منتديات المُنى والأرب - اهداء من الاخضر الي الاحمر ( الدمعه الوردية)

http://img269.imageshack.us/img269/3749/salamro0oz.gif

اهداء من الاخضر الي الاحمر ( الدمعه الوردية)

الثواب والعقاب وسيلتان اساسيتان من وسائل تربية بني الإنسان‏,‏ واستعمالهما ليس متروكا لأهواء المربين وامزجتهم فهناك مجموعة من الضوابط التي تضبط استعمالهما وتضمن عدم حصول تجاوزات كفيلة بهدم العملية التربوية وتدميرها‏.‏

والواقع يشهد علي وجود أخطاء يقع فيها بعض المربين أثناء استعمالهم للثواب والعقاب مع أولادهم وهذه الأخطاء تقتضي تسليط الضوء عليها لنحذر من الوقوع فيها حتي لا نتسبب بغير قصد في تدمير نفوس اولادنا وافساد أخلاقهم والذي يفري الكبد أن هذه الأخطاء رغم خطورتها إلا أنها مماعمت به البلوي ولم يسلم من شرها إلا القليل‏!‏

ومن هذه الأخطاء قيام بعض المربين بالاستغناء بأحدهما اي الثواب والعقاب عن الآخر فبعض الآباء والأمهات لفرط حبهم لأولادهم يقومون بإلغاء العقاب داخل البيت‏,‏ ويكتفون بالثواب والمكافأة فإذا ما وقع الأولاد في خطأ من الأخطاء يعدونهم بمكافأة كبيرة إذا أقلعوا عن خطئهم ولم يعودوا إليه‏,‏ والاستغناء بالثواب عن العقاب من شأنه إفساد الأولاد‏,‏ وتحويلهم إلي أفراد مدللين لا يقدرون علي تحمل أدني مسئولية‏,‏ بل ولا يبالون بحقوق الآخرين‏,‏ ولا يتحركون إلا وفق رعونات نفوسهم حيث ان الثواب وحده لا يكفي لإخراج ذلك الإنسان الصالح‏!!‏

وهناك فريق آخر من المربين علي النقيض تماما‏,‏ ويبدو ان الرحمة قد انتزعت من قلوبهم‏!!‏ فيتعاملون مع أولادهم بقسوة وفظاظة ولا يرفعون غير شعار القسوة‏,‏ ولا ترفرف داخل بيوتهم راية غير راية العقاب‏,‏ وهي طريقة تفتقر إلي النفوس والطبائع السليمة‏,‏ وهؤلاء لا يفكرون يوما في اثابة أحد أولادهم ولو معنويا بكلمة طيبة‏,‏ او دعوة مباركة‏!!‏ لذلك فإن علماء التربية قد شددوا علي خطورة هذا المسلك الفاسد‏,‏ وأوصوا بضرورة احداث نوع من التوازن عند استعمال الثواب والعقاب‏,‏

فهناك مواقف لا يصلح معها إلا الإثابة‏,‏ وهناك أخري لا يصلح معها إلا العقوبة‏,‏ حيث إن الثواب والعقاب ليسا غاية في ذاتهما‏,‏ ولكنهما مجرد وسيلة للتربية والإصلاح ومن الأخطاء الشائعة في استعمل الثواب والعقاب هو عدم اختيار الأسلوب المناسب لإثابة الأولاد او عقابهم‏,‏ حيث انهما لابد وان يكونا مناسبين للقدرات العقلية والنفسية والبدنية للطفل‏,‏ وللأسف هناك بعض المربين لايراعون شيئا من ذلك‏,‏ فيقومون بمكافأة أولادهم بمكافأة لاتناسب عقولهم وأعمارهم‏,‏ كهذا الأب الذي كافأ ولده ببندقية‏(‏ رش‏)‏ رغم صغر سنة وعدم احسانه استعمالها فأصاب بها نفسه وأضر غيره‏!!‏ أو كتلك الأم التي كافأت ولدها بكتاب يصعب عليه فهمه‏,‏ مما أفقد المكافأة قيمتها‏,‏ وذات الكلام ينطبق علي العقاب لأن البعض يعاقب أولاده بأسلوب همجي عدواني يفسد به أخلاقه‏,‏ ويدمر نفسيته‏!!‏

ومن الأخطاء الشائعة في استعمال الثواب والعقاب عدم وفائهم بما وعدوا أولادهم به او توعدوهم إياه‏!!‏ فالأب والأم قد يعدان احد أولادهما بهدية يتم تحديدها له إذا نجح في امتحاناته بتفوق‏,‏ وهذا الوعد قد يكون دافعا قويا للولد لاستذكار دروسه وتراه في الليل والنهار يتخيل نفسه وهو يحمل هديته بين يديه‏,‏ وبالفعل ينجح بتفوق ثم يفاجأ بأن الوعد بالمكافأة مجرد خدعة سخيفة من الوالدين لا وجود لها علي أرض الواقع وليست سوي مجرد أوهام وسراب ويتأكد الولد بأن والديه قد كذبا عليه في وعدهما له‏,‏ وهذا الكذب يسبب له انواعا من الإحباط وفقد الثقة في أبويه‏!!‏

كما أن البعض يتوعد أولاده بعقوبة مشروعة إذا تكرر منهم خطأ من الأخطاء وبالفعل يتكرر ذات الخطأ فيكتفي الأب والأم بالتهديد والوعيد دون انزال عقوبة تذكر‏!!‏ ويظل الأولاد يكررون ذات الخطأ لقناعتهم بأن العقوبة لا تخرج عن كونها مجرد تهديد لا وجود له علي أرض الواقع‏!!‏

ومن أكثر الأخطاء شيوعا داخل البيوت ان أحد الوالدين قد يعاقب ولده بعقاب مشروع كحرمانه من مصروف جيبه‏,‏ وللأسف تتدخل الأم دون علم الأب وتقوم بإعطاء ولدها مصروف جيبه وتشارطه علي أن يبقي هذا العطاء سرا بينهما‏!!‏ ولا شك ان هذا التصرف الجهول من هذه الأم الحمقاء يؤدي إلي إفساد الموازين في حس الطفل‏,‏ ويقيم أنواعا من الحواجز النفسية بينه وبين والده‏,‏ ويسبب امراضا اجتماعية لا تخفي علي أحد‏!!‏ وآخر الأخطاء التي سنشير إليها من خلال هذه الأسطر القليلة هو اثابة الولد علي أعمال يجب عليه القيام بها‏,‏ فالأم قد تطلب من ولدها أو ابنتها مساعدتها في عمل من أعمال البيت‏,‏ فإذا ما وجدت من ابنتها رفضا تقوم بإعطائها وعدا بالمكافأة والإثابة إذا قامت وشاركتها العمل‏!!‏

وهذا وأمثاله خطأ تربوي فادح لأنه يربي الأولاد علي عدم اداء ما عليهم من واجبات نحوأسرهم ومجتمعهم إلا إذا حصلوا علي منفعة في مقابل ذلك وكما لا تصح الإثابة علي واجب يجب علي الأبناء فعله كذلك لا تصح العقوبة علي خطأ رفضوا ارتكابه كهذا الأب الذي يطلب من ولده ان يقول للزائر‏(‏ أبي غير موجود بالبيت‏)‏ فإذا مارفض الولد الامتثال لهذا الأمر الفاسد انهال عليه والده بالضرب والشتم‏,‏ وكأن الكذب أصبح خصلة حميدة تستوجب العقاب علي تركها‏!!‏ وهذه الأخطاء التربوية التي ذكرناها قليل من كثير‏,‏ لعل هذه الكلمات تلفت انتباه القارئ إلي أن تربية الأولاد لا تخضع للأهواء والأمزجة‏,‏ وإنما تحتاج إلي علم ومعرفة وليتنا نتعلم كيف نربي اولادنا تربية صحيحة قبل أن نفكر في إنجابهم‏!!‏

منقول من احدى الصحف المصريه