منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   منتدى الطالب والمعلم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=163)
-   -   فـــنون الادارة والتحـفيــز والـتـطوير الـذاتي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=10319)

B-happy 24 - 9 - 2010 12:26 PM

فـــنون الادارة والتحـفيــز والـتـطوير الـذاتي
 
كيف تبني الإرادة داخلك؟ [البحث عن الحقيقة]
من أعظم الصفات التي اعطاها الله لجميع مخلوفاته الإرادة، ففي كل مخلوق تجد فيه هذه الإرادة.
وتتفاوت هذه الإرادة بين المخلوقات تفاوتًا عجيبًا؛ ففي الحيوانات مثلًا تجد صورًا عجيبة من تفاوت الإرادة، فالحية تطلب ما حَفَرَ غيرها والعنكبوت منذ أن يولد ينسج لنفسه بيتًا ولا يقبل منة الأم، والغراب يتتبع الجيف، والصقر لا يقع إلا على الحي، والأسد لا يأكل البائت، والفيل يتملق حتى يأكل.
فصاحب الإرادة هو من له السيادة، فلذلك الأسد هو ملك الغابة، والصقر هو أقوى الطيور الجارحة.
إن الهوان حمار البيت يألفه والحر ينكره والفيل والأسد
ولا يقيم بدار الذل يألفها إلا الذليلان غير الحر والوتد
وخص الله الإنسان دون المخلوقات كلها بالتحكم في هذه الإرادة، والقدرة على توجيهها، ولذا فهي من أسرار تكريم الله للإنسان، فالإرادة كنز الأفراد الناجحين والأمم المتقدمة.
معظم الناس اليوم أصبحوا سجناء في حياتهم السلبية، التي تحد من أن يكون لهم أثر في حياتهم، هذا هو الوضع الذي نجد عليه الأمة كلها كبيرها صغيرها.
يصف الله حال من ضاعت همته وإرادته بقوله سبحانه: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ [175] وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [176] } سورة الأعراف
ونحن على يقين راسخ أن كل إنسان على هذه الأرض لديه أصل الإرادة، وهي كنز محبوس داخلنا، ولكن الفرق بين إنسان وآخر هي القدرة على أخراج هذا الكنز أو القضاء عليه.
قال صلى الله عليه وسلم : [[ كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ]]. صححه الألباني في صحيح الجامع.
فعندما ولدت أنا وأنت، كان أصل خلقنا على الفطرة، وأصل الفطرة أن الإنسان لديه إرادة يمكن أن ينميها أو يقضي عليها.
وهذا هو سؤالي لضعيف الإرادة: من طعن هذه الإرادة داخلك؟؟ من طعنني في إرادتي وأنا لا أشعر!!
إن أول الطريق لبناء الإرادة أن نعلم من أُتي بذلك السهم المسموم الصامت، الذي يعرف بـ'التحدث إلى الذات'
فإنك كثيرًا ما تسمع صوتًا بداخلك يتحدث، وكأنه شخص يتحدث إليك................................
وهذا السهم القاتل الذي دخل، وتسلل إليك لكي تحدث نفسك بهذه الأحاديث قد يكون له ثلاثة مصادر:
1- الوالدين [الدب الذي قتل صاحبه]:
فالوالدين لهما أكبر تأثير في التحدث مع ذاتك، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرناه، و يقول الدكتور تشاد هليمستر في كتابه ': [ إنه في خلال ال18 سنة الأولي من عمرنا، وعلى افتراض نشأتنا وسط عائلة إيجابية إلي حد معقول، فإنك قد قيل لك أكثر من 148000 مرة 'لا' أو 'لا تعمل ذلك' ].
تخيل 148000 مرة، وستصل دهشتك إلى ذروتها عندما تعلم إنه في نفس الفترة كان عدد الرسائل الإيجابية التي وصلتنا -تبعًا للدكتور هليمستر لا تتجاوز- 400 مرة، وهذا بالطبع يعني أن آباءنا وأمهاتنا لم يكونوا سيئين، ولكن للأسف لم يكونوا على دراية بأي طريقة أخري أفضل، لأنهم كانوا قد نشأوا وتبرمجوا على نفس المنوال بواسطة آبائهم، وبالتالي قاموا بتربيتنا بنفس الطريقة، وقاموا ببرمجتنا سلبيًا بدون قصد ولكن مع الحب, فالأب والأم لهم أعظم الأثر في ذلك.
وأحكي لك قصة توضح لك الأمر :لي صديق قد بلغ الآن سن 21 عامًا ولكنه محطم جدًا، ويعتقد بداخله أنه لا تأثير له في الحياة، وأنظر إليه، فهو في غاية من الحزن دائمًا, وقلما تجد الروح في وجهه، بل يعتقد أن الله قد خلقه بهذه الصفات، وأن غيره من أصدقائه أقوياء، لسان حاله يقول :'فإن الله قد منحهم هذه الشخصية القيادية البارعة، وأما أنا فلا'.
وفي يوم بدأ يحكي لي عن حياته؛ فعلمت أنه لما كان صغيرًا كان أبواه ينظران إليه على أنه ليست له قيمة، وأنه قد يكون أقل عقلًا من أخيه الأكبر، وبدأت هذه الأشارات تترسخ في عقله الباطن 'أنت فاشل', 'انظر إلى أخيك العبقري وكيف يكون مستقبله الباهر، أما أنت فليس هناك أمل فيك'.
وجاءت له الفرصة عندما خيَّب أخوه الأكبر العبقري أمال والديه، عندما لم يستطع أن يدخل إلى الكلية التي كان يرغب والداه أن يدخلها.
وهنا بدأ صاحبي يعيش حياة التحدي، ولكن مازالت هذه القناعات راسخة داخله أنه سيئ، فدخل في الثانوية العامة، وتحدى نفسه أن يحصل على مجموعٍ عالٍ، ويدخل إلي الكلية التي عجز أخوه الأكبر العبقري أن يدخلها.
وحارب من أجل أن يصل إلى هذا الأمر، واستطاع أن يحصل على درجة عالية، ويدخل إلى هذه الجامعة، وانتصر على نفسه و على أخيه وعلى أهله لأول مرة.
بالطبع في هذه اللحظة شعرت أنه قد قضى على مشكلته، وأنه لا بد وأن يكون قد شعر بالقوة داخله 'إنني أستطيع أن أفعل ما أريد'، ولكن رجع بعد ذلك ليسيطر عليه هذا الإحساس في حياته 'إنني فاشل' ,' أنا لا أستطيع'، خاصة عندما يفشل في أمر جديد.
فما زالت في صاحبي حتى الآن هذه المحادثات القديمة أنت فاشل', 'انظر إلى أخيك العبقري وكيف يكون مستقبله الباهر، أما أنت فليس هناك أمل فيك'، يعيش الآن في دوامة قاتلة من الهزيمة وقلة الإرادة.
يقول د/جيمس وويات وودسمول : [ عندما نبلغ السابعة من عمرنا؛ يكون أكثر من 90% من قيمنا قد تخزنت في عقولنا، وعندما نبلغ سن الواحدة والعشرين؛ تكون جميع قيمنا قد اكتملت واستقرت في عقولنا ].
فعلمت حينها أن هذه السلبية أصبحت من قيم صاحبي التي يجب عليه تغييرها.
2- الأصدقاء :
يؤثر الأصدقاء بعضهم على بعض بطريقة جوهرية، حيث من الممكن أن يتناقلوا عادات سلبية؛ كالتدخين والمخدرات وشرب الخمر وغيرها، ويعجز الشاب بعد ذلك عن البعد عنها بسبب التحدث السلبي للذات، الذي تعلمه من أصدقاءه: 'أنا لا أستطيع أن أبتعد عن.......' .
وقد يكون غير ذلك، فقد يؤثر الأصدقاء على صديقهم سلبيًا؛ فينقلون إليه روحًا سلبية أو برمجة سلبية، وهم لا يشعرون والمثال على ذلك:
شاب صغير لم يتجاوز 13 من عمره يحكي لنا قصته فيقول: [ كان لدي ثلاثة من الأصدقاء، أكبرهم يكبرني بثلاث سنوات، وكنا نعيش مع بعضنا البعض، وكنت أحبهم حبًا شديدًا.
كنا نحب القراءة في علم النفس وأسرار النفس البشرية، وفي يوم من الأيام جاء أحدهم باختبار في معرفة النفس البشرية، وقد قسم هذا البحث البشر إلي أربعة أصناف منها ما هو القوي، ثم الأضعف فالأضعف.
فيواصل قائلًا : فبدأنا نطبق هذه الصفات على أنفسنا؛ فوجدنا أن صديقنا الأكبر هو أقوى الشخصيات، ثم الصديقين الآخرين، وكنت أنا صاحب أسوأ شخصية في هذه الشخصيات الأربعة على حد علمنا.
وبدأ أصدقائي يعملون على إثارة غضبي كنوع من الفكاهة، فكانوا كلما رأوا رجل ضعيف ذو مواصفات شبيهة بي يقولون: 'ستكون مثل هذا الرجل'.
لم أتخيل أن هذا الكلام سيؤثر علي، ولكني رأيت نفسي أُصدِّق بأني أضعف أصدقائي وأني فاشل، وكنت أدعو الله ألا أكون مثل هذا الرجل الضعيف، وكنت كثيرًا ما أشعر بالإحباط، وأنني كلما دخلت مسابقة أو تحدي معهم كنت أشعر من قبل بدء التحدي أنني الأخير، و هذا دائمًا الذي كان يحدث.
أنا الآن قد تغلبت عليه، ولكن قد ينتابني هذا الشعور في بعض الأوقات، وكلما أتذكر هذه القصة؛ أعجب كيف أن هذا الكلام أثر عليَّ كل هذا التأثير؟
3- أنت قاتل نفسك:
بالإضافة إلى المصدرين السابقين، فإنك قد تضيف السلبية وقلة الإرادة إليك فهي نابعة منك أنت.
فانظر كيف تتحدث مع نفسك؟
نعم كل منا يتحدث مع نفسه، ألم تشعر يومًا أن بداخلك رجلًا يتحدث إليك؟!!
ألم تشعر يومًا أنه حدث لك صراع داخلي، ووجدت شخصين يتحدثان بعضهما إلى بعض؟!!
فهكذا قد تكون أنت السبب.
فقد ترى بعض الناس يقومون بإرسال إشارات سلبية لعقلهم الباطن؛ 'أنا لا أستطيع', ' أنا لا أحب', 'أنا خجول', 'أنا ضعيف'.
يقول د/هلميستر: [ إن ما تصنعه في نفسك سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا ستجنيه في النهاية ]
ولذلك تصبح هذه الإشارات بعد ذلك اعتقادًا جازمًا داخل هذا الشخص، وهذا يؤثر على تصرفاتهم بعد ذلك.
وهناك نموذج آخر لقتل الإرادة في النفس يفعله الكثير، فتجده يقول: 'أنا أرغب في التغيير ولكن لا أستطيع'، وللأسف فإن الكلمة 'لكن' تمحو جميع الأشارات الإيجابية التي سبقتها، فلا يبقى من كلامنا إلا هذه الكلمة السلبية التي تلي كلمة 'لكن'، وهنا يصبح خطابك لنفسك هو ' أنا لا أستطيع'.
وأخيرًا، فإن أولى خطواتنا من أجل تحقيق الإرادة داخلنا 'كن فطنًا'.
فيجب أن نعرف من أين هذا السهم القاتل؟ من جعل في داخلي هذه السلبية ؟ من غير فطرتي التي فطرني الله عليها؟
الوالدين !! الأصدقاء!! أم أنا قاتل نفسي!! أم من......!!
وهكذا نكون قد وضعنا أرجلنا على أول الخيط، وبعد ذلك نخطوا الخطوة الأولى لبناء الإرادة، ولكن تذكر......
يقول أرست هولمز: [ أفكاري تتحكم في خبراتي، وفي استطاعتي توجيه أفكاري].

B-happy 24 - 9 - 2010 12:26 PM

كيف تغير نفسك .... عاداتك ترسم مصيرك
'كان هناك ضفدع يقفز بين أوراق الأشجار الطافية بعد أن أغرق ماء النهر بفيضانه الأرض حوله، فلمح الضفدع عقربًا يقف حائرًا على أحد الصخور، والماء يحيط به من كل جانب، قال العقرب للضفدع: يا صاحبي ألا تعمل معروفًا وتحملني على ظهرك لتعبر بي إلى اليابس فإني لا أجيد العوم، ابتسم الضفدع ساخرًا وقال: كيف أحملك على ظهري أيها العقرب وأنت من طبعك اللسع؟ قال العقرب في جدية: أنا ألسعك؟! كيف وأنت تحملني على ظهرك، فإذا قرصتك مت في حينك وغرقت وغرقت معك؟ تردد الضفدع قليلاً وقال للعقرب: كلامك معقول ولكني أخاف أن تنسى. قال العقرب: كيف أنسى يا صديقي، إن كنت سأنسى المعروف، فهل أنسى أني معرض للموت؟ هل أعرض نفسي للموت بسبب لسعة؟! بدت القناعة على الضفدع بسبب لهجة العقرب الصادقة، فاقترب منه، فقفز العقرب على ظهره وسار الضفدع في النهر يتبادل الحديث الهادئ مع العقرب الساكن على ظهره، وفي وسط النهر تحركت أطراف العقرب في قلق، وتوجس الضفدع شرًا، فقال للعقرب في ريبة: ماذا بك يا صديقي؟ قال العقرب في تردد وقلق: لا أدري يا صديقي، شيء يتحرك في صدري. زاد الضفدع من سرعته عومًا وقفزًا في الماء، وإذا به يستشعر لسعة قوية في ظهره، فتخور قواه بعد أن سرى سم العقرب في جسده، وبينما يبتلع الماء جسديهما نظر الضفدع إلى العقرب في أسى وهو يبتلع الماء ليغرق، فقال العقرب في حزن شديد قبل أن يبتلعه الماء: اعذرني... الطبع غلاب يا صاحبي'
رى لماذا تصرف العقرب بهذه الطريقة؟ هل لأنه كان يحب فعلاً أن يلسع الضفدع أو يهلك نفسه؟! كلا، ولكن العقرب تعود منذ مولده أن يتصرف بطريقة معينة حيال أي كائن حي يحتك به ، هي أن يلسعه لأنه خطر عليه، وهذا ما نسميه بالعادة،
فالعادة هي سلوك متكرر يصدر من الشخص بصورة لا إرادية نتيجة قناعة ترسخت في عقله الباطن عبر السنين.
خطورة العادات:
وتنبع خطورة العادات من أنها تتحكم تمامًا في سلوكيات الإنسان وبالتالي تتدخل في كل لحظة من لحظات حياته، فالإنسان في الحقيقة ما هو إلا مجموعة من العادات، كما تقول الحكمة القديمة: 'اغرس فكرة احصد فعلاً، اغرس فعلاً احصد عادة،اغرس عادة احصد شخصية ، اغرس شخصية احصد مصيرًا'
فالعادات في النهاية هي التي تحدد مصير الإنسان ـ بإرادة الله تعالى ـ في الحياة سواء كان النجاح أم الفشل.
مثال: إنسان لديه عادة التسويف والكسل.
ـ كيف تكونت لديه هذه العادة؟
1ـ شب منذ صغره فرأى أباه أو أمه يكسلون عن واجباتهم، ويسوفون أعمالهم0000فكرة.
2ـ بدأ يمارس نفس هذا الأفعال التي رآها من والديه00000فعل.
3ـ بتكرار الفعل ومع مرور السنين تكون لديه سلوك الكسل 00000عادة.
ـ ما رأيك إنسان عنده عادة التسويف والكسل وإيثار الدعة والراحة على العمل الجاد الدءوب، فكيف سيكون ذلك مؤثرًا على حياته؟
لا شك أنه سيحصد شخصية كسولة تقوده إلى مصير الفشل الذريع.
وعلى العكس من ذلك إنسان لديه عادة الجدية والالتزام، وبدأ يمارس نفس الأفعال ومع الممارسة لأفعال الجدية وحب النشاط والعمل ترسخت في نفسه تلك العادة، فحصد شخصية جادة نشيطة منضبطة لابد أن تقوده في النهاية إلى مصير النجاح بعون الله تعالى.
إذن فنجاح الإنسان وخروجه من نفق الفشل مرتبط بعاداته ، فللنجاح عادات كما أن للفشل عادات.
هل من الممكن تغيير العادات؟
عندما انطلقت السفينة [أبوللو 2] في رحلتها إلى القمر، تجمد المشاهدون على شاشات التلفاز وفي محطة الإطلاق في أماكنهم ،حينما رأوا أول إنسان يمشي على القمر ثم يعود إلى الأرض، ومن أجل الوصول إلى هناك كان على رواد الفضاء في تلك السفينة أن يتخلصوا من أكبر عائق في طريق الوصول ألا وهو قوة الجاذبية الأرضية، ومن أجل ذلك تم تحميل تلك السفينة على صاروخ فضائي ذي مراحل مختلفة، استخدم هذا الصاروخ في المرحلة الأولى للإطلاق كمًا هائلاً من الطاقة في الدقائق الأولى من الإطلاق خلال الأميال الأولى القليلة من الرحلة، يزيد عما استخدم في غضون الأيام التالية لقطع مسافة حوالي نصف مليون ميل ، وذلك للتخلص من أسر الجاذبية الأرضية
وعادات الإنسان أيضًا لها قوة جذب هائلة لأنها القناعات التي نتجت عنها قد استقرت في أعماق العقل الباطن عبر السنين، ولكن مع ذلك يمكن تغييرها بالجهد والمتابعة، ومع أن ذلك يستغرق جهدًا جبارًا في أول الأمر، لكننا بعد ذلك يخف الأمر علينا بعد أن نشعر بالتخلص من أسر هذه العادات وما لها من آثار سلبية على حياتنا، والرائع في الأمر أننا عندما نستبدل عادات الفشل بعادات النجاح، فإن عادات النجاح أيضًا تكون لها نفس تلك الجاذبية القوية، بمعنى أننا لن نستطيع التخلي عنها بسهولة مما يحتم علينا أن ننجح ولو رغمًا عنا، فالعادات إذن لها قوة جذب هائلة وبإمكانك أن تسخر تلك القوة لتعمل لصالحك، أو تسخرك هي لنفسها لتعمل ضد نفسك، فالعادات يمكن تغييرها جزمًا، وهذا مقتضى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
يقول الإمام الغزالي رحمه الله: 'لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[حسنوا أخلاقكم]] وكيف ينكر هذا في حق الآدمي وتغيير خلق البهيمة ممكن، إذ ينقل الصقر من الاستيحاش إلى الأنس، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك، والفرس من الجماح إلى سلاسة الانقياد، وكل ذلك تغيير للأخلاق'
أهم المراجع
1- العادات السبع لأكثر الناس فاعلية ستيفن كوفي
2- متعة النجاح د. أكرم رضا
3- إحياء علوم الدين الإمام الغزالي

B-happy 24 - 9 - 2010 12:40 PM

كيف تكتسب الثقة في نفسك.تفكير الواثق[1]
يصف الداعية محمد أحمد الراشد العاجز وغير الواثق من نفسه بأنه كثيراً ما تتردد على لسانه هذه الكلمات: [ تريد مني أن أكون فقيهاً وليس جدي مالكاً ولا الشافعي، وتطلبون أن أتغنى بالشعر وما ولدني المتنبي ولا البحتري، وتتمنون أن ألوك الفلسفة وليس جاري سقراط، فمن أين يأتي لي الإبداع وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم –: الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة. صححه الألباني في صحيح الجامع.


فيرد عليه ويقول له: نعم نريد ونطلب ونتمنى ونظن ونجزم، ولا وجه لاستضعافك نفسك، وقد أعطاك الله ذكاء ونسبيًا، فلم لا تتعلم السهر وتطلب الفصاحة؟ ].
أخي الكريم، لا زلنا معاً على طريق غرس الثقة بالنفس، وكان موعدنا في الحلقة الماضية مع الوسيلة الخامسة، والتي كانت بعنوان [ الانطلاقة المزدوجة ]، والتي كانت تتلخص في بناء الثقة بالنفس عن طريق تطوير نقاط القوة لديك والتغلب على نقاط ضعفك.
واليوم موعدنا مع الوسيلة السادسة من وسائل كسب الثقة النفس، ألا وهي 'تفكير الواثق'
تقول روس تايلور صاحبة كتاب الثقة في سبعة أيام فقط: [ تتركز الثقة الداخلية بشكل كبير في التفكير، هناك طرق كثيرة للتفكير قد تساعدك كي تمضي قدماًَ نحو مستقبل تتمتع فيه بالمزيد من الثقة ].
وتقول أيضاً: [ يعد أسلوبك في التفكير بمثابة حجر الأساس الذي ترتكز عليه الثقة ].
أيها القارئ الكريم، لتعلم أن هناك نوعين من التفكير: تفكير إيجابي يؤدي إلي الشعور بالنجاح والثقة بالنفس، وعلى النقيض تفكير سلبي يؤدي إلى الشعور بالفشل وفقد الثقة بالنفس، وسنعرض لك أخي الكريم بعض مزالق التفكير السلبي، وكيف تحولها إلي التفكير الإيجابي 'تفكير الواثق بنفسه'.
مزالق التفكير السلبي:
إليك بعض أنواع التفكير السلبي التي يقع تحت أسرها كثير من الناس، وبالتالي يفقدون ثقتهم بأنفسهم:
1- أنا موعود بالأشياء السيئة:
هذا النوع من التفكير يسمى بالتفكير السيئ دائماًََ، وهو شعور الشخص بأن الحياة ستعصف به دوماًَ مهما فعل، ولذا على الأرجح أن الشخص يستسلم بسهولة، ويشعر بقلة الحيلة عند مواجهة أي كارثة .
وكمثال لذلك : تحكي أحد المتطوعات للعمل في نُزل إيواء المشردين، أنها عندما تقوم بمقابلة الشباب قبل دخولهم إلى المنزل؛ كانت تجد أنهم مفعمون بالأمل والتوقعات من أجل المستقبل، ولكن بعد أن يمر عليهم أسبوعان داخل النزل.
وبعد أن يجلسوا مع أمثالهم من النزلاء الذين قضوا أمداً طويلاً في النزل؛ يبدءون في الحديث أنهم يشعرون بالأسر، وأنهم لن يجدوا أبداً فرصة للخروج من أخدود الحياة الكئيبة، لقد أصبحوا دائماً يفكرون بطريقة تشاؤمية مثل الباقين، وأصبحوا خاملين ويائسين، هؤلاء الشباب للأسف اكتسبوا نوعاً من 'التفكير السيئ دائماً'
ومن علامات الشخص الذي عنده هذا النوع من التفكير، استخدامه لكلمات مثل 'دائماً' و 'أبداً'، وإليك هذه الأمثلة :
- 'لا ترغب أبداً أيها الشخص في فعل ما أريده'
- 'لا تصلح معي أنظمة الحمية الغذائية'
- 'دائماً ما أجد نفسي وسط هذه الفوضى'
العلاج :
إن هذا الشخص في حاجة إلى التفاؤل بالخير، وإذا حدث أي شيء سيئ؛ عليه أن يعتقد أنه مجرد أزمة عارضة، وأنه سوف يسترد عافيته قريباً، وإليك هذه الأمثلة :
1- بدلًا من قول: لا ترغب أبداً أيها الشخص في فعل ما أريده.
قل: أعرف أنك تحب أن تقوم بما ترغب فيه لكن سوف يكون شيئاً عظيماً لو فعلت ما أرغب فيه أحياناً.
1- وبدلًا من قول: لا تصلح معي أنظمة الحمية الغذائية.
قل: لا تصلح أنظمة الحمية الغذائية معي عندما أكون متعباً . سوف تكون فعالة عندما أسترخي وأستريح.
3- بدلًا من قول: دائماً ما أجد نفسي وسط هذه الفوضى.
قل: أشعر بأنني في حالة من الفوضى الآن لكن سوف يصبح كل شيء على ما يرام قريباً.
2- التفكير السلبي'أفلحت فيما قمت به اليوم، لكنني مع سوء حظي أتوقع أن ذلك لن يفلح غداً'.
عندما ننسب كل الأحداث الطيبة إلي الحظ والصدفة؛ فلا شك أن هذا تفكير خاطئ، فقد جعل الله لكل شيء سبباً، وقال تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }، ولذا فمن الطبيعي إذا حقق الإنسان نجاحاً أن يشكر الله تعالى، وأن يبني على هذا النجاح، وأن بعلم أنه ليس هناك سبب يحول دون استمرار النجاح، أما أصحاب هذا النوع من التفكير فيعتقدون أنهم بمجرد ما يصبحوا ناجحين؛ ستنقلب الأمور رأساً على عقب.
ولذا فمن الكلمات والعبارات التي يستخدمونها كثيراًَ في هذه المواقف: 'مسألة حظ' و 'مجرد' و 'فقط' مثل :
' آخر مرة حققت فيها نجاحاً هي التي تحدد مقدار النجاح . أعتقد أن كل هذا يمكن أن يختفي في طرفة عين '
' أنني أحقق نجاحاً فقط عندما يساعدني الآخرون وقت الحاجة '
' هذا النجاح الذي حققته لن يدوم طويلاً '
العلاج :
كما ذكرنا أن الله تعالى قد جعل لكل شيء سبباً فإذا أخذت بأسباب النجاح، وتوكلت على الله تعالى؛ فلا شك أن الله تعالى سيوفقك وينصرك وييسر لك سبل النجاح، قال تعالى: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين }.
وإليك هذه الجمل الإيجابية استخدمها كعلاج لتلك الجمل السلبية التي مرت، وحدِّث نفسك – إن كنت من أصحاب ذلك التفكير- دائمًا بهذه الجمل الإيجابية:
1-فبدلًا من قولك: أعتقد أن كل هذا يمكن أن يختفي في طرفة عين.
قل: ليس هناك من سبب بإذن الله يحول بيني وبين الاستمرار في تحقيق نتائج أكبر وأفضل.
2-وبدلًا من قولك: إنني أحقق نجاحاً فقط عندما يساعدني الآخرون وقت الحاجة.
قل: إنني بحمد الله أجيد فن تحفيز الآخرين وتشجيعهم لتشكيل فريق عمل ناجح، ربما يمكنني أن أعمم ذلك على الشركة ككل.
3-وبدلًا من قولك: هذا النجاح الذي حققته لن يدوم طويلاً.
قل: عليَّ أن أشكر نعمة الله تعالى، قال تعالى: { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم }، وسيزيدني الله تعالى بإذنه نجاحاً فوق نجاح.

B-happy 24 - 9 - 2010 12:42 PM

كيف تكتسب الثقة في نفسك..تفكير الواثق[2]
لا زلنا عزيزي القارئ مع الوسيلة السادسة من وسائل كسب الثقة بالنفس، ألا وهي تفكير الواثق، و تتلخص في أن تتعود على أن تجعل تفكيرك إيجابيًا، تفكير الواثق من نفسه، وتدع الأفكار السلبية وتطرحها جانبًا، وقد ابتدأنا الحديث حول ' تفكير الواثق' في المرة السابقة، وكما وعدناكم فحلقة اليوم هي استكمال لما ابتدأناه في الحلقة السابقة، من عرض بعض أنواع التفكير السلبي وكيفية التغلب عليها.
3-'لم أحصل على هذه الوظيفة إنني لا أصلح لأي عمل'.
هذا النوع من التفكير يمكن أن يطلق عليه ' التفكير المعمم'، والذي تسلكه عندما تجعل من موقف واحد حدث لك حكماً على المواقف الحياتية الأخرى، يعني موقف فشل واحد تعممه وتعتبر نفسك فاشلًا في كل شئ في الحياة؛ لأنك عممت تجربة الفشل على حياتك كلها، وأعطيتها أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، وبالتالي تعيش أسر التجارب الفاشلة لا تستطيع الخروج منها ولا الفكاك من أسرها، ومن أمثلة ذلك:
'لقد فقدت وظيفتي . إنني إنسان فاشل تماماً'
'لا أستطيع أبداً السيطرة على نفسي'
'أنا عاجز تماماً عن حل المشكلات بمفردي'
العلاج:
ألا تعمم التجربة، فعليك أن تدرك أن عدم تحقيقك للنجاح يقتصر على مواقف معينة، فهذا يؤدي إلى إيمانك بأنك قادر على حل المشكلات، أما عندما تقوم بالتعميم الخاطئ؛ فإنك ستصبح أسيراً للفشل لا تستطيع أن تغير من الأمر شيئاً، وتحيا حياه بائسة.
ولذا دع الأشياء السعيدة التي تحدث لك تضيء أركان حياتك بسراج التفاؤل، وها هو رئيس المسابقات في مجلة Reeder،s Digest يخبر أن الفوز حتى ولو بقدر ضئيل من المال؛ يمكن أن يغير الناس ويؤثر فيهم بعمق، إذ يشعرون فجأة أنهم صاروا في زمرة الفائزين، ولذا فحينما تصاب ببعض الإحباط من تجربة فاشلة عليك أن تسارع إلى عمل ثلاثة أمور في غاية الأهمية:
1- تذكر بعض المواقف التي نجحت فيها؛ لتدرك أن هذا الموقف الذي فشلت فيه هو موقف عابر ولا يعمم على حياتك كلها، فكل البشر ينجحون في مواقف ويفشلون في أخرى، وما حدث لك هو شئ عادي يحدث لجميع البشر.
2- اسأل نفسك: ماذا تعلمت من هذه التجربة؟ وما هي الفوائد التي حصلت عليها منها لحياتك كلها بعد ذلك؟ وتذكر دائما هذه القاعدة الغالية أنه 'من رحم الفشل يولد النجاح' اسأل نفسك هذا السؤال: كيف أن الفشل في هذه التجربة سيجعلني ناجحًا في حياتي كلها بعد ذلك؟
يقو ل د0 عوض القرني: [ طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره، سجن أحمد بن حنبل فصار إمام أهل السنة، وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علماً جماً، ووضع السرخسي في قصر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلداً في الفقه، وأقعد بن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث.
ويقول أيضاً: [ إذا داهمتك داهية فأنظر في الجانب المشرق منها، وإذا ناولك أحد كوب ليمون فأضف إليه حفنة من السكر، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذ جلده الثمين واترك باقية، وإذا لدغتك عقرب فأعلم أنه مصل واق ومناعة حصينة ضد سم الحيات، تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً ].
3- حقق أي نجاح مع نفسك ولو بسيط للغاية، لتعيد إلى نفسك روح التفاؤل والإيجابية من جديد، أي نجاح مهما صغر، ولكن احرص على أن تحقق أي نجاح في الحال، ولو كان هذا النجاح البسيط معناه أن تغسل أسنانك أو ترتب حجرتك، لأن المخ البشري يبني على آخر تجربة مر بها؛ فإذا مر بتجربة فشل قد يظل يبني بقية التجارب التي يمر بها على أنه فاشل، والعكس صحيح إذا نجحت في أي تجربة ولو صغيرة؛ سيبني مخك تجاربه على أنه ناجح.
وخلاصة هذه النقطة أنه 'في أثناء الأحداث السيئة يعتقد الشخص السلبي أنه دائماً -وفي كل جانب من حياته- سيفشل بصورة ما، أما الشخص المتفائل يرى أنه أحياناً -وفي بعض الظروف- قد يكون أقل نجاحاً.
وأما في الأحداث السعيدة، يعتقد السلبي أنه أحياناًَ -وفي بعض الظروف الدقيقة- قد ينجح، أما المتفائل يعتقد أنه دائماً -وفي كل جانب من حياته- سوف ينجح بأذن الله'.
وهذا هو الفارق بين الناجح والفاشل فتأمل .
4- 'أنا المسؤول عن الخطأ':
قد يكون لدى كثير من الناس هذا النوع من التفكير، وهو عند حدوث أي خطأ أو فشل يعتبر نفسه الوحيد المسؤول عن الخطأ، وعن كل ما يجري في الوقت الذي يمكن أن يكون اللوم موجهاً للآخرين معه، والمسؤولية تقع على عاتقهم بالفعل ومن أمثلة ذلك:
'الخطأ خطئي'.
'لقد خذلت الفريق'.
' أنا الملوم عن فشل زيجتي'.
'لم أكن مثير للأهتمام بالقدر الكافي'.
وينتج عن هذا النوع من التفكير قدر متدني من تقدير الذات، لدرجة أن حياة الشخص سوف تصبح مكاناً يبحث عن الكآبة بصورة متزايدة.
وعلى النقيض هناك التفكير بطريقة 'لست المسؤول'، وهو أن الشخص يصول ويجول كي يحمل الآخرين المسؤولية عن أي أخطاء تحدث له، ولكن هذا التفكير يمنعه أن يكون صادقاً مع نفسه في نهاية المطاف، ولن يتعلم من تجاربه، وكما أنه سيفقد الكثير من الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية بذلك، ومن أمثلة هذا النوع من التفكير:
' الخطأ خطؤهم' كان ينبغي على الفريق أن يقوم بعملي أثناء غيابي'.
' السبب في فشل زيجتي هو تقصير الطرف الآخر'.
العلاج:
الحل في ذلك هو 'التفكير المتوازن' فهو طريقة معقولة وهادئة لتقييم ما يحدث، فعندما يحدث شيء كارثي؛ من الطبيعي أن نكتئب ونضطرب، لكن كلما أدركنا وبسرعة ماذا ومن كان السبب فيما حدث؟ وماذا يمكن أن نفعل للتقليل من حجم الخسائر؟ وما هي الخطوة التالية التي يمكن أن نقوم بها؟ وماذا يمكن أن نتعلم من هذه التجربة ككل؟ تمكنا وبسرعة من تخطي هذه العقبة.
ولذا فعند الأزمات أسأل نفسك هذه الأسئلة:
أولاً: بالنسبة للدليل:
1- ما الدليل الذي يدعم اعتقادك أنك الذي تستحق اللوم؟
2- ما الدليل الذي يدعم اعتقادك بأن الآخرين هم المسؤولون عما حدث؟
3- هل ممكن أن يكون السبب فيما جرى مجموعة من الظروف؟ وما هي؟
ثانياً: بالنسبة للمساعدين:
1- من الأصدقاء الذي يمكنك أن تطلب منهم إما دعم أو تحليل للموقف؟
2- ما آراؤهم؟ وكيف تختلف عن آرائك؟
3- من الخبراء الذين تعرفهم في هذا المجال؟ وكيف يمكنهم مساعدتك؟
ثالثاً بالنسبة للتعلم:
1- ما الذي تعلمته من التجربة؟
2- ما الذي تفعله بشكل مختلف في المرة القادمة؟
رابعاً بالنسبة للعمل:
1- ما هي الخطوة التالية التي يجب أن تقوم بها؟
2-ما الذي يجب أن تتعامل معه كي يتحسن الموقف؟
3- ما الذي يجب عمله كي تتأكد أن ذلك لن يحدث ثانية؟
ولا يشترط أن يكون مثل هذا التحليل طويلاً، فقد يكون الإجراء مجرد اتصالين هاتفين والتفكير لبعض الوقت، وفي البداية أقترح عليك أن تقوم بكتابة ما توصلت إليه من إجابات ونتائج، هذا من شأنه أن يقلل من شدة الحدث، ويقلل من قلقك ويزيد من سيطرتك.
وهكذا أخي القارئ عش حياتك بتفكير إيجابي متفائل بتفكير الواثق من نفسه، ورحم الله إقبال حين قال: لقد هبَّت علىَّ نفحة من نسيم السحر في الصباح الباكر، وناجتني وقالت لي: إن الذي عرف نفسه، وعرف قيمتة ومركزه؛ لا يليق به إلا عروش المجد
وقال في موضع آخر وهو يناديك أنت من بين كل الناس: فيا رجل البادية، ويا سيد الصحراء، عد إلى قوتك وعزتك وأمتلك ناصية الأيام، وخذ بعنان التاريخ، وقُد قافلة البشرية إلي الغاية العظمى.

B-happy 24 - 9 - 2010 12:43 PM

كيف تضاعف قدراتك الذهنية على التعلم ... إدارة العقل

لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على 200 بليون خلية ربما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية,ِ لماذا لا نتذكر بصورة أفضل في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي 100 بليون معلومة , والتي تعادل ما تتضمنه دائرة المعارف, لماذا لا نفكر بصورة أسرع في حين أن أفكارنا تسافر بسرعة تتجاوز 300 ميل في الساعة , وهي سرعة أكبر قطار في العالم وهي سرعة أكبر من أسرع قطار في العلم قطار الرصاصة, لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من تريليون وصلة محتملة, وهو ما يتواري منه اعظم الحاسبات الإلكترونية خجلاً, الإجابة على هذه التساؤلات سهلة للغاية إن معظمنا لا يستخدم بحكم العادة سوى جزء بالغ الضآلة من قوانا العقلية وهو ما يقدر العلماء بمعهد أبحاث 'سانفورد' بنسبة 10% فقط.



لقد أعطانا الله سبحانه وتعالى عقولا مذهلة وقدرات ذهنية غير عادية وصدق الله إذ يقول 'لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم' فلماذا لا نشكر نعمة الله علينا ونستغل هذه القدرات بصورة أكبر ومن ناحية أخرى فإن التقدم المذهل الذي نراه اليوم وبخاصة في دنيا المعلومات يجعل الحاجة جبرية لقدرات عقلية متناسبة وقد يراودك الظن أن انتهاء تعليمك الجامعي يعني نهاية الدراسة والتعلم والحقيقة غير ذلك تماما حيث يتعين عليك بعد نيل شهادة التخرج والتعلم بما يوازي عشرة أضعاف ما درسته في الجامعة لمجرد الحفاظ على وظيفتك والقيام بأعبائها. والذي نحب أن نطمئن به الاخوة القراء أنه يمكن لأي شخص بسهولة مضاعفة قدراته العقلية وعندما تتعلم الطرق العلمية البسيطة الموجزة لاستغلال قواك العقلية فإن استخدامك لعقلك بقدر الضعف لا يستنفذ مجهودا مضاعفا فأنت ببساطة بالغة تتعلم استخدام عقلك بشكل أكثر كفاءة محققا ضعف النتائج دون أي زيادة في الطاقة العقلية مقارنة بما قبل ذلك.



ووفقا للتجارب التي أجراها العالم آلان جيفنر مدير مختبر أجهزة رسم النشاط الكهربي للمخ [eeg] فإن الطاقة المبذولة في وضع خطوط عشوائية دون اكتراث تماثل تلك المستنفذة في رسم لوحة فنية رائعة.

وبكل أسف فإن أغلب الناس يفتقدون ضعف قدرتهم على التعلم ويجدون في التعلم صعوبة شديدة ويرجع الأمر في ذلك إلى ثلاثة أسباب:

السبب الأول: الخبرات التعليمية السلبية بسبب التجارب المريرة في المدارس والجامعات التي تتناول التعليم بطريقة بدائية عتيقة لا تساهم في التعلم بطريقة صحيحة.

السبب الثاني: الافتقار إلى تدريب يساعد على تطبيق المواهب التي تعلمتها.

السبب الثالث: أن أغلب الناس يركز على الأوقات التي كانت تفشل أثنائها في التعلم ، إننا نادرا ما نركز على الجوانب الإيجابية في التعلم وفي الأشياء التي نجحنا في تعلمها بالفعل.

لقد تعلمت المشي وهو عمل فذ مستخدما الكثير من الحركات والأوضاع البارعة للعضلات والوزن والتوازن وقوة الدفع لقد تعلمت الكلام مستخدما الآلاف من الكلمات وعشرات من القواعد المعقدة لقد تعلمت القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وكثيرا من العلوم وكثيرا من الخبرات مما يجعلك حقا متعلما بارعا.



وهكذا نكون قد تغلبنا على أول سلبية كانت تقف عائقا أمامك في طريق مضاعفة القدرة على التعلم وحلها ببساطة أن توقن من أنك حقا متعلم بارع.

وحتى نضمن أنك تغلبت على هذه السلبية فهناك أربع جمل أساسية سلبية نريدك أن تحولها إلى جمل إيجابية، أنظر الجدول الآتي

* جملة سلبية
1- التعلم مثير للضجر.
عند تحويلها لجمله ايجابية .

التعلم مفيد جدا وفيه إثارة كبيرة.

2- لست متعلما جيدا .
عند تحويلها لجمله ايجابية .

لقد نجحت في تعلم أشياء كثيرة وأنا بالفعل متعلم بارع.


3- لا أستطيع أن أتعلم أو أفهم هذا الموضوع
عند تحويلها لجمله ايجابية .
تعلمي لشيء يدل على إمكان تعلم شيء آخر وطالما غيري قد تعلمه فأنا أستطيع أن أتعلمه.
4-لن أتذكر ما أتعلمه.
عند تحويلها لجمله ايجابية .
لقد تعلمت بالفعل كيف أتذكر الكثير من الأمور الهامة ...
حالة التعليم المثلى:

هل جربت مرة وشعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك وأنك تستطيع الحصول على المعلومات فورا ودون أي جهد بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟ هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية وما أن تنظر للكلمة حتى تحفظها؟ هذه الحالة تسمى حالة التعلم المثلى في حين يسميها بعض العلماء 'قمة الأداء' ويسميها البعض الآخر 'حالة التدفق'.



قد يساورك الشك في أنك لم تخض مثل هذه التجربة من قبل ولكن إذا استعرضت شريط حياتك فستتذكر لا ريب مرة واحدة على الأقل كنت في مثل هذه الحالة ولكن المشكلة أنها نادرا ما تأتي ولذا فالذي تود أن نشترك به أيها الأخ الكريم أنه بإمكانك بتطبيق ثلاث خطوات بسيطة الوصول إلى حالة التعلم المثلى.



ثلاث خطوات للوصول إلى حالة التعلم المثلى:

الخطوة الأولى التنفس العميق:

هناك كم هائل من التجارب والبراهين العلمية تؤكد أن بوسع التنفس العميق إيجاد الظروف التي تستند إليها في الأساس جميع تجارب التعلم الأمثل. فالتنفس العميق يزيد من كمية الأكسجين المتاحة للمخ كما يعمل على استرخاء الجسد وتخليص العقل من التوتر.



الخطوة الثانية: الاسترخاء:

يساعدك على تنقية مخك من الأفكار التي تشتت تركيزك.



الخطوة الثالثة: التوكيدات الإيجابية:

فالتوكيدات لها من القوة ما يضمن جعل عقلك يتحول إلى حالة التعلم المثلى تماما كالقوة الكامنة في الأمر الصادر إلى الحاسب الآلي للانتقال من برنامج إلى آخر.مثال للتوكيدات 'إنني متعلم لا يشق له غبارولله الحمد' – 'إنني أجتاز حالة التعلم المثلىبفضل الله'



تدريب الوصول إلى حالة التعلم المثلى:

أولا التنفس العميق:

1- ضع يدك اليمنى على اليسرى أسفل القفص الصدري مباشرة وأرخ عضلاتك بطنك.

2- تنفس بشكل طبيعي وسهل [من الطبيعي أن تتحرك يديك ولكن الحركة يجب أن تنشأ فقط عن طريق تنفسك وليس عن طريق عضلات البطن].

3- بعد أن تتنفس بشكل طبيعي وسهل استنشق الهواء ببطء عبر أنفك حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن الأكسجين يتم سحبه مباشرة من رئتيك إلى مخك].

4- امسك عن التنفس حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن أي توترات تزول مع تنفسك].

5- كرر الخطوات من 3-5 خمس مرات.



ثانيا: الاسترخاء:

1- ابدأ في التنفس بشكل طبيعي مرة أخرى عن طريق الأنف.

2- عندما يعود تنفسك إلى حالته الطبيعية دع نفسك تركز على النفس المنساب شهيقا وزفيرا عن طريق أنفك، لا تعمد إلى استرخاء عن وعي تام حاول الملاحظة في هدوء.



ثالثا: التوكيدات الإيجابية:

1- كرر لنفسك العبارات التالية كل عبارة على حدة في تركيز وهدوء.

2- فكر في معنى كل عبارة لمدة دقيقة أو نحوها قبل الانتقال للعبارة الأخرى.

3- بعد التفكير في كل هذه العبارات كررها مرة واحدة في صوت مسموع وهادئ وواضح

4- فيما يلي هذه العبارات:

• 'إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد'.

• إنني اجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله'.

• 'سوف أتعلم في سهولة وتعمق إن شاء الله'.



إجادة مراحل التعلم الثلاثة:

تتم عملية التعلم من خلال ثلاث مراحل:

مرحلة ما قبل التعلم – مرحلة أثناء التعلم – مرحلة بعد التعلم.

وحتى تضاعف قدرتك على التعلم عليك أن تحسن إتمام كل مرحلة من مراحل التعلم.



أولا: مرحلة قبل التعلم:

يعتبر الإعداد هو الشيء الرئيسي عليك فعله قبل التعلم فالإعداد يمثل 90% من كل شيء وعندما تقرر شركتك الاندماج في شركة واحدة قد يستغرق توقيع خطاب الاتفاق دقائق معدودة ولكن يسبق ذلك شهورا وربما سنوات من الإعداد وعندما قرر الأخوان رايت الطيران كان ذلك نتيجة إعداد طويل وشاق وهناك ثلاث خطوات لإتمام مرحلة الإعداد لتعلم مجال معين:



1- مراجعة ما تعرفه سابقا عن المجال الذي تريد أن تتعلمه:فمثلا إذا كنت تريد أن تحضر ماجستير في الإدارة راجع بداية ما تعرفه عن الإدارة من طرق ووسائل وأقسام وأنواع ..... وهكذا.



2- تحديد الموضوعات التي تعتقد أنها أكثر أهمية للتعلم:وقد تضع هذه الموضوعات على هيئة أسئلة فمثلا تضع سؤالا مثل 'كيفية بناء روح فريق قوي في العمل' 'كيفية تحضير العاملين .... وهكذا'.

3- اسأل نفسك هل من شيء أستطيع عمله مسبقا لكي يساعدني في الاستفادة بدرجة كبيرة في التعلم:

فمثلا من الممكن أن تحدد كتبا معينة نقرأها قبل بداية الماجستير أو نحضر دورات معينة ...... وهكذا.



ثانيا: مرحلة أثناء التعلم:

إذ أن مفتاح الاكتساب الفوري للمعرفة يتمثل في الاندماج الفعلي والعاطفي الصادق أثناء الوقت الذي تقضيه في التعلم. ومن أنجح الوسائل التي تجعل التعلم مشوقا وغير ممل هي طريقة 'طرح قضايا افتراضية أثناء التعلم' ومعناها أنك أثناء تعلمك تضع تخمينات ذكية وافتراضات لما سيأتي من مواضيع في القراءة ولما سيؤول إليه الأمر الذي تقرأ عنه، فهذه الافتراضات تحافظ على التركيز بانتباه ودون سرحان فنحن نشعر بالاستثارة عندما تتحقق تصوراتنا لما قرأناه ولذا عند قراءتك لأي موضوع حاول أن تخمن النتائج التي سيصل إليها.



ثالثا: مرحلة بعد التعلم:

أظهرت الأبحاث أن فترة قبل التجربة وفترة بعد التجربة يمكن أن تكون حاسمة في تحديد ما نحصل عليه من التجربة أكثر من أي شيء نفعله خلالها. وحتى نستفيد بأكبر قدر ممكن مما تعلمته عليك باتباع أسلوب استثمار المعرفة' وهو أسلوب يستند على أننا نقضي معظم أوقاتنا في التفكير حول الأشياء التي تثير في أنفسنا أعمق المشاعر فهذا الأسلوب يعتمد على أنه أكثر شيء تتعلمه وتتذكره هو الذي تفاعلت معه بعقلك ووجدانك أثناء التعلم ولذا فعندما تقرأ موضوعا معينا:

1- ابحث عن الحقائق والأرقام التي من الممكن أن تحقق بها نفعا عظيما لنفسك.

2- ابحث عن الأشياء التي وجدتها ممتعة وتبعث على التسلية.

3- اسأل نفسك إذا كان هناك شيء قد أدهشك لأنه قد اتسم بالغباء والسخف

4- اسأل نفسك هل هناك شيء قد أثار غضبك أو جنونك.

5- اسأل نفسك إذ1 كان قد قيل شيء أشعرك بأنك واقع تحت التهديد.



وبعد أيها القارئ الكريم، ما عليك الآن سوي أن تبدأ في ممارسة تلك الاستراتيجيات المبسطة التي لا تكلفك الكثير من الجهد، ولكن مع وضعها في الفعل، فلن يمر عليك أسبوع واحد إن شاء الله حتى تلمس بنفسك ذلك التقدم الهائل الذي سيحدث في قدرتك علي التعلم، وفقك الله،

B-happy 24 - 9 - 2010 12:48 PM

كيف تضاعف قدراتك الذهنية على التعلم ... إدارة العقل

لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على 200 بليون خلية ربما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية,ِ لماذا لا نتذكر بصورة أفضل في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي 100 بليون معلومة , والتي تعادل ما تتضمنه دائرة المعارف, لماذا لا نفكر بصورة أسرع في حين أن أفكارنا تسافر بسرعة تتجاوز 300 ميل في الساعة , وهي سرعة أكبر قطار في العالم وهي سرعة أكبر من أسرع قطار في العلم قطار الرصاصة, لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من تريليون وصلة محتملة, وهو ما يتواري منه اعظم الحاسبات الإلكترونية خجلاً, الإجابة على هذه التساؤلات سهلة للغاية إن معظمنا لا يستخدم بحكم العادة سوى جزء بالغ الضآلة من قوانا العقلية وهو ما يقدر العلماء بمعهد أبحاث 'سانفورد' بنسبة 10% فقط.



لقد أعطانا الله سبحانه وتعالى عقولا مذهلة وقدرات ذهنية غير عادية وصدق الله إذ يقول 'لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم' فلماذا لا نشكر نعمة الله علينا ونستغل هذه القدرات بصورة أكبر ومن ناحية أخرى فإن التقدم المذهل الذي نراه اليوم وبخاصة في دنيا المعلومات يجعل الحاجة جبرية لقدرات عقلية متناسبة وقد يراودك الظن أن انتهاء تعليمك الجامعي يعني نهاية الدراسة والتعلم والحقيقة غير ذلك تماما حيث يتعين عليك بعد نيل شهادة التخرج والتعلم بما يوازي عشرة أضعاف ما درسته في الجامعة لمجرد الحفاظ على وظيفتك والقيام بأعبائها. والذي نحب أن نطمئن به الاخوة القراء أنه يمكن لأي شخص بسهولة مضاعفة قدراته العقلية وعندما تتعلم الطرق العلمية البسيطة الموجزة لاستغلال قواك العقلية فإن استخدامك لعقلك بقدر الضعف لا يستنفذ مجهودا مضاعفا فأنت ببساطة بالغة تتعلم استخدام عقلك بشكل أكثر كفاءة محققا ضعف النتائج دون أي زيادة في الطاقة العقلية مقارنة بما قبل ذلك.



ووفقا للتجارب التي أجراها العالم آلان جيفنر مدير مختبر أجهزة رسم النشاط الكهربي للمخ [eeg] فإن الطاقة المبذولة في وضع خطوط عشوائية دون اكتراث تماثل تلك المستنفذة في رسم لوحة فنية رائعة.

وبكل أسف فإن أغلب الناس يفتقدون ضعف قدرتهم على التعلم ويجدون في التعلم صعوبة شديدة ويرجع الأمر في ذلك إلى ثلاثة أسباب:

السبب الأول: الخبرات التعليمية السلبية بسبب التجارب المريرة في المدارس والجامعات التي تتناول التعليم بطريقة بدائية عتيقة لا تساهم في التعلم بطريقة صحيحة.

السبب الثاني: الافتقار إلى تدريب يساعد على تطبيق المواهب التي تعلمتها.

السبب الثالث: أن أغلب الناس يركز على الأوقات التي كانت تفشل أثنائها في التعلم ، إننا نادرا ما نركز على الجوانب الإيجابية في التعلم وفي الأشياء التي نجحنا في تعلمها بالفعل.

لقد تعلمت المشي وهو عمل فذ مستخدما الكثير من الحركات والأوضاع البارعة للعضلات والوزن والتوازن وقوة الدفع لقد تعلمت الكلام مستخدما الآلاف من الكلمات وعشرات من القواعد المعقدة لقد تعلمت القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وكثيرا من العلوم وكثيرا من الخبرات مما يجعلك حقا متعلما بارعا.



وهكذا نكون قد تغلبنا على أول سلبية كانت تقف عائقا أمامك في طريق مضاعفة القدرة على التعلم وحلها ببساطة أن توقن من أنك حقا متعلم بارع.

وحتى نضمن أنك تغلبت على هذه السلبية فهناك أربع جمل أساسية سلبية نريدك أن تحولها إلى جمل إيجابية، أنظر الجدول الآتي

* جملة سلبية
1- التعلم مثير للضجر.
عند تحويلها لجمله ايجابية .

التعلم مفيد جدا وفيه إثارة كبيرة.

2- لست متعلما جيدا .
عند تحويلها لجمله ايجابية .

لقد نجحت في تعلم أشياء كثيرة وأنا بالفعل متعلم بارع.


3- لا أستطيع أن أتعلم أو أفهم هذا الموضوع
عند تحويلها لجمله ايجابية .
تعلمي لشيء يدل على إمكان تعلم شيء آخر وطالما غيري قد تعلمه فأنا أستطيع أن أتعلمه.
4-لن أتذكر ما أتعلمه.
عند تحويلها لجمله ايجابية .
لقد تعلمت بالفعل كيف أتذكر الكثير من الأمور الهامة ...
حالة التعليم المثلى:

هل جربت مرة وشعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك وأنك تستطيع الحصول على المعلومات فورا ودون أي جهد بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟ هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية وما أن تنظر للكلمة حتى تحفظها؟ هذه الحالة تسمى حالة التعلم المثلى في حين يسميها بعض العلماء 'قمة الأداء' ويسميها البعض الآخر 'حالة التدفق'.



قد يساورك الشك في أنك لم تخض مثل هذه التجربة من قبل ولكن إذا استعرضت شريط حياتك فستتذكر لا ريب مرة واحدة على الأقل كنت في مثل هذه الحالة ولكن المشكلة أنها نادرا ما تأتي ولذا فالذي تود أن نشترك به أيها الأخ الكريم أنه بإمكانك بتطبيق ثلاث خطوات بسيطة الوصول إلى حالة التعلم المثلى.



ثلاث خطوات للوصول إلى حالة التعلم المثلى:

الخطوة الأولى التنفس العميق:

هناك كم هائل من التجارب والبراهين العلمية تؤكد أن بوسع التنفس العميق إيجاد الظروف التي تستند إليها في الأساس جميع تجارب التعلم الأمثل. فالتنفس العميق يزيد من كمية الأكسجين المتاحة للمخ كما يعمل على استرخاء الجسد وتخليص العقل من التوتر.



الخطوة الثانية: الاسترخاء:

يساعدك على تنقية مخك من الأفكار التي تشتت تركيزك.



الخطوة الثالثة: التوكيدات الإيجابية:

فالتوكيدات لها من القوة ما يضمن جعل عقلك يتحول إلى حالة التعلم المثلى تماما كالقوة الكامنة في الأمر الصادر إلى الحاسب الآلي للانتقال من برنامج إلى آخر.مثال للتوكيدات 'إنني متعلم لا يشق له غبارولله الحمد' – 'إنني أجتاز حالة التعلم المثلىبفضل الله'



تدريب الوصول إلى حالة التعلم المثلى:

أولا التنفس العميق:

1- ضع يدك اليمنى على اليسرى أسفل القفص الصدري مباشرة وأرخ عضلاتك بطنك.

2- تنفس بشكل طبيعي وسهل [من الطبيعي أن تتحرك يديك ولكن الحركة يجب أن تنشأ فقط عن طريق تنفسك وليس عن طريق عضلات البطن].

3- بعد أن تتنفس بشكل طبيعي وسهل استنشق الهواء ببطء عبر أنفك حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن الأكسجين يتم سحبه مباشرة من رئتيك إلى مخك].

4- امسك عن التنفس حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن أي توترات تزول مع تنفسك].

5- كرر الخطوات من 3-5 خمس مرات.



ثانيا: الاسترخاء:

1- ابدأ في التنفس بشكل طبيعي مرة أخرى عن طريق الأنف.

2- عندما يعود تنفسك إلى حالته الطبيعية دع نفسك تركز على النفس المنساب شهيقا وزفيرا عن طريق أنفك، لا تعمد إلى استرخاء عن وعي تام حاول الملاحظة في هدوء.



ثالثا: التوكيدات الإيجابية:

1- كرر لنفسك العبارات التالية كل عبارة على حدة في تركيز وهدوء.

2- فكر في معنى كل عبارة لمدة دقيقة أو نحوها قبل الانتقال للعبارة الأخرى.

3- بعد التفكير في كل هذه العبارات كررها مرة واحدة في صوت مسموع وهادئ وواضح

4- فيما يلي هذه العبارات:

• 'إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد'.

• إنني اجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله'.

• 'سوف أتعلم في سهولة وتعمق إن شاء الله'.



إجادة مراحل التعلم الثلاثة:

تتم عملية التعلم من خلال ثلاث مراحل:

مرحلة ما قبل التعلم – مرحلة أثناء التعلم – مرحلة بعد التعلم.

وحتى تضاعف قدرتك على التعلم عليك أن تحسن إتمام كل مرحلة من مراحل التعلم.



أولا: مرحلة قبل التعلم:

يعتبر الإعداد هو الشيء الرئيسي عليك فعله قبل التعلم فالإعداد يمثل 90% من كل شيء وعندما تقرر شركتك الاندماج في شركة واحدة قد يستغرق توقيع خطاب الاتفاق دقائق معدودة ولكن يسبق ذلك شهورا وربما سنوات من الإعداد وعندما قرر الأخوان رايت الطيران كان ذلك نتيجة إعداد طويل وشاق وهناك ثلاث خطوات لإتمام مرحلة الإعداد لتعلم مجال معين:



1- مراجعة ما تعرفه سابقا عن المجال الذي تريد أن تتعلمه:فمثلا إذا كنت تريد أن تحضر ماجستير في الإدارة راجع بداية ما تعرفه عن الإدارة من طرق ووسائل وأقسام وأنواع ..... وهكذا.



2- تحديد الموضوعات التي تعتقد أنها أكثر أهمية للتعلم:وقد تضع هذه الموضوعات على هيئة أسئلة فمثلا تضع سؤالا مثل 'كيفية بناء روح فريق قوي في العمل' 'كيفية تحضير العاملين .... وهكذا'.

3- اسأل نفسك هل من شيء أستطيع عمله مسبقا لكي يساعدني في الاستفادة بدرجة كبيرة في التعلم:

فمثلا من الممكن أن تحدد كتبا معينة نقرأها قبل بداية الماجستير أو نحضر دورات معينة ...... وهكذا.



ثانيا: مرحلة أثناء التعلم:

إذ أن مفتاح الاكتساب الفوري للمعرفة يتمثل في الاندماج الفعلي والعاطفي الصادق أثناء الوقت الذي تقضيه في التعلم. ومن أنجح الوسائل التي تجعل التعلم مشوقا وغير ممل هي طريقة 'طرح قضايا افتراضية أثناء التعلم' ومعناها أنك أثناء تعلمك تضع تخمينات ذكية وافتراضات لما سيأتي من مواضيع في القراءة ولما سيؤول إليه الأمر الذي تقرأ عنه، فهذه الافتراضات تحافظ على التركيز بانتباه ودون سرحان فنحن نشعر بالاستثارة عندما تتحقق تصوراتنا لما قرأناه ولذا عند قراءتك لأي موضوع حاول أن تخمن النتائج التي سيصل إليها.



ثالثا: مرحلة بعد التعلم:

أظهرت الأبحاث أن فترة قبل التجربة وفترة بعد التجربة يمكن أن تكون حاسمة في تحديد ما نحصل عليه من التجربة أكثر من أي شيء نفعله خلالها. وحتى نستفيد بأكبر قدر ممكن مما تعلمته عليك باتباع أسلوب استثمار المعرفة' وهو أسلوب يستند على أننا نقضي معظم أوقاتنا في التفكير حول الأشياء التي تثير في أنفسنا أعمق المشاعر فهذا الأسلوب يعتمد على أنه أكثر شيء تتعلمه وتتذكره هو الذي تفاعلت معه بعقلك ووجدانك أثناء التعلم ولذا فعندما تقرأ موضوعا معينا:

1- ابحث عن الحقائق والأرقام التي من الممكن أن تحقق بها نفعا عظيما لنفسك.

2- ابحث عن الأشياء التي وجدتها ممتعة وتبعث على التسلية.

3- اسأل نفسك إذا كان هناك شيء قد أدهشك لأنه قد اتسم بالغباء والسخف

4- اسأل نفسك هل هناك شيء قد أثار غضبك أو جنونك.

5- اسأل نفسك إذ1 كان قد قيل شيء أشعرك بأنك واقع تحت التهديد.



وبعد أيها القارئ الكريم، ما عليك الآن سوي أن تبدأ في ممارسة تلك الاستراتيجيات المبسطة التي لا تكلفك الكثير من الجهد، ولكن مع وضعها في الفعل، فلن يمر عليك أسبوع واحد إن شاء الله حتى تلمس بنفسك ذلك التقدم الهائل الذي سيحدث في قدرتك علي التعلم، وفقك الله،

B-happy 24 - 9 - 2010 12:50 PM

كيف تصبح شخصية فعالة .........القيود الخمسة

قام أحد طلبة الماجستير في إحدى الجامعات الأمريكية بإجراء دراسة نادرة، كان ذلك في عام 1935م حيث أجرى هذا الطالب استفتاء لخريجي الجامعة في تلك السنة وكان السؤال الذي وجهه إليهم هو: هل لك أهداف محددة مكتوبة ؟

وكانت النتيجة أن 3% فقط من هؤلاء الخريجين وضعوا لهم أهدافًا محددة ومكتوبة عما يريدون القيام به في حياتهم، وبعد عشرين سنة من ذلك، أي في عام 1973م رجع إليهم صاحب البحث ليستطلع أحوالهم، فوجد أن الـ3% حققوا نجاحًا في وظائفهم وأعمالهم أكثر مما حققه 97% الآخرون مجتمعين [1] .

هذه النسبة المخيفة لا تنطبق فقط على طلبة جامعة هارفارد الأمريكية، إنما للأسف هي النسبة المتحققة على مستوى البشر، فيرى العلماء من خلال دراسات أعدت أن نسبة الذين يخططون لحياتهم لا تصل 3% من مجموع الناس كلها، وأن هذه النسبة القليلة هي التي تقود المجتمعات في مجالات الحياة المختلفة.

وهذه الدراسات إنما أجريت على ما يسمى بشعوب الدول المتقدمة، فما بالنا بشعوبنا ونحن الآن في ذيل الأمم، فلماذا أغلب الناس لا يحددون أهدافهم في الحياة ؟ والجواب أن هناك قيودًا عديدة تأسر معظمنا، وتمنعه من أن يحدد وجهته في الحياة، ونريد منك أيها القارئ الكريم أن تتأمل معنا في بعض هذه القيود، لتعلم أي قيد وقعت في أسره فمنعك من تحديد هدفك حتى نتعاون سويًا على فكه بإذن الله تعالى.

1- القيد الأول: الخوف من الفشل:

الخوف من الفشل هو عدو لدود للإنسان، وهو عائق كبير في طريق نجاحه وفاعليته، وإنما يخاف الإنسان من الفشل لأنه يسبب له ألمًا نفسيًا شديدًا، والإنسان بطبعه مستعد لأن يفعل أي شيء لتجنب الألم [لاسيما لو كان ألمًا نفسيًا] حتى ولو كان هذا الألم هو الطريق الوحيد نحو تحقيق النجاح، ومن ثم يفضل معظم الناس أن يعيشوا بدون أهداف واضحة خشية الوقوع في الإحساس بالألم من جراء الفشل في تحقيق هذه الأهداف، ولذلك فقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله تعالى من الجبن ويقرن بينه وبين العجز والكسل، فجاء في دعائه صلى الله عليه وسلم: [[اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، ومنم الجبن والبخل]] وإذا كان هذا هو حال أغلب الناس أنهم يخافون من الفشل، فإنك أيها الصادق لابد أن تنأى بنفسك عن هذه الحالة، إذ كيف تخاف من الفشل وأنت تتلو قول الله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51] وأنى للخوف أن يتسلل إلى قلبك وأنت تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ويوصيك أنت أيها المؤمن من بعده فيقول: [[واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا]] ومن ثم ينبغي على المؤمن أن يثق بربه، ويحدد أهدافه ويستمد العون والتوفيق من الله تعالى.

2- القيد الثاني: احتقار الذات:

فكثير من المسلمين يحتقر نفسه، ويقلل من قدراته وإمكاناته إلى الحد الذي يصيبه بالإحباط والعجز، ومن ثم يشعر أن النجاح والتميز قد خلق لأجل الآخرين من القادة والعظماء، وليس له هو لأنه لا يستحقه، ولذلك فهو يقبل ويرضى بكل شيء وينتظر ما تأتي له به الأيام، في سلبية وخنوع واستسلام دون أن يصنع لنفسه أهدافًا عظيمة يسعى لتحقيقها، وليست هذه دعوة للتسخط على أقدار الله والعياذ بالله، وإنما هي دعوة للفهم الصحيح للقضاء والقدر، الذي فهمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أبى أن يدخل الشام لما انتشر بها الطاعون، فقالوا له: أفرارًا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟ فقال رضي الله عنه: 'نفر من قدر الله إلى قدر الله' فهل قدر علينا نحن المسلمين في هذه الأيام الفشل والإحباط والعجز والسلبية ؟ كلا فإننا عبيد لرب كريم علمنا أن نردد كما في كتابه الكريم {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74] وإننا أتباع لسيد أولي العزم من الرسل صلى الله عليه وسلم الذي خاطبنا بقوله: [[إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى]] فلماذا نقلل من شأن أنفسنا؟ ونحتقر ذواتنا، مع أن ذلك لا يمت إلى ديننا بصلة وهنا يقع كثير من الناس ضحية الفهم الخاطئ لقضية أخرى، إذ يخلطون بين الكبر وبين تقدير الذات من ناحية، ثم بين التواضع المحمود وبين احتقار الذات من ناحية أخرى، فالكبر كما أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو [[غمط الناس وبطر الحق]] أي احتقار الناس مع رد الحق وإنكاره وهذا عند الله عز وجل من أعظم الكبائر كما قال تعالى في الحديث القدسي: [[العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني شيئًا فيهما قصمته]] أما تقدير الذات أو الثقة بالنفس فهو أن يعرف العبد ما حباه الله من هبات وإمكانات لتحقيق الخلافة في الأرض، ويعتقد جازمًا أن هذه المواهب إنما هي محض فضل الله ومنته، فلا يركن إلى النعمة وينسى المنعم سبحانه وتعالى، وهذا أمر محمود، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرض على زرعه في نفوس أصحابه، وليس أدل على ذلك من هذه الألقاب العظيمة التي كان صلى الله عليه وسلم يطلقها على أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، فيلقب أبا بكر بالصديق وعمر بالفاروق، وخالد بسيف الله المسلول، وأبا عبيدة بأمين هذه الأمة، وحمزة بأسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم، وغيرهم كثير من صحابته الكرام، ممن رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على الجمع بين تقدير الذات والثقة بالنفس الدافعة إلى معالي الأمور، وبين التواضع وخفض الجناح للمؤمنين كما وصفهم الله تعالى في كتابه: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين} [المائدة: 54].

وأما احتقار الذات المعجز للنفس الذي يدفع إلى الفشل واليأس والإحباط فليس من ديننا العظيم في شيء.

3- القيد الثالث: الاعتقاد الخاطئ:

فبعض الناس يعتقدون أن أعمال الذهن في تحديد الأهداف هو من قبيل تضييع الأوقات، ويستندون في ذلك إلى وجود أمثلة واقعية لأناس لم يعتنوا بتحديد الأهداف ومع ذلك فقد حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم وهؤلاء مثل المدخن الذي يعرف مدخنًا بلغ 155 سنة من العمر، وبالطبع فليس كل الـ97% من الناس الذين يحددون أهدافًا في الحياة فاشلين ولكن الغالبية العظمى منهم يواجهون أوقاتًا عصيبة أكثر من هؤلاء الذين يخططون ويتوقعون فالأصل إذًا أنه لا نجاح ولا إنجاز في الحياة إلا بتحديد الهدف، وأما إذا نجح من لا يحدد هدفه، فيكون نجاحه جزئيًا غير ذي قيمة حقيقية، كما يقول روبرت جيه ميكين: 'لا توجد إنجازات حقيقية بدون أهداف' [2].

4- القيد الرابع: تعطيل النصف الأيمن من المخ:

تدل الأبحاث العلمية الحديثة في علم الفسيولوجي[3] على أن النصف الأيمن من المخ يختلف في وظائفه عن النصف الأيسر مع أنهما متشابهان تمامًا من الناحية التشريحية، والمقصود باختلاف الوظائف هنا هي الناحية النفسية، أما الوظائف الحيوية فهما فيها متماثلان، فكلاهما يحتوي على منطقة حركية ومنطقة للحواس ومنطقة بصرية ومنطقة سمعية، أما الوظائف النفسية فهي مختلفة تمامًا لكل منهما، فلقد أثبتت الدراسات والتجارب أن النصف الأيسر من الدماغ هو المسئول عن وعي الإنسان وخبرته باللغة، والمنطق والرياضيات والعلوم والكتابة، أما النصف الأيمن من الدماغ فهو النصف اللاواعي، والذي يكمن فيه الخيال والتصور والإبداع، والمقدرة على التخيل الفراغي [4] ورغم أن كل إنسان يمتلك القدرة على استخدام هذين النصفين معًا، إلا أن معظم الناس أحدهما دون الآخر، وفي الوقت الحاضر نتيجة لتعقد الحياة المادية، وانشغال الناس بالدوران في طاحونة المشاكل اليومية، فإن الأكثرية يطغى عليهم استخدام النصف الأيسر من المخ، فيجد الواحد منا نفسه مشغولاً بالتفاصيل الصغيرة وبشئون المعيشة اليومية دون محاولة النظر التخيلي إلى الصورة الإجمالية لحياته مما يقع تحت وظائف النصف الأيمن، فلا يحاول الإنسان أن يبدع ويبتكر أهدافًا وطموحات عالية تزيد من فاعليته وإنجازاته، وتنتشله من واقعه الذي لا يدرى عنه.

5- القيد الخامس: الجهل:

ونقصد به الجهل بكيفية تحديد الإنسان لأهدافه في الحياة، فبعض الناس قد يكون لديهم الرغبة والحماس لتحديد أهدافهم، ولكنهم لا يعرفون الكيفية الصحيحة التي يتمكنون من خلالها أن يقوموا بوضع أهداف لحياتهم، والثابت أنك إن استطعت عزيزي القارئ أن تكتب سيناريو لحياتك وتحدد أهدافك فيمكنك بكل تأكيد أن تحققه وعندها تكون قد ملكت السر العظيم للنجاح والفاعلية، كما يقول ليون يوريس: 'يجب أن يعرف الروائي ما الذي سوف يقوله في الفصل الأخير من روايته، وبطريقة أو بأخرى يُسيِّر الأحداث في هذا الاتجاه، وفي رأيي أن تصور ما ستئول إليه الأمور في النهاية هو أمر أساسي تمامًا، ولكن يبدو أن القدرة على ذلك سر عظيم'.

B-happy 24 - 9 - 2010 12:53 PM

'الأهداف ليست فقط ضرورية لتحفيزنا ولكنها أيضًا شيء أساسي يبقينا أحياء'[1]
روبرت ـ اتش ـ شولر

هذه بعض الأرباح العظيمة التي تحوزها إذا قمت بتحديد أهدافك:
1ـ تناغم مع الكون وإلا ...اكتئب:
تأمل في الكون من حولك، انظر إلى مخلوقات الله تعالى، الشمس، القمر، النجوم، كل هذه الإبداعات الإلهية، إنما يحكمها ناموس رباني واحد، فكل منها خلق لمهمة وهدف واضح ومحدد، يسعى إلى تحقيقه بأمر من المدبر الحكيم، يقول تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يـس: 38]، وأما القمر {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يـس:39]، والنجوم {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل:16]. وهكذا سائر المخلوقات، كل يسعى إلى هدفه الواضح المحدد، إلا كسالى بني الإنسان. فاربأ بنفسك أيها المؤمن أن تشذ عن هذا الكون، بأن تعيش في هذه الحياة وأنت ابن يومك، لا تحدد هدفك، ولا تملك رسالة أو رؤية واضحة لحياتك، وعندها تحس بالغربة والوحشة، ثم تصاب بالاكتئاب وأنت ترى الناجحين يحققون الآمال والإنجازات وأنت لا تزال تراوح مكانك.
2ـ كن إنسانًا:
اسمح لي أن أقص عليك قصة كثيرة من الناس، إن حياته تتلخص في أنه ولد ثم تربى في بيت والديه ودخل المدرسة، فلما أنهى دراسته الثانوية قالوا له إن مجموعك هذا يدخلك الكلية الفلانية، فدخلها، فلما تخرج منها قالوا له: إن تقديرك هذا يتيح لك العمل في الوظيفة الفلانية، فتقدم إليها حصل عليها فعلاً، فلما استقر في عمله قالوا له: آن لك اليوم أن تتزوج وهذه فلانة زوجة مناسبة لك، فتزوجها وأنجب منها أولادًا كرر معهم نفس قصته إلى أن رقد على فراش الموت ومات ثم دفن وبقي أولاده ليعيشوا نفس القصة.
أيها المؤمن أليست هذه القصة تعبر عن واقع أكثر المسلمين اليوم وإن المرء ليتساءل ما الفرق بين صاحب هذه القصة وبين باقي الكائنات الحية من غير بني البشر؟ أليست هذه قصة جميع الأنعام، ولد ـ كبر ـ تزوج ـ أنجب ـ مات، إن الفرق الأساسي بين الإنسان وغيره من الكائنات الحية أنه وحده عنده القدرة على وضع الأهداف وتحقيقها, فإذا لم يحدد الإنسان هدفه في الحياة فإنه لا يستحق إنسانيته بعد أن أضاع حياته في أكل وشرب ونوم، يقول تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَام} [محمد: 12] {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179] أما الإنسان حقًا فهو الذي يعطي لحياته قيمة ومعنى بتحديد رسالة وهدف له فيها.

3ـ مفتاح النهضة:
في مناهج الدراسة الغربية للمرحلة الابتدائية، توجد حصة أسبوعية للأطفال تسمى حصة: الهدف، وفيها يعلم المدرسون تلاميذهم الإجابة على هذا السؤال: ما هو هدفك في الحياة؟ يتكرر هذا السؤال كل أسبوع، في البداية لا يستطيع الأطفال فهمه بدقة، ويعجزون عن الإجابة عليه، ولكن مع الوقت يضطر الطفل تحت إلحاح معلمه أن يجيب عليه، فيقول مثلاً: أريد أن أصبح أشهر طبيب لأمراض القلب، أو أشهر مهندس كمبيوتر، وبعد ذلك تأتي مرحلة اكتشاف ميول ومهارات الولد ومدى توافقها مع هدفه، حتى يصلوا في النهاية إلى تحديد هدف واضح محدد لكل طفل يتوافق مع ميوله وقدراته واستعداداته، ويتطور السؤال الأسبوعي بعد ذلك إلى أن يصبح: ماذا فعلت لتحقق هدفك خلال هذا الأسبوع؟ وهكذا يتم توجيه الطفل إلى خطوات عملية بسيطة يتقدم خلالها إلى هدفه، والأهم من ذلك يكبر الهدف مع الطفل ويصير حلمه في الحياة أن يحقق هذا الهدف، وحتى في الإجازة الصيفية ترسل المدرسة إلى أسرة الطفل: إن ابنكم قد اختار هدف كذا وكذا، ومطلوب منكم أن تحاولوا إكسابه المهارات الفلانية خلال الإجازة، وأن تحاسبوه دومًا على مدى تقدمه نحو هدفه، فإذا جاء الموسم الدراسي، تتواصل المتابعة مرة أخرى، وهكذا حتى ينمو الطفل وقد امتلأ كيانه كله بالهدف، فلا يأتي عليه عام التخرج إلا وقد أصبحت لديه كل المهارات والقدرات المطلوبة لإنجاز هدفه، فيصبح تحقيقه لحلمه والذي يصب في نهضة أمته تحصيل حاصل.

4ـ امتلاك البوصلة:
هل تعرف ما هي البوصلة؟ إنها ذلك الاختراع البسيط الذي يتكون من إبرة مغناطيسية تشير دومًا نحو اتجاه الشمال، يستخدمها المسافر في الصحراء أو القبطان على سفينته، لتحديد الاتجاه الصحيح للسير، إن الأهداف في الحياة هي بمثابة البوصلة الذاتية لكل إنسان، فهي التي تحدد له الاتجاه الذي ينبغي عليه أن يسلكه في هذه الحياة، وتشكل له إطارًا مرجعيًا يستطيع أن يرجع إليه ليتخذ كافة قراراته، أما الذي لا يملك أهدافًا فإنه يخبط في حياته خبط عشواء، لا يدري أي الطرق يسلك، وإذا كنت قد قرأت قصة لويس كارول 'أليس في بلاد العجائب' فربما تتذكر معنا ذلك الحوار المعبر الذي دار بين تلك الفتاة 'أليس' والقط الحكيم 'تشيشاير' والذي يعبر عن هذا المعنى العام الذي نتحدث عنه، عندما تسأل 'أليس' القط 'تشيشاير' عن الطريق فتقول: 'من فضلك هل لي أن أعرف أي طريق أسلك؟'
ـ 'يتوقف هذا إلى حد بعيد على المكان الذي تريدين الذهاب إليه' يرد القط.
ـ 'إنني لا أعبأ كثيرًا بالمكان' تقول أليس.
ـ 'إذًا فلا تهتمي كثيرًا بأي الطرق تسلكين' يرد القط.
ـ 'طالما أصل إلى أي مكان؟' تضيف أليس متسائلة.
ـ 'نعم، نعم، ستصلين بالتأكيد إلى مكان ما، بشرط أن تسيري كفاية' يرد القط [2].
أ لا يحتاج الوصول إلى أي مكان إلى أي جهد يذكر، لا تفعل أي شيء وسوف تصل بعد دقيقة واحدة، على أي حال، إذا كنت تريد الوصول إلى مكان ذي معنى فعليك أولاً أن تعرف أين تريد الذهاب [3].
وهكذا، إذا أردت أن تتخذ أي قرار في حياتك، مثل: في أي كلية تدرس؟ أي رياضة تمارس؟ أي مستوى مادي ينبغي أن تحصله؟ أي عمل تلحق به؟ فعليك أولاً أن تحدد بوصلتك الذاتية، أي أهدافك التي سوف تسترشد بموجبها في جميع قرارات حياتك وإلا وقعت في دوامة من الفوضى والتخبط لا تنتهي إلا يوم وفاتك، وساعتها تكتشف مقدار الخسران الذي طالك في حياتك.
5ـ إدارة الوقت:
الشخص الذي حدد أهدافه في الحياة هو الشخص الوحيد القادر على إدارة وقته بكفاءة واقتدار، بحيث يحقق أقصى استفادة قصوى منه، فإدارة الوقت لا تعني استغلاله وفقط، إنما تعني الاستفادة القصوى من الوقت في تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف، فليس المهم أن تتقدم بسرعة، بل المهم أن يكون تقدمك في الاتجاه الصحيح.
تحديد أهدافنا هو الذي يمكننا من ترتيب أولوياتنا بحيث نستطيع توزيع ما نملك من وقت على الأنشطة اليومية التي تصب في تحقيق هذه الأهداف تبعًا لأهميتها بالنسبة لنا، أما الذي لا يملك أهدافًا واضحة في حياته فإن وقته يضيع سدى حتى لو كان يصرفه في أنشطة نافعة مفيدة لأنها لا تعمل في اتجاه أهداف محددة، وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: 'ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، إنما العاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين'.
6ـ الثقة بالنفس:

إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك الشعور بأنك تتحكم في حياتك بإذن الله، فأنت الذي تقرر ماذا تريد وأي اتجاه تسلك، ولا تترك ذلك للظروف وللآخرين يختارون لك حياتك، مما يملأك شعورًا عارمًا بالثقة بالنفس والإحساس بالقوة التي أنعم الله بها عليك، كما يقول نيدو كوبين 'تركيز كل طاقاتك على مجموعة محددة من الأهداف هو الشيء الذي يستطيع أكثر من أي شيء آخر أن يضيف قوة إلى حياتك' وتزداد هذه الثقة عندما ترى نفسك وقد اقتربت يومًا بعد يوم من تحقيق أهدافك، وعندها لن يمنعك شيء من بلوغ آمالك، وستجد في نفسك القوة على مواجهة أي عقبة تحول بينك وبينها.
7ـ الإحساس بالسعادة:
إذا قمت بوضع أهدافك بصورة واضحة ومحددة، فإنك ستصبح أكثر تركيزًا عليها، مما يحدو بك ولابد إلى مزيد من النجاح والإنجاز فتتحسن حياتك، وتصير أكثر طاقة ودافعية، وفي هذا وصول إلى درجة عالية من السعادة، كما يقول فرانكلين روزفلت: 'إن السعادة تكمن في متعة الإنجاز ونشوة المجهود المبدع' وتكون هذه السعادة دائمة ومستمرة إذا ارتبطت هذه الأهداف التي حددتها لنفسك بمرضاة الله عز وجل إذ أنها تكون في هذه الحالة سببًا للسعادة، ليس فقط في الدنيا، وإنما أيضًا في الآخرة، وذلك هو الفوز العظيم، يقول الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]. وهكذا نجد أن الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يسعد سعادة حقيقية في الدنيا والآخرة هو المؤمن الناجح الفعال، صاحب الأهداف الواضحة، والفاعلية العالية.
هل علمت الآن أخي المؤمن كيف تربح المليون؟
إنك بتحديدك لأهدافك تربح ثروة لا تساويها مليارات الأرض كلها؛ لأنك تربح بذلك حياتك نفسها، وهي لا تقدر بثمن،
كما تقول جاكلين كيندي: 'الثروة الوحيدة التي تستحق أن تجدها هي أن يكون لك هدف في الحياة'،
أو كما يقول هاري كمب: 'ليس الفقير هو من لا يملك مالاً، ولكن الفقير هو من لا يملك حلمًا'.

B-happy 24 - 9 - 2010 12:55 PM

كيف تكون عمليًا أكثر؟
إذا أحرزت أكثر من 80% من الدرجات فإن إنتاجيتك عادة ما تكون مرتفعة ، ويبقى السبب الوحيد وراء قراءتك لهذا الكتاب هو رغبتك في الحصول على أعلى نسب لدرجات الإنتاجية. أما إذا أحرزت أقل من 80 % فإن هذا الكتاب سيساعدك على تحسين إنتاجيتك الشخصية
الفصل الأول :حدد مستواك قبل قراءة هذا الكتاب
إذا أحرزت أكثر من 80% من الدرجات فإن إنتاجيتك عادة ما تكون مرتفعة ، ويبقى السبب الوحيد وراء قراءتك لهذا الكتاب هو رغبتك في الحصول على أعلى نسب لدرجات الإنتاجية. أما إذا أحرزت أقل من 80 % فإن هذا الكتاب سيساعدك على تحسين إنتاجيتك الشخصية بالإضافة إلى أنه سيساعدك على :
1-الاستفادة أكثر من وقتك.
2-تقليل متاعبك الشخصية.
3-تحسين علاقتك بالآخرين.
4-تحسين مستوى حياتك الشخصية.
5-تطوير إمكاناتك الذاتية.
الأهداف الشخصية
الأهداف الشخصية هي بيانات محددة تود تحقيقها ، ويتم تحقيق الأهداف بخطوتين مهمتين :
الخطوة الأولى : وضع الأهداف ، إن وضعك أهدافاً لنفسك هو الخطوة الحيوية الأولى باتجاه التخطيط لتحقيقها ، وإلى أن يتم تنفيذها فإنك ستضل تواجه خطورة تتعلق بالتطبيق الخاطئ لوسائلك أو إمكاناتك ، فمادامت هذه الوسائل محدودة فإن أي سوء استخدام لها سيقلل من قدرتك على تحقيق أهدافك.
الخطوة الثانية : تحسين إنتاجيتك الشخصية ، وذلك حتى تتمكن من استخدام وسائلك بشكل كامل ، فقياسك لتقدمك باتجاه أهدافك سيبين لك مدى قدرتك على القيام بذلك ، وقبل أن تمضي قدماً نحو تحقيق هدفك لابد أن تأخذ قسطاً من الوقت كي تنظم تفكيرك ، وتحاول كتابة أهدافك الشخصية على الورق لتعرف ما تهدف إليه.
وعندما تكتب أهدافك حاول أن تصيغها كأحداث لا كأنشطة ؛ لأن قياس التقدم حيال الأهداف أيسر منه حيال الأنشطة.
وحاول أن تكون أميناً مع نفسك ، وحدد هدفك الذي تريد الوصول إليه ، وحاول أن تبدأ بأهدافك المهمة ، فمنها هدفك في العمل ، فبعض هذه الأهداف ستكون أهداف وظيفتك حسب اتفاقك مع رئيسك ، وبعضها الآخر سيكون من اختيارك أنت.
أما إذا كنت تعمل في البيت حيث تتولى رعاية العائلة فسيكون لديك العديد من الأمور التي تود تحقيقها في هذا المجال ، فعلاقتك بالعائلة والأصدقاء ودورك في المجتمع وبيتك نفسه كلها أمور يجب أن توضع في الاعتبار.
وأخيراً فكِّر فيما أنت فاعله لتطوير نفسك نحو تحقيق التنفيذ الذاتي للبرامج الدراسية والقراءة والمسئوليات الاجتماعية...
كيفية تحقيق الأهداف
إن تحقيق تلك الأهداف سيتطلب سلعتين نادرتين هما الوقت والجهد [ ولو أنك فقط تمكنت من إيجاد كليهما والاستفادة المثلى منهما فسيكون من السهل عليك تحقيق جميع الأهداف.
الفصل الثاني : معنى الإنتاجية الشخصية
من المفيد قبل أن نبدأ في تعريف الإنتاجية الشخصية أن نقرر ماذا تعني الإنتاجية في حد ذاتها.
الإنتاجية : الإنتاجية مقياس يقيس العلاقة بين ما هو منتج والوسائل المستخدمة في عملية الإنتاج ، وقيمتها الأساسية تكمن في أنها تمكننا من مقارنة أدائين أو أكثر مع بعضها البعض أو مع مستوى من الأداء المحدد مسبقاً.
العوامل المؤثرة في الإنتاجية
العامل الأول : الاستخدام الفعَّال للوسائل المتاحة أو الاستفادة من المعايير الإنتاجية.
فالوسائل يمكن أن يساء استخدامها بطرق مختلفة ؛ فبدء العمل متأخراً أو الانتهاء منه مبكراً أو التوقف عنه لأي سبب من الأسباب سيقلل الاستفادة من الوقت ، وبالمثل فإن تبديد مادة بفقدانها أو سرقتها أو تعطيلها أو سوء استعمالها سيقلل من حجم الاستفادة منها.
العامل الثاني : الكفاءة والمهارة.
وهي تعني السرعة والدقة في الإنتاج ، ولكن هناك بالطبع عدداً آخر من العوامل التي يمكن أن تؤثر في الاستفادة والكفاءة في العمل ؛ مثل ضعف الإشراف وسوء ظروف العمل وعدم وجود حافز للعمل وضعف خطط العمل....
الإنتاجية الشخصية : وهي مقياس لما نحصل عليه في حياتنا مقارنة بما نبذله من أجل ذلك.
فهي العلاقة بين ما نحصل عليه من إنتاج ومقدار ما نملكه من إمكاناتنا الشخصية ، ومشكلتنا الوحيدة فقط هي أننا لن نكون قادرين على قياس إنتاجيتنا بدقة إلا إذا حددنا بجلاء الإنتاج والمعطيات الموجودة لمعايير محددة.
والنقطة المهمة هنا أنه إذا وضعت مقاييس للإنتاجية الشخصية فلا تجعلها معقدة.
الوسائل المستخدمة لتحقيق الإنتاجية الشخصية
الوسيلة الأولى : الوقت ، هناك أربع وعشرون ساعة في اليوم لاأكثر ولاأقل ، ولذلك فإننا نعاني جميعاً من قيود الوقت نفسه ، فساعات النهار والليل تتغير مع تغير الفصول الأربعة فيمثل هذا التغير إلى حد ما كذلك قيداً على ما يمكن أن نفعله.
ومع ذلك فإن الطريقة التي نخصص بها الوقت المتوافر للأشياء التي ينبغي أن نعملها من أجل تحقيق أهدافنا هي طريقة شخصية.
الوسيلة الثانية : خاصيتنا الشخصية المميزة، والمتمثلة في معلوماتنا ومهاراتنا المكتسبة وخبراتنا وصحتنا ومظهرنا وحافزنا.
الوسيلة الثالثة : موجوداتنا ، ونعني بها الممتلكات المادية التي بحوزتنا مثل البيت والسيارة.
الوسيلة الرابعة : علاقاتنا ، ونعني بها العلاقات العائلية وعلاقاتنا مع الأصدقاء والأقارب الذين سيساعدوننا ويدعموننا ويوفرون لنا الراحة التي نحتاج لها لتحقيق أهدافنا.
عنوان الكتاب : كيف تكون عملياً أكثر
المؤلفان :همفري و جون فيونا
الترجمة : سامي بن تيسير سلمان

B-happy 24 - 9 - 2010 12:56 PM

كيف تخطط لحياتك ؟

إن الوقت هو جوهر الوجود لكن أغلب الناس لا يستثمرونه الاستثمار الصحيح ومن ثم يعيشون في دائرة مفرغة ليس لها نهاية , حتى يكتشفوا أن أحلامهم وآمالهم وأهدافهم ما زالت بعيدة عنهم رغم ما بذلوه من مجهود.

فكيف السبيل إلى تحقيق أهدافنا في أقل وقت وبأقل جهد ؟!!

* حتى تحقق هدفك لا بد أن تسيطر على وقتك:

' أريد أن أكون........' في داخل كل منا عبارة تتردد ترسم هدفه تبدأ كبيرة ثم لا تلبث أن تزول فلم لا تتحول أهدافنا إلى واقع ملموس ؟!! إن أهدافنا ما هي إلا أحلام وأماني ما ظلت مطلقة بلا زمن لتحقيقها.

إن الهدف لكي يكون ممكن التحقيق ينبغي أن يكون محددا من حيث الحجم والوقت فإن الهدف والوقت متلازمان تماما فلا يمكن أن تحقق واحدا دون الآخر.

فالشخص الذي حدد أهدافه في الحياة هو الشخص الوحيد القادر على إدارة وقته بكفاءة واقتدار بحيث يحقق أقصى استفادة منه وعلى الجانب الآخر لا بد لمن حدد أهدافه أن تكون لأهدافه نقاط بدء ونقاط انتهاء وذلك بوضع فترات زمنية محددة لتحقيق هذه الأهداف.

يقول الدكتور/ إبراهيم الفقي: لا بد لهدفك من إطار زمني فبالوقت يمكنك أن تحقق أهدافك'.

وليس أدل على ذلك مما وضحه الله تعالى لنا في كتابه الكريم حيث حدد لنا الهدف ' دخول الجنة ' ثم وضع لنا إطارا زمنيا لا بد أن يتحقق فيه وهو الدنيا فقال تعالى :' وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت ' .

فإذا كان الهدف الأعظم في الحياة وهو دخول الجنة لا يتحقق إلا من خلال فترة زمنية محددة فكيف بالأهداف الأخرى ؟!!

إذا لا بد لكل من وضع لنفسه هدفا أن يحدده بوقت معين فالأهداف التي لا تملك إطارا زمنيا ما هي إلا أمنيات وإذا نحن أقررنا بذلك فلا بد لنا من الإجابة على السؤال الذي يطفو على السطح مباشرة ألا وهو:

هل نحن نمتلك الوقت الكافي لتحقيق أهدافنا ؟!!

* نحن نمتلك كل الوقت الذي نحتاجه:

' كنت سأفعل كذا لو كان لدي وقت ' ' سأفعل كذا يوما عندما يكون لدي الوقت '

إن فكرة أن الناس قد أوشكوا على استنفاذ كل الوقت فكرة واسعة الانتشار لكنها غير صحيحة على الإطلاق فالشكوى من نفاد الوقت محاولة عقيمة وإهدار كامل للوقت والطاقة فكل شخص لديه أربع وعشرون ساعة في اليوم أي ألف وأربعمائة وأربعون دقيقة فقط [ 1440 د.] لا أكثر ولا أقل وقد تتمنى أن تحصل على المزيد من الوقت أكثر مما لديك ولكن هل تظن أن هذا ممكن ؟

إن الوقت من الأمور التي يتساوى أمامها كل الناس فأنت لديك من الوقت مثل ما كان للإمام ابن الجوزي مثلا الذي قال عن نفسه :' كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلد وتاب على يدي مائة ألف وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي ونصراني.

ولديك مثل ما كان للإمام ابن جرير الطبري الذي مكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة حتى أنه رحمه الله كتب ما يقرب من خمسمائة وأربع وثمانون ألف ورقة [584000].

ولديك أيضا مثل ما كان لدى ابن الهيثم وابن النفيس ونيوتن وأينشتاين وغيرهم.

فكل الناس يمتلكون نفس الوقت ولكن من هم الذين يستغلون ما لديهم ؟!!

* الوقت يضيع أو يستثمر لكنه أبدا لا يدخر:

في سلسلة سباقات الخيل ' تريبل كراون ' للخيول البالغة خلال سباقات 1989 كانت الجائزة قدرها خمسة ملايين دولار للجواد الفائز في السباقات الثلاثة فإذا فشلت الخيول في الفوز بالسباقات الثلاث أعطي مليون دولار لأفضل الخيول التي سجلت أعلى الأرقام في السباقات الثلاث وكانت أفضل الخيول الموجودة في الميدان هما ' صنداي سيلنس ' و ' إيزي جور ' فاز ' صنداي سيلنس ' في السباق الأول بسهولة كما فاز ' إيزي جور ' في السباق الثالث وفي هذين السباقين احتل كل منهما المركز الثاني بالتبادل وكان الاختلاف في السباق الثالث : تنافس الجوادان في هذا السباق منافسة مثيرة على طول المضمار وكان في مقدمة الخيول الأخرى وفي النهاية فاز ' صنداي سيلنس ' بالسباق ' وبالتالي بالمكافأة ' بفارق مسافة الأنف وكانت جائزة المرتبة الأولى في هذا السباق 700 ألف دولار بالإضافة إلى مليون دولار ليصل المجموع إلى مليون وسبعمائة ألف دولار وكانت جائزة المرتبة الثانية سبعون ألف دولار حصل ' صنداي سيلنس ' على ما يعادل خمس وعشرون مرة ضعف ما حصل عليه ' إيزي جور ' فهل كان ' صنداي سيلنس ' أفضل من ' إيزي جور ' بما يعادل خمس وعشرون مرة ' ؟ بالطبع لا فعلى مدى ثلاثة سباقات كان أحد الجوادين أفضل من الآخر بمقدار بوصتين ' بصريا لم يكن هناك اختلاف ' ولكن العائد كان أكبر بمقدار خمس وعشرون مرة.

ثانية من الزمن [ مسافة أنف ] استثمرها ' صنداي سيلنس ' كانت سببا في مليون وسبعمائة ألف دولار

إن من خصائص الوقت أنه لا يمكن أن يدخر ولكن يمكن استثماره أو تضييعه ومن هنا جاء حرص السلف الشديد على الاهتمام بالوقت فقد وصى الإمام ابن الجوزي في وصية من وصاياه الثمينة التي حوتها رسالته القيمة ' رسالة إلى ولدي ' والتي أوصى بها ابنه أبا القاسم بدر الدين قائلا:' واعلم أن الأيام تبسط ساعات والساعات تبسط أنفاسا وكل نفس خزانة فاحذر أن يذهب نفس بغير شيء فترى يوم القيامة خزانة فارغة فتندم '.

وكانوا يقولون:' من علامات المقت إضاعة الوقت '.

ويقولون:' الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك '.

وتتغير الألفاظ ولكن معانيها تبقى واحدة وهي:' الليل والنهار حثيثان يعملان فيك فاعمل فيهما '

الهدف لا بد له من وقت , والوقت بين مستثمر ومضيع , فيكون السؤال:

كيف نستثمر أوقاتنا لتحقيق أهدافنا ؟

* لتستثمر الدقائق عليك بحكمة التخطيط:

' لو كنت اشتريت تلك الأداة لكان العمل أبسط ' ' لماذا لم أتذكر المراجعة مع العميل عندما كنت في هذا الجانب من المدينة الآن علي أن أقوم برحلتين '

لا بد أنك مررت بمواقف من هذه الشاكلة تؤكد لك أن الوقت يضيع كل يوم بسبب الافتقار إلى استثماره الاستثمار الأمثل.

عزيزي القارئ: لا سبيل لتحقيق الاستثمار الأمثل لتلك الدقائق إلا بالتخطيط

فهل تعلم أن كل دقيقة نقضيها في التخطيط يقل الوقت المطلوب بمعدل دقيقة إلى أربع دقائق فإذا قضيت عشر دقائق يوفر من الوقت حوالي 30 إلى 40 دقيقة وإذا قضيت ساعة واحدة فأنت توفر من الوقت قرابة ثلاث إلى أربع ساعات !!

وبالتالي يمكن أن تتحكم 15 دقيقة من التخطيط بفاعلية يوم كامل من العمل.

وكثيرا ما يقول الآخرون إن التخطيط مضيعة للوقت وأقول لك أنك إذا اعتقدت أنك لا تملك الوقت للتخطيط فاعلم أن التخطيط يمنحك المزيد من الوقت وضع هذه الحكمة أمام عينيك دائما:

' إذا قضيت الدقائق بحكمة ستعتني الساعات والأيام بنفسها '

المصادر:

1- كيف يمكنك الحصول على أقصى استفادة من يوم عملك ؟ بيج بيكرينج.

2- أساسيات إدارة الوقت روي أليكساندر.

3- كيف تكون عمليا أكثر جون وفيونا همفري.


الساعة الآن 06:59 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى