منتديات المُنى والأرب - انتقام عريض الدين

مرحباً يا رفاق .. هذه ثاني مشاركة لي في المنتدى ، وقلقي الآن بدأ يتحول إلى نوع خفيف من التوتر .. ( أليس على الكاتب أن يكون ذا روح قلقة ؟؟ حسب الأعراف الأدبية الدولية ؟؟ - الغربية - على الأقل .. ) ..
لكن هذه قصة لها رائحة سكندرية مصرية جداً .. ليست رائحة السمك ولا القريدس ولا السلطعون المنتشر لدينا بكثرة في الاسكندرية ، لكنها رائحة المكان والزمان والشخوص ..
والبطل ( عريض الدين ) شخص سكندري يحتوي متناقضات كثيره في صدره ، فهو ( عريض الدين ) لكنه يعشق ( داليا ) الفتاة اللعوب .. وهناك تناقضات أخرى ، لكن من فضلك لا تطلب مني أن أحرق القصة في هذه المقدمة ..

* * *

(( كنت أشعر بأنفاسه الملتهبة على ظهر يدي وهو يرتجف كمنبه غرفتي الأزرق الضخم المزعج .. كان يحاول أن يخلص نفسه بكثير من العسر ، لكنني أطبقت على رقبته .. ( هفففف ) ... ( هفففففففففف ) .. ( الكثير من الزفير والعرق ) .. أنا أشعر بضعفه فعلاً .. قد أكون رقيق القلب ، لكنك لن تقنعني بتركه مهما حاولت .. إن ( عريض الدين ) سيثأر لمبادئه .. لا شك في هذا ولو على جثتي ..
هنا بدأت مقاومته تضعف حقاً .. كل زوار ( ديب مول ) يصرخون في لأتركه ، كانت هناك عجوز تبكي وسط المتفرجين بحرقة كأنها صنبور ماء انكسرت كباشتاه .. - لم لا تخرسين يا ( كركوبة ) ؟؟ هيه ؟؟ ألا ترين ما أنا فيه ؟؟ أنا أحاول أن أقتل شخصاً هنا ..
تسألني لم كل هذا ؟؟ وماذا فعل حتى ينال هذا الجزاء المروع ؟؟
***

إسمي ( عريض الدين أحمد عبدالسلام ) .. وأنا عريض فعلاً لو شئت الدقة .. دعك من عيني الواسعتين كعيون ال( إنمي ) التي يرسمها اليابانيون لأبطال كرتوناتهم على سبيل سد عقدة النقص .. بالطبع أنت تعرف أي عقدة ..

من أنا بالضبط ؟؟ وماذا أعمل ؟؟ هذه تفاصيل لا تحتملها فنيات القصة القصيرة لو فهمت ما أعنيه ، لكنني كنت أملك - في الحقيقة - صديقاً عزيزاً .. اسمه ( ركاش عبدالسلام المحجوب ) وكنت طول فترة صداقتنا ( التي دامت سنتين ) أتساءل عن حماقة من سماه إن كانت أمه ، ألم تجد في الدنيا اسماً أفضل من ( ركاش ) ؟؟ دعك من أنه اسم له رائحة هندية قويه لا تخطئها الأنف المدربة .. بالطبع لن تكون أنفك حتى لا تسيئ فهمي .. أنا أقصد من عرف أجناساً كثيرة في حياته .. إن ( ركاش ) قريب من ( راكيش ) و ( نازرول ) و ( كمار ) .. كلها أسماء هنديه أو بنغاليه لو أردت رأي ..

كم كان مخلصاً وفياً !! عرفته من ( منتدى طلاب آداب ) اسكندرية .. ثم قابلته في الخارج بعد ذلك وتنزهنا في ميامي ، وأكلنا فولاً لدى ( جاد )
.. ( لابد أنك تدرك عمق الصداقة التي تنبني على فول ( جاد )) وسبحنا في شاطئ العجمي ، ودخلنا سينما ( أمير ) في محطة الرمل .. كانت أياماً باسمه ، وكنت أظن أنني لن أفارقه ما دام اسمي ( عريض الدين ) ... بل لقد كان ( ركاش ) يشبه ابن خالتي أيضاً إلى حد كبير .. ولولا شامته بجوار أذنه اليسرى لما فرقت بينهما البتة ..

إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم ..

لقد نشر لي ( ركاش ) صوراً على الشبكة العنكمخروبة وأنا أأستحم في الحمام !! كيف التقطها ؟؟ لا أدري حقاً ..
كيف وصلت به الوقاحة ؟؟ لهذا هو الآن يرتجف بين يدي كورقة ذرة كوزها ( مسنبل ) ( بالطبع لن يفهم هذا التعبير الأخير إلا الفلاحين هاهنا ) :) ..

لماذا ؟؟ إن من يقع في غرام ( داليا ) لهو رجل تعيس حقاً ... ( داليا ) تلك الفتاة من ( لوران ) السمراء ذات العيون الخضراء والقوام الممشوق .. عدسات ؟؟ لا !! يمكنني أن أؤكد لك تماماً أنها جميلة ذاك الجمال البكر الصارخ .. لا ( ميكاب ) ولا ( باديكير ) ولا ( رموش اصطناعية ) البتة ،
إنها ( اصطنبة ) حقيقية .. ولولا الزندقة لقلت إنها من حور الجنة ..
نعم كانت ( داليا ) هي سبب خلافي مع ( ركاش ) .. قد تكون اصطمبة !! وقد تكون حورية !! لكنها لعوب مارقة ، ولو أردت رأي لقت لك : افرغ رصاصة في رأسها إن احتاجت العملية إلى نوع من الضبط !!

خمنت طبعا ؟؟ أحببتها وأحبها .. فاختلفنا .. وتشاجرنا .. وتعاركنا كثيراً .. وتقاتلنا .. وعملنا لبعض ( أعمال سحرية ) .. وسببته على الشبكة العنكمخروبة .. وقذفني في عرضي .. أنا ( عريض الدين ) !!

ثم في النهاية تنكر في ملابس سباك وركب لي في الحمام كاميرا صغيره .. عندما رأيت الفيديو على اليوتيوب أصبت بالصرع لمدة أسبوع !!

* * *

ولما أمسكت به في الـ ( ديب مول ) عرفت أنني سأرتكب جريمة ما !!

انقضضت عليه .. وقبل أن يفهم هو ما حدث كنت قد كبلته .. وقبل أن يبدأ الاستنتاج عما يحدث ضربته قفا محترم ، وست ركلات في ( إحم )
وعشرة أقلام ماركة ( عريض الدين العالمية ) وستة وتسعين سيف يد وثلاثة وخمسين لكمة موجهة إلى المناطق المميتة حسب التايكوندو ، وسبعين ( دوليو تشاجي ) .. كل هذا قبل أن يكون نظريته الممنطقه علمياً عن ماهية الشيئ الذي يهاجمه ، بالطبع ليس لبطء الإشارات الكيميائية بين الألياف الشجيرية في أعصابه ، ولكن لأن لي قرابة من بعد ل ( أدهم صبري ) إن كنت تعرفه ..

أخيراً لنعد من حيث بدأنا .. بدأت أشعر به بين ذراعاي المطبقتين ككماشتي حداد محترف على رقبته وقد تهالكت قواه .. الآن هو قطة ميتة .. وبدأت أشم رائحة روحه تخرج منه .. لم أكترث ..

تركته ممداً ولم يجرؤ أحد على الاقتراب .. ولملمت شتات نفسي وقمت خارجاً ..

لقد ثأرت لنفسي !!

إن ( عريض الدين ) عريض الكرامة أيضاً ولا يجرؤ أحد على إهانته أبداً ..

الآن أرقد بسلام على سريري هانئا مسروراً بشماً ، كارعاً لو أحببت أيضاً ..

هنا سمعت من يقول لي بصوت ثكلى :

( عرييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييضضضضضض ض ) قتلت ابن خالتك يلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا !!

* * *

في الجزء الثاني يحاول عريض أن ينتحر على العامة ( in public ) لكن ( داليا ) كانت موجودة بينهم للمصادفة !! يبحث عن غريمه
لكن الأحداث تنقلب ضده تماماً !!