلك الفترة بالإضافة لمؤهلاته العلمية وخبرته الكبيرة، جعلته محط ثقة الأمير عبد الله بن الحسين ورؤساء الوزراء ، وقد عهد إليه بترؤس اللجنة التي عملت على وضع قانون للمجلس النيابي الذي ضم في عضويته سعيد خير وشمس الدين سامي وعلي خلقي الشرايري، وعلي نيازي التل ومحمد الحسين وسعيد الصليبي وغيرهم من رجالات الوطن ، ولقد نجح هاشم في قيادة اللجنة إلى صياغة قانون دل على خبرته الواسعة في هذا المجال ، إلا أن بريطانيا سعت إلى تجميد هذا المشروع، وبالتالي إلغاء الانتخابات التي كان من المقرر إقامتها في آب 1924 م . عندما شكل حسن أبو الهدى حكومته باسم مجلس النظار، أصبح إبراهيم هاشم ناظر العدلية ، واستمر إبراهيم باستلام هذا المنصب حتى استقال عام 1926 م ، وكان قد عين رئيساً لمجلس الشورى لفترة من الزمن ، لكنه في نيسان 1927 م أصبح وزيراً للمالية خلال فترة واجهت المالية صعوبات كبيرة، ونقصاً في الإمدادات التي ترفد الخزينة ، وانضم أيضا لحكومة حسن أبو الهدى تحت اسم مدير خزنة في 26 حزيران 1926 م ، وفي حكومة أبو الهدى الثالثة أصبح وزيراً للعدلية.
شكل إبراهيم هاشم حكومته الأولى بتكليف من أمير البلاد سنة 1933 م وهي الحكومة الحادية عشرة لشرق الأردن ، وقد طال عمر هذه الحكومة لمدة خمس سنوات ، وقد منحه الأمير رتبة الباشاوية ، وتم خلال هذه الحكومة تعديل المعاهدة الأردنية البريطانية ، وقد واجهت الحكومة بعض الأصوات المعارضة واستقال منها الوزير قاسم الهنداوي محتجاً على توجهات هذه الحكومة في الإدارة. قام إبراهيم هاشم بتشكيل حكومته الثانية عام 1945 م، بعد استقالة حكومة سمير الرفاعي الأولى ، ودامت عامين عملت خلالها الحكومة على تكريس استقلال البلاد، والانفتاح على الدول العربية ، حيث حصلت الأردن على استقلالها عام 1946 م، ونودي بالأمير عبد الله ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية ، حيث استقالت حكومة إبراهيم هاشم في ذلك اليوم.
أصبح إبراهيم هاشم حاكماً عسكرياً للضفة الغربية لفترة قصيرة، ومن ثم عيّن مديراً لفرع بنك الأمة العربية الذي كان بمثابة البنك المركزي ، في العام 1950 م شغل منصب رئيس مجلس الأعيان ، من ثم كبير مستشاري الحقوق ، وفي أواخر العام 1955 م شكل حكومته الثالثة بعد استقالة حكومة هزاع المجالي في ظروف دقيقة، ولما كان من مهمة هذه الحكومة الإشراف على الانتخابات، والتي لم تحدث نتيجة عدم دستورية حل المجلس السابق ، فإن الحكومة استقالت بعد سبعة عشر يوماً فقط ، لكن الحكومة الرابعة التي شكلها أشرفت على انتخابات 21 تشرين أول 1956 م، التي عرفت بنزاهتها، وقد فازت المعارضة بالأغلبية ، حيث كان من نتيجة ذلك أن كلف السيد سليمان النابلسي بتشكيل حكومته في 29 تشرين الأول 1956 م ، وخلال هذه المدة عصفت بالبلاد أحداث كثيرة كادت تدخل الفوضى إلى الوطن ، فدعي إبراهيم هاشم لتشكيل حكومته الخامسة في 24 نيسان 1957 ، حيث أعلنت هذه الحكومة الأحكام العرفية، وفرضت حظر التجول في بعض المدن ، كما قامت بحل الأحزاب وحظر عملها ، وتمكنت من خلال هذه الإجراءات من السيطرة على الأمور، وقيادة البلاد نحو الهدوء واستتباب الأمن، وقامت الحكومة بعدد من الاعتقالات والملاحقات ، وفرضت الإقامة الجبرية على عدد من الشخصيات السياسية الناشطة .
وعند قيام الاتحاد العربي بين الأردن والعراق، أصبح إبراهيم هاشم نائب رئيس وزراء الاتحاد ، وقد قام وفد أردني وزاري برئاسة هاشم بزيارة بغداد لاستكمال إجراءات قيام الاتحاد ، فحدث انقلاب عسكري دام قتل خلاله معظم أفراد العائلة المالكة في العراق ، كما قام الانقلابيون باقتياد الوفد الأردني من الفندق وقتلهم، حيث استشهد رئيس وزراء الأردن إبراهيم هاشم، والوزير سليمان طوقان ولم يعثر على جثتيهما. لقد قضى إبراهيم هاشم شهيداً على ارض العراق ، وهو يناضل كما في شبابه من أجل الوحدة والتواصل العربي وتوحيد الصف، رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.

أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:30 PM

الدكتور موسى عبد الحليم زيد الكيلاني

من الشخصيات السياسية والصحفية الاردنية البارزة والحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة بمرتبة الشرف .. وهو عضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر الاسلامي لبيت المقدس ..
عمل سفيرا للأردن في البحرين والسودان وفي القاهرة ولندن.

عمل مديرا للإذاعة الاردنية عام 1973 كما عمل مديرا للإعلام في وزارة الخارجية ومديرا لوكالة الأنباء والمطبوعات والنشر.
ساهم في عدة مؤتمرات وندوات في جامعات لندن وجامعة جورج تاون وندوة سالزبورغ.
عمل محاضرا في الجامعة الاردنية وجامعات أخرى.
شغل رئيسا للتحرير في صحيفة الدستور الاردنية.
لديه الآن صحيفة اسبوعية ( الأردن اليوم)

ساهم بالمؤتمرات التالية:

1- قدم ورقة عمل عن الاعلام والتنمية في ندوة جامعة هارفارد سنة 1982 مع التركيز على دور التسليح في عرقلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
2- ساهم في ندوة الإغاثة العالمية في الخرطوم ممثلا عن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة عام 1989.
3- قدم ورقة عمل مستفيضة للمجلس الاسلامي العالمي عن ( الاعلام الاسلامي وكيف يواجه الرأي العام الاوروبي والأمريكي في القرن الواحد والعشرين) سنة 1990.
4- قدم ورقة عمل عن ظهور الجماعات الاسلامية المتشدده في الاردن وفلسطين وأسباب ذلك كجزء من الندوة العلمية التي أعدتها وزارة الأوقاف الاردنية عن أسباب الصحوة الاسلامية سنة 1983.

من مؤلفاته المطبوعة :

(1) سنوات الاغتصاب – اسرائيل
(2) الاعلام السياسي والاسلام
(3) من هو المثقف؟
(4) A Jordanian Perspective
(5) معوقات الوحده العربية : اسرائيل ودول الجوار الجغرافي.

له مقالات يومية في جريدة ال Jordan Times واسبوعيه في جريدة الأردن.



أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:30 PM

الشهيد الطيار فراس العجلوني


الاسم : فراس محمد علي العجلوني
الرتبة : رائد
الرقم التسلسلي : .493
البلدة الأصلية : عجلون
مكان الاستشهاد : معسكر وحدته
تاريخ الاستشهاد : 1 /1 / 1967
هو أحد ضباط الجيش الاردني الذين قضوا في مواجهة العدو الصهيوني , وأحد رجال معركة الكرامة، التي تمثل عنوانا من عناوين بطولة الجيش العربي الاردني، وهذا الرجل الاردني من احدى محافظاتنا الصادقة، ومن عشيرة لها تاريخها ورجالاتها..

هذا الرجل من جرحى ومصابي معركة الكرامة، واصاباته تشكل قائمة طويلة، منها فقدان عينه اليسرى وضعف إبصاره، وشلل نصف الوجه، وغياب السمع في الاذن اليسرى، واصابة بالغة في الفك العلوي. ومع تكرار العمليات لاصاباته، اصيب بمرض في القلب، واجريت له جراحة العام 1981 وكما يقول، فانه كان يتمنى ان يستطيع ان يروي لابنائه القصة المشرفة لتاريخه كاملة، لكن ماذا يقول لاسرة من 11 شخصا ترى مصابا بكل هذا في موقعة مشرفة لكل الاردنيين.


أرب جمـال 1 - 11 - 2009 08:31 PM

مثقال الفايز ,جمع بين الزعامة العشائرية والعمل الوطني الحر


http://www.alrai.com/img/233500/233721.jpg


يعد الشيخ مثقال الفايز شيخ مشايخ بني صخر(أعلى منصب عشائري) في مرحلة حاسمة من تاريخ المنطقة، وهي الفترة المكتنزة بالأحداث، التي أعادت تشكيل الجغرافيا السياسية، بعد قرون من الحكم التركي شبه المستقر للبلاد العربية، بالأخص في شرق المتوسط والعراق، وقد واكب الفايز معارك الثورة العربية الكبرى، وكانت له ولقبيلته إسهاماتهما فيها خلال توجهها شمالاً عبر البادية الأردنية، وكانت هذه التحولات وما تلاها من سقوط للحكم العربي في دمشق، شكلت الإرهاصات الأولى لتأسيس إمارة شرق الأردن، كنقطة ارتكاز متقدمة في سبيل تحرير سوريا من الاستعمار الفرنسي، وكان لرجالات الأردن دور مؤثر في التمهيد لقيام الدولة الأردنية، ودعمها في مواجهة التحديات التي وجهتها، وهنا برز دور واضح للشيخ مثقال الفايز، الذي عاضد الدولة الناشئة، ومدها بالعون، خاصة أنه يتزعم قبيلة تمتد من أطراف عمان، حتى عمق البادية شرقاً، بالإضافة إلى امتدادها شمالاً وجنوباً، وبالتالي كان لها دورها المؤثر في مرحلة التأسيس.
البادية الأردنية منبت للرجال الأشداء، الذين حملوا كاهلهم أعباء يصعب وصفها، كانوا كالحصن المنيع الذي تكسرت على أسواره، كل المؤامرات والحملات المشككة، ومن بين هؤلاء الرجال يبرز مثقال الفايز كأحد رموز مرحلة مازلنا ننعم بنواتجها ونحن ماضون نحو المستقبل، ولد الشيخ مثقال الفايز في أوائل الربع الرابع من القرن التاسع عشر، في فترة تحرك القبائل الأردنية على طول البلاد وعرضها، في متابعة الكلأ والماء، مما أدخل القبائل والعشائر في صدامات تنافسية على هذه الموارد، خاصة قبل مرحلة قيام الدولة والحكومة المركزية في عمان، نشأ الفايز في كنف والده الشيخ سطام بن فندي بن عواد الموح الفايز، وتلقى علومه الحياتية من حياة البدو، ومن ( شق ) والده وشقيقه الأكبر (فايز)، والشق هو جزء من بيت الشعر مخصص اجتماع الرجال، وهو المكان الأنسب ليتعلم الصغار مبادئ الحياة، وأساليب الرجال في التعاطي مع المشاكل والصعاب، والاستماع للشعر وقصص البطولة التي تميز البادية.
تلقى مثقال الفايز تدريباً مبكراً وقاسياً، على ركوب الخيل والمبارزة بالسيف، واستخدام البندقية، فلقد كانت القبائل تعتمد عل أبنائها للدفاع عن نفسها، وبناء هيبتها ومكانتها، وعلى زعيم القبيلة أن يكون في مقدمة الرجال الزاحفين إلى المواجهة، ورأس الحربة في الإغارة التي كانت تفرضها طبيعة الحياة البدوية سابقاً، قبل استقرار القبائل في مضاربها، لذا شب مثقال الفايز على الشجاعة والإقدام، وقوي ساعده رغم صغر سنه، بحمل السلاح، حتى صارت شجاعته مضرب المثل، وصار خبيراً في الشؤون العشائرية، حيث أتاحت له بيئة والده الشيخ وهو بيت زعامة، من التفقه في حل المشاكل، والحكم بالخلافات التي تنشأ بين أبناء عشيرته والعشائر الأخرى، فلقد توسعت شهرته في مجال القضاء العشائري، حتى أصبح لا يشق له غبار في هذا الجال.
تسلم مثقال الفايز (الشيخة) بعد وفاة شقيقه فايز، وسرعان ما أصبح من أبرز زعماء العشائر في الأردن، خلال النصف الأول من القرن العشرين، وقد لعب دوراً سياسياً وطنياً، مما جعله زعيماً وطنياً فاعلاً، صاحب حضور ملموس في الأحداث التي تلت الثورة العربية الكبرى، لقد كان صاحب شأن كبير حتى في أواخر الدولة العثمانية، التي لم تستطع تجاهل تأثيره وقوة زعامته، فمنحه الباب العالية لقب (باشا) استرضاء له، واعترافاً بمكانته في بادية بلاد الشام، وكانت القبائل الأردنية في تلك الفترة من ضعف الدولة التركية، تقوم بدور كبير في الإدارة المحلية، وتعويض غياب الدولة ومؤسساتها، بالإضافة إلى حماية قوافل الحجاج، من هجمات قطاع الطرق، وهذا ما جعل شيوخ القبائل حكاما محليين، يفصلون في المخاصمات، ويحمون مناطقهم، يحملون عن الدولة كثيرا من الأعباء رغم قلة الموارد وقسوة الظروف المتقلبة.
دعم الشيخ مثقال الفايز الأمير عبدالله بن الحسين عندما قدم إلى عمان، وعمل على تأسيس إمارة شرق الأردن، في ظل ظروف صعبة، ومؤامرات خطرة، تفوق حجم وإمكانيات البلاد، وكان لهذا الدعم أثره في توفير أجواء الاستقرار والأمن، اللذين مكنا الحكومة المركزية في العاصمة عمان، من تكريس نفسها وتمتين وجودها، فتمكنت من تطوير دولة عصرية تفوق فيها على نفسها ومحيطها، وقد واجهت الإمارة خطر هجمات الأخوان (الخوين) القادمين من الجزيرة العربية، وقد قاد الشيخ مثقال الفايز رجال قبيلته لمواجهة الغزاة، فصد هجماتهم ومن ثم أغار على فلولهم وألحق بهم خسائر فادحة، وقد أسهمت معظم العشائر الأردنية في مجابهة هذه الغزوة، التي كانت من الشدة مما جعلها تهدد استقرار الإمارة هي تنهض بأعباء التأسيس.
لم تقتصر اهتمامات الشيخ مثقال الفايز، على الهم المحلي، بل كان صاحب توجه عروبي فطري، فلقد بادر إلى جمع السلاح والمال، وتجنيد المتطوعين، من أجل دعم الثورة الفلسطينية، التي كانت تواجه الاستعمار البريطاني، والأطماع الصهيونية اليهودية، وتمكن من رفد الثورة بالمال والرجال والسلاح، وقد أثار نشاط الفايز في دعم الثورة الفلسطينية قلق البريطانيين، وقد برز ذلك بوضوح في تقارير كلوب باشا، للقيادة البريطانية، وقد تأكد هذا الدور المؤثر، عندما دعى الفايز إلى مؤتمر وطني لدعم الفلسطينيين في نضالهم، يعقد هذا المؤتمر في منطقة أم العمد (مركز زعامة الفايز) وقد دعي لحضوره عدد كبير من زعماء العشائر، بهدف وضع إستراتيجية واضحة المعالم للمساهمة في الثورة الفلسطينية، وتوفير سبل الدعم المستمر لها، وهو أمر أثار غضب القادة البريطانيين، الذين لم يخفوا خوفهم من هذه الروح الوطنية التي تهدد مصالحهم.
تميز الشيخ مثقال الفايز بالموازنة بين أدائه كزعيم عشيرة، وبين واجباته كناشط سياسي ورمز وطني بارز، فلقد ذاع صيته في القضاء العشائري، أما فعله كمقاتل وفارس مقدام فلقد تغنى بها شعراء البادية، وأشاد فيها القاصي والداني، وتناقل الرواة قصصه وأخباره، أما ما عرف عنه من كرم وطيب نفس، كانت سمة لافتة، فهو لم يرد صاحب حاجة، وكان للضيف عنده مكانته الخاصة كائن من كان، فهو سليل شيوخ، عرفوا بصفات الكرم والشجاعة، ومساعدة الناس، وحماية الدخيل، وقد عمل الشيخ الفايز على توثيق صلاته بزعماء ووجهاء العشائر والقرى والبلدات الأردنية، وعمل بشكل دائم على جمع وجهات النظر، ورص صفوف الوطنيين، حماية للوطن ومن أجل العمل معاً لبنائه ورفعته، حيث عرف بمواقفه الوطنية، وقد عارض معاهدة عام 1928م مع بريطانيا، ووقف مع الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي، وطالب بدعهما.
دخل الشيخ مثقال الفايز العمل البرلماني التشريعي عندما تم تأسيس مجلس النواب، حيث خاض الانتخابات التي جرت عقب ذلك، وحقق النجاح لأكثر من مرة، وتمكن من خلال عمله في البرلمان، من ممارسة دوره الوطني مع عدد من رجالات الأردن في تلك المرحلة، كان مثقال الفايز رمزاً وطنياً كبيراً، وزعيماً عشائرياً ترك بصمته الواضحة على مرحلة بالغة الحساسية، وكان له دور في التأسيس واستتباب الأمن والاستقرار بين العشائر، وفي البلاد بشكل عام.
توفي الشيخ مثقال الفايز في نهاية العقد السادس من القرن الماضي، وشكلت وفاته خسارة كبيرة، نظراً للدور الكبير الذي اضطلع به، وللمكانة التي حققها طوال سني عمره، وقد دفن في بلدة أم العمد، المكان الذي أحبه، وأمضى فيه معظم حياته، وبالرغم مرور عقود على رحيله مازال ذكره بين الناس حياً، وستبقى ذكراه ما بقي الخير بين الناس عامراً، فالرموز الوطنية كالأشجار تثبت واقفة ما دامت أرض الوطن تحتضن أجسادهم الطيبة.


الساعة الآن 06:47 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى