منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   يمامة بيضاء (قصة قصيرة).. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=13037)

أحمد معروف 30 - 12 - 2010 06:02 PM

يمامة بيضاء (قصة قصيرة)..
 
يمامة بيضاء (قصة قصيرة)

بقلم الأخت الأستاذة / إيمان القدوسي

http://us.mg1.mail.yahoo.com/ya/down...Inbox&inline=1

إذا سألت عن (أسماء) في مقر عملها في السجل المدني سيكون الرد هكذا (من أسماء ؟ آه ، لست متأكدا إن كانت موجودة أم لا)
فالفتاة لا يلاحظها أحد كأنها غير مرئية.
يتيمة الأبوين ، تربت في بيت خالتها الفقيرة ، لذلك كانت حريصة علي أن تكون خفيفة في كل شيء حتى خطوتها التي دأبت خالتها تعلق عليها قائلة (أنت الوحيدة التي لا أسمع وقع خطواتك كأنك خيال) توفي زوج خالتها الرجل الطيب المكافح وتزوج أبناؤها وبقيت هي وحدها معها في الشقة الصغيرة.
عندما قبضت راتبها لأول مرة أعطته لخالتها واكتفت بمصروفها اليومي البسيط ، اليوم بلغت الثلاثين ولم يتقدم لخطبتها أحد يبدو أن العرسان أيضا لا يرونها.
كان حدثا غريبا أن يسأل عنها رجل لا تعرفه في عملها ليخبرها أن قطعة الأرض المملوكة لوالدها دخلت كردون المباني ومطلوب شراؤها مقابل مبلغ خيالي ، وهكذا صارت (أسماء) في يوم وليلة من الأغنياء.
كانت حائرة في تلك الثروة التي هبطت عليها وتصرفت بهدوء كعادتها ، وضعت المبلغ في البنك واستبقت معها جزءا منه لشراء بعض الضروريات في البيت (حجرة استقبال (أنتريه) وأجهزة منزلية ومفروشات وملابس و تليفون) ،لكنها دهشت من معاملة زملائها في العمل ، صاروا يهتمون بها ، يتوددون إليها وكأنهم اكتشفوا وجودها بينهم فجأة ، سمعت منهم عروضا كثيرة لمشروعات تجارية ، لكنها لم تكن ساذجة كما يتوهمون وصدتهم جميعا بأدب.
لكن (رفعت) الشاب الوسيم المتحمس المنطلق فاجأها بعرض مختلف ، طلبها للزواج ووافقت فورا فقد كانت مبهورة به ، أثناء شراء الشبكة صارحها أنه لا يمتلك حاليا سوى ثمن الدبلتين ، فقالت : لا عليك ، سوف أشتري ما أشاء وفي كل الأحوال أنا التي ستتزين بها.
وعندما دعاها هي وخالتها علي العشاء في مطعم ، قال له النادل وهو ينظر إليها بطريقة لم تعجبها (أنت غيرت الصنف ؟) فأشار له بيده وزجره ، وقال لها مفسرا: يقصد أصناف الطعام.
فاجأها بعثوره علي شقة لقطة ، ثمنها معقول ولكنه لا يملك سوى نصفه ، فاقترحت أن تدفع هي النصف الآخر من المبلغ ويكتب عقد التمليك باسميهما معا ، وفي نفس اليوم ذهبت معه لترى الشقة التي أعجبتها فعلا بشكل لا يوصف خاصة أنها جاهزة للإقامة وذوقها رائع ، كان صاحب الشقة المهندس هشام ، شابا تعلوه مسحة من الحزن النبيل ، وآلمها أن رفعت الذي يدعي صداقته دائم الإشارة لإعاقة بسيطة في ساقه ، فكان يقول : ارتاح أنت من أجل قدمك ، السلم صعب عليك بالطبع ، وهكذا.
تذكرت بعد عودتها للبيت أنها نسيت دواء خالتها فعادت لتأخذه ، وقابلت هشام صاحب الشقة ، وأثناء حديثه معها أخبرها أن الثمن المطلوب هو نصف ما ذكره خطيبها وأنه أخبره أنه لن يعطيه المبلغ كاملا وسوف يعطيه الباقي في أقرب وقت ، وبسرعة اكتملت الصورة في ذهن (أسماء) ولم تستطع مقاومة دموعها ،حكى لها هشام ظروفه وكيف تركته خطيبته بعد تجهيز الشقة وإعدادها وأنه يبيعها بأقل من قيمتها الفعلية ليتخلص من كل ما يذكره بقصته الأليمة.
في اليوم التالي اتجهت فورا لمكتب (رفعت) وأعطته دبلة الخطوبة وقالت : كنت ستضرب عصافير كثيرة بحجر واحد ، تستغل ظروف صديقك وتأخذ شقته بالبخس ، وتوهمني أنني أدفع نصف الثمن وأنا أدفعه كله وتكتب اسمك كمالك معي ، وحتى المال الذي ستأخذه مني كنت ستقتطع منه جزءا ربما لتنفقه علي واحدة من الأصناف الأخرى التي أشار لها الرجل في المطعم ، وما خفي كان أعظم.
ارتبطت أسماء بالمهندس هشام وتزوجا ، كان زواجا سعيدا متكافئا ، قالت له يوما : عندما رأيت الشقة للمرة الأولي أحببتها وأحسست أنها بيتي ولكني كنت أشعر أن هناك خطأ ما في المعادلة ، كان هو الشخص غير المناسب لي ، لم تكشفه فقط الأحداث الأخيرة ،كنت دائما لا أشعر معه بالارتياح أو الأمان ولم أكن أعرف كيف أصفه ، ربما جذبني إليه أنه يتحلى بالصفات التي أفتقدها ، ولكن لم يكن اختلافنا يؤدي إلي تكامل كان هناك شيئا يجرح ، اكتشفت ذلك بوضوح حين قابلناك للمرة الأولي فقد كنت منحازة لك وأزداد نفورا منه ، حتى تجلت حقيقته أمامي لا يصلح صديقا أو حبيبا بل مجرد صائد فرص.
قال هشام : رائحة الضعف هي التي تجذب الصياد ، وعندما يقترب يجد حدودا مفتوحة بلا مقاومة فيستولي علي الغنائم ، مسئولية الفريسة لا تقل عن مسئولية الصياد ، فقد تسلل إليها من ثغرات ضعفها ومخاوفها وانبهارها بجرأته وتحملها وقاحته ، في قصتنا استفدنا من قسوته التي ساعدتنا علي أن نفيق من غفلتنا ونحمي حدودنا.
وطارت اليمامة إلي صاحبها الذي يفهم لغتها ويبني معها عشهما .


أرب جمـال 30 - 12 - 2010 06:08 PM

رائحة الضعف هي التي تجذب الصياد ، وعندما يقترب يجد حدودا مفتوحة بلا مقاومة فيستولي علي الغنائم ، مسئولية الفريسة لا تقل عن مسئولية الصياد ، فقد تسلل إليها من ثغرات ضعفها ومخاوفها وانبهارها بجرأته وتحملها وقاحته ، في قصتنا استفدنا من قسوته التي ساعدتنا علي أن نفيق من غفلتنا ونحمي حدودنا.
وطارت اليمامة إلي صاحبها الذي يفهم لغتها ويبني معها عشهما .

شكرا احمد على القصة الجميلة والواقعيه والدرس المستفاد منها
تقديري لك وبانتظار ما تجود علينا به

أحمد معروف 30 - 12 - 2010 09:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 98563)
رائحة الضعف هي التي تجذب الصياد ، وعندما يقترب يجد حدودا مفتوحة بلا مقاومة فيستولي علي الغنائم ، مسئولية الفريسة لا تقل عن مسئولية الصياد ، فقد تسلل إليها من ثغرات ضعفها ومخاوفها وانبهارها بجرأته وتحملها وقاحته ، في قصتنا استفدنا من قسوته التي ساعدتنا علي أن نفيق من غفلتنا ونحمي حدودنا.
وطارت اليمامة إلي صاحبها الذي يفهم لغتها ويبني معها عشهما .

شكرا احمد على القصة الجميلة والواقعيه والدرس المستفاد منها
تقديري لك وبانتظار ما تجود علينا به

عزيزتى الموقره

أرب

التقدير لحضورك المهيب
تشرفت بمرورك
تحياتى

B-happy 31 - 12 - 2010 06:58 PM

العزيز الأخ رورو
يسعدني ان اسجل اعجابي بكل مواضيعك التي تنتقيها بعناية فائقة ومفيدة
دمت ذخرا للمنتدى ونفخر بوجودك

أحمد معروف 31 - 12 - 2010 07:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة b-happy (المشاركة 99111)
العزيز الأخ رورو
يسعدني ان اسجل اعجابي بكل مواضيعك التي تنتقيها بعناية فائقة ومفيدة
دمت ذخرا للمنتدى ونفخر بوجودك


عزيزتى الغاليه

هابى
سعادتى بتشريفك موضوعاتى لا توصف
فلكم يشرفنى تواجدك وتشجيعك فله مذاق أخر
سيدتى إن كان هناك فخر فهو لى لتواجدى بينكم وتحت مظلة منتدى رائع

تقبلى مودتى وإعتزازى

عاشقة الوطن 31 - 12 - 2010 07:32 PM

قال هشام : رائحة الضعف هي التي تجذب الصياد ، وعندما يقترب يجد حدودا مفتوحة بلا مقاومة فيستولي علي الغنائم ، مسئولية الفريسة لا تقل عن مسئولية الصياد ، فقد تسلل إليها من ثغرات ضعفها ومخاوفها وانبهارها بجرأته وتحملها وقاحته.
يجب علينا ان نكون حذرين بالتعامل مع الآخرين ويجب أن نستخير الله في كل شيء لأنه يكشف لنا ما نريد بدون تخطيط ..
انتقاء حكيم ومفيد كلها عبر مشكور بانتظار المزيد.

أحمد معروف 1 - 1 - 2011 05:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الوطن (المشاركة 99130)
قال هشام : رائحة الضعف هي التي تجذب الصياد ، وعندما يقترب يجد حدودا مفتوحة بلا مقاومة فيستولي علي الغنائم ، مسئولية الفريسة لا تقل عن مسئولية الصياد ، فقد تسلل إليها من ثغرات ضعفها ومخاوفها وانبهارها بجرأته وتحملها وقاحته.
يجب علينا ان نكون حذرين بالتعامل مع الآخرين ويجب أن نستخير الله في كل شيء لأنه يكشف لنا ما نريد بدون تخطيط ..
انتقاء حكيم ومفيد كلها عبر مشكور بانتظار المزيد.

شكرا لك

مرورك العطر

عاشقة الوطن

بارك الله بك


الساعة الآن 09:41 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى