منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   فلسفة وعلم نفس
علم ما وراء الطبيعه والقوى الخارقه
(http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=75)
-   -   مصطلحات في علم النفس (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12239)

B-happy 6 - 12 - 2010 12:52 AM

مصطلحات في علم النفس
 
الوهم


الوَهْم هو الاعتقاد الخاطئ أَو الزَّائف. وكثيرًا ماتساور الأوهام الأشخاص المصابين بمرض عقلي. ومن الأوهام الشَّائعة الشُّعور بالعظمة حيث تخامر النَّاس أفكار مبالغ فيها حول أَهمِّيتهم. وتشتمل بعض أَنواع الوهم الأُخرى على الشُّعور بالاضطهاد حيث يعتقد الذين يعانون منه أَنَّهم يعاملون معاملة سيئة، والشُّعور بالتَّعرُّض للغيبة، حيث يتوهم المصابون أَنهم مُضْغَة في أفواه الآخرين.

الانفعال


الانفعال الإحساس أو رَدُّ الفعل تجاه أحداث أو أفكار مهمة. وقد يشعر الإنسان بمزيج من الانفعالات المفرحة أو المُحزنة فيسعد الناس بانفعالات الفرح: كالحب والسعادة والرضا ويحاولون تجنب المشاعر المحزنة كالوحدة والقلق والجزع. وقد يُغفل الناس انفعالاتهم. ورغم أنهم يدَّعون معرفة ماهية الانفعال إلا أن علماء النفس لم يجمعوا إلى الآن على تعريف يُطبَّق على الناس والحيوانات معًا. ويعُبر الناس عن انفعالاتهم بالكلام وبمجموعة من الأصوات والتعبيرات الوجهيّة والإشارات فمثلاً: يستلزم الغضب لدى الكثير من الناس تقطيب الحاجبيْن والتلويح بقبضة اليد والصراخ.

يتعلم الناس طرق إظهار بعض انفعالاتهم من أفراد مجتمعهم، إلا أن الصفات الوراثية لها دورها في ذلك. فلقد أظهرت البحوث أن الأفراد المنعزلين يظهرون انفعالاتهم عن طريق التعبيرات الوجهية. وحتى الأطفال الفاقدين للبصر منذ الولادة يقومون بانفعالات وجهية كتلك التي يقوم بها الأطفال المبصرون.


النظريات السابقة المتعلقة بالانفعالات. درس البريطاني تشارلز داروين الذي طوّر نظرية الانتخاب الطبيعي، الانفعالات في كتابه التعبير عن الانفعالات عند الإنسان والحيوان (1872م). زعم داروين أن التصرف الانفعالي يخدم أساسًا بوصفه مساعدًا للبقاء على قيد الحياة وأسلوبًا تعبيريًا في التخاطب مع الآخرين. فمثلاً: يُكَشّر الناس الغاضبون عن أنيابهم بسبب وراثتهم لنموذج السلوك الذي كان عليه أسلافهم في فترة ما قبل التاريخ عندما كانوا يلجأون إلى القتال. فالأسنان المُكشّرة تعلن العزم على الهجوم.

خلال عام 1880م، توصل عالما وظائف الأعضاء الأمريكي وليم جيمس، والدنماركي كارل ج ـ لانج ( كلُّ على حدة) إلى نظريات أخرى تتعلق بالانفعالات. ونسبة لما تطرحه نظريتهما: نظرية جيمس ـ لانج عن الانفعالات فإن الناس يشعرون بالانفعالات فقط عندما يكونون على علمٍ بردود أفعالهم الجسمانية تجاه الأحداث. كتسارع دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم. وهناك بعض علماء النفس الذين يعتقدون بصحة هذه النظرية، ولكن لا توجد براهين قاطعة تثبتها.

أما جون ب. واطسون عالم النفس الأمريكي الذي ساعد في تأسيس مدرسة علم النفس المسماة مذهب السلوكية، فكان يعتقد أن الانفعالات ردود فعل نفسية عقلية وجسدية تجاه أحداث معينة. حيث لاحظ أن الرُّضع الذين يثارون من قبل أحداث معينة: كالسقوط أو أن تُمسك أيديهم بشدة أو أن يُمسح على رؤوسهم، يظهرون ثلاثه ردود أفعال مختلفة صنّفها بالشكل التالي: خوف ـ غضب ـ حُبّ. وقد اعترض الكثيرون على وجهة نظر واطسون منذ أن اقترحها في عام 1919م وذلك لقوله بوجود ثلاثة انفعالات أساسية فقط.

في عام 1927م، اقترح عالم وظائف الأعضاء الأمريكي والتر ب.كَانُونْ وشريكه فيليب بارد نظرية كانونْ ـ بارد حول الانفعالات حيث ذهبا إلى أن الانفعالات تثور فقط عندما يُثار المركز تحت المهاد (الوطاء)، الذي هو جزء من الدماغ، كما اعتقدا بأن هذا الجزء هو مركز الانفعالات. وقد أظهرت بحوث كثيرة بعدها أن تهيُّج عدة أجزاء من الدماغ خاصةً الجهاز الحوفي يسبب إثارة الانفعالات.


النظريات الحديثة حول الانفعالات. وضع عالم النفس الأمريكي ستانلي سكاتشر نظرية الانفعالات ذات العاملين وذلك في عام 1962م، استنادًا إلى تجربة أجراها مع جيروم. ي. سنجر. وقد توصل فيها إلى أن العامليْن اللذيْن يحددان المشاعر هما: التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في جسم الإنسان، والسبب الذي يُعلل به الشخص تلك التغيرات. واستنادًا إلى هذه النظرية فإن الانفعالات تنتج من تأويلات الناس لأحوالهم بعد استثارتهم فسيولوجيًَّا. وقد أظهرت الأبحاث الأخيرة أن الإثارة الفسيولوجية قد تكون أقل أهمية من التفكير نفسه. وقد كانت الفكرة السائدة بأن الانفعالات تحدث متعاقبة مع الحوادث. ويبدأ التعاقب عندما يواجه الإنسان حَدَثًا أو فكرة مهمة، ثم يؤوّل معناها. وهذا التأويل هو الذي يحدد الانفعالات التي قد تتبعه فمثلاَ: إذا قابل الإنسان أسدًا هاربًا، فسيكون تأويله للحدث هو الإحساس بالخطر والذي يسبب لديه بالتالي الإحساس بالخوف. ويتبع كل شعور مجموعة من التغيرات الفسيولوجية والحركات التي هي ردود فعل للحدث الذي بدأ يتتابع. ولذلك فإن الشخص الذي قابل الأسد سيهرب على الغالب ليزيد فرص النجاة بحياته.

ثم قام عدة علماء نفس أمريكيين بتطوير هذه النظرية كل على حدة. فقالوا بأن هناك ثمانية انفعالات أساسية. هذه الانفعالات التي توجد على مستويات متنوعة من الشدة هي: الغضب ـ الخوف ـ السرور ـ الحزن ـ الرضا ـ النفور ـ الدهشة ـ الاهتمام أو الفضول ـ وتتحد لتؤلف الانفعالات الأخرى.

الأنا


الأنا مصطلح يستخدم في التحليل النفسي ليصف واحدًا من الأقسام الثلاثة للعقل. والقسمان الآخران هما الغرائز (الهو والهي)، والأنا العليا أو الضمير. تقوم الأنا بحل التضارب بين الاندفاعات الغريزية للفرد، وبين شعوره بالذنب ومتطلبات الواقع الخارجي. فتقوم الأنا، على سبيل المثال، بتنظيم العواطف والاندفاعات التي قد لا تكون مقبولة عند أناس آخرين، كما تتحكم في مناطق الذاكرة، والتفكير واتخاذ القرار، والمشي والحركات الإرادية والحواس الإدراكية مثل السمع واللمس والرؤية.

ويستخدم المحللون النفسيون كلمة الأنا في بعض الأحيان لتعني الذات. أما في الاستخدام الدارج فهي تعني الأنانية أو حب الذات أو الغرور.

النزعة الإنسانية


النّزعة الإنسانية تيار ثقافي ازدهر في أوروبا ينظر إلى العالم بالتركيز على أهمية الإنسان، أي طبيعته ومكانه في الكَون. ولقد كان للنزعة الإنسانية في صورتيها الدينية وغير الدينية أشكال عديدة. ولكن كل الإنسانيين متفقون على أن الناس هم محور دراستهم. وكما قال الكاتب اللاتيني تيرينْس قبل أكثر من ألفي عام: ¸أنا إنسان، ولا شيء إنساني غريب عليّ·. فالنزعة الإنسانية تُعَلم أن لكل شخص كرامته وقيمته ومن ثم يستحق أن ينال احترام الآخرين.

ومع أن النزعة الإنسانية تَضْرب بجذورها في حياة وفكر اليونان القديم؛ فقد ازدهرت كحركة تاريخية في أوروبا من القرن الرابع عشر وحتى السادس عشر الميلادي، حيث شكَّل منطلقها الأساسي لدراسة الإنسانية الجوهر الفكري للحركة الثقافية التي عُرِفت بـالنهضة. ولقد ظل الموقف الإنساني من الحياة مستمرًّا إلى الوقت الحاضر.


تطور النزعة الإنسانية. بدأت الحركة الإنسانية في أوائل عصر النهضة بالاكتشاف المثير من جديد لكتابات الإغريق والرومان الكلاسيكية. وهي كتابات لم تكن معروفة في أوروبا منذ انهيار الإمبراطورية الرومانية أو كانت معروفة في صور ناقصة و غير دقيقة. وقد اهتم منظِّرو النزعة الإنسانية بالآداب القديمة ليس فقط لأنها كانت نَماذِج للأسلوب الأدبي، ولكن أيضًا لأنها كانت مُرْشِدًا لفهم الحياة.

وكان هذا الفهم مناقضًا لما أكده كثير من مثقفي وعلماء القرون الوسطى الذين لَقّنوا أن الحياة على وجه الأرض يجب ازدراؤها واحتقارها، إذ نظر أمثال هؤلاء إلى الكائن الإنساني على أنه مخلوق آثم.

رفض أنصار النّزعة الإنسانية هذه الصورة الآثمة للطبيعة الإنسانية. وانبثقت طريقتهم الجديدة في النظر إلى الحياة أثناء هذا الإحياء المعرفي في القرن الرابع عشر وانتقلت إلى فرنسا، وألمانيا، وإنجلترا. وفي القرن السادس عشر، كانت النزعة الإنسانية أساس صلة دولية وثيقة وحميمة بين العلماء والدارسين.


روّاد النزعة الإنسانية وتأثيرهم. يأتي جانب كبير من الثقافة الغربية الحديثة من إنجازات النزعة االإنسانية. ومازالت روح هذه النزعة وأهدافها تؤثر في حقول الفن والتعليم والحٌكْم.


الفنون. كان معظم الإنسانيين الأوائل من المتدينين النصارى. ولكن الاتجاه الرئيسي لأعمالهم قادهم بعيدًا عن تعاليم زُهّاد العصور الوسطى التي دعت إلى نبذ هذا العالم وملذّاته. وأكد بدلاً من ذلك على الاعتناء والاهتمام بشكل أكبر بحقائق الطبيعة البشرية.

إن أدب الإنسانيين أدب واقعي وانتقادي، وكثيرًا ما يكون هَزليا ساخرًا. ولقد صَوّر الشّاعر الانساني بترارك الإيطالي في قصائده الشعرية شخصية لورا كما في الواقع وليس في هيكل الرّمز الديني الذي كان يُطبق على المرأة في القرون الوسطى. كان الإنساني الهولندي إرازمس قد حاول العثور على العناصر المشتركة في الفلسفة اليونانية والفكر النصراني. ولكن عمله الشهير، مدح الحُمْق، كان هجاء ذكيًا للملوك ولرجال الكنيسة، وإدراكاً لطبيعة الخطأ في التفكير البشري العام.

روى كلٌّ من الشاعر الإنجليزي جفْري تشوسر في حكايات كانتربري والشاعر الإيطالي جيوفاني بوكاتشيو في ديكاميرون قصصًا هزلية تكشف عن فهم ذكي للطبيعة البشرية. هجا الفرنسي فرانْسُوا رابِيليه في جارْجانْشُوا وبانْتَاجِيرِل الكنيسة والجامعات وغيرها من النُظُم والمؤسسات. جَمَع رابيليه المعرفة الواسعة والحكمة مع الهراء المرح والحياة الأرضية. كان الإنساني الإنجليزي توماس مور كاهنًا خاشعًا مات شهيدًا، ولكن كتابه اليوطوبيا، الذي يمثل أشهركتبه، كان نَقدًا للمجتمع في عصره. وبالرغم من أن جميع هؤلاء الإنسانيين تبنوا تصورًا مثاليًا ساميًا لطبيعة الإنسان، فقد نظروا إليها نظرة صريحة وأمينة.

هذه المحاولة الصادقة من الإنسانيّين، للجمع بين النظرة الواقعية إلى الحياة والنظرة المثالية، نجدها أيضًا في التصوير التشكيلي والنّحت. فقد استمر رسَّامو ونحَّاتو عصر النّهضة في ابتداع فن ديني لتزيين الكنائس، إلا أنهم هجروا تدريجيًا أسلوب فن العصور الوسطى التّقليدي الجامد، وطوّروا أساليب تؤكد على الفردية. كما تحوَّل الرسّامون من الإنسانيين إلى رسم موضوعات غير دينية، مثل المَعَارك وصُور الأشخاص والموضوعات الكلاسيكية. فَرسَم بييتر بروجيل الأكبر الهولندي، مناظر واقعية حية للحياة الريفية. كما أقام النَّحاتون من الإنسانيين، ومنهم دونا تللو ومايكل أنجلو، تماثيل واقعية غنية بالتفاصيل الدقيقة والصفات الفردية المميزة. لقد عرض كل هؤلاء الفنانين الرجال والنساء كما هم عليه، بكل أوضاعهم الجسمانيّة المنوعة وملامحهم وشخصيّاتهم. كما صور فنهم الناس بكل مهابتهم وبوصفهم جديرين بالإعجاب.


التعليم. يعني التعليم بالنسبة لإنسانيي عصر النهضة تدريب وتوجيه الإنسان المثالي أو الإنسان العالمي. وهو الشخص الماهر في كثير من مجالات المعرفة بما في ذلك الفن والعلم والرياضة والسياسة.

وبعد ذلك بزمن طويل، في القرن التاسع عشر، حدّد الإنساني الإنجليزي ماثيو آرنولد بعض الأهداف التي يُمكن القول بأنها أفضل وصف عصري للتعليم المثالي من منظور النزعة الإنسانية. أراد آرنولد للناس أن يتعرفوا على أُفضل ما قيل وأنتجه الفكر في العالم. فمثله الأعلى هو الشخص الذي تتوازن كل قواه فهو الذي يملك المعرفة، وهو الذي يعرف كيف يعيش في انسجام مع الآخرين. إنه الشخص الذي يُقَدِّر الجمال، وتتوافر لديه المعايير السامية الرفيعة للحكم الأخلاقي.

ويتركز التعليم الإنساني في العصر الحاضر في الإنسانيات التي تشتمل عادة على الدين والفلسفة واللغات والآداب،والتاريخ والفنون. هذه المجالات تشتمل على المثل العليا للنزعة الإنسانية، وذلك باعتبار أنها تسعى إلى تفسير معنى الحياة، أكثر من مجرد وصف العالم الماديّ أو المجتمع.


نظام الحكم. كانت معارضة النزعة الإنسانية للاستبداد السياسي في أخْريات القرن الثامن عشر ذات أثر مهم في الثورتين الأمريكية والفرنسية. فكل من إعلان الاستقلال الأمريكي والإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان يؤكدان شَرَف الإنسانية وكرامتها؛ ولذا فهما وثيقتان إنسانيّتان بالإضافة إلى كونهما سياسيتين. ولقد كان بنجامين فرانكلين وتوماس جيفرسون وغيرهما من الزعماء الثوريين الأمريكيين من بين رواد النزعة الإنسانية في عصرهم.


النزعة الإنسانية في الوقت الحاضر. يعتقد كثير من التربويين والفلاسفة أن أكبر التّحديات التي تُواجه الإنسانية، والتي تمثّل في الحقيقة تهديدًا لأمْن المجتمع، إنما تأتي من التأكيد الزائد على العِلْم والتكنولوجيا. إنهم يدركون أن الإنجازات العلمية قد ضاعفت كثيرًا من معرفتنا وقوتنا، ولكنهم يؤمنون أيضًا بأن على النزعة الإنسانية أن تُعلّمنا كيف نستخدم هذه المعرفة وهذه القوة بطريقة أخلاقية وإنسانية.

الانطوائي


الانطـوائي شخص غير منفتح على الآخرين. وعندما يُستعمل هذا المصطلح استعمالاً غير فني فإنه يدل على الشخص الخجول غير الاجتماعي. وقد عرّف المحلل النفسي كارل ج. يونج الانطوائية بأنها تحويل الاهتمامات العقلية بعيدًا عن الناس وحوادث العالم الخارجي إلى العالم الداخلي لأفكار الإنسان الخاصة،

وقد اعتقد يونج أنه بالنسبة للشخص السوي يتوازن الانطواء مع الانبساط. انظر: المنبسط. ولكن في حالة المنطوي يكون الميل نحو الانطواء أكثر من الميل نحو الانبساط. وقد اعتقد يونج أنه إذا أصبح الميل تجاه الانطوائية مسرفًا، فإنه يتسلط على حياة الإنسان العقلية غير الواعية، ويسبب صراعًا بين الميلين. وينتج عن هذا الصراع ما يسمّى العُصاب، وهو نوع من المرض العقلي.

التخاطر


التّخاطــُــر تبادل الأفكار والمشاعر، أو تعرّف شخص إلى آخر دون استخدام أي من المدارك التقليدية المقبولة كالسمع أو البصر أو الشم أو التذوق أو اللمس. ويسمى التخاطر أحيانًا قراءة الأذهان أو قراءة الأفكار. ويمكن أن نعطي مثالا على التخاطر بأن يفكر شخص في شيء محدد، ثم يكتب شخص آخر ما يفكر فيه الشخص الأول بشكل صحيح. ولابد أن تصدق هذه العملية مرارًا وتكرارًا، حتى يقال عنها أنها عملية تخاطرية ولايمكن تفسيرها بأية طريقة أخرى.

ويُعد التخاطر جزءًا من عِلْم النفس الموازي ويسمى المتخصصون في هذا المجال علماء النفس الموازي. ويعتقد علماء النفس الموازي أنه لا علاقة ولا أثر لكل من المسافة والزمن على موضوع التخاطر. وهكذا، فقد يتم تلقي أفكار شخص ما من قبل شخص آخر في مكان بعيد عنه. ويعتقد علماء النفس الموازي أيضًا أن الشخص قد يعرف أفكار شخص آخر ويعرف مشاعره ومعرفته في وقت لاحق أيضًا. وإذا صدق هذا الرأي، فإن هذا الأمر يكون مثالا على الاستبصار أو معرفة الأحداث أو الأحوال قبل وقوعها.

ويُعد التخاطر شكلاً رئيسيًا من أشكال الإدراك وراء الإحساس، وهو إدراك أمر ما، دون استخدام الحواس المعروفة. ولايزال التخاطر قيد البحث والتحقيق العلمي. ولا يزال وجوده سؤالاً مفتوحًا، إلا أن كثيرًا من العلماء يشكون في حقيقة التخاطر.

والتجربة التقليدية لاختبار التخاطر هي أن ينظر شخص ما إلى مجموعة من البطاقات، في وقت ما، ويركز اهتمامه على الصور أو الأشكال الموجودة على تلك البطاقات، ويحاول شخص آخر، معزول في مكان آخر ، تحديد الشكل المرسوم على كل بطاقة من البطاقات الموجودة مع الشخص الأول. ويقوم المجرِّب بإجراء تحليل إحصائي للنتائج. وتُبيِّن هذه التجربة ما إذا كان الشخص الثاني قد تمكن من التوصل إلى مستوى النجاح ذاته، وما إذا كان ذلك قد تم بالمصادفة فقط.

الاستبصار


الاستِبْصَارُ إدراكُ الأحداثِ والأشياء والناس دون استخدام حواس السمع والبصر والشم والتذوق واللمس. وهو شكل مهم من الإدراك وراء الإحساس .

الشخص الذي يمكنه تحديد مكان طفل ضَالّ، أو أن يقوم بأفعال مماثلة دون استخدام الحواس المعروفة، هو إنسان لديه قدرة على الاستبصار.

والاستبصار لا يتأثر بالزمان والمكان. يمكن أن يرى الشخص في أحلامه حادثاً قبل أن يقع أو واقعة قبل أن تحدث في مكان بعيد جداً. يُعرف إدراك الحدث قبل وقوعه ببعد النظر للحوادث غير المنظورة . والاستبصار أي القدرة على رؤية الأشياء والحوادث غير المنظورة محل البحث العلمي النفسي الآن، ومسألة وجودها ماتزال معروضة للبحث ولكن معظم العلماء مازالوا متشككين. وعلاقة الاستبصار بظاهرة توارد الخواطر إن كان هناك علاقة، مازالت غير معروفة


الإدراك وراء الإحساس


الإدْرَاك وَرَاءَ الإحساس طريقة اتصال أو إدراك شيء دون استعمال الحواس المعروفة. إن إدراك أفكار شخص آخر بدون استعمال البصر، أو السمع، أو الذوق أو اللمس، أو الشم سوف يكون مثلاً لذلك. ودراسة الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي هو جزء من مجال علم النفس يُسمَّى علم النفس الموازي . إن الدليل على وجود الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي أمر غير مؤكد. فمعظم العلماء يعتقدون أن الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي هو شيء لم يثبت وجوده بعد.


ماذا يدرس علماء علم النفس الموازي. إن الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي يقسم عادة إلى ثلاثة أنواع من الظواهر: 1- التخاطر 2- الاستبصار 3- بُعْد النظر. والتخاطر هو الشعور بالأفكار أو بالمشاعر لشخص من قِبَل شخص آخر بطريقة غير معروفة. أما الاستبصار فهو إدراك الأشياء، أو الأحداث أو الناس دون استعمال الحواس المعروفة. وبُعد النظر هو معرفة حدث مستقبلي بوساطة التخاطر أو الاستبصار.

وبعض الذين يدرسون علم النفس الموازي، يدرسون أيضًا الظواهر المتعلقة بالإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي مثل علم التحكُّم في الأجسام الطبيعية بالعقل ويشمل تأثيرات مثل التأثير على سقوط زهر الطاولة بالتركيز.


بحوث في الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي. طُورت كثير من تجارب الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي واستُعملَت عامة في فترة ما بين 1930م و1960م وشملت تخمين ورق اللعب. وقد كثر في تلك الفترة استخدام رُزْمَات ورق خاصة كل رزمة من 25 ورقة من أوراق الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي تسمى أيضًا أوراق زينر ، وهي منسوبة إلى عالم النفس الأمريكي كارل زينر. وكان على كل ورقة إدراك خارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي واحد من رموز خمسة مختلفة كدائرة أو علامة جمع مثلاً.

وفي اختبار بسيط للتخاطر فإن شخصًا يُسمى المُرْسِل ينظر أو يفكر في ورقة معينة ويركز على رمزها. ويحاول شخص آخر يسمى المتلقِّي ، ويكون عادة في غرفة أخرى، أن يُسمي الرمز الذي كان المرسل يفكر فيه. وفي تجربة على الاستبصار تؤخذ أوراق من الرزمة الواحدة بعد الأخرى. ويحاول المتلقي أن يُسمي الرموز التي على الأوراق. وفي هذه الحالة فإن الشخص الذي يأخذ الأوراق لا ينظر إلى الرمز.

في هذه التجارب يتوقع الإنسان خمس إجابات صحيحة من 25 نداءً فقط بالمصادفة لو أن المتسلم كان يحاول التعرف على ما في الأوراق عن طريق التخمين فقط. ويَعُدُّ معظم المدركين خارج نطاق الإدراك الحسي العادي الشخصَ الذي يكون متوسطه سبعة أو ثمانية نداءات أو أكثر صحيحة بعد اختبارات كثيرة، أن عنده قدرة إدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي.

إن استخدام أجهزة الحاسوب وأجهزة العد الإلكتروني العشوائي قد حل إلى حد ما محل استخدام الأوراق في تجارب الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي. ولقد أفرز مثل هذا البحث ادعاءات مثيرة للجدل منها أن هؤلاء الأشخاص يستطيعون أن يؤثِّروا أو يتنبأوا بفناء المواد ذات النشاط الإشعاعي. وهذا النوع من التأثير أو التنبؤ مستحيل بعبارات الفهم العلمي الحديث.


سوء الفهم الممكن الحدوث. على الرغم من عدم توفر الأدلة المقبولة عن الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي فإن كثيرًا من الناس يعتقدون في صحته، وذلك من تجاربهم الشخصية التي لا يمكن تفسيرها بخلاف ذلك.

ولكن معظم هذه التجارب يمكن تفسيرها بعمليات سيكولوجية لا يدركها معظم الناس. فالناس كثيرًا ما يجهلون كيف أن الأحداث حولهم تظهر أفكارهم. فإذا كان هناك شخصان يعرف كل منهما الآخر جيدًا فإن كلاً منهما تحدث له سلسلة من الأفكار مشابهة عندما يتعرضان إلى حافز مشترك. فقد يقرأ مثلاً، زوج وزوجة معًا ولا يبديان اهتمامات كثيرة للموسيقى على المذياع، ثم أن موسيقى معينة تفجر في كل منهما ذكرى شخص قابلاه منذ عدة سنين ولكن لم يقابلاه مرة أخرى، وتمامًا عندما يكون أحدهما على وشك أن يذكر اسم الشخص فإن الآخر يذكره. إن هذه الأفكار المشابهة قد تبدو أنها مثل للإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي ولكن لا أحد منهما يحتمل أن يُدرك أن أفكارهما انطلقت حقيقة بوساطة الموسيقى التي في الخلفية.

الشخصية


الشَّخْصيّة مصطلح لكثير من المعاني العامة؛ إذ يشير أحيانا إلى القدرة على حسن التعامل مع الناس اجتماعيًا. مثلا نتحدث أحيانا عن تجارب أو علاقات يقال: إنها تضفي على شخص ما مزيدًا من الشخصية وقد نشير إلى أوضح انطباع يخلِّفه الشخص لدى الآخرين، فنقول مثلا "شخصيته محبوبة" نعني أنه شخص محبوب.

أما عالم النفس فينظر إلى مصطلح الشخصية، من خلال كونه موضوعاً للدراسة، له علاقة بالسلوك الإنساني المعقد بما في ذلك العواطف، والأفعال، و العمليات الفكرية أو المعرفية. ويدرس علماء النفس أنماط السلوك الثابتة، التي تميز بعض الأفراد عن بعض، كما يحاولون معرفة كيفية تطور هذه الأنماط ووسائل تنظيمها وتغييرها.


طبيعة الشخصية

أنماط الشخصية. منذ مئات السنين والناس يحاولون تصنيف الأفراد رغم فوارقهم الهائلة في وحدات بسيطة. ومن هذه التصنيفات تمييزهم تبعاً لأنواع شخصياتهم ووفقاً لخصائص معينة.

وقد قسم الطبيب الإغريقي أبقراط الناس إلى نوعين: الدموي المزاج أو المرح، والسَّوداوي المزاج أو المكتئب، وعزا الفوارق في السلوك إلى سيطرة أحد أخلاط الجسم. مثلا اعتقد أن الشخص يكون مرح المزاج، إذا كان الدم هو العنصر المسيطر على سلوكه.

وحاولت بعض النظريات الأحدث عهداً عن أنواع الشخصية ربط المزاج بالبنْية الجسدية. فقد طور عالما النفس إيرنست كرتشمار الألماني، ووليم شلدون الأمريكي تصنيفات تبعاً لمقاييس بدنية. أما عالم النفس السويسري كارل جوستاف يونج ـ الذي درس الخصائص النفسية ـ فقد قسَّم الناس إلى نوعين: الانطوائيين والمنبسطين


سمات الشخصية. لنظريات تصنيف أنواع الشخصية صلة بالبحث عن سمات أو أمزجة عامة، تصنِّف الفروق الثابتة بين الناس. ومن أوائل المهتمين بهذا البحث عالم النفس البريطاني وليم ماكدوجال، الذي وجد أبعاداً لسمات الشخصية تتراوح ما بين العالي والمنخفض؛ فالقلق مثلاً سمة يتفاوت مداها بين القلق الشديد والبسيط، غير أن درجة القلق لدى معظم الناس، تقع مابين هذين الحدّين. وقد درس علماء النفس بعض الصفات المميزة للشخصية، كالعدوانية، والاتكالية، والانبساطية والانطوائية.

تساعد دراسات سمات الشخصية على كشف الروابط بين مختلف صفات الشخصية عند الفرد. مثلاً يمكن اختبار ذكاء مجموعة من الأطفال، وتوجيه أسئلة إليهم في الوقت ذاته عن ميولهم. وفضلاً عن ذلك قد يطلب منهم، أن يحكموا على خصائصهم، كما قد يطلب من أساتذتهم تقدير هذه الخصائص. بعدها يتم ربط حصيلة النتائج بعضها ببعض إحصائياً، لمعرفة ما إذا كان ثمة ترابط بين جميع هذه المعلومات.


التقديرات والتقارير الذاتية. يتجه البحث في سمات الشخصية، إلى الاعتماد كثيرًا على تقديرات عامة للشخصية. أما التقارير الذاتية فيعبر فيها الشخص عن رأيه في مدى تمتع شخصيته بسمات معينة. ويمكن الحصول على تقديرات من الأساتذة أيضا، أو من آخرين يعرفون الشخص أو راقبوه في حالات خاصة.

لكن قد تشوب هذه التقديرات ضروب متنوعة من التحيز؛ فربما أعطى الشخص ردوداً يحسبها متوقعة منه، أو مرغوبة اجتماعيًا، حتى ولو لم تكن تلك الردود صحيحة. و فوق ذلك قد تعكس هذه الردود تصورات، أو أفكارًا مكونة سلفا، بدلا من كونها وصفًا دقيقًا للسلوك، وكذلك الاختبارات التي تسأل الشخص أن يحكم على بعض ميوله، كالتودُّد والتكيُّف، إذ يُخشى أن تعطي هذه الاختبارات تصويراً ذاتياً عامًا، لا وصفًا مفصلاً للسلوك. ولذا قد تعكس نتائج هذه الاختبارات بصورة جزئية المفاهيم والأفكار المكونة سلفا، والتي ينسبها الناس إلى أنفسهم أو غيرهم، بدلاً من أن تصف سلوك الناس الفعلي.

لهذا تصمّم بعض الأساليب بحيث تقلل من دور المعاني والمفاهيم الذاتية. بينما تعمد أساليب أخرى إلى توضيح مفاهيم الشخص عن نفسه. وتعتبر هذه المفاهيم الذاتية مهمة بصورة خاصة في النظريات التي تؤكد دور الذات، ونظرة المرء إلى نفسه. مثلا، يركز عالم النفس الأمريكي كارل روجرز في نظريته حول تحقيق الذات على مذهب تعرّف الظواهر أو تجارب الشخص الواقعية وتصوراته الذاتية.


الاختبارات الإسقاطية. حاول بعض الباحثين تجنُّب المشاكل الناجمة عن الاعتماد على تقديرات الشخص، أو تقاريره الذاتية، وذلك بتكوين أساليب سريرية غير مباشرة، تدعى بالاختبارات الإسقاطية، غايتها الكشف عن دوافع الفرد وشخصيته. وتتطلب هذه الأساليب أن يستجيب الشخص لحالات ليس لها ضوابط واضحة أو إجابات صحيحة أو خاطئة. ففي اختبار رورشاخ، قد يُسأل الشخص أن يصف بقع حبر كما تبدو له. وفي اختبار الفهم الموضوعي قد تُعرض على الشخص سلسلة من الصور ليبتدع قصة عن كل شخصية من شخصياتها. ويشترط في استخدام الأساليب الإسقاطية ألا يقـــوم بها ســـوى المتخصص الطبـــي المدرب، والقادر على ترجمـــة إجـــابات الاختبارات بصورة غير مباشرة إلى تغييرات عن صفات الشخص. ومع ذلك ماتزال صلاحية هذا النهج للكشف عن جوانب شخصية الفرد موضع جدل وقيد البحث.

B-happy 6 - 12 - 2010 12:53 AM

نظرية فرويد في التحليل النفسي. يرى الطبيب النمساوي سيجموند فرويد، أن شخصية الفرد مكونة من ثلاثة أجزاء :

1-الـ هو و الـ هي؛ ويمثل النَّزوات الجنسية والعدوانية والغريزية. 2-الأنا؛ ويمثل مطالب الحياة الواقعية. 3- الأنا العليا أو الوجدان؛ ويمثل معايير السلوك، التي نشأ عليها الفرد إبان طفولته.

ويقول فرويد: إن الحياة الذهنية مَشُوبَة بصراعات باطنية لانَعيها على الأغلب وتطمح نزوات الـ هو / الـ هي إلى إشباع فوري. لكنها تصطدم بالأنا العليا. وعندما تنذر النزوات غير اللائقة بالبروز على السطح، يعاني الشخص قلقاً، وقد يلجأ في سبيل تخفيف هذا القلق إلى استخدام مختلف التحصينات الدفاعية، كأن يحوِّل انفعالاته نحو أشياء أقل تهديدًا، فالطفل الذي يخشى أن يجابه والده بروح عدوانية، قد يوجه غيظه نحو شيء آخر عوضًا عن ذلك.

كان لأفكار فرويد تأثير كبير في دراسات الشخصية. لكنها ماتزال موضع جدل عظيم، لذا اضطر علماء النفس إلى تعديل كثير من هذه الأفكار، بُغْيَة إعطاء العوامل البيئية والاجتماعية اعتبارًا أكبر


الشخصية والبيئة
تفترض نظريات سمات الشخصية ونظريات التحليل النفسي، أن سلوك الناس في كثير من الحالات مرجعه أمزجة عامة، تكمن داخل شخصياتهم. غير أن البحوث الجارية حول درجة ثبات سمات الشخصية، تدل على أن أفعال الناس وتفكيرهم وشعورهم، قد تعتمد إلى درجة كبيرة على الظروف المحيطة بالسلوك.

فقد يتحلى الإنسان بالأمانة في إحدى الحالات، وبعكسها في حالات أخرى. وقد يكون مسالماً في بعض الحالات وعدوانياً في حالات أخرى، أو مع أناس آخرين. لذا تضع كثير من المناهج المعاصرة لدراسة الشخصية تأكيداً على الدور الذي تؤدِّيه التجارب الاجتماعية، والأحداث البيئية في تطور السلوك وتعديله. وتبعاً لذلك أخذ علماء النفس يبتعدون تدريجيًا عن صياغة نظريات عامة حول طبيعة الشخصية. وعوضًا عن ذلك، يقومون بدراسة الظروف التي تحدد السلوك الإنساني المعقد.


تطور الشخصية. درس بعض علماء النفس تأثير التجارب المبكرة في تطور الشخصية، بينما درس آخرون مدى ثبات بعض سمات الشخصية على مر الزمن، وتشير نتائج بحوثهم إلى أن بعض السِّمات، كالتعب في سبيل تحقيق هدف ما، قد تستمر من عهد الطفولة حتى الكبر، غير أن البحوث دلَّت أيضا على أن شخصية الإنسان دائمة التغير مع تغير التجارب والبيئة.

تزداد دراية الناس على مر الأيام بحقيقة أنفسهم وعالمهم بفضل مراقبة غيرهم من الناس ومشاهدة الأحداث، كذلك يتعلمون مباشرة بتجربتهم أنواعاً جديدة من السلوك؛ إذ يثابون على بعضها ويعاقبون على بعضها الآخر، ويؤثر ذلك في سلوكهم في المستقبل عندما يواجهون حالات مماثلة. كذلك يتعلم الناس بمراقبة سلوك الأشخاص الذين يتطلعون إليهم، كآبائهم، فعلى سبيل المثال، إذا شاهد الأطفال بأمِّ أعينهم مرارًا وتكرارًا كيف يجني الكبار ثمرة أعمالهم الإجرامية أو المنافية لنُظُم المجتمع ـ بدلاً من أن يعاقبوا عليها ـ فمن الأرجح أن ينشأوا على هذا السلوك؛ إذ لدى الأطفال استعداد كبير لمحاكاة أفعال الذين يتمتعون بالقوة أو بالقدرة على مكافأتهم أو العناية بهم.

ويقتبس الأطفال أثناء نموهم بعضًا من سلوك المعجبين بهم كآبائهم وأصدقائهم، ونتيجة لذلك تتكون لديهم أنماط جديدة من السلوك، كذلك يكتسبون مباشرة ـ بفضل المشاهدة ونمو المعرفة لديهم ـ معايير وقيماً تساعدهم على ضبط سلوكهم والحكم عليه. هكذا تتكون لديهم تدريجيا مجموعة هائلة من أشكال السلوك الممكن اتباعها. لكن شكل السلوك الذي يصدر عنهم يتوقف على عوامل متصلة بحوافزهم


وتختلف تجارب الناس في اكتساب المعرفة والخبرة الاجتماعية باختلاف الظروف الاجتماعية والثقافية، التي يعيشونها في بيوتهم ومدارسهم وغيرها من الأماكن. ومع أن معرفة سمات الشخصية تمكِّن من التكهُّن بالكثير من جوانب السلوك المهمة، إلا أن الظروف المحيطة بالسلوك تكون غالباً خير دليل على تصرفات الناس في المستقبل. ورغم الفوارق الهائلة في معظم أفعال الناس؛ فهنالك كثير من التشابه والتجانس فيها عندما تؤدي الظروف البيئية دوراً قوياً جداً. فعلى سبيل المثال؛ إذا صادف الإنسان نجاحاً عظيماً في تجارب جديدة فربما تغلَّب هذا النجاح على سلبيات الإخفاق في تجارب قديمة، وعلى سمات الشخصية عند التكهن بردود الفعل لتلك الحالات الجديدة في المستقبل. كذلك قد تؤدي أية تغيرات بيئية شديدة أو مديدة ـ كقضاء مدة طويلة في المستشفى أو السجن ـ إلى تغييرات عظيمة في شخصية الإنسان، ويقال عن الشخص الذي يصعب عليه إقامة علاقات شخصية مع الناس: إنه يعاني اضطراباً في شخصيته

ردود الفعل الانفعالية. أثناء نمونا نكتسب ردود أفعال انفعالية شديدة لكثير من المؤثرات. وقد تصبح الأحداث التي لم نُعرْها اهتماماً في الماضي مدعاة للسرور أو الألم بفعل الردود الشرطية.

وقد تنطوي بعض ردود الفعل على قلق عظيم، ولذا ربما تخلِّف آثاراً كاسحة. فعلى سبيل المثال، قد يصبح الأطفال الذين يتعرضون لتجربة مريعة مع كلب واحد، خائفين من جميع الكلاب. وقد يُعَمَّم هذا الخوف فيشمل حيوانات أخرى، وحتى أشياء كالشعر أو معطف الفرو. ويصبح التخلص من هذه المخاوف أمراً صعبًا جدا؛ لأن هؤلاء الناس يحاولون تجنب جميع الأوضاع الباعثة على الخوف. وينجم عن ذلك حرمان هؤلاء الناس أنفسهم من فرصة مواجهة تجارب أخرى، قد تزيل مخاوفهم، كلمس كلاب غير مؤذية. ومن الممكن اكتساب مثل هذه الانفعالات العاطفية بمجرد مشاهدة ردود فعل الخوف لدى الآخرين.

ونتيجة التعلم الاجتماعي، تعمم تجاربنا لتشمل أوضاعاً جديدة، ولكنها شبيهة أو مماثلة، لكننا نعمم دون تمييز أو تقييد، إذ قد يتعود صَبي التعبير فعلاً عن روح عدوانية في مواضع كثيرة، بما في ذلك المدرسة، وميدان اللعب، والبيت، ولكنه يتعلم أيضا كبح جماح هذه الروح في حالات أخرى عند زيارة جده مثلاً.


تغيير الشخصية. تقودنا البحوث الجارية حاليا حول سبل اكتساب المعرفة والتعلم الاجتماعي، نحو أشكال جديدة من العلاج النفسي لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية. وبعض هذه المشاكل وليدة التخلف التعليمي، مثلاً هنالك أناس يفتقرون إلى معرفة أية حرفة، أو لم يتلقوا تعليماً رسمياً فيعجزون عن القراءة والكتابة. وهنالك أناس يجهلون أصول التعامل مع الآخرين، وعليهم تعلم مهارات ضرورية في المعاملات الشخصية. وقد يتحلى بعض الناس بهذه المهارات الأساسية، ولكنهم عاجزون عن استعمالها بسبب المخاوف الانفعالية وموانع الكبت.

ويركز العلاج النفسي الرامي إلى تغيير الشخصية، على أهمية التنقيب عن جذور هذه المشاكل. وتحاول مناهج التعلم معالجة اضطراب السلوك ذاته، باستخدام وسائل، مثل إعادة التعلم المخطط، وردود الأفعال الشرطية. وثمة أشكال أخرى من تغيير الشخصية يمكن تحقيقها بخلق بيئات خاصة لتعلم أنماط أدعى لتكييف الشخصية.

ابتهال 6 - 12 - 2010 10:07 AM

مشكورة يا هابي على الموضوع وبارك الله فيك
مصطلحات هامة ياهابي

أبو جمال 6 - 12 - 2010 03:33 PM

شكرا على المعلومات القيمه والمفيده
بوركت وبوركت جهودك

عاشق تراب الأقصى 6 - 12 - 2010 04:19 PM

ما شاء الله ..
بارك الله فيك وعليك وجزاك الله خير الجزاء, بوركت ورفع الله شأنك.. وفقك الله على هذا الطرح.

بائع الورد 7 - 12 - 2010 12:21 AM

شكرًا لهذا الاختيار الجميل ..

تحيـّة مسائية يُرافقها التقدير ~

زهرة عمان 25 - 12 - 2010 09:07 PM

http://img112.imageshack.us/img112/3...d861ac2xo5.gif

Rafah 26 - 12 - 2010 07:53 PM

شكرا على هذه المصطلحات

ودي

ola 27 - 12 - 2010 09:19 PM



الساعة الآن 07:06 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى