أستعارة الكتب ظاهرة حضارية ثقافية اقتصادية
 

أستعارة الكتب ظاهرة حضارية ثقافية اقتصادية

العمل في مبدأ الاستعارة من المكتبات العامة أو الخاصة أو من بعض الأصدقاء معمول به منذ القدم , وخلال ترددي على الكثير من المكتبات العامة كنت أشاهد المئات من الطلاب بشكل عام وطلاب دراسات عليا بكافة المستويات ومن مثقفين ومن كتاب الجميع يعملون كخلية نحل ويفتشون في أرشيف هذه المكتبات من اجل الحصول على مصادر تخص اختصاصهم لأنها نادرة وغير متوفرة في الأسواق ومن هنا يمكن اعتبار الاستعارة المكتبات العامة ظاهرة اقتصادية ثقافية حضارية فالكل يعرف أن المكتبات العامة الخاصة بالدولة تشتري سنويا كميات من الكتب والمصادر وبمبالغ كبيرة جدا وتضيفها إلي مخزونها ورصيدها من اجل توفير خدمة المطالعة والاستعارة للقراء بشكل عام حيث لم يتمكن كثير من شرائح المجتمع مثل الأساتذة وطلاب الدارسات العليا والكثير من الكتاب والمثقفين وعامة الناس من الحصول علي هذه مصادر الثمينة والمتنوعة والنادرة.. ومن هنا يمكن أن تكون عملية الاستعارة ليست من اجل التثقيف فقط , بل توفر المادة علي كل المستعيرين حيث أن كثير من هؤلاء لا يتمكنون من شراء هذه المصادر لغلاء أثمانها وقلة وجودها ... ومن هنا تعتبر الاستعارة ظاهرة اقتصادية .. ولكن مع مزيد من الأسف أفسدها البعض من خلال عدم إرجاع هذه المصادر أو العبث بها وتبديلها.
ولهذه الأسباب كتب ( جون مورفي) الكاتب والسياسي البريطاني الذي كان وزيرا لشؤون ايرلندا في الحكومة البريطانية عام (1886) صلا ة خاصة عن الكتاب عندما أعاده إليه أحد أصدقائه كتابا كان قد استعاره منه لفترة طال أمدها حتى تصور صاحب الكتاب انه فقده إلي الأبد....قال: اشكر الله على عودتك فقد كنت رفيقا لي في وحدتي ونعم الرفيق عندما افترقت عني كنت اشعر إنني فقدتك إلي الأبد . لقد سلمت نفسي لمرارة الفراق بعد طول عشرة لا تنسى... ها قد عدت اليوم لي إنني اشعر بسعادة تغمرني وسوف أعود إليك أنا بدوري.... شكر وحمد الله

ولكن هل نسيت أنا شيئا ؟ نعم نسيت أن عودتك لي تذكرني بهؤلاء .. الأصدقاء الغرباء الذين استضفتهم في مكتبتي اليوم سأعيد الكتب التي استعرتها أنا إلي أصحابها لأريد أن احرمهم من متعة اللقاء من بعد الفراق.

وأخير أريد أن اذكر الأخوة الكتاب الذين استعاروا كتب سواء من مكتبة عامة أو خاصة أو من صديق إرجاع هذه الكتب إلي مصادرها بدون العبث بها لكي لاتحرموا أصحابها من متعة اللقاء



جلال البعشيقي

الكتاب وما أدراك ما الكتاب؟

لي تجارب كثيرة مع من يستعيرون كتبا من مكتبتي الخاصة والبعض يعيدها بعد مماطله والبعض ادعى بفقدانها ومن هذه الحجج الباطلة.
قد اسامح في كل شيء لكني لن اسامح من استعار مني كتبا ,, فيعلم الله كم كنت اوفر واقتصد من اجل شراءه .
اشكرك جلال على الطرح والموضوع القيم
لعل الناس تنتبه ولا تتلف كتابا استعارته او تمزق بعض من صفحاته كما يحصل ذلك من طلاب الجامعات والمدارس.

تحيتي لك

مشكور استاذ ويعطيك العافية على طرح الفكرة وتذكيرنا بقيمة الكتب