منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   شعراء العصر الأندلسي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14006)

صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 09:54 PM

شعراء العصر الأندلسي
 
شعراء العصر الأندلسي
إبن الزقاق البلنسي
490 - 528 هـ / 1096 - 1134 م

علي بن عطية بن مطرف أبو الحسن اللخمي البلنسي بن الزقاق البلنسي.
شاعر، له غزل رقيق، ومدائح اشتهر بها.
عاش أقل من أربعين عاماً، وشعره أو بعضه في (ديوان) بالظاهرية.





























































































































صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 09:55 PM

إبن عبد ربه الأندلسي

246 - 328 هـ / 860 - 939 م


أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدير بن سالم أبو عمر.

الأديب الإمام صاحب العقد الفريد، من أهل قرطبة. كان جده الأعلى سالم مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية.

وكان ابن عبد ربه شاعراً مذكوراً فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها.

له شعر كثير، منه ما سماه الممحصات، وهي قصائد ومقاطع في المواعظ والزهد، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسيب.

وكانت له في عصره شهرة واسعة وهو أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر.

أما كتابه (العقد الفريد) فمن أشهر كتب الأدب سماه العقد وأضف النساخ المتأخرون لفظ الفريد.وله أرجوزة تاريخية ذكر فيها الخلفاء وجعل معاوية رابعهم !!

ولم يذكر علياً فيهم وقد طبع من ديوانه خمس قصائد وأصيب بالفالج قبل وفاته بأيام.





أبا صالحٍ أينَ الكرامُ بأسرهمْ
أَفِدْنِي كَريماً فَالكَريمُ رِضَاءُ
أبا صالحٍ أينَ الكرامُ بأسرهمْ
وَابْنُ سِنَانٍ كانَ فِيهِ سَخَاءُ
أحقاً يقولُ الناسُ في جودِ حاتمٍ
غباءٌ ولؤمٌ فاضحٌ وجفاءُ
عَذيرِيَ مِنْ خَلْفٍ تَخَلَّفَ مِنْهُمُ
تفجّرَ منْ صُمِّ الحجارة ِ ماءُ
حجارة ُ بخلِ ما تجودُ وربما
لمَا انْبَجَسَتْ مِنْ ضَرِبْهِ البُخَلاءُ
ولو أنَّ موسى جاءَ يضربُ بالعصا
كما أنَّ موتَ الأكرمينَ بقاءُ
بقاءُ لئامِ الناسِ موتٌ عليهمُ
عليهمْ منَ اللهِ العزيزِ عفاءُ
عَزيزٌ عَلَيْهِمْ أنْ تَجُودَ أَكُفُّهُمْ


وأزهرَ كالعيُّوقِ بزهراءِ
لَنَا مِنْهُما دَاءٌ وَبرْءٌ مِنَ الدَّاءِ
وأزهرَ كالعيُّوقِ بزهراءِ
وَشَارِبُ مِسكٍ قَدْ حَكى عَطفَة َ الرَّاءِ
ألا بأبي صدغٌ حكى العينَ فتلهُ
وِلكنْ فُتُورُ اللَّحْظِ مِنْ طَرْفِ حَوْرَاءِ
فَما السِّحْرُ ما يُعزَى إلى أَرْضِ بَابِلٍ
بمذهبة ٍ في راحة ِ الكفِّ صفراءِ
وكفٌّ أدارتْ مذهبَ اللونِ أصفراً


أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي
يا شفائي منَ الجوى وبلائي
أنتِ دائي وفي يديكِ دوائي
في عناءٍ ، أعظِم بهِ منْ عناءِ !
إنَّ قلبي يُحِبُّ مَنْ لا أُسَمِّي
ماتَ صبري بهِ وماتَ عزائي !
كيفَ لا ، كيفَ أنْ ألذَّ بعيشِ ؟
أنْ تعيشوا وأنْ أموتَ بدائي ؟
أَيُّها اللاَّئِمونَ ماذا عَلَيْكمْ
إنما الميتُ ميتُ الأحياءِ »
« ليسَ منْ ماتَ فاستراحَ بمَيتٍ


دِيارٌ عفَتْ تبكي السحابُ طُلولَها
وتندبها الأرواحُ حتى حسبتُها
دِيارٌ عفَتْ تبكي السحابُ طُلولَها
صَدى حفرة ٍ قامتْ عليها النوادبُ
وما طللٌ تبكي عليه السحائبُ


سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحتَ ظباتها
لها في الكُلَى طُعْمٌ وبينَ الكُلى شُرْبُ
سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحتَ ظباتها
ذوائبُهَا تهفُو فيهفُو لها القلبُ
إذا اصطفَّتِ الراياتُ حمراً متونُهَا
فَأَلْسُنُهَا عُجْمٌ وَأَفْعَالُها عُرْبُ
ولم تنطقِ الأبطالُ إلاَّ بفعْلها
فلقياهُمُ طعنٌ وتعنيقهمْ ضربُ

صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 09:58 PM

ابن هانئ الأندلسي
326 - 362 هـ / 938 - 973 م

محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.
أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.
ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.
ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ ابن إسماعيل) وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).

الحِبّ حيثُ المعشرُ الأعداءُ

والصبر حيثُ الكِلّة ُ السِّيَراءُ
الحِبّ حيثُ المعشرُ الأعداءُ
حتمٌ عليها البَينُ والعُدَواءُ
ما للمهارى الناجياتِ كانَّها
والعذلُ في أسماعِهِنّ حُداءُ
ليس العجيبُ بأن يُبارِينَ الصَّبا
شمسُ الظهيرة ِ خدرها الجوزاء
تدنو منالَ يدِ المحبّ وفوقها
يومَ الوداع ونظرة ٌ شزْراء
بانتْ مُوَدِّعة ً فجيدٌ مُعْرِضٌ
بين الحِجالِ فريدة ٌ عصماء
وغدتْ مُمنَّعة َ القِباب كأنها
منهم على لحظاتِها رُقباء
حُجَبُت ويُحجب طيفُها فكأنما
لكنّها اليَزَنيّة ُ السّمْراء
ما بانة ُ الوادي تثنّى خوطها
من دونهاوطِمِرّة ٌ جرداء
لم يبقَ طرفٌ أجردٌ إلاّ أتى
مَلمومَة ٌ وعَجاجَة ٌ شهباء
ومفاضة ٌ مسرودة ٌ وكتيبة ٌ
وضميريَ المأهولُ وهي خَلاء
ماذا أُسائِلُ عن مغَاني أهلِها
للهِ محنية ٌ ولا جرعاء
لله إحدى الدّوحِ فاردة ً ولا
دوني ولا أنفاسيَ الصُّعداء
بانَتْ تَثَنّى لا الرّياحُ تَهُزُّهَا
فتميدُ في أعطافها البُرحاء
فكأنّما كانتْ تَذكَّرُ بيْنَكم
خضراءُ أو أيكة ٌ ورقاء
كلُّ يهيجُ هواكَ إمّا أيكة ٌ
متألّقٌ أم راية ٌ حمراء
فانظرْ!أنارٌ باللّوى أم بارِقٌ
تحتَ الدُّجنّة ِ مندلٌ وكباء
بالغورِ تخبو تارة ً ويشبُّها
سَلَفَتْ كما ذمَ الفراقَ لقاء
ذمَّ الليالي بعدَ ليلتنا التي
فيه نجاشيّاً عليه قَباء
لبِستْ بياضَ الصّبْح حتى خلتُها
فكأنّها خيفانة ٌ صدراء
حتى بدتْ والبدرُ في سِرْبالِها
فكأنّها وَحْشِيّة ٌ عَفْراء
ثمّ انتحى فيها الصّديعُ فأدبَرَتْ
ما تَنْطوي لي فوقَها الأعْداء
طويتْ لي الأيامُ فوقَ مكايدٍ
تُولِيكَ إلاّ أنّها حَسْناء
ما كانَ أحسنَ منْ أياديها الّتي
فهي الصَّناعُ وكفُّها الخرَقاء
ما تُحسِنُ الدنيا تُديمُ نعيمَها
ضِرغامَة ٌ وبِلوْنِها حِرْباء
تشأى النَّجازَ عليّ وهيَ بفتكهِا
حتّى كنسنَ كأنَّهنّ ظباء
إنَ المكارمَ كنّ سرباً رائداً
فإذا الأنامُ جِبِلّة ٌ دَهماء
وطِفقْتُ أسألُ عن أغرَّ مَحجَّلٍ
فعملتُ أنّ المطلَب الخُلفاء
حتى دُفعْتُ إلى المعزّ خليفة ً
و كأنما الدّنياعليهِ غثاء
جودٌ كأنّ اليمّ فيهِ نفاثة ٌ
خرسَ الوفودُ وأفحمَ الخطباء
مِلكٌ إذا نطقَتْ عُلاهُ بمدحِهِ
و لعلّة ٍ ما كانتِ الأشياء
هو علّة الدُّنيا ومن خلقتْ له
من حَوضه الينبوع وهو شفاء
من صفوِ ماء الوحي وهوَ مُجاجة ٌ
ثمراتها وتفيّأ الأفياء
من أيكة ِ الفرْدوْس حيثُ تفتقتْ
موسى وقد حارتْ به الظَّلماء
من شعلة القبَس التي عُرِضتْ على
من جوهرِ الملكوتِ وهو ضياء
من معدنِ التقديسِ وهو سلالة ٌ
و تشقُّ عن مكنونها الانباء
من حيثُ يقتبسُ النهارُ لمبصرٍ
ما بالصبّاحِ عن العيونِ خَفاء
فتَيَقّظوا من غَفْلة ٍ وتَنَبّهوا
لكنّ أرضاً تحتويهِ سماء
ليستْ سماءُ الله ما تَرْأونَها
تخفي السُّجودَ ويظهرُ الإيماء
أمّا كواكِبُها له فخَواضِعٌ
فكأنّها مَطرُوفة ٌ مَرْهَاء
و الشمسُ ترجعُ عن سناه جفونها
وجُدُودُهُ لجدُودِها شُفعاء
هذا الشفيعُ لأمَّة ٍ يأتيْ بها
و بلادهِ إنْ عدَّتِ الأمناء
هذا أمينُ اللهِ بينَ عبادهِ
وشعابهاو الرُّكنُ والبطحاء
هذا الَّذي عطفتْ عليهِ مكة ٌ
ـتَدَفِّقُ المُتَبَلِّجُ الوضّاء
هذا الأغَرُّ الأزهَرُ المتألقُ المـ
وعليهِ من نورِ الإلهِ بَهاء
فعَليهِ من سِيما النبيّ دَلالَة ٌ
ـأعْلى له والتُّرعَة ُ العَلياء
وَرِثَ المُقيمَ بيثرِبٍ فالمِنبرُ الـ
ـغَرّاءُ فيها الحجّة ُ البَيضاء
والخطبة ُ الزّهراء فيها الحكمة الـ
حتى استَوَى اللُّؤماءُ والكُرَماء
للنّاس إجماعٌ على تفضيلهِ
قرباءُ والخصماءُ والشُّهداء
واللُّكْنُ والفُصَحاء والبُعَداء والـ
أعناقهمْ منْ جودهِ أعباء
ضرّابُ هامِ الرّومِ منتقماً وفي
فكأنَّها بينَ الدمّاءِ دماء
تجري أياديه التي أولاهمُ
في قتْلهمْ قَتَلَتْهُمُ النَّعْماء
لولا انبعاثُ السيف وهو مسلَّطٌ
فأذلّها ذو العزِّة ِ الأبَّاء
كانتْ ملوكُ الأعجمَينِ أعزّة ً
إلاّ إذا دلفَتْ لها العُظَماء
لنْ تصغرَ العظماءُ في سلطانهم
أوصى البنينَ بسلمهِ الآباء
جهلَ البطارقُ أنّهُ الملكُ الذي
غبَّ الذي شهدتْ به العلماء
حتى رأى جهَّالهم من عزمهِ
و مضى الوعيدُ وشبِّتِ الهيجاء
فتقاصرُوا من بعدما حكمَ الردى
و السّهمُ لا يدلى به غلواء
والسيْلُ ليسَ يحيدُ عن مُستنّهِ،
ولِذي البَريّة ِ عندهُمْ شُركاء
لم يُشرِكوا في أنّهُ خَيرُ الوَرَى
قَسْراً فما أدراكَ ما الخُنفاء
و إذا أقرّ المشركونَ بفضلهِ
و عديدهُ والعزمُ والآراءُ
في الله يسري جودُهُ وجُنودُهُ
فكأنَّها خولٌ لهُ وإماء
أومَا ترى دولَ الملوكِ تطيعه
وأطاعَهُ الإصْباحُ والإمساء
نَزَلَتْ ملائكة ُ السماءِ بنصرِهِ
والغَزْوُ في الدّأماءِ والدّأماء
والفُلْكُ والفَلَكُ المُدارُ وسعدُهُ
والناسُ والخضراءُ والغَبراء
والدهرُ والأيّامُ في تصريفِها
و لكَ البسيطانِ الثُّرى والماء
أينَ المفرُّ ولا مفرَّ لهاربٍ
تَجري بأمركَ والريّاحُ رخاء
ولكَ الجواري المنشآتُ مواخراً
والنّاتِجات وكلّها عذراء
و الحاملات وكلُّها محمولة ٌ
سبقت وجريُ المذكيات غلاء
و الأعوجيّات التي إن سوبقتْ
ت الناجيات إذا أستُحِثّ نَجاء
الطائرات السّابحات السّابقا
والكبرياءُ لهُنّ والخُيلاء
فالبأسُ في حمس الوغى لكماتها
إلاّ كما صبغَ الخدودَ حياء
لا يصدرونَ نحورها يومَ الوغى
تحت القُنوس فأظلموا وأضاءوا
شمُّ العَوالي والأنوفِ تَبَسّموا
حتى اليلامقَ والدروعُ سواء
لبسوا الحديدَ على الحديدِ مظاهراً
لاء فيها المقلة ُ الخوصاء
و تقنّعوا الفولاذَ حتى المقلة ُ النَّجـ
وكأنّما فوقَ المُتونِ إضاء
فكأنّما فوقَ الأكُفّ بَوارقٌ
حبكٌ ومصقولٍ عليه هباء
من كلّ مسرودِ الدَّخارص فوقه
عطْشَى وبِيضُهُمُ الرقاقُ رِواء
وتَعانَقوا حتى رُدَيْنيّاتُهُم
فاليومَ فيهِ تخمطٌ وإباء
أعززتَ دينَ اللهِ يا ابنَ نبيّهِ
وأقلُّ حظّ الرّومِ منكَ شقاء
فأقلُّ حظّ العُرْبِ منكَ سعادة ٌ
وإذا رأيتَ الرأيَ فهوَ قَضاء
فإذا بعثْتَ الجيشَ فهوَ منيّة ٌ
و تحيدُ عنكَ اللَّزابة ُ اللأواء
يكسو نَداكَ الروْضَ قبل أوانهِ
في المكرماتِ فكلّها أسماء
وصِفات ذاتك منكَ يأخذها الورى
أفكارُ عنكَ فجلّتَ الآلاء
قد جالتِ الأوهام فيك فدقّتِ الـ
الاقدارُ واستحيتْ لكَ الانواء
فعنتَ لكَ الابصارُ وانقاذتْ لكَ
و شيّعتْ في حبكَ الأهواء
و تجمّعتْ فيكَ القلوبُ على الرّضى
بكَ حكَّمتْ في مدحكَ الشُّعراء
أنتَ الذي فصلَ الخطابَ وإنّما
أمثالِها المضروبة ِ الحُكَماء
وأخصُّ منزِلة ً من الشّعراء في
قِسمَينِ: ذا داءٌ وذاكَ دواء
أخذوا الكلامَ كثيرهَ وقليلَه
فَرْضٌ فليسَ لهم عليك جَزاء
دانوا بأنَّ مديحهمْ لكَ طاعة ٌ
و اخلدْ إذا عمّ النفوسَ فناء
فاسلمْ إذا رابَ البريَّة َ حادثٌ
ثمّ الشُّهورُ له بذاك فِداء
يفْديكَ شهْرُ صِيامِنا وقِيامنا
فلأهلِ بيتِ الوحي فيه ثناء
فيه تنزّلَ كلُّ وحي منزلٍ
وتغلُّ فيهِ عن الندى الطُّلقاء
فتطولُ فيه أكفُّ آلِ محَمدٍ
ووراءَه لكَ نائلٌ وحِباء
ما زلْتَ تَقضي فَرضَه وأمامَه
للنُّسْكِ عند الناسكين كِفاء
حسبي بمدحك فيه ذخراً إنّه
شكرتك قبلَ الألسنِِ الأعضاء
هيهات منّا شكرُ ما تُولي ولو
فكأنّ قولَ القافلينَ هُذاء
و اللهُ في علياكَ أصدقُ قائلٍ
في رَاحتَيْكَ يدورُ كيف تشاء
لا تسألنّ عن الزّمانِ فإنّهُ

صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:03 PM

إبن شهيد الأندلسي
323 - 393 هـ / 935 - 1003 م
عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد القرطبي أبو مروان.
وزير، من أعلام الأندلس ومؤرخيها وندماء ملوكها.
ولد ومات بقرطبة.
له (تاريخ) كبير يزيد على مائة جزء، بدأه بعام الجماعة (40 هـ) وختمه عام وفاته، مرتباً على السنين .وجمع ما وجد من شعره في (ديوان)
أحللتني بمحلة الجوزاء
ورويت عندك من دم الأعداء
أحللتني بمحلة الجوزاء
حالي وبلغني الزمان شفائي
وطعمت لحم المارقين فأخصبت
تحتي كأنهم بنات الماء
ورأيتني كالصقر فوق معاشر
مما رفعتهم نجوم سماء
ولمحت إخواني لديك كأنهم
عبثت بطاعته يد الأهواء
لا يرحم الرحمن مصرع مارق
نكد وقد أودى أخو السفهاء
ألحق به إخوانه فحياتهم
بخلوا فنالوا خطة البخلاء
ساعد بذاك ودع مقال معاشر
للشمس يرقبها مع الحرباء
من لم يفدك سوى الرماح فخله
ومفاخر الآباء للأبناء
ودع القلانس في السحاب يشقها
في كل معنى شبهوا بنساء
إن الرجال إذا تأخر نفعهم
للسان هذي الحية الرقشاء
أنا صلهم عند الخصام فخلهم
لا تبكين من الليالي أنها
حرمتك نغبة شارب من مشرب
لا تبكين من الليالي أنها
يستل من شعر القذال الأشيب
فأقل مالك عندها سيف الردى
وفناء طيبك في الزمان الأطيب
ورحيل عيشك كل رحلة ساعة
زجل الجناح يمر مر الكوكب
فإذا بكيت فبك عمرك إنه
ما قرأنا مثلها في الكتب
وتأمل آية معجزة
وبكى فابتل ثوب الأكؤب
ركع الإبريق من طاعته
وتطربت فأعيا طربي
ولول المزهر ينفي كربي
كالرشا أرضع بين الربرب
وربيب قام فينا ساقيا
فأتت غيداء في شكل الصبي
ظبية دون الصبايا قصصت
وحماه صدغها بالعقرب
فتح الورد على صفحتها
مشية العصفور نحو الثعلب
فمشت نحوي وقد ملكتها
تترع الأفق بدمع صيب
وغمام باكرتنا عينه
جرمه من لؤلؤ لم يثقب
مثل بحر جاءنا من فوقنا
يمسح الأرض بفضل الهيدب
فدنا حتى حسبنا أنه
حشوه العين بمرأى معجب
فسألناه وقد أعجبنا
كفه النفحة كفا درب
أنت ماذا قال مزن علمت
رحمة منه بأقصى المغرب
سامني بالشرق أن أسقيكم
قال هل يخفى ضياء الكوكب
فسألناه ابن ذاك لنا
عامري المنتمى والمنصب
ملك ناصب من خالفكم
ورث الجود أبا بعد أب
فعلمنا أنها نفحة من
ولها بسط الندى من كثب
لك كف بالثريا فيضها
أشرقت بالماء عقد الكرب
كقليب دلوها مترعة
قمر السرج وشمس الموكب
تبصر العينان منه إن بدا
نزلوا للمجد أعلى الرتب
أنجبته للمعالي أسرة
في جسوم بضة من حسب
بنفوس من سناء غضة
ضاحكات في وجوه الكرب
ووجوه مشرقات أومضت
في عداهم داعيات الحرب
لم أيام حرب كثرت
لا ولا عمرو بن معد يكرب
لم يطق عامر قدما مثلها
للوغى في ظل نقع أشهب
سحبوا من ذيل مجد إذ هم
جد قول يشتهى كاللعب
يا ابن أم المجد خذها عبرة
زان صدر المهر حلي اللبب
من بنات اللب زانتك كما
قطعت نحوك عرض السبسب
خمرة من طيبها قد سبيت
لو شئت مما نلت كل علا

وهتكت كل كثيفة السجف
لو شئت مما نلت كل علا
وأبحت لبدك صهوة الردف
لرمحت فينا بالسماك ضحى

صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:05 PM

إبن الحداد الأندلسي
? - 480 هـ / ? - 1087 م

محمد بن أحمد بن عثمان القيسي أبو عبد الله.
شاعر أندلسي له ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم.
أصله من وادي آش سكن المرية وأختص بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، فأكثر من مدحه.

ثم سار إلى سرقسطة سنة 461 فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن من بعده.
وعاد إلى المعتصم ومات أيامه في المرية.
له كتاب (المستنبط في العروض).

أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
ومعصر في اللثام الورد أم رشأ؟
أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
وقاتِلُ الصَّبِّ عَمْدٌ منكِ أم خَطَأُ؟
وباعِثُ الوَجْدِ سِحْرٌ منكِ أم حَوَرٌ؟
فهل درت مضر من تيمت سبأ ؟
وقد هوت بهوى نفسي مها سباء
لَحْظِي، وَبِلْقِيسُ لُبْنَى ، والهَوَى النَّبَأُ
كأنَّ قلبِي سليمانُ، وهُدْهُدُه
ولا دَرَوْا مَنْ بِعَيْنَيْ رِيمِهِمْ وَجأُوْا
فأعجب لهم وتروا نفسي وما شعروا
وإنْ تَغَلْغَلَ في أفكارِهِمْ هَمَأُوْا
إذا تجلى إلى أبصارهم صعقوا
لو کقتضى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأوْا
لو أَغْلَظَ المَلْكُ أمْراً فيهِمُ کئتَمروا
يمضي على ما أحبوا منه أو ندأوا
وكلُّ ما شَاءَ مِنْ حُكْمٍ وَمُحْتَكَمٍ
للب منحسن واللحظ منخسأُ
أغَرُّ في مجده الأعلى وغُرَّتِهِ
للشهب والسحب مستحيا ومنضأُ
وفي سناه ومسناه ونائله
ليوسفٍ يومَ للنِّسْوانِ مُتَّكَأُ
جلالة لسليمان وملتمح
وليس تشتبه العيدان والحفأُ
وللملوكِ کختفاءٌ أنْ تُشابِهَهُ
ومن زكا فله بالحق منزكأُ
والكل معترف بالسابقات له
وواحدٌ هو في شَيْد العُلى مَلأُ
مملك هو من سمت الهدى ملك
وكلُّ مَلْكٍ على أعقابِهِ يَطَأُ
يقل أن يطأ العيوق أخمصه
فمثل مهنئه الأملاك ما هنأوا
حَوَى المحاسنَ في قولٍ وفي عَمَلٍ
وللقلوب لمثوى حبه لطأُ
ولِلثُّغُورِ بذكرى عَدْلِهِ وَلَعٌ
فكلما دنأت أحداثه دنأوا
والمالكون سِواهُ مِثْلُ عَصْرِهِمُ
فَلْيُزْجَرُوا عن سَبيلِ الحَيْفِ وَلْيَزَأُوا
والعَدْلُ أَلْزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به
وَفَوْقَنَا لِقِسِيِّ الشُّهْبِ مُنْحَنَأُ؟
وكيف يلقى قناة الدهر قائمة
كأنما في شخصه دنأوا
وما الزَّمانُ عَلى حالٍ بُمُعْتَدَلٍ
يُضِيءُ والشمسُ في أنوارها تَضَأُ
فالدهرُ ظَلْماءُ والمعصومُ نورُ هُدى ً
فللأقاويل منهار ومنهرأُ
فَخَلِّ ما قيل عَن كَعْبٍ وَعَن هَرِمٍ
وقلَّما في التَّنائي يَصْدُق النَّبَأُ
وتلك أنباء غيب لا يقين لها
إلا ابن معن وذر قوما وما ذرأوا
وما اختبارٌ كأخبارٍ وما مَلِكٌ
وَلِلْغَنَاءِ هو الإقلالُ والفَنَأُ
تُغْني أياديه ما تُغْني صوارِمُهُ
وَمُعْتَفُون على إنعامه طرأوا
سِيّانِ منه فُتُوحٌ في العِدَى طرأتْ
كأنهم قربة في حجره نشأوا
فكم أناس أقاص عنده نبهوا
للهائمينَ به مَرْوًى وَمُحْتَصَأُ؟
وكيف تُحصَى عَوَافي مَرْتَعٍ مَرِعٍ
مضى به منتأى عنه ومنتبأُ
وَمَنْ نَبَا وَطَنٌ مِنه كَمثلِهِمُ
وللقنا والكلى ضم ومرتشأُ
وللظُّبَى والطُّلَى لَثْمٌ وَمُعْتَنَقٌ
حدا جحافلك التأييد والحدأُ
وحيثُ ما أَزْمَعَتْ عُلْيَاكَ وکعْتَزَمَتْ
فالنصر مرتبىء والسعد مرتبأُ
فلا تضع مربأ للجيش تنهده
ولا تحوم حيث اللقوة الحداُ
تَحِيدُ عن أُفْقِكَ الأملاكُ مُجْفِلَة ً
عليهِمُ وبِهِمْ للجُرْدِ مُلْتَطَأُ
فَوَيْحَهُمْ يومَ للأعلامِ مُلْتَطَمٌ
وحاقَ باللاَّمِ والأجسام مُنْهَمَأُ
وويلهم إن شآبيب القنا همأت
كما به في ثغور البيض منكمأُ
والحَيْنُ يظهر في وادي سوالِفِهِمْ
وفي أنوفِهِمُ الإرغامُ والفَطَأ
وقد بدا من عرانين الظبى شمم
وللظبى منبرى فيهم ومنبرأُ
وللقنا منهوى فيهم ومنسرب
بنان قوم إليهم بالردى ومأُ
كأن سمرك والأقبال يعطفها
ومجتنيها من الصمصام مجتنأُ
وقد غَدُوا قُضُباً بالهامِ مُثْمِرَة ً
فسال منهزم منهم ومنهزأُ
وصالَ مُطَّعِنٌ فيهم وَمُمْتَصِعٌ
قطني فقد هدم الأرجاء ممتلأُ
وقال حَوْضُهُمْ، والسَّيْلُ يَغْمُرُهُ،
وما لِخَلْقٍ عن المقدورِ مُلْتَجَأُ
هناك يبغون لو يلقونه لجأ
لليث من سمعه روع ومجتنبأُ
وكم لبأسك فيهم من مصال وغى
لوْ صَحَّ من مِثْلِهِمْ وَعْظٌ ومُتَّدَأ
وكان في ذالهم ود ومتعظ
فَسَوْفَ يَسْكُنُ منها الظِّمْءُ والهَجَأُ
هاجُوْا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ
وما رَعَوْا ما تُراعيه ولا كَلأُوا
راعَيْتَ تَقْوَاكَ حتى في جَزَائِهمُ
درء ومن صافنات الخيل مندرأُ
والآن قد آن من شهب الصفاح لهم
كأنه قتر للأسد أو برأُ
تهوي لقلب أعاديه مكائده
وراية الشهب ما في سيرها خطأُ
مُذَهَّبُ الشمسِ ما في نُورِها كَلَفٌ
والقوم آمنة إن أمكن الغوأُ
وهمة فوق ما ظن الغواة به
وما له بِسِوَى الأفْلاكِ مُجْتَرَأُ
وبالمعاقل لِلأَمْلاَكِ مُقْتَنَعٌ
أو يَنْزِلُوا من صَياصْيه كما زَنَأُوا
ولو يروم نزال الطود يبلغه
والحرْبُ تَخْرِقُ منهُمْ كلَّما رَفَأُوا
وَبرْدُ أيامِهِمْ مَرْفُوُّ سِلْمِهِمُ
فحسب كل الملوك الهون والجزأُ
مَلْكٌ له العِزُّ من ذاتٍ ومن سَلَفٍ
وما كمثل النجوم النقع والحبأُ
نَمَتْهُ بَدْراً نجومُ السَّرْوِ من يَمَنٍ
فقد عَلاَ الفَلَكَ الأعلى به سَبَأُ
تَكَسَّبَا عَصْرُهُ فَخْراً وَعُنْصُرُهُ
فَلِلْمُبِيرِينَ مُسْتَخْفى ً وَمُنْضَنَأُ
إذا صمادحه أبدى وعامره
يَبْنُونَ أَسْمِيَة َ العُلْيا وما فَتَأُوا
مِنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا
إنْ مُوجِدوا مَجَدُوا أو رُوضِئُوا رَضَأوا
فالحُسْنُ في سِيَرٍ منهم وفي صُوَرٍ
فكلما سئلوا من معوز سلأوا
وأبدعوا في صنيع الجُود وکبتدعوا
متى سيبا من وبله متأوا
لولاهم ما يصوب المزن مستهما
فهم مياسير من حمد الورى تكأُ
وَبَيْتُ وَفْرِهِمُ إيمانُ وَفْدِهِمُ
يروعنا مجتلى منهم ومختلأُ
أقمار ملتئم آساد ملتحم
وليس إفْرِنْدُها عُرَى وقد هَنَأُوا
وما صوارِمُهُمْ إبَلاً وقد سَرَحُوا
ولا أَسِنَّتُها شَيْباً وقد حَنَأوا
ولا عوامِلُهُمْ غِيداً وقد وَمَقُوا
وليس بالجالِهِ الهَيّابَة ِ الخُبأ
وَمِنْ مُناهُمْ مناياهُمْ إذا حَمَلُوا
أو خيموا خلت أن الشهب ما خبأوا
إنْ قَوَّضوا خِلْتَ أنَّ الهُوجَ ما رَكِبُوا
وليس للأسد بالسيدان معتبأُ
لا يَعْبَأَوْنَ بمَكْرٍ في مُقاوِمِهِمْ
وللخطوب بها مسرى ومنسرأُ
إذا خَطُوْا وَتَرُوا في الأرْض شانِئَهُمْ
وإن منيت بهم شوس العدى نكأوا
فإن رميت بهم أقصى الندى بلغوا
وقد مَضَتْ هِنأٌ مِنْ بَعْدِها هِنَأُ
والخلق من ملكات الظلم في ظلم
وَمُرْتَمٍ فيه للعَلْياءِ مُرْتَمَأُ
وَمُخْلِبٍ منه للأهواءِ مُخْتَلِبٌ
علا الغزالة من قسطاله صدأُ
إذا جلا النصر من خرصانه وضح
إذا يَرَى لُدْنَهُ مُسْتَلْئِماً يَرَأُ
مِنْ كُلِّ أَحْوَسَ نَثْرُ النَثْرِ دَيْدَنُهُ
أَصَمُّ كالأرقم النَضْناضِ إذْ يَجَأُ
يجيءُ كالهَصرِ الفَضْفاضِ مقتتلاً
في جدول يتحامى ورده الظمأُ
وللمَنُونِ بِيُمْنَاهُ عُيُونٌ دِمَا
راحا لها بالقنا العسال مستبأُ
فراح نحو دَمِ الأبطال تَحْسِبُهُ
على الجِيادِ، وللأجنادِ مُنْهَدأ
في مَوْقِفٍ للمَنَايَا فيه مُرْتَكَضٌ
بحسنها فأستوى العقبان والجدأُ
وتلك عَنْقَاؤنا وافَتْكَ مُغْرِبَة ً
تُنْسي الفحولَ وما حاكوا وما حَكَأَوا
بدع من النظم موشي الحلى عجب
فمنه للرُّوحِ رَوْحٌ والحِجَى حَجَأُ
وكل مخترع للنفس مبتدع
كأنّها للنُّفوسِ الخُرَّدُ النَشَأُ
أنشأتها للعقول الزهر مصبية
وحق عنها أن يخبأوا عنها كما خبأوا
لم يأتِ قبلي ولن يأتيْ بها بَشَرٌ
وغير بدع من الضرغام مجترأُ
قبضت منها ليوث النظم مجترئا
والقومُ حَوْزٌ بمرعى البَهْمِ قد جَزَأُوا
وفي القريض كما في الغيل مأسدة
ولو منوا بمبانيها إذا ودأوا
وجمع بعض قوافيها يؤودهم
ولا تَقَرُّ لهمْ عَيْنٌ إذا قَرأوا
أشجى مسامعهم تيها بما سمعوا

صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:12 PM

أبو اسحاقالألبيري
375 - 460 هـ / 985 - 1067م

إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق.
شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي.

نفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه.
شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).

تفت فؤادك الأيام فتا
وتنحت جسمك الساعات نحتا
تفت فؤادك الأيام فتا
ألا يا صاح أنت أريد أنتا
وتدعوك المنون دعاء صدق
أبت طلاقها الأكياس بتا
أراك تحب عرسا ذات غدر
بها حتى إذا مت انتبهتا
تنام الدهر ويحك في غطيط
متى لا ترعوي عنها وحتى
فكم ذا أنت مخدوع وحتى
إلى ما فيه حظك إن عقلتا
أبا بكر دعوتك لو أجبتا
مطاعا إن نهيت وإن أمرتا
إلى علم تكون به إماما
وتهديك السبيل إذا ضللتا
وتجلو ما بعينك من عشاها
ويكسوك الجمال إذا اغتربتا
وتحمل منه في ناديك تاجا
ويبقى ذخره لك إن ذهبتا
ينالك نفعه ما دمت حيا
تصيب به مقاتل من ضربتا
هو الغضب المهند ليس ينبو
خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
وكنز لا تخاف عليه لصا
وينقص أن به كفا شددتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه
لآثرت العلم التعلم واجتهدتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما
ولا دنيا بزخرفها فتنتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاع
ولا خدر بربربه كلفتا
ولا ألهاك عنه أنيق روض
فإن أعطاكه الله اخذتا
فقوت الروح أرواح المعاني
وقال الناس إنك قد شبقتا
وإن أوتيت فيه طويل باع
بتوبيخ علمت فهل عملتا
فلا تأمن سؤال الله عنه
وليس بأن يقال لقد رأستا
فرأس العلم تقوى الله حقا
ترى ثوب الإسادة قد لبستا
وضاقي ثوبك الإحسان لا أن
فخير منه أن لو قد جهلتا
إذا ما لم يفدك العلم خيرا
فليتك ثم ليتك ما فهمتا
وإن ألقاك فهمك في مهاو
وتصغر في العيون إذا كبرنا
ستجنى من ثمار العجز جهلا
وتواجد إن علمت وقد فقدن
وتفقد إن جهلت وأنت باق
وتغبطها إذا عنها شغلتا
وتذكر قولتي لك بعد حين
وما تغني الندامة إن ندمتا
لسوف تعض من ندم عليها
قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
إذا أبصرت صحبك في سماء
فما بالبطء تدرك ما طلبنا
فراجعها ودع عنك الهوينى
فليس المال إلا ما علمتا
ولا تحفل بمالك واله عنه
ولو ملك العراق له تأتى
وليس لجاهل في الناس معنى
ويكتب عنك يوما إن كتبتا
سينطق عنك علمك في ندي
إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
وما يغنيك تشييد المباني
لعمرك في القضية ما عدلتا
جعلت فو العلم جهلا
ستعلمه إذا طه قرأتا
وبينهما بنص الوحي بون
لأنت لواء علمك قد رفعتا
لئن رفع الغنى لواء مال
لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن جلس الغنى على الحشايا
لأنت مناهج التقوى ركبتا
وإن ركب الجياد مسومات
فكم بكر من الحكم افتضضتا
ومهما افتض أبكار الغواني
إذا ما أنت ربك قد عرفتا
وليس يضرك الإقتار شيئا
إذا بفناء طاعته أنختا
فماذا عنده لك من جميل
فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
فقابل بالقبول صحيح نصحي
وتاجرت الإله به ربحتا
وإن راعيته قولا وفعلا
تسؤوك حقبة وتسر وقتا
فليست هذه الدنيا بشيء
كفيئك أو كحلمك إن حلمتا
وغايتها إذا فكرت فيها
ستطعم منك ما منها طعمتا
وتطعمك الطعام وعن قريب
وتكسى إن ملابسها خلعتا
وتعرى إن لبست لها ثيابا
كأنك لا تراد بما شهدتا
وتشهد كل يوم دفن خل
لتعبرها فجد لما خلقتا
ولم تخلق لتعمرها ولكن
وحصن أمر دينك ما استطعتا
وإن هدمت فزدها أنت هدما
إذا ما أنت في أخراك فزتا
ولا تحزن على ما فات منها
من الفاني إذا الباقي حرمتا
فليس بنافع ما نلت فيها
فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ولا تضحك مع السفهاء لهوا
ولا تدري أتفدى أم غلقتا
وكيف لك السرور وأنت رهن
وأخلص في السؤال إذا سألتا
وسل من ربك التوفيق فيها
بما ناداه ذو النون بن متى
وناد إذا سجدت له اعترافا
سيفتح بابه لك إن قرعتا
ولازم بابه قرعا عساه
لتذكر في السماء إذا ذكرتا
وأكثر ذكره في الأرض دأبا
وفكر كم صغير قد دفنتا
ولا تقل الصبا فيه مجال
بنصحك لو بعقلك قد نظرتا
وقل لي يا نصيح لأنت أولى
وبالتفريط دهرك قد قطعتا
تقطعني على التفريط لوما
وما تجري ببالك حين شختا
وفي صغري تخوفني المنايا
فما لك بعد شيبك قد نكستا
وكنت مع الصبا أهدى سبيلا
كما قد خضته حتى غرقتا
وها أنا لم أخض بحر الخطايا
وأنت شربتها حتى سكرتا
ولم أشرب حميا أم دفر
وأنت حللت فيه وانهملتا
ولم أحلل بواد فيه ظلم
وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أنشأبعصر فيه نفع
ولم أرك اقتديت بمن صحبتا
وقد صاحبت أعلاما كبارا
ونهنهك المشيب فما انتبهتا
وناداك الكتاب فلم تجبه
وأقبح منه شيخ قد تفتى
ليقبح بالفتى فعل التصابي
ولو سكت المسيء لما نطقتا
فأنت أحق بالتفنيد مني
بعيب فهي أجدر من ذممتا
ونفسك ذم لا تذمم سواها
لذنبك لم أقل لك قد أمنتا
فلو بكت الدما عيناك خوفا
أمرت فما أئتمرت ولا أطعتا
ومن لك بالامان وأنت عبد
لجهلك أن تخف إذا وزنتا
ثقلت من الذنوب ولست تخشى
وترحمه ونفسك ما رحمتا
وتشفق للمصر على المعاصي
لعمرك لو وصلت لما رجعتا
رجعت القهقرى وخطبت عشوا
وناقشك الحساب إذا هلكتا
ولو وافيت ربك دون ذنب
عسير أن المنازل فيه شتى
ولم يظلمك في عمل ولكن
على ما في حياتك قد اضعتا
لأعظمت الندامة فيه لهفا
فهلا عن جهنم قد فررتا
تفر من الهجير وتنقيه
ولو كنت الحديد بها لذبتا
ولست تطيق أهونها عذابا
وليس كما احتسبت ولا ظننتا
فلا تكذب فإن الأمر جد
وأكثره ومعظمه سترتا
أبا بكر كشف أقل عيبي
وضاعفها فأنك قد صدقتا
فقل ما شئت في من المخازي
بباطنتي كأنك قد مدحتا
ومهما عبتني فلفرط علمي
عظيم يورث الانسان مقتا
فلا ترض المعايب فهي عار
وتبدله مكان الفوق تحتا
وتهوي بالوجيه من الثريا
وتجعلك القريب وإن بعدتا
كما الطاعات تنعلك الدراري
فتلفى البر فيها حيث كنتا
وتنشر عنك في الدنيا جميلا
وتجني الحمد مما قد غرستا
وتمشي مناكبها كريما
ولا دنست ثوبك مذ نشأتا
وأنت الآن لم تعرف بعاب
ولا أوضعت فيه ولا خببتا
ولا سابقت في ميدان زور
ومن لك بالخلاص إذا نشبتا
فإن لم تنأ عنه نشبت فيه
كأنك قبل ذلك ما طهرتا
ودنس ما تطهر منك حتى
وكيف لك الفكاك وقد اسرتا
وصرت أسير ذنبك في وثاق
كما تخشى الضراغم والسبنتى
وخف أبناء جنسك واخش منهم
وكن كالسامري إذا لمستا
وخالطهم وزايلهم حذارا
لعلك سوف تسلم إن فعلتا
وإن جهلوا فقل سلاما
ينال العصم إلا إن عصمتا
ومن لك بالسلامة في زمان
يميت القلب إلا إن كبلتا
ولا تلبث بحي فيه ضيم
وشرق إن بريقك قد شرقتا
وغرب فالغريب له نفاق
سموا وأفتخارا كنت أنتا
ولو فوق الأمير تكون فيها
إلى دار السلام فقد سلمتا
وإن فرقتها وخرجت منها
بإجلال فنفسك قد أهنتا
وإن كرمتها ونظرت منها
حياتك فهي أفضل ما امتثلتا
جمعت لك النصائح فامتثلها
لأنك في البطالة قد أطلتا
وطولت العتاب وزدت فيه
وخذ بوصيتي لك إن رشدتا
فلا تأخذ بتقصيري وسهوي
وكانت قبل ذا مئة وستا
وقد اردفتها ستا

الشيب نبه ذا النهى فتنبها
ونهى الجهول فما استفاق ولا انتهى
الشيب نبه ذا النهى فتنبها
تبغي اللهى وكأن بها بين اللها
بل زاد رغبة فتهافتت
والشيخ أقبح ما يكون إذا لها
فإلى متى ألهو وأفرح بالمنى
صبا بألحاظ الجآذر والمها
ما حسنه إلا التقى لا أن يرى
كابي الجواد إذا استقل تأوها
أنى يقاتل وهو مفلول الظبا
أبقى له منه على قدر السها
محق الزمان هلاله فكأنما
ولكم جرى طلق الجموح كما اشتهى
فغدا حسيرا يشتهي أن يشتهي
لذنوبه ضحك الظلوم وقهقها
إن أن أواه وأجهش في البكا
في سنه قد آن أن يتنهنها
ليست تنهنهه العظات ومثله
هلا تيقظ بعدهم وتنبها
فقد اللدات وزاد غيا بعدهم
عن غيه والعمر منه قد انتهى
يا ويحه ما با له لا ينتهي
علما بأن من الدها ترك الدها
قد كان من شيمتي الدها فتركته
لوددت أني كنت أحمق أبلها
ولو انني أرضى الدناءة خطة
وتجاوزوه وازدروا بأولي النهى
فلقد رأيت البله قد بلغوا المدى
كانت سعايته عليها لا لها
من ليس يسعى في الخلاص لنفسه
يمحو سجود السهو غفلة من سها
إن الذنوب بتوبة تمحى كما
ألفت العقاب حذار العقاب
وعفت الموارد خوف الذئاب
ألفت العقاب حذار العقاب
وعاتبتها بأشد العتاب
وأبغضت نفسي لعصيانها
وجردك الشيب ثوب الشباب
وقلت لها بان عنك الصبا
وسكنى القبور وهول الحساب
وما بعد ذلك إلا البلى
ولكنها جمة الإضطراب
فأيقظها العتب من نومها
وعادت وشيكا كلمع السراب
فكم أنشأت مزنة للتقى
وما أنجزت وعدها في المتاب
وكم وعدتني بتوب وكم
بصير بطرق الخطا والصواب
وكم خدعتني على أنني
ولو حلفت لي بآي الكتاب

صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:21 PM

إبن زيدون
394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به.

واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛
فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،
هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا
يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،
سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ
وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
كُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً
مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا
مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً
مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ
مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ
تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،
بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،
زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،
وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،
وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا
مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،
في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،
وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛
فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،
والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،
في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ
حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،
عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً
شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،
فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،
سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،
وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،
فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،
بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ
صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ




يا غزالاً ! أصَارني
موثقاً، في يد المِحنْ
يا غزالاً ! أصَارني
لمْ أذُقْ لذّة َ الوسنْ
إنّني، مُذْ هَجرْتَني،
منكَ، أو لحظة ٌ عننْ
ليتَ حظّي إشارة ٌ
في الهوَى ، وجهُكَ الحسنْ
شافِعي، يا مُعذّبي،
فأنَا اليَوْمَ مُرْتَهَنْ
كُنْتُ خِلواً منَ الهَوى ؛
وَهُوَ الآنَ قَدْ عَلَنْ
كانَ سرّي مكتًّماً؛
فكما شئتَ لي فكُنْ
ليسَ لي عنكَ مَذهَبٌ؛
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
وفاضِحَ الرَّشإِ الوسنانِ إنْ نظَرَا
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
ما جئتَ بالذّنبِ إلاّ جاء معتذِرَا
يَفديكَ مي مُحِبٌّ، شأنُهُ عَجَبٌ،
هيهاتَ كيدُ الهوَى يستهلِكُ الحذرَا
لم يُنجني منكَ ما استشعرْتُ من حَذَرٍ؛
هلْ يستطيعُ الفتى أن يدفعَ القدرَا ؟
ما كانَ حبُّكَ إلاّ فتنة ً قدرَتْ؛
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
وَلَمْ تَجْهَلْ مَحَلّكَ منْ فُؤادِي
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
وَمَا مَكّنْتُ غَيرَكَ مِنْ قِيَادِي
وَقادَنِي الهَوى ، فانقَدْتُ طَوْعاً،
كَحَلْتُ الطَّرْفَ مِنْهُ بِالسُّهَادِ
رضيتَ ليَ السّقامَ لباسَ جسْمٍ،
تجدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ
أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي،
مِنَ الشّكْوَى إلى قَلْبٍ جَمَادِ
فدَيْتُكَ ! إنّني قدْ ذابَ قلْبي




صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:29 PM

إبن نباتة المصري
686 - 768 هـ / 1287 - 1366 م

محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.
شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة .وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.
سكن الشام سنة 715ه‍ وولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود .ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.
وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .
له (ديوان شعر) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون) وغيرها.

شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا

وصبّ ما لهُ في الصبر راء

شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا

فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا

وصحبٌ إن غروا بملام مثلي

كأن دموع عيني بيرُ حاء

وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ

له من صبوتي ميم وهاء

ولاحٍ ما له هاء وميمٌُ

يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء

ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ

فحيثُ الانتهاء الابتداء

كأن الحبَّ دائرة ٌ بقلبي

أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا

بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ

هي الغلمانُ كانت والإماء

بهم أيامُ عيشي والليالي

فجاء بنوء أجفاني الشتاء

تولى من جمالهم ربيعٌ

فيا عجباً وفي الفم منه ماء

وبث صبابتي إنسان عيني

صديق إن دنوا ونأوا سواء

على خدي حميم من دموعي

وأبكي فرحة ً حيثُ اللقاء

فأبكي حسرة َ حيثُ التنائي

فما فرجي اذاً الاَّ البكاء

كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ

كراها والأحبة والهناء

بعين الله عينٌ قد جفاها

كأنَّ حنينهُ فيها حداء

لفكرته سرى ً في كل وادٍ

قباب قبا كما لمعت ذكاء

ذكتْ أشواقه فمتى تراها

وحيث سنا النبوة ِ والسناء

بحيثُ الأفقُ يشرقُ مطلعاهُ

لقاصدهِ نجاحٌ أو نجاء

وباب محمد المرجوّ يروي

من العملِ الرديّ والاملياء

تلوذ بجاههِ الفقراء مثلي

وأما مقتر فروى عطاء

فأما واجدُ فروى رباحٌ

غداة غد يعنعنه الوفاء

لنا سند من الرجوى لديه

مجابٍ قبل ما وقع النداء

وترتقب العصاة ُ ندى شفيعٍ

على مثواه والسحبُ البطاء

سلامُ اللهِ اصباحاً وممسى

عليه الآنَ يسفحُ ما يشاء

كما كان الغمامُ عليه ظلاًّ

قلوبٍ شفها للعشقِ داء

ألا ياحبذا في الرسل شافي

يعفى الداءُ بادره الدواء

فمرسلة ٌ لها سحب العوافي

وعنها الأرض تفصحُ والسماء

وما انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ

ويجري من يديه ندى ً وماء

فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي

حروبُ النصرِ وازدحمَ الظماء

على ساق سعت شجرٌ وقامت

وفي الأخرى لنا الحوض الرواء

ففي الدنيا لنا بحداه ساق

لأنفسهم بها ولها انطفاء

وفي نار المجوس لنا دليل

ينادي ما على صبح غطاء

وفي الأسرى وصبحته فخار

جحيماً أننا منكم براء

فقل للملحدين تنقلوها

لعرضِ محمدٍ منكم وقاء

وأن أبي ووالدهُ وعرضي

وجنهمو لنعليه فداء

وأن محمداً لحبيبُ أنس

جمال الشمس يجلوها الضحاء

نبيّ تجمل الأنباء عنه

سناه لما ألمَّ بها بهاء

وأين الشمس منه سناً ولولا

لهُ والشمسَ ضرجها حياء

كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ

لمنطقه وللضاد اختباء

سريّ في حروف اللفظ سرّ

وقامت خدمة للضاد ظاء

ألم تر أنها جلست لفخر

بنوا سعدٍ بها أبداً وضاء

يولد فضل مولدهِ سعوداً

وللهادين نور يستضاء

لمبعثه على العادين نار

وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء

فخير ينعمُ السعداء فيه

وينصب في مكارمه الثراء

يجر على الثرى ذيل اتضاع

سطوراً ما لأحرفها هجاء

ويكتب بالنصال غداة روع

ضرابٌ أو طعانٌ أو رماء

ممدحة ثلاثتها لضر

تقر له العدى والأولياء

فيالك من أخي صول ونسكٍ

لها في كل معركة مضاء

سهام دعا وسهامُ رأيٍ

و ما يدريه ما صنع الدعاء

درى ذو الجيش ما صنعت ظباه

حياءً إن شيمتك الحياء

وقال الجود بعد الحلم حسبي

ونعم القطبُ ان دارَ الثناء

فنعم َ الحصنُ ان طلعتْ خطوبٌ

ونعم العونُ ان دارَ الرجاء

ونعمَ الغوث ان دهياء دارت

نجومُ النيراتِ لهم كفاء

ونعمَ المصطفى من معشر ما

على سعد السعودِ له حباء

تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ

وآدمُ بعدها طينُ وماء

ضفت حلل الثنا وصفت لديه

هوى بيتُ القريضِ ولا بناء

فلولا معربُ الأمداحِ فيه

وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء

ولولاه لما حجت وعجّت

فقدماً قد تلته الأنبياء

فإن يتلى له في الحجّ حمدٌ

بروضتهِ أعد لي يا رجاء

أعد لي يا رجاءُ زمانَ قرب

كأن شذاه في نفسي كباء

ولثم حصى ً لتربتهِ ذكيّ

من اللاتي يمدّ بها العناء

وشكوى كربة فرجت وكانت

و ما لوعود توبتها وفاء

ونفس ذنبها كالنيل مدّا

ثقل سينٌ وواوٌ ثم فاء

مشوقة متى وعدت بخير

من النيران نعمَ الأكفياء

ولكن حبها وشهادتاها

بحبك من عقائدنا الصفاء

صفيّ الله يا أزكى البرايا

فلا عجبٌ له منا الولاء

ويعتقنا المشفع من جحيم

صلاة في الجنان لها أداء

عليكَ من الملائك كلَّ وقتٍ

مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء

وامداح بألسنة الورى في

له وقفٌ عليها وابتداء

اذا ختمت تعاد فكل تال




ليلُ وصل معطرُ الإرجاء

لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء

ليلُ وصل معطرُ الإرجاء

ر فجلى غياهبَ الظلماء

زارني من هويته باسمَ الثغ

فكأني ما نلتُ طيبَ اللقاء

التقيه ويحسبُ الهجرَ قلبي

فح غنمناهُ قبلَ يومِ التنائي

ربَّ عيش طهرٍ على ذلك الس

ودجاهُ كاليومِ في الاضواء

نقطعُ اليوم كالدجى في سكونٍ

عيلَ ربِّ العلى وربِّ الوفاء

فكأني بالأمن في ظل إسما

نسي الناس فيه ذكر الثناء

ملك أنشرَ الثنا في زمان

دَ كهجران واصل للراء

هاجرٌ حرفَ لا اذا سئل الجو

وجُ قصادَهُ إلى الشفعاء

يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يح

فهو كالمسكِ فاحَ بالاخفاء

شاعَ بالكتمِ جودُ كفيه ذكراً

لا يذوقون لذة ً للحباء

جاد حتى كادت عفاة حماهُ

لائمٌ عادَ جودهُ في ابتداء

كلما ظنَّ جودهُ في انتهاء

فنداه نصبٌ على الاغراء

عذلوهُ على النوال ِفأغروا

ملِ فيهِ طوائفَ الشعراء

وحلا منّ بابه فسعت كالنَّ

في اقتدار وهيبة ٌ في حياء

شرفٌ في تواضع واحتمالٌ

دَ على إثر ضامر وجناء

رب وجناء ضامر تقطعُ البي

قُ سرى فهو خافقُ الأحشاء

في قفار يخافُ في أفقها البر

من أليمين الرحلِ والبيداء

رتعت في حماك ثم استراحت

سائلٌ فيهِ عن عصا الجوزاء

وظلام كأن كيوان أعمى

فسروا بالأفكار في الأضواء

ذكر السائلون ذكركَ فيهِ

في بحار مسفوحة ٍ من دماء

وحروبٍ تجري السوابحُ منها

رُ وتطفى حرارة ُ الشحناء

من ضراب تشبّ من وقعهِ النا

يت دجاها بالبأس والآراء

يئس الناس اذ تجلى فجلَّ

كلَّ يوم في غارة ٍ شعواء

فأجل عني حالاً أراني منها

في زماني هذا من الأدباء

فكفى من وضوحِ حالي أني

ضيعة َ السيفِ في يدٍ شلاّء

ضاع فيه لفظي الجهير وفضلي

قد بنيت الرجا أتم بناء

غيرأني على عماد المعالي

يافريدَ الأجوادِ والكرماء

ليت شعري من منك أولى بمثلي

قاهرَ البأس فارجَ الغماء

دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا

ولشانيك ما اختشى من فناء

لمواليك ما ارتجى من بقاءٍ





صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:33 PM

إبن زَمرَك
733 - 795 هـ / 1333 - 1392 م

محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله.
المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، أصله من شرقيها، ومولده بروض البيازين (بغرناطة) تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره.
وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773هـ، ثم المتصرف برسالته وحجابته.
ونكب مدة، وأعيد إلى مكانته، فأساء إلى بعض رجال الدولة، فختمت حياته بأن بعث إليه ولي أمره من قتله في داره وهو رافع يديه بالمصحف.
وقتل من وجد معه من خدمه وبنيه، وكان قد سعى في أستاذه لسان الدين بن الخطيب حتى قتل خنقاً فلقي جزاء عمله.
وقد جمع السلطان ابن الأحمر شعر ابن زمرك وموشحاته في مجلد ضخم سماه (البقية والمدرك من كلام ابن زمرك) رآه المقري في المغرب ونقل كثيراً منه في نفح الطيب وأزهار الرياض.
قال ابن القاضي:
كان حياً سنة 792 ذكرت الكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد.

لمن قبة حمراء مد نضارها

تطابق منها أرضها وسماؤها
لمن قبة حمراء مد نضارها
وما قد سما من فوق ذاك غطاؤها
وما أرضها إلا خزائن رحمة
وحسبك فخرا بان منه اعتلاؤها
وقد شبه الرحمن خلقتنا به
صنوف من النعماء منها وطاؤها
ومعروشة الأرجاء مفروشة بها
على نعم عند الإله كفاؤها
ترى الطير في أجوافها قد تصففت
تقصر عما قد حوى خلفاؤها
ونسبتها صنهاجة غير أنها
على الله في يوم الجزاء جزاؤها
حبتني بها دون العبيد خلافة
رعى الله زهرا ينتمي لقرنفل

حكى عرف من أهوى وإشراق خده
رعى الله زهرا ينتمي لقرنفل
كما امتنع المحبوب في تيه صده
ومنبته في شاهق متمنع
أعانق منها القضب شوقا لقده
أميل إذا الأغصان مالت بروضة
وأهوى اريج الطيب من عرق نده
وأهفو لخفاق النسيم إذا سرى
يا أيها المولى الذي بركاته

رفعت لواء للندى منشورا
يا أيها المولى الذي بركاته
فجرت منها بالنوال بحورا
لك راحة تزجي الغمام بأنمل
وغدا ظفرت بأجره عاشورا
واليوم موسم قربة وعبادة
تروي الثقات حديثه المشهورا
راعيت فيها سنة نبوية
لقيت منها نضرة وسرورا
لا زلت عامك كله في غبطة




هب النسيم على الرياض مع السحر
فاستيقظت في الدوح أجفان الزهر
هب النسيم على الرياض مع السحر
فاعتاض من طل الغمام بها درر
ورمى القضيب دراهما من نوره
يا حسن ما نظم النسيم وما نثر
نثر الأزاهر بعدما نظم الندى
شمسا تحل من الزجاجة في قمر
قم هاتها والجو أزهر باسم
ترميه من شهب الحباب بها شرر
إن شجها بالماء كف مديرها
يقد السراج لنا إذا الليل اعتكر
نارية نورية من ضوئها
قد ارعشت في الكأس من ضعف الكبر
لم يبق منها الدهر إلا صبغة
إذ كان يدخر كنزها في ما دخر
من عهد كسرى لم يفض ختامها
فأحالها ذوب اللجين لمن نظر
كانت مذاب التبر فيما قد مضى
بكر تحييها الكرام مع البكر
جدد بها عرس الصبوح فإنها
والشمس من وعد الغروب على خطر
وابلل بها رمق الأصيل عشية
خجل المريب يشوبه وجل الحذر
محمرة مصفرة قد أظهرت
من جوهر لألاء بهجته بهر
في كف شفاف تجسد نوره
لو أوتيت منه المحاسن والغرر
تهوى البدور كماله وتود أن
قلمان من آس هناك ومن شعر
قد خط نون عذاره في خده
يسقيك من كأس الفتور إذا فتر
وإلى عليك بها الكؤوس وربما
متعاقب مهما سقى وإذا نظر
سكر الندامى من يديه ولحظة
فالطير تنشد في الغصون بلا وتر
حيث الهديل مع الهدير تناغيا
وفد الأحبة قادمين من السفر
والقضب مالت للعناق كأنها
وجناتهن الورد حسنا عن خفر
متلاعبات في الحلي ينوب في
بلواحظ دمع الندى منها انهمر
والنرجس المطلول يرنو نحوها
درع الغدير مصفقا فيها صدر
والنهر مصقول الحسام متى ترد
متكسرا من فوقها مهما عثر
يجري على الحصباء وهي جواهر
فيها لأرباب البصائر معتبر
هل هذه أم روضة البشرى التي
من منهما فتن القلوب ومن كسر
لم أدر من شغف بها وبهذه
ملء الخواطر والمسامع والبصر
جاءت بها الأجفان ملء ضلوعها
وافى مع الفتح المبين على قدر
ومسافر في البحر ملء عنانه
جمل يساق إلى القياد وقد نفر
قادته نحوك بالخطام كأنه
بك يا أعف القادرين إذا قدر
وأراه دين الله عزة أهله
للناس سر في اختصاصك قد ظهر
يا فخر أندلس وعصمة أهلها
فشفيت منه بالبدار وبالبدر
كم معضل من دائها عالجته
والله ما أيامه إلا غرر
ماذا عسى يصف البليغ خليفة
من كل من آوى النبي ومن نصر
ورثت هذا الفخر يا ملك الهدى
فليتل وحي الله فيهم والسير
من شاء يعرف فخرهم وكمالهم
بسيوفهم دين الإله قد انتصر
أبناؤهم أبناء نصر بعدهم
وكلاهما في الخافقين قد اشتهر
مولاي سعدك والصباح تشابها
لم يلف غيرك في الشدائد من وزر
هذا وزير الغرب عبد آبق
والله قد حتم العذاب لمن كفر
كفر الذي أوليته من نعمة
وصلى سعيرا للتأسف والفكر
إن لم يمت بالسيف مات بغيظه
فجرت به حتى استقر على سقر
ركب الفرار مطية ينجو بها
قد حم وهو من الحياة على غرر
وكذا أبوه وكان منه حمامه
ما شاء من وطن يعز ومن وطر
بلغته والله أكبر شاهد
لم تبق منه الحادثات ولم تذر
حتى إذا جحد الذي أوليته
لله عبد في القضاء قد اعتبر
في حاله والله أعظم عبرة
إن العواقب في الأمور لمن صبر
فاصبر تنل أمثالها في مثله
فالله حسبك في الورود وفي الصدر
رد حيث شئت مسوغا ورد المنى




صائد الأفكار 14 - 2 - 2011 10:36 PM

لسان الدين بن الخطيب
713 - 776 هـ / 1313 - 1374 م

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب.
وزير مؤرخ أديب نبيل.
كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل سنة 733هـ ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه.
وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان سنة773 وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين.
واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان المستنصر أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده الغني بالله صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر. وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره ابن زمرك إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة الزندقة وسلوك مذهب الفلاسفة وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن.

ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة باب المحروق بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف، ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره.
ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة)، و(الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و(اللمحة البدرية في الدولة النصرية).


جادك الغيث


يا زمان الوصل بالأندلس جادك الغيث إذا الغيث هما في الكرى أو خلسة المختلس لم يكن وصلك إلا حلما بالدجى لولا شموس الغرر في ليالٍ كتمت سر الهوى مستقيم السير سعد الأثر مال نجم الكاس فيها وهوىسوى أنه مر كلمح البصر وطرٌ ما فيه من عيبٍ هجم الصبح هجوم الحرس حيث لذ الأنس شيئاً أو كما أثرت فينا عيون النرجس غارت الشهب بنا أو ربما وبقلبي مسكن أنتم به يا أهيل الحي من وادي الغضا الفضا لا أبالي شرقه من غربه ضاق عن وجدي بكم رحب جال في النفس مجال النفس ساحر المقلة معسول اللمى
بفؤادي نبلة المفترس
سدد السهم فأصمى إذ رمى
وخفَّ لتوديعي وتشييع رحلَتي
أخو كلِّ إيثارٍ وكل وفاءِ
وخفَّ لتوديعي وتشييع رحلَتي
وكم من جفونٍ أولعت ببكاءِ
فكم من أكفٍّ أغريت بتصافُح
يا محلاَّ لخُلّتي وانتخائي
لم يُبح لي الخروجَ بابُ الرَّخاء
يا محلاَّ لخُلّتي وانتخائي
فبحق تبجُّحي وانتخاء
دلَّ أن الرخاء مغتبطٌ بي




زارَتْ وقَدْ صَرَفَ العِنانَ الغَيْهَبُ
والصُّبْحُ يُنشر منه بَنْدٌ مُذْهَبُ
زارَتْ وقَدْ صَرَفَ العِنانَ الغَيْهَبُ
يطْفو بِصِفْحَتِها وبعضٌ يَرْسُبُ
والزَّهْرُ في نَهْر المجرَّة ِ بعضها
زُفَّت وحَلَّ لها الحُلِيّ المَغْرِبُ
وكأنما الفَلَكُ المُكَوْكَبُ غادة ٌ
ألْقَى بمَسْمَعِهِ النَّسيمُ الطَّيب
والدَّوْحُ صلَّى بالتَّحيات التي
والوُرْقُ تَتْلُو والبلابِلُ تَخْطُب
والطَّيرُ قد نَفَضَ الجناحَ مُؤذّنا
تُنْمَى إلى هارُوتِهِ إذْ تُنْسَب
بِكْرٌ من الحيّ الحلال ببابل
للحُسْنِ من غُرِّ المعاني مَرْكَبُ
محْجوبَة ٌ في خَدْرِ طِرْسٍ دُونها
فالنّجْمُ للطُّرَّاقِ منها أقْرَب
ممْنوعَة ُ الأبياتِ بالبيضِ الظّبا
كيف اهْتَدَيْتَ وما اسْتبانَ المذْهبُ
ألباب ربّاتُ الحِجالِ بلِ الحِجا
بالطَّيفِ فضلا عن مزارِ يَقْرُب
قد كُنْتُ أقْنَعُ منك في سِنة ِ الكَرى
عن زَوْرتي وتألَّفوا وتألَّبوا
ويئسْتُ إذ عاقَتْكَ أحراسُ العِدا
خَوْفَ القواطِعِ خائفا يترقَّبُ
تالله لو أرسلتَ طيفَكَ لانْثَنى
لو عُلِّلَتْ بالبحْرِ كانت تَلْهَبُ
فأبيْتَ إلا أن تُبَرِّدَ غُلّة ً
حظٍ تَكِدُّ له فحظُّك يطلبُ
فَرَغَ الإلاهُ عن الحُظوظِ فَعَدِّ عن
كالشمسِ إلا أنها لا تَغْربُ
قسماً بِمُهْديك الذي أنوارُه
وأنلْتني فوقَ الذي أنا أطلبُ
لنَعَشت مني مُهْجة ً مَطْلُولة ً
أثْنِي على عُلْياكَ عَزَّ المطلبُ
إيهٍ أبا حسَنٍ بأي عبارة
في مثلها باغي المكارِمِ يَرْغَبُ
طَوَّقتني منها قِلادَة مَفْخرٍ
لا يسْتَقلُّ بحمْلِها لي مَنْكِبُ
هذا وكم لك منْ يدٍ مَشفُوعة ٍ
والشمسُ نازَعَها الضِّياءَ الكَوْكَبُ
وإليكَها كالبَحْر قِيسَ بمذْنَبٍ
كالضَّرْع جفَّ وشحَّ مما يُحْلبُ
وتوَخَّني بالعُذْرِ إنَّ قريحتي
ما إنْ له إلا العِنايَة َ مُوجِب
أمَّا دُعاؤكَ لي فعِلْمي أنَّه
وبِساطُ حالِ الوقتِ عنه يُعْربُ
والوقْتُ فيه للقَبُولِ مَظِنَّة ٌ
فهَصَرْتُه وهو الكثيرُ الأطْيَبُ
هذا جنًى غَرَسَتْه كفُّ رِضاكَ لي
ما يوجب الإحسانَ لا ما يَسْلُبُ
ونَتِجَة ٌ قَدَّمْتُ عند قِياسها
والدّمعُ من عيني يفيضُ ويَسْكُبُ
لكنْ غَدَوْت برغم أنفي قاعِدا
فالضّعفُ يُمْسك والتَّشوُّقَ يَجْذبُ
وتنازعَ القَصْدانِ عَزْمي عندها
والقلبُ بين الحالتينِ مُذَبْذَبُ
والعزْمُ بين المقصِدَين مُرَدَّدٌ
للفَرِّ والتأويلُ فيه يُجَنَّبُ
ولو أنني ألْفيَتُ طِرْفاً يُرْتَضى
فيها أخو جِدٍّ كمن هو يلْعبُ
وإذا تَبَيَّنَتِ المقاصِدُ لم يكن
وحثَثْتُه للحرْبِ فيما أحْسِبُ
لبذلتُ فيه كلّ ما مَلكَتْ يدي
يشْقَى بطَعْنتِه العدُوُّ الأصهَبُ
وهزَزْتُ فيه كلّ أسمَرَ ذابلٍ
كلا فما قلبي لذُعْرٍ يَنْحَبُ
ما بِنْتُ عنه لفَرْطِ جبنٍ فاضِحٍ
فإذا فررْتَ إليه منه المهْرَبُ
والحتْفُ غاية ُ من يرُوحُ ويغتدي
وهي الطَّريقة ُ والسَّبيلُ الأصْوبُ
وحَذَرْتَ لي عُقْبى القطيعة جاهداً
فإذا ظَننْتُ فإنها لا تكْذِبُ
لكن لديَّ فراسة ٌ معضْودَة ٌ
ظنٌّ يكادٌ الحقُّ فيه يَغْلبُ
والشّرْعُ يعتبرُ الظُّنونَ وسيما
بهِمُ خبيرٌ ماهرٌ ومُجَرِّبُ
كِلْني لعلمي في صحابي إنني
منهُم بواطِنٌ عن عِيانِك غُيَّبُ
لك ظاهِرٌ منهم حَكَمْتَ به ولي
أو عاذِرٌ أو عاذِلٌ ومُؤنِّبُ
سِيانِ منهم واصلٌ أو هاجِرٌ
سَعة ٌ وفي عرْضِ البسيطة ِ مَذْهبُ
مهما جفاني صاحِبٌ في الناس لي
وموَدّة ُ الأكفاءِ أمرٌ يَصْعُب
لا تسْتَقِرُّ على التّنافُس صُحْبَة ٌ
أوصافُه وعلا عليه الطُّحْلُبُ
والماءُ إن ألف الثَّواء تغيَّرتْ
في الدّهْرِ كالعنْقاءِ بل هو أغْربُ
إنّ الصّداقة َ لفْظة ٌ مدْلُولها
ضاعت وكم ذهبٍ رأينا يَذْهبُ
كم فضّة ٍ فُضَّتْ وكم من ضَيْعة ٍ
أسْمى وأسْنى ما اكْتَسَبْتَ وتَكْسِبُ
إلا الصداقَة َ فهي ذُخْرٌ خالدٌ
عِلْمٌ بمن يرضى ومن يغْضَب
وإذا رَضِيَت وقد رَضِيتَ فليس لي
لم لا وأنت الأهلُ عِنْدي والأبُ
وإذا بَقيتَ فلستُ أبكي مَنْ مَضَى
آوي وفي مَرْضاتِهِ أتَقَلَّبُ
أمحلَ والدي الذي لجَنابِه
والأمرُ يُفْصِحُ بالمسير ويُعْرِب
خيَّرتَني بين المُقام أو السُّرى
حُكْمُ الإباحة ِ ما اسْتبانَ الأوجب
فترجَّحَ العزْمُ الحثيثُ وساقِطٌ
لأخافُ من يَبْغي عليَّ ويَعْتِبُ
ووعَدَت بالعذْرِ الجميلِ وإنني
يُرْدِي الأعادي منك ماضٍ مُقْضِب
نَبهَت لمَّا نِمْتُ عنك مُؤمَّلا
لكن أبوها دونَ فَخْرٍ مُنْجِب
فامدُدْ لها كُفّا بُنَيَّة ساعة ٍ
عَرَضْتَ لنا أصلا فقلنا الرَّبرب
وإذا أتَتْكَ عشية ً فامْدُدْ لها





الساعة الآن 11:44 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى