منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   تفسير آية مع ابن كثير (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=22430)

السهم المصري 16 - 2 - 2012 01:14 AM

تفسير آية مع ابن كثير
 
ابن كثير

‎ ‎وقوله: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن ‏من الساجدين} أي وإنا لنعلم يا محمد أنك يحصل لك من أذاهم لك ضيق ‏صدر وانقباض فلا يهيدنك ذلك ولا يثنينك عن إبلاغك رسالة الله, وتوكل ‏عليه فإنه كافيك وناصرك عليهم, فاشتغل بذكر الله وتحميده وتسبيحه ‏وعبادته التي هي الصلاة, ولهذا قال: {فسبح بحمد ربك وكن من ‏الساجدين}. كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن ‏بن مهدي, حدثنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ‏نعيم بن همّار أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله ‏تعالى يا ابن آدم لا تعجز عن أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره» ‏ورواه أبو داود والنسائي من حديث مكحول عن كثير بن مرة بنحوه, ولهذا ‏كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى.‏

‎ ‎وقوله: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} قال البخاري: قال سالم: الموت, ‏وسالم هذا هو سالم بن عبد الله بن عمر, كما قال ابن جرير: حدثنا محمد بن ‏بشار, حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان, حدثني طارق بن عبد الرحمن عن ‏سالم بن عبد الله {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} قال: الموت, وهكذا قال ‏مجاهد والحسن وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيره, والدليل على ‏ذلك قوله تعالى إخباراً عن أهل النار أنهم قالوا {لم نك من المصلين * ولم ‏نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * ‏حتى أتانا اليقين} وفي الصحيح من حديث الزهري عن خارجة بن زيد بن ‏ثابت, عن أم العلاء امرأة من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏لما دخل على عثمان بن مظعون وقد مات, قالت أم العلاء: رحمة الله عليك ‏أبا السائب, فشهادتي عليك لقد أكرمك الله, فقال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم: «وما يدريك أن الله أكرمه ؟» فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله, فمن ؟ ‏فقال: «أما هو فقد جاءه اليقين, وإني لأرجو له الخير» ويستدل بهذه الاَية ‏الكريمة وهي قوله: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} على أن العبادة ‏كالصلاة ونحوها واجبة على الإنسان ما دام عقله ثابتاً, فيصلي بحسب ‏حاله.‏
‎ ‎كما ثبت في صحيح البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صل قائماً, فإن لم تستطع فقاعداً, فإن ‏لم تستطع فعلى جنب» ويستدل بها على تخطئة من ذهب من الملاحدة إلى ‏أن المراد باليقين المعرفة, فمتى وصل أحدهم إلى المعرفة سقط عنه ‏التكليف عندهم, وهذا كفر وضلال وجهل, فإن الأنبياء عليهم السلام كانوا ‏هم وأصحابهم أعلم الناس بالله وأعرفهم بحقوقه وصفاته, وما يستحق من ‏التعظيم, وكانوا مع هذا أعبد وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل ‏الخيرات إلى حين الوفاة, وإنما المراد باليقين ههنا الموت, كما قدمناه, ولله ‏الحمد والمنة, والحمد لله على الهداية وعليه الاستعانة والتوكل, وهو ‏المسؤول أن يتوفانا على أكمل الأحوال وأحسنها, فإنه جواد كريم. ‏

منتصر أبوفرحة 16 - 2 - 2012 01:27 AM

جزيت خيرا اخي السهم ونفع الله بك

سماح 16 - 2 - 2012 01:48 AM

بارك الله فيك على هذا الطرح الطيب
و جزاك الله عنا كل الخير

shreeata 16 - 2 - 2012 03:21 AM

مشكور اخي الكريم
سلمت لنا
تحيات لك

السهم المصري 16 - 2 - 2012 04:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منتصر أبوفرحة (المشاركة 225382)
جزيت خيرا اخي السهم ونفع الله بك

وجزيت خيرا لمرورك أخي منتصر
شكرا لك

ابو فداء 16 - 2 - 2012 04:40 AM

يسلمووووووا
أيه لها ذلالتها ومعانيها الرحيمه بسيد الخلق
يسلموووا يا كبيرررر

السهم المصري 16 - 2 - 2012 02:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماح (المشاركة 225384)
بارك الله فيك على هذا الطرح الطيب
و جزاك الله عنا كل الخير


اهلا بالمشرفة المتميزة سماح

بارك بك ولك
وشكرا لك هذا المرور والقراءاة

تحيتي لك

السهم المصري 16 - 2 - 2012 02:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shreeata (المشاركة 225414)
مشكور اخي الكريم
سلمت لنا
تحيات لك

أخي الحبيب شريف
سلمت لنا بمرورك الرائع دائما

كن بخير عزيز ي

السهم المصري 16 - 2 - 2012 02:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو فداء (المشاركة 225440)
يسلمووووووا
أيه لها ذلالتها ومعانيها الرحيمه بسيد الخلق
يسلموووا يا كبيرررر

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
وسلم مرورك أخي الغالي أبو الفداء

تحياتي هي لك

ناجي أبوشعيب 16 - 2 - 2012 07:08 PM

نافع إنْ شاء الله ما نقلته لنا أخي أحمد
بارك الله فيك وفي حسن الإختيار
دمت بودّ

أبو جمال 16 - 2 - 2012 07:27 PM

بربك من اين لك هذا يامبدع في اختيارك
واصل بارك الله فيك وفي مجهودك الطيب ياطيب
لاحرمك الله الأجر اخي السهم المصري

السهم المصري 16 - 2 - 2012 08:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جمال (المشاركة 225553)
بربك من اين لك هذا يامبدع في اختيارك
واصل بارك الله فيك وفي مجهودك الطيب ياطيب
لاحرمك الله الأجر اخي السهم المصري

ولا حرمني الله من مرورك الطيب الماتع
ولا حرمك نفس الأجر

شكرا لك أخي العزيز أبو جمال

السهم المصري 16 - 2 - 2012 08:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجي بن مسعود (المشاركة 225544)
نافع إنْ شاء الله ما نقلته لنا أخي أحمد
بارك الله فيك وفي حسن الإختيار
دمت بودّ

أخي الكريم ناجي بن مسعود
متعنا الله وإياك بنفس الأجر والثواب

وشكرا لك كلماتك الطيبة

وتقبل تحياتي ووردي لروحك

السهم المصري 17 - 2 - 2012 12:33 AM


سورة البقرة


مقدمة




جميعها مدنية بلا خلاف، وهي من أوائل ما نزل، وآياتها مائتان وثمانون وسبع آيات‏.‏




ذكر ما ورد في فضلها


أولاً‏:‏ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لا تجعلوا بيوتكم قبوراً فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان‏)‏ ‏"‏رواه مسلم وأحمد والترمذي والنسائي وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏‏"‏

ثانياً‏:‏ وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إنَّ لكل شيءٍ سناماً، وإنَّ سنام القرآن البقرة، وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال‏)‏ ‏"‏رواه الطبراني وابن حبان وابن مردويه عن سهل بن سعد‏"‏

ثالثاً‏:‏ وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنه قال‏:‏ بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعثا - وهم ذوو عدد - فأستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجلٍ من أحدثهم سناً فقال‏:‏ ما معك يا فلان‏؟‏ فقال‏:‏ معي كذا وكذا وسورة البقرة، فقال‏:‏ أمعك سورة البقرة‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ اذهب فأنت أميرهم ‏"‏رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه‏"‏‏.‏

رابعا‏:‏ وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏اقرأوا القرآن فإنه شافعٌ لأهل يوم القيامة، اقرأوا الزهراوين ‏"‏البقرة وآل عمران‏"‏فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما عمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فَرَقان من طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة، ثم قال‏:‏ اقرأوا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة‏)‏ ‏"‏رواه أحمد ومسلم عن أبي أمامة الباهلي‏"‏الزهروانا‏:‏ المنيرتان، والغياية‏:‏ ما أظلك من فوقك، والفَرَق‏:‏ القطعة من الشيء، والبطلة‏:‏ السحرة‏.‏



خامسا‏:‏ وعن النواس بن سمعان رضي اللّه عنه قال‏:‏ سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تَقْدُمهم سورة البقرة وآل عمران‏)‏‏.‏







السهم المصري 17 - 2 - 2012 12:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


الآية رقم ‏(‏1‏‏‏
)




{‏ الم ‏ ‏}‏




{‏الم‏}‏ اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي

في أوائل السور، فمنهم من قال‏:‏ هي ممّا استأثر اللّه

بعلمه فردوا علمها إلى اللّه ولم يفسروها حكاه

القرطبي في تفسيره، ومنهم من فسرها واختلف

هؤلاء في معناها فقال بعضهم‏:‏ هي أسماء السور،

قال الزمخشري‏:‏ وعليه إطباق الأكثر، وقيل‏:‏ هي اسم

من أسماء اللّه تعالى يفتتح بها السور، فكل حرف منها

دل على اسم من أسمائه وصفةٍ من صفاته، فالألف

مفتاح اسم الله واللام مفتاح اسمه لطيف والميم مفتاح

اسمه مجيد وقال آخرون‏:‏ إنما ذكرت هذه الحروف في

أوائل السور التي ذكرت فيها بياناً لإعجاز القرآن وأن

الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، مع أنه مركب من

هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها
، حكاه الرازي

عن المبرد وجمع من المحققين، وحكاه القرطبي عن

الفراء، وقرره الزمخشري ونصره أتم نصر، وإليه ذهب

الإمام ابن تيمية وشيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي ‏.‏



قال الزمخشري‏:‏ ولم ترد كلها مجموعة في أول

القرآن، وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت،

كما كررت قصص كثيرة، وكرر التحدي الصريح في

أماكن، وجاء منها على حرف واحد مثل ‏{‏ص‏}‏ وحرفين

مثل ‏{‏حم‏}‏ وثلاثة مثل ‏{‏الم‏}‏ وأربعة مثل ‏{‏المص‏}‏

وخمسة مثل ‏{‏كهيعص‏}‏ لأن أساليب كلامهم منها ما

هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة

وعلى خمسة لا أكثر من ذلك‏.‏


قال ابن كثير‏:‏ ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد

أن يذكر فيها الإنتصار للقرآن، وبيان إعجازه وعظمته
،

وهذا معلوم بالاستقراء في تسع وعشرين سورة مثل‏:‏ ‏

{‏ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه‏}‏ ‏{‏الم الله لا إله إلا هو

الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق‏
}‏ ‏{‏المص كتاب

أنزل إليك‏}‏ ‏{‏الم كتاب أنزلناه إليك‏}‏ ‏{‏الم تنزيل الكتاب لا

ريب فيه‏}‏ ‏{‏حم تنزيل من الرحمن الرحيم‏}‏ وغير ذلك

من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن

أمعن النظر‏.‏






السهم المصري 17 - 2 - 2012 09:05 PM



{‏ذلك الكتاب‏}


قال ابن عباس‏:‏ أي هذا الكتاب‏.‏ والعربُ تعارض بين

أسمي الإشارة فيستعملون كلاً منهما مكان الآخر وهذا

معروفٌ في كلامهم‏.‏ والكتابُ‏:‏ القرآن، ومن قال‏:‏ إن

المراد بذلك الإشارة إلى التوراة والإنجيل فقد أبعدَ

النُجعة، وأغرق في النزع، وتكلّف ما لا علم له به‏.‏

والريبُ‏:‏ الشك، أي لا شك فيه، روي ذلك عن أُناسٍ من

أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال ابن أبي


حاتم‏:‏ لا أعلم في هذا خلافاً‏.‏



وقد يستعمل الريب في التهمة، قال جميل‏:‏

بثينةُ قالت‏:‏ يا جميلُ أربتني * فقلت‏:‏ كلانا يا بثينُ مريب



واستعمل أيضاً في الحاجة كما قال بعضهم‏:‏

قضينا من تهامة كل ريب * وخيبر ثم أجممنا السيوفا


والمعنى‏:‏ إن هذا الكتاب القرآن لا شك فيه أنه نزل من

عند اللّه كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏تنزيل الكتاب لا ريب فيه من

رب العالمين‏}‏

وقال بعضهم‏:‏ هذا خبرٌ ومعناه النهي، أي

لا ترتابوا فيه‏.‏ وخصت الهداية للمتقين كما قال تعالى‏:‏ ‏

{‏قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏وننزل من

القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين‏}‏ إلى غير ذلك من

الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن،

لأنه هو في نفسه هدى، ولكن لا يناله إلا الأرباب كما

قال تعالى ‏{‏وهدى ورحمة للمؤمنين‏}‏ قال السَّدي‏:‏ ‏

{‏هدى للمتقين‏}‏ يعني نوراً للمتقين، وعن ابن عباس‏:‏

المتقون هم المؤمنون الذين يتقون الشرك ويعملون

بطاعة اللّه، وقال الحسن البصري‏:‏ اتقوا ما حرم عليهم،

وأدوا ما افترض عليهم‏.‏ وقال قتادة‏:‏ هم الذين نعتهم

اللّه بقوله‏:‏ ‏{‏الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة‏}‏،

واختيار ابن جرير أنَّ الأية تعمُّ ذلك كله، وهو كما قال‏.‏

وفي الحديث الشريف‏:‏ ‏(‏لا يبلغ العبد أن يكون من


المتقين حتى يدع ما بأس به حذراً مما به بأس‏)‏ ‏"‏رواه

الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي‏:‏ حسن غريب‏"‏‏.‏







السهم المصري 17 - 2 - 2012 09:10 PM

ويطلق الهدى ويراد به ما يقر في القلب من الإيمان،


وهذا لا يقد على خلقه في قلوب العباد إلا اللّه عز وجلّ



قال تعالى‏:‏ ‏{‏إنك لا تهدي من أحببت‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ليس



عليك هداهم‏
}‏ وقال‏:‏ ‏{‏من يضلل الله فلا هادي له‏}‏

ويطلق ويراد به بيان الحق والدلالة عليه، قال تعالى‏:‏ ‏

{‏وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏ولكل قوم

هاد
‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى

على الهدى‏
}‏‏.‏



وأصل التقوى التوقي ممّا يكره لأن أصلها وَقَوى من

الوقاية، قال الشاعر‏:‏



فألقتْ قِناعاً دونه الشمسُ واتَّقَت * بأحسنِ موصولينِ

كفٍ معْصَم



وسأل عمرُ ‏"‏أُبيَّ بن كعب‏"‏عن التقوى فقال له‏:‏ أما

سلكت طريقاً ذا شوك‏؟‏ قال ‏:‏ بلى، قال‏:‏ فما عملت‏؟‏

قال‏:‏ شمَّرتُ واجتهدتُ، قال‏:‏ فذلك التقوى، وأخذ هذا

المعنى ابن المعتز فقال‏:‏


خل الذنوبَ صغيرَها * وكبيرَها ذاكَ التُّقَى

واصْنَع كماشٍ فوقَ أرْ *ضِ أرض الشوك يحذَرُ ما يرى

لا تحقرنَّ صغيرة * إنَّ الجبال من الحصى

وفي سنن ابن ماجة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه

وسلم
أنه قال‏:‏ ‏(‏ما استفاد المرء بعد تقوى اللّه خيراً من

زوجة صالحة، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته،

وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في

نفسها وماله
‏)‏ ‏"‏رواه ابن ماجة عن أبي أمامة رضي اللّه

عنه‏"‏‏.‏




السهم المصري 19 - 2 - 2012 12:23 AM

الآية رقم ‏(‏3‏)‏

‏{‏ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ‏}‏




الإيمان في اللغة يُطلق على التصديق المحض كما

قال تعالى ‏{‏يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين‏}‏، وكما قال

اخوة يوسف لأبيهم‏:‏ ‏{‏وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا

صادقين
‏}‏ وكذلك إذا استعمل مقروناً مع الأعمال‏:‏ ‏{‏إلا

الذين آمنوا وعملوا الصالحات
‏}‏ فأما إذا استعمل مطلقاً

فالإيمان المطلوب لا يكون إلا اعتقاداً وقولاً عملاً، هكذا

ذهب أكثر الائمة وحكاه الشافعي وأحمد إجماعاً‏:‏ أن


الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص وقد ورد فيه آثار كثيرة

أفردنا الكلام فيها في أول شرح البخاري ولله الحمد

والمنة، ومنهم من فسره بالخشية‏:‏ ‏{‏إنّ الذين يخشون

ربهم بالغيب
‏}‏ والخشيةُ خلاصة الإيمان العلم‏:‏ ‏{‏إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء‏}‏‏.‏




وأما الغيب المراد ههنا فقد اختلفت عبارات السلف

فيه، فقال أبو العالية‏:‏ يؤمنون باللّه وملائكته وكتبه

ورسله، وجنته ولقائه، وبالحياة بعد الموت فهذا غيبٌ

كله‏.‏ وقال السُّدي عن ابن عباس وابن مسعود‏:‏ الغيبُ

ما غاب عن العباد من أمر الجنة وأمر النار وما ذكر في

القرآن‏.‏ وقال عطاء‏:‏ من آمن باللّه فقد آمن بالغيب‏.‏ فكل

هذه متقاربة في معنى واحد والجميع مراد‏.‏





السهم المصري 19 - 2 - 2012 12:25 AM

روى ابن كثير بسنده عن عبد الرحمن بن يزيد أنه قال‏:‏ ‏

(‏كنا عند عبد الله بن مسعود جلوساً فذكرنا أصحاب

النبي صلى اللّه عليه وسلم وما سبقونا به، فقال عبد

الله‏:‏ إن أمر محمد صلى الله عليه وسلم كان بَيِّناً لمن رآه، والذي لا إله غيره ما آمن أحدٌ قط إيماناً أفضلَ من

إيمانٍ بغيب، ثم قرأ‏:‏ ‏{‏الذين يؤمنون بالغيب - إلى قوله

- المفلحون ‏"‏رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم‏:‏

وقال الحاكم‏:‏ صحيح على شرط الشيخين ولم

يخرجاه‏"‏‏}‏ وفي معنى هذا الحديث ما رواه أحمد عن ‏

"‏ابن محيريزٍ‏"‏قال‏:‏ قلت لأبي جمعة حدثْنا حديثاً سَمعته

من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال نعم أحدثك

حديثاً جيداً‏:‏ ‏(‏تغدينا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه

وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال يا رسول اللّه‏:‏

هل أحد خير منا‏؟‏ أسلمنا معك، وجاهدنا معك، قال‏:‏

نعم قومٌ من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني‏)‏ ‏"‏رواه أحمد

عن أبي جمعة الأنصاري وله طرق أخرى‏"‏وفي رواية

أُخرى عن صالح بن جبير قال‏:‏ قدم علينا أبو جمعة

الأنصاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

ببيت المقدس يصلي فيه ومعنا يومئذ ‏"‏رجاء بن

حيوة‏"‏رضي اللّه عنه، فلما انصرف خرجنا نشيِّعه فلما

أراد الإنصراف قال‏:‏ إنَّ لكم جائزة وحقاً، أحدثكم بحديث

سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قلنا‏:‏

هات رحمك اللّه، قال‏:‏ كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه

وسلم - ومعنا معاذ ابن جبل عاشر عشرة - فقلنا يا

رسول اللّه‏:‏ هل من قومٍ أعظم منا أجراً‏؟‏ آمنا بك

واتبعناك، قال‏:‏ ‏(‏ما يمنعكم من ذلك ورسول اللّه بين

أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء‏؟‏ بل قوم بعدكم

يأتيهم كتاب من بين لوحين، يؤمنون به ويعملون بما

فيه، أولئك أعظم منكم أجراً، أولئك أعظم منكم أجراً

(‏‏"‏رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره عن صالح بن

جبير عن بي جمعة‏"‏‏.‏






السهم المصري 19 - 2 - 2012 12:25 AM

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويقيمون الصلاة‏}‏ قال ابن عباس إقامة

الصلاة‏:‏ إتمامُ الركوع والسجود، والتلاوة والخشوع،

والإقبال عليها فيها‏.‏ وقال قتادة‏:‏ إقامة الصلاة‏:‏ المحافظة

على مواقيتها ووضوئها، وركوعها وسجودها‏.‏



وأصل الصلاة في كلام العرب الدعاء، قال الأعشى‏:‏


لها حارسٌ لا يبرح الدهرَ بيتَها * وإن ذبحت صلَّى عليها وزمزما

وقال الأعشى أيضاً‏:‏

عليك مثل الذي صليت فاغتمضي * نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا



يقول‏:‏ عليك من الدعاء مثل الذي دعيته لي‏.‏ وهذا

ظاهر، ثم استعملت الصلاة في الشرع في ذات الركوع

والسجود بشروطها المعروفة وصفاتها المشهورة‏.‏



{‏ومما رزقناهم ينفقون‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ زكاة أموالهم‏.‏

وقال ناس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه

وسلم
‏:‏ نفقةُ الرجل على أهله، وهذا قبل أن تنزل

الزكاة‏.‏ وقال قتادة‏:‏ فأنفقوا مما أعطاكم اللّه، هذه

الأموال عوارٍ وودائع عندك يا ابن آدم يوشك أن تفارقها

واختار ابن جرير أن الآية عامة في الزكاة والنفقات‏.‏ قال


ابن كثير‏
:‏ كثيراً ما يقرن اللّه تعالى بين الصلاة والإنفاق

من الأموال، فإن الصلاة حق اللّه وعبادته وهي

مشتملة على توحيده والثناء عليه، وتمجيده والإبتهال

إليه، ودعائه والتوكل عليه، والانفاق هو الإحسان إلى

المخلوقين بالنفع المتعدي إليهم، وأولى الناس بذلك

القرابات والأهلون والمماليك ثم الأجانب، فكلٌ من

النفقات الواجبه والزكاة المفروضة داخلٌ في قوله

تعالى‏:‏ ‏{‏وممّا رزقناهم ينفقون‏}‏‏.‏






B-happy 19 - 2 - 2012 01:15 AM

لم نك من المصلين * ولم ‏نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * ‏حتى أتانا اليقين
هذه الآية ارددها واحبها لاني احس انها رادع قوي لاي خطوة لي
بارك الله بك

السهم المصري 19 - 2 - 2012 01:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة b-happy (المشاركة 226159)
لم نك من المصلين * ولم ‏نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * ‏حتى أتانا اليقين
هذه الآية ارددها واحبها لاني احس انها رادع قوي لاي خطوة لي
بارك الله بك

وجب علينا جميعا تردديها حتى تكون الرادع واكابح للنفس الأمارة بالسوء

شكرا لك المرورك والإضافة

بي هابي

تحيتي وتقديري لك

السهم المصري 19 - 2 - 2012 04:06 PM

{‏ والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ‏}‏


قال ابن عباس‏:‏ يصدّقون بما جئت به من اللّه وما جاء به

من قبلك من المرسلين، لا يفرّقون بينهم ولا يجحدون ما

جاءوهم به من ربهم ‏{‏وبالآخرة هم يوقنون‏}‏ أي بالبعث

والقيامة، والجنة والنار، والحساب والميزان، وإنما سميت

الآخرة لأنها بعد الدنيا‏.‏ وقد اختلف المفسرون في

الموصوفين هنا على ثلاثة أقوال حكاها ابن جرير‏:‏


أحدها‏:‏ أن الموصوفين أولاً هم الموصوفون ثانيا، وهم كل

مؤمنٍ، مؤمنو العرب ومؤمنو أهل الكتاب‏.‏




والثاني‏:‏ هم مؤمنو أهل الكتاب، وعلى هذين تكون الواو

عاطفة صفاتٍ على صفات كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏سبح اسم

ربك الأعلى‏.‏ الذي خلق فسوَّى والذي قدَّر فهدى
‏}‏

فعطف الصفات بعضها على بعض‏.‏


والثالث‏:‏ أن الموصوفين أولاً مؤمنو العرب، والموصوفون

ثانياً بقوله‏:‏ ‏{‏يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك‏}‏

هم مؤمنو أهل الكتاب، واختاره ابن جرير ويستشهد

بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما

أنزل إليكم وما أنزل إليهم
‏}‏ وبقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الذين

آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون‏.‏ وإذا يتلى

عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله

مسلمين‏
}‏ وبما روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه

وسلم
أنه قال‏:‏ ‏(‏ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين‏:‏ رجل من

أهل الكتاب آمن بنبيّه وآمن بي، ورجل مملوك أدّى

حقَّ اللّه وحقَّ مواليه، ورجل أدّب جاريته فأحسن

تأديبها ثم أعتقها وتزوجها‏
)‏ ‏"‏رواه الشيخان عن أبي موسى الأشعري‏"‏‏.‏







السهم المصري 19 - 2 - 2012 04:08 PM

قلت‏:‏ والظاهر قول مجاهد‏:‏ أربع آيات من سورة البقرة

في نعت المؤمنين، وآياتان في نعت الكافرين وثلاث

عشرة في المنافقين، فهذه الآيات الأربع عامة في كل

مؤمن اتصف بها من عربي وعجمي وكتابي، من إنسيّ

وجني، وليس تصح واحدة من هذه الصفات بدون

الأُخرى، بل كل واحدة مستلزمة للأُخرى، وشرط معها،

فلا يصح الإيمان بالغيب إلا مع الإيمان بما جاء به

الرسول،

وما جاء به من قبله من الرسل، والإيقان

بالآخرة، كما أن

هذا لا يصح إلا بذاك، وقد أمر اللّه المؤمنين بذلك

كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله

ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب

الذي أنزل من قبل‏}‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأُنزل إليكم

وإلهنا وإلهكم واحد‏}‏ وأخبر تعالى عن المؤمنين

كلهم بذلك فقال‏:‏ ‏{‏آمن الرسول بما أنزل إليه

من ربه والمؤمنون، كل آمن باللّه وملائكته

وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله‏}‏الآية‏.‏




همسه 19 - 2 - 2012 07:59 PM

بارك الله تعالى فيك واحسن الله اليك

جزاك الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء


السهم المصري 19 - 2 - 2012 09:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسه (المشاركة 226329)
بارك الله تعالى فيك واحسن الله اليك

جزاك الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء



شكرا أخت الكريمة همسة

نحن وإياك خيرا إن شاء الله

تحيتي واحترامي

السهم المصري 20 - 2 - 2012 07:38 PM

الآية رقم ‏(‏5‏)‏

‏{‏ أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ‏}‏


يقول تعالى‏:‏ ‏{‏أولئك‏}‏ أي المتصفون بما تقدم من الإيمان

بالغيب، وإقام الصلاة، والإنفاق من الذي رزقهم الله والإيمان

بما أنزل إلى الرسول، والإيقان بالآخرة ‏{‏على هدى‏}‏ أي على

نور وبيان وبصيرة من اللّه تعالى، ‏{‏ولأولئك هم المفلحون‏}‏ أي

في الدنيا والآخرة، وقال ابن عباس ‏{‏على هدى من ربهم‏}‏ أي

على نور من ربهم واستقامة على ما جاءهم به ‏{‏وأولئك هم

المفلحون‏}‏ أي الذين أدركوا ما طلبوا، ونجوا من شر ما هربوا‏.‏


فداء فلسطين 20 - 2 - 2012 07:54 PM

بورك بك وجزاك الله الخير على الطرح
تحيات وارفة

السهم المصري 20 - 2 - 2012 09:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء فلسطين (المشاركة 226547)
بورك بك وجزاك الله الخير على الطرح
تحيات وارفة

الأخت القديرة فداء فلسطين

أهلا وسهلا بك في الأرب
وأهلا بك هنا


وجزانا الله وإياك خيرا

شكرا لك

السهم المصري 22 - 2 - 2012 02:24 AM

"إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) }


يقول تعالى : {" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي : غَطوا الحق وستروه ، وقد كتب الله تعالى عليهم ذلك ،

سواء عليهم إنذارك وعدمه ، فإنهم لا يؤمنون بما جئتهم به ، كما قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ

عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ
} [يونس : 96 ، 97]

وقال في حق المعاندين من أهل الكتاب : { وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا

قِبْلَتَكَ }
الآية [البقرة : 145] أي : إن من (1) كتب الله عليه الشقاوة فلا مُسْعِد له ، ومن أضلَّه

فلا هادي له ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، وبلّغهم الرّسالة ، فمن استجاب لك فله الحظ

الأوفر ، ومن تولى فلا تحزن عليهم ولا يُهْمِدَنَّك ذلك ؛ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ

[الرعد : 40] ، و إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [هود : 12].



وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : {" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ

أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ
} قال : كان رسول الله صلى الله عليه

وسلم يحرصُ أن يؤمن

جميع النَّاس ويُتَابعوه على الهدى ، فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله

السعادةُ في الذكر الأوّل ، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاوة في الذكر الأوّل.


وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة ، أو سعيد بن جبير ، عن ابن

عباس إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي : بما أنزل إليك ، وإن قالوا : إنَّا قد آمنا بما جاءنا قبلك { سَوَاءٌ

"عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ
} أي : إنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك ، وجحدوا ما

أخذ عليهم من الميثاق ، فقد (2) كفروا بما جاءك ، وبما عندهم مما جاءهم به غيرك ، فكيف

يسمعون منك إنذارًا وتحذيرًا ، وقد كفروا بما عندهم من علمك ؟!



وقال" أبو جعفر الرّازي ، عن الرّبيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : نزلت هاتان الآيتان في


قادة الأحزاب ، وهم الذين قال الله فيهم : "الَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا


قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا
} [إبراهيم : 28 ، 29].



والمعنى الذي ذكرناه أوّلا وهو المروي عن ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة ، أظهر ،

ويفسر (3) ببقية الآيات التي في معناها ، والله أعلم.







السهم المصري 22 - 2 - 2012 02:25 AM


وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثًا ، فقال :

حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح

المصري
، حدثنا أبي ، حدثنا ابن لَهِيعة ،

حدثني عبد الله بن المغيرة ، عن أبي الهيثم

(4) عن عبد الله بن عمرو ، قال : قيل : يا

رسول الله
، إنَّا نقرأ من القرآن فنرجو ،

ونقرأ فنكاد أن نيأس ، فقال
: "ألا أخبركم" ، ثم قال : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ

أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ
}

هؤلاء أهل النار". قالوا : لسنا منهم يا

رسول الله
؟ قال : "أجل" (5).

__________



تفسير ابن أبي حاتم (1/42).

(1/173)

((خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى

أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
))(7)

[وقوله : { لا يُؤْمِنُونَ } محله من الإعراب

أنه جملة مؤكدة للتي قبلها : { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ

أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ
} أي هم

كفار في كلا الحالين ؛ فلهذا أكد ذلك بقوله :

{ لا يُؤْمِنُونَ } ويحتمل أن يكون { لا يُؤْمِنُونَ}

خبرًا لأن تقديره : إن الذين كفروا لايؤمنون،


ويكون قوله : { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ



تُنْذِرْهُمْ }
جملة معترضة ، والله أعلم] (1).







الساعة الآن 04:42 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى