منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الملاحم والأساطير ومعتقدات الشعوب (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=66)
-   -   من تقاليد الشعوب (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12246)

أرب جمـال 6 - 12 - 2010 12:57 AM

من تقاليد الشعوب
 
من تقاليد الشعوب

تورتة عيد الميلاد و "سنة حلوة يا جميل"


أختان ألمانيتان وضعتا لحن "سنة حلوة يا جميل" قبل سرقته
تورتة عيد الميلاد عادة إغريقية أحياها الخدم الألمان في العصور الوسطى



على الرغم من أن عادة قالب حلوى عيد الميلاد "التورتة" ظهرت لفترة قصيرة
عند قدماء الإغريق ثم اندثرت، إلا أنها عاودت الظهور ثانية عند الخدم الألمان
خلال العصور الوسطى ولكن بأسلوب جديد من الاحتفالات يسمى "عيد الأطفال"
لأن تلك الاحتفالات كانت مخصصة للأطفال بالتحديد
ويمكن القول أن أطفال القرن الثالث عشر في ألمانيا كانوا يتلقون
من الاهتمام والعناية والدلال ما لم يتلقه أبناء أحفاد أحفادهم اليوم

وكان عيد الأطفال يبدأ مع بزوغ الفجر بعد أن يتم إيقاظ الطفل المحتفى به
عند وصول الكعكة المكللة بالشموع، وكانت الشموع تبدل كلما ذابت
حتى يتم تناول طعام العشاء ومن ثم يبدؤون بتقطيع الكعكة لتناولها آخر الأمر

وكان من المفترض أن يكون عدد الشموع بعدد سنوات
عمر الطفل، مضافا إليه شمعة واحدة تمثل "ضوء الحياة"

وكان قد ظهر اعتقاد يقول بأن الحياة تمثل عبر التاريخ الطويل بالشمعة الصغيرة
وبيّن الكاتب والشاعر الإنجليزي "وليام شكسبير" هذا التشبيه على لسان شخصية ماكبث
وثمة اعتقاد آخر يحذِّر من إشعال الشمعة من طرفيها، وكان الطفل المحتفى به
يتلقى الهدايا إضافة إلى منحه الفرصة لاختيار أصناف الطعام لوجبات ذلك اليوم

جاءت عادة ضمن أمنية، قبل إطفاء الشمعات من عيد الأطفال عند الألمان
ولكي تتحقق الأمنية يجب أن تطفأ جميع الشموع من نفخة واحدة
كما يجب أن تظل هذه الأمنية سرا يقتصر على صاحبه

دمية رائجة

وتميّز عيد الميلاد في ألمانيا بعادة لم تعد تتبع اليوم، وهي الجني الملتحي
"المهرج" الذي كان الأهل يحضرونه لإمتاع الأطفال وإسعادهم
وعلى الرغم من أن شهرة هذه العادة لم تصل إلى مرتبة شهرة بابا نويل أو بيضة عيد الفصح
إلا أن الدمية المصنوعة على هيئة جني ظلت رائجة حتى بداية القرن العشرين

ويبدو أن كعكة عيد الميلاد قد ارتبطت بأغنية "سنة حلوة يا جميل" أو "هابي بيرث داي تو يو"
وتعتبر هذه الأغنية من أكثر الأغاني ترديدا على الإطلاق في العالم
فقد نشر لحنها لأول مرة في كتاب صدر عام 1893 يحتوي على قصص
على هيئة أغنيات مخصصة لرياض الأطفال وعنوانه "صباح الخير لكم جميعا"
وتم وضع الكتاب على يد أختين من مدينة لويسفيل في ولاية كنتاكي الأمريكية
ولم يكن اللحن قد وضع لقصيدة "سنة حلوة يا جميل" بل لأغنية صباحية
مخصصة للترحيب بالأطفال في رياضهم، لكن بطريق السرقة تم تحويل هذا اللحن
ليصبح لحنا لأغنية تخص الاحتفال بأعياد الميلاد

وكانت "ميلدريد" مؤلفة لحن الأغنية تعمل عازفة أورغن في الكنيسة
وعازفة بيانو في أوركسترا المدينة وكمسئولة عن شؤون العبيد، والمعروف أنها
ولدت وتوفيت 1916 قبل سنوات عدة من تأليف أغنية "سنة حلوة يا جميل"
أما أختها "باتي سميث" فولدت عام 1868 وهي التي وضعت كلمات الأغاني
أثناء عملها في رئاسة رياض الأطفال في لويسفيل، حيث كانت أختها مربية فيها
وفي العام 1906 جاءت "باتي سميث" إلى جامعة إعداد المدرسين في كولومبيا
وبعد 3 سنوات أصبحت رئيسة قسم التعليم في هيئة رياض الأطفال ونالت لقب
بروفيسورة فخرية في كولومبيا وكسبت مراتب شرف عدة قبل وفاتها في نيويورك عام 1946

تسجيل حقوق النشر

قامت الأختان بتسجيل حقوق نشرهن لكلمات أغنية "صباح الخير لكم جميعا"
في 16/9/1893 إلا أن هذه الأغنية تم نشرها من دون إذن في كتاب للأغاني
تم طبعه من قبل "روبرت كولمان" بمدينة دالاس في 4/3/1924
حافظ كولمان على عنوان الأغنية لكنه قام بإدخال افتتاحية "هابي بيرث داي تو يو"
وعلى يده تم تحويل سطر الأختين سميث "صباح الخير أعزاءنا الأطفال" إلى سنة حلوة يا فلان"

وفي السنوات العشر التي تلت نشر الأغنية مرات عدة تم إضفاء تعديلات طفيفة على كلماتها
في كل مرة وبحلول عام 1933 أصبح اللحن يعرف بعنوان "سنة حلوة يا فلان"
وفي العام 1934 كان اللحن يعزف يوميا مع مجموعة من الألحان عنوانها "آلاف التهاني"
من قبل فرقة "برودواي للموسيقا" قامت شقيقة الأختين "جيسيكا" بعرض قضية السرقة
على القضاء بعدما سرق اللحن مرات عدة وكسبت القضية، وبذلك استعادت
عائلة "سميث" ملكيتها للحن وأصبحت الأخوات الثلاث يملكن حقوق النشر أولا وأخيرا

استبدال اللحن

والواقع أن الناس ذهلوا عندما علموا بأن هذا اللحن الشهير قد تم حفظ حقوق نشره
ونتيجة لذلك، قام الاتحاد الغربي الذي اعتاد على إرسال حوالي نصف مليون تهنئة
مغناة في أعياد ميلاد الأشخاص عبر الهاتف أو بوساطة مراسلين يجيدون الغناء
بالتوقف عن التعامل مع اللحن، كما قامت أوركسترا بروداوي الموسيقية
بحذف اللحن من مجموعة "آلاف التهاني" ومن مقدمة عرضها الجديد "الملائكة ذوات الأجنحة"
لأنها وجدت أن عليها دفع ثمن حقوق النشر إلى عائلة "سميث" عن كل عرض
وتم استبدال اللحن بآخر

في ما بعد توفيت الدكتورة باتي سميث وماتت وهي على علم بأنها وأختها
قد بدأتا تقليدا حديثا بجميع أنحاء العالم


أحاديث الجن


اليابانيون ينثرون الأرز والنقود والفواكه لمنع الأرواح الشريرة من الإضرار بالعروسين
الأدبيات العربية تستخرج الجنّي من مصباح علاء الدين



لا يمكن لإنسان أن ينكر أنه تلقى جرعة ولو بسيطة من القصص المرعبة والخرافات
حول الجان والعفاريت لا سيما خلال فترة الطفولة، وربما لن ينسى أحد كيف كانت جداتنا
تجمع إليها أحفادها عند هبوط الظلام وخاصة في ليالي الشتاء الباردة
لتروي لهم قصصا وحكايا لا تنضب عن الجن، وكانت الجدة تتقن سرد تلك القصص
والخرافات بطريقة عجيبة تجعل صغارها يتسمرون في الأرض ويتطلعون إلى المزيد
وتحدوهم الرغبة الغامضة في الاستماع والرهبة المرعبة من التمادي
جراء فظاعة ما ترويه وثقله على خيال الصغار

بعد انتهاء الجدة من سرد ما في جعبتها، كان الصغار يأوون إلى الفراش متدثرين من البرد والخوف
بل ويبالغون في تغطية رؤوسهم كي لا يندس بينهم إحدى تلك الشخصيات أو المخلوقات المخيفة
التي برعت الجدة في وصفها كسعالي والغيلان وأبي رجل مسلوخة، وفي المنام، ما يلبث الصغار
أن تفط أعينهم حتى تهجم المردة ذات العيون الوحيدة المشقوقة عليهم من فوق رؤوسهم
وخاصة من السقف أو من وراء الستائر، بل أن تحرك الستارة يكاد لوحده
أن يشعر الصغير المسكين بأن أنفاسه وصلت حد النهاية، وربما أثناء النوم
تأتي أم شوشة أو أبو رجل مسلوخة كي تداعب هؤلاء الصبية المساكين
أو ربما يأتي الغول بنفسه ليلقي بظله الثقيل على الفراش، وهناك يظل الطفل يشطح بخياله
تحت كابوس ثقيل لا يزيحه عنهم إلا آذان الفجر، لأن الجدة كانت تخبرهم
بأن الجان يولي هاربا مدحورا عند سماعه الآذان

الخيال الشعبي

وهكذا بات الجن في الخيال الشعبي عبارة عن مخلوق ذي قدرات كثيرة
فهو ينفع ويضر ولا يبيت إلا في الأماكن المظلمة أو المهجورة غالبا
أو في الزرائب وبالقرب من الحيوانات، وربما تعثّر أحدنا في جني متنكر أو على هيئة قط أسود
أو ربما مر على حية من حيات المنزل فطلب منها المرور فمالت إلى الجانب ليمر من جانبها
بهدوء على حد قول الكثيرين ممن عايشوا حكايات الجن الفعلية

ويتخذ الجن في الخيال الشعبي أشكالا عدة أكثرها بغضا، المردة ذات العيون المشقوقة
وهي مخلوقات ضخمة تسد الأفق من الجهات الأربع، وهناك الغيلان
تلك المخلوقات البشعة قبيحة الوجوه ضخمة الأجسام المحبة للأذى والتي تكن العداوة للبشر
وتكيد لهم وهناك كذلك أم شوشة وهي مخلوقة برمائية تسكن نهر النيل
وتتمتع بشكل مميز جميل وصوت حسن يجذب المارة لتغريهم بالنزول إلى الماء ليغرقوا
أو ربما لتتزوج من أحدهم، وهناك أبو رجل مسلوخة الذي يأتي ليأكل الأولاد الصغار
إذا لم يناموا بعد الثانية عشرة ليلا، وبشكل عام تؤمن الشعوب البدائية برمتها بالجن
بل منهم من يظن أن الجن آلهة تتصرف في الكون وتتحكم في مصير الآدميين
ولما كان السحر مقترنا بالدين منذ القدم، فقد شاع المعتقد القائل بأن الرقية أو التعزيمة
أو القسم يجبر القوى الخفية مثل الجن على أن تطيع الإنسان وهذا الباحث فرجيل يقول
"إنه من الممكن أن نلقي بتعزيمة على القمر فنجبره على أن ينزل من السماء"

وفي أسطورة فاوست الجرمانية تسيطر كلمات معينة على الشيطان "مغستوفل"
ونجد في مسرحيات شكسبير أيضا أن الاعتقاد الشعبي في مقدرة الكلام وسلطانه
على القوى الخفية كالجن قويا، ولعل أثر الكلمة يتضح في الأدبيات العربية
التي كانت تفتح مغارة علي بابا بمجرد أن يقال "افتح يا سمسم" وفي الأدبيات العربية أيضا
كان الجني يستخرج من مصباح علاء الدين بمجرد فرك هذا المصباح

ولا تزال الشعوب البدائية والمتحضرة على السواء حتى يومنا، تقدم للجن القرابين
وذلك في محاولة لاسترضائهم واتقاء شرورهم، وهناك مواسم سنوية يقدم الناس فيها
الذبائح والأطعمة في أماكن محددة زاعمين أن الجن يسكنها

وينثر اليابانيون الأرز للآلهة والقوى الخفية في المعابد أو يرمونه في الماء حتى في أيامنا هذه
والواقع أن نثر الأرز أو النقود أو الفواكه، مصدره الرغبة في تهدئة الأرواح الشريرة
ومنعها من الإضرار بالعروسين اعتقادا من البدائيين أنها تكون حاضرة أثناء الزفاف

ولا يزال النوبيون يلقون الطعام ويوقدون الشموع للدجري وهي كائنات جيدة خيرة
تحمي من الأمراض وتحفظ الأطفال من الغرق في نهر النيل وتقي من العقم
وذلك حتى يومنا هذا في طقوس تنم عن الإجلال والمهابة والخوف والرجاء
ويحيط بالطقوس جو من الأغاني والاحتفالات وربما قذف بعضهم الطعام قذفا في الماء
أو رمى بالعطور والحناء ويأخذون قليلا من مياه النيل ليمسحوا جسد الصبي
تبركا وكذا الحال بالنسبة للمرأة العاقر

وثمة معتقدات يقوم بها سكان النوبة حيث يأتون بكبش أسود ويدفعونه إلى البحر
حتى يتخبط في شباكهم ثم يذبحونه من قفاه ويقطعونه قطعا صغيرة
ليلقونها في المناطق التي يصطادون بها بزعم منهم أن ذلك يرضي الجن في البحر
كي يمنحهم الصيد الوفير، ومنهم من يقدم للأرض القرابين كذبح كبش وتقديم أمعائه للأرض
ودفنه في وسط الحقل، كي ترضى الجن وتمنحهم السنابل المكتظة بالحبوب

والمعروف أن هذه عادة وثنية ذات جذور قديمة، حيث كان الإنسان القديم يقدم
الفديات للآلهة الخاصة بالإخصاب إما بذبح الماشية أو إغراقها أو إحراقها

الجن عند العرب

كان العرب يرهبون الجن ويتقربون إليهم ويستعينون بهم
وقد كانوا إذا نزل أحدهم بواد هابه واستعاذ بسيده من الجن

وكان العرب يستهدون قبل الإسلام بالجن إذا صلوا فكان أحدهم إذا صلى في قلاة
قلب قميصه وصفق بيديه كأنه يومئ إلى إنسان ليهتدي

ومن العادات الجاهلية التي اشتهرت وما زالت حتى الآن، قيام العرب بذبح الذبائح
حين الانتقال إلى دار جديدة أو عند عتبة البيت وتلطيخ الأبواب أو الجدران بدم الذبيحة
وكان الرجل إذا أراد دخول قرية خاف وباءها أو جنها وقف على بابها فنهق كما ينهق الحمير
ثم يعلق عليه كعب أرنب رقية من الوباء أو من الجن

وتظهر بعض المأثورات الأدبية عن طقوس معينة لا بد منها ومن إتيانها لإتمام الميثاق
بين البشر والجن، وقد يكون ذلك الميثاق مؤقتا لمصلحة بعينها أو قد يكون دائما
فإذا نقض الإنسان الميثاق فإنه يجر على نفسه انتقام الأرواح الخفية (الجن)
التي لا ترحم ولا تعذر، ومن العامة من يستأذن حين يطأ مواضع يظنها آهلة بالجان
فلا يصب مثلا الماء الساخن في بيت الخلاء أو مكان جلي الأواني قبل أن يقول "دستوركم يا أسيادي"

معتقدات

من أشكال التعامل مع الجن عمل حجاب للوقاية من السحر واستخدام الحجارة مثل أحجار المغناطيس
التي تبطل عمل السحر وتهرب الشياطين، بل ولطرد الجن، يعتقد العامة ببعض الأدعية
مثل: "يا بو الريش إن شاء الله تعيش" ورقوة المبدول حيث يعتقد العامة أن الجن أبدله بغيره
فإذا أريد استرداده من الجن قيل "حد الله بينّا وبينكم، هاتوا ابننا وخدوا ابنكم"

وثمة وسائل أخرى للتحكم في الجن وتسخيره حسب اعتقاد العامة حيث يزعم الكثير
أنهم يستفيدون من أسرار وخدام أسماء الله الحسنى
فعل سبيل المثال يقول صاحب شموس الأنوار وكنوز الأسرار ابن الحاج التلمساني المغربي
أما الاسم الأعظم ذو الجلال والإكرام، فإن له تصريفات كثيرة وكلها سريعة الإجابة
بشرط أن يكون الإنسان على طهارة كاملة وفي خلوة بعيدة عن العامرة ولا ينام إلا عن غلبة
ولا يأكل إلا الحلال ولا يلبس إلا الحلال، فبعد ذلك الاجتهاد يظهر لك نور أحمر
يعم الآفاق ويخترق السبع الطباق ويحضر لك عالم الروحانيين في زي عظيم
وصفة حسنة من كل لون، فإذا سلموا عليك فرد عليهم السلام فيقولون لك
ماذا تريد أيها العابد باسم الله الأعظم؟ ويقال إن هذا الاسم "ذو الجلال والإكرام”
كان عند اصف بن برخيا وزير سليمان ابن داوود عليه السلام وهو الذي أخبر به الجليل تعالى
"قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك"

ويؤمن العامة أن مسكن الجن هو الرماد ويرون أن موعد انتشار الجن على الأرض
هو عند اصفرار الشمس وفي بعض البلدان العربية، إذا سقط طفل على الأرض وقت الظلام
جاءت أمه ورشت مكان سقوطه ماء وملحا وقرأت بعض التعويذات حماية للولد من المس
كأن تقول "تور يا صاحب المكان، لا تأذونا ولا نأذيكم مية وملح إحنا وإياكم صلح"
فرشّ الملح على الأرض نوع من طلب رضاء الجن ومؤاخاته ليكون بينهم وبين السكان "عيش وملح"

ومن الناس من يعتقد بأن ضرب القطط ليلا يؤدي إلى إلحاق الأذى بالضارب لأن القطط من الجن
ومنهم من يعتقد بعدم جواز إعارة الخميرة بعد غروب الشمس لأن في ذلك صيانة لبكرة الخميرة
ومحافظة على طاقتها الكامنة، وفي بعض البلدان الأفريقية يمنع أن يدخل على النفساء
من حلق ذقنه أو شعره أو التي عادت فورا من عزاء أو جنازة، ومن المعتقدات أيضا
أن توضع سكينا تحت رأس النفساء أو الوليد لأن الجان يخافون الحديد
كما يرى العامة أن الأرز المطبوخ الذي ليس به ملح طعام للجن

والجن قادرون على التشكل بأشكال مختلفة، فقد تشكل إبليس كما تقول الروايات التاريخية
في صورة شيخ نجد في دار الندوة وبصورة سراقة بن مالك في بدر، والجن يروننا ولا نراهم
فقد روي عن الإمام الشافعي قوله "من زعم أنه رأى الجن رددنا شهادته ما لم يكن نبيا
لأن الله تعالى يقول: "إنه يراكم هو وقبيلة من حيث لا ترونهم"
والجن لا يعلمون الغيب حتى يخبروا أحدا به وكفى بكلام الله برهانا

ظل الشمسية



السير على ظل الشمسية تدنيس للمقدسات عند الفراعنة وشرف عند البابليين


بدأ الاعتقاد القبلي عن الخط السيئ الذي أحاط بالمظلة مع الفراعنة الذين
أدرجوا مظلاتهم ذات التصاميم المعقدة المصنوعة من ورق البردي وريش الطاووس
في مراسيمهم الدينية، ولم تستخدم المظلات الأولى للوقاية من المطر الذي كان نادرا
وعد من البركات في مصر ذات الطبيعة الصحراوية الجافة، بل تم استخدامها للوقاية
من أشعة الشمس اللاذعة، ولذا يطلق عليها “شمسية” في كثير من البلاد

واعتقد الفراعنة بتشكل قبة السماء من جسم آلهة سماوية هي (نوت) واعتقدوا أن
تلك الآلهة لا تلمس الأرض إلا بإبهام قدمها وبرؤوس بقية اصابعها، وان جذع الآلهة يقيم
مظلة واسعة فوق الأرض، وعدّوا مظلاتهم عبارة عن تجسيدات صغيرة
للآلهة نوت وقصروا استخدامها على النبلاء يرفعونها فوق رؤوسهم

وعدت الظلال التي ترخيها تلك المظلات خارج المنازل، مقدسة، فإذا حدث ان داس
أحد العامة على الظل عن غير عمد، اعتبر ذلك تدنيسا للمقدسات ونذير شؤم

وساد الاعتقاد المذكور بشكل معكوس لدى البابليين فعدوا هذه الدوسة
في افياء مظلة الملك، شرفا لا يعلى عليه شرف


ويؤكد المؤرخون على حداثة الاعتقاد القبلي المتعلق بفتح المظلة داخل الأبواب
وارتباط ذلك بالفأل السيئ، ويقول هؤلاء ان استخدام المعدن في صناعة المظلات
بدأ في لندن منذ القرن التاسع عشر حيث صنعت البرامق (شعاع المظلة)
للمظلات الواقية من المطر وكانت المظلة ظاهرة مألوفة في الأيام الممطرة
كما كان تصميم المظلة في البداية غير دقيق وغير جميل من ناحية المظهر
الأمر الذي جعل فتحها داخل المنازل شيئا محفوفا بالمخاطر الحقيقية
لأنه ينتج عن ذلك جروح بليغة أو اضرار تلحق بالأطفال أو ربما تحطيم شيء قابل للكسر
إذا لم ينتبه مستخدم المظلة، ويعتقد الباحثون أنه ربما كانت هذه المخاطر
وراء الاعتقاد القبلي الذي يخص سوء الحظ الذي يجره فتح المظلة داخل المنزل

ويبدو أن هذا الاعتقاد قد تغير جراء انتشار المذياع والتلفاز والصحف التي تتنبأ بحالة الطقس
فلم يعد نذير سوء ان تفتح المظلة داخل الغرفة، ومن غريب المعتقدات القبلية المتبعة اليوم
في بعض الدول وتأكيدا لبدء يوم غير ماطر، ان يذهب المرء الى عمله وهو يحمل مظلته
في يده لأن اهمال حمل المظلة يعرض المرء لمطر غزير مؤذ مفاجئ


يتبع



أرب جمـال 6 - 12 - 2010 12:59 AM

حـدوة الحصـان



حدوة الحصان أكثر تعويذات الحظ الجيد انتشارا في العالم


تعد حدوة الحصان من أكثر تعويذات الحظ الجيد انتشارا في العالم، فلقد شاعت في كل
زمان ومكان وحيثما وجد الانسان والحصان

ويعود اختراع حدوة الحصان للاغريق، وذلك في القرن الرابع الميلادي حيث اعتبروها
أنموذجا للحظ الجيد، إلا ان الأساطير تعزو تلك العادة الى القديس دونستان
الذي اعطى للحدوة المعلقة فوق باب المنزل، قوة خاصة لردع الشيطان
وكان هذا القديس الذي أصبح اسقفا لكانتربري عام 959م حدادا، ففي أحد الأيام
أتى اليه رجل وطلب منه ان يحدي له قدميه مما أثار الشك لدى دونستان، بأن السائل
هو الشيطان، خاصة وأن له اظلافا مشقوقة (الظلف المشقوق رمز للشيطان)، لذلك أوضح
له ان عليه ان يعلقه مقيدا الى الحائط ليستطيع انجاز العمل وعلى نحو متعمد، انجز دونستان
عمله، مكيلا العذاب والآلام للشيطان الأمر الذي جر الأخير الى توسل الرحمة، لكن دونستان
رفض تحريره قبل ان يعطيه قسما صادقا بأنه لن يدخل أبدا أي منزل وضعت حدوة حصان على بابه


منذ ظهور هذه القصة في القرن العاشر، لم يزل المسيحيون يستخدمون حدوة الحصان
ويضعونها فوق عتبة المنزل ثم وضعوها في منتصف الباب لتخدم وظيفة أخرى تتمثل في
دق الباب إضافة الى منعها للشيطان من دخول المنزل حسب اعتقادهم

ومن هنا ظهرت دقاقة الباب على شكل حدوة فرس كما لم ينس المسيحيون قديما
القديس دونستان، فاحتفلوا بعيده في التاسع عشر من مايو/أيار
من دون ان يغفلوا إدراج حدوة الحصان في ألعابهم


القوى السحرية

من جهتهم، عزا الاغريق القوى السحرية في الحدوة الى عوامل أخرى، فهم يعتقدون
ان الحدوة صنعت من الحديد لأنه يحوي قدرة لردع الشيطان، ويقولون إن الحدوة اخذت
شكل هلال القمر لأن الاغريق اعتبروا الهلال رمزا للخصب والحظ السعيد

وجاء الرومان بعد ذلك آخذين حدوة الحصان عن الاغريق معتبرين أنها ذات وظيفة مزدوجة
فهي تستخدم عندهم لحدي الخيول وردع الشيطان والارواح الشريرة، وانتقل اعتقاد الرومان
الوثنيين بخاصية الحدوة السحرية الى المسيحيين الذين اقاموا حولها قصة القديس دونستان


وفي القرون الوسطى، وعندما بلغ الخوف من السحر ذروته، أولى الناس الحدوة المزيد
من الاهتمام، فاعتقد أناس تلك الحقبة بأن الساحرات يسافرن على المكانس، لأنهن
يخشين الأحصنة وأي شيء يذكر بها، الأمر الذي جعل للحدوة قوة خطر على ابطال السحر

ومن هنا زاد اعتقاد الناس حول الحدوة فوضعوا على تابوت المرأة المتهمة بامتهان السحر
حدوة الحصان لتمنعها من الانبعاث من جديد، واعتقد صانعو الحدوات في روسيا، أنهم قادرون
على ممارسة السحر الابيض لمواجهة السحرة ولرعاية قسم الزواج وعقود العمل

إذ لم يكن ذلك القسم يؤدى طبقا لقواعد الانجيل، بل يؤدى على سندان الحداد
الذي عليه تصنع الحدوات، ولم يعلق الناس الحدوات هكذا بطريقة عشوائية، بل وفقا
لقاعدة ثابتة، تتمثل في جعل طرفيها الحدين للأعلى حفاظا على قدرتها لجلب الحظ

وربما كان ذلك مستوحى من الهلال القمري نفسه عندما يشرق من جهة الغرب
في أول الشهر، حيث يبدو طرفاه للأعلى، وكثير من الناس يتفاءلون خيرا عند رؤية الهلال
بهذا الشكل ولدى بزوغه من الغرب رقيقا

وقد بقيت حدوة الحصان رمزا للحظ الجيد بالجزر البريطانية حتى حلول القرن التاسع عشر

وتقول احدى الاغنيات الايرلندية الشائعة: “باسم الله يتمسمر الشيطان وتتقيد حركته”
وفي العام 1805 قابل الأميرال لورد هوراتيو نيلسون اعداءه في معركة ترافلفار أي الطرف الاغر
(رأس في اسبانيا يقع على الأطلسي شمال غرب مضيق جبل طارق، انتصر عنده
الأميرال نلسون على الاسطولين الفرنسي والاسباني عام 1805 وفيها لقي حتفه)

وعلى صاري السفينة فيكتوري، حدوة حصان لاعتقاده بخرافة الحدوة، وانتهى النصر العسكري
الذي اقيم له نصب في ساحة ترافلفار في لندن في عام 1849 وانتهى معه حلم نابليون
في غزو انجلترا، ويقال إن الحدوة حملت فيما يعتقد الحظ للشعب البريطاني
وسوء الحظ لنيلسون ذاته الذي خسر حياته في المعركة

دفن الموتى: تعددت الطقوس والموت واحد



الرومان اخترعوا عادة إضاءة الشموع حول الجثمان لأنها تبعد الأرواح المتعطشة لاحيائه

تنوعت عادات وتقاليد وطقوس ومراسم دفن الأموات وتباينت من شعب الى شعب
ومن عصر الى عصر، وذلك تبعا لنوع الثقافات واختلاف النظرة الى مرحلة ما بعد الموت
وما عادات الدفن سوى دلالة على اهتمام الانسان بالموتى إذ لا يوجد تقليد واحد للدفن
فقد سبق ان دفن الميت تحت التراب داخل كهف ووضع معه اسلحة وبعض المواد الغذائية
اعتقادا من الانسان بحياة ثانية بعد الموت، وقد وجدت جثث مطوية
وأخرى ممددة كما تعددت محتوبات القبور من حلي واصداف وأدوات صوانية


يرجع أقدم ما وصلنا عن مراسم الدفن الى انسان النياندرتال الذي قطن غرب آسيا
والذي ينتمي الى سلالة انسان اليوم “هوموسابينز” وتظهر الرسوم المتبقية
من آثار انسان نياندرتال أنه مخلوق بدائي يتصف بحواجب كثيفة وانف ضخم وعريض
وعلى الرغم من ذلك حمل العديد من النياندرتال صفات الاوروبيين الكلاسيكية
(لون اشقر وجلد من دون شعر)

ومن شكل الجماجم المكتشفة عرف العلماء ان انسان نياندرتال كان يمتلك قدرات عقلية
تشابه تلك التي يمتلكها نظيره اليوم، ومن تقاليد هذا الانسان في الدفن أو ما يعرف
بانسان الكهف وهو اسم الكهف الالماني الذي عثر فيه على بقايا عظميه لانسان
عاش منذ 50 ألف سنة مضت، هو وضع موتاه في قبور حفرها بيديه مع ثني الجثة، وتوجيه
الرأس نحو الشرق والأرجل نحو الغرب، وما ذلك في نظره سوى اشارة الى البعث، لأن الشرق
بوابة ميلاد اكبر للأجرام السماوية مثل الشمس والقمر معتقدين ان الرأس هو مقر الروح



حماية الرأس

ومن عادات دفن الميت حماية رأسه بأحجار كبيرة وفي ذلك دلائل تشير الى عبادة الجمجمة
والتي تعود بجذورها الى معتقدات قديمة ترقى الى انسان العصر الحجري القديم (الباليوليت)
الذي يبدأ منذ 80 ألف سنة ق.م. وتقوم هذه العقيدة على الايمان بقوة الارواح وقداستها
على اعتبار ان الروح تسكن الجمجمة، واحتوى أحد القبور النياندرتالية المكتشف بالعراق
على غبار لثمانية أنواع مختلفة من الازهار، فقد سادت عادة في دفن هذا الانسان لموتاه
حيث كان يقوم بنثر مجموعة من الازهار المتنوعة عليه اعتقادا منه ان الازهار ترمز
الى انبعاث الحياة في الاشجار

وثمة شعوب قدمت قرابين للميت من الحيوانات وأخرى وضعت هدايا جنائزية
من عظام حيوانات معينة، فعلى سبيل المثال عمدت شعوب الاوزبك في اوزبكستان
قديما الى احاطة جسد الميت بقرون الماعز المغروسة في الأرض

وعمد الهنود الحمر في أمريكا الى فصل رأس الميت عن جسده عند الدفن

وفي بلاد فارس ابعدت جثة الميت عن المنزل ووضعت في الجبال لتنهشها العقبان

وفي بلاد سومر (جنوب بلاد ما بين النهرين) في العراق، تم دفن الميت ومعه سبع جرار
مملوءة بالجعة ومعها الخبز والحنطة وعباءة ووسادة، وإذا كان الميت ملكا دفنوا معه
عددا من حاشيته وذلك من أجل مرافقته في العالم الأسفل (عالم الأموات)



أوضاع مختلفة

وفي مصر القديمة، كان يتم دفن الميت عن طريق وضعه على جانبه الأيسر
والأطراف منحنية والركبتان على الصدر واليدان قبالة الوجه والرأس باتجاه الجنوب
كما كانت تلف الجثة بجلد غزال أو تسجى بالأعشاب وذلك تبعا لحالة الميت الاجتماعية
ففي حقب زمنية تالية دفنت الجثث في أوضاع مختلفة وغير منتظمة فأحيانا تمدد الجثة
على الظهر والسيقان واليدان مطوية على الجسد ومكسوة بغطاء من طين

وبشكل عام كان المصريون يتشابهون بوضع الجثة في القبر بما يشبه الجنين في رحم أمه
مما يظهر اعتقادهم بولادة ثانية للانسان بعد الموت، وهو أهم ظاهرة في معتقد
المصريين القدماء، ومن أجل ذلك اقيمت الأهرامات تعبيرا عن ايمانهم بالخلود بعد الموت


وفي جنازة الرجل العظيم، كان يتم قتل عدد من خدمه ليكونوا بجواره
في مقبرته ويقوموا على خدمته هناك كما فعلوا على الأرض

أما قدماء الاغريق فقد عظموا موتاهم كثيرا ودفنوهم في توابيت من صلصال
أو في جرار ضخمة، ووضعوا مع الميت قليلا من الطعام وبعض أدوات الزينة ودمى صغيرة
في صورة نساء كي يواسينه أبد الدهر، أما إذا كان الميت ملكا
وضعوا معه اشياء ثمينة أو حلى قد استعملها في حياته

وفي بلاد كنعان، دفن الميت ممددا على ظهره ورأسه نحو الشمال والى جانبه مصباح
وجرة للطعام والشراب، أما المرأة فقد دفنت مع زينتها والرجل مع سلاحه
واعتقد الكنعانيون ان روح الانسان بعد موته تدخل في حالة سكون وهدوء ابدية
شبيهة بالعدم ولم يعتقدوا بحياة ثانية بعد الموت وسموا القبر بالبيت الازلي
معتقدين بأن الروح لا تبتعد عن الجسد بل تلازمه وتبقى قريبة منه، ومن أجل ذلك
اعتنوا كثيرا بدفن موتاهم ووضعوا جثث الملوك منهم والأمراء في نواويس حجرية ضخمة



حياة أبدية

وهناك شعوب عدة متوسطية اعتقدت بحياة أبدية خفية بعد الموت وهذا ما جعل
تلك الشعوب تهتم كثيرا بحماية هذه الحياة وتأمين الجثة في وضعية سكينة وهدوء
ودفنها أحيانا داخل المنزل

واعتقد الرومان من جهتهم ان المشاعل الموقدة في المدفن تقود روح المتوفى
الى مقرها الأبدي، وأتت الكلمة الانجليزية فيونيرال (Fumeral) التي تعني
جنازة في العربية من الأصل اللاتيني فيونوس (Fumus) أي المشعل

وظهرت عادة إضاءة الشموع في المآتم عند الرومان إذ اعتقدوا ان الشموع المضاءة
حول الجثمان كانت تبعد الأرواح المتعطشة لإحياء واستبعادها ولكونهم يؤمنون
بأن الأرواح تحب الظلام وتكره النور فكانوا يشعلون الشموع حول الجثمان، فسبب الخوف
من عالم الأرواح ظهور إحدى التقاليد التي لاتزال سائدة حتى اليوم في الجنازات

ومازالت بعض القبائل في استراليا تعيش حياة بدائية ومنها قبيلة تيوي التي تسكن
الشواطئ الشمالية، حيث يعمد أفراد القبيلة الى حفظ روح الميت خوفا من ان تذهب
الى أحد اصدقائه وتسبب له الموت فيقوم زعيم القبيلة بكسر رجلي الميت قبل الدفن
وبعد مرور اسبوع على دفن الميت يعمد ذووه الى إقامة أعمدة خشبية حول الضريح
يبلغ طول كل منها اربعة أمتار ثم يدهنونها بألوان متباينة ترمز الى حياة الفقيد
أما إذا كان المتوفي امرأة، فيعمدون الى تزيين القبر بريش الوز والبط

ومما يثير العجب في طريقة دفن الميت لدى هذه القبيلة ان الرجال والنساء يرقصون
وهم عراة على السواء كما يرتدي بعضهم جلود نمور واسود ويمكثون ثلاثة أيام دون طعام
الى ان يقدم زعيم القبيلة طعاما هو عبارة عن خبز جاف ويجب على كل من يأكله
ألا يستعمل يديه والا تعرض للعقاب حيث تتغلغل الروح الشريرة في روحه وجسده



حرق الميت

وتعود عادة حرق الميت التي عملت بها شعوب عدة قديما ومازال يعمل بها لدى شعوب
معاصرة الى معتقدات شمسية، وتدل عادة احراق الميت حتى الترميد (تحويله الى رماد)
الى الاعتقاد بخلود الروح وهو معتقد يتعارض مع طقس دفن الميت في الأرض، ويعتقد هؤلاء
ان للنار ناحية تطهرية باعتبارها طلقة سماوية مشعة ترتبط بالنجوم والشمس المضيئة

فانوس رمضان



من معالم شهر رمضان المبارك ومظاهره المحببة إلى الناس انتشار الفوانيس
التي تضيء الشوارع والأزقة لا سيما في بعض البلاد كمصر
وكثيرا ما نجد الصغار يروحون ويغنون على أضوائها حتى لا تكاد تخلو
حارة أو شارع في بعض البلاد الإسلامية من فانوس أو أكثر
يلتف حوله الصبيان في ليالي رمضان فرحين بهذا الشهر الكريم

والواقع أن المعنى الأصلي لكلمة فانوس كما ذكر الفيروز آبادي بالقاموس المحيط هو "النمام"
ويرجح صاحب القاموس أن تكون تسمية الفانوس راجعة إلى أنه يبدي أو يظهر حامله
وسط الظلام، والفعل من الكلمة فَنَسَ، فنْسا أي: نمَّ، وللكلمة وجود في بعض اللغات السامية
ويقال لها فناس إلا أن أصل الكلمة جاء من اليونانية وتكتب "فنال"
والتي تضيء المنارة أو المصباح، وقد حرفت على مر السنين لتصبح فانوس
وربما يرتبط معناها النمام بالنميمة لأنها تحدث عادة في السر وفي الظلام
والنمام هو الذي يبدي عورة أخيه وينقل عنه المستور

لكن المهم أن كلمة الفانوس وجمعها فوانيس ارتبط بالإضاءة وبالسحور
فقد كان في الأصل يعلق بالمآذن ليتوهج نوره، فإذا غاب النور عنه
كان ذلك إيذانا بوجوب الإمساك والكف عن المفطرات

ومن بين كل الدول الإسلامية التي عرفت الفانوس نجد أن مصر هي من أكثر الدول
استخداما له كتقليد في شهر رمضان، ويعود هذا التقليد غالبا إلى العصر الفاطمي
وبالتحديد إلى الخامس من شهر رمضان عام 362 للهجرة (972م)
فقد رافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلا فاستقبله أهلها
بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب، وقد تحوّل الفانوس من وظيفته الأصلية الإضاءة ليلا
إلى وظيفة ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث أصبح الناس يطوفون بالشوارع
حاملين الفوانيس لطلب الهدايا وغناء بعض الأغنيات الشهيرة في شهر رمضان
مثل "وحوي يا وحوي" ولقد ظهرت العديد من القصص عن أصل الفانوس
إلا أن أغلبها يرتبط بالخليفة الفاطمي وثمة قصة تقول إن الفانوس هو تقليد قبطي
مرتبط بوقت الكريسماس حيث كان الناس يستخدمونه ويستخدمون الشموع الملونة


حرفية وإبداع

بدأت صناعة الفوانيس منذ العصر الفاطمي تتخذ مسارا حرفيا وإبداعيا
حيث ظهرت طائفة من الحرفيين في صناعتها بأشكالها المتعددة، وتزيينها وزخرفتها
ولم يتشكل الفانوس في صورته الحالية إلا في نهاية القرن التاسع عشر
وأصبح يستخدم إلى جانب لعب الاطفال في تزيين وإضاءة الشوارع ليلا، كما كانت
وظيفته الأصلية خلال شهر رمضان رغم وجود وسائل الإضاءة الحديثة

ويصنع هيكل الفانوس من الصفيح لسهولة قطعه وخفته، ويزين بنقوش دقيقة
عند قاعدته وقمته تعلوها (علاّقة) مستديرة لحمله ويليها القبة التي تتكون عادة
من شرائح دقيقة عديدة قطعت لتصف إلى جوار بعضها بدقة وإتقان
وقد يتدلى من حواف هذه القبة كحلية عدة شرائط مستطيلة تسمى "دلاّيات"
وقد يكون للفانوس باب يفتح لوضع الشمع بداخله وقد يكون من دون باب، ويحل محله
ما يسمى عرق وهي قاعدة يسهل فصلها عن الفانوس وتسمى كعب ويعلوها الشماعة


مراحل التصنيع

وتبدأ أولى مراحل عمل الفانوس بتفصيل العفشة وفيها يتم قطع الصفيح
على نموذج معد سلفا إلى مقاسات مختلفة وقطع تمثل أجزاء الفانوس
أما المرحلة الثانية وهي السندقة فيتم فيها ثني الحواف المدببة لقطع الصفيح
وألواح الزجاج ثم يقوم الصانع بضبط هذه الحواف مع الزجاج فيما يسمى بالحرتفة
أما المرحلة الثالثة فيستخدم فيها أدوات خاصة مثل المطرقة والسندال والمطرشة والسنبك
فضلا عن الدقاميق (أداة تشبه الشاكوش) وهو من الخشب
حيث يقوم الحرفي بتحديد فتحات الفانوس والثقوب المختلفة فيه
ويتم تقطيع زجاج الفانوس باستخدام (الألماظة) أو العجلة ثم يتم تلوينه
باستخدام قماش حرير مشدود على برواز خشبي ثم يصور
بإطار خشبي آخر ويحدد عليه الرسم المطلوب

وفي العادة تعبر الرسومات عن خيال وإبداع الصانع ويكون لون زجاج الفانوس
ملونا بصبغات يتبادل فيها مع اللون الأبيض واللون الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر
ويتبع عملية التلوين، عملية أخرى تسمى الكرونة ويقصد بها عمل زخارف منقوشة
على الصفيح وتكون الزخرفة على قبة الفانوس أو كعبه باستخدام ماكينة صغيرة تسمى كردون
ويطلق على المرحلة الأخيرة لعملية تصنيع الفانوس اسم تجميع العفشة
حيث يقوم الحرفي بلحام القطع المعدة سابقا مستخدما عدة خامات مثل الأفونيا
وهي كتلة صفراء تشبه الجمر مصنعة من الزيوت، ويستخدم اللحام مادة تعرف
بالازيز الطاهر اي النقي ويخلطه مع الرصاص حتى يخرج في قطعة تشكيلية متناغمة


أشكال مختلفة

أما عن أشكال الفوانيس ومسمياتها فقد تفنن الصانع الشعبي فيها حيث نجد أشكالا شتى
وأنماطا متعددة لكل منها اسم معين وأصغر الفوانيس حجما يسمى فانوس عادي اوبز
وهو فانوس رباعي الشكل وقد يكون له باب أو يكون ذا كعب ولا يتعدى طوله
العشرة سنتميترات، أما أكبرها حجماً فيسمى كبير بأولاد وهو مربع
ويوجد في أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجما ومنها ما يسمى بالمقرنس
أو مبزبز كبير، وهو بشكل نجمة كبيرة متشعبة ذات اثنتي عشرة ذراعا


رمز رمضاني خاص

من الفوانيس ما يتساوى اتساع قمته مع قاعدته ومنها ما تنسحب قمته بضيق نحو قاعدته
ويطلق على هذه الأنواع: مربع عدل- مربع محرود، مربع برجلين، مسدس عدل
ومحرود وأبو حشوة ومربع بشرف أي له شرفة منقوشة من الصفيح حول قمته
ومن الفوانيس ما يتخذ شكل الترام والقطار والمركب والمراجيح وفي هذه يعلق
عدد من الفوانيس الصغيرة لتدور حولها مشابهة لمراجيح الموالد والمواسم والأعياد

وارتبطت أشكال الفوانيس ببعض الأحداث التي تأثر بها الصانع الشعبي
لا سيما الأحداث المرتبطة بالحرب مع العدو، فنجد فوانيس في شكل دبابة وطائرة
وصاروخ بالإضافة إلى ذلك ظهرت أشكال جديدة تم استيرادها من الصين وتايوان
وهونج كونج وهي مصنوعة ميكانيكيا من البلاستيك، وتضاء بالبطارية ولمبة صغيرة
ومنها ما يكون على شكل عصفور ومسجد أو غير ذلك من الأشكال التي تجذب الأطفال
ومنها ما هو مزود بشريط صغير يردد الأغاني والأدعية الرمضانية

وأخيرا فأيا كان أصل الفانوس فإنه يظل رمزا خاصا بشهر رمضان إلى درجة أن الكثير
من الناس أصبحوا يعلقون فوانيس كبيرة ملونة في الشوارع وأمام البيوت والشقق
وحتى على الشجر قبل رمضان ببضعة أيام تيمنا بقدوم هذا الشهر المبارك


"المكياج" ظاهرة قديمة في المجتمعات البشرية



يرغب الإنسان ومنذ أقدم العصور في أن يظهر بمظهر خارجي جميل
ولذا بذل الجهد في تجميل طلعته، ويعود سر ذلك إلى معتقدات تكتنفها أسرار
ولفهم ذلك لا بد من العودة إلى ظروف نشأة هذه الظاهرة وتطورها، ومن أجل ذلك
يجب معرفة المقصود من الزينة والتبرج أو ما يسمى المكياج في المجتمعات البشرية الأولى

منذ فجر التاريخ، ومع بداية وعي البشر، أخذ الإنسان يرسم لنفسه صورة مختلفة
عن حقيقة ما هو فيه مثل تغطية جسمه بجلود الحيوانات بعدما كان عاريا، حيث تتحدث
معظم الميثولوجيات عن أن أوراق الشجر هي أول شيء ستر به الإنسان عورته، بعدما
كان عاريا، وقص الإنسان شعره بعد ما كان يتركه مسترسلا على كتفيه
مع مرور الزمن والسنين، تطور فعل ذلك سواء نحو الشكل الجميل أو البشع
الأمر الذي جعل هذا الأمر بمثابة الحاجة الطبيعية له

بدأ الإنسان أولا بصبغ وجهه وجسده باستخدام مراهم أو كريمات وعطور، مستخرجة من
غدد الحيوانات أو مصنعة من النباتات، وكان ذلك إشارة لحالته وعمره، لأن في ذلك
علاقة مع الأرواح والآلهة الخرافية، فكان على سبيل المثال يقوم بدهن جسمه قبل الخروج للصيد
أو قبل البدء بحرب ضد قبيلة أخرى، أو لجلب الحظ، والحصول على حب أو لإكثار المحصول


عوامل في اللاوعي

ويقول الباحثون النفسانيون، أن الاهتمام بالزينة والتبرج، يعود عند الانسان إلى عوامل نفسية
تكمن في اللاوعي، وكأنما يحاول الإنسان أن يخفي شخصيته أمام الغير أما خجلا
أو بشيء آخر، فيعمد لحجب مشاعره وأحاسيسه وإلى ارتداء جلد جديد، وكانت الزينة
تتغير وتتبدل تبعا للمناسبة وربما بقصد الإغراء أو لإثارة الرعب والخوف لدى الآخرين
أو أن ذلك إشارة للانتماء لمجموعة أو طائفة معينة أو خلال مشاركة بطقس خاص

وفي المجتمعات القديمة كان الرجال يلجأون لتزيين أجسامهم لاكتساب جاذبية أكبر
أمام النساء، وبعدما تحول المجتمع إلى نظام سيادة الأب وتعددت الزوجات
لدى الرجل الواحد، لجأت المرأة إلى الاهتمام بزينتها كي تكون أكثر جاذبية أمام الرجل

ويبدو أن التبرج بدافع الإغراء كان ظاهرة طبيعية لدى كافة البشر، وما دفع الإنسان
إلى ذلك سوى الرغبة في إثارة انتباه وإعجاب الجنس الآخر والمثال على ذلك
لجوء الأنثى لدى بعض المجتمعات القديمة للتزين بريش الطيور أو بأزهار جميلة
ودهن جسمها بزيت جوز الهند الممزوج بدم الحيوانات ورسم دوائر بيضاء حول العينين


الإغراء والخصوبة

وفي أيامنا هذه تتزين المرأة وتتبرج بقصد الإغراء وبغية إظهار نفسها بشكل زاه ومفرح
ومن المعروف أن استعمال أحمر الشفاه له دلالة على الإغراء والخصوبة
كما للشعر صلة حميمة مع الإغراء والجنس لكل من الرجل والمرأة

والواقع أن الإغراء لم يكن الدافع الوحيد للزينة والتبرج، بل لجأ الإنسان للزينة بهدف
إثارة الخوف والرعب في قلوب الآخرين وتهديدهم، فقد كان المحاربون البدائيون
يلجأون لتلوين أجسامهم بألوان بشعة أو معينة اعتقادا منهم أن لهذه الألوان علاقة بقوى
سحرية وبتقوية معنويات المحارب والتخفيف من مخاوفه، ومن أمثلة ذلك أن يتخذ الإنسان
شكل شيطان أو حيوان مفترس، ففي قبيلة الزولو الأفريقية
يرتدي الرجل جلد نمر ويضع فوق رأسه شعرا كثيفا يشبه جزة الأسد
كما يلجأ المقاتلون لإرسال شعر رؤوسهم وذقونهم تشبها بالحيوانات المفترسة

وتعود أصول هذه الظاهرة لعناصر ميثولوجية معينة، منها أن يتنكر الرجل قبل الإقدام
على جريمة القتل، وفي النيجر ولدى قبيلة الكاليري ثمة تقليد يتمثل برسم علامات
على جسد الفتاة بوساطة آلة حادة وذلك عندما تصل لسن البلوغ، الأمر الذي كان
يعرّض الفتاة لنزيف شديد علاوة على تحملها للآلام المبرحة، ولجأت بعض القبائل
الأفريقية الأخرى لوشم جسد المرأة أو صبغه بعد إنجابها لمولود جديد، وربما يكون
التبرج لدى المرأة، هو هروب من السن وإخفاء لمظاهر بصمات السنين على وجهها

وكان الرجال في قبائل النوير بجنوب السودان يقومون بوضع خطوط على الجبين
وذلك كرمز انتماء للقبيلة، وكان رجال هذه القبيلة يقومون كذلك بتصفيف شعورهم
بطريقة مميزة كدلالة على مهنة الرجل، وقديما أيضا كانت لمسة تصفيف الشعر التزيينية
تختلف بين أصحاب المهن (طب، محاماة، رجل عسكري) ولتصفيف الشعر وتزيينه
أهمية كبرى عند الإنسان، إذ يوجد شكل الشعر وطريقة تصفيفه ونوع طريقة قصة
جاذبية خاصة، ففي عصرنا الحالي تترك الفتيات شعورهن مرسلا
أو مجدولا على شكل ضفائر بهدف الزينة


العودة إلى الصبا

ويقول الباحثون النفسانيون أن للشعر القصير لدى المرأة دلالة على رغبتها في العودة لبداية
عهد الصبا، والمعروف أن الشعر غير المنظم يدل على شخصية غير منظمة، وقديما كانت
اللحى والشوارب لدى الرجل تدل على السلطة والاحترام والرفعة
وصاحب الشوارب المزينة يدل على أنه حريص على نفسه


المساحيق والعطور

وللمساحيق والعطور أهمية كبيرة في سلم الجمال، فهي تعمل على تغيير لون الجلد
وتغيير رائحته وملمسه، اكتسابا لإعجاب الجنس الآخر، ويعتبر اللون الأحمر، أكثر
مواد التجميل شيوعا وأكثرها إثارة وجاذبية، وتختلف وسائل الزينة والتبرج (المكياج)
وموادها بين الأمس واليوم، فقد كانت سيدات أيام زمان، يحافظن على نضارتهن وحيويتهن
على الطبيعة، ويدخل في كل ذلك تجاعيد الوجه والنمش والكلف والزوان الأسود
وفي الماضي، كانت السيدة تغسل وجهها بنخالة الطحين الأسمر والماء البارد ثم تدلكه
بخليط من مسحوق قشرة البيض وماء الورد والنشا حيث يكسب البشرة طراوة ونقاوة
ويضفي على الوجه نشاطا، وللمحافظة على بياض الوجه، كانت السيدة تطلي وجهها
بمزيج من اللبن المحمض لمدة عشر دقائق ثم تغسله بالماء البارد ما يجعله ناعما ولينا ونقيا

أما كحل العيون، فكان قديما يصنع من مواد طبيعية غير ضارة بالعين، ويؤخذ من حجر
خاص كالفحم، ويوضع في قلب ليمونة حامضة وتطمر الليمونة في الجمر حتى تسخن
ويتشرب الحجر بالحامض، وعندما يبرد يطحن الحجر جيدا في الهاون وينخل
ومن ثم يوضع في زجاجات صغيرة ليستعمل في تكحيل العيون

ولتلوين الحاجبين، كان يؤخذ حرق أسفل القدور والمقالي التي يطبخ فيها على الحطب
للحصول على اللون الأسود المطلوب، أما صبغ الشعر ورؤوس الأصابع فقد كانت
السيدات يستعملن أوراق شجرة الحناء ذات الرائحة الجميلة والتي تضفي على الشعر لونا أحمر
قرميديا أو غامقا كما كان للحناء مفعول مغذ ومقو للشعر إضافة لأنه يعطي لونا ثابتا وجذابا


يتبع


أرب جمـال 6 - 12 - 2010 01:01 AM

العطور عبق الطبيعة



ربما يتساءل البعض عن السبب وراء اختلاف أسعار العطور
فقد نجد عطرا رخيصا وقد نجده باهظ الثمن
فعلى ماذا يتوقف ثمن العطر؟

يقول اخصائيو العطور إن الأمر يتوقف على المكونات التي تستخدم في الصناعة، حيث يدخل
في تركيب العطر أكثر من مائة مادة خام كالأزهار والثمار وغدد الحيوانات وبعض المواد الكيماوية الأخرى
وقد يحتوي العطر الواحد على أكثر من 50 مادة مختلفة، وتعتبر عاصمة العالم بأسره لصناعة العطور
مدينة جراس الصغيرة الواقعة في مقاطعة بروفانس في جنوب فرنسا، وتمتد الحقول حول هذه المدينة
أميالا وهي مغطاة بالأزهار كاللافندر والياسمين وزهر البرتقال
ويتم قطف الازهار وأحيانا الأوراق وتنقل الى المصانع في جراس حيث تجري عليها عمليات
استخلاص الزيوت التي تعطي الأزهار رائحتها المميزة

تعد عمليات استخلاص العطور شديد التعقيد لأن الزيوت العطرة توجد في أجزاء مختلفة من النباتات
(البتلات مثل القرنفل، والورد والزنبق وفي الأزهار والأوراق مثل الخزامى والبنفسج، وفي الخشب
مثل الارز والسدر وفي الجذور مثل الأيرس وفي ثمار اشجار الحمضيات مثل البرتقال والليمون)
وتلعب الحيوانات دورا مهما في صناعة العطور فهي تنتج بعض المواد الرئيسية في هذه الصناعة
كالمسك (وهو افراز غدي من ذكر غزال المسك الذي يعيش في جبال أطلس والهيمالايا)
والعنبر وهي مادة تتكون في امعاء حوت العنبر ويخرجها من جسمه، فتطفوا على الماء
وثمة مادة أخرى يفرزها القندس البحري تسمى كاستوريم وكذلك مادة يفرزها قط الزباد
تعرف باسم الزباد وهي ذات رائحة كريهة لكنها تصبح قيمة إذا ما مزجت بمواد أخرى

والملاحظ ان الزيوت المستخلصة من الازهار والنباتات باهظة الثمن، لأن مجرد إنتاج حفنة قليلة
تقدر بالأوقية من العطر يتطلب كمية هائلة من الازهار، وقد أدى ذلك الى استخدام زيوت اصطناعية
في جميع العطور مع إضافة نسبة صغيرة من زيوت الأزهار الخالصة، خاصة وان بعض الزيوت مثل زيت
زنبقة الوادي والليلاك لا يمكن استخلاصها تجاريا ولذا فهي تستبدل دائما بزيوت اصطناعية

ولقد أصبح في وسع الكيميائيين بعد سنوات عدة من البحث، إنتاج زيوت اصطناعية مشابهة تماما
للزيوت الطبيعية الأصلية. وفي العادة تكون العطور الجاهزة التي نشتريها هي عبارة عن خليط
من الزيوت الصناعية وخلاصة الأزهار وبلاسم أخرى تسهم في تبطئة تبخرها
بالاضافة الى خلاصات حيوانية كالمسك تسهم بدورها في زيادة فترة بقاء العبير
وتتركز في مدينة باريس الفرنسية عملية توليف مكونات العطر وهي عملية تحتاج الى مهارة عالية
وقدرة كبيرة على الشم المرهف، وقد يتطلب إنتاج عطر واحد الى شهور عدة من التجارب والتوليف


أول استخدام

يقول المؤرخون وعلماء الآثار الى ان أول استخدام للعطور، كان لإجراء الطقوس الدينية
ويعود الى ما قبل 5500 سنة حيث صنع القدماء المصريون قرابين من الزيوت العطرية أو المراهم
واستخدموها كذلك بتحنيط الموتى وفي الاغراء، وكانوا يحتفظون بالعطر بأوان مصنوعة من المرمر

أما الاغريق فقد طوروا استخدام العطور حيث كانوا يقدمونها للجنود الذين كانوا يقتلون في المعارك
كما كان يقتصر استخدام العطر على الحلاقين والنساء وذلك خوفا من عدم توفره للأغراض الدينية
واستخدمه الحاكم نيرون لإزالة الروائح التي كانت تفوح من لياليه الحمراء

وفي الامبراطورية الرومانية استخدمت كميات خيالية من العطور فلم يكن النساء يقتصرن على
تعطير أنفسهن فحسب، بل كن يعطرن قرودهن وكلابهن، وفي أثناء الولائم، كانت أسراب الطيور
تطلق بعد غمس أجنحتهن في العطر كي يتساقط منها برفق على رؤوس المدعوين
وفي عهد نيرون كان سقف قاعة الدعوات يمطر رذاذا من العطور والأزهار
ويقال ان نيرون استهلك في جنازة زوجته كل ما أمكن إنتاجه من عطر في الجزيرة العربية
خلال عشر سنوات حيث كان الشرق أكبر مصدر ومنتج للعطور في تلك الحقبة

ومع غزوات البربر توقف استخدام العطور في أوروبا، لكن الصليبيين أعادوا جلبها وأخذوا معهم عند عودتهم
لأوروبا علبا من المراهم المعطرة لنسائهم وانتشر استخدام العطور المستوردة من الشرق في كل أوروبا

ومن علامات البذخ أن رجال البلاط في أيام الملك لويس الخامس عشر، كانوا يستخدمون العطور
بدلا من الصابون والماء وكان بلاط هذا الملك معروفا (بالبلاط المعطر) لدرجة أن الملك
لويس الخامس عشر أصدر مرسوما يلزم البلاط استعمال عطر مختلف كل يوم، لأن البلاط كان
غير صحي بالمقاييس الحديثة وبما أنه لم تكن لديهم حمامات فكان لزاما أن يستخدموا العطور بشراهة
كي لا تتحول البيوت والقصور مثل قصر فرساي الجميل إلى ما يشبه الزرائب التي تفوح منها الروائح الكريهة

ومع أطلالة القرن الثامن عشر أخذت عادة الاستحمام تنتشر على المستوى العام، إلا أن استخدام
العطور ظل مستمرا بشكل كبير حتى أن نابليون كان يستهلك نصف جالون من ماء الكولونيا يوميا
وفي القرن التاسع عشر، ظهرت أولى دور العطور الشهيرة والتي لم تزل تزدهر حتى وقتنا الحالي
وقد أصبح ما كان يعتبر كماليا للأثرياء متعة يستطيع الجميع التمتع بها


البحث عن مصادرها

منذ غابر الأزمان كان العرب كغيرهم من الأمم مولعين بالعطور، فقد كانوا يجوبون الآفاق بحثا
عن مصادرها وصعدوا الجبال وطافوا الغابات وطاردوا الحيوانات ليكتشفوا أنواعا كثيرة من العطور
ومن أهم العطور العربية المسك الأبيض الذي يستخرج من بعض جبال الهند حيث يتكون بصورة طبيعية
جراء تفاعل بعض أنواع صخور الجرانيت مع العوامل الجوية من حرارة ورطوبة وأمطار، ويتكون نتيجة لذلك
داخل صخور الجرانيت كتل صخرية يميل لونها إلى الأصفر تخرج رائحة نفاذة طيبة
وهناك أيضا المسك الأبيض البارد الذي يستخرج من بعض جبال أوروبا الباردة بعد تكونه أيضا
بالطريقة نفسها التي يتكون فيها المسك الأبيض في جبال الهند

ومن العطور المعروفة المسك الأسود الذي يتكون لدى أنثى الغزال حيث يراقب الصيادون المختصون
باستخراج هذا العطر من أنثى الغزال لفترة طويلة كي يتأكدوا من حالتها الصحية، ويقوم هؤلاء
باستخراج المسك الأسود من صرتها على شكل كتلة دم متجمدة

أما العنبر الخام فيتم استخراجه من الحوت الأزرق أو (حوت يونس) حيث يقذفه الحوت خارج معدته
عندما يتعرض لخلل ما أو مرض وتعتبر أول كتلة عنبر خام قذفت من الحوت عندما قذف
هذا الحيوان سيدنا يونس عليه السلام من بطنه
وثمة نوع من العنبر يسمى بروح العنبر وهو غير مستخرج من حوت العنبر كما هو معتقد
بل من أزهار العنبر المنتشرة في معظم أرجاء غابات الهند، ويتم استخراج روح العنبر من هذه الزهور
بطريقة التقطير حيث يمزج بأصناف عدة من الزعفران والورد والكاري الموتيا، ولا شك ان الزعفران
من العطور العربية المعروفة حيث يستخرج عطرها من زهور الزعفران المنتشرة في أرجاء
إيران وأسبانيا والهند ويعتبر الزعفران الإيراني من أجود الأنواع يليه الأسباني ثم الهندي

وفيما يتعلق بالورد أو ملك العطور، فيعتبر الورد الطائفي الذي يعود لمدينة الطائف بالسعودية
من أجود أنواع الورد الموجودة على الأرض وذلك بسبب العوامل المناخية التي تؤثر إيجابيا
على هذا النوع، ويتم قطفه بعناية فائقة على يد خبراء خلال فصل معين من السنة، حيث يتم
إنتاج تولة واحدة أي ما يعادل 12 جراما من عطر الورد من خلال 40 ألف وردة
ويتشابه الورد الفرنسي مع الورد الطائفي من ناحية الرائحة بنسبة 97% ويعرف هذا الورد
بلونه الزهري الفاتح ويجمع بعناية من قمم جبال أوروبا الباردة حيث ينتشر هناك بكميات كبيرة
وفي محافظة اسبارتا التابعة لمدينة اسطنبول التركية يستخرج نوع من الورود
يشبه الورد الطائفي بنسبة 77% ويعرف بالورد الاسطنبولي

أما الصندل فيستخرج من أخشاب الصندل الثمينة المنتشرة في غابات الهند، ويتميز خشب الصندل
بلونه المائل إلى الأبيض وله نكهة جذابة لا سيما عندما يتم خلطه مع أصناف البخور العديدة


التفاعل مع البشرة

تختلف العطور ورائحتها على الجسم وفقا لنوعية البشرة لأنها تتفاعل معها، والبشرة الدهنية
أكثر احتفاظا برائحة العطر في حين أن البشرة الجافة تمتص الزيوت في العطور
لذلك تتلاشى الرائحة بسرعة عند أصحاب البشرة الجافة

وينصح أخصائيو العطور أن يستخدم كل إنسان العطر الذي يتناسب مع بشرته، ويقول هؤلاء
أن الفتيات الصغيرات يناسبهن العطر المصنوع من الزهور أما النساء فيناسبهن العطر القوي والمركز
في حين يناسب صاحب الشخصية الرياضية العطور المستخرجة من الأعشاب الخضراء

ومن النصائح الجيدة التي تجب اتباعها عند شراء العطر أن يحمل المرء معه جفنة من البن “القهوة”
المطحون حيث أن البن يقوم بشفط الروائح ويجعلك تعرف كل عطر على حدة وعلى حقيقته
وكل ما يشتم المرء عطرا يخرج حفنة البن ويستنشقها قليلا ثم يعاود استنشاق العطر الآخر
ومن المعروف أن العطر الذي يناسب البعض ربما لا يناسب الآخرين فلكل إنسان
بشرة خاصة به يتفاعل معها لا سيما أنه يحتوي على مواد كيماوية

ومن النصائح المهمة في وضع العطر أن لا يوضع في الأماكن المعرضة للشمس لأنه قد يسبب
حساسية في الجلد، ولمعرفة ما إذا كان يسبب حساسية، يوضع لاصق طبي (بلاستر) يحتوي
على مادة العطر خلف الظهر لمدة 48 ساعة ومن ثم يتم التعرف عليه إن حدث تفاعل أم لا

وينصح أخصائيو العطور بعدم وضع العطور بعد تناول الأطعمة الحارة مثل البصل والثوم والسمك
الممزوج بالكاري لأنها تصل الى أعلى البشرة وتؤثر على رائحة العطر وتمتزج معه

كذلك ينصح بعدم وضع العطر في حالة الغضب لأن العطور تؤثر
بشكل مباشر على الأعصاب ذات الصلة بحاسة الشم

وأخيرا لا بد من حفظ العطر في مكان معتدل والا يزيد حفظه
عن 3 سنوات كي لا تتغير خصائصه الأصلية

السحر خيالات باطلة وصناعة للحيلة



منذ ان بدأ الإنسان حياته على الأرض، اعتقد بوجود أرواح تقوم بأعمال تفوق قدرته
ولذلك عمد لاسترضائها والاستفادة من مساعدتها، ومن هنا كانت بداية معرفة الإنسان للسحر
لكن البعض يعتقدون أن السحر ظهر قبل الإنسان، وافترض الفيلسوف الألماني هيجل
أن عصرا ساد فيه السحر قد سبق عصر الدين في تاريخ الحضارة الإنسانية
وكذلك الحال عند واليس بدج المتخصص في اللغة الهيروغليفية والديانة المصرية القديمة
بعد دراسة معمقة للطقوس المصرية القديمة، فقد رأى بدج أن الإيمان بالسحر وبالقوى
التي تجعل السحر ممكنا، قد سبق الإيمان بوجود آلهة متشخصة في الديانة المصرية
ومنذ العصر الحجري مارست النساء السحر بإقامة طقوس وحركات راقصة، قد تختلف
بين منطقة وأخرى، ويقال أن المرأة أكثر شفافية ورقة من الرجل وإحساسها الداخلي
لا يخيب وجسدها مستودع للأسرار لذلك كانت هي الساحرة الأولى

في معظم الميثولوجيات القديمة كان للسحر شأن كبير وشاعت الممارسات السحرية
لأغراض شتى كالشفاء من الأمراض وطرد الأرواح الشريرة من أجساد المصابين
بالأمراض العقلية ودرء الحسد وإبعاد أذى العفاريت

ومنذ القدم اعتقد الانسان أن باستطاعته التحكم في سير عمليات الطبيعة بوساطة التعاويذ
والطقوس السحرية وكذلك رأى أن تحويل النباتات لأدوية شافية أو قاتلة فيه شيء من السحر

وللسحر أساطيره وعقائده وحفلاته وقرابينه وصلواته، وقديما كان الساحر يبتهل للآلهة
كلجوء سحرة الإغريق والمصريين والآشوريين واليهود للتوسل لآلهتهم كي يحققوا طلباتهم

وهكذا نرى أن السحر عمل مشعوذ، يصرف الأبصار عما يتعاطاه الساحر بخفة يد
وذلك وفقا للآية الكريمة: “يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى”
ولذا فسر العلماء السحر على أنه خيالات باطلة وصناعة للحيلة

وفي بلاد ما بين النهرين، مارس البابليون السحر بهدف
طرد الأرواح الشريرة أو لايذاء الأعداء وتدميرهم


قوة فرعون

ويزخر الأدب المصري القديم بذكر السحر والسحرة، فالسحرة يجففون البحيرات بكلمة منهم
ويحيون الموتى بإشارة من يدهم ولذا كان للفرعون المصري سحرة يساعدونه ويرشدونه

واعتقد المصريون أيضا أن للفرعون ذاته قوة سحرية، وكان من معتقداتهم أن كل الأطفال
الذين يولدون في اليوم الثالث والعشرين من شهر “توت” سيموتون
والذين يولدون في اليوم العشرين من شهر “شرباخ” سيفقدون البصر

من جهتهم اعتقد اليونانيون بالسحر كوسيلة لإبعاد الشياطين، وزخرت مفاهيمهم الدينية
بالخرافات والسحر، حيث كان معظم الشعب سذجا، كما اعتقد الرومان بالسحر
وقالوا بأن الساحرات يأكلن الأفاعي ويطرن في الهواء ليلا ويقتلن الأطفال ويحيين الموتى

وعرف العرب السحر شأنهم شأن الشعوب القديمة، فإذا مرض أحدهم اعتقدو أنه مسحور
وإذا غاض لبن العنزة أو قل عن معدله قالوا إنها مسحورة
واذا اجدبت الأرض ولم تنبت قالوا إنها مسحورة

ولم يبتعد السحر عن ذهن الإنسان، بل ازداد اعتقاده به وإضاف له معتقدا آخر
هو العرافة والتنبؤ، ومازال العديد من البسطاء السذج في أيامنا هذه يؤمنون بها
عن طريق قراءة الكف أو الفنجان أو النظر في ا لنجوم، وقد كثر العرافون
وانتشرت المواحي التي كان يقصدها الناس لاستطلاع آراء الكهنة الناطقين باسم الإله
بما يوحيه لهم ويعرفهم به من شؤون الناس، وأشهر هذه المواحي، اشتهر موحى “دلفي”
على سفح جبل البرناس مقر معبد الإله أبولو معبود يوناني ويقال إنه إله النور والفنون
والجمال عند اليونان واقيمت له أعياد عظيمة في دلفي وديلوس) في بلاد اليونان
وكثيرا ما كانت الدولة نفسها تستوحي برأي الموحي قبل إقدامها على أمر خطير


التنبؤ عند العرب

انتشرت العرافة وادعاء معرفة المستقبل في الجزيرة العربية قديما ومن أشهر العرافين
شق بن صعب الانماري، وسطيح الذئبي، وعراف اليمامة رباح بن عجلة وعراف نجد
وعرافة الحجاز المقيمة في يثرب قبل الإسلام قطبة أو سجاح، وهي التي أفتت لعبد المطلب
بذبح مائة من الإبل فداء لابنه عبد الله عندما عزم على تقديمه كأضحية لله
تحقيقا لنذر نذره ولرؤى جاءته في المنام عند الكعبة، وفي ذلك الزمان أي العصر الجاهلي
كان الساحر أشبه بكاهن يزعم ويوهم الناس بأنه يستخدم الجن والأرواح الخفية غير المرئية

وعندما اكتشف الإنسان عجز الوسائل السحرية عن تحقيق غاياته اعتقد بأن قوى الطبيعة
وقعت تحت سلطة قوى روحانية فائقة القدرة، فتحول لاستعطافها وحل الكاهن محل الساحر
في القبيلة أو في المجتمع الصغير، والمدهش أن الكاهن يعرّف نفسه على أنه ملهم
ويدعي المعرفة فهو ينظر للمستقبل ويتنبأ به ويعتبر نفسه وسيطا بين الناس والآلهة
ومطلعا على الأسرار وعالما بالغيب والناطق باسم الأوثان والأصنام، ولذا كان للعرافين
تأثير كبير على عقول البسطاء من الناس وتسيير عواطفهم، وبالمقابل نظر الناس للعرافين
نظرة تقديس وتعظيم، وكان للكاهن دور مهم في الجاهلية، فكان يتمتع بنفوذ كبير، فهو يشرف
على الاحتفالات الدينية ويقدم القرابين للآلهة ويرجع إليه بالأمور العظام وبالمنازعات

ولجأ الكاهن للدين بغية الوصول لأغراضه مستفيدا مما لدى الناس من خوف وقلق وأمل
مستخدما الخرافة ساحرا بها عقول الناس واللعب بعواطفهم كما حصل لدى الصينيين والفرس

لقد فرض التبتل (العزوبة) على رؤساء بعض الأديان في الجماعات خاصة أؤلئك
الذين كانوا يعرفون بالسحرة، معتبرين أن العلاقات الجنسية دنس وبأن الطهارة تتحقق
بالابتعاد عن النساء، ومع مرور الوقت تحول هؤلاء السحرة لكهنة وبقيت العزوبة مفروضة
على الكهان كما فرضت العزوبة على النساء اللاتي ينذرن أنفسهن للآلهة ويعتزلن الناس

ويقول العارفون بالسحر والعرافة أن اليهود أخبث السحرة فلديهم كتاب بالعبرية يسمى “كبالة”

يوجد عند أكابر سحرتهم وقد حاول أغنياء السحرة بالعالم الحصول عليه ولم يقدروا على ذلك


sad one 6 - 12 - 2010 09:31 AM

يسلمو على الموضوع الجميل
لي عودة

أزهار 6 - 12 - 2010 11:31 AM

موضوع رائع جدا سيدة ارب
استمتعت به
بارك الله بك

أبو جمال 6 - 12 - 2010 02:22 PM

مشكورة ايتها الأستاذه على عبق المعلومات
مجهود مميز كالعاده

حنان عرفه 7 - 12 - 2010 06:02 PM

ما أروعك ارب
استمتعت كثيرا بالقراءة هنا
وعجبني حكاية التورتة جدا
وفانوس رمضان
شكرا لك مجهودك

زهرة عمان 10 - 12 - 2010 01:46 PM


روح الياسمين 10 - 12 - 2010 04:58 PM

سلمت الأيادي على الطرح المميز
سعدت بما قرأت
تقبلي ورودي ومروري

ايقاع الصمت 31 - 12 - 2010 03:58 AM

ما شاء الله عليكِ أرب
مجهود ولا أروع من ذلك
كثير من المعلومات كنت أجهلها
كل الشكر والتقدير لكِ على ما أبدعتِ
تقبلي مروري وباقات زهوري


الساعة الآن 01:19 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى