منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   يوسف العظم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2049)

أرب جمـال 28 - 11 - 2009 09:05 PM

يوسف العظم
 
الداعية الإسلامي والشاعر والنائب والوزير يوسف العظم عطاء امتد نصف قرن في الدعوة لعمل إسلامي وسطي معتدل، والراحل المفكر ولد بمدينة معان جنوبي المملكة الهاشمية عام 1931 وهو كان درس في الازهر الشريف، وحاز عضوية مجلس النواب في خمسينات القرن العشرين إذ كان في العشرين من عمره، ثم عاد له عام 1989 م به حتى اعتزل العمل السياسي بعد مرض ألم به وكان قد عين لفترة 6 شهور وزيرا للتنمية الاجتماعية خلال حرب الخليج الثانية، ومن مؤلفاته كتاب "المنهزمون...دراسة في الفكر المتخلف والحضارة المنهارة".
وللراحل العظم دواوين شعرية عرف على إثرها باسم شاعر الأقصى اهمها:في رحاب الأقصى، والسلام الهزيل، ولبيك ابتهالات شعرية، وعرائس الضياء، وعلى خطى حسان، والفتية الأبابيل.،من مؤلفاته في التربية:براعم الإسلام في العقيدة، براعم الإسلام في الحياة، أدعية وآداب للجيل المسلم، وأناشيد وأغاريد للجيل المسلم، مشاهد وآيات للجيل المسلم، العلم والإيمان للجيل المسلم.
ومن مؤلفاته في التربية:براعم الإسلام في العقيدة، براعم الإسلام في الحياة، أدعية وآداب للجيل المسلم، وأناشيد وأغاريد للجيل المسلم، مشاهد وآيات للجيل المسلم، العلم والإيمان للجيل المسلم.
وُلد يوسف العظم من أسرة تتحدر أصولها من الشام. وعندما بلغ الخامسة من عمره أدخله والده كتاب البلدة عام 1936 فدرس فيه القراءة وحفظ جزءاً يسيراً من القرآن الكريم، ودرس الابتدائية والإعدادية في معان، ثم انتقل إلى عمان وأكمل فيها دراسته الثانوية عام 1948، ثم سافر إلى بغداد ودرس فيها سنتين في كلية الشريعة، ثم انتقل إلى القاهرة، حيث نال شهادة الليسانس في اللغة العربية من جامعة الأزهر عام 1953، وحصل على دبلوم عالٍ في التربية من معهد التربية للمعلمين في جامعة عين شمس عام 1954. وعمل بعد عودته من مصر في الكلية العلمية الإسلامية في عمان مدرساً للثقافة الإسلامية والأدب العربي من عام 1954 وحتى عام 1962.
وعمل العظم إلى جانب مهنته في التدريس رئيساً لتحرير صحيفة "الكفاح الإسلامي" بعمان في الفترة 1956 - 1958. وانتُخب عضواً في مجلس النواب الأردني عن محافظة معان لثلاث دورات: الأولى عام 1963، والثانية عام 1967، والثالثة عام 1989. وكان مقرراً للجان عدة في مجلس النواب. ثم عين وزيراً للتنمية الاجتماعية عام 1990.
وأسس العظم مع عدد من المربين والمثقفين مدارس الأقصى بالأردن عام 1963، والتي جاوز عددها خمس عشرة مدرسة في مختلف محافظات المملكة، وعمل مديراً عاماً لها.
وشارك يوسف العظم في عشرات المؤتمرات والمواسم الثقافية في العالم العربي والإسلامي، والمؤتمرات التي تقيمها روابط الشباب المسلم في الدول الأجنبية. وشارك في عدد من اللقاءات والمؤتمرات المتخصصة والعامة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، منها: مؤتمر اتحاد الطلبة المسلمين المنعقد في ولاية "أنديانا بولس" عام 1977، ومؤتمر رابطة الشباب المسلم المنعقد في ولاية "أوكلاهوما" عام 1977، ومؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي المنعقد بمدينة "سبرنغ فيلد" بولاية "الينوى" عام 1980.
وكتب الراحل يوسف العظم في معظم الصحف الأردنية: "الجزيرة، النسر، الأردن، عمان المساء والصباح، الأفق الجديد، المنار، الرأي، الدستور، صوت الشعب، والسبيل"، كما كتب في الصحف العربية المختلفة.
وفي حقل الإذاعة قدم للإذاعة الأردنية أحاديث صباحية، وأسبوعية فكرية وأدبية ودينية كثيرة، كما قدم عدداً من التمثيليات التي تعرض الجانب المشرق من حياة المسلمين وتراث الإسلام العظيم، ومن أبرزها: "نور على الصحراء"، و"الفاروق عمر"، و"صلاح الدين الأيوبي"، و"عبد الحميد بن باديس"، و"ومضات نور". وفي التلفزيون قدم كثيراً من الأحاديث والندوات الفكرية والتربوية واللقاءات الأدبية.
شاعر مبدع
يعد العظم واحداً من الشعراء الأردنيين الذين لهم دور بارز في النهوض بالقصيدة من خلال ما قدمه من أعمال شعرية مختلفة تعددت موضوعاتها وأشكالها. وقد جعل العظم جل شعره حول القضية الفلسطينية وبخاصة القدس. ودواوينه الشعرية هي:
1- أناشيد وأغاريد للجيل المسلم: صدرت الطبعة الأولى في عمان، 1969، طبع خمس طبعات منها.
2- رباعيات في فلسطين: المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1970.
3- في رحاب الأقصى: المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1970.
4- السلام الهزيل: المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1977.
5- عرائس الضياء: دار الفرقان، عمان، الطبعة الأولى، 1984.
6- قناديل في عتمة الضحى: مكتبة المنار، الزرقاء، الطبعة الأولى، 1987.
7- الفتية الأبابيل: دار الفرقان، عمان، الطبعة الأولى، 1988.
8- على خُطا حسان: المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى: 1990.
9- قبل الرحيل: مؤسسة الإبداع للثقافة والأدب، صنعاء، الطبعة الأولى، 2001.
10- لو أسلمت المعلقات: دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى، 2001.
.. ومؤلف مرموق
وتعددت مؤلفات العظم، إذ كتب في مجالات عدة كالأدب والسياسة والإعلام والتربية بالإضافة إلى الشعر، وكانت مؤلفاته ذات طابع إسلامي محض. ومؤلفاته هي:
1- أقاصيص للشباب: مجموعة قصص مشوقة ملتزمة بخط الشعر الإسلامي وتعالج مواضيع دينية واجتماعية، وهي تسم بالطابع التوجيهي، صدرت الطبعة الأولى عن المكتب الإسلامي، بيروت، 1962.
2- يا أيها الإنسان: مجموعة قصصية هادفة ذات طابع إسلامي، صدرت الطبعة الأولى عن الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، 1962.
3- سلسلة "مع الجيل المسلم": تتناول العقيدة والكون والإنسان، صدرت في طبعات عدة عن دور نشر في بيروت، وهي: المكتب الإسلامي، دار القرآن الكريم، دار الإرشاد، الدار العربية، مؤسسة الرسالة، ودار المنار في عمان، ومن هذه السلسلة:
- براعم الإسلام: القسم الأول في العقيدة
- براعم الإسلام: القسم الثاني في الحياة.
- أدعية وآداب للجيل المسلم: يتناول سلوك المسلم في الحياة من الصباح وحتى المساء.
- مشاهد وآيات للجيل المسلم: يعرض للمسلم نعم الله وآياته.
- العلم والإيمان للجيل المسلم: يحث على التفكير والبحث في ما حول الإنسان من مخلوقات الله.
- ألوان من حضارة الإيمان: يعرض صوراً من حضارة الإسلام في مجال القيم والسلوك وميادين العلم، صدرت الطبعة الأولى عن دار المنار في عمان عام 1995.
- أخلاق الجيل المسلم من الكتاب والسنة: يتناول الكتاب لوحات أخلاقية من القيم الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة النبوية.
4- المنهزمون: دراسة للفكر المتخلف والحضارة المنهارة: تناول فيه مسؤولية الحكم بين مفهوم الكهنوت ومفهوم الإسلام، والرجعية والتقدمية بين الإسلام وخصومه وغيرها من الموضوعات الدينية، طبع أربع مرات، وصدرت الطبعة الثالثة عن دار القلم، دمشق، 1979.
5- الشهيد سيد قطب: حياته ومدرسته وآثاره، وهو في مجال التراجم، صدرت الطبعة الأولى عن دار القلم، دمشق، 1980.
6- أين محاضن الجيل: نص محاضرة ألقيت بالموسم الثقافي السنوي لوزارة الأوقاف في الكويت عام 1967، ويتضمن الكتيب أثر مدارس التبشير الاستعمارية ورياض الأطفال التابعة لها في سلخ الأجيال الإسلامية عن دينها وهدم دعائم الإسلام وأخلاقه، صدرت الطبعة الأولى عن الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، 1980، وطبع ست طيعات.
7- سلسلة التوعية الإسلامية:
- رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر: يتحدث عن الإعلام وتضليله للحقائق ويضع خطوات إيجابية نحو إعلام بناء، صدرت الطبعة الأولى عن الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، 1980.
- قواعد وأحكام في الاقتصاد الإسلامي: محاضرة ألقيت في ملتقى التعريف بالفكر الإسلامي التاسع في مدينة تلمسان في الجزائر ما بين 10 - 19/ 7/ 1975 وتتضمن قواعد النظام الاقتصادي في الإسلام، صدرت الطبعة الأولى عن منشورات العصر الحديث، عمان 1983.
8- دراسات في أدب الدعوة الإسلامية: وهي دراسة في النقد الأدبي صدرت في سلسلة متتابعة في حلقات:
- الشعر والشعراء في الكتاب والسنة: يتضمن القرآن والشعر والرسول والشعر في عهد النبوة، صدرت الطبعة الأولى عن جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، 1983.
- شعراء الدعوة الإسلامية في عهد النبوة: يتحدث عن أبرز شعراء الدعوة الإسلامية في عهد النبوة وهم: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب ن مالك، صدرت الطبعة الأولى عن دار الفرقان، عمان، 1994.
- عمر والشعر: دراسة في سيرة الخليفة عمر بن الخطاب، وبيان موقفه من الشعر، صدرت الطبعة الأولى عن دار النفائس للنشر والتوزيع، عمان، 1995.
9- مقام العقل في الفكر الإسلامي: يتضمن مقام العقل في الإسلام والدعوة والحث على التفكير وإعمال العقل في الحياة، صدرت الطبعة الأولى عن المكتبة الإسلامية، عمان، 1994.
10- في آفاق العمل الإسلامي: ويتضمن قواعد وأصول الدعوة إلى الاسلام وأسلوب العمل الإسلامي والسمات المميزة للقيادة الإسلامية الناجحة، صدرت الطبعة الأولى عن دار المنار، عمان، 1994.
11- بيادر وحصاد: مجموعة مقالات كتبت في الصحف الأردنية اليومية والأسبوعية تتناول هموم العالم الإسلامي في الأردن وفلسطين والسودان ومصر والعراق والجزائر وتونس وبعض الدول الإسلامية من وجهة نظر الكاتب الإسلامية، صدرت الطبعة الأولى عن دار الفرقان، عمان، 1998.
12- تاريخنا بين تزوير الأعداء وغفلة الأبناء: دراسة التاريخ الإسلامي دراسة معمقة بعيدة عن التشويه والتزوير التي يهدف إليها أعداء الإسلام ودور أبناء الأمة في إبراز الحقائق التاريخية لتراثهم، صدرت الطبعة الأولى عن دار القلم، دمشق، 1998.
13- في رحاب الفكر الإسلامي: يتضمن الكتاب جملة من القضايا العامة وبيان إيجابيات المعالجات التي طرحها الفكر الإسلامي وهي مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، صدرت الطبعة الأولى عن جامعة الزرقاء الأهلية، الزرقاء، 2000.
14- مجتمع الذوق الرفيع، صدرت الطبعة الأولى عن دار القلم، دمشق، 2000.

يتبع

أرب جمـال 28 - 11 - 2009 09:07 PM

معلومات عن مآثر الراحل العظم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشار إلى أن المفكر الاسلامي والشاعر الراحل كان تبرع بمكتبته الخاصة التي تضم حوالي4200 كتاب الى مكتبة الجامعة المركزية مكتبة الامير الحسين بن عبدالله، وتشتمل هذه المكتبة على مجموعات مختلفة من صنوف المعرفة الانسانية، وبالتحديد الفكر الاسلامي والتراث والعلوم الاجتماعية المعاصرة.
وأوضح رئيس الجامعة الدكتور راتب العوران ان هذا الاهداء يشكل اضافة نوعية لمحتويات مكتبة الامير الحسين بن عبدالله في الجامعة، لما يشتمل عليه من كتب نادرة ونسخ اخرى نافذة من مطبوعات تراثية ومعاصرة ستوضع تحت تصرف الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والمجتمع المحلي للاستفادة منها،مؤكدا على ان هذا التبرع السخي الذي قدمه الاستاذ العظم يشكل أحد نماذج القدوة التي يتمتع بها المجتمع الاردني، مثمنا هذه الخطوة ومعربا عن التقدير العالي الذي تبديه الجامعة بمختلف كوادرها الاكاديمية والادارية لهذه الخطوة.
وبين الدكتور العوران ان مكتبة الامير الحسين بن عبدالله قد وضعت خطة شاملة لتطوير الخدمات التي تقدمها من خلال توسيع قاعدة الاشتراك في قواعد البيانات العالمية وزيادة مقتنيات المكتبة وتوسيعها ومتابعة تحديثها، اضافة الى تنفيذ مشروع مكتبة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم تخصيص موقع في مبنى المكتبة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من المقعدين والمعاقين حركيا وبصريا وسمعيا، بحيث تتم اتاحة مصادر المعلومات لهؤلاء بطرق تتناسب ونوع الاعاقة الي يعانون منها.
كتبوا عن يوسف العظم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذ يوسف العظم / بقلم : محمد المجذوب
عرفت هذا الداعية قبل ثلث قرن ، وكان ذلك في مخيم للجماعة الإسلامية في إحدى ضواحي مدينة حلب شمال سوريا ، ولم أكن قد رأيته أو قرأت له ، ولكني أنست به وأدركت من حديثه بوادر سارة تنبئ بخير كثير.. ومنذ ذلك اليوم بدأت أقرأ له ، وألمح من خلال ذلك معالم نشاطه في خدمة الدعوة ، ثم تتابعت الأيام وتلاحقت آثاره من شعر ونثر، وقدر لي أن ألقاه في أكثر من مؤتمر كان أحدها في الرياض عام 1394 هـ وفي مكة المكرمة عام 1397 هـ ثم في دوحة قطر عام 1400 هـ . وفي كل لقاء كنت أزداد به إعجاباً ولنشاطه تقديراً .
ولد في مدينة معان ـ جنوب الأردن ـ سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة وألف للميلاد ، في أسرة متدينة ذات دخل محدود ، وتخرج في مدرسة بلدته الابتدائية ، ثم التحق بثانوية عمان العاصمة الأردنية ليتابع دراسته فيما بعد بكلية الشريعة في بغداد ، ثم بكلية اللغة العربية بالجامعة الأزهرية فمعهد التربية العالي للمعلمين بجامعة عين شمس .
وقد تأثر خلال دراسته في بغداد بعدد من شيوخها الأفاضل من أمثال نجم الدين الواعظ وقاسم اللقيني وعبد القادر الخطيب ومحمد محمود الصواف .
وهذا جل ما وصلنا عن الحياة المباركة لهذا الداعية المسلم في هذه المرحلة من مراحل دراسته .
ونمضي مع الأخ الداعية إلى الجامعة لنرى أنه تخرج في كلية اللغة العربية بالأزهر عام 1953 وفي السنة التالية 1954 أحرز إجازة التربية من معهد المعلمين بجامعة عين شمس .
وهنا نجد أنفسنا تلقاء فراغ بالنسبة إلى مؤثرات البيئة المصرية في أفكار الأستاذ وتكوينه النفسي ، ومثله لابد أن يكون له مخالطاته الخاصة والعميقة مع رجال العلم والدعوة ، وبخاصة في تلك الفترة التي بلغت حركة الإمام البنا خلالها أوج قوتها ومؤثراتها حيث أخذت سبيلها إلى الانتشار عن طريق البعوث الإسلامية في سائر الأنحاء التي ينتمي إليها هؤلاء الوافدون للدراسة بمصر على مستوى العالم الإسلامي كله . وفي كتابه النفيس عن حياة شهيد الإسلام سيد قطب أحد الشواهد الناطقة بهذا التفاعل الذي لم يكن سطحياً مع تيار الدعوة الإسلامية الجديدة .
ومن خلال نشاطه الثقافي والأدبي النابع من مدخراته الإسلامية المتوهجة أبدأ نستشف الحجم الكبير للمواهب التي تنطوي عليها جوانح ذلك الفتى ، إذ لم يكد يفرغ من مرحلة الدراسة حتى ركز خطاه في طريق الإنتاج الأدبي مقالات وبحوثاً وقصائد ومؤلفات .

في ميدان التعليم :

يقول الأستاذ العظم في مقدمة كتابه (نحو منهاج إسلامي أمثل) : كان طموحي منذ طفولتي أن أكون مربياً مسلماً ناجحاً .. وقد حقق الله أمنيته إذ بدأ حياته العلمية مدرساً للثقافة الإسلامية والأدب العربي في الكلية الإسلامية بعاصمة الأردن ، وقد استمر عمله هذا من عام 1954 حتى عام 1962 وعلى الرغم من عبء التدريس ، الذي يكاد يستولي على وقت المدرس كله ، لم يستطع حبس مواهبه الفكرية والأدبية ، وشغل بعض نشاطه في الحقل الصحفي حيث تولى رئاسة تحرير صحيفة الكفاح الإسلامي بعمان طوال سنتين ما بين 1956 و 1958 .
وهكذا جمع بين رافدين من التجارب العلمية ، ففي ظلال التعليم يتدرب على مخاطبة العقول والقلوب ، ويتمرس بتكوين الاتجاه الفكري السليم الذي نشأ عليه ومارسه في نفسه ، ليواصل طريقه بعد ذلك في نطاق الدعوة الواسعة على مختلف المستويات ، ومن خلال الصحافة يطل على آفاق السياسة ودهاليزها المتعرجة ، وتتسع دائرة منظوره وتعامله مع الجماهير التي هي المجال الأكبر لعمل العاملين .
ومن هذه التجارب الحية استقر فكره على السبيل المثلى التي لا مندوحة عن سلوكها للراغب في الإصلاح الحق . فكان أن أسس بالتعاون مع زملاء له من المربين والمثقفين مدارس الأقصى المعروفة بالأردن وحتى الآن ولا يزال على رأس إدارتها .
وفي العنوان الذي اختير لهذه المدارس إشارة ناطقة بالأهداف البعيدة التي ترمي إليها ، وهي إنشاء الجيل لا بل الأجيال المزودة بالوعي العميق لواقع المؤامرة الصليبية اليهودية ، التي لا تستهدف في منظورها البعيد سوى محق الإسلام وإزالة معالمه ، حتى يأتي الجيل الضائع الذي لا يعرف عن جذوره التاريخية والربانية شيئاً .
والمسلك التربوي جهاد جم التشعبات لابد للعاملين له من الإحاطة بأهم مقوماته ووسائله .. ومن هنا كانت سلسلة الكتب التربوية التي قام بإصدارها الأستاذ العظم ، وقد أراد لها أن تؤلف المنهاج الكامل للطفل المسلم ، الذي هو في تقديره ـ وتقدير المفكرين والعاملين للدعوة ـ الأساس الأول الذي عليه ينهض بناء المستقبل .
وليتأمل القارئ معي هذه القائمة من عنوانات هذه السلسلة التربوية :
1 ـ مع الجيل المسلم .
2 ـ براعم المسلم في العقيدة .
3 ـ براعم الإسلام في الحياة .
4 ـ أناشيد وأغاريد .
5 ـ أدعية وآداب .
6 ـ مشاهد وآيات .
7 ـ أخلاق الجيل المسلم في الكتاب والسنة .
8 ـ ألوان من حضارة الأديان .
9 ـ العلم والإيمان للجيل المسلم .
ويمكن أن يضاف إلى هذه السلسلة كتابه الآخر (أين محاضن الجيل المسلم) الذي ذكره في قائمة مؤلفاته الفكرية ، وقد صدر من الكتاب الأول عدد من الحلقات ، مما ينبئ بتصميم المؤلف على تتبع كل المقومات المساعدة على تكوين هذا الجيل المنشود ..
وفي بقية الأجزاء من هذه السلسلة رموز تصور الأبعاد التي يتطلع إليها هذا الداعية من خلال عنايته بتوفير المواد التي تجتذب الطفل المسلم وتغذيه ، وهو جهد يسد فراغاً في مكتبة المسلم طالما تحدث عن الحاجة إليه أولو الفكر المعنيون بالتربية الإسلامية .
وهنا أذكر مناسبة أكدت لي أن هذا الأخ الداعية إنما يقوم بهذا النشاط المبرور لا رغبة في الإمتاع بل تنفيذاً لتخطيط مدروس وضعه نصب عينيه ، ومضى في طريق تحقيقه خطوة فخطوة ، وكان ذلك أثناء انعقاد المؤتمر العالمي الأول للتعليم بمكة المكرمة ، وكان موضوع البحث منصباً على وجوب العناية بأدب الطفل ، وكاد المتحدث يقطع بخلو المكتبة الحديثة منه ، فإذا الأستاذ العظم يقف وبيده بعض كتبه ليؤكد للحضور أن فيها ما ينفي هذا النفي .. وإنما يتطلب الواجب استكمال الجهود التي يبذلها هو وبعض العاملين في هذا الحقل من ميدان التربية الإسلامية .
ومرة ثانية نتأمل في عنوانات هذه السلسلة لنرى من ميزاتها أنها لم تقتصر على جانب دون آخر من جوانب الحياة الإسلامية ، بل أحاطت بأهم القضايا التي ينطوي عليها نظام الإسلام الشامل لكل جوانب الحياة .
وقد أحسنت فكراً وصنعاً الكاتبة الفاضلة خيرية السقاف في حديثها عن بعض هذه الكتب حيث تقول ـ في مجلة الدعوة بالرياض ـ إنه (يمثل قمة الإخلاص والغيرة من هذا المربي المسلم الفاضل .. والكتاب الأنيق المزود بالصور يستهوي الكبار فما بالك بالأطفال الصغار، فشكله الجميل ولغته البسيطة الواضحة ومعلوماته القيمة خير معين على تربية الأطفال تربية إسلامية وبقليل من العناية سنشاهد آثارها واضحة جلية مع الأيام .
إننا من هنا من منبر الأسرة المسلمة عبر صحيفة داعية مخلصة ندعو وزارة المعارف الجليلة والرئاسة العامة لتعليم البنات والمديرية العامة للرعاية الاجتماعية إلى تبني هذه الكتب (أين محاضن الجيل المسلم ـ أدعية وآداب للجيل المسلم ـ أناشيد وأغاريد للطفل المسلم) وتوزيعها على المدارس الابتدائية للدراسة والتلقين لتكون بين أيدي أطفالنا لتساعدهم على النشوء نشأة إسلامية صحيحة .. وإن كانت مناهجنا لا تخلو من هذه الأسس لكن الاعتماد هنا على الطريقة .
ويوسف العظم لا تربطنا به إلا معرفة الحرف والمبدأ .. وتأتي إذاً دعوتنا لآرائه ولأسلوبه ولوسيلته دعوة صادقة مجردة وليت الاستفادة من خبراته تأتي على نطاق أوسع .
تحية ليوسف العظم على جهوده المخلصة وتحية لكل مخلص يسعى من أجل رفعة الإسلام
\".
جولات ومحاضرات :

ولقد كان لإنتاجه الفكري في نطاق الدعوة أثره لدى المهتمين بأمور التوجيه الإسلامي ، فامتد نشاطه إلى أبعد من الأردن وفلسطين ، إذ قام بزيارة العديد من الأقطار العربية والإسلامية بدعوة من مؤسساتها وهيئاتها الثقافية والفكرية ، حيث ألقى غير قليل من المحاضرات ثم زار الولايات المتحدة أكثر من مرة بدعوة من اتحاد الطلبة المسلمين ورابطة الشباب المسلم العربي ، وقصد إلى بعض الأقطار الأوروبية حيث اطلع على أنظمتها البرلمانية والتربوية .
وطبيعي أن يكون لهذه الزيارات مردودها الفكري إلى جانب خدمتها للدعوة . إذ تعمق من أفكار الأستاذ وتوسع تجاربه وخبراته في المجال الذي اختاره أو اختار له القدر الحكيم .

في غمار السياسة :

وغير قليل من العاملين في ميدان الدعوة الإسلامية ينأى بنفسه عن التطلع إلى الجانب السياسي من الحياة العامة ، فلا يفتأ يبرئها من أوضارها في كل مناسبة ، ليدفع عن نفسه تهم السفهاء الذين لا ينفكون ينبذون دعاة الإسلام بالسعي إلى مقاعد الحكم ، وكفى بتهم السفهاء عذراً لأولئك الدعاة في اعتزال العمل السياسي المباشر، ولاسيما بعد قيام الحكم الثوري في إيران وبروز أخطائه التي ألقيت كلها على مشجب الإسلام ، حتى أوهمت الناس أن الحكم الإسلامي لن يتجاوز هذه الدائرة التي يحبس حكام إيران الجدد أنفسهم وتصوراتهم في نطاقها ..
ولكن .. هل من حق هذه الأخطاء وتلك السفاهات أن تدفع أهل الحق إلى إغفاله حتى يقع في وهم الناس أنهم يقرؤون الفصل بين السياسة والدين ، كما يزعم بعض المغفلين ممن أخذوا بعلمانية الغرب دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن جذور الخلاف بين السياسة وقادة الفكر الغربيين وبين زعماء الكنيسة !.
والحق أن الإسلام الحق في أمس الحاجة إلى وصول أولي الوعي من أهله إلى سدة الحكم ، ليحققوا منهجه السليم في الحياة ، وليروا الجاهلين والمتجاهلين حقيقة النظام الإسلامي وفاعليته العظيمة في توجيه البشر إلى الأعلى والأسمى ، وإلى التي هي أقوم في كل شيء .. وسيظل كل كلام عن جمال الإسلام وعدالته وحضارته وسعادته ضرباً من الأحلام المثالية لا سبيل إلى وجودها خارج نطاق الكلام ، ما دام الإسلام نفسه معزولاً عن دائرة الحكم والحكام .
وقد أدرك أخونا الأستاذ العظم هذه الحقيقة فلم يتردد في خوض غمار السياسة نائباً عن محافظة معان خلال دورتين انتخابيتين ، ثم عضواً عاملاً في المجلس الذي يرسم سياسة وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية .
وطبيعي أنه لم يدخل البرلمان الأردني عام 1963 ليزيد العدد أو ليعدد أياماً ليقبض راتباً ـ على قول الرصافي ـ بل ليمثل فكره الإسلامي في العرض والنقض ، ولذلك كان مع الذين حجبوا الثقة عن حكومة سمير الرفاعي فكان عملهم ذلك سبباً في إسقاط الحكومة وحل المجلس .. ولما عاد إلى النيابة في العام 1967 لم يجد في مناهج الحكومات الأردنية جديداً ينسجم مع تصوراته الإسلامية عن الحكم ، فاستمر على حجب الثقة عنها انسياقاً مع إيمانه الذي لا يقبل التردد أو المراوغة .. ولكن حجبه الثقة عن الحكومة لم يعزله عن الخدمة العامة في مهام المجلس فكان مقرراً للجنة التربية والتعليم ، وكان عضواً في لجنة الشئون الخارجية ، وكلا العملين مما يتفق مع أفكاره ويتسع فيه مجال العمل للتوجيه الذي يدعو إليه الإسلام .
ومما يجدر ذكره هنا موقفه بعد القرار الذي حل بموجبه مجلس النواب الأردني في العام 1974 تنفيذاً لتوجيهات قمة الرباط التي قضت بأن تكون منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ، وبذلك انتهى عمل المجلس الذي كان نصف أعضائه من الفلسطينيين .. بيد أن مكافآت النواب لم تنقطع عنهم طوال المدة ما بين العامين 74 و 1984 ، إذ كان الواحد منهم يتلقى مائة وخمسين ديناراً بنهاية الشهر ، إلا واحداً فقط من أولئك السادة هو الأستاذ العظم ، فقد استثنى نفسه من هذا الراتب فاعتذر عن قبوله لأنه يرى أنه قد أصبح بعد حل المجلس من نوع الكسب غير المشروع ..
ثم شاء الله أن يعاد المجلس إلى مهامه مؤخراً ، فعاد الأستاذ إلى ممارسة واجبه في خدمة منطقته التي اختارته لتمثيلها ..
ولقد ألقى المترجم في مفتتح الدورة التي خصصت لدراسة منهج الوزارة الجديدة في جلسة الثقة بياناً ناقش فيه الأوضاع العامة ثم ختمه بالكلمة الصريحة التالية :

وبناء على تقدم :

ومن المنطلقات المشار إليها .. ولما يتمتع به دولة الرئيس الشاب من أخلاق عالية ونبل في الغاية ولمعرفتي الوثيقة بعدد من الأصدقاء الأعضاء في هذه الوزارة الموقرة وما يتمتعون به من سمعة حسنة ونزاهة في السلوك فإنني لا أملك إلا أن أدعو لهذه الوزارة بالتوفيق والسداد في القول والعمل .
غير أن المنهج الذي ألزمنا به والذي يقتضي تطبيق منهج الله وأحكام الشريعة الإسلامية السمحة ، تطبيقاً متكاملاً يتناول عقيدة الأمة ومنهاج حياتها ، وحرصاً منا على قيام حوار هادف بناء وتوفير جو معافى من أجواء الحرية ، وجرياً على عادتنا مع الحكومات المتعاقبة دون استثناء فإنني أحجب الثقة عن الحكومة حجباً نابعاً من الالتزام قائماً على الاحترام بعيداً كل البعد عن روح العداوة والخصام .
والله أسأل أن يهب للحسين من وعي البصيرة ووضوح الرؤية وصدق العزم ما يباعد بينه وبين العثرات ويلهمه الصواب والحق ويرزقه اتباعه ، وأن يحول بينه وبين الباطل ويرزقه اجتنابه ، وأن يوفق هذه الحكومة لمزيد من صفاء النوايا وحسن التخطيط وصالح العمل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..).
وهكذا نرى استمراره على حجب الثقة عن كل الحكومات التي مارس مهمته النيابية في عهدها ، ونعلم أنه لم يفعل ذلك انحيازاً لعصبية عمية جاهلية ، ولا إنكاراً لكفاية في أشخاص الوزارة ، وفيهم أصدقاء له يقدرهم ويعترف بفضلهم ، ولكنه الالتزام الذي قطعه على نفسه ، وهو ألا يمنح تأييده إلا لنظام الإسلام وللحاكمين به .


يتبع

أرب جمـال 28 - 11 - 2009 09:09 PM

في ميدان الدعوة والتأليف :

والذين يعرفون الأستاذ العظم من قريب أو من بعيد لا يستطيعون التفريق بين جانبي شخصيته داعية وأديباً ، فهو ربيب الإسلام وقد ظهر ذلك جلياً في أعماله وأقواله جميعاً ، وقد رأينا في ما تقدم بعض إنتاجه في نطاق التربية والتوجيه ، ونستكمل الآن صورته الفكرية والأدبية من خلال آثاره الأخرى . ونبدأ بالشعر فهو في هذا الجانب المرهف الحس الذواقة الذي يستهويك بتصوراته وانفعالاته ، وبأسلوبه الذي يجمع في جرسه المنغوم بين الرقة والفخامة .. وقد استولت على قلبه مآسي أمته فكاد يقف شعره كله على تصويرها في زفرات لاذعة لا تستسلم لليأس بل تستثير الإيمان وتشحذ الهمم وتجسم الأمل ..
وقد أخرج حتى الآن ثلاث مجموعات من هذا الشعر هي في رحاب الأقصى) ويصفه بأنه ديوان من شعر الجهاد والاستشهاد ، و(رباعيات من فلسطين) و(السلام الهزيل) و(عرائس الضياء).
وهي جميعاً كسائر ما نشر وما ينشر له من الشعر، حمم يقذف بها القلب المؤمن ليحيل الضعف قوة واليأس رجاء ، فلا يتمالك القارئ المؤمن إلا أن يتفاعل معه في كل ما يدعو إليه ..
وبهذه الخصائص المنطلقة من الأعماق المصورة لأصدق المشاعر يقف الأستاذ العظم مع إخوانه شعراء الدعوة في الصف المميز بإزاء أولئك الضائعين ، الذين يتخذون من أدونيس ودنقل وأضرابهما من دعاة الإلحاد والتهديم ، مثلهم الأعلى في (الحداثة) و(المعاصرة) !.
ونمضي مع الأستاذ في استعراض آثاره الأخرى التي تمثل اتجاهاته الفكرية فيذكر من مؤلفاته هذه :
1 ـ الإيمان وأثره في نهضة الشعوب .
2 ـ الشهيد سيد قطب رائد الفكر الإسلامي المعاصر.
3 ـ رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر .
4 ـ المنهزمون .
5 ـ نحو منهاج إسلامي أمثل .
6 ـ الشعر والشعراء في الكتاب والسنة .
ويلاحظ من خلال هذه العناوين مدى الأبعاد التي تعالجها . فالناس على الرغم من ادعائهم الإيمان في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في تقييمه ورصد آثاره في تغيير الواقع وتصحيح المسيرة البشرية ، والانفعال به في كل صغيرة وكبيرة ، والكلام عن شهيد الإسلام سيد قطب دخول في تاريخ الحركة الإسلامية وتجليتها ، ومواطن الاحتكاك بينها وبين التيارات المناوئة لها ، وما تتطلبه من تخطيط بصير وجهد مصمم على مواجهة العقبات ومصابرة الأحداث .
وكذلك الأمر بالنسبة إلى تخبط الإعلام العربي المعاصر، فهو كالقاطرة التي غفل سائقها فهي تضطرب في اندفاعها الضرير، منذرة بأوخم العواقب ، ما لم تثب قيادتها إلى الوعي الحكيم السليم .
وأما المنهزمون وما أكثرهم في مواجهة النكبات وفي أعقاب المصائب الكبيرة ، فهم دعاة الهزائم المتجددة تحت ستار الغيرة وباسم التصحيح ، وهم هم الذين يقول الله في أمثالهم [هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا] (الكهف 103 ـ 104).
وفي خامس هذه الكتب يلخص الأستاذ خبراته العلمية في موضوع التربية والتعليم بما يقارب الثمانين من الصفحات المتوسطة ، فلا يكاد يغفل جانباً من مقررات الدراسة في مختلف المراحل السابقة للمستوى الثانوي ، وهي المراحل الأكثر حساسية وتفاعلاً في حياة الإنسان .. ويقول في وصفه هذا العمل (إنه جاء متكاملاً نابعاً من روح الإسلام) ويقول كذلك (إن هذا المنهاج قد صادف قبولاً في عدد من ديار الإسلام الناطقة بالعربية كالكويت وقطر والمملكة العربية السعودية ومصر ولبنان ، وطالبت بتطبيقه عدة مدارس خاصة بالجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والدانمارك وغيرها ، وقامت بعض الجمعيات الإسلامية بترجمة أجزاء منه إلى لغات أخرى ، وتعمل بعض دور النشر الآن على ترجمة كتب السلسلة التربوية إلى الإنجليزية والفرنسية)..
وهو يرى أن تبني مثل هذا المنهاج في ديار العرب والإسلام أفضل منطلق لتثبيت معاني الوحدة التي (لا تزرع في ردهات وزارات الخارجية وقاعات المؤتمرات ، ولكن في حقول وزارات التربية والتعليم ومحاضنها).
ونظرة متكاملة إلى عنوان الكتاب السادس تكشف للقارئ رؤية المؤلف إلى الشعر الحق على أنه ـ بالنسبة للمسلم ـ رسالة يتشربها من منابع الكتاب والسنة ثم يؤديها روحاً نورانياً يحمل للقارئ المتعة والجمال والتفاعل المحلق بطاقاته نحو الأعلى .. فهو فن علوي متميز بصوره وأساليبه المنطبعة بروح البيان القرآني المتفرد .. وهكذا نرى في كل من هذه المؤلفات شخصية الأستاذ الثابتة أبداًَ على منهجه الذي لا يملك له تغييراً .. فهو المجاهد في غمرة الزحف لا يصرفه شيء عن هدفه الأعلى الذي هو إعلاء كلمة الله ، حتى في القصة الوحيدة التي ذكرها بين مؤلفاته لم يخرج عن المذهب الذي سلكه في سائر منشوراته . وفي عنوانها (أيها الإنسان) ما ينبئك بمضمونها الهادف للتذكير والتوجيه إلى أفضل ما خلق لأجله هذا الإنسان . وما أسرع ما تذكرنا هذه الصور بكلمة يحيى بن زكريا ـ عليه السلام ـ حين مر وهو حدث صغير بأتراب له يلعبون فدعوه لمشاركتهم فاعتذر وهو يقول : ما جئنا لنلهو ..
أجل إن المسلم في أتون الأحداث المعاصرة لا يجد متسعاً لغير العمل الجاد في خدمة الحق ، فلا تنتظر منه شاعراً أو كاتباً إلا ما نتوقعه من المؤمن الذي يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ويزن عمله قبل أن يوزن عليه ..

شاعر الأقصى يوسف العظم
.. تاريخ حافل في السياسة والتربية والأدب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
بقلم/ ياسر علي


في الوقت الذي كان فيه الشعر الإسلامي يشهد قطبية حادة بين مصر وسوريا، حيث برز عشرات الشعراء الإسلاميين في مصر من أمثال: أحمد محرم ومحمود غنيم ومحمود حسن إسماعيل وهاشم الرفاعي ويوسف القرضاوي وسيد قطب وعبد الحفيظ صقر وغيرهم. يقابلهم العشرات في سوريا مثل عمر بهاء الدين الأميري ومحمد الحسناوي ومحمد المجذوب ومحمد منلا غزيّل وسليم عبد القادر ومنذر السرميني وأحمد مظهر العظمة، وغيرهم..
إزاء هذا وقف الشاعر الأردني يوسف العظم ((بين الجبلين)) يبني جبله الشعري الخاص الملتزم. وللحق، فإن الدول الأخرى لم تخلُ من الشعراء الكبار، غير أن القوة الإعلامية للحركة الإسلامية تركزت في دمشق وبيروت وقاهرة المعزّ.. ويتضح لمن يراجع أسماء شعراء تلك الفترة من الإسلاميين أن شعراء العراق وفلسطين كثيرون لكنهم لم يسْطَعوا في وسائل الإعلام الإسلامية في تلك الأثناء..
من هو الشاعر يوسف العظم؟؟
الشاعر يوسف العظم، ليس - كما يعتقد الكثيرون- فلسطيني الهوية ولكنه فلسطيني الهوى، مقدسي الانتماء..
هو، وإن لم يكن فلسطينياً، فشعره فلسطيني، وفلسطين صارت هوية شعرية ينتمي إليها من يكتب لها.. وكما بات معروفاً أن الشعر العربي الفصيح ينسب إلى الدول بناء على جنسية الشاعر، وليس الأمر متعلقاً بالمضمون.. غير أن الشعر المنسوب إلى فلسطين يُنسب بالدرجة الأولى إليها بسبب المضمون.. فعندما يقام مهرجان الشعر الفلسطيني مثلاً، يشارك فيه شعراء من مختلف الجنسيات، على خلاف باقي الجنسيات..
وهذه إحدى خصوصيات الأدب الفلسطيني.. لذلك فإن شعر العظم فلسطيني بامتياز..
ولد الشاعر يوسف العظم في مدينة معان الأردنية التاريخية الواقعة في أقصى جنوب الأردن، وذلك سنة 1931 لأبوين فقيرين متدينين، بدأ ينهل العلوم طفلاً في كتّاب البلدة لمدة عامين حتى دخل المدرسة الابتدائية وتابع الإعدادية في معان أيضاً..
بعد ذلك انتقل إلى العاصمة عمان، حيث تلقى تعليمه الثانوي فيها، ثم انطلق إلى بغداد ليدرس الشريعة فيها لمدة عامين، ثم توجّه إلى مصر حيث درس في الأزهر اللغة العربية وآدابها، ونال شهادتها سنة 1953م، ثم التحق بمعهد التربية للمعلمين بجامعة عين شمس وتخرج سنة 1954م.
في سنوات شبابه التي عاشها في مصر التقى العظم برجال الحركة الإسلامية هناك، وعاش مع شبابها في الجامعات، وتأثر بفكر الإخوان المسلمين فيها، خاصة أن جماعة الإخوان كانت تضم عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء والباحثين الذين يتابعون الشؤون الاجتماعية والثقافية والأدبية، مما أطلعَهُ على هذه الجهود ونتائجها المتوافرة من دواوين وأمسيات الشعر التي كان يقيمها شباب الحركة الإسلامية في ذلك الوقت.
بدأ الشاعر نتاجه الفكري الأول وهو لم يزل طالباً، فكتب عن الإيمان وأثره في نهضة الشعوب، ولم يكد هذا الكتاب ينزل إلى الأسواق حتى صدر الأمر بمصادرته..
عاد الشاعر إلى عمان وعمل مدرساً للغة العربية في الكلية الإسلامية بعمان، ثم بدأ نجمه في الظهور، فبرز كداعية إسلامي ومُحاضر وخطيب ومحاور وكاتب في مختلف مجالات الدعوة الإسلامية. فكان متعد النشاط غزير الإنتاج.
جذبه العمل السياسي، فترشح للانتخابات عن الإسلاميين سنة 1963، فاختاره الناخبون في مدينته معان نائباً في مجلس الأمة، وحين حلّ المجلس، أعيد انتخابه سنة 1967م، وكان في المجلس مقرراً للجنة التربية والتعليم وعضواً في لجنة الشؤون الخارجية.
وزار عدداً من الأقطار العربية بدعوة من مؤسساتها وهيئاتها الثقافية والفكرية، وألقى عدداً من المحاضرات، في معظم أقطار الوطن العربي وديار الإسلام، كما زار من الأقطار الأوروبية والولايات المتحدة، بدعوة من الاتحادات الطلابية والثقافية هناك، حيث كان يشارك في مؤتمرات الشباب المسلم فيها.
وفي جانب الإنتاج الفكري أصدر عدة كتب منها "الإيمان وأثره في نهضة الشعوب"، وكتاب "المنهزمون"، وكتاب "رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر"، وكتاب "أين محاضن الجيل المسلم؟".
ومن جميل ما فعله الأستاذ العظم، أنه كرّس جهوداً مشهودة في تربية النشء والجيل الجديد على الإسلام، فأصدر سلسلة "مع الجيل المسلم" وهي عبارة عن ستة عشر كتاباً تتضمن منهاجاً تربوياً خاصاً بالأطفال.. وأصدر من الشعر للأطفال كتاب "أناشيد وأغاريد للجيل المسلم" حول أركان الإسلام والفرائض والمناسبات والمعارك والأيام الإسلامية المعروفة. وأصدر كتاب "مشاهد وآيات للجيل المسلم" في قالب تربوي شائق. وكتاب "أدعية وآداب للجيل المسلم" و "ديار الإسلام للجيل المسلم".
في مجال الصحافة، ترأس الشاعر تحرير صحيفة "الكفاح الإسلامي" في الأردن، التي رسخت مكانتها بين قطبي الصحافة الإسلامية أيضاً (مصر وسوريا)..
أما نتاجه الأدبي، فكان في النقد والأدب كتاب "الشعر والشعراء في الإسلام" الذي قيل عنه يومها أنه "دراسة جديدة في النقد الأدبي والأحكام الشرعية"..
وفي الشعر صدر له "رباعيات من فلسطين" و"أناشيد وأغاريد الجيل المسلم"، و"السلام الهزيل"، و"عرائس الضياء"، و"لبيك".
وقد خص المسجد الأقصى بأحد دواوينه بعنوان "في رحاب الأقصى" ويستذكر في مقدمته الصلاة في الأقصى والذكريات مع الأحبة والإخوان و.. التاريخ العريق!
وفي مطلعه قصيدة طويلة تمتد على ثلاثة عشر صفحة يقول مطلعها:
يا قدس يا محراب يا منبر يا نور يا إيمان يا عنبر
وكما يبدو، فإن "أحداث" ديوانه ومناسبات نصوصه تدور في رحاب الأقصى، ومنها قصيدة عن شيخ رآه "في ساحة المسجد المحزون حدثني.. شيخ على وجهه الأيام ترتسم"، ويتابع فيها:
لمن أبث شكاتي والشفاه غدت خرساء ليس لها في الحادثات فمُ؟
من ذا الذي هدّ مني ساعداً ويداً هل ضاع دربيَ أم زلت بي القدمُ
لقد جرعنا كؤوس الذل مترعة والقدس في العار، والمحراب والحرم
والصخرة اليوم باتت غير شامخة لأن نجمة صهيون لها علم
أما القصة، فله عدة مجموعات قصصية، منها: يا أيها الإنسان، قلوب كبيرة..
وفي التراجم أصدر كتاب "سيد قطب – حياته ومدرسته وآثاره".
شعره
انحصرت اهتمامات العظم الشعرية في موضوعين:
1- فلسطين ومقدساتها ومأساة أهلها.
2- الأوضاع الاجتماعية المتردية التي تعيشها أمتنا.
ويبدو واضحاً في شعره اعتزازه بإسلامه وتعويله على أبناء هذا الدين منذ فجر الدعوة حتى يومنا، ودورهم الحقيق بتحرير الأقصى..
وفؤاد الأقصى الجريح ينادي أين عهد اليرموك والقادسية
وعليّ يزجي الصفوف ويعلي في ذرى المجد راية هاشمية
أين عهد الفاروق غير ذليل عفّ قولاً وطاب فعلاً ونيّة
ونداء للتائهين حيارى أين خنساؤنا وأين سمية
ورماح في كف خولة تزهو وسيوف في راحة المازنية
وعن الحالة المتردية التي يعيشها اللاجئون يقول:
في خيمة عصفت ريح الزمان بها لمحتُ بعض بني قومي وقد سلموا
فأسلموا لنيوب الليث ضارية البرد والجوع والإذلال والألمُ
وقد اشتهرت قصيدته التي اعتبر فيها إغاثات الأنروا سبّة لأبناء فلسطين وجريمة تغطي على جريمة أكبر، ارتكبها المجتمع الدولي ضد الشعب المنكوب. ويرى في هذه الإغاثة إذلالاً مقصوداً للشعب الفلسطيني، ليشعر أنه خائر القوى غير قادر على المقاومة ورفع الرأس، ويصف مشهداً نمطياً للشيوخ والنساء والأطفال في مراكز وكالة الغوث لتوزيع "الإعاشة"، ويقول في مجموعة "رباعيات من فلسطين":
وسألت القوم عن ضجتهم قيل يبغون دقيقاً وطعاماً
منكب منهم يحاذي منكباً وعظام دفعت منها عظاماً
كم كميّ عربي ثائر كبلوا في كفه الدامي الحساما
وجواد عربي قد غدا يمضع السرج ويقتات اللجاما
وينتقل من ذل الوكالة إلى أسباب الهزيمة المتعلقة بالابتعاد عن الدين، فيقول:
جعت في يوم فأرسلت يدي لرغيف البؤس من خبز الوكالة
ومضغت العار سماً ناقعاً وشربت الكأس ذلاً للثمالة
سلبت أرضي وعاشت طغمة في ربوعي تدعي روح العدالة
إنما مزقَنا أعداؤنا حين بدلنا الهدى درب الضلالة
ثم يؤكد أن شعبنا لا يرضى بالعودة بديلاً، فحق العودة ثابت لا يتغير أو يتبدل بمرور الزمن أو بجرائم الاحتلال، ولا يُنسي الفلسطينيين حقّهم في أرضهم وديارهم:
نحن شعبٌ قد سُلبنا الوطنا نحن في عري وآلام وجوع
وطعام الغوث لا يشبعنا نحن لا يُشبعنا غير الرجوع
ويؤكد شاعرنا أن السبيل هو في الجهاد والقتال والدم، التي هي كما قال أبو تمام "أصدق إنباء من الكتب"، فيقول في قصيدته "بسمة الشهيد":
اكتب حياتك بالدمِ.. واصمت ولا تتكلمِ!
فاصمت أبلغ في جراح الحادثات من الفم
والصمت أقوى من رنين القيد حول المعصم
والصمت أكرم عند ربك من سفاهة مجرم
إن تاه بالظلم الغشوم فَتِهْ بعزّة مسلم
ولئن خطوت إلى العلى فعلى جباه الأنجم
وعن التزامه الحركي الإسلامي وإيمانه بأن صلاح آخر هذه الأمة لا يكون إلا بما صلح به أولها، وبانتهاج نهج النبوة والدعاة الثائرين والعلماء المجاهدين والشهداء الذين خطوا طريق الحق للأجيال اللاحقة، فكانت قصيدته المقطّعة المشهورة إنشاداً "في سبيل الله والمستضعفين"، وهي قصيدة حيّرتني أي مقاطعها أختار هنا، حيث يتناول المقطع الأول تراث الإسلام وعزة جيل الدعوة الأول، وفي المقطع الثاني يستنير بدماء الشهداء ومداد العلماء وجهاد المؤمنين، ويفرد المقطع الثالث للمؤمنات اللواتي أكرمهن الله بالانتماء إلى الدعوة، وينضح المقطع الرابع بصفاء الروح والأمل المنشود، ونقتطف منها:
اكتب حياتك باليقين واسلك دروب الصالحين
فالصمت من حرّ يفوق زئير آساد العرين
أناشيد الشاعر
أناشيده الكثيرة يصعب حصرها علماً أن كل القصائد المنشورة في هذا المقال قد تم إنشادها. ونأتي هنا إلى بعضها. فقصيدته الشهيرة أيضاً "فلسطيني" الشبيهة بقصيدة الشاعر الراحل يحيى برزق، تميزه عن شعر برزق أنها قوية المعاني وفيها مفاصلة فكرية وجهادية ومليئة بالثورة.. في الوقت الذي نجد أن قصيدة تتميز برقّتها ووصف المأساة وأسبابها، ورغم تطرقه للمقاومة، إلا انه لم يكن بحدة العظم فيها، خاصة أن شعر الأخير ملتزم بفكر إسلامي حركي عاش فترة عصبية وصراع مع اليسار بشكل عام. فظهر في قصيدته توجه ضد اليسار الماركسي، فيما ركز برزق على العدو والاحتلال والنكبة. ونقتطف من القصيدة المقطع الأول والمقطع الأخير:
فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسطيني
ولكن في طريق الله والإيمان والدين
أهيم براية اليرموك أهوى أختَ حطّين
تفجّر طاقتي لهباً غضوباً من براكيني
لأنزع حقي المغصوب من أشداق تنين
وأرفع راية الأقصى وربُّ البيت يحميني
* * *
فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسطيني
كفرتُ بدعوة الإلحاد من صنع الشياطين
وأوثان صنعناها من الأوحال والطين
وآمنّا برب البيت والزيتون والتين
ليشمخ شعبُنا حراً عزيزاً في فلسطين
ويرفع راية التحرير في كل الميادين
ومن أناشيده التي اشتهرت في أثناء الانتفاضة الأولى، أنشودة "حي على الجهاد"، التي صدرت في الكويت وانتشرت في العالم الإسلامي، ومطلعها:
دعوة للفلاح في انبثاق الصباح
ونداء الكفاح في الربى والبطاح
عند زحف الجنود
كذلك، اشتهرت في تلك الفترة نشيد "حماة الأقصى":
نحن أجيال الغدِ وجنود السؤدد
قد نهلنا علمنا من كريم المورد
من سنا قرآننا والهدى المحمدي
فاشهدي يا أرض واصغي يا سماء أننا لا نبتغي غير البناء
مذ سلكنا دربنا في عزة ومضينا في ركاب الأنبياء
ومن المعروف المنشد الشهير محمد أبو راتب هو أكثر من أنشد من شعر يوسف العظم، رغم أنه لم يكن الأول. وقد كانت أنشودة "في سبيل الله والمستضعفين" من أوائل ما اختاره أبو راتب من ديوان العظم.
كذلك المناجاة في رحاب الأقصى، ومنها:
رباه إني قد عرفتك خفقة في أضلعي
وهتفت باسمك يا له لحناً يرن بمسمعي
أنا من يذوب تحرقاً بالشوق دون توجعي
قد فاض كأسي بالأسى حتى سئمت تجرعي
يا رب إني قد غسلت خطيئتي بالأدمع
يا رب ها تسبيحتي في مسجدي أو مهجعي
يا رب إني ضارع أفلا قبلت تضرعي؟
إن لم تكن لي في أساي فمن يكون إذن معي؟
يا رب في جوف الليالي كم ندمت وكم بكيت
ولكم رجوتك خاشعاً وإلى رحابك كم سعيت
قد كنت يوماً تائهاً واليوم يا ربي وعيت
إن كنت تعرض جنة للبيع بالنفس اشتريت
أو كنت تدعوني إلهي للرجوع فقد أتيت
وفي أثناء الانتفاضة أطلق أبو راتب ألبوم أناشيد فلسطينية الهوى، فيه عدد من القصائد الموجودة في ديوان العظم، ومن هذه الأناشيد:
إلى القدس هيا نشدّ الرحال ندوس القيود نخوض المحال
ونمحو عن الأرض فجّارها بعصف الجبال وسيل النضال
بعزم الأسود وقصف الرعود ونار الحديد ونور الهلال
إليّ إليّ أسود الفدى فما عاد يجدي مقال وقال
لقد حان يوم انتفاض الأسير ودقت طبول الفدى والنضال
ونادت ربى القدس أبطالها فأين علي وأين بلال
صبرا وشاتيلا
إثر اجتياح لبنان سنة 1982، وتحديداً في منتصف شهر أيلول ارتكبت عصابات الغدر المدعومة من قوات الاحتلال الصهيوني مجزرة وحشية هزت العالم.
في تلك الفترة، كانت هناك مجلة إسلامية متميزة جداً، هي مجلة الأمة القطرية، نشرت المجلة قصيدة أحدثت ضجة في الأوساط العربية، وسرعان ما تلقفتها الفرق الإنشادية.. وكانت القصيدة للشاعر يوسف العظم، والتي يقول في مطلعها:
ذبحوني من وريد لوريد وسقوني المرّ في كل صعيد
مزّقوا زوجي فلم أعبأ بهم فمضوا نحو صغيري ووليدي
غرسوا الحربة في أحشائه فغدا التكبير أصداء نشيدي
دمّروا بيتي وهل بيتي هنا إن بيتي خلف هاتيك الحدود
وتلفّتّ فلم أعثر على غير أبناء الأفاعي والقرود
أين بأس العرّب مذخور لمن أين أبناء الحمى درع الصمود؟
ودمي سال على تلك الربى ينثر العطر على حمر الورود
ولغ الغاصب في أشلائنا غير أنّا لم نزل "سمر الزنود"
وفاء مستحق
الشاعر يوسف العظم استحق لقب (شاعر القدس) بجدارة، وهو الذي قضى عمره يكتب للأقصى ويربي الأطفال على حب الأقصى، يكفي أنه أسس "روضات براعم الأقصى" التي طوّرها إلى "مدارس الأقصى" في الأردن.
الشاعر يوسف العظم الذي ألهب بشعره ومحاضراته المنابر وأعلى قلمه في الصحافة على مدى خمسين عاماً، خفّف الكثير من نشاطه، وهو شبه معتكف في بيته بسبب المرض الذي ألزمه الفراش أكثر من مرة في السنوات الأخيرة.. يستحق منا هذا المقال وفاء لدوره في الفكر والشعر الإسلامي ودوره في التربية.

تراتيل المطر 18 - 10 - 2011 11:07 PM

شكرا لك على موضوعك الرائع

طرح موفق

تقديري واحترامي

بانتظار مواضيعك الهادفة

shreeata 19 - 10 - 2011 12:07 AM

مشكورة عزيزتي ارب
على روعة الادراج
سلمت لنا بروعتك
تحيات لك


الساعة الآن 02:45 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى